عربي
Saturday 6th of July 2024
0
نفر 0

الخطابة الحسينية في الإحساء .. تاريخ من العطاء

من المهم قبل أن نسبر غور البحث والدخول في سلّم هذا الموضوع الشائك أن نعطي إطلالة على المحاور التي سنتناولها في هذه المقالة ، والتي يمكن أن نلخصها في ثلاثة محاور :

المحور الأول : العلاقة بين الإحسائيين وأهل البيت (عليهم السلام) تاريخياً

جذور التشيع :

إنّ العلاقة الحسينية والارتباط بأهل البيت (عليهم السلام) لا يتولّد من فراغ ، وإنّما يكون نتيجة تراكم من التعاطف والتفاعل مع قضية الإمام الحسين (عليه السلام) ، وإيماناً بالأهداف التي سار عليها .

ومن هنا يقودنا البحث إلى العلاقة قبل وبعد واقعة كربلاء الفاجعة ، وكيف كان التفاعل معها ، وما هي الصلة الحميمة التي ربطت هذه المنطقة بالقاعدة الدينية في المدينة والكوفة .

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن كيف بدأ التشيع في المنطقة؟

للإجابة على هذا السؤال هناك أقوال عديدة ، إلاّ إنّنا نقتصر على رأيين لقربهم من الصحة :

الرأي الأول : وهو الذي ذهب إليه الشيخ محمد حسين المظفر في كتابه ( تاريخ الشيعة ) حيث يقول : إنّ التشيّع في البحرين بدأ على يد آخر ولاة الرسول على البحرين وهو أبان بن العاص الأموي ، الذي عُرف بشدّة ولاءه لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، فكان أوّل مَنْ وضع بذور التشيّع في البحرين ، فكانت بذلك شيعية منذ أيّام الإسلام الأولى ، أي قبل سنة 11 للهجرة .

الرأي الثاني : وهو الرأي الذي نميل إليه ويتبنّاه المؤرخ الحاج جواد بن حسين الرمضان ، وخلاصته : إنّ التشيع نشأ في هذه المنطقة قبل هذا التاريخ بعدّة سنوات ، فقد كان متزامناً مع دخول الإسلام في المنطقة في السنة السادسة للهجرة ، على يد الوفادة الثانية التي قدمت إلى المدينة بعد عام من إسلام البحرين ، بزعامة الجارود العبدي ، والتي قال عنها رسول الله : (( ليأتينَّ ركباً من قبل أهل المشرق لم يُكرهوا على الإسلام )) ، وفي رواية أخرى : (( سيطلع عليكم من هنا ركب هم خير أهل المشرق )) .

وعندما قدموا رحّب بهم ، وقال : (( مرحباً بالقوم لا خزايا ولا ندامى )) ، ودعا لهم قائلاً : (( اللّهمّ أغفر لعبد القيس )) ، وقال : (( يامعشر الأنصار ، أكرموا إخوانكم ؛ فإنّهم أشبه الناس بكم في الإسلام . أسلموا طائعين غير مكروهين ولا موتورين )) .

هذه الوفادة كان من ضمن برامجها عند قدومها المدينة سؤال الرسول عن قسم لقس بن ساعدة الإيادي ، الخطيب المعروف في سوق عكاظ ، والتي كان يقول فيه ( اللّهمّ إنّي أقسم عليك بالمحمدين الثلاثة ، والعليين الأربعة ...)) ، هذا القسم كان محلّ تساؤل عندهم ،


الصفحة (2)

فأحالهم الرسول على سلمان الفارسي ، الذي بيّن الرموز التي أشار إليها قس ، والرواية طويلة موجودة في كتاب البحار .

ومن هنا تكونت العلاقة بين هذه القبيلة الهجرية وبين بيت الرسالة ، فكان تعلّقهم بأمير المؤمنين جلياً ، حتى إنّه يقول صاحب (تاريخ هجر) عبد الرحمن بن عثمان الملاّ : (تسلّم علي (كرّم الله وجهه) خلافة المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان (رضي الله عنه) في ذي الحجّة سنة خمس وثلاثين هجرية ـ 655م ، وقد اشتعلت في أيّامه عدّة فتن ، من بينها وقعة الجمل التي انحاز فيها إلى جانبه جمع من أهل البحرين ، وقوامهم أربعة آلاف بقيادة عمرو بن المرجوم ، أحد أعضاء الوفادة الأولى للرسول ، كما دأب بنو عبد القيس على مؤازرة الخليفة علي بن أبي طالب في مختلف حروبه حتى اعتزل القتال في سنة أربعين هجرية)(1) .

