عربي
Thursday 9th of January 2025
0
نفر 0

ـ دعاؤه حول الكعبة

7 ـ دعاؤه حول الكعبة

كان الإمام الصادق(عليه السلام)، يستقبل الكعبة المعظمة بالخشوع وذكر الله. وقد روى ذريح ما شاهده من الإمام، وما سمعه من دعائه قال: رأيت الإمام عند الكعبة، وهو ساجدٌ، يقول:

«لا يرد غضبك إلا حلمك، ولا يجير من عذابك إلاّ رحمتك، ولا ينجي منك إلاّ التضرع إليك، فهب لي يا إلهي، فرجاً بالقدرة التي بها تحيي أموات العباد، وبها تنشر ميت البلاد، ولا تهلكني يا إلهي حتّى تستجيب لي دعائي وتعرّفني الإجابة.

اللّهمّ; ارزقني العافية الى منتهى أجلي، ولا تشمت بي عدّوي، ولا تمكّنه من عنقي، من ذا الذي يرفعني إن وضعتني؟ ومن ذا الذي يضعني إن رفعتني؟ وإن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك، أو يسألك عن أمره، فقد علمت يا إلهي، أنّه ليس في حكمك ظلم، ولا في نقمتك عجلة، إنّما يعجل من يخاف الفوت، ويحتاج الى الظلم الضعيف، وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك.

إلهي فلا تجعلني للبلاء غرضاً، ولا لنقمتك نصباً، وأمهلني ونفسي، وأقلني عثرتي، ولا تردّ يدي في نحري، ولا تتبعني ببلاء، فقدترى ضعفي، وتضرعي إليك، ووحشتي من النّاس، وأنسي بك، أعوذ بك اليوم فأعذني، وأستجير بك فأجرني، وأستعين بك على الضراء فأعنيّ، وأستنصرك فانصرني، وأتوكّل عليك فاكفني، وأومن بك فآمنّي، وأستهدي بك فاهدني، وأسترحمك فارحمني، وأستغفرك ممّا تعلم فاغفر لي، وأسترزقك من فضلك الواسع، فارزقني، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم...»([1]).

لقد إتجه الإمام(عليه السلام)، بمشاعره وعواطفه نحو الله تعالى، وناجاه بإيمان لا حدود له، وقد طلب منه أجلّ وأسمى ما يطلبه المتّقون، والعارفون، فقد طلب منه خير الدنيا وخير الآخرة.

 

8 ـ دعاؤه عند دخول الكعبة

كان الإمام الصادق(عليه السلام)، يهتم إهتماماً بالغاً، في الدّخول الى الكعبة المعظمة، وقد عهد الى تلميذه الفقيه، معاوية بن عمار، أن لا يدخلها إلاّ حافياً، ويقول عند الدخول: اللهم إنك قلت: ( وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا)فآمنّي من عذاب النار، كما أمره بالصلاة ركعتين بين الاسطوانتين على الحمراء، ويقرأ في الركعة الأولى (حم السجدة) وفي الثانية عدد آياتها من القرآن ويصلي في زواياها ويقول:

«اللّهمّ، من تهيأ، أو تعبأ، أو أعدّ، أو استعدّ لوفادة الى مخلوق رجاء، رفده وجائزته، ونوافله وفواضله، فإليك يا سيدي; تهيئتي، وتعبئتي، واستعدادي،رجاء رفدك، ونوافلك، وجائزتك، فلا تخيّب اليوم رجائي، يا من لا يخيب سائله، ولا ينقص نائله، فإنّي، لم آتك اليوم، بعمل صالح قدّمته، ولا شفاعة مخلوق رجوته، ولكني أتيتك مقرّاً بالذنوب والإساءة على نفسي، فإنه لا حجة لي، ولا عذر، فأسألك يا من هو كذلك، أن تصلّي على محمد وآله، وتعطيني مسألتي، وتقيلني عثرتي، وتقبلني برغبتي، ولا تردّني مجبوهاً ممنوعاً، ولا خائباً، يا عظيم، يا عظيم، يا عظيم، أرجوك يا عظيم، أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذنب العظيم، يا عظيم، لا إله إلاّ أنت..»([2]).

أرأيتم سيد العارفين والمتقين، كيف يتذلل أمام الخالق العظيم؟ لقد علمنا كيف نخاطب الله تعالى؟ وكيف ندعوه ونتوسل إليه؟

 

9 ـ دعاؤه عند الحجر الأسود

أما بداية الطواف حول البيت المعظم، فمن الحجر الأسود، وقد أثرت عن الإمام الصادق(عليه السلام)، بعض الأدعية، التي كان يدعو بها حول هذا الحجر المقدس، وهي كما يلي:

أ ـ روى الفقيه، معاوية بن عمار، عن الإمام ا لصادق(عليه السلام)، أنه قال إذا دنوت من الحجر الأسود، فارفع يديك، واحمد الله، واثن عليه، وصلّ على النبي(صلى الله عليه وآله)واسأل الله أن يتقبل منك، ثم استلم الحجر وقبّله، فإن لم تستطع ]أن[ تقبّله، فاستلمه بيدك، فان لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه، وقل:

«اللّهمّ، أمانتي أدّيتها، وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة، اللّهمّ، تصديقاً بكتابك، وعلى سنّة نبيك، أشهد أن لا إله إلاّ الله، وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، آمنت بالله، وكفرت بالجبت والطاغوت، وباللاّت والعزّى، وعبادة الشيطان، وعبادة كلّ ندّ يدعى من دون الله...»

