عربي
Sunday 19th of May 2024
0
نفر 0

حكمت الرحمة

 

والبحث سيكون في أربعة آيات كالتالي :

القسم الأوّل :

الآية الأولى : آية التطهير .

الآية الثانية : آية المباهلة .

القسم الثاني :

الآية الثالثة : آية المودّة .

الآية الرابعة : آية الولاية .

* * * *

* الآية الأُولى : آية التطهير :

( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (1) .

وحيث إنّ الآية الكريمة صريحة في تكريم أهل البيت ، وتمييزهم ، وخصّهم بكرامة عالية ومنقبة جلية سامية ، أَلاَ وهي إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم تطهيراً ؛ لذا نقصر الكلام على بيان المراد من أهل البيت ( عليهم السلام ) في هذه الآية :

وقد دلّت الأخبار الصحيحة المتضافرة عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) على اختصاص أهل البيت بأصحاب الكساء وهم :

رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين .

وروى ذلك عدد كبير من الصحابة كـ :

ابن عباس ، وأبي سعيد الخدري ، وعمر بن أبي سلمة ، وواثلة بن الأسقع ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وسعد بن أبي وقّاص ، وزيد بن أرقم ، وأُمّ سلمة ، وعائشة ، وغيرهم . وإليك نماذج من الروايات في ذلك :

1 ـ أخرج مسلم في ( صحيحه ) بسنده إلى عائشة ، قالتْ :

( خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء علي فأدخله ، ثمّ قال : ( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (2) .

2 ـ أخرج الترمذي في ( سننه ) بسنده إلى شهر بن حوشب عن أُمّ سلمة ، قالتْ :

( إنّ النبي جلّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءً ، ثمّ قال : ( اللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي (3) ، أذهِب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، فقالت أُمّ سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : إنّكِ إلى خير ) ) .

قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب (4) .

3 ـ أخرج أحمد في ( مسنده ) بسنده إلى شهر بن حوشب عن أمّ سلمة :

أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لفاطمة : ( ائتني بزوجك وابنَيك ، فجاءتْ بهم ، فألقى عليهم كساءً فدكيّاً ، قال : ثمّ وضع يده عليهم ثمّ قال : اللّهم إنّ هؤلاء آل محمّدٍ ، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمّدٍ وآل محمّدٍ إنّك حميد مجيد ، قالت أُمّ سلمة : فرفعتُ الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال : إنّكِ على خير ) (5) .

4 ـ أخرج الترمذي في ( سننه ) بسنده إلى عطاء بن أبي رياح عن عمر بن أبي سلمة ( ربيب النبي صلّى الله عليه وسلّم ) ، قال :

لمّا نزلت هذه الآية على النبي صلّى الله عليه وسلمّ : ( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) في بيت أُمّ سلمة ، فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً ، فجلّلهم بكساء وعلي خلف ظهره ، فجلّله بكساء ، ثمّ قال : ( اللّهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذِهب عنهم الرجس ، وطهّرهـم تطهيراً ، قالت أُمّ سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : أنتِ على مكانك وأنتِ إلى خير ) (6) .

قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) (7) .

5 ـ أخرج ابن عساكر الشافعي فـي ( الأربعين في مناقب أُمّهات المؤمنين ) بسنده إلـى أبي سعيد الخدري عن أُمّ سلمة رضي الله عنها ، قالت :

نزلت هذه الآية في بيتي ( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، قلتُ يا رسول الله : ألستُ من أهل البيت ؟ قال : إنّكِ إلى خير ، إنّك من أزواج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قالت : وأهل البيت : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، رضي الله عنهم أجمعين .

قال ابن عساكر : (هذا حديث صحيح ) (8) .

إلى غير ذلك من الروايات الصحيحة الكثيرة الشهيرة في هذا الباب ، والتي تُثبت بوضوح اختصاص أهل بيت النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بأربعة وهم : علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ؛ لذا قرأنا ـ في ما صحّ عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ـ أنّه جذب الثوب من أمّ سلمة حين أرادت الدخول ، وقال لها : إنّك على خير ، أو منعها من الدخول معهم وقال لها : أنتِ على مكانك وأنتِ إلى خير .

أنّه كان يمرّ ببيت فاطمة ـ وهو بيت علي والحسنَين ـ مدّة ستّة أشهر ويقول : الصلاة يا أهل البيت ، ثمّ يتلو الآية الكريمة ، ولم نقرأ ولم نسمع أنّه مرّ ساعة واحدة على أحد بيوت أزواجه وفعل مثل ذلك ، أَفَلَيْسَ ذلك من باب تعميق وتأكيد معنى ( أهل البيت ) في نفوس المسلمين ، ثمّ إنّ نَفْس وضْع الكساء على هؤلاء الأربعة وقوله : اللّهم هؤلاء أهل بيتي فيه قرينة حاليّة واضحة على حصر أهل البيت في زمانه بهؤلاء الأربعة ، وبهذا يندفع القول بأنّها شاملة لنساء النبي فضلاً عن القول باختصاصها بهنّ .

