عربي
Friday 6th of December 2024
0
نفر 0

[في قوله تعالى : (انما أنت منذر و لكل قوم هاد)]

[في قوله تعالى : (انما أنت منذر و لكل قوم هاد)]

مسألة : قال اللّه ـ تعالى ـ (و لكل قوم هاد). (865) والـهادي على كل حال معصوم . [و] هذه الاية و آية الاستخلاف في سورة النور (866) دليلان عـلى وجود القائم (ع ), (867) لا نه ما من يوم من أيام بني آدم الا وعبد الصنم فيه , فذلك اليوم الذي لا يعبد فيه غيره ـ تعالى ـ (868) , أيام القائم (ع ). (869) ومنها قوله ـ تعالى ـ: (و لو ترى اذ فزعوا فلا فوت و اخذوا من مكان قريب ). (870) ومنها آية : (أخرجنا لهم دابة من الا رض تكلمهم ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون ). (871) ومـنها: (و يقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين قل يوم الفتح لاينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم يـنـظـرون فـاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون ). (872) والايمان ينفع مادام التكليف باقيا وخروجه لطلب الايمان . فبقي أن يكون هذا الشخص الذي لا ينفعه ايمانه ,هو (873) معاد بعد موته , يعنى انتظر ذلك اليوم فان الكفار أيضا ينتظرون .
و
(874) منها: قوله ـ تعالى ـ (يوم ياتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا) (875) .
هـذه أيـام القائم
(876) ـ (ع ) فان معاندي آياتهم (877) يعيدهم اللّه أحيأ الى الدنياوهم يؤمنون لكن لا ينفعهم ايمانهم لان تكليفهم سقط (878) بالموت .
وأجـمع المحدثون على أن النبي (ص ) قال : المهدى من ولد الحسين (ع ).
(879) فلمالم يعرف مـعـانـي المتشابهات وأوائل السور من الحروف , وسبب خلق المؤذيات و ايلام البري ء من الاطفال والـبـهائم ولم نقل بقبحها (880) , بل فوضناها الى اللّه تعالى لماعلمنا أ نه حكيم لا يفعل القبيح , كذلك هنا. (881) ومثلها الايات الدالة على زلة الانبيأ, أو نحيلها (882) الى التأويل بما يوافق العقل (883) أو الى علم اللّه , أونحملها على (884) ترك المندوبات لان ترك (885) مندوباتهم بمنزلة تركنا الواجب علينا.
سؤال :
(886) طول العمر يورث الخرافة , وهو على الولى محال .
الجواب : هذا باطل بأهل الجنة وأهل النار, لان الخرافة يبطل غرض اللّه من استلذاذ أهل الجنة وعـقـاب أهـل الـنـار فـي ادراكـه , والخرافة باطل بالمعمرين
(887) الذين ذكرناهم ,كدم ونوح (ع ), والدجال والابالسة . (888) وأيضا هذا خارق للعادة وهو جائز على طريق المعجزة .
وأيـضـا الـخرافة في الدنيا للدلالة على فنأ الدنيا, وقطع الامل منها, والعزم
(889) بالرحيل , واستعجال التوبة , وتكثير الطاعة .
سـؤال :
(890) كما اشتهر حاله (891) بين الجبابرة اشتهر (892) حال محمد(ص ) بين أهل الكتاب , ومع ذلك خرج ؟ الجواب : كان محمد(ص ) منيعا (893) بالحرم وقراباته الاكابر. وأعداؤه كان قوماضرب اللّه عـلـيهم الذلة والمسكنة بسبب سيوف بخت نصر, واستئصالهم في الافاق ,فلم يبق منهم الا قوم أذلا ء. (894) و (895) أمـا أعدأ القائم (ع ), فكانوا سلاطين الدنيا شرقا وغربا, كبني مروان وبني العباس مع خزائن , وأموال , وجنود فحصل الفرق .

[قصة عزير(ع ) ورفع الاستبعاد عن أمر المهدي (ع )]

مـسـألـة : (896) أخـبـر اللّه تـعـالى عن عزير(ع ) وحماره , ولبنه وعصيره (897) وذلـك لان الـل بـن والـعـصـيـر يـسـرعـان فـي الـتـغير, ومع ذلك أبقاهم اللّه تعالى مائة سنة , دلالـة لـمـعـجـزاتـه , (898) فـلويبقى (899) القائم (ع ) سنين صلاحا للعالمين ومعجزة له وكرامة منه تعالى ـ, مايكون شيئا عجيبا.

