اصل في المطاعن
فصل [ما اسند الى الاول ] (1202)
فصل [ما اسند الى الاول ]
قام بمقام لم يكن له المقام هناك .
وسـمـى نـفسه خليفة رسول اللّه , وكان خليفة الناس . وكتب : (من أميرالمؤمنين ), (1203) وعـلـم أن هـذا لـقب على (ع ) ولم يرخص الرسول أن يلقب أحدبهذا الا لعلى . (1204) وأما أولاده أيضا فلا يجوز تلقيبهم به .
وقال النبى :(ص ): ان اللّه اصطفى من ولد اسماعيل قريشا, واصطفى من قريش هاشما, (1205) كـمـا قـال اللّه تـعـالـى : (ان اللّه اصـطـفـى ادم ونـوحـا وال ابـراهـيـم وال عـمـران عـلى العالمين ). (1206) وقـال الـنبى :(ص ): (كائن في امتي ما كان في بني اسرائيل ) (1207) , فكما لم يجز أن يتقدم أحد على ذلك المتقدمين في آل ابراهيم (ع ) وآل عمران , كذلك هاهنا لايجوز لاحدأن يتقدم على بني هاشم .
و أ نـه غـصـب فدكا من فاطمة (س ) حتى ماتت واجدة عليهما وأوصت أن لايحضرا (1208) على جنازتها. (1209) وطلب منها البينة مع كونها متصرفة . (1210) وقـال على المنبر: ان لي شيطانا (1211) يعتريني , فحينئذ اجتنبوني حتى لا اوثر في أشعاركم ولا أبشاركم . (1212) , (1213) فـربـمـا كـان الـلـعـيـن الـمـذكـور (1214) الذي أقر بأنه يأتيه حينا فحينا (1215) يحمله ويلحيه (1216) حتى قام بما قام به .
ولـم يرض (1217) بما عينه النبى (ص ) حال حياته , فطفق يشيع الحاجة (1218) على الخلق حتى زادوا وظيفته (1219) في بيت المال . (1220) وأحضر سارق وكان حكمه قطع اليمين , فلم يقبل من الصحابة , وقطع يساره . (1221) ووظـف لـعـائشـة وحفصة كل سنة لكل واحدة منهما عشرة آلاف درهم , ولباقي نسأالنبى (ص ) خمسة آلاف درهم (1222) ففضلهما عليهن . (1223) ولـمـا اسـتـخـلـف عـثـمـان قـال : (واللّه مـا (1224) أفـعل بكما الا (1225) ما فعل أبـواكـمـابـفـاطـمة (س ). وقطع وظيفتهما, (1226) فعند ذلك أفتت عائشة بأن دمه حلال ونـادت بـأعـلـى صـوتـهـا: (اقـتـلـوا نـعـثـلا), (1227) يـعني : عثمان . ـ والنعثل اسم لـمعزكثير (1228) الشعرـ, وكان عثمان شعرانيا. تقول أبدا: (قتل اللّه نعثلا), كما ذكره أبـواسـحـاق الـثـعـالـبـى فـي كـتـابـه , (لـطائف المعارف ). فعند ذلك أجترأ (1229) الناس بقتله . (1230) , (1231) وجـعـل الـنـبى (ص ) اسامة أميرالجيش , وجعلهما تحت رايته في مرض موته لغزوة (1232) تبوك . (1233) ونبه النبى (ص ) الخلائق أنهما رعيتا غلام على (ع ),لا أميرا.
