العدالة الصغرى ، الوسطى والكبرى :
في الفقه طرحت ( العدالة الصغرى ) ، وفي الفلسفة ذكرت ( العدالة الوسطى ) ، و( العدالة الكبرى ) مطروحة في العرفان .
إذا وصل الإنسان إلى تلك العدالة الكبرى ، يوازن جميع القوى الإدراكية والتحريكية وجميع قوى جذبه ودفعه ويصل إلى محل يصبح فيه مظهراً تاماً للاسماء الحسنى ويكون في النواة المركزية للعدل .
في العدالة الصغرى المطروحة في الفقه ، عندما يؤدي الإنسان الأعمال الواجبة ويتجنب الحرام فهو عادل وان كان جباناً ولم يكن سخي الطبع وشجاعاً ، فعندما يؤدي الواجب ولا يقوم بعمل حرام ، فهذا المقدار كافٍ في عدالته . أما في الفقه الأوسط والعدالة الوسطى فهو ليس عادلاً ؛
(176)
لأنه لم يوازن حتى الآن بعض القوى ، وإذا وازن هذه القوى يكون عادلاً ومتوازناً في العدالة الوسطى ، ولكن مظهريته ليست متساوية تجاه جميع الاسماء ، وهذا الشخص ليس عادلاً في الفقه الأكبر ، أي العرفان . العادل هو الشخص الذي يكون مظهر جميع الاسماء الحسنى ، وينفذ كل اسم في محله على أساس الصواب . والإنسان الكامل يتمثل في الرجال باسم علي بن أبي طالب عليه السلام ، وفي النساء بعنوان فاطمة الزهراء عليها السلام .
فيتضح ما هو معنى الخلافة في هؤلاء ، ما هو معنى العدالة والرأفة والرحمة والمحبة في هؤلاء ثم لا بد للرجال أخيراً من نشر دروس المحبة أكثر من الدروس الأخرى ؛ لأن الله تعالى قال :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) (1) .
أي ان هذا النبي الحبيب هو حلقة ارتباط بين المحب والمحبوب ، وإذا كنتم متبعين حبيب الله فهو يعطي درس المحبة وأنتم تصلون من مرحلة محب الله إلى مرحلة محبوب الله .
بناء على هذا إذا لم يكن للمرأة دور في بعض الأعمال التنفيذية ، فهي ليست معفوة بشكل عام ـ ترك لا إلى بدل ـ ، بل ترك إلى بدل . أي إذا لم تعمل المرأة عملاً ما فهي تتولى ما يعادله في قسم آخر ، وكما أن المجتمع يحتاج إلى قوة ، فهو يحتاج إلى محبة أيضاً . والمجتمع لا يتقدم بالشدة والعنف مثلما يتقدم بالمحبة واللين ، كما ان رسول الله كان موصوفاً بهذا الوصف ، وكان نجاحه في هذه الناحية أيضاً :
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من
____________
(1) سورة آل عمران ، الآية : 31 .
(177)
حولك ) (1) .
إن درس المحبة هذا إذا لم تكن النساء أفضل من الرجال في تعلمه ، فهن لسن أقل منهم ، وإذا لم تكن النساء أفضل من الرجال في إدراك الأدعية المتضمنة للمحبة الصادقة ، فهن لا يفهمن أقل من الرجال ، وإذا لم يكن حب الله وخلقه عند النساء أفضل من الرجال ، فهو ليس أقل .
لو بحثنا عن الكمال في الاسماء الإلهية الحسنى لرأينا ان الاسماء الإلهية الحسنى تقسم إلى قسمين : الجلال والجمال ، الجذب والدفع ، المحبة والقوة ، الإرادة والكراهة أو المحبة والعداوة ، وكل منها يكون مظهر اسم من الاسماء الخاصة لله في العالم ، والذين يصلون إلى المقصد يكونون مظهر الاسم الأعظم .
العلوم الأداتية والأصالية :
العلم من حيث انه علم ليس مطلوباً بالذات ، وليس لدينا أي علم يكون هدفاً وكمالاً ذاتاً ـ سواء العلم العملي أو العلم النظري ـ بل أن العلم هو دائماً مقدمة العمل ، والعمل يتعلق بالقلب لا بالعقل ، وطريق القلب إذا لم يكن للنساء أكثر من الرجال فهو ليس أقل بالتأكيد . مع هذا قسم العلماء العلوم إلى علوم أداتية وعلوم أصالية . العلوم الاداتية هي كالأدبيات التي هي من العلوم الاعتبارية وليس أكثر من انها أداة ـ لأنها للتدريس والكتابة فقط وليست مطلوبة بالذات ـ أو مثل علم المنطق حيث يتعلم الإنسان المسائل المنطقية حتى يفكر بشكل صحيح . العمل الذي يقوم به المنطق للتفكير يشبه العمل الذي تقوم به الادبيات للتلفظ ، المتكلم أو الكاتب يجب أن يكون مراقباً لسانه وقلمه ، والمفكر يجب أن يكون مراقباً ذهنه . مثل هذه العلوم
____________
(1) سورة آل عمران ، الآية : 159 .