فإنّ عمدة ما يمكن أنْ يُستدلّ به على شمولها لنساء النبي هو :

سياق الآيات القرآنيّة المتحدّثة عن نساء النبي ، صدْراً وعجْزاً ، ممّا يدلّل على أنّ الآية ظاهرة في إرادة نساء النبي ، وبضميمة الروايات الصحيحة تكون شاملة للأربعة المذكورين من أهل بيت النبي وغير مختصّة بهم .

* وفيهبعد التسليم بوحدة السياق ، وعدم إبراز احتمال كون هذا المقطع ليس في سياق تلك الآية ، حيث إنّ القرآن الموجود غير مرتّب على حسب النزول (9) ، أقول : بعد التسليم بوحدة السياق (10) ، فإنّ التمسّك به متوقّف على عدم وجود نص شرعي مبيـّن له ، وحيث إنّ النص موجود فالتمسّك بوحدة السياق ممنوع ، إذ لا معنى مع بيان النبي وتصريحه مراراً ، وتأكيده على أنّ المراد من أهل البيت هم الأربعة ، لا معنى للتمسّك بوحدة السياق ، فإنّ وحدة السياق تفيد ظهور الكلام في المعنى المراد ، ومع تصريح النبي بخلافه ينتهي ذلك الظهور ، خصوصاً مع منعه دخول أمّ سلمة في الكساء ، قاطعاً بذلك السبيل على مَن أراد إدخال نسائه في الآية المذكورة .

وممّا يؤكّد على عدم دخول نساء النبي في الآية الكريمة هو :

عدم ادّعاء واحدة من نساء النبي تلك المزيّة والمنقبة ، حتّى إنّ السيّدة عائشة في قتالها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لم تدّعِ ذلك ، ولو كان لرفعته شعاراً في تجييشها الجيوش ونادتْ به وأقامتْ الدنيا وما أقعدتْها .

هذا مضافاً لما روي عنها في الصحيح ما يدلّ على عدم شمولها بآية التطهير ؛ فقد جاء في صحيح البخاري أنّ عائشة قالتْ : ( ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن ، إلاّ أنّ الله أنزل عذري ) (11) ولو كانت مشمولة بآية التطهير ، لكان ذكرها أولى من ذكر غيرها ، مع أنّ لفظها في الرواية ظاهر في حصر الآيات النازلة فيها ؛ أي أنّ الله لم يُنزل شيئاً في عائشة سوى الآية النازلة في براءتها ممّا رُمِيَتْ به (12) .

وبعد سقوط القول بشمول آية التطهير لنساء النبي يتّضح وهْن وضَعْف القول باختصاصها بهنّ ، ولا بأس أنْ نشير إلى أنّ هذا القول نُسِب إلى ابن عبّاس عن طريق عكرمة الخارجي ، ونقل أنّ عكرمة كان يقول : ( مَن شاء باهلتُه ، إنّها نزلتْ في أزواج النبي ) ، وروي عنه عند نزول الآية : ( ليس بالذي تذهبون إليه ، إنّما هو نساء النبي ) (13) .

* وفيه :

أوّلاً : أنّه مخالف للصحيح الصريح المتظافر من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ، في أنّ الآية مختصّة بأصحاب الكساء .

ثانياً : أنّها مخالفة لِمَا ثبت وصحّ عن ابن عبّاس نفسه في أنّ النبي أخذ ثوبه فوضعه على علي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين ، وقال : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ) (14) .

ثالثاً : أنّ قول عكرمة قول شاذ ونادر ، ولم يعبأ به أحد من المسلمين ، بل إنّ إجماعهم على خلافه .

رابعاً : أنّ عكرمة متّهم بالكذب ، مضافاً لكونه خارجيّاً (15) مبغِضَاً لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وقد صحّ عن النبي قوله لعليّ ( عليه السلام ) أنّه : ( لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق ) (16) ، فعكرمة منافق بنصّ قول النبي ، فكيف يُعتمد عليه في بيان أمور الدين وما يتعلّق بشريعة سيّد المرسلين (17) .

خامساً : أنّ نفس قول عكرمة : ( مَن شاء باهلته ) ، أو ( ليس بالذي تذهبون ) ، فيه دلالة واضحة وصريحة على أنّ المسلمين كانوا يذهبون إلى خلاف رأيه .