[فصل ] [دفع وهم بالشواهد القرآنية ]

قيل : لوكان العترة محقة لما ينفر (900) الخلق عنهم . الـجـواب : هذا باطل بتنفر (901) الخلق عن اللّه تعالى الى عبادة الصنم , وعن عبادته الى عبادة الـشـيـطـان , (أ لم أعهد اليكم يا بني ادم ان لا تعبدوا الشيطان ). (902) وبعبادة العجل عن موسى وهارون , ونوح ويوسف وسائر الانبيأ(ع ) والكتب . فان الخلق تنفرواعنهم .
وقرنهم اللّه تعالى بذاته في كلامه في ثلاثة مواضع : أحدها, في آية الخمس
(903) فانه شاركهم معه ومع رسوله . (904) وثـانـيـهـا: فـي آيـة الـطـاهـة فـي قـولـه (أطـيعوا اللّه وأطيعواالرسول و أولى الا مر منكم ). (905) وثـالثها: في آية الخاتم , كما قال : (انما وليكم اللّه و رسوله و الذين امنوا الذين يقيمون الصلا ة و يوتون الزكوة وهم راكعون ). (906) وليست هذه الفضيلة لاحد في الدنيا الا لهم . [و] ما من نبى من الانبيأ يشارك اسمه اسم اللّه تعالى الا على (ع ) فان اسمه اسم اللّه تعالى , كما في قوله تعالى : (وهو العلى العظيم ). (907) أصل (908)

أصل [الامامة لطف من اللّه تعالى ]

مـسـألـة : الامـامـة : الـرياسة العامة بالاصالة في (909) امور الدين والدنيا. والامام من له هذه الرياسة , وهو لطف من عنداللّه عزوجل لوجوه : (910) الاول : للدنيا وهو حفظ الطريق وضبط البلاد, وحفظ العباد, (911) ودفع قطاع السبل والفساد, و تسوية الاسعار, ومنع الاحتكار, وأمن الملك .
والثاني : تقليل المعصية لكونه آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر.
والثالث : ترغيب الناس بالطاعة وأمرهم بها ووعدهم بها و
(912) وعد الصالحين .
والرابع : لحفظ الشرع و حسم مواد اختلاف العلمأ وحصول الثقة به , لعصمته ووفورعلمه , ولذلك أجـمـع الـنـاس كـافة على أ نه لابد لكل قوم و قبيلة وبلدة
(913) ومحلة وبيت وثلة من مقدم وراع . ومنه قول أميرالمؤمنين (ع ): لابد للناس من أمير, برأوفاجر, (914) فعلى هذا وجود الامام المعصوم (915) عقلا وعرفا ونقلاـ يعني شرعاـ لطف .
واللطف كل فعل يقرب العبد عنده بالطاعة و يبعد عن المعصية . واللطف عليه ـ تعالى آواجب , لانه ـ تعالى ـ قال : (وما خلقت الجن والا نس الا ليعبدون ).
(916) [و]عـلـل خـلقهم بالعبادة , و تمام الغرض لا يحصل الا بالامام , (917) وعلل فعل العبادة بالجنة والاحسان الدائم , كما قال اللّه تعالى : (ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها. (918) فاذا أوجب العبادة ـ ولا يحصل هذه الا بالامام ـ فلو لم ينص محله , كان ذلـك الـتـخليق المعلل بالعبادة عبثا ضائعا. واذاثبت أ نه من قبل اللّه تعالى كان حسنا, لا نه لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الإمامة في رؤية الأئمة الأطهار -رواية عن الإمام ...
الأخوة في القرآن الكريم
تهمة الشیعة بالغلو
أدلة الوحدانية
المعجزة
المهدي المنتظر في كلمات محي الدين بن عربي/ ق2
ثانياً: كيف يجب أن نعرف الله؟
العبودية بين الخذلان والتوفيق
إمامة الأئمة الأطهار
أبعاد الروح الإنسانية– العبادة

 
user comment