عربي
Thursday 2nd of May 2024
0
نفر 0

الاءمام‌ الحسين‌(ع) في‌ مواجهة‌ الانحراف‌

المقدّمة‌:

لا شك‌ أن‌ رسالة‌ الاءسلام‌ اعظم‌ واكمل‌ الرسالات‌ الاءلهية‌ التي‌ بعث‌ اللهبها خير خلقه‌ علي‌ الاءطلاق‌، وكانت‌ أحد أهدافها الرئيسية‌ اءقامة‌ العدل‌ومواجهة‌ الظلم‌ بكل‌ّ انواعه‌ واتجاهاته‌. ليهنأ الاءنسان‌ ويعيش‌ بكرامة‌،وتتوفر له‌ فرصة‌ التحرك‌ في‌ مدارج‌ الكمال‌.

ولم‌ تكن‌ هذه‌ المسألة‌ خطابا او شعاراً استهلاكياً للحصول‌ علي‌ اكثرأنصار، واءنّما هي‌ استراتيجية‌ الاءسلام‌ في‌ حركته‌ نحو سعادة‌ الاءنسانية‌واءدارة‌ الحياة‌ وتنظيم‌ الحقوق‌، وقد كان‌ كتاب‌ الله صريحاً في‌ هذا المجال‌والحديث‌ والسلوك‌ النبوي‌ نموذجاً تطبيقياً لما جاء به‌ الوحي‌.

والاءمامة‌ بعد رسول‌ الله (ص) كانت‌ المنهج‌ الذي‌ يحفظ‌ الاءسلام‌ في‌حركته‌ الفكرية‌ والتطبيقية‌ باتجاه‌ أهداف‌ الاءسلام‌ ليمتد الي‌ كل‌ّ الاجيال‌وكل‌ّ الناس‌.

اءلاّ أن‌ التحرك‌ غير المسؤول‌ الذي‌ تلي‌ رحلة‌ الرسول‌ (ص) من‌ بعض‌الصحابة‌ أدي‌ الي‌ تغيير الواقع‌ الاءسلامي‌، واتجاه‌ حركة‌ الاُمة‌ الاءسلامية‌ونفوذ أعداء الدين‌، وهذه‌ نقطة‌ بداية‌ المأساة‌ وحلول‌ الكارثة‌؛ حيث‌ لم‌تكتف‌ بالسيطرة‌ علي‌ الحكم‌ فحسب‌ واءنّما قامت‌ باحتلال‌ موقع‌ النبوة‌والاءمامة‌، وبدأت‌ تتخبط‌ بشكل‌ أضرّ بالاءسلام‌ فكرياً وعملياً، لالتزام‌الاجيال‌ التي‌ تكترث‌ باقوالهم‌ وافعالهم‌ باعتبارها تمثل‌ الدين‌ وجزءً من‌نصوصه‌ المقدسة‌، ولم‌ تنته‌ِ المسألة‌ الي‌ هذا الحد، واءنّما قاموا بعمليات‌اءقصاء للاسس‌ التي‌ يمكن‌ الرجوع‌ اليها لتقويم‌ المسيرة‌ فشملت‌:

1 - اءقصاء القرآن‌ من‌ الحياة‌، بتفسيره‌ وفق‌ هوي‌ الحاكم‌.

2 - اءقصاء السنّة‌ النبوية‌ الشريفة‌.بمنع‌ تدوينها ومنع‌ المخلصين‌ من‌الصحابة‌ بنشر الحديث‌ النبوي‌، واءعطاء المجال‌ واسعاً للدخلاء علي‌الاءسلام‌ لنشر اباطيلهم‌ وأكاذيبهم‌ .

3 - اءقصاء الاءمام‌ الشرعي‌ الذي‌ اختاره‌ الله تعالي‌ للاُمة‌ بعدالرسول‌(ص) .

وفي‌ هذه‌ الاجواء الخانقة‌ فقدت‌ الاُمة‌:

1 - الكتاب‌ والسنة‌ باعتبارهما المصدرين‌ اللذين‌ تأخذ منهمااحكامها الشرعية‌.

2 - الاءمام‌ المعصوم‌ الذي‌ يمثّل‌ الرسالة‌ الاءسلامية‌ وعياً وتطبيقاً.

