* خليل عبدالكريم في الإسطير العربي: للرجال هيمنة على النسوان وإذا رأت المرأة واقعة فلا تستطيع أن تقصها كما حدثت لأنها تفتقر الى الملكة العقلية التي تؤهلها لذلك وضربة لازب أن تؤيدها أخرى ولها جزء من المال. ولا تسافر وحدها وأفضل مكان لها دارها، بل عقر دارها هو الخدر ومن ثم فهي المخدرة أي المخباة المخزنة وكلها عورة حتى صوتها وهي أسيرة (عوان) عند الزوج وعليها الطاعة الشاملة الكاملة ولو أمرها ألا تغادر المنزل حتى لزيارة أبويها فيجب أن تتمثل وإلاعدت عاصية كالعبد إذا خالف فهو ابق ولا تجلس مع أجنبي منفردة وخير لها ألا يراها رجل ولا ترى رجلاً وإذا خرجت من دارها فلا تظهر سوى عينيها وأن تكون تفلة (غير متعطرة) لأن الطيب الذي يفوح من أردانها يحرك رغبة الرجال. ولا حاجة بها الى التعليم إلا النزر اليسير "وعليها أن تظل دائماً في هيأة سارة بهيجة" لأن زوجها يتعين أن يراها كذلك أي كلما وقع بصره الكريم عليها أفرحته وأسعدته وإذا دعاها لقضاء وطره فحتم لازم أن تلبي في أي وقت وفي أي موضع وإذا لم تفعل فهي ملعونة من الصباح الى المساء أو من المساء الى الصباح، فضلاً عن أن له حق هجرها فإذا لم ينفع الهجر معها فمن حقه أن يضربها ولا يسأل فيم ضربها!!! وهو يستطيع أن يفك عقدة النكاح في أي وقت حتى ولو بعد عشرة دامت عقوداً دون رقيب أو حسيب ومن حقه أن يتزوج عليها أكثر من واحدة ولايحق لها أن تعمل فعملها سوف يعطل الوظائف الرئيسة المنوطة بها وهي: * تقديم المتعة للزوج. * إنجاب الذرية الميمونة له. * خدمته وأولاده بل وعبيده. * من حق البعل أن ينقلها معه لأي بلد يشاء دون أدنى اعتراض منها أو من أهلها "الزوج وهو يتولى الإنفاق عليها يقوم بشراء مستلزماتها حتى ملابسها الداخلية إذ هو غير ملزم بإعطائها نقوداً لتشتري بها حاجياتها". * محظور عليها أن تستقبل أي رجل في غياب زوجها خلاف والدها وإخوتها حتى ولو كان ابن عمها أو ابن خالها الخ... حتى قبل الدخول وليس مطلوباً منه تقديم مبرر مقبول أو غير مقبول. * ولا يحق للمرأة أن تزوج نفسها وإن كانت بالغة عاقلة رشيدة بل وثيباً ولايصح عقد نكاحها إلا بولي من أهلها من العصبات وقرأنا في الاسطار العربي عن زوجة تولي عقد زواجها ابنها الصغير وان على المرأة أن تَختتِن أو تخُتَتن وعللوا ذلك أن القلفاء مغتلمة شديدة الشهوة تتطلع دوماً الى المباضعة ويرجع ذلك الى أن بقاء نسوانهم قعيدات الخيام المباركة طوال الوقت به (لا شغلة ولا مشغلة) يدفعهن الى التفكير في ذلك والعلاج هو ختنهن وختانهن. * وليس للمرأة أن تسلم على أحنبي لأن مجرد اللمس من الطرفين يؤجج الرغبة في كليهما بل يهيج الشهوة لأنه مجتمع ليس فيه نشاطات سوى النزوع الى ملامسة الآخر ولذا فإن الأمر استنزف مساحة وسيعة من الإسطير. * وحتى الآن بعض بني يعرب عندما يسلم على المرأة الأجنبية فإنه يضع منديلاً على يمينه قبل التسليم!!! وإثر عدد محدود من الأيمان تغادر الزوجة بيتها الذي ظلت فيه سنين طويلة غير مأسوف عليها أما السيد البعل فيظل فيه بل في اليوم عينه ينكح أخرى. * إذا كرهت امرأة زوجها وطلبت مفارقته ورضي بذلك فعليها أن ترد اليه ما أعطاها من مهر وتوابعه وربما زيادة وهي بذلك اختلعت وبداهة تبرئه من حقوقها كافة. وقد شبهوا هذا الخلع بفداء الأسير اي مايدفعه ليفك من الأسر مما يؤكد أن المبعولة (الزوجة) عانية (مأسورة) لدى بعلها. وملعونة محرومة المرأة التي تطلب فراق زوجها من غير بأس وبلا سبب قاهر أو ضرورة ملجئة أو عذر حازب اما صاحب السيادة البعل فله أن يطلق ولاأحد يسأله لم؟ وعلى المرأة المفصولة فصلا تعسفياً من مؤسسة الزوجية التي ربما تكون قد افنت فيها زهرة عمرها عليها أن تنتظر شهوراً حتى تنكح غيره لماذا؟ لاستبراء رحمها الذي ربما علق شيئاً "كيلا تختلط الأنساب ذات الشأن الجلل في ذياك المجتمع البدوي البدائي" أما الزوج فيمكنه أن يتزوج في الليلة نفسها باستثناء حالة واحدة شاذة فريدة وإذا كان صاحب ثنتين ويميل لإحداهما ويفرك الأخرى فيكفي العدل الظاهري أي في ليلة المحبوبة يقبل عليها أما المكروهة المشنوءة فيعطيها ظهره وهكذا يكون قد عدل في القسمة وعمل ما عليه!!! أليس هو البعل السيد المالك؟. إذا مات الزوج فإن على الأسيرة العانية أي الزوجة أن تمكث مدة محددة حتى تتزوج ،وأكثر من ذلك فحتم عليها ألا تخرج من بيتها ليلاً إلا لشأن ضروري ضرورة قاهرة وتتجنب الزينة بل ومس الطيب ولو مساً خفيفاً اما صاحب البعالة فإن من حقه أن ينكح أخرى فوراً إلا في حالة يتمية فاذة. وملكية الزوج لزوجته في الإسطار العربي مسألة لاينتطح فيها عنزان كما يقول مثلهم البليغ المشتق من بيئتهم المعجبة ومن الأدلة عليه. أن ليس للزوجة أن ترضع غير ولدها إلا بإذن زوجها لأن لبنها فرع منها والذي يملك الأصل بداهة يملك الفرع كما أنه ليس من حقها أن تسافر خارج البلدة إلا بإذن زوجها حتى ولو مع والدها فإذا فعلت فإن هذا الولد يعزز (يعاقب) وتعزر الزوجة إن كانت تستطيع التخلف أما إذا خافت سطوة ابيها ولم يسعها إلا الانصياع لأمره فلا تعزيز عليها. ولكن كيف يعزر الأب إذا اصطحب ابنته معه في سفره؟ الجواب أن هذه الزوجة انتقلت ملكيتها الى زوجها فورعقد النكاح،واصطحاب الوالد لها بغير إذن زوجها فيه تعد على هذه الملكية والمتعدي يعزر،إذا تزوج فوجدها غير صالحة لتمتيعه كأن تكون صغيرة فلا نفقة لها عليه لماذا؟ لأن النفقة تتبع الانتفاع "ومادام لا انتفاع فلا نفقة" أي الانتفاع الرئيسي من المرأة هو تقديم المتعة وتجبر الزوجة وتكره وتقسر على تمكين زوجها من الاستمتاع ببدنها بجميع انواعه المباحة مقبلة مدبرة مستقيلة الخ... وكيف لاتكره على ذلك وهي أسيرته ومملوكته ألا يسمى عقد الزواج حتى الآن في جزيرتهم المباركة الملكة (بضم الميم) وعروة الزواج تبلغ ذروة الهوان في الإسطار المخيم إذ البعل يمكنه أن يوكل غيره في القيام بفصمها كما يوكله في فسخ عقد شراء عتبة (دار) وكيف لا وسبق أن قلنا إن الأعاريب يسمون الزوجة: عتبة ويتلاعب اليعربي بأيمان الطلاق ولم لا؟ أليس هو السيد،فأحدهم يحلف على زوجه الحامل: أنت طالق طلقة واحدة إن ولدت ذكراً أما إن ولدت أنثى فأنت طالق مرتين فتلد توأماً ذكراً وأنثى فيختلف سدنه الإسطير: هل وقعت الطلقات الثلاث فتبين منه أم يكتفى بالحد الأعلى أي بالطلقتين اي كما يقال في القانون الجنائي (الجزائي) تطبق العقوبة الأشد ولم يفكر أحد منهم (سدنة الإسطار المخيم) تطبق العقوبة الأشد ولم يفكر أحد منهم (سدنة الإسطار المخيم) ان هذه عبث لايليق بأقدس علاقة لماذا؟ لأن في لاشعورهم تقبع المرأة/ الناقة والمرأة/ الحجر فكما أنه حرفي في ناقته وفرسته فهو كذلك بالنسبة لامرأته أليس هو المالك لها جميعها!!! وحتى لايسأم الرجل وهو يقطع آصرة الزوجية فقد هيأ له الإسطير ثلاثة انواع يختار منها مايشاء ومايلائم هواه ويتفق مع مزاجه...مراعاة لمكانة صاحب البعالة وإذا طلق البعل أسيرته وله منها أطفال فلا حضانة لها عليهم إلا إذا باعها صاحبها فلا يتبعها فصيلها القاعدة نفسها،وتفسير ذلك أن المرأة/ الناقة مترسبة في أعماق العقل الباطن عندهم... تطرح عدة تعليلات لهذه القواعد أما العلة الحقيقية فلا يجرؤ احد أن يقترب منها... نرى في الإساطير المخيم تشديداً لافتاً للنظر على ضرورة ستر الساقين حتى أنهما بلغا حد العورة في ذلك مع أنهما من الأعضاء الأطراف وهناك من الأعضاء الأطراف ما لم يحدث بالنسبة له هذا التشديد ولانصيفه مثل الذراعين والبعض الآخر منها (الأعضاء الأطراف) لا حرج من ظهوره مثل القدمين والبعض الثالث مباح ظهوره مثل اليدين فلماذا حظي الساقان بذلك التشديد؟ هنا تبرز اهمية عملية الحفر اللغوي والأنثروبولوجي والتاريخي الخ...التي ننادي بها لتفسير قواعد الأسطار تفسسيراً عقلانياً صحيحاً... فقد رأينا في الفصول السوابق من هذه الحفرية أن الإعرابي كان (ولازال) يعتبر الساقين الممتلئين الخدلجين شارة موثقة وعلامة مؤكدة على أن المرة التي تملكها تهب متعة مضاعفة ومن هنا ينطلق التشديد على سترهما وتغطيتهما،ثم ننتهي من ذلك الى ماسبق أن طرحناه أن أحكام الإسطير يتعين بطريق الحتم واللزوم ربطها بموجبات بيئتها وإكراهات مجتمعها ولهذا فإن القول بالسرمدية والصلاحية لكل زمان ومكان أمور تحتاج لتمحيص علمي جاد تستخدم فيه كل أدوات البحث والتدقيق العتيقة والحديثة وما بعد الحديثة إن لزم الأمر ولا يكتفي فيه بالأساليب الخطابية والإنشائية التي وإن دغدغت العواطف واستثارت الوجدان فإن مردودها العلمي لايساوي شيئاً. تلك بعض الأمثلة عن موقف الاسطير من المرأة إذا نقبت عنها وجدت أن لها جذوراً غائرة عميقة في نفسية اليعربي كما أفصحت عنها لغته أو لسانه الذي رصدته لنا المعاجم والقواميس فعندما تفلي تلك القواعد تجد أنها ضاربة في الغور بمعنى أنك لو سلطت عليها أشعة كاشفة كتلك التي يسلطها الباحثون على الأشياء التي يبحثونها ليعرفوا كنهها لبرزت لك من الأعماق التقاليد العتيقة والمفاهيم القديمة التي سطرتها لنا المعاجم والقواميس وكتب المفردات من كلمات وتعبيرات وتركيبات والتي رسمت لنا بانوراما نابضة بالحياة عن ذلك المجتمع الذي تداول تلك اللغة (اللسان) ولاستبيان لك أن الإسطير المخيم رسخ تلك الصورة بتقنينها وتقعيدها ،فبعد أن كانت تقاليد وأعرافاً غدت كليات وأحكاماً فقصور عقلية المرأة وعدم الاعتماد على روايتها المنفردة مرجعه الى أنها (المرأة) وقت التخاطب باللغة ووصفها وتسميتها بالأوصاف والأسماء التي ذكرناها كانت صلتها بالعالم الخارجي مقطوعة ما خلا مضارب القبيلة ومثلها من الحتم اللازم أن تصاب بضيق الأفق وضمور التفكير وضحالة الذاكرة ومن كانت على هذه الحالة يشك في روايتها لما تراه ولا تستند لها عمالة ولا تكلف بوظيفة، ولذا كان اليعاريب منطقيين ومتسقين مع أنفسهم عندما نفوا عن المرأة تفنيد الرأي لماذا؟