وأضاف الإمام(عليه السلام) قائلاً: فإن لم تستطع أن تقول هذا كله فبعضه، وقال:

«اللّهمّ، إليك بسطت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل مسحتي، واغفر لي وارحمني، اللّهمّ، إنّي أعوذ بك من الكفر والفقر، ومواقف الخزي، في الدنيا والآخرة...»([3]).

ب: روى أبو بصير الثقة الجليل عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال: إذا دخلت المسجد الحرام، فَامش حتى تدنو من الحجر الأسود، فتستلمه، وتقول:

«الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاَّ اللهُ، والله أكبر، أكبر من خلقه، وأكبر ممّن أخشى وأحذر، ولا إله إلاّ الله، وحدهُ لا شريكَ لهُ، لَهُ الملك، وله الحمد يحيي ويميتُ، ويميتُ ويحيي بيده الخير، وهو على كل شيء قديرٌ..».

ثم أمره بالصلاة على النبي وآله، والسلام على المرسلين، والقول بعد ذلك: «إنّي أُومن بوعدك، وأوفي بعهدك...»([4]).

 

10 ـ دعاؤه عند الطواف

وعلَّم الإمام الصادق(عليه السلام)، تلميذه  الفقيه معاوية بن عمار، الدعاء الذي يدعو به في حال طوافه، قائلاً: طف بالبيت سبعة أشواط، وتقول في الطواف:

«اللّهمَّ، إني أسألك باسمك الذي يُمشى به على ظلل([5]) الماء، كما يُمشى به على جدد الأرض، وأسألك باسمك، الذي يهتزّ له عرشك، وأسألك باسمك، الذي تهتز له أقدام ملائكتك، وأسألك باسمك، الذي دعاك به موسى من جانب الطور، فاستجبت له، وألقيت عليه محبّةً منك، وأسألك باسمك الذي غفرت به لمحمد، ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وأتممت عليه نعمتك...».

ثم تسأل حاجتك...وكلما انتهيت الى باب الكعبة فصلّ على النبي وآله وتقول فيما بين الركن اليماني والحجر الأسود:

«ربّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النّار».

وقل في الطواف:

«اللّهمّ، إني إليك فقيرٌ، وإني خائف مستجير، فلا تغيّر جسمي، ولا تبدّل إسمي...»([6]) .

 

11 ـ دعاؤه عند الصفا

وروى الفقيه الجليل، معاوية بن عمار، عن الإمام الصادق(عليه السلام)، الدعاء الذي يدعو به عند الصفا، فقد قال: اصعد على الصفا حتى تنظر الى البيت، وتستقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود، فاحمد الله عزّ وجلّ واثن عليه، ثم اذكر من آلائه، وبلائه وحسن ما صنع إليك ما قدرت على ذكره، ثم كبّر الله سبعاً، واحمده سبعاً وقل:

«لا إله إلاّ اللهُ وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد يحيي ويميت، وهو حيٌّ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

وتقول ذلك ثلاث مرات ثم صل على النبي وآله وقل:

الله أكبر، الحمد لله على ما هدانا، الحمد لله على ما أولانا، الحمد لله الحيِّ القيوم، والحمد لله الحي الدائم ـ ثلاث مرات ـ وقل:

أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، لا نعبدُ إلاّ إيّاه، مخلصين له الديّن ولو كره المشركون ـ ثلاث مرات ـ ثم تقول: اللّهمّ، إنّي أسألك العفو والعافية، واليقين في الدُّنيا والآخرة ـ ثلاث مرات ـ اللّهمّ، آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النّار ـ ثلاث مرات ـ ثم تكبّر الله مائة مرةً، وتهلّله مائة مرة، وتحمده مائة مرة، وتسبحه مائة مرّة، ثم تقول:

لا إله إلاّ الله وحده وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فله الملك، وله الحمد وحده، وحده، اللّهمّ، بارك لي في الموت، وفيما بعد الموت، اللّهمّ، إنّي أعوذ بك من ظلمة القبر ووحشته، اللّهمّ; أظلّني في ظل عرشك، يومَ لا ظلَّ إلاّ ظلُّك...».

