عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

السؤال : لقد سمعت عن قصّة الإمام علي (عليه السلام) في معركة الخندق أنّه خرج إلى المسلمين أحد كبار أبطال الكفّار ، وخاف أن يبارزه أحد ، فخرج إليه الإمام علي (عليه السلام) ، فألقى إليه بأبيات شعرية ، وقتله .

قتاله لعمرو بن عبد ودّ في الخندق :

السؤال : لقد سمعت عن قصّة الإمام علي (عليه السلام) في معركة الخندق أنّه خرج إلى المسلمين أحد كبار أبطال الكفّار ، وخاف أن يبارزه أحد ، فخرج إليه الإمام علي (عليه السلام) ، فألقى إليه بأبيات شعرية ، وقتله .

الرجاء أُريد معرفة هذه القصّة بالتفصيل ، وما هي الأبيات الشعرية التي


الصفحة 30


قالها الإمام ؟

الجواب : لقد خرج عمرو بن عبد ودّ العامريّ في معركة الخندق ( الأحزاب ) ، ونادى هل من مبارز ؟ فلم يجبه أحد من المسلمين ، فقال الإمام علي (عليه السلام) : " أنا له يا رسول الله " ، فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله) : " إنّه عمرو " ، فسكت ، فكرّر عمرو النداء ثانية ، وثالثة ، والإمام علي (عليه السلام) يقول : " أنا له يا رسول الله " ، والرسول(صلى الله عليه وآله) يجيبه : " إنّه عمرو " ، فيسكت ، وفي كلّ ذلك يقوم علي (عليه السلام) فيأمره النبيّ (صلى الله عليه وآله) بالثبات ، انتظاراً لحركة غيره من المسلمين ، وكأن على رؤوسهم الطير لخوفهم من عمرو .

وطال نداء عمرو بطلب المبارزة ، وتتابع قيام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فلمّا لم يقدم أحد من الصحابة ، قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : " يا علي امض لشأنك " ، ودعا له ، ثمّ قال : " برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه " (1) .

فسعى الإمام علي (عليه السلام) نحو عمرو حتّى انتهى إليه ، فقال له : " يا عمرو ، إنّك كنت تقول : لا يدعوني أحد إلى ثلاث إلاّ قبلتها ، أو واحدة منها " ، قال : أجل ، قال (عليه السلام) : " إنّي أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وأن تسلم لربّ العالمين " .

قال : يا بن أخي أخّر هذا عنّي ، فقال (عليه السلام) : " أما أنّها خير لك لو أخذتها " ، ثمّ قال (عليه السلام) : " ها هنا أُخرى " ، قال : وما هي ؟ قال (عليه السلام) : " ترجع من حيث أتيت " ، قال : لا ، تتحدّث نساء قريش عنّي بذلك أبداً ، فقال (عليه السلام) : " فها هنا أُخرى " ، قال : وما هي ؟ قال (عليه السلام) : " أُبارزك وتبارزني " .

فضحك عمرو وقال : إنّ هذه الخصلة ما كنت أظنّ أحداً من العرب يطلبها منّي ، وأنا أكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك ، وقد كان أبوك نديماً لي ، فقال (عليه السلام) : " وأنا كذلك ، ولكنّي أحبّ أن أقتلك ما دمت أبيّاً للحقّ " .

____________

1- شرح نهج البلاغة 13 / 261 و 285 و 19 / 61 ، شواهد التنزيل 2 / 16 ، ينابيع المودّة 1 / 281 .


الصفحة 31


فحمى عمرو ، ونزل عن فرسه ، وضرب وجهه حتّى نفر ، وأقبل على أمير المؤمنين (عليه السلام) مصلتاً سيفه ، وبدره بضربة ، فنشب السيف في ترس الإمام (عليه السلام) ، فضربه أمير المؤمنين (عليه السلام) .

قال جابر الأنصاريّ (عليه السلام) : وتجاولا ، وثارت بينهما فترة ، وبقيا ساعة طويلة لم أرهما ، ولا سمعت لهما صوتاً ، ثمّ سمعنا التكبير ، فعلمنا أنّ علياً (عليه السلام) قد قتله ، وسرّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) سروراً عظيماً ، لمّا سمع صوت أمير المؤمنين (عليه السلام) بالتكبير ، وكبّر وسجد لله تعالى شكراً ، وانكشف الغبار ، وعبر أصحاب عمرو الخندق ، وانهزم عكرمة بن أبي جهل ، وباقي المشركين ، فكانوا كما قال الله تعالى : { وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً } (1) .

ولمّا قتله الإمام علي (عليه السلام) احتزّ رأسه ، وأقبل نحو النبيّ (صلى الله عليه وآله) ووجهه يتهلّل ، فألقى الرأس بين يدي النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فقبّل النبيّ رأس علي ووجهه ، وقال له عمر بن الخطّاب : هلاّ سلبته درعه ، فما لأحد درع مثلها ؟

فقال : " إنّي استحييت أن أكشف سوأة ابن عمّي " ، وكان ابن مسعود يقرأ من ذلك اليوم كذا : { وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ـ بعليّ ـ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا } .

وذكر أنّ عمرواً قال في المعركة أبياتاً ، هي :

 

ولقد بححت من النداء لجمعكم هل من مبارز

ووقفت إذ وقف الشجاع مواقف القرن المناجز

وكذاك إنّي لم أزل متترعاً قبل الهزاهز

إنّ الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرائز

 

____________

1- الأحزاب : 25 .


الصفحة 32


فأجابه علي (عليه السلام) :

 

لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز

ذو نبهة وبصيرة والصدق منجي كلّ فائز

إنّي لأرجو أن أُقيم عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز (1)

 

وقال صاحب مستدرك الصحيحين : لما قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) عمرو بن عبد ودّ أنشأت أُخته عمرة بنت عبد ودّ ترثيه ، فقالت :

 

لو كان قاتل عمرو غير قاتله

بكيته ما أقام الروح في جسدي

لكن قاتله من لا يعاب به

وكان يدعى قديماً بيضة البلد (2)

 

( علي المنير . الأردن . ... )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال : لماذا نرى بالمذهب الشيعي الصلاة على ...
هل منزلة الأئمة الأطهار أرفع منزلة من الأنبياء ...
السؤال : من المؤكّد أنّ العصمة الموعودة من الله ...
الخطبة الشقشقية
لماذا صار يوم عاشوراء اعظم الايام مصيبة
السؤال : هذه شبهة وردت في إحدى مواقع الوهّابية في ...
السؤال : هل توجد رواية في كتب أهل السنّة تبيّن ...
ما هو سرّ الخليقة وفلسفة الحياة؟!
السؤال : قال الإمام علي أمير المؤمنين : " أنا الذي ...
ان زيارة عاشورا المشهورة ( التي نقرأها جميعا ) هي ...

 
user comment