ففي واقعة الجمل سدّوا فراغاً كبيراً في صفوف الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، حيث كانوا على ثلاثة رؤساء ؛ جذيمة بن بكر على ابن الجارود ، العمور على عبد الله بن السواد ، وأهل هجر على ابن الأشج ، وسار الجميع حتى نزلوا ( الزاوية ، ومنها إلى البصرة ، وكانوا في عشرين ألفاً )(2) .

عبد القيس وواقعة كربلاء

عندما عزم الإمام الحسين (عليه السلام) الخروج ومواجهة الظلم ، وتقديم نفسه قرباناً ؛ لتثبيت دعائم الرسالة المحمّدية رغم قلّة الناصر وخذلان العدد ؛ فإنّه هبّ لنصرته ثلّة مؤمنة رأت في الشهادة والقتل بين يدي الإمام الحسين (عليه السلام) فخر لا يجاريه فخر ، وشرف لا يقارعه شرف .

وقبيلة عبد القيس كانت أحد رموز الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) ، فقد ناصرت أمير المؤمنين (عليه السلام) في معاركتي الجمل وصفين ، فكان منها القواد ، كحكيم بن جبلة العبدي ، وصعصعة بن صوحان العبدي ، اللذان يُعدّان من أشاوس رجالات الإمام وثقاته .

والإمام الحسين (عليه السلام) في شهادته الخالدة كان لنخبة من هذه القبيلة الشرف للشهادة بين يديه .

كان من أبرزهم :

1ـ يزيد بن ثبيط العبدي :

ــــــــــــــــ
(1) تاريخ هجر ـ عبد الرحمن بن عثمان الملاّ 2 / 68 .
(2) تاريخ البحرين في القرن الأول الهجري (شرق الجزيرة العربية) ـ للدكتور محمد بن ناصر بن أحمد الملحم / 273 .


الصفحة (3)

ذكره الشيخ الطوسي في فهرسته فقال : ( يزيد بن ثبيط البصري من أصحاب الحسين ) ، وقال العسقلاني في الإصابة : ( يزيد بن ثبيط العبدي من الشيعة ، ومن أصحاب أبي الأسود الدؤلي ، وكان شريفاً في قومه ) .

أمّا في تاريخ الطبري فتحدّث عن كيفية خروجه ، فقال : ( حدّثني أبو مخنف ، عن أبي مخارق الراسبي ، قال : اجتمع ناس من الشيعة بالبصرة ، في منزل امرأة من عبد القيس يُقال لها مارية ابنة سعد ، أو منقذ ، وكانت تتشيّع ، وكان دارها مألفاً للشيعة يجتمعون فيه ويتحدّثون ، وقد بلغ ابن زياد إقبال الحسين ومكاتبة أهل العراق له ، فكتب إلى عامله بالبصرة أن يضع المناظرة ويأخذ بالطريق ، فأجمع يزيد بن ثبيط إلى الحسين ، وكان له عشرة بنين فدعاهم إلى الخروج معه ، وقال : أيّكم يخرج معي متقدّماً فانتدب معه اثنان ؛ عبد الله وعبيد الله ، فقال لأصحابه في بيت المرأة : إنّي قد أزمعت على الخروج ، وأنا خارج فمَنْ يخرج معي ؟ فقالوا له : إنّا نخاف عليك أصحاب ابن زياد . فقال : إنّي والله ، إن لو قد استوت أخفافها بالجُدد لهان عليّ طلب مَنْ طلبني ، ثمّ خرج هو وابناه ، وصحبه عامر بن مسلم العبدي ، ومولاه سالم مولى عامر بن مسلم العبدي ، وسيف بن مالك العبدي ، والأدهم بن أميّة العبدي .