واختفاء الكتاب‌ والسنة‌ والقيادة‌ المعصومة‌ بأي‌ مستوي‌ وشكل‌،يساهم‌ بأضرار وخسارات‌ عظيمة‌ علي‌ الاُمة‌ يصعب‌ جبرانها منها:

اـ ضياع‌ التفسير الصحيح‌ للاءسلام‌ في‌ أجواء الضجيج‌ وكثرة‌الاجتهادات‌.

ب‌ ـ فقدان‌ الاُمة‌ للقدوة‌ الصالحة‌، لماكان‌ الرسول‌ مع‌ الاُمة‌ فهو القدوة‌والاُسوة‌، ولما اختاره‌ الله الي‌ الرفيق‌ الاعلي‌ فحاجة‌ الاُمة‌ الي‌ القدوة‌ ـبأجيالها المتعاقبة‌ - لم‌ تنته‌ِ.

ج‌ ـ الانقسام‌ الي‌ اتجاهات‌ ومذاهب‌ كثيرة‌ تختلف‌ في‌ قراءتهاللاءسلام‌.

د ـ اءيجاد فرصة‌ لنفوذ اعداء الاءسلام‌ التقليديين‌ للانتقام‌ من‌ الاءسلام‌والمسلمين‌.

ه ـ خسارة‌ الاءنسانية‌ للمشروع‌ الاءلهي‌ للاءنقاذ علي‌ جميع‌ المستويات‌.وفي‌ هذه‌ الاجواء والظروف‌ التي‌ حذفت‌ فيها المصادر الفكرية‌والتطبيقية‌ استحدثت‌ وتوّلدت‌ معطيات‌ غريبة‌ لا تنسجم‌ مع‌ روح‌الاءسلام‌، ساهمت‌ في‌ تغيير الحقائق‌ والمعايير، وألبس‌ الاءسلام‌ ثوب‌الجاهلية‌ بعد ما أفرغ‌ من‌ محتواه‌ اءلاّ بالمقدار الذي‌ يقوّم‌ السلطة‌ الحاكمة‌ويمكنها من‌ رقاب‌ المحتمع‌.

وانتهي‌ الامر الي‌ اجتهادات‌ فردية‌ ارتجالية‌ حلّت‌ مكان‌ الاحكام‌الاءسلامية‌، والتي‌ كوّنت‌ فيما بعد المدارس‌ الفقهية‌ التي‌ خلطت‌ جزءً من‌السنّة‌ مع‌ تلك‌ الا´راء فأنتجت‌ فقه‌ الاحكام‌ الذي‌ لا يبتغي‌ اءلاّ استقرارعرروشهم‌، وكانت‌ من‌ اءفرازاته‌ قانون‌ الغلبة‌ والسيف‌ والكثرة‌، واءقرارحكام‌ الجور والظلمة‌ والطلقاء وابناء الطلقاء، ورفعوا بذلك‌ جميع‌الالتزامات‌ المفروضة‌ علي‌ الحاكم‌ وذهب‌ ضحية‌ ذلك‌ خيرة‌ ابناء الاُمة‌ورجالاتها المخلصين‌. واستولي‌ علي‌ الحكم‌ الاءسلامي‌ أصحاب‌ المواقف‌المخزية‌ من‌ الاءسلام‌ ورسول‌ الكريم‌(ص)  أمثال‌ بني‌ اُمية‌، وهؤلاء جعلوامن‌ أنفسهم‌ الممثلين‌ لتفسيرالاءسلام‌ وطرح‌ نظرته‌، وأعلنوا العداءوالحرب‌ لا´ل‌ بيت‌ النبي‌(ص)، وللصحابة‌ الذين‌ لايرتضون‌ سلوكهم‌المنحرف‌، مع‌ كل‌ّ ذلك‌ اعتبروا الخروج‌ عليهم‌ خروجاً علي‌ الاءسلام‌والجماعة‌ وشق‌ عصا الطاعة‌، وأحياناً يتهم‌ المخالف‌ لهم‌ بالزندقة‌ والكفر.

فالمسألة‌ لم‌ تنته‌ بالسيطرة‌ علي‌ السلطة‌، واءنما تهدر وجود الاءسلام‌كدين‌ للاءنسانية‌ يريد انقاذها، فاءذا استمرّ الحال‌ علي‌ هذا المنوال‌ فلم‌ يبق‌منه‌ بنو اُميّة‌ شيئاً يذكر.

