عربي
Thursday 18th of April 2024
0
نفر 0

في تقدم الشيعة في علم المعاني والبيان والفصاحة والبلاغة ...وفيه صحائف

الفصل الحادي عشر في تقدم الشيعة في علم المعاني والبيان والفصاحة والبلاغة ...
وفيه صحائف

الصحيفة الأولى
في أول من وضعه وأسسه وصنف فيه
وهو الإمام المرزباني أبو عبد اللّه محمد بن عمران بن موسى بن سعيد ابن عبد اللّه المرزباني الخراساني البغدادي صنف فيه كتابه المسمى بالمفصل في علم البيان والفصاحة.
قال ابن النديم في الفهرست: وهو نحو ثلثمائة ورقة.
وقال الحافظ السيوطي: أول من صنف فيه عبد القاهر الجرجاني، وأنت خبير أن أبا عبد اللّه المرزباني توفي سنة 378 ثمان وسبعين وثلثمائة، ووفاة الشيخ عبد القاهر الجرجاني سنة 444 أربع وأربعين وأربعمائة، وقد ذكر اليافعي في تاريخه عند ترجمته للمرزباني المذكور انه أخذ عن ابن دريد وابن الأنباري العلوم الأدبية، قال وهو صاحب التصانيف المشهورة والمجاميع الغريبة ورواية الأدب، وصاحب التأليفات الكثيرة، ثقة في الحديث قائل بمذهب التشيع، وشعره قليل لكنه من الجيد، ثم نقل قطعة

[ 128 ]

من شعره، وذكره ابن خلكان بعين ما ذكره اليافعي حتى النص على تشيعه، ووصفه في كشف الظنون بالعلامة عند ذكره لكتابة أخبار المتكلمين، وترجمته في الأصل مفصلة، وأخرجت تمام فهرس مصنفاته، وذكرت ان تولده كان في جمادى الآخر سنة 297 سبع وتسعين ومائتين ووفاته كانت يوم الجمعة ثاني شوال سنة 78 ثماني وسبعين، وقيل أربع وثمانين وثلثمائة ببغداد في الجانب الشرقي، وصلى عليه الشيخ أبو بكر الخوارزمي رضي اللّه عنهما.
وأيضاً تقدم على الشيخ عبد القاهر في ذلك من الشيعة محمد بن أحمد الوزير ابن محمد الوزير أبو سعيد العميدي المتوفى سنة 423 ثلاث وعشرين وأربعمائة، صنف كتابه «تنقيح البلاغة» كما في كشف الظنون أيضاً، وذكره منتجب الدين ابن بابويه في فهرست أسماء المصنفين من الشيعة الإمامية.
وذكره ياقوت وقال: نحوي لغوي أديب مصنف سكن مصر وتولى ديوان الإنشاء وعزل عنه ثم ولي ديوان الإنشاء وصنف تنقيح البلاغة وكتاب العروض والقوافي وغير ذلك، مات يوم الجمعة خامس جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، انتهى والأصح في وفاته ما ذكرنا وقد تقدم ذكره في الكتاب.
الصحيفة الثانية
في بعض الكتب التي صنفتها الشيعة في علم المعاني والبيان بعد المؤسس
مثل كتاب «تجريد البلاغة» للمحقق البحراني ميثم بن علي بن ميثم

[ 129 ]

المعاصر للسكاكي صاحب «المفتاح» وقد تقدم ذكره في متكلمي الإمامية.
وشرح تجريد البلاغة للفاضل السيوري المقداد بن عبد اللّه من أعلام علماء الشيعة سماه «تجويد البراعة في شرح تجريد البلاغة».
ومثل «شرح المفتاح» للشيخ حسام الدين المؤذني فرغ من الشرح المذكور سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة بجرجانية خوارزم، وقد ذكره في «كشف الظنون» لكن لم يعرف عصر مصنفه لأنه لم يترجم إلا في كتب أصحابنا.
ومثل «شرح المفتاح» للشيخ عماد الدين يحيى بن أحمد الكاشي، قال في «رياض العلماء» كان من مشايخ أصحابنا، جامعاً لفنون العلم.
قال: وذكره بعض تلامذة الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة في ذكر أسامي مشايخ الشيعة، ولم أعرف تواريخه انتهى بحروفه.
قلت: وذكره صاحب «تذكرة المجتهدين من الإمامية» وذكر له الشرح المذكور ولم يذكر تاريخه، وكذلك صاحب «كشف الظنون» ذكره ولم يعرف تاريخه.
وشرح المفتاح للشيخ الإمام العلامة ملك العلماء المحققين، قطب الملة والدين، محمد بن محمد الرازي أبي جعفر البويهي، من أولاد ابن بابويه القمي، كما في «رياض العلماء» ونص على شرحه للمفتاح في «أمل الآمل» وله في الأصل ترجمة مفصلة، مات سنة 766 هـ.

