عربي
Friday 8th of November 2024
0
نفر 0

من أجل الإنسان (ميلاد النهضة)

وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُم بإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَءَاتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (البقرة/250-251)
من أجل الإنسان (ميلاد النهضة)

 وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُم بإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَءَاتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (البقرة/250-251)
لقد كان من مميزات شهر رمضان المبارك أن المؤمنين يواجهون أعداءهم فيه بروح معنوية عالية. ولم يكن من الصدفة أن الحروب الكبرى التي خاضها المسلمون المؤمنون وانتصروا فيها، قد وقعت في شهر رمضان الكريم، ذلك لأن الله جل جلاله يرفد المؤمنين في هذا الشهر زخماً معنوياً وبركة وقدرة هائلة تمكنهم من التصدي والتحدي.
ففي معركة بدر المظفرة، حيث كان المسلمون أقلية ضعيفة وفقيرة، حدث أنهم انتصروا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين. إذ ان هذه المعركة كانت من الطرف الإسلامي تحت قيادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وفي شهر الله المبارك.
إان الرجل ليستطيع إلحاق الهزيمة بأقوى أعدائه بشرط أن يزود نفسه بالإرادة اللازمة، نظراً لأن الحرب بحقيقتها هي حرب إرادات قبل أن تكون حرب وسائل مادية ومواقع جغرافية أو غير ذلك؛ فالحرب صراع الإرادات.
كما يستطيع الرجل ان يشحذ العزم ويقوي الإرادة ويعقد الهمة بالتوكل على خالقه ذي الجلال والإكرام والكبرياء والعظمة والجبروت؛ أي إنه يعلق إرادته بمصدر القوة والظهور والغلبة. هذا من ناحية التوكل، أما من ناحية التأثير المباشر الذي يضيفه شهر رمضان على روح الإنسان المؤمن، فيمكن التعبير عنه بأنه إذا صام وكف نفسه عن المحرمات فقد قويت إرادته، وتنزلت عليه الرحمة من ربه بعد أن وطد علاقته بالله وأعلن دعاءه وتواضعه وتوسله وضراعته له..
ويضرب الله لنا المثل الرائع في قصة بني إسرائيل وملكهم طالوت الذين برزوا للطاغية جالوت، وحيث أصبحت المعركة وشيكة الوقوع، قال المؤمنون متضرعين إلى ربهم القوي العزيز: ?رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً?، فهم لم يطلبوا إليه هزيمة عدوهم بصورة طبيعية، بل طلبوا إليه أن يقوي أنفسهم بالصبر ليلحقوا ـ هم بأنفسهم ـ الهزيمة بعدوهم بتوفيق وإذن الله. ثم قالوا متوسلين: ?وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا? لتكون كل جوارحهم وكل وجودهم رؤية صحيحة على أرضية من اليقين، إذ اليقين والرؤية الصحيحة والثاقبة من شأنهما تثبيت قدم الإنسان.
إذن؛ فشهر رمضان المبارك شهر النهضة والإنبعاث والقيام والتحدي.. وإذا لم تسنح الفرصة للمؤمنين للانتصار على أعدائهم، فإنهم مسؤولون في هذا الشهر المبارك عن توحيد صفوفهم ووضع خططهم الواعية للتمهيد لنهضتهم وانتصارهم، وهم بذلك يزدادون إيمانا وحركة في مواجهة أعدائهم.


source : sibtayn
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

لا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ ...
دور المحبة في تكوين الأسرة مفهوم (الحب)
العلاقة بين القضاء والقدر، وإختيار الإنسان
الموت نافذة إلى حياة جديدة (3)
البدعة: مفهومها وحدودها
اللسان نعمة ونقمة
دور العراق في حركة الإمام المهدي«عجل اللّه فرجه»
المُناظرة الثامنة عشر /مناظرة الاِمام الجواد ...
آل محمد( ص ) في القرآن
العقـائــد الإسـلاميــة في القــرآن الكريــم

 
user comment