لأنها لا رأي لها من البداية منذ أن كانت شابة فنصف فصاحبة سؤرة (بقية من شباب) في كل هذه الأدوار هي عديمة الرأي فكيف يقال عنها إذا كبرت وشاخت أنها مفندة الرأي لأن فاقد الشيء لايعطيه والأصح أن يقول إنها خرفت فإذا جاء الإسطار ووصمها بالقصور والنقص والهزال في الملكات العقلية بعامة فهذا هو الطبيعي بل والبديهي وهذا هو ما كان يتوقع منه وعندما يقعد (الإسطير) ضرورة ان تسبغ المرأة على نفسها ثياباً فضفاضة تسترها ولاتصف ولاتشف ولاتظهر سوى عينيها أو على أحسن الفروض وجهها وكفيها يتوجب علينا لفهم ذلك استحصار صورة المرة في مخيال العربة الجسيمة اللحيمة العجزاء الثقال الرداح الثدياء الخ... فمثل هذه يجب سترها وستر اعضائها الغليظة الممكورة المليئة النافحة عن أعين الغرباء لأن هذه الكنوز الثمينة ملك خالص للبعل لايشاركه فيها أحد حتى ولو بمجرد النظرة الممعنة أو الخاطفة كما أن هذه المرأة بجسمها البض التميم الجريم العبل الرداح المتربل إذا ظهرت برداء شفيف أو حبيك فسوف تظهر تقسيماته وتبدو تفصيلاته فتتحرك الشهوات وتثور الغرائز ويستيقظ الشبق..خاصة في مجتمع بدائي يحتل فيه النزوع الى الآخر حيزاً وسيعاً... وهو أمر غير مستحب...والمقطوع به أنه لو كانت النسوان لدى الأعراب رشيقات خفيفات مصواءات رسحاوات رصعاوات كمثيلاتهن في البلدان المتحضرة لما احتاج الإسطار الى هذا الكم الهائل من الحظر والمنع والتقيد والتشديد بشأن لباس المرأة وزينتها وطيبها (عطرها) وغطاء رأسها الخ... ألا تقدم هذه الفقرة برهاناً يضاف الى ماسبق أن الحفر اللغوي يساعد فهم الإسطير الأمثل وعلى تفسير كلياته التفسير الأصح وأن التغاضي عن هذه الحقيقة وغيرها من الحقائق الموضوعية لن يزيد الأمور إلا خطلاً وربكاً. بقاء الأعرابية جلس الخيمة قصيرة الخباء مخدرة خبأة مستترة كما ترسمها المعاجم جعل الإسطار يرى أن هذه هي الصورة المثالية لكل امرأة في سائر البيئات وعلى اختلاف العصور وكر الدهور ومن ثم جاءت قواعده تدفع الى محاكاة هذا النموذج الأمثل من حث على الاستكنان في عقر الدار الى الكلام من وراء حجاب الخ...ولو أن اللغة حملت إلينا صورة مغايرة للمرأة مثل صورتها في المجتمعات الزراعية فيها الخروج للعمل وبالتالي الاختلاط مع الرجال ومشاركتهم في هموم الشغل وتدبير المعاش ورعاية حيوانات الزراعة المختلفة والطيور..وتربية الأولاد لتباينت التعليمات واختلف الممنوعات والمباحث ولجأت على وجه مختلف ذات سحناء مغايرة كما أن بقاء العربية طوال الوقت رهينة الخيمة جعل هاجس التلاقي والتماس لديها متوهجاً متلعجاً ولادواء لهذا الداء اللعين أنجع من إبعادها عن الطرف الموجب وصرفها عنه أو صرفه عنها وأدى الإسطير دوره في هذا المجال ببراعة منقطعة النظير فنقرأ فيه عن حظر الخلوة بأجنبي ووجوب التحدث معه خلف ساتر غليظ ومنع استقبال أي شخص سوى الأب والإخوة مهما كانت درجة القرابة... والذي أمدنا بفقه هذه الكليات الصوارم هو الحفز اللغوي فعندما طالعنا في القواميس أن المرأة في مجتمعهم جلس، قعيدة، مخدرة، مخبوءة، مستورة، مصونة أدركنا على الفور العلة في حض الإسطير لها على البقاء على حالها وهو القرار في أعمق أغوار الدار وفي منعها من الخلوة بأجنبي وعدم استقباله وإن كان ولابد فمحادثته من خلف حجاب.