فخرج اسامة وضرب الخيام في الصحارى انتظارا بهما, وكان النبى (ص )يكرر (1234) بقوله : (نـفـذوا جـيـش اسـامة , نفذوا جيش اسامة ). (1235) فدخل يوما على النبى (ص ) و عاتبة الـنـبـى (ص ) عـلى تقاعده , فقال : (يا محمد اني (1236) آسف عليك لا اريد (1237) أن أسـأل (1238) حالك عن الركبان , وأنت على مانرى ). وخرج من عنده وقال مع صاحبه : ان الرجل علم أ نه يموت يخرجنا لتخلو العرصة (1239) لابن عمه . واللّه بعد موته (1240) لا نمكنه في الخلافة . (1241) وقال : انهما حالفا مع اثني عشر رجلا يوم عزل اللّه اياه من أدأ سورة برأءة الى الموسم في جوف الـكـعبة , (1242) وكتبوا فيها صحيفة في أنهم يكونون يدا واحدة , وقلبا واحداعلى على (ع ) ولا يمكنوه في الخلافة بعد موت الرسول , وكانوا يجددون تلك الصحيفة وذلك العهد.
وعجز عن توريث الجدة حتى نبهه المغيرة بن شعبة . (1243) ولم يعرف معنى الاب : (مشدد البأ) في قوله تعالى : (و فاكهة و أبا). (1244) وبـعـث خـالدا لقتل بني حنيفة وكان بين خالد ومالك بن نويرة أميرهم عداوة ,فقتلهم (1245) جميعا في الركوع والسجود, وزنى بامرأته . وجميع الصحابة زنوا في تلك الليلة , ولقب خالدا سيف اللّه وقال : (انهم منعوا الزكوة ), ولم يعرف أن مانع الزكاة بالتأويل لايقتل , لانهم قالوا: (أمرنا الـنـبـى (ص ) بـأن نـصرف حقوق أموالنا في صلحأ قومنا,والخلافة لبني هاشم , لا لك يابن أبي قحافة ). (1246) وفـي الخبر أ نه (ص ) قال : امرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا اللّه واني رسول اللّه ,فاذا قالوها (1247) منعوا من دمائهم وأموالهم الا بحقها, وحسابهم على اللّه . (1248) وتـأسـف فـي آخـر عـمره على قتلهم , وكذلك في غصب فاطمة (س ) فدكا, واحراق بيتهاوباب دارها. (1249) وقـال : يـا (1250) لـيتني سألت النبى (ص ) من الخليفة , وليتني لم أقم بهذا الامر, وبايعت عمر أوأباعبيدة . (1251) وكـان أشـعـث بن قيس من رؤسأ القبيلة وكبرائهم , (1252) فأسلم ثم ارتد, فأخذه خالد بن الوليد و أرسله اليه , وكان حكمه القتل , فشاور أباه أباقحافة , فقال : زوجه اختك فانه رجل عظيم الشأن , فلوكنا في الجاهلية لم يرد علينا الاشعث جواب سلامنا.
فقام بتزويجها. فيقول فيه أصبغ بن حرملة (1253) في أبيات شعرا: أتيت بكندى قد ارتد وارتقى ـــــ الى غاية من نقض ميثاقه كفرا أكان (1254) ثواب النكث احيأ نفسه ـــــ أكان ثواب الكفر تزويجه البكرا؟ فـقـل لابـي بـكـر وقـد شـنـت (1255) بـعدها ـــــ قريشا (1256) وأخملت النباهة والقدرا (1257) أما كان في تيم بن مرة واحد ـــــ تزوجه لولا أردت به الفخرا؟ (1258) ووصـى بعده بعمر, وقدمه (1259) على بني هاشم وهم أحق بها, ولم يقبل النصيحة بعزله عن الامـر. وأرسـلـت الـصـحـابـة طـلحة اليه : أن عمر فظ غليظ القلب لا توص به , وخف اللّه من هذا. (1260) فـقـال : أتـخـوفـونـنـي (1261) بـاللّه ؟ أقـول غـدا: يـا رب انـي اخـتـرت خـيـر الخلق للخلافة بعدي . (1262) وأمثال هذه الخرافات ومطاعن صاحبه . فسنذكرها بعدذلك (1263) بعون اللّه وفضله .
فصل (1264)