ففي‌ هذه‌ الاجواء وهذه‌ النشاطات‌ الجادة‌ لمحو الاءسلام‌ كانت‌ حركة‌الاءمام‌ الحسين‌ (ع)  باتجاه‌ الفكر لتحريك‌ الوعي‌ العام‌، وباتجاه‌ الدين‌ ونحوالاءمامة‌ والخلافة‌ ليحمّل‌ الاُمة‌ مسؤوليتها فيما يحدث‌، لان‌ّ الاُسلوب‌الاُموي‌ في‌ السياسة‌ والحكم‌، استطاع‌ ان‌ يجعل‌ دور الاُمة‌ هامشياً وتابعاًلاءرادتهم‌، وألفت‌ ذلك‌ الجماهير المسلمة‌ التي‌ عاشت‌ تحت‌ ظل‌ السلطة‌الاُموية‌ وسيفها القاهر.

ونتيجة‌ للاءرهاب‌ الذي‌ تعرّضت‌ له‌ الاُمة‌ من‌ الاُمويين‌ أخذت‌بالانصراف‌ تدريجيا عن‌ مراقبة‌ الحكام‌ والاخذ علي‌ أيديهم‌ حين‌يخطئون‌.

وبهذا تم‌ اءقصاء الاُمة‌ عن‌ دورها الاساسي‌ في‌ المراقبة‌ والتوجيه‌وممارسة‌ دورها في‌ الامر بالمعروف‌ والنهي‌ عن‌ المنكر، الاداة‌ العمليّة‌لتقويم‌ الانحراف‌ علي‌ جميع‌ المستويات‌، والا´ليّة‌ السلميّة‌ في‌ مراحلهاالاوليّة‌ لاسترجاع‌ الحقوق‌ واءيقاف‌ الظالم‌ عند حدوده‌؛ ومن‌ اجل‌ ذلك‌جعل‌ الله اللعنة‌ علي‌ بني‌ اسرائيل‌ لتركهم‌ هذه‌ الوظيفة‌ بقوله‌ تعالي‌: لعن‌الذين‌ كفروا من‌ بني اسرائيل‌ علي‌ لسان‌ داود وعيسي‌ بن‌ مريم‌ ذلك‌ بماعصوا وكانوا يعتدون‌، كانوا لا يتناهون‌ عن‌ منكر فعلوه‌ لبئس‌ ما كانوايفعلون‌.

ولسعة‌ مفهوم‌ الامر بالمعروف‌ والنهي‌ عن‌ المنكر الذي‌ يشمل‌جميع‌ انواع‌ الاءصلاح‌ الفكري‌ والسياسي‌ والاجتماعي‌ كان‌ بيان‌ الاءمام‌الحسين‌ (ع): «اءني‌ لم‌ أخرج‌ أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً واءنّما خرجت‌ لطلب‌الاءصلاح‌ في‌ أمّة‌ جدي‌ أريد ان‌ آمر بالمعروف‌ وأنهي‌ عن‌ المنكر».

فكانت‌ ثورته‌ (ع) لبناء اُمة‌ قادرة‌ علي‌ أداء وظيفة‌ الامر بالمعروف‌والنهي‌ عن‌ المنكر والحفاظ‌ علي‌ جميع‌ المستويات‌، سائرة‌ علي‌ خطي‌الحسين‌(ع) في‌ أداء هذه‌ الوظيفة‌ متفاعلة‌ مع‌ منهجه‌ وأهدافه‌ تعيش‌ هموم‌الاءسلام‌، تستمد وتستلهم‌ من‌ حركته‌ روح‌ المقاومة‌، تفكر بالعطاء،وتحسب‌ الربح‌ والخسارة‌ التي‌ تحصل‌ عليها المبادي‌ والقيم‌ الاءسلامية‌الرفيعة‌ .