في ذلك المجتمع كان عمل الرجال محدوداً للغاية وبالقياس الى أعمالهم في المجتمعات المتحضرة وعمل المرأة شبه معدوم ومن ثم جاء الإسطار ينفر من عمل المرأة (خارج الخباء والخيم) ويبشعه لسبب في غاية البساطة أنك عندما تتصفح القواميس والمعاجم لاتجد كلمات أو تراكيب عن عمل المرأة إلا العمالات الساذجة البسيطة مثل الظئر (المرضعة) والمقينة (التي تزين النسوان وخاصة العرائس) والخافضة (الخاتتة أو مقطعة البظور) والداية (المولدة) والراقية (التي ترقي) وفضلاً عن ذلك فإن اللاتي كن يقيم بها إما الجواري أو الحرافيش والزعانف وخلو المعاجم والقواميس من وظائف سواها يدل على أن الأعاريب لم يعرفوا للنسوان غيرها وبالتالي فإنه من البديهي لا من الطبيعي فقط أن يجيء الإسطير وهو عري منها لأن فاقد الشيء لايعطيه وهو قد خاطب من خاطبهم عبر اللغة التي افتقرت إليها فكيف يتصور عقلاً أن ينص عليها؟ وما ينطبق على العمل ينطبق على تعليم المرأة فإذا كانت الأمية ضاربة بأطنابها على الرجال أنفسهم فكيف يتناول لسانهم أمراً لاوجود له إذ كيف يتحدثون عن تعليم المرأة والرجل ذاته أمي أباً عن جد عن سابع جد وبالمثل وبالقدر نفسه فإن الإسطير بطريق الحتم واللزوم من المستحيل أن يلتفت إليه وتحت إكراهات لامحل لذكرها اضطر (الإسطير) الى السماح بالقدر الضروري لتعليم المرأة مع التأكد على أن المهمة الرئيسة لها هو عملها في الدار بضروبه كافة ويسمونه تزييفاً وتمويهاً (مملكة المرأة) عندما قعد الإسطير قاعدة ضرب المرأة أصاب مرازبته وخاصة المحدثين منهم ربك شديد وانتابهم حيرة دفينة ولحقتهم لخمة غامرة (في المعجم الوسيط :اللخمة ثقل النفس) وجاءت تبريراتهم لها خليطاً من المماحكات اللفظية والشطارة الفكرية (الشاطرالخبيث الفاجر) والألاعيب العقلية تذكرك بمحاولات تربيع الدائرة وأبرز مثل ذكره على ذلك ماقام به الاستاذ عباس محمود العقاد في إحدى عبقرياته في هذه الخصوصية (ضرب النسوان) مع أن الأمر أهون من ذلك بكثير فقد رأينا في هذه الحفرية في باب المرأة/ الفرسة أن الحجر (أنثى الفرس) في بعض الأحيان: تنشص على صاحبها وتأنف وتفرفر وتعنك ويصدر منها نزق وخطل وهي أفعال تدل على الحرون... فماذا يفعل؟ في البداية يسوسها بجميع أنواع السياسة فإذا لم تجد معها ضربها ضرباً خفيفاً على جاعرتيها ولايتعدى ذلك ولما كانت الفرسة قابعة في مخيال العربان فإن امرأته إذا أنشزت عليه راضها بكل ضروب المراوضة فإذا لم تحقق الفائدة المرجوة واستمرت المرأة في نشوزها وفي مقدم صور النشوز حرمانه من الطقس اليومي المعتاد وهو قربانها عند ذلك يستثار غضبه فيضربها كما يضرب الفريسة الناشص وهو يتجنب الوجه الذي فيه الفم الذي يرشف رضابه والشفتين اللتين يمصهما الخ...