السؤال : ماذا يعني لكم الصحابيّ علي (عليه السلام) ؟ وهل هو بمنزلة أي صحابيّ آخر ؟ أم أنّ له منزلة أُخرى ؟ فإن كان الجواب بنعم ، فنريد أن نعرف السبب ؟
الجواب : نحن نعتقد أنّ منزلة الصحابيّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند الله تعالى
____________
1- مناقب آل أبي طالب 1 / 132 .
2- الفضائل : 33 .
|
الصفحة 67 |
|
وعند رسول الله (صلى الله عليه وآله) تختلف عن منزلة بقية الصحابة ، باعتباره :
أوّلاً : إنّه خليفة النبيّ (صلى الله عليه وآله) بالنصّ بخلاف الآخرين ، كما جاء في حديث الدار ـ " إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " (1) ـ والأحاديث الأُخرى .
وثانياً : إنّ منزلته من النبيّ (صلى الله عليه وآله) كمنزلة هارون من موسى ، كما جاء في حديث المنزلة .
وثالثاً : إنّه (عليه السلام) وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، كما جاء في حديث الغدير وغيره .
ورابعاً : إنّه (عليه السلام) معصوم كالنبيّ (صلى الله عليه وآله) ، كما جاء في آية التطهير ، وحديث الثقلين ، و .. .
( علي حسن لاري . البحرين . 15 سنة . طالب ثانوية )
نزول { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ... } فيه من مصادر سنّية :
السؤال : لا يخفى علينا ولا عليكم أنّ الآية الكريمة : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ } (2) ، نزلت في مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ولكن ما هو الدليل أو الأدلّة على ذلك من مصادر إخواننا أهل السنّة ؟ شكراً والسلام .
الجواب : ورد ذلك في عدّة مصادر سنّية ، كتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ،
____________
1- تاريخ الأُمم والملوك 2 / 62 ، كنز العمّال 13 / 114 ، شرح نهج البلاغة 13 / 211 ، جواهر المطالب 1 / 80 ، جامع البيان 19 / 149 ، شواهد التنزيل 1 / 486 ، تفسير القرآن العظيم 3 / 364 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 49 ، السيرة النبوية لابن كثير 1 / 459 .
2- البقرة : 207 .
|
الصفحة 68 |
|
وشواهد التنزيل للحسكاني ، وجواهر المطالب لابن الدمشقي ، ينابيع المودّة للقندوزي ، نور الأبصار للشبلنجي ، وغيرها (1) .
( عبد الحميد شحو . المغرب . ... )
السؤال : هل صحيح أنّ الإمام علي (عليه السلام) حرق بعض الأشخاص ؟ ولماذا ؟
الجواب : قد وردت بعض الروايات تشير إلى هذا الحادث في المجامع الحديثية عند الفريقين ، ولكن بأجمعها قابلة للنقاش في السند والدلالة ، وبما أنّها كذلك فتفقد الحجّية ، ولا يمكن الاعتماد عليها ، والالتزام بمفادها .
هذا ، وقد جاءت أحاديث أُخرى مسلّمة الدلالة عند الفريقين تصرّح بحكم القتل في مورد المرتدّ ـ بشروط ذكرت في محلّها ـ فتنفي الإحراق ، وعليه فظاهر هذه الروايات متعارضة مع القسم الأوّل ـ إن فرضت صحّتها ـ .
ثمّ إنّ فتوى العلماء والأصحاب من القديم والحديث يرد الحرق ، ويؤيّد القتل بالنسبة للمرتدّ ، وهذا بدوره يكون موهناً من حيث الدلالة لروايات الحرق .
وبالجملة : فروايات الحرق مردودة سنداً ودلالة ، ومع التسليم والتنزّل فهي متعارضة مع روايات أُخرى مسلّمة السند والدلالة ، وأيضاً مع فتوى الفقهاء ، وأصحاب الرأي من الفريقين في حكم المرتدّ بأنّه القتل لا الحرق .
(... . ... . ... )
____________
1- أُنظر : تاريخ مدينة دمشق 42 / 67 ، شواهد التنزيل 1 / 123 و 127 و 129 و 131 ، جواهر المطالب 1 / 217 ، ينابيع المودّة 1 / 274 ، نور الأبصار : 132 .
|
الصفحة 69 |
|
السؤال : يرجى الإجابة على هذا السؤال :
هل الإمام علي (عليه السلام) سأل الله تعالى أن يتغفر ذنوبه ؟ وهل كان عنده ذنوب ؟
الجواب : جاءت في بعض الأدعية عبارات قد توهم استغفار المعصومين (عليهم السلام)، ولكن المقصود منها ليس كما يتوهّم ، لوجوه :
منها : إنّ أدلّة العصمة بأُسسها العقليّة والنقليّة قائمة في الموضوع ، فكلّما لا يوافق هذه الأدلّة يجب أن ينظر فيه ، فلا تنثلم بهذه الفقرات ـ أو أي مثال آخر ـ عصمة المعصومين (عليهم السلام) ، بل إنّها يجب أن تفسّر على ضوء العصمة .
ومنها : إنّ أمثال هذه العبارات هي كلمات تعليمية للآخرين ، حتّى يتعرّفوا على الطريقة الصحيحة في اتصالهم ببارئهم تعالى من إذلال أنفسهم ، والاعتراف بذنوبهم ، وسؤال المغفرة منه .
ومنها : إنّ المراد في أمثال هذه الموارد هو : رجاء نيل المراتب العليا من القربة لدى الله تعالى ، فكأنّما الإمام (عليه السلام) يرى تصرّفاته وتقلّباته في شؤون الحياة لا تليق للعرض على الله تعالى ، أو أنّ ترك الأولى بمنزلة الذنب في ساحة كبريائه عزّ وجلّ ، فهذا كلّه يوجب خضوع الإمام (عليه السلام) ، بحيث لا يرى لنفسه شأناً ، ولا لأعماله قدراً ، بل يحسب أنّ أعماله كلّها لا تساوي شيئاً ، وهذا منتهى الخضوع والخشوع .
( زائر . ... . ... )
السؤال : وجدت هذا الحديث في كتيّب : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة ، ونصب الصراط على جسر جهنم ، ما جازها
|
الصفحة 70 |
|
أحد حتّى كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب " (1) .
فما المقصود من براءة بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) ؟
وما حقيقة ما نسمعه من أنّ الإمام (عليه السلام) يحاسب الناس يوم القيامة ويدخلهم الجنّة ؟
الجواب : المراد من البراءة أي صكّ البراءة من النار ، كما أنّ هذه الكلمة وردت في بعض الألفاظ الأُخرى لهذا الحديث ، وأيضاً ورد في الحديث لفظ الجواز : " لا يجوز أحد الصراط إلاّ من كتب له علي الجواز " (2) ، أي جواز مرور على الصراط .
وكلّ هذه الألفاظ تشير إلى معنى واحد وهو : إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قسيم الجنّة والنار ، أي يميّز المؤمنين عن الكافرين والمنافقين ، ومن الطبيعي أن لا يدخل الجنّة إلاّ من كان قائلاً بولايته (عليه السلام) .
( مخلص . بريطانيا . ... )