[ 130 ]

الصحيفة الثالثة
في علم البديع
اعلم أن أول من فتق البديع ابن هرم ابراهيم بن علي بن سلمة بن هرمة شاعر اهل البيت، له ترجمة في الأصل، وأول من صنف فيه اثنان متعاصران لا يعلم السابق منهما، وهما قدامة بن جعفر الكاتب وعبد اللّه بن المعتز.
قال صفي الدين الحلي في صدر شرحه بديعيته ما لفظه وكان جملة ما جمع ابن المعتز منها سبعة عشر نوعاً، ومعاصره قدامه بن جعفر الكاتب فجمع منها عشرين نوعاً، توارد معه على سبعة منها وسلم له ثلاثة عشر فتكامل لهما ثلاثون نوعاً ثم أقتدى بهما الناس في التأليف، أنتهى بحروفه.
لقدامة بن جعفر الشيعي نقد الشعر المعروف بنقد قدامة فلم تتحقق لابن المعتز إلا السبق بالتسمية بالبديع وقد تبينا في خبره في صدر كتابه بأنه ما جمع قبلي فنون الأدب أحد، ولا سبقني إلى تأليفه مؤلف حسبما أمر اللّه سبحانه بالتبيين في خبر مثله فلم نجد له صحة.

 الفصل الثاني عشر في تقدم الشيعة في علم العروض ، وفيه صحائف

الصحيفة الأولى
في أول من وضع علم العروض
هو الخليل بن أحمد المتقدم ذكره في فصل علم اللغة، ولا خلاف في أنه هو أول من استخرج العروض، وحصن به أشعار العرب حتى صار يعرف بالعروضي، ولو أردنا ذكر من نص على ذلك من أهل العلم لطال المقام، وقد أخرجنا شيئاً من ذلك في الأصل.
ودعوى ابن فارس في الصاحبي أن علم العروض كان قديماً، ثم اتت عليه الأيام، وقل في أيدي الناس ثم جدده الخليل مستدلا بقول الوليد بن المغيرة في القرآن، لقد عرضت ما يقرأه محمد على أقراء الشعر هزجه ورجزه وكذا وكذا، فلم أره يشبه شيئاً من ذلك لا يساعد عليها أثر ولا تاريخ ولا استنباط صحيح.
وإنما هو حدس منه وتخمين تفرد به لا اعتبار به عند أهل العلم بالأخبار وإنما كان الوليد يعرف قوافي الشعر بطبعه وغريزته، كما كان يعرف العربية كذلك، وهذا غير العلم الذي حصر أقسامه الخليل في خمس دوائر يستخرج منها خمسة عشر بحراً.

[ 132 ]

هذا حمزة بن الحسن الأصفهاني في كتاب التنبيه يقول: وبعد: فإن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي لم يكن لها عند علماء العرب أصول من الخليل، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض الذي لا عن حكيم أخذه، ولا عن مثال تقدمه احتذاه، إلى آخر كلامه المنقول في الأصل.
وقال أبو الفرج محمد بن إسحاق ابن أبي يعقوب النديم عند ذكره للخليل: وهو أول من استخرج العروض وحصن به أشعار العرب.
وقال ابن قتيبة عند ذكره: هو صاحب العروض.
قال أبو بكر الزبيدي في أول كتاب استدراك الغلط: والخليل بن أحمد أوحد العصر، وقريع الدهر، وجهبذ الأمة، واستاذ أهل الفطنة، الذي لم ير نظيره، ولا أعرف في الدنيا عديله، إلى أن قال: ثم ألف على مذهب الاختراع وسبيل الإبداع كتاب الفرش والمثال في العروض، فحصر بذلك جميع أوزان الشعر وضم كل شيء منه إلى حيزه، وألحقه بشكله، وأقام ذلك عن دوائر أعجزت الاذهان وبهرت الفطن وغمرت الألباب.
وقال عبد الواحد في مراتب النحويين: وأبدع الخليل بدائع لم يسبق إليها، إلى أن قال: واختراعه العروض وأحدث أنواعاً من الشعر ليست من أوزان العرب.
وقال ابن خلكان في ترجمته: وهو الذي استنبط علم العروض وأخرجه إلى الوجود إلى آخر كلامه.
وقال العلامة جمال الدين الحسن بن يوسف ابن المطهر الحلي في الخلاصة

[ 133 ]