 

الحسين‌ في‌ مواجهة‌ الواقع‌ المنحرف‌

اءقصاء اهل‌ البيت‌: وأزمات‌ المستقبل‌:

لقد ساهم‌ التسامح‌ في‌ مسألة‌ الاءمامة‌ علي‌ رسم‌ نقطة‌ البداية‌ باتجاه‌ لايلتقي‌ مع‌ الغايات‌ الرساليّة‌، والرسالات‌ السماويّة‌، فكانت‌ بداية‌ الافتراق‌ونقطة‌ الانطلاق‌ التي‌ رسمها الجهل‌ بعواقب‌ الافعال‌ ونتائجها باب‌ فتنة‌،فُتحت‌ ولم‌ تُغلق‌، ولم‌ تكن‌ هذه‌ النهاية‌ خافية‌ علي‌ الواعين‌ من‌ الاُمة‌ واءنماكانت‌ واضحة‌ النتائج‌ لكثير منهم‌، ولكن‌ قصر النظر وتفسير الخلافة‌ علي‌أنها سلطان‌ ومكسب‌ أدي‌ الي‌ أن‌ يدخل‌ البعض‌ في‌ صراع‌ ومنافسة‌ مع‌الائمة‌ الشرعيّين‌ من‌ جهة‌، ومع‌ المنافسين‌ لهم‌ من‌ امثالهم‌، وكانت‌حجّتهم‌ علي‌ امثالهم‌: (من‌ ينازعنا سلطان‌ محمّد وميراثه‌، نحن‌ اولياؤه‌وعشيرته‌. اءلاّ مدل‌ بباطل‌ أومتجانف‌ لاءثم‌ ، أومتورط‌ في‌ هلكة‌).

فلم‌ ينظر الي‌ الخلافة‌ ألاّ من‌ جهة‌ كونها سلطة‌ ومقاماً دنيوياً، وهي‌رؤية‌ هابطة‌ ومتدنية‌ لا تحمل‌ أي‌ بعد حضاري‌ وديني‌ ورسالي‌؛ ولهذاكانت‌ ضريبتها علي‌ الاُمة‌ باهضة‌ جداً، وجبرانها عسير وماساتها عامّة‌وفسادها واسع‌ وجرحها عميق‌. وكلّفت‌ الاخطاء التي‌ اُرتكبت‌ عمداً من‌البعض‌ بعد وفاة‌ الرسول‌(ص) جهوداً ودماء وتضحيات‌، كان‌ موقعهاالطبيعي‌ ان‌ توظّف‌ في‌ طريق‌ البناء الحضاري‌ وخدمة‌ المجتمع‌ الاءنساني‌،والي‌ يومنا هذا شغل‌ المسلمون‌ بتلك‌ السيرة‌ لاءصرار البعض‌ علي‌ اتخاذهامبداً، وفرضها علي‌ وعي‌ المسلم‌ والتزاماته‌ باعتبارها المشروع‌ الاءسلامي‌.وقد رأت‌ الاُمة‌ الاءسلامية‌ الامتدادات‌ او التفاعلات‌ العمليّة‌ عبر القرون‌الماضية‌ وتأثيراتها السلبية‌ في‌ وعي‌ المسلم‌ وعناصر القوة‌ للاءسلام‌،والمشروع‌ الاءسلامي‌ في‌ اءقامة‌ العدل‌ والقسط‌ ومحاربة‌ الجور والظلم‌.

ومنذ اللحظة‌ الاُولي‌ كان‌ موقف‌ أهل‌ البيت‌ (ع) واضحاً من‌ هذه‌المسألة‌، وذلك‌ لاءدراكهم‌ خطورة‌ المصير الذي‌ ستنتهي‌ اءليه‌ الاُمة‌، ولذلك‌كانت‌ تقترن‌ مطالبتهم‌ بحقّهم‌ في‌ الخلافة‌، مواقفهم‌ من‌ المنهج‌ الانحرافي‌والتهديد الذي‌ تختلقه‌ التفاعلات‌ والتعقيدات‌ المستقبلية‌ لهذا الامر،والنهاية‌ المأساوية‌ التي‌ ستتعرض‌ لها الاُمة‌. نتيجة‌ تعاطيها وتسامحها مع‌تلك‌ المواقف‌ غير المبدئية‌ التي‌ كانت‌ تمثل‌ اءسقاطات‌ الذات‌ علي‌ الواقع‌الخارجي‌ فصبغت‌ بممارساتها الحياة‌ بصبغتها، فأفرزت‌ اُطروحات‌اءنسانية‌ ناقصة‌ تحمل‌ في‌ ثناياها ازمات‌ ومشاكل‌، ولدت‌ لحظة‌
ولادة‌ الا
´راء الجديدة‌ الغربية‌ عن‌ روح‌ الاءسلام‌، وتفاقمت‌ الي‌ الحد
الذي‌ وضع‌ المجتمع‌ الاءسلامي‌ في‌ موقف‌ يقتل‌ ذرية‌ رسوله‌(ص)ويعرّضهم‌ للسبي‌.

