عربي
Thursday 23rd of May 2024
0
نفر 0

أهل البيت^ في الزبور -2

  أهل البيت^ في الزبور  -2

عطار النيسابوري

ذِكْر ابن محمد جعفر الصادق×

ذلك سلطان الملّة المصطفوية، ذلك برهان الحجة النبوية، ذلك العامل الصديق، ذلك عالم التحقيق، ذلك ثمرة فؤاد الأولياء، ذلك فلذة أكباد الأنبياء، ذلك (سليل على و وارث النبي، ذلك العارف العاشق، جعفر الصادق.

ولقد قلنا أن ذكر الأنبياء والصحابة يستلزم كتاباً مستقلاً وهذا الكتاب ذكر لأحوال الأولياء بعدهم وللتبرك نبدأ بالصادق؛ ولأنه من أهل البيت وحديث طريقته عنه أكثر وما روى عنه هو أكثر وهم جميعاً متساوون، وذكره ذكر لهم.

أفلا ترى أن قوماً مذهبهم مذهبه ومذهبهم أثنا عشر إماماً يعني الواحد أثنا عشر والأثنا عشر واحد: كان شيخ الإلهيين وكان إماماً للمحمديين طليعة أهل الذوق وإمام أهل العشق ومقدّم العباد ومكرم الزهاد، وصاحب التصنيف في الحقائق وتفسير اللطائف وأسرار التنزيل.

ونقل عن الباقر الكثير.

وأعجب من قوم في خيالهم أن أهل السنة والجماعة لهم سبيل غير سبيل أهل البيت.

وأني لأقول ما أعرف واعرف أن من آمن بمحمد ولم يؤمن ببنيه فليس بمؤمن بمحمد ... أما ترى الشافعي في حبه أهل البيت يتهم بالرفض ويحبس في ذلك وله شعر فيه هذا البيت.

لو كان رفضاً حب آل محمد  فليشهد الثقلان أني رافضي

وقد روي أن داود الطائي جاء إلى الصادق وقال: يابن رسول الله عظني فإن قلبي أسودّ ... وأن لكم الفضل على الخلائق والموعظة واجبة عليكم.

قال: يا أبا سليمان أني أخشى أن يأتيني جدّي يوم القيامة ويقول لي: لم لم تتبع الحق؟ كل أمرء رهن بعمله يومئذ.

فبكى داود وقال: اللهم إن هذا من ماء النبوّة وتركيب طبيعته من أصل البرهان والحجة، جدّه الرسول وأمه البتول فمن يكون داود وهو بعلمه معجب؟!

وجاء في سيرته أن بعضهم رآه مرتدياً حلّة خز غالية فقالوا له: يا بن رسول الله! ليس هذا من زي أهل بيتك فكشف لهم ما تحت الخزّ من ثوب خشن وقال لهم:

>هذا للحق وهذا للخلق<([18]).

ذِكْر الإمام محمد الباقر×

ذلك حجة أهل المعاملة: ذلك برهان أرباب المشاهدة، ذلك إمام أولاد النبي والمختار من أحفاد علي، ذلك صاحب الباطن والظاهر، أبو جعفر محمد الباقر رضي الله عنه، قيل أن كنيته أبو عبدالله ويدعى الباقر.

خصّ بدقائق العلوم ولطائف الإشارات وله كرامات مشهورة وآيات باهرة وبراهين ظاهرة.

وقد ورد عنه أنه قال في تفسير هذه الآية: { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ}([19]) كل ما يمنعك من رؤية الحق فهو طاغوت، فانظر إلى ما يحجبك فاسع إلى كشف الحجاب فإنك تبلغ الكشف الأبدي، فكل محجوب ممنوع وكل ممنوع لا ينبغي له أن يدّعي القرب([20]).

أبو القاسم القشيري

ومنهم أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي، كان من المشايخ الكبار مجاب الدعوة يستشفى بقبره يقول البغداديون قبر معروف ترياق مجرب، وهو من موالي علي بن موسى الرضا رضي الله عنه مات سنة مائتين، وقيل سنة إحدى ومائتين، وكان أستاذ سري السقطي، وقد قال له يوماً إذا كانت لك حاجة إلى الله فأقسم عليه بي، سمعت الأستاذ أبا علي الدفاف& يقول كان معروف الكرخي أبواه نصرانيين، فسلّموا معروفاً إلى مؤدبهم وهو صبي فكان المؤدب يقوله قل ثالث ثلاثة، فيقول: بل هو أحد فضربه المعلم يومأً ضرباً مبرحاً فهرب معروف فكان أبواه يقولان ليته يرجع إلينا على أي دين يشاء فنوافقه عليه، ثم أنه أسلم على يدي علي بن موسى الرضا ورجع إلى منزله ودق الباب فقيل من بالباب فقال: معروف فقالوا: على أي دين جئت فقال: على الدين الحنفي، فأسلم أبواه.

ويروى عن معروف أنه قال: كنت ماراً بالكوفة فوقفت على رجل يقال له ابن السماك، وهو يعظ الناس فقال في خلال كلامه: من أعرض عن الله بكليته أعرض الله عنه بجملة ومن أقبل على الله بقلبه، أقبل الله برحمته إليه بجميع وجوه الخلق إليه، ومن كان مرّ ومرّة فالله يرحمه وقتاً ما فوقع كلامه في قلبي، فأقبلت على الله تعالى وتركت جميع ما كنت عليه إلا خدمة مولاي علي بن موسى الرضا وذكرت هذا الكلام لمولاي، فقال: يكفيك بهذا موعظة إن اتعظت([21]).

ومرّ الحسين بن علي بصبيان يأكلون كسرات خبز فدعوه فجلس يأكل معهم ثم دعاهم إلى منزله فأطعمهم وكساهم، وقال إن لهم اليد الطولى؛ لأنهم دعوني إلى كل ما يملكون([22]).

