وجاء في رواية حول تفسير الشفع في سورة الفجر المباركة هما الحسن والحسين، وأن الوتر أمير المؤمنين علي×([22]).
وجاء عن الكليني في كتابه الشريف الكافي، وهو من أبرز كتب الشيعة الحديثية المعتبرة وفي القسم المتعلق بكتاب الحجّة أن أهل البيت^ هم مصداق أولي الأمر والأئمة الذين يهدون بأمر الله، وهم أهل الذكر والراسخون في العلم، وأهل العهد الذي جاء في قوله تعالى: لا ينال عهدي الظالمين.
وهناك ما يربوا على الثلاثمئة مورد ورواية تفيد بأن المراد من القربى هم أهل البيت^ والأئمة الأطهار ولا يقتصر الأمر على كتب الشيعة وإنما توجد أيضاً روايات في كتب السنة تفيد بذلك([23]).
وجاء في السورة المباركة >النور< قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالآْصالِ}([24]).
حيث تتضمن إشارة واضحة إلى أهل البيت^ الذين إذن الله عزّ وجلّ أن يرفعوا ويكونوا أهل الذكر.
وفي بيوت أهل البيت^ يرتفع ذكر الله عزّ وجلّ وتختلف الملائكة ويسطع نور الله الذي هو نور السموات والأرض.
وجاء عن أنس بن مالك وبريدة قالا: قرأ رسول الله’ قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ ـ إلى قوله ـ الْقُلُوبُ وَالأَْبْصارُ} فقام رجل فقال: أي بيوت هذه يا رسول الله قال’: بيوت الأنبياء فقال أبو بكر: يا رسول الله هذا البيت منها ـ لبيت علي وفاطمة‘ ـ (أي مشيراً إلى بيت علي وفاطمة ـ قال’: نعم من أفاضلها([25])، وعلى هذا فإن أهل البيت^ هم أهل الذكر وأهل التسبيح وأهل العبادة الخالصة وأهل الخدمة الخالصة لعباد الله وهم أهل المناجاة بالأسحار وأهل الصلاة في الليل والنهار.
وسكر الفؤاد من كأس حبك
يا من بدأ وجودي باسمك
ذكرك أضاء فؤادي وروحي
وأساس روحي وإيماني
وينيــــــــــر ذكرك قلبي
وبلقعي من ذكرك يستحيل إلى روض
يا من هو بدء العالم ومنتهاه
ويا من هو الظاهر والباطن الخفي
ويا إيها الكريم والغفور والودود
مالك الملك وكل الغيب والشهود
ويا من برحمته قام العالـــم
ويا أيها الرحيم والحـــــكيم و الحاكم
قلبي يرفرف نحــــــــوك
أطرق باب لطفك وكرمك
وأطرق بابك كالشحـــــاذ
وكالبائس المسكين أقف عند بابك
أملي ورجائي بكرمــــــك
دائم الذكر في الدرب إليــــــــــــك
إن مجدي في العالمين عبوديتي
أجل عبوديتي هي رمز وجودي([26])
إن أهل البيت هم المصداق الواضح والساطع للحقائق العالية في قوله تعالى: {رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَْبْصارُ}([27])
أجل أن هواجسهم تنصبّ في ذلك اليوم مع أنهم في المرتبة العليا من حيث العبادة والتقوى والإيمان الراسخ إلى حدّ اليقين والدرجة الرفيعة في الأخلاق وفي الصفات الإنسانية.
([2]) الكافي:1/213، باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة: ح1؛ وسائل الشيعة:27/178، باب13، ح36، 33؛ بحار الأنوار: 23/198، باب10، ح31؛ تفسير الصافي: 1/247.
([14]) قوله تعالى: {إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} سورة الأحزاب: الآية 33.