عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

الشباب والمشكلة الجنسية

الشباب والمشكلة الجنسية

اعتَبَر الإسلام مسألة الجنس والحقوق الجنسية من المسائل الأساسية في حياة الإنسان ، ووضع القوانين والقِيَم اللازمة لإشباع الغريزة الجنسية وتنظيم نشاطها ، ولكي نقدم وضوحاً أوفر ، فلنقرأ بعضاً من أحكام الشريعة الإسلامية ، وقِيَمها ومبادئها ، التي تحدثت عن الجنس ، والحقوق الجنسية ، والمتعة ، والجمال .

مما يوفّر ثقافة جنسية طاهرة ، وخالية من عقدة الجنس ، والتي تتحكم في بعض المجتمعات والأعراف والتقاليد ، كما هي خالية من التلوث والانحدار ، والسقوط الجنسي .

ويتوفر ذلك بقراءة النصوص القرآنية ، والأحاديث والبيانات النبوية ، وما استنبطه الفقهاء من أحكام خاصة بتلك المسألة من الكتاب والسنَّة ، والتي احتلت مساحة واسعة من أبواب ومباحث الفقه الإسلامي .

وهذا الاهتمام الواسع بأحكام الجنس ، لَيَدُلُّ دلالة واضحة على أهمية الجنس في حياة الإنسان ، والى النظرة العلمية والموضوعية التي تعامل بها الإسلام مع المسألة الجنسية وحَلّ مشاكلها ، وتقديم التعريف الكافي بهذا الموضوع ، يحتاج إلى كتاب مستقل .

وفي بحثنا هذا سنقوم بعرض لقطات ومقتطفات ، من البيانات والأحكام ، والثقافة الجنسية في الإسلام : قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) الروم 21 .

وقال تعالى : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) النساء 24 .

وقال تعالى : ( وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم ) الشعراء 166 .

وقال تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ ) البقرة 222 .

وقال تعالى : ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ) النور 32 .

وقال تعالى : ( فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ ) النساء 25 .

وقال تعالى : ( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) البقرة 223 .

وقال تعالى : ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ) الشورى 50 .

وقال تعالى : ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ) النور 33 .

وكما تحدَّث القرآن الكريم في العشرات من الآيات عن الجنس تحت عنوان الزواج والنكاح ، وعن المرأة ، وعلاقتها الحياتية بالرجل ، قامت السُّنَّة النبوية ببيان هذه المبادئ ، والعمل على تطبيقها ، قانوناً وعملاً بشرياً .

وحين نعرض تلك المبادئ يجب أن نفهم أنها ليست وصايا ونصائح ومواعظ ، بل هي قانون ونظام مجتمع تُبنَى عليه الحياة ، ويتبنَّاه المجتمع والدولة ، والمؤسسات الاجتماعية ، كما يتبنَّاه الأفراد ، ويسأل الجميع عنها مسؤولية قانونية ، كما يُسألون أمام الله سبحانه يوم الحساب .

ولمزيد من الوضوح نعرض مختارات من الأحاديث الشريفة : روي عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ) قوله : ( حُبِّبَ إليَّ من دنياكم ثلاث : الطِّيبُ ، والنِّساء ، وقُرَّة عَيني فِي الصَّلاة ) ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَنْ تَزَوَّج أحرَزَ نِصف دِينه ) .

وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَنْ أحبَّ أن يَلقى الله طَاهِراً مُطهَّراً فَلْيُلْقِهِ بِزوجة ) .

وروي أنَّ جماعة من صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حَرَّموا على أنفُسِهم النساء ، والإفطار بالنهار ، والنوم بِاللَّيل ، فأخبَرَتْ أم سلمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فخرج إلى أصحابه ، فقال : ( أتَرغَبونَ عنِ النساء ، إنِّي آتي النساء ، وآكل بالنهار ، وأنام بالليل ، فمن رغب عن سُنَّتي فليس مني ) .

وأنزل الله تعالى : ( لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) المائدة 87 .

ومن استقراء ما سَبَق من نصوص نستطيع أن نلتقط العبارات الآتية ، المعبَّرة عن أهمية الجنس في حياة الإنسان فهي : ( لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ) الروم 21 .

( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ ) النساء 24 .

( وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم ) الشعراء 166 .

( فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) البقرة 223 .

وكل تلك المبادئ تدعو لاحترام الجنس ، والإشباع الجنسي المشروع ، في حين تشتد الدعوة ، والحَثُّ على الابتعاد عن الزنا ، والانحراف والشذوذ الجنسي ، كما تشتد العقوبة على العلاقات الجنسية المحرَّمة ، كالزنا واللواط وغيرهما .

ويمكن من خلال استعراض الاحصاءات التي سجَّلتها معاهد الصحة والإجرام نعرف لماذا حرَّم الإسلام هذه الممارسات المنحرفة ، ولماذا شَدَّد العقوبة عليها .

فإذا عرفنا الكوارث والمآسي التي تجرُّها تلك الممارسات المحرَّمة والشاذَّة ، اتَّضح لنا عدالة وحكمة تلك التشريعات ، وأنها وُضِعت لحماية البشرية ، وليست للاستهانة بإنسانية الإنسان ، أو استنكار الحقوق الجنسية المشروعة للإانسان .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

إصدار كتاب "كربلاء كما شاهدت
اعتصام “زينبيات صمود” ومسيرات “أنات الإنتصار” ...
الواصلية
الإمام الخميني (ره) أحيا الإسلام وبث روح المقاومة ...
الشيخ محمد حسن النجفي المعروف بالشيخ صاحب ...
اليك عشر طرق للنوم الهاديء
ما هو الأفضل لديك زوج تحبينه أم يحبك؟
الإسلام يدعو إلى تعليم المرأة
الزواج القانوني
أكبر جلسة قرآن في العالم الاسلامي ستقام بمرقد ...

 
user comment