الخليل بن أحمد كان أفضل الناس في الأدب، وقوله حجة فيه، اخترع العروض، وفضله أشهر من أن يذكر، وكان إمامي المذهب، انتهى بحروفه.
ولو أردنا نقل كلمات علماء الأدب في النص على ذلك لطال المقام وفيما ذكرنا كفاية للمرام.
الصحيفة الثانية
في أول من صنف في علم العروض بعد الخليل
فاعلم أن ذلك هو أبو عثمان المازني بكر بن حبيب النحوي (رضي اللّه عنه) المتوفى سنة 248 هـ، كان من غلمان إسماعيل بن ميثم إمام المتكلمين في الشيعة، كما نص عليه أبو العباس المبرد.
وقال أبو العباس النجاشي في كتاب أسماء المصنفين من الشيعة: كان سيد أهل العلم بالنحو والعربية واللغة بالبصرة، وتقدمه مشهور بذلك.
وذكره جمال الدين ابن المطهر في الخلاصة بنحو ما ذكره النجاشي وأنه من العلماء الإمامية.
وقال السيوطي في الطبقات: كان إماماً في العربية، متسعاً في الرواية، يقول بالإرجاء، وكان لا يناظره أحد إلا قطعه لقدرته على الكلام، وقد ناظر الاخفش في أشياء فقطعه.
وقال المبرد لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان، وله من التصانيف كتاب في القرآن، وكتاب علل النحو، كتاب تفاسير، كتاب سيبويه، كتاب ما يلحن فيه العامة، كتاب الألف واللام، كتاب التصريف،

[ 134 ]

كتاب العروض، كتاب القوافي، كتاب الديباج، نص على هذه الكتب ابن النديم والسيوطي والحموي وغيرهم وكتاب عروض أبي عثمان المازني، ذكره في كشف الظنون أيضاً.
الصحيفة الثالثة
في الكتب المؤلفة فيه للشيعة غير ما تقدم
كتاب الإقناع في العروض لكافي الكفاة الصاحب بن عباد المتقدم ذكره، كتاب صنعة الشعر في العروض والقوافي للخالع المشهور الحسين ابن محمد جعفر بن محمد بن الحسين الرافعي المعروف بالخالع، المتوفى في أثناء المائة الرابعة، له ترجمة مفصلة في الأصل من الإمامية، وكتاب عيار الشعر، وكتاب تهذيب الطبع، وكتاب العروض، جميعاً للشريف أبي الحسن محمد بن أحمد الطباطبائي الأصفهاني، كما في نسمة السحر في ذكر من تشيع وشعر.
كان تولده سنة 322 هـ، وذكره في معاهد التنصيص وأثنى عليه، وذكر كتاب العروض له وقال: لم يسبق إلى مثله: وهو صاحب الأبيات المشهورة في حسن التعليل:
يامن حكى الماء فرط رقته *** وقلبه في قساوة الحجر
يا ليت حظي كحظ ثوبك من *** جسمك يا واحداً من البشر
لا تعجبوا من بلى غلالته *** قد زر أزراره على القمر
وكتاب العروض والقوافي لمحمد بن أحمد الوزير المتقدم ذكره في

[ 135 ]

الكتاب، وكتاب الكافي في علم العروض والقوافي، وكتاب نظم العروض للسيد ابي الرضا فضل اللّه الراوندي (رضي اللّه عنه) كان حياً سنة 548 هـ، له ترجمة حسنة في الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة.
ورسالة العروض والقوافي للحكيم الأنوري الشاعر المتوفى سنة انقراض الدولة العباسية.
وكتاب العروض لملك النحاة، وهو صاحب العمدة في النحو المذكورة في كشف الظنون، نص على تشيعه عند ذكرها، وسيأتي ذكره في أئمة علم النحو إن شاء اللّه.
والأكليل التاجي في العروض، وقرة عين الخليل في شرح النظم الجليل لابن الحاجب، وشرح قصيدة صدر الدين الساوي في العروض، جميعاً للشيخ تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي صاحب كتاب الرجال المعروف بابن داود تلميذ السيد ابن طاوس المتقدم ذكرهما في صحيفة علماء الجرح والتعديل.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تاريخٌ يلازم الناشئة العراقية
ما المقصود بليلة الهرير؟
عید الاضحی المبارك
المحاولات اليهودية لعرقلة انتشار الإسلام
في رحاب نهج البلاغة (الإمام علي عليه السلام ...
لماذا هاجر الحسين (ع) من المدينة ؟
مکاتبات علي عليه السلام ومعاوية
نقش الخواتيم لدى الأئمة (عليهم السلام)
تعريف الإمامة و وجوب نصب الإمام
الكيسانية

 
user comment