سواء الاعتبارية أو غير الاعتبارية ليست أكثر من أدوات . إن تعلم علم الفقه والحقوق والأخلاق والسياسة ( التي هي من قبيل العلوم الإنسانية ) فهوليس مقدمة العمل . وان الفقه ليس مطلوباً ذاتاً من ناحية أنه علم بالحلال والحرام ، بل هو مطلوب لتجنب الحرام ، وامتثال الواجب ، وأمثال ذلك ، والإنسان يصبح فقيهاً عندما يعمل بأحكام الله ، وكذلك علم الأخلاق ليس مطلوب ذاتاً ، والإنسان يصبح عالماً بجميع الاخلاق حتى يتخلق في ظل علم الأخلاق .
العلم مقدمة العمل :
مثل هذه العلوم ، التي هي جزء من شعب العلوم الإنسانية تعد جزء من الحكمة العملية وكلها مقدمة عمل . أما العلوم النظرية كالالهيات والفلسفة التي يقال إنها علوم مطلوبة ذاتاً ومستقلة ، فليس بمعنى انها ليست مقدمة لعمل ، وليس المقصود ان فهم الالهيات مطلوب ومقصود ذاتاً ، وإذا قيل إن الفلسفة هي علم أصالي والمنطق علم أداتي فالمراد أن الفلسفة ليست علماً تدرس من أجل علوم أخرى في سلسلة العلوم والأفكار بل مطلوبة ذاتاً ، ليفهم الإنسان أن للعالم بداية ونهاية وله مبدأ ومعاد ، وبدء وحشر . هذا العلم ليس من أجل علم آخر . لكن المقصود ليس أن هذا العلم لا يكون مقدمة لشيء آخر . بل ان العلم الالهي هو مقدمة لأمر آخر وهو العمل ، غاية الأمر أن العمل على قسمين أيضاً . عمل الجارحة وعمل الجانحة .
عمل الجوارح بينه أهل الفن في مسائل الفقه والأخلاق وأمثال ذلك ، أما عمل الجانحة وعمل القلب الذي هو اعتقاد فانه يطرح في البحوث العقائدية . وإذا أصبح شخص ذا رؤية كونية فهو من أجل أن يكون معتقداً ويكون لديه إقرار بأن للعالم الهاً ، وان هناك حشر ونشر . فالعلم النظري رغم انه يؤمن كمال العقل النظري ولكن كمال الإنسان ، ليس بكمال عقله النظري فقط . العلم ليس من أجل كمال قوة النظر بل إن العلم هو من أجل
(179)
كمال إنسانية الإنسان (1) .
الشؤون الإنسانية :
إن لانسانية الإنسان جناحين وشأنين منفصلين . لو أراد الإنسان أن يبلغ الكمال يجب أن يصبح كاملاً في جناح النظر . ويصبح متكاملاً في جناح العمل أيضاً . عمل القلب هو هدف ، وعمل عقل النظر ، وهو الفكر والتفكير هو أداة ، توضيح الموضوع هو ان الروح لأنها مجردة فان شؤونها تكون مجردة أيضاً ، وربما نسجت حجب نورية بينها وأحياناً حجب غير نورية ، هناك حجب كثيرة بين شؤون الروح ، وهذه الحجب دقيقة ورقيقة إلى درجة ، يكون فهم أساس الحجاب ودقته ورقته ليس عملاً سهلاً .
وهناك نذكر مثلاً حسياً لتوضيح المسألة حتى نصل من هذا المثل الحسي إلى ممثل عقلي ، عند ذلك يبين ذلك الممثل بالآيات القرآنية حتى يتضح وجود حجب دقيقة ورقيقة بين شؤون النفس .
رواية عن الإمام الصادق :
ذلك المثل الحسي : جاء رجل إلى الإمام الصادق عليه السلام فقال : يا جعفر بن محمد دلني على معبودي . فقال له أبو عبدالله : اجلس ، وإذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها ، فقال له أبو عبدالله عليه السلام : ناولني يا غلام البيضة . فنالوه إياها ، فقال له أبو عبدالله : يا ديصاني : هذا حصن مكنون ، له جلد غليظ وتحت الجلد الغليط جلد رقيق وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة ذائبة ، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة ، فهي على حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها ولا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها . لا يدرى للذكر خلقت أم
____________
(1) أصول الكافي ، ج 1 ، ص 79 .