وأمره بالاستكثار من القول في استيداع دينه، ونفسه وأهله، عند الله عزّ وجلّ، ثم القول:

«أستودع الله الرّحمن الرحيم، الذي لا تضيع ودائعه، ديني، ونفسي، وأهلي، اللّهمَ، استعملني على كتابك وسنّة نبيّك، وتوفّني على ملّته، وأعذني من الفتنة».

ثم تكبّر ثلاثاً، ثم تكبر واحدةً، ثم تعيدها فإن لم تستطع فبعضه([7]) .

ومثّلت هذه الأدعية، وهذا الذكر روحانية الإسلام، الذي يسمو بالإنسان الى مستوى رفيع، يجعله جديراً بأن يكون خليفة لله في أرضه.

12 ـ دعاؤه عند الصفا والمروة

سأل جميل الإمام الصادق(عليه السلام)، أن يعلّمه دعاءاً موجزاً يقوله على الصفا والمروة، فعلّمه الإمام(عليه السلام) هذا الدعاء:

«لا إله إلاّ الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو على كل شيء قدير...»([8])

 

13 ـ دعاؤه في عشية عرفة

كان الإمام الصادق(عليه السلام)، يستقبل عشية عرفة بالدعاء، والإبتهال الى الله تعالى، وكان يُحيي تلك الليلة المباركة، بالعبادة والطاعة، وكان مما يدعو به هذا الدعاء:

«اللّهمّ، هذه الأيام التي فضّلتها على غيرها من الأيام، وشرّفتها، وقد بلّغتنيها بمنّك، ورحمتك، فأنزل علينا من بركاتك، وأسبغ علينا فيها من نعمائك، اللّهمّ، إني أسألك أن تصلّي على محمد وآل محمد، وأن تهدينا فيها سبيل الهدى، وترزقنا فيها التقوى، والعفاف، والغنى، والعمل بما تحب وترضى.

اللّهمّ، إنّي أسألك يا موضع كلّ شكوى، ويا سامع كلّ نجوى، ويا شاهد كلّ ملاء، ويا عالم كل خفية، أن تصلّي على محمد وآل محمد، وأن تكشف عنّا فيها البلاء، وتستجيب لنا فيها الدعاء، وتقوّينا فيها، وتعيننا، وتوفقنا فيها، ربّنا لما تحب وترضى، وعلى ما افترضت علينا من طاعتك، وطاعة رسولك، وأهل ولايتك، اللّهمّ، إنىّ أسألك يا أرحم الراحمين أن تصلّي على محمد وآل محمد، وأن تهب لنا فيها الرّضا; إنّك سميع الدعاء، ولا تحرمنا خير ما نزل فيها من السّماء، وطهرّنا من الذّنوب يا علاّم الغيوب، وأوجب لنا فيها دار الخلود، اللّهمّ صلّ على محمد وآل محمد، ولا تترك لنا فيها ذنباً إلاّ غفرته، ولا همّاً إلاّ فرّجته، ولا ديناً إلاّ قضيته، ولا غائباً إلاّ أدنيته، ولا حاجةً من حوائج الدنيا والآخرة إلاّ سهّلتها ويسّرتها إنّك على كل شيء قدير.

اللّهمّ، يا عالم الخفيّات، ويا راحم العبرات، يا مجيب الدعوات، يا ربَّ الأرضين والسّموات، يا من لا تتشابه عليه الأصوات، صلّ على محمد وآل محمد، واجعلنا فيها من عتقائك وطلقائك من النّار، والفائزين بجنتك، النّاجين برحمتك يا أرحم الرّاحمين، وصلّى الله على محمد وآله أجمعين وسلّم تسليماً...».

وانتهى هذا الدعاء الشريف، وكان الإمام(عليه السلام)، يقرأه أيضاً بَعدَ صلاة الصبحِ، وقبل المغرب الى ليلة المزدلفة([9]).



([1]) وسائل الشيعة 9/375 ـ376 كتاب الحج أبواب مقدمات الطواف  باب 37 ح1.

([2]) وسائل الشيعة 9/372 ـ373.

([3]) وسائل الشيعة 9/400.

([4]) وسائل الشيعة: 9/401.

([5]) ضلل: جمع ظلة، وهي أمواج البحر، لسان العرب: 11/417 .

([6]) وسائل الشيعة: 9/415 كتاب الحجّ أبواب الطواف باب 20 ح1.

([7]) وسائل الشيعة: 9/517.

([8]) وسائل الشيعة: 9/520.

([9]) الاقبال:  324.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أخلاقيات ألثورة ألحسينية
أحسن الافعال في تربيةالاطفال
نور الهدى و المنجي من الردى
من تفسير القرآن بالقرآن الباغي والعادي
الأعمال العامة في شهر رمضان
هل الاسلام دين أممي؟
اربعين الحسيني
ان كنا نتدخل في البحرين لكان الوضع هناك بشكل آخر
اهداف ثورة الامام الحسين (عليه السلام)
ابن تيمية يعترف بدلالة حديث الغدير على عصمة ...

 
user comment