وبهذا اتّضح أنّ الآية مختصّة بالخمسة أصحاب الكساء ، وهم : نبيّنا محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وعلي بن أبي طالب ، وفاطمة الزهراء ، والحسن ، والحسين ـ عليهم جميعاً سلام الله ورضوانه ـ بحسب ما صحّ عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ؛ ولذا نرى جمعاً من علماء أهل السنّة ذهبوا إلى هذا القول ، منهم :

ـ القرطبي في كتابه ( المفهم ) ، حيث  قال :

( وقراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم هذه الآية : ( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) دليل على أنّ أهل البيت المعنيّين في الآية : هم المغطَّون بذلك المرط في ذلك الوقت ) (18) .

ـ ومنهم الطحاوي في ( مشكل الآثار ) (19) .

ـ ووافقه عليه قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن موسى الحنفي في كتابه ( المعتصر من المختصر من مشكل الآثار ) (20) ، وهو كتاب مختصر لـ ( المختصر من مشكل الآثار ) لمؤلّفه القاضي أبي الوليد بن رشد ، ويظهر أنّ أبا الوليد وافق الطحاوي أيضاً ؛ إذ لم نرَ من أبي المحاسن أي إشارة إلى الخلاف عند التعرّض لهذا المطلب ، مع أنّه وعد في مقدّمة كتابه التنبيه إلى اختلافات أبي الوليد مع الطحاوي .

ـ ومنهم ابن عساكر الشافعي المتوفّى ( 620 هـ ) في كتابه ( الأربعين في مناقب أُمّهات المؤمنين ) (21) ، وغيرهم .

* * * *

* الآية الثانية : آية المباهلة :

( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) ( آل عمران : 61 ) .

سنصبّ البحث في هذه الآية مختصراً على ثلاثة أمور :

الأوّل : في بيان المراد من المباهلة ، مع ذكر مختصر لحادثة المباهلة .

الثاني : في بيان المقصودِين من آية المباهلة .

الثالث : في بيان معطيات آية المباهلة .

 * أمّا الأوّل :

فالمباهلة كما في ( لسان العرب ) هي : أنْ يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا : لعنة الله على الظالم منّا ...

والابتهال : الاجتهاد في الدعاء وإخلاصه لله عزّ وجل , وفي التنزيل العزيز : ( ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الكاذِبِينَ ) ، أي نخلص ويجتهد كلٌّ منّا في الدعاء , واللعن على الكاذب منّا (22) ؛ فالمراد بقوله : ( نَبْتَهِلْ ) في الآية هو أنْ نجتهد في الدعاء إلى الله تعالى في أنْ يجعل لعنته على الكاذبين .

و قد أمر الله سبحانه وتعالى نبيَّه في أنْ يُباهل نصارى نجران , حيث كانوا يعاندون في قضيّة عيسى ( عليه السلام ) , ويعتقدون بألوهيّته ويجادلون النبي في ذلك , ونقتصر في ذكر الحادثة على ما نقله الفخر الرازي في تفسيره ، قال :

( رُوي أنّه ( عليه السلام ) لمّا أورد الدلائل على نصارى نجران ، ثمّ إنّهم أصرّوا على جهلهم۔

فقال ( عليه السلام ) : ( إنّ الله أمرني إنْ لم تقبلوا الحجّة أنْ أُباهلكم ) .

فقالوا : يا أبا القاسم ، بل نرجع فننظر في أمرنا ، ثمّ نأتيك ، فلمّا رجعوا ، قالوا للعاقب : وكان ذا رأيهم ، يا عبد المسيح ما ترى ؟ فقال : والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أنّ محمّداً نبيّ مرسل ، ولقد جاءكم بالكلام الحقّ في أمر صاحبكم ، والله ، ما بَاهَلَ قومٌ نبيّاً قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، ولئن فعلتم لكان الاستئصال ، فإنْ أبيتم إلاّ الإصرار على دينكم والإقامة على ما أنتم عليه ، فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم .

وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج وعليه مرط من شعر أسود ، وكان قد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن ، وفاطمة تمشي خلفه ، وعلي رضي الله عنه خلفها ، وهو يقول : ( إذا دعوت فأمِّنوا ) .

فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى ، إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أنْ يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة .

ثمّ قالوا : يا أبا القاسم : رأينا أنْ لا نباهلك وأنْ نقرّك على دينك .

فقال صلوات الله عليه : ( فإذا أبيتم المباهلة فأسلِموا ، يكن لكم ما للمسلمين ) ، فأبوا .

فقال : ( فإنّي أُناجزكم القتال ) .

فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك على أنْ لا تغزونا ولا تردّنا عن ديننا على أنْ نؤدّي إليك في كلّ عام ألفي جلّة : ألفاً فـي صَفَر ، وألفاً في رجب ، وثلاثين درعاً عادية من حديدفصالحهم على ذلك ، وقال : ( والذي نفسي بيده ، إنّ الهلاك قد تدلّى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمُسِخُوا قردة وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي ناراً ، ولاستأصل الله نجران وأهله ، حتّى الطير على رؤوس الشجر ، ولَمَا حال الحول على النصارى كلّهم حتّى يهلكوا ) ) (23) .

وروي أنّـه ( عليه السلام ) لمّا جاء في المرط الأسود ، فجاء الحسن رضي الله عنه فأدخله ، ثمّ جاء الحسين رضي الله عنه فأدخله ثمّ فاطمة ، ثمّ علي رضي الله عنهما ثمّ قال : ( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) واعلم أنّ هذه الرواية كالمتّفق على صحّتها بين أهل التفسير والحديث ) (24) .

هذا ملخّص ما يُقال في الأمر الأوّل .

* الثاني : في بيان المقصودِين من آية المباهلة :

اتّضح من قصّة المباهلة أنّ المقصودِين من الآية هم الخمسة أصحاب الكساء الواردة فيهم آية التطهير وهم نبيّنا محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ، والإمام علي ( عليه السلام ) ، والسيّدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، وولداهما الإمامان الهمامان الحسن والحسين عليهما السلام .

والأخبار في ذلك متواترة ومن ضمنها الصحيحة الصريحة في ذلك .

ـ قال الحاكم النيسابوري : ( وقد تواترت الأخبار في التفاسير عن عبد الله بن عبّاس وغيره أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخذ يوم المباهلة بيد علي وحسن وحسين وجعلوا فاطمة وراءهم ، ثمّ قال : ( هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا فهلمّوا أنفسكم وأبناءكم ونساءكم ، ثمّ نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) (25) ) .

ـ وذهب الجصّاص إلى عدم الخلاف في ذلك فقال في ( أحكام القرآن ) : ( فنقل رواة السير ـ ونقلة الأثر لم يختلفوا فيه ـ أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أخذ بيد الحسن والحسين وعلي وفاطمة ـ رضي الله عنهما ـ ثمّ دعا النصارى الذين حاجّوه إلى المباهلة ... ) (26) .

ـ هذا ، وقد أخرج أحمد ومسلم والترمذي والحاكم وابن الأثير وابن حجر وغيرهم بسندهم إلى سعد بن أبي وقاص , قال : ( ... وأنزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وأَبْنَاءَكُمْ ونِسَاءَنا ونِسَاءَكُمْ وأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ ) فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً, فقال : ( اللّهم هؤلاء أهلي ) ) (27) .

ـ وقال القرطبي في تفسيره لهذه الآية عند بلوغه كلمة ( أَبْنَاءَنَا ) : ( ( أَبْنَاءَنَا ) دليل على أنّ أبناء البنات يُسمَّون أبناء ؛ وذلك أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم جاء بالحسن والحسين وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفهما وهو يقول لهم : ( إنْ أنا دعوت فأمّنوا ... ) (28) فهو إذن أرسل الخبر إرسال المسلّمات .

ـ وأخرج ابن مردويه بسنده إلى الشعبي عن جابر بن عبد الله, قال : ( قدم على النبي العاقب والطيّب فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه على أنْ يلاعناه الغداة ، قال : فغدا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ، ثمّ أرسل إليهما فأبيا أنْ يجيبا ، وأقرّا له بالخراج . قال : فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ( والذي بعثني بالحقّ لو قال : لا ، لأمطر عليهم الوادي ناراً ) . قال جابر : وفيهم نزلتْ ( تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وأَبْنَاءَكُمْ ونِسَاءَنا ونِسَاءَكُمْ وأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ ) قال جابر : ( وأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ ) رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعلي بن أبي طالب ، و ( أَبْنَاءَنَا ) الحسن والحسن ، و ( ونِسَاءَنا ) فاطمة ) (29) .

إذن , فلا كلام في أنّ المقصودِين من الآية هم : نبيّنا محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، والإمام علي ( عليه السلام ) ، والسيّدة فاطمة الزهراء ، والحسن والحسين ( عليهم السلام ) , كما اتّضح أنّ المراد من الأبناء هم الحسن والحسين ؛ إذ لم يأت النبي بغيرهم فهم أبناء رسول الله بنصّ هذه الآية .