 

 

 

 

اءمامة‌ أهل‌ البيت‌: ضمان‌ من‌ الاءنحراف‌:

الاءمامة‌ في‌ مدرسة‌ أهل‌ البيت‌: عهد الهي‌ يضعه‌ الله حيث‌ يشاءوهو استمرار لخط‌ النبوة‌ ووظائفها ولا يليق‌ اءلاّ لشخصيات‌ معينة‌، اطلع‌الله علي‌ كمالاتهم‌ واستعداداتهم‌ فانتخبهم‌ لذلك‌، فالخلافة‌ للنبي‌ والاءمامة‌للاُمة‌ لم‌ تكن‌ سلطة‌ وامتيازات‌ واءنّما مسؤولية‌ ومهمات‌ عظيمة‌ لا يؤديهااءلاّ من‌ عرف‌ الله قدرتهم‌ علي‌ ذلك‌.

جاء في‌ الروايات‌ ان‌ الاءمامة‌ وسياسة‌ المجتمعات‌ كانت‌ من‌ وظائف‌الانبياء، وتجربة‌ بني‌ اسرائيل‌ النموذج‌ الاكثر وضوحا في‌ هذا المجال‌، قال‌رسول‌ الله (ص) :

«كانت‌ بنو اسرائيل‌ تسوسهم‌ الانبياء كلّما ملك‌ نبي‌ خلفه‌ نبي‌»

فالاءمامة‌ مسؤولية‌ عظمي‌ تتحقق‌ بها غايات‌ الرسالة‌ واهدافها،ويعيش‌ الاءمام‌ للاهداف‌ والمبادي‌ء، ويتجرد من‌ المسائل‌ التي‌ تؤثر علي‌أداء مسؤوليته‌ ولهذا قال‌ الاءمام‌ علي‌ (ع) :

«لا يقيم‌  أمرالله اءلاّ من‌ لا يصانع‌ ولا يضارع‌ ولا يتبع‌ المطامع‌».

وقد أوضح‌ الاءمام‌ علي‌ بن‌ موسي‌ الرضا (ع)  وصف‌ الاءمام‌ بقوله‌:

«للاءمام‌ علامات‌: يكون‌ أعلم‌ الناس‌، وأحكم‌ الناس‌، واتقي‌ الناس‌، وأحلم‌الناس‌ واشجع‌ الناس‌، وأسخي‌ الناس‌، وأعبد الناس‌...»

قال‌(ع):  «اءن‌ّ الاءمامة‌ اُس‌ الاءسلام‌ النامي‌ وفرعه‌ السامي‌، بالاءمام‌ تمام‌الصلاة‌ والزكاة‌ والصيام‌ والحج‌ والجهاد، وتوفير الفي‌ء والصدقات‌ واءمضاء الحدودوالاحكام‌  ومنع‌ الثغور والاطراف‌.

والاءمام‌ يحلّل‌ حلال‌ الله ويحرّم‌ حرام‌ الله، ويقيم‌ حدود الله ويذب‌ّ عن‌ دين‌ اللهويدعو الي‌ سبيل‌ ربّه‌ بالحكمة‌ والموعظة‌ الحسنة‌ والحجّة‌ البالغة‌.

الاءمام‌ كالشمس‌ الطالعة‌ للعالم‌، وهي‌ بالاُفق‌؛ بحيث‌ لا تنالها الايدي‌ والابصار،الاءمام‌ البدر المنير والسراج‌ الزاهر والنور الساطع‌ والنجم‌ الهادي‌ في‌ غياهب‌ الدجي‌،والبيد القفار ولجج‌ البحار.

الاءمام‌ الماء العذب‌ علي‌ الظمأ، والدال‌ علي‌ الهدي‌ والمنجي‌ من‌ الردي‌.

والاءمام‌ النار اليفاع‌ الحار لمن‌ اصطلي‌ به‌، والدليل‌ في‌ المهالك‌ من‌ فارقه‌فهالك‌...

الاءمام‌ الامين‌ الرفيق‌ والوالد الرقيق‌ والاخ‌ الشفيق‌ ومفزع‌ العباد في‌ الداهية‌.