(180)
للأنثى ، تنفلق عن مثل الوان الطواويس ، أترى لها مدبراً ؟ فأطرق ملياً ثم قال : أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله ، وإنك إمام من الله على خلقه وأنا تائب مما كنت فيه .
العقل العملي والعقل النظري :
أما الممثل العقلي فهو أن للإنسان شأناً باسم ( عقل النظر ) وهو يفكر بواسطة ذلك الشأن ، وله شأن آخر باسم ( عقل العمل ) حيث يتقبل بواسطة ذلك الشأن . والآيات القرآنية والروايات على قسمين أيضاً ؛ لأن الآيات والروايات مفسرة الإنسان ، والإنسان لديه هذه الشؤون ايضاً ، لذا يجب ان تفهم الآيات هذه الشؤون للإنسان .
قسم النظر يتولى الرؤية والتفكير ، وقسم العمل يتولى القبول والسعي والميل والجذبة وأمثال ذلك . كل ما هو عمل يعود إلى العمل ، وكان ما هو فكر يرجع إلى النظر ، وبين هذين الشأنين حجاب دقيق جداً لا يسمح ان ينتهي النظر إلى العمل مباشرة ، والذين خرقوا كل الحجب ، خرقت أمامهم الحجب المادية وكذلك خرقوا الحجب النورية .
في المناجاة الشعبانية دعاء بطلب التوفيق من الله ( حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة ) (1) ، عندما تشق الحجب النورية هذه ، عند ذلك يصبح النظر والعمل واحداً . عندما ينال الإنسان مقاماً رفيعاً يصبح علمه عين القوة وقوته عين العلم ، هما مفهومان ، ولكن لهما حقيقة واحدة . إذا وصل شخص إلى هذا المقام ، لم يعد هناك جدار بين فكره وسعيه ، سواء كان امرأة مثل فاطمة الزهراء عليها السلام أو رجلاً مثل علي بن أبي طالب عليه السلام ، لكن إذا لم يبلغ ذلك المقام الرفيع ، يكون هناك
____________
(1) المناجاة الشعبانية ، مفاتيح الجنان .
(181)
حجاب رقيق دائماً بين النظر والعمل ، وكلما نزل إلى الأسفل تصبح هذه المسافة أكثر وكلما صعد تصبح هذه المسافة أقل .
أحياناً يكون الإنسان عالماً ولكن بلا عمل ، وأحياناً هو متنسك كثير العمل وقليل التشخيص ، وأحياناً هو عالم بلا عمل وأحياناً جاهل متهتك . أوساط الناس سواء النساء أو الرجال ، هناك جدار رقيق بين نظرهم وعلمهم ، لذا يفهمون كثيراً من الأشياء ولكن لا يعملون بها . ويتعلقون بكثير من الأشياء لا ينسجم معها عقلهم النظري ولا يؤيدها ، ويلتزمون ببعض الاداب والرسوم والعادات والسنن التي لا توافق الفكر ، ويفكرون ببعض الأمور التي تنسجم مع عقل العمل ، هذا الجدال موجود دائماً بين الفكر والميل في أوساط الناس .
نماذج من تخطي عمل القلب والفكر في القرآن :
ذكر في القرآن الكريم المسافة والحجاب بين عمل القلب ، وتفكر الفكر . ويبين بعض النماذج .
النموذج الأول :
( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً ) (1) .
بعد مشاهدة آل فرعون معجزات موسى الكليم عليه السلام الكثيرة أصبح الحق بينا لهم ، ولم تكن لديهم مشكلة من حيث الفكر ، ولكن من حيث ( الذكر ) كانوا في مشقة ولم يستعدوا للقبول . ومع انه كان لديهم يقين بأن الحق مع موسى ولكن قلوبهم لم تخضع ، ورؤوسهم لم تصقل في الساحة الإلهية المقدسة ، كان العلم موجوداً ولكن العمل ، أي ميل القلب وعمل الجانحة والقلب لم يكن موجوداً . لذا قال فرعون لموسى الكليم :
____________
(1) سورة النمل ، الآية : 14 .
(182)
( اني لأظنك يا موسى مسحوراً ) (1) .
قال موسى الكليم عليه السلام :
( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبوراً ) (2) . أي أن موسى قال لفرعون : إنك أصبحت عالماً وليس لديك أية مشكلة علمية . وقد فهمت ان عملي هو إعجاز وليس سحراً فهمت أن سحر السحرة لا يقابل إعجازي ، ولكنك لا تقبل وإنما تصرّ على الهلاك ، أنت عالم ولكنك لا تقبل .