قال الفخر الرازي في تفسيره : ( هذه الآية دالّة على أنّ الحسن والحسين عليهما السلام كانا ابني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وعد أنْ يدعو أبناءه فدعا الحسن والحسين ، فوجب أنْ يكونا ابنَيه ... ) (30) .

كما أنّ المراد من النساء هي فاطمة الزهراء عليها السلام ؛ إذ لم يأت النبي بغيرها مع أنّه كان تحته عدّة زوجات ، كما أنّ النفس المرادة هي نفس علي بن أبي طالب ؛ إذ لم يدع النبي غير هؤلاء ، وتفسيرها منحصر فيهم ولا يحتمل التأويل ، وقد تقدّمت رواية جابر المصرِّحة بذلك ، كما نلاحظ أنّ الفخر الرازي يصّر في تفسيره بأنّ المراد من النفس هي نفس علي بن أبي طالب (31) . ولهذا المعنى أشار علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في احتجاجه على القوم يوم الشورى ، فقد أخرج الدارقطني : أنّ عليّاً يوم الشورى احتجّ علـى أهلها ، فقال لهم : ( أنشدكم بالله ، هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الرحم منّي ، ومَن جعله صلّى الله عليه وسلّم نفسه وأبناءَه أبناءَه ، ونساءَه نساءَه غيري ) ، قالوا اللّهم لا ، الحديث (32) .

 

* الثالث : في بيان معطيات آية المباهلة :

لا يرتاب أحد ولا يشكّ ذو لبّ بأنّ الآية تعطي منقبة عليَّة ومزيّة جليّة للأربعة من أصحاب الكساء ( عليهم السلام ) ، فهم صفوة الصفوة ولباب اللباب والخيرة الخـيّرة من عامّة المسلمين بعد النبي محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) .

اختارهم الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) من بين أمّته ـ بأمر من الله ـ ليباهل بهم الكفر والنفاق وليثبّت بهم الحقّ الحقاق .

دعاهم لقضيّة هي من أهمّ القضايا ، ولأمرٍ غاية في الخطورة ، ولمسألة يهتزّ لها الكون ، إنّها إثبات أحقِّيَّة الإسلام ، الدعاء والابتهال من أجل إظهار الحقّ وخذلان معانديه .

فمَن ـ يا ترى ـ الذي سيُظهر الحقّ بدعائه وعلى يديه ؟ ومَن سيقف في الخندق الأوّل ويدعو ويبتهل لإبقاء راية الإسلام خفّاقة مرفرفة فوق الجميع ؟

لا ريب أنّ الرسول سيختار صفوة الأمّة وخيرتها ، سيختار قلوباً تتفتّح أبواب السموات بدعائها ، سيختار أنفساً طاهرة لا تعرف في داخلها شيئاً سوى الله ، فكانت صفوة الأولاد متمثّلة بأولاد النبي محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، الحسن والحسين ، ولو كان مَـن هو بمقامهما لدعاه معهما ، وكانت صفوة النساء متمثّلة بفاطمة الزهراء ، ولو كانت هناك مَن تماثلها لدعاها ، مع أنّه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كان تحته عدّة زيجات , وكانت نفس النبي المتّصفة بصفاته هي نفس علي ( عليه السلام ) ؛ فدعاه , ولو كان له مماثل لدعاه أيضاً ، هكذا أمر الله ، وهكذا امتثل رسولُه .

صورة جليّة ، ومقام كبير شامخ ، ووصيّة أوصاها الرسول لأمّته ، هي النخبة التي ضمّها في الكساء , هي النخبة التي باهل بها !! سبحـان الله ! طفلان ، يحتضن الرسول أحدهما ويمسك بيد الآخر ، امرأة تسير خلفهما ، قطب الرحى وحلقة الوصل بين النبوّة والإمامة ، ورجل مـن خلفها يمثّل الخلافة السامية بعد النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) . بهذه الكيفيّة خرج الرسول مباهِلاً ، منظر اهتزّت له السموات والأرض وانذعر منه النصارى وارتعدتْ مفاصلهم , وكادوا يهلكون ؛ فرفضوا المباهلة وصالحوا ، ولو باهلوا لَمَا بقي لهم ذكر إلى يوم القيامة .

فضيلة لا تدانيها فضيلة , ومنزلة يعجز القلم عن وصفها وبيانها ، لا ينكرها إلاّ مكابر ومعاند ؛ لذا أقرّ بها المؤالف والمخالف ، وهذا الزمخشري يعدّها دليلاً لا شيء أقوى منه على فضيلتهم فيقول في تفسيره : ( وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء ( عليهم السلام ) ) (33) .