وقوى في الطريق حتى انتهى إلى الحسين ، فدخل بالأبطح في مكّة فاستراح في رحله ، ثمّ خرج إلى الحسين (عليه السلام) ، وبلغ الحسين مجيئه فجعل يطلبه حتى جاء إلى رحله ، فجلس الحسين  في رحله ينتظره ، وأقبل يزيد لمَّا لم يجد الحسين في منزله ، وسمع إنّه ذهب إليه راجعاً على أثره ، فلمّا رأى الحسين في رحله ، قال : بفضل الله وبرحمته فليفرحوا ، السلام عليك يابن رسول الله ، ثمّ سلم عليه وجلس إليه ، وأخبره بالذي جاء له ، فدعى له الحسين بخير ، ثمّ ضمّ رحله إلى رحل الحسين (عليه السلام) ، وما زال معه حتى قُتل بين يديه في الطفّ مبارزة ، وقُتل ابناه عبد الله وعبيد الله في الحملة الأولى مع مَنْ قُتل (رضوان الله عليهم) )(1) .

وقد ورد في زيارة الناحية للإمام الحجّة بن الحسن العسكري (عليه السلام) : (( السلام على يزيد بن ثبيط القيسي ))(2) .

وكان ممّن رثاه فيما بعد السيد أبو العباس الحميري ، فقال فيه(3) :

يـافروة قومي فاندبي      خيرَ البريةِ في القبورِ

ــــــــــــــ
(1) راجع تاريخ الأمم والملوك ـ للطبري 3 / 278 ؛  ووسيلة الدارين في أنصار الحسين ـ للسيد إبراهيم الموسوي الزنجاني / 211 ـ 212 .
(2) وسيلة الدارين في أنصار الحسين / 212 .
(3) المصدر السابق .


الصفحة (4)

وابـكي الـشهيدَ iiبـعبرةٍ      من  فيضِ دمعٍ ذي iiدرورِ
قـتلوا الإمـامَ من iiالأئمّةِ      فـي الـحرّمِ من iiالشهورِ
وابـكي  يـزيداً iiمـجدلاً      وابـنيه  فـي حرِ iiهجيرِ
مـزمـلـين  iiدمـائـهم      تجري على لببِ الصخورِ
يـالهف نـفسي لـم iiتفز      مـعهم بـجناتٍ iiوحـورِ

2، 3 ـ عبد الله وعبيد الله ابني يزيد بن ثبيط العبدي :

قال ابن شهرآشوب في المناقب : ومن المقتولين في الحملة الأولى يوم الطفّ عبد الله وعبيد الله ابني يزيد بن ثبيط القيسي البصري ، وورد في زيارة الناحية : (( السلام على عبد الله وعبيد الله ابني يزيد بن ثبيط القيسي ))(1) .

4ـ الأدهم بن أميّة العبدي البصري :

قال في (الإصابة) : (هو الأدهم بن أميّة بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد العبدي ، وأبوه أميّة صحب النبي (صلّى الله عليه وآله) ، ثمّ سكن البصرة وأعقب بها . قال البخاري : له صحبة وحديث واحد ، وروى أبو داود والنسائي والحاكم من طريق جابر ، قال : كان رسول الله إذا أكل سمّى ، فإذا صار آخر لقمة قال : (( بسم الله على أوّله وآخره )) .

وكان ممّن خرج مع يزيد بن ثبيط العبدي من البصرة ملتحقاً بركب الحسين (رضوان الله عليه) ، قُتل في الحملة الأولى مع مَنْ قُتل من أصحاب الحسين )(2) .

5ـ عامر بن مسلم العبدي :

قال النجاشي في رجاله : (هو عامر بن مسلم بن حسان بن شريح بن سعد بن حاثة بن لام بن عمرو بن طريف ، عمرو بن ثمامة بن ذهل بن جدعان بن سعد بن فطرة السعدي البصري من أصحاب الحسين بن علي (عليه السلام) قُتل معه بالطفّ ) .

ورد في زيارة الناحية : (( السلام على عامر بن مسلم ))(3) .

6ـ سالم مولى عامر بن مسلم العبدي :

كان من الثقاة التابعين مولى عامر بن مسلم ومن شيعة البصرة، كان ممن خرج مع يزيد بن ثبيط العبدي مع مولاه عامر بن مسلم العبدي، وقتل مع من قتل في الحملة الأولى.

وقد ورد في زيارة الناحية : (( السلام على سالم مولى عامر بن مسلم ))(4) .

ــــــــــــــ
(1)  المصدر السابق /170 .
(2) وسيلة الدارين في أنصار الحسين / 99 .
(3) وسيلة الدارين في أنصار الحسين / 161 .
(4) وسيلة الدارين في أنصار الحسين / 146 .