وقيل سأل شقيق البلخي جعفر بن محمد (الصادق) عن الفتوة فقال: ما تقول أنت؟ فقال شقيق: إن أعطينا شكرنا وإن منعنا صبرنا، قال جعفر: الكلاب عندنا بالمدينة كذلك تفعل.

فقال شقيق: يا بن بنت رسول الله ما الفتوة عندكم؟ فقال: إن أعطينا آثرنا وإن منعنا شكرنا<([23]).

وقيل أن رجلاً بالمدينة من الحاج توهم أن هميانه قد سرق فخرج فرأى جعفر الصادق فتعلق به ، وقال: أخذت همياني، فقال: أيش كان فيه؟ ، فقال: ألف دينار، فأدخله داره ووزن له ألف دينار، فرجع الرجل إلى منزله ودخل بيته فرأى هميانه في بيته، وقد كان توهم أنه سُرق، فخرج إلى جعفر معتذراً، ورد عليه الدنانير، فأبى أن يقبلها وقال: شيء أخرجته من يدي لا استردّه. فقال الرجل: من هذا؟ فقيل: جعفر الصادق([24]).

وقد جاء في الأثر أن الجنة تشتاق إلى ثلاثة! علي وعمار وسلمان رضي الله عنهم أجمعين([25]).

ورد في أن أمير الاخبار المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه دعا غلاماً له فلم يجبه، فدعاه ثانياً وثالثاً، فلم يجبه، فقام إليه فرآه مضطجعاً، فقال: أما تسمع يا غلام؟ فقال: نعم. قال: فما حملك على ترك جوابي؟! فقال: أمنت عقوبتك، فتكاسلت فقال×: فأمض فأنت حرّ لوجه الله.

الغزالي

يروي أبو الحسن المدائني: أن الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر رضوان الله عليهم أجمعين أنطلقوا إلى الحج فلما كانوا في الصحراء تخلفوا عن ا لقافلة وقد أخذ منهم الجوع والعطش مأخذه فبينا هم على هذه الحال إذلاحت لهم خيمه فاتجهوا  إليها فوجدوا أمرأة عجوز من أهل البادية فسألوها طعاماً فقالت: ما عندي شيء إلا هذه الشاة فليذبحها أحدكم.

فلما أكلوا وأرادوا الإنصراف قالوا لها: نحن نفر من قريش فأسألي عنا في المدينة لنجزيك على إحسانك، ثم انصرفوا فلما عاد زوجها وعرف ما حصل غضب غضباً شديداً وقال: ليس عندنا شيء غير هذه الشاة فتطعميها قوماً لا تعرفينهم؟!

ومضى زمن على ذلك وقد أمحلت البادية فإذا المرأة العجوز وزوجها يقدمان المدينة وكانا يقتاتان مما يجمعانه من بعر الإبل ويجمعانه ويبيعانه.

وذات يوم دخلت المرأة العجوز زقاقاً فيه بيت الحسن وكان الحسن جالساً في الباب فعرفها ولم تعرفه فقال لها: ألم تعرفيني يا أمة الله؟ قالت: لا . قال: أنا من النفر الذين قريتيهم في وقت كذا وكذا.

ثم أمر لها بألف شاة وألف دينار ثم أرسلها مع غلام إلى أخيه الحسين فقال لها: ما وهبك أخي ؟ قالت: ألف شاة وألف دينار فأمر لها بمثل ذلك<.

وقال رسول الله لفاطمة: ابشري فأنت سيدة نساء أهل الجنة قالت: وآسية امرأة فرعون ومريم أم عيسى، قال: أن آسية سيدة نساء عالمها، ومريم سيدة نساء عالمها وأنت سيد نساء العالمين، وأنت في بيت من قصب لا لغب فيه ولا نصب، ثم قال: وقد زوجتك ابن عمي وهو سيد في الدنيا وسيد في الآخرة<([26]).

كان علي بن الحسين إذا قام للوضوء أصفر لونه، فقيل في ذلك قال: إنكم لا تعلمون بين يدي من أقف؟؟

كان علي بن موسى الرضا إذا أراد دخول الحمام عهد إلى صاحب الحمام أن يخليه، وذات يوم أخلى صاحب الحمام المكان وغفل عن شخص كان فيه وكان من أهل القرى، وصادف أن رأى القروي علي بن موسى فظن أنه هندي من خدم الحمام فقال له: انهض وجئني بالماء ثم أمره أن يأتيه بطين فلما سمع صاحب الحمام صوت القروي خاف وهرب، فلما خرج الرضا قيل له أن صاحب الحمام خاف مما جرى، وخاف القروي لما رأى ذلك، فقال: لا تخف أنه ليس بذنب<([27]).

وكان علي بن الحسين في المسجد ذات يوم فدخل عليه أحد الناس وشتمه، فهمّ غلامه بالرجل فقال لغلامه أكفف يدك، ثم قال للرجل: ألك حاجة فأقضيها لك؟ فخجل الرجل مما بدر منه ثم أن علي بن الحسين كساه حلّة وأعطاه ألف درهم.

فكان الرجل إذا رآه قال: أشهد أنه ابن الأنبياء.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مراحل عبادة العارفين:
أهل البيت^ في الزبور -4
الخوف:
الخوف من النقصان في العبادة:
رسالة مفتوحة من الشيخ الآصفي الى فضيلة الشيخ ...
النفس ومراحلها السبعة:
أهل البيت^ وأمور المعاش والمعاد
أهل البيت^ في الزبور -5
إتّباع أهل البيت
أهل البيت^ الطريق إلى الله

 
user comment