وفي الآية المباركة دلالة واضحة على عظم مقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فهو نفس الرسول الكريم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بنصّ هذه الآية ، وحيث لا يمكن أنْ يكون هو النفس حقيقةً لمحمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، فتعيّن أنْ يكون أقرب المجاز إلى الحقيقة ، يعني المماثلة في الصفات والمقامات الثابتة للنبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عدا ما ثبت اختصاصه به صلّى الله عليه وآله ، كالنبوّة وأفضليّته على الخلق بما فيهــم علي ( عليه السلام ) ، وما شابه ذلك من مختصّاته ، وتبقى صفات النبي الأخرى ثابتة لعلي ( عليه السلام ) بنصّ هذه الآية كالعصمة , والأفضليّة على الصحابة أجمع , والخلافة والولاية بعد النبي وغير ذلك .

التتمة في القسم الثاني =

ـــــــــــــــــــــ

 

* اقتباس : قسم المقالات في شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام ) للتراث والفكر الإسلامي ، من كتاب : أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) في كتب أهل السنّة ، تأليف وتحقيق : حكمت الرحمة ، الناشر : مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة ،  الطبعة : الأولى 1424 هـ / 2004 م . ( مع تصرف يسير ) .

(1) الأحزاب : 33 .

(2) صحيح مسلم : 7 / 130 ، باب فضائل أهل بيت النبي ، دار الفكر . وأخرجه ابن أبي شيبة في ( المصنف ) : 7 / 501 ، دار الفكر . والحاكم النيسابوري صحّحه في ( المستدرك على الصحيحين ) : 3/147 ، دار المعرفة ، وغيرهم .

(3) حامّة الإنسان : خاصّته ، ومَن يقرب منه وهو الحميم أيضاً ، ( النهاية في غريب الحديث ) : 1 / 429 .

(4) سنن الترمذي : 5 / 361 ، ما جاء في فضل فاطمة ( رضي الله عنها ) ، ط ، دار الفكر .

وأخرجه أحمد في مسنده 18 / 272 ، حديـث رقم : ( 26476 ) ، دار الحديث ، القاهرة .

وحسّنه حمزة أحمد الزين محقّق الكتاب ، حيث قال : ( إسناده حسن ) .

كما أخرجه أبو يعلى الموصلي فـي مسنـده : 12 / 451 ، دار المأمون للتراث .

وأورده الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) : 3 / 283 ، في ترجمة الحسين الشهيـد ، مؤسّسة الرسالة ، قائلا : ( إسناده جيّد ، روي من وجوه عن شهر ، وفي بعضها يقول : دخلتُ عليها أعزّيها على الحسين ) .

(5) مسند أحمد : 18 / 314 ، حديث رقم : ( 26625 ) ، دار الحديث ، القاهرة .

وقد حسّن الحديث محقّق الكتاب حمزة أحمد الزين بقوله في الهامش : ( إسناده حسن ) .

وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده : 12 / 344 ، حديث رقم : ( 6912 ) .

وبسند آخر إلى شهر في : 12 / 456 ، حديث رقم : ( 7026 ) ، ط ، دار المأمون للتراث .

والطبراني في ( المعجم الكبير ) : 3 / 53 ، حديث رقم : ( 2664 ) ، ط ، دار إحياء التراث العربي . وكذا في : 23 / 336 .

وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) : 13 / 203 ، و14 / 141 ، ط ، دار الفكر .

وأورده السيوطي في ( الدر المنثور ) : 5 / 198 ، ط ، الفتح ، جدّة .

(6) سنن الترمذي : 5 / 328 ، كتاب تفسير القرآن ، دار الفكر ، بيروت .

(7) صحيح سنن الترمذي : 3 / 306 ، كتاب تفسير القرآن ، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع . وأخرجه ابن جرير الطبري في ( جامع البيان ) : مجلد : 12 ، ج22 ، ص11 ، دار الفكر .

والطحاوي في ( مشكل الآثار ) : 1 / 335 ، دار صادر .

(8) الأربعين في مناقب أُمّهات المؤمنين : 106 .

(9) وقد دلّت الروايات الصحيحة على أنّ آية : ( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ... ) نزلت في بيت أمّ سلمة ، وقد تقدّم ذكر بعض الروايات في ذلك ، انظر : رواية رقم : (4) ، ورواية رقم : (5) ، وفيها ظهور بيّن على أنّ هذه الآية نزلتْ منفصلة عن بقيّة الآيات الواردة في نساء النبي .

(10) أي لو فرضنا أنّ آية التطهير نزلتْ في سياق واحد مع الآيات المتحدّثة عن نساء النبي .

(11) صحيح البخاري : 6 ، 42 ، دار الفكر .