الاءمام‌ أمين‌ الله في‌ أرضه‌ وحجّته‌ علي‌ عباده‌ وخليفته‌ في‌ بلاده‌ الداعي‌ الي‌ اللهوالذاب‌ّ عن‌ حُرم‌ الله.

الاءمام‌ المطهر من‌ الذنوب‌ المبرّأ من‌ العيوب‌، مخصوص‌ بالعلم‌ موسوم‌ بالحلم‌،نظام‌ الدين‌ وعز المسلمين‌، وغيظ‌ المنافقين‌ وبوار الكافرين‌.

الاءمام‌ واحد دهره‌، لا يدانيه‌ أحد ولا يعادله‌ عالم‌ ولا يوجد منه‌ بدل‌ ولا له‌ مثل‌ولا نظير، مخصوص‌ بالفعل‌ كله‌ من‌ غير طلب‌ منه‌ له‌ ولا اكتساب‌، بل‌ اختصاص‌ من‌المفضل‌ الوهاب‌..

فمن‌ ذا الذي‌ يبلغ‌ معرفة‌ الاءمام‌ ويمكنه‌ اختياره‌؟

فكيف‌ لهم‌ باختيار الاءمام‌؟ والاءمام‌ عالم‌ لا يجهل‌ راع‌ لا ينكل‌.معدن‌ القدس‌ والطهارة‌ والنسك‌ والزهادة‌ والعلم‌ والعبادة‌، مخصوص‌بدعوة‌ الرسول‌ وهو نسل‌ المطهرة‌ البتول‌  لا مغمز فيه‌ في‌ نسب‌ ولا يدانيه‌ذو حسب‌.

فالاءمام‌ يمثل‌ اعلي‌ درجات‌ الكمال‌ الاءنساني‌ ودرجات‌ القرب‌الاءلهي‌.

والاءخلاص‌ لربه‌ والتقييد بشرائعه‌ والعالم‌ الذي‌ لا يشتبه‌ ولا تلتبس‌عليه‌ الاُمور المعصوم‌ من‌ الزلل‌.

ولاجل‌ الاوصاف‌ التي‌ ذكرها الحديث‌ الرضوي‌ وغيره‌ من‌الاحاديث‌ اصبح‌ اهل‌ البيت‌ كما قال‌ النبي‌(ص):

«النجوم‌ أمان‌ لاهل‌ السماء، واهل‌ بيتي‌ امان‌ لاهل‌ الارض‌، فاءذا ذهبت‌ النجوم‌اتي‌ اهل‌ السماء ما يكرهون‌، واءذا ذهب‌ أهل‌ بيتي‌ أتي‌ اهل‌ الارض‌ ما يكرهون‌»فاءبعاد أهل‌ البيت‌: عن‌ مواقعهم‌ التي‌ رتّبهم‌ الله بها واءبعاد منهجهم‌ عن‌واقع‌ الحياة‌ الاءسلامية‌ يساوق‌ اءبعاد الاءسلام‌ وعزله‌ عن‌ الحياة‌؛ لانهم‌الممثل‌ الحقيقي‌ للاءسلام‌، ولذلك‌ يفقد المجتمع‌ بفقدهم‌:

1 - الموجه‌ للمسيرة‌ الاءنسانية‌ باتجاه‌ الكمال‌.

2 - الرؤية‌ الكاملة‌ والنقية‌ للاءسلام‌ في‌ المجالات‌ علي‌ المستوي‌النظري‌.

3 - المثال‌ الاعلي‌ للتعامل‌ علي‌ اساس‌ الاءسلام‌ في‌ جميع‌ نواحي‌الحياة‌.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

في ذكري الأربعين:القيم العالية لانتفاضة الحسين ...
سیرة الامام المنتظر (عجل الله فرجه)
مدح الارتباط بالأئمة المعصومين (ع)
الرسالة بين الامام والنصير
العلاقة بين أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) وأئمّة ...
علم الامام جعفر الصادق (عليه السلام) باللغات
حياة الإمام علي الهادي (عليه السلام) العامرة ...
كرامات الإمام علي ( عليه السلام )
سخاء الإمام الرضا ( عليه السلام )
المنهج الاصلاحي عند الإمام الصادق(ع)

 
user comment