النموذج الثاني :
مسألة إبراهيم الخليل عليه السلام عندما حطم الأصنام ( فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم ) (3) عمل على توضيح وتبيين المسألة ، فحضر الوثنيون في ذلك المجمع وكان شعارهم هذا :
( حرقوه وانصروا آلهتكم ) (4) .
فقال إبراهيم الخليل :
( فأسألوهم إن كانوا ينطقون ) (5) .
( فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون * ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ) (6) .
____________
(1) سورة الإسراء ، الآية : 101 .
(2) سورة الإسراء ، الآية : 102 .
(3) سورة الأنبياء ، الآية : 58 .
(4) سورة الأنبياء ، الآية : 68 .
(5) سورة الأنبياء ، الآية : 63 .
(6) سورة الأنبياء ، الآيتين : 64 ـ 65 .
(183)
نكسوا روؤسهم ليس أنهم خجلوا ، بل خجلوا في مقام الاحتجاج وكانوا يقولون لبعضهم : إنهم ظالمون ، ( إن الشرك لظلم عظيم ) (1) ، الظلم للمبدأ ، الظلم لنفس الإنسان الظلم للاعتقاد الصحيح والرسالة الصادقة للوحي وأمثال ذلك . فهموا أن الحق مع خليل الرحمن ولكن لم يقبلوا ذلك .
أن الإنسان إذا أصبح عالماً لا يتخلى أحياناً عن عقيدته الفاسدة ، ولا ينجذب للعقيدة الصحيحة . ان جهاز عمل الإنسان ليس تابعاً لنظره دائماً . وإلا لصرف فرعون النظر عن عقيدته الفاسدة السابقة ولقبل الاعتقاد الجديد . ولرفض قوم إبراهيم الشرك الذي كانوا مبتلين به سنين طويلة ولقبلوا العقيدة الحقة التي جاء بها إبراهيم .
إن هذا الجذب والدفع ، هذا الاعتقاد والإنكار ، هذا الإقرار والانكار ، هو عمل القلب . وعمل القلب يرتبط بنفس القلب ، وليس بالفكر ، لذا ذكر موسى الكليم عليه السلام لفرعون نموذجاً وقال له : إنه إذا اتضحت له الحقيقة من الناحية العلمية فليقبل كلامه ، ولكن فرعون لم يقبل . لم يكن قد قبل في القلب وانكر باللسان ؛ لأنه عندما تعرض للغرق قال عند ذلك بأنه آمن ، وقال الله تعالى :
( الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) (2) .
وهذا بمعنى ان فرعون لم يكن آمن أساساً ، وأراد الايمان في لحظة الموت فقط ، ونموذج آخر قول إبراهيم الخليل : اقطعوا رباط القلوب بهذه الأصنام التي أصبحت بصورة حطب ، لكنهم لم يفعلوا ، أحياناً لا يحصل
____________
(1) سورة لقمان ، الآية : 13 .
(2) سورة يونس ، الآية : 91 .
(184)
قطع ارتباط القلب بالباطل والتعلق بالحق رغم التبيين وإحراز حقانيته ، وسره أن هناك حجاباً بين مركز الفكر وهو الجزم ومركز العزم وهو القلب . وليس الأمر هو أن الإنسان يؤمن بكل ما يفهمه ، كما أنه ليس كل مؤمن يكون عالماً . رغم انه ليس بدون علم إجمالي أو تقليدي .
انسجام العقل والقلب :
المسألة الأخرى هي ان كمال الإنسان هو في ان يحول إلى القلب ما فهمه حتى يحلق بجناح القلب وجناح العقل ، لا يمكن أبداً التحليق بجناح العقل لوحده ، أي أن الفكر هو جناح واحد ، كما أنه لا يمكن أبداً السفر بجناح القلب ، لأن العمل هو جناح واحد .
والذي هو من أهل السير والسلوك هو من أهل الفكر وأهل الذكر أيضاً ، يفهم ويقبل أيضاً . الشخص الذي آمن على أساس التقليد وأصبح مؤمناً على أساس الجهل لا يصل إلى المقصد ، رغم انه عالم في بعض طريقه ان الذي يصرف جميع عمره في طريق العلم ويسير ويسافر ، ولكن إلى بلاد قريبة لا بعيدة . الشخص الذي يصل إلى المقصد هو الذي يكون محققاً عن طريق الفكر ، ويكون متحققاً عن طريق الذكر .
من هنا يتضح ان الإلهيات والفلسفة ليست هدفاً ذاتياً أيضاً بل ليصبح ذا رؤية كونية حتى يؤمن بالتوحيد .