(12) وتقصد من الآية النازلة في عذرها ، قوله تعالى : ( إنَّ الَذينَ جاءُوا بالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شراً لَكُمْ بَلْ هو خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئ مِنْهُمْ مـا اكْتسَبَ مِـنَ الإثْمِ والّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ، النور : 11 .

(13) الدرّ المنثور للسيوطي : 5 ، 198 ، مطبعة الفتح ، جدّة .

(14) أخرج الحاكم في مستدركه بسنده إلى عمرو بن ميمون قال :

إنّي جالس عند ابن عبّاس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عبّاس ، إمّا أنْ تقوم معنا ، وإمّا أنْ تخلو بنا من بين هؤلاء .

قال فقال ابن عباس : بل ﺃنا ﺃقوم معكم، قال وهو يومئذٍ صحيح قبل ﺃنْ يعمى ، قال : فابتدأوا فتحدّثوا فلا ندري ما قالوا .

قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول ﺃف وتف وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره ، وقعوا في رجل قال له النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( لأبعثنّ رجلاً لا يخزيه الله ﺃبداً ، يحبّ اللهَ ورسولَه ، ويحبّه اللهُ ورسولُه ) .

فاستشرف لها مستشرف فقال : ﺃين علي ؟

فقالوا : إنّه في الرحى يطحن .

قال : وما كان ﺃحدهم ليطحن .

قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد ﺃنْ يبصر ، قال فنفث في عينيه ، ثمّ هزّ الراية ثلاثاً فأعطاها إيّاه ، فجاء علي بصفيّة بنت حيي .

قال ابن عبّاس : ثمّ بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلاناً بسورة التوبة ، فبعث عليّاً خلفه فأخذها منه وقال : ( لا يذهب بها إلاّ رجل هو منّي وأنا منه ) .

فقال ابن عبّاس : وقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لبني عمّه : ( أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟

قال : وعلي جالس معهم فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله واقبل على رجل رجل منهم أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة فأبَوا ، فقال لعلي : أنت وليِّي في الدنيا والآخرة ) ، قال ابن عبّاس : وكان علي ﺃوّل مَن آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنها ، قال : وأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ... ) .

قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح الإسناد ) .

وقال الذهبي في التلخيص : ( صحيح ) ، انظر : ( المستدرك على الصحيحين ) : 3 ، 133 – 134 ، وبذيله ( تلخيص المستدرك ) للذهبي ، دار المعرفة ، بيروت .

وﺃخرج الحديث أحمد في ( مسنده ) : 1 ، 331 ، دار صادر ، بيروت .

وﺃورده الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) : 9 ، 119 ، دار الكتب العلميّة .

وقال : رواه أحمد ، والطبراني في ( الكبير ) و ( الأوسط ) باختصار .

(15) قال مصعب الزبيري : كان عكرمة يرى رﺃي الخوارج .

وقال أبو خلف الخزار عن يحيى البكاء : سمعت ابن عمر يقول لنافع : اتقِ الله ويحك يا نافع ، ولا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس .

وقال جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن ﺃبي زياد : دخلت على علي بن عبد الله بن عبّاس وعكرمة مقيّد على باب الحش ، قال : قلتُ ما لهـذا ؟ قال : إنّه يكذب على أبي .

وقال هشام بن سعد عن عطاء الخراساني : قلتُ لسعيد بن المسيّب : إنّ عكرمة يزعم أنّ رسول الله تزوّج ميمونة وهو محرم ، فقال : كذب مخبثان [ يعني الخبيث ] .

وقال فطر بن خليفة : قلت لعطاء : إنّ عكرمة يقول : سبق الكتاب ، المسح على الخفّين ، فقال : كذب عكرمة سمعت ابن عبّاس يقول : امسح على الخفّين وإنْ خرجت من الخلاء .

وقال إسرائيل عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة : إنّه كره كراء الأرض ، قال : فذكرت ذلك لسعيد بن جبير ، فقال : كذب عكرمة ، سمعت ابن عبّاس يقول : إنّ أمثل ما أنتم صانعون استيجار الأرض البيضاء سنة بسنة .

وقال وهيب بن خالد عن يحيى بن سعيد الأنصاري : كان كذّاباً .

وقال إبراهيم بن المنذر عن معن بن عيسى وغيره : كان مالك لا يرى عكرمة ثقة ، ويأمر ﺃنْ لا يؤخذ عنه .

وقال الدوري عن ابن معين : كان مالك يكره عكرمة .