الصفحة (5)

7ـ سيف بن مالك العبدي البصري :

كان سيف بن مالك العبدي من أصحاب الحسين بن علي (عليه السلام) قُتل معه في كربلاء ، وكان ممّن خرج في رفقة يزيد بن ثبيط العبدي من مجلس مارية العبدية .

قال صاحب الحدائق : (فلمّا كان يوم العاشر تقدّم بين يدي الحسين (عليه السلام) فقاتل حتى قُتل مبارزة بعد صلاة الظهر (رضوان الله عليه) ، وقال ابن شهرآشوب : قُتل في الحملة الأولى مع مَنْ قُتل قبل الظهر)(1) .

وقد سجّل لنا التاريخ نخبة من الشخصيات التي تُحسب على هذه المنطقة الهجرية ضمن أصحاب الأئمّة ، فكان من أبرزهم :

ـ رشيد الهجري : أحد أبرز أصحاب الإمام علي .

ـ صعصعة بن صوحان العبدي .

ـ حكيم بن جبلة العبدي .

ـ الوليد بن عروة الهجري الشيباني : من أصحاب الإمام الباقر والصادق .

ـ أبو لبيد الهجري : من أصحاب الإمام الصادق .

ـ خينمة بن عدي الهجري : من أصحاب الإمام الصادق .

ـ محمد بن المشمعل الهجري الكوفي : من أصحاب الإمام الصادق .

ـ يحي بن بلال العبدي الشاعر : من أصحاب الإمام الصادق ، والذي كان يكتب الشعر في أهل البيت (عليهم السلام) ، وكانت قضية الحسين (عليه السلام) أحد أهم سمات التشيّع والولاء لأهل البيت (عليهم السلام) .

ـ سفيان بن مصعب العبدي الشاعر : والذي كان من شعراء أهل البيت (عليهم السلام) والقضية الحسينية لا تعدو همومه .

قال عنه الإمام الصادق (عليه السلام) : (( يامعشر الشيعة ، علّموا أولادكم شعر العبدي ؛ فإنّه على دين الله )) .

ومن هنا نكتشف إنّ العلاقة بين أبناء الإحساء وأهل البيت (عليهم السلام) هي علاقة اقتناع وتفاعل ، وجزء من هذا التفاعل هو القضية الحسينية التي هي من أهم عناوين الانتماء لمذهب أهل البيت .

المحور الثاني : الدور الإحسائي في الخطابة الحسينية

لا يمكن عند تناول التطوّر التاريخي للمنبر الحسيني الفصل بين المناطق الثلاث البحرين والقطيف والإحساء ؛ وذلك لاتّحادهم تاريخياً وثقافياً ، ودينياً واجتماعياً ، ممّا يجعل التأثّر بين المناطق الثلاث أمر ملحوظ وجلي على كافة الأصعدة الأربعة .

ـــــــــــــ
(1) وسيلة الدارين في أنصار الحسين / 153 .


الصفحة (6)

والتطور إذا كان في واحدة فهو إمّا أن يتأثّر أو يؤثّر في الباقي ؛ لذا عندما نقول الإحساء فهذا لا يعني إقصاء الباقي ، وإنّما محاولة تركيز البحث في منطقة محدّدة ؛ كي لا يتمّ التشتت وهضم الباقي .

إنّ الإحساء طوال تاريخها الديني لم تكن تحيد عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) ، بل كانت شديدة الصلة بهم ، وقد ساعد على هذا التفاعل الديني مع قضية الإمام الحسين التي تعدّ الحافظ الأول لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) يرجع لعدّة أمور :

الصبغة الدينية العامة للمنطقة :

فمنطقة الإحساء والقطيف والبحرين عُرفت بميلها الديني وشدّة الولاء لأئمّة أهل البيت (عليهم السلام) منذ القدم ، حيث حكمت المنطقة ثلاث دول شيعيّة ، هي ؛ دولة العيونيين ، ودولة بني جروان ، والدولة العصفورية ، كما كانت مركزاً دينياً على الصعيدين الشيعي والسُنّي ، والتفصيل في هذا يطول .

الفكر الولائي الشديد لأهل البيت :

لم تكن المنطقة مجرّد حاملة للولاء ، بل كانت متشدّدة جدّاً في ذلك ؛ لذا رغم التيارات المختلفة التي مرّت بها المنطقة فإنّها بقيت متماسكة دينياً ، وازدادت تمسكاً بعقيدتها ومذهبها ، وكان للقضية الحسينية دور كبير في الحفاظ على هذا التماسك .