ونكرر ماسبق أن سطرناه: هو لا يسأل بأي نوع من أنواع المسألة: فيم ضرب مرته وكيف يسأل وهو: المالك السيد البعل!!! وهكذا كله مسطور في اللغة التي حملتها المعاجم وإن لم يكن بذات الترتيب المعروض هنا وقد تسربت إليه الإسطار الناطق بها وتسللت إليه وتحولت الى قاعدة ولايقدح في وصفها قاعدة أو كلية أو عمودية أنها جوازية وليست إلزامية لأن مايحمله الإسطير بين دفتيه يكتسب تلك الصفات حتى ولو كانت جوازية لأن جوازيتها كامنة خامدة فإذا تهيأت لها الظروف باينت كمونها وفارقت خمودها ولزم تطبيقها من قبل من يتمسك بها ولاتثريب عليه لأنه اثبت أنه من موالي الإسطار ومحاسبيه وهذه رتبة نقدم دليلاً آخر على أن الحفر اللغوي يطرح التأويل السديد لكثير مما قد يبدو ملغزاً أو مشكلاًً أو متشابهاً خاصة في نظر المحدثين من السدنة فبدلاً من التلاعب بالألفاظ واللجوء ال حيل الحواة وخفة يد السحرة فعليهم بالأصول اللغوية والجذور اللسانية وهي أيسر من أساليبهم التي تستدعي الشفقة ولاتقدم الحل الصحيح. في الفصل الخاص بالحركة العنيفة والفعل الجفو أو الجافي قرأنا كما وفيراً من الأسماء والأفعال والصفات التي أطلقها العربان عليه وقلنا إنها تدل على أنه (الفعل الجافي) كان له حيز متميز في حياتهم وأنه جزء هام من معيشتهم بل ركن ركين فيها وقدمنا الأسباب المقنعة ونضيف أنه بإعادة النظر في تلك الألفاظ يتبين أنهم (العربان) كانوا يقومون به (الفعل الجافي) بطرائق متعددة وكيفيات مختلفة وهيئات متنوعة وسرعات متدرجة وهذا أمر بديهي لأنه مادام (الفعل الجافي) هو المتنفس الوحيد لتفريغ الطاقة وشغلهم الشاغل عندما يعودون الى خيامهم المباركة ويؤوبون الى أخبيتهم الميمونة فإنهم يفننون في أدائه ويبدعون في إنجازه ينوعون في كيفية القيام به. والإسطار كما كررنا وصل الى من خوطبوا به عبر ذات اللسان الذي يحمل هذه التوصيفات الكثيرة التي تعد بالألوف لهذا الفعل وهيئاته وأشكاله... ومن المحال أن ينسلخ الإسطير عن اللسان (حامله) فينزع عن الفعل أهم سماته وأبرز علاماته وأوضح قسماته ونعني التعددية والتنوعية ومن ثم فقد جاء (الإسطير) متسقاً مع مصدره متوافقاً من منبعه متناغماً مع أسه عندما قرر قاعدة حق الرجل في التلذذ بمرته في أي وضع: مقبلة، مستلقية، مدبرة، مقعية، مقرفصة، مفرشحة، وسنانة الخ... وفي أي وقت يشاء وفي أي مكان يختاره وإذا رفضت أو عارضت إن بالنسبة للوضع أي الكيفية أو الزمان أو المكان فله حق إجبارها حتى تمتثل وتنصاع وتخضع فالذي يردد النظر في هذه الكلية العامة لأنها تشمل كل المخاطبات بها بلاتمييز ويحيك صدره منها شيء فعليه أن يتتبع خيوطها فسوف يجد أنها تنتهي به الى اللسان أو اللغة "فهي التي حملت بواكيرها الأولى ومنها انتقلت الى الإسطير الذي لا معدى له عن حملها ثم تقنيتها وتشريعها" وهذا مدماك نضيفه الى المداميك السوابق التي ندعم بها دعوانا الى أننا لن نفقه الإسطار حق الفقه إلا بعمل حفريات اللغوية ولعل هذه الحفرية الرائدة تفتح الطريق أمام حفريات أخرى في شتى المجالات وكما قلنا في بحوث لنا سالفة: إن الدراسات الرائدة من الحتم اللازم أن يشوبها قدرغير قليل من الخطأ والقصور بيد أن شرف الريادة يكفيها، إذ هو أعلى وسام تفوز به. * المصدر: مجلة الكشكول
|