اجتاحت الجيوش المغولية تركستان والهند وباكستان وافغانستان وقرقيزستان ودولة خوارزم وايران,ووقفت علي حدود الدولة العباسية.
لقد اعاثت تلك القوات الفساد في الارض اذ كانت تقتل الملايين من الرجال دون شعور بانسانية.
وكانت مخيمات الأسرى تملأ المدن الاسلامية تنتظر أوامرالقادة بقتل الرجال واعفاء اصحاب الحرف اليدوية والاطباء.
لقد استخدم المغول النجارين والحدادين والاطباء في خدمة فتوحاتهم البربرية.
وكان المحقق الطوسي واحدا من الأسرى في تلك المخيمات الوحشية ينتظر اعدامه بين ساعة واخرى.
ووصلت اخباره الى هولاكو في علومه الشهيرة في باب النجوم وتضلعه في هذا المجال.
لقد ادرك هولاكو اهمية هذا العالم في حركة جيوشه في فتوحاته العظيمة.
وفعلا استفاد هولاكو من المحقق الطوسي في معرفة العواصف وسقوط المطر وشروع الفيضانات.
لقد اصدر هولاكوأمره بابقاء المحقق الطوسي في اسره مع طبيب حاذق وألحقهما بمعسكره الخاص وبقيا في اسره اثناء اجتياحه مناطق غرب ايران والعراق.
ولم يتطوع المحقق الطوسي في خدمة هولاكو ولا التعاون معه والتحالف معه.
ولم يكن مسرورا بنجاح الفتوحات المغولية لمدن غرب ايران وهو يشاهد مئات الالاف من الشيعة يقتلون بيد المغول.
ولم يكن في استطاعة الطوسي انقاذ المدن الايرانية من هجمات المغول وصونها من التدمير, فكانت تدمرامام عينيه.
ثم شاهد المحقق الطوسي الأسير, الدمار المغولي يحل ببغداد.واذا كان الشيعة في بغداد 90% فأنهم يشكلون 100% في مدن غرب ايران.
لقد سارع ابن تيمية واذنابه لاتهام المحقق الطوسي بالعمالة للمغول كذبا وافتراءا عليه في محاولة منه لضرب المذهب الشيعي وتغافل عن تعاون عشرات السنة مع المغول.وعلى راسهم العالم الجويني
لقد كان الطوسي بمعية المغول كأسير حرب أما مجموعة رجال السنة فلم يكونوا اسرى.
اقول:ولم يكن الطوسي ومجموعة الرجال المذكورين يمثلون الشيعة والسنة بل كانوا يمثلون انفسهم .
افترءات ابن تيمية تسببت في اقناع بعض المغفلين من الشيعة والسنة بجواز العمل مع الكفار المحتلين.
لقد قالها القران واضحة :(ولاتتولوا اليهود والنصاري ومن يتولهم منكم فهو منهم).
فالقران واضح لا لبس فيه وسوف يخزي كل من عمل مع المحتلين مهما كانت منزلته كبيرة.
وقد ورد في الحديث بأن الامام المهدي(ع) سوف يقتل الكثير من العلماء الفاسقين قرب الكوفة.