ولعل من أوضح الشواهد على الولاء الشديد التي تكنّه المنطقة لأهل البيت (عليهم السلام) هو كثرة الأوقاف بشكل يفوق التصوّر ، معظمها مخصّص للمسألة الحسينية .

القدرة الاقتصادية في البلاد :

أحد أهم العوامل المساعدة على إنشاء الحسينيات ، ودعم القضية الحسينية هو القدرة المالية التي تسهم في إنعاش المجالس وازدهارها ، وكانت المنطقة بشكلٍ عام صاحبت مكنة اقتصادية جيدة ساهم في إنشاء عشرات الحسينيات في مختلف المناطق بما يفوق حاجة المنطقة ، لدرجة إنّك ترى في حي واحد لا يتجاوز طوله المئة متر عشر حسينيات ، وهي حالة مكرّرة في عدّة أماكن .

1ـ على صعيد العطاء الحسيني المنبري :

حيث برز في الإحساء مجموعة من الخطاباء اللامعين ، كانوا فيها من عناصر التجديد والتميّز ؛ لما قدّموه من تميّز على مستوى واسع في منطقة الخليج وغيرها ، وكان من أبرزهم ما يلي على سبيل المثال لا الحصر :

ـ الشيخ عبد الله الوايل :

هو الخطيب الشيخ عبد الله بن علي بن محمد الوائل ، من أعلام القرن الثالث عشر توفي سنة 1300هـ . شاعر كبير ، وخطيب بارز . تميّز بشعره في أهل البيت (عليهم السلام) ،


الصفحة (7)

وعلى الخصوص فيما يتعلّق بالقضية الحسينية التي تناولها في الكثير من شعره ، وتعدّ من أجود ما كتب في الإمام الحسين (عليه السلام).

له ديوان شعر كبير في ثلاثة مجلدات ، وقد طبع في الفترة الأخيرة .

ـ الملاّ علي الموسى الرمضان :

هو الخطيب الأديب الملاّ علي بن محمد بن موسى الرمضان ، ولد في الإحساء سنة 1247هـ ، وهو خطيب مميّز في عصره . عرف بشعره المؤثّر في مدح ورثاء أهل البيت (عليهم السلام) على الخصوص الإمام الحسين (عليه السلام) . كانت وفاته سنة 1323هـ ، وقد خلّف وراءه ديوان شعر ضمّنه مدائحه ومراثيه . طبع عام 1413هـ (1) .

ـ الملاّ علي بن فايز الحجي :

هو الخطيب والشاعر الكبير الملاّ علي بن حسين بن فايز بن سلمان الحجّي ، الشهير بابن فايز . أشهر شاعر شعبي عرفته البحرين في مطلع القرن الرابع عشر الهجري وما بعده ، وما زالت أصداء شعره تتردّد في رحاب المحافل الحسينية ، فتشدّ القلوب إلى ذكرى السبط الشهيد (عليه السلام) ومأساة كربلاء الدامية(2) .

ولد بالإحساء ثمّ رحل إلى القطيف ، ومن ثمّ استقر في بلاد البحرين ، وقد قدم إليها صبياً ، فأخذ يتعاطى الخطابة ، وينشد الشعر الدارج الذي ينمّ عن موهبة شعرية أصيلة ، حتى عدّ من كبار الخطباء ومشاهير الشعراء الشعبيين في البحرين ، بل منطقة الخليج قاطبة .

توفي في البحرين سنة 1322هـ (3) .

دواوينة الشعرية :

1ـ الفائزيات الكبرى .

2ـ فوز الفائز .

ـ الملاّ أحمد الرمل :

هو الخطيب الملاّ أحمد بن محمد بن رمل الإحسائي . ولد في مدينة سوق الشيوخ سنة 1307هـ ، درس النحو والصرف والبيان ، أتقن الخطابة الحسينية حذو أبيه الملاّ محمد ، انتقل إلى بلدة (أبو الخصيب) من أقضية البصرة ، وأقام فيها عشر سنين ثمّ نزح إلى خوزستان ، وهناك لازم الخطيب الشهير السيّد سلمان البحراني المتوفي سنة 1335هـ ، عرف بصوته الشجي الرقيق .

كان أديباً وشاعراً ، حسن الديباجة بديع الأسلوب .