وقال الربيع عن الشافعي : ( وهو ـ يعني مالك بن ﺃنس ـ سيّء الرﺃي في عكرمة ، قال : ( لا أرى لأحد ﺃنْ يقبل حديثه )

( تجد هذه الأقوال في ( تهذيب التهذيب ) : 5 ، 634 – 635 ، دار الفكر )

وترجمه الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) : وقال : ( ... وأمّا مسلم فتجنّبه وروى له قليلاً مقروناً بغيره ، وأعرض عنه مالك وتحايده ، إلاّ في حديث أو حديثَين ) ، وروى روايات في تضعيفه وأنّه كان يلعب النرد ويسمع الغناء ويرى رأي الخوارج ( ميزان الاعتدال ) : 3 ، 93 ـ 97 ، دار الفكر ، وبهذا يثبت أنّ عكرمة كان متّهماً بالكذب ولا حاجة لسرد مزيد كلمات .

(16) تجد الحديث بألفاظ مختلفة في مصادر عديدة منها : ( صحيح مسلم ) : 1 ، 61 ، دار الفكر و ( مسند أحمد ) : 1 ، 95 ، دار صادر ، و ( سنن النسائي ) : 8 ، 116 دار الفكر وغيرها .

(17) ومن المؤسف حقّاً ما نراه من علماء أخواننا من أهل السنّة في توثيقهم للخوارج والنواصب المبغضين لعلي بن أبي طالب ، وهم منافقون بنصّ قول النبي المتقدم .

(18) المفهم لِمَا أُشكل من تلخيص كتاب مسلم : 6 ، 302 ـ 303 ، دار ابن كثير .

(19) انظر : ( مشكل الآثار ) : 1 ، 336 ـ 337 ـ 338 ـ 339 ، دار صادر .

(20) انظر : ( المعتصر من المختصر من مشكل الآثار ) : 2 ، 267 ، عالم الكتب .

(21) انظر : ( الأربعين في مناقب أُمّهات المؤمنين ) : 106 .

(22) انظر : ( لسان العرب ) : 11 / 72 ، دار إحياء التراث العربي .

(23) تفسير الفخر الرازي : مجلّد4 , ج8 , ص79 ـ 90 ، دار الفكر , وانظر : ( تفسير الثعلبي ) : 3 / 85 ، دار إحياء التراث العربي ، وقد أرسل الخبر إرسال المسلّمات .

(24) المصدر نفسه : مجلّد 4 ، ج8 ، ص90 .

(25) معرفة علوم الحديث : 48 ، ط ، دار الآفاق الجديدة .

(26) أحكام القرآن : 2 / 18 ، دار الكتب العلميّة .

(27) انظر : ( صحيح مسلم ) : 7 / 120 ، دار الفكر . و ( مسند أحمد ) : 1 / 85 ، دار صادر . و ( سنن الترمذي ) : 4/ 293 ، دار الفكر ، وقال عنه : ( هذا حديث حسن غريب صحيح ) . و ( مستدرك الحاكم ) : 3 / 150 ، دار المعرفة ، وصحّحه على شرط الشيخين ووافقـه الذهبي . و ( أُسد الغابة ) لابن الأثير : 4 / 114 ، دار إحياء التراث العربي . و ( الإصابة ) لابن حجر : 4 / 468 ، دار الكتب العلميّة , واللفظ للأخير .

(28) تفسير القرطبي المسمّى ( الجامع لأحكام القرآن ) : 4 / 104 ، دار الكتاب العربي .

(29) تفسير ابن كثير : 1 / 350 ، دار الجيل . وأخرجه الواحدي في ( أسباب النزول ) : 90 ، دار الكتاب العربي .

(30) تفسير الفخر الرازي : مجلّد4 ، ج8 ، ص90 ، دار الفكر . ونبّه القرطبي في تفسيره إلى أنْ تسميه أولاد البنت بالأولاد إنّما ذلك مختصٌّ بالحسن والحسين عليهما السلام ، انظر : ( تفسر القرطبي ) : 4/105 ، دار الكتاب العربي .

(31) تفسير الفخر الرازي : مجلد4 ، ج8 ، ص91 ، دار الفكر .

(32) الصواعق المحرقة : 239 ، دار الكتب العلميّة .

(33) تفسير الكشّاف : 1  ، 370 .

 


source : http://www.alhassanain.com/arabic/show_articles.php?articles_id=1082&link_articles=holy_prophet_and_ahlul_bayt_library/imam_ali/men_fadhael_alimam_ali_fi_alquran
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

عداء الوهابيّة للإمام علي عليه‌السلام
زيارة الأربعين وأول من زار الإمام الحسين عليه ...
شعراء يصوغون التأريخ قوافياً
الإخلاص ثمرة الحب
علي الأكبر شبيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
حقيقة العبادة ومقوِّماتها
اهل البیت فی کلام الرسول
نعمة الحياء
من معاجز أمير المؤمنين عليه السّلام
سيرة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام

 
user comment