ـــــــــــ
(1) العلامة الشيخ محمد آل رمضان الإحسائي ـ للأستاذ حسين بن جواد الرمضان / 10 .
(2) أعلام الثقافة والفكر في البحرين ـ للأستاذ سالم النويدري 3 / 490 .
(3) لقاء مع الحاج المؤرخ جواد الرمضان ـ إجراه الأستاذ سلمان الحجّي .


الصفحة (8)

توفي في مسقط عاصمة عمان يوم 27 / 2 / 1379هـ ، ودفن في النجف الأشرف(1) .

له ديوان مطبوع في أهل البيت .

قال في حقّه السيّد محمد صالح البحراني في حصائله : (الشاعر الملهم ، والخطيب المقدّم) .

وقال فيه السيّد محمد حسن الشخص : (كان أديباً بارعاً ، حسن الديباجة ، بديع الأسلوب ، خطيباً بارعاً ، إذا اعتلى منصّة الخطابة ينحدر كالسيل ، مع فصاحة في التعبير ، وبلاغة في البيان ، ولقد حاز قصب السبق في هذا المضمار ، ولا يزال هزّار المحافل ، يأخذ بمجامع القلوب) .

ـ الملاّ محمد صالح المطر :

هو الملاّ محمد صالح بن عبد الحسين المطر الإحسائي ، الخطيب والشاعر المشهور ، توفي سنة 1340هـ تقريباً ، وهو والد الشيخ كاظم المطر أحد ألمع خطباء وشعراء الإحساء .

تنقّل الملاّ محمد صالح بين الإحساء والبحرين والقطيف ، وعمّان ودبي ، ولنجه والعراق ، عُرف بتفوّقه الخطابي وحافظته القوية(2) .

ـ الشيخ كاظم المطر :

هو الخطيب والأديب الكبير الشيخ كاظم بن ملاّ محمد صالح بن عبد الحسين المطر ، ولد في البصرة عام 1312هـ .

بدأ حياته المنبرية على يد والده الملاّ محمد صالح ، ثمّ على يد الخطيب ملاّ محمد حمزة العمراني ، وهو من المشهورين في البصرة وغيرها .

وكان ملازماً ومرافقاً لأعلام الإحساء البارزين ، من أمثال المرجع الديني السيّد ناصر السلمان ، والمرجع الديني الشيخ موسى أبو خمسين ، والمرجع الديني الشيخ حبيب بن قرين ، والقاضي السيّد محمد بن حسين العلي .

كان يُعرف في خطابته ، إضافة إلى قدراته الإبداعية في الطرح والأسلوب ، بتفننه في ربط الموضوع بالمصيبة(3) ، وكانت وفاته بالإحساء سنة 1390هـ .

له ديوان شعر مطبوع بعنوان (قلائد وفرائد)(4) .

ـ الشيخ عبد الحميد الهلالي :

هو الخطيب الشيخ عبد الحميد بن إبراهيم بن حسين بن علي بن محمد الهلالي الإحسائي ، ولد في البصرة سنة 1321هـ ، تلقّى علومه في البصرة على يد نخبة من الخطباء والعلماء

 ـــــــــــــ
(1) راجع كتاب أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين ـ للأستاذ سالم النويدري 3 / 451 ؛ المرأة وبرامج التثقيف (المجالس الحسينية نموذجاً) ـ تأليف عالية مكي / 74 .
(2) راجع ترجمته في أعلام الإحساء ـ للحاج المؤرخ جواد بن حسين الرمضان 1 / 323 .
(3) لقاء مع الملاّ الرمضان ـ إجراه الأستاذ سلمان الحجّي .
(4) راجع مقدمة ديوان (قلائد وفرائد) ـ للشيخ كاظم المطر ، تقديم ولده الملاّ محمد صالح المطر .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

شعر الإمام الحسين
صلاة ليلة عيد الغدير
في تفويض الأمر إلى الله تعالى
مفاتيح الجنان(1_200)
الحروف المقطعة في فواتح السور من وجهة نظر قرآنية
ولادة السيدة زينب عليها السلام
الخطابة الحسينية في الإحساء .. تاريخ من العطاء
قصة استشهاد الامام جعفر بن محمد الصادق عليه ...
أدعية ايام رمضان
العلامات التي تسبق مباشرة ظهور الإمام المهدي

 
user comment