و كان أبو المويهب الراهب من العارفين بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبصفته وبوصيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله وسلم.
39- حدثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن محمد ومحمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنهم قالوا حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا محمد بن إسماعيل عن عبد الله بن محمد قال حدثني أبي وقيس بن سعد الديلمي عن عبد الله بحير الفقعسي عن بكر بن عبد الله الأشجعي عن آبائه قالوا خرج سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعبد مناة بن كنانة ونوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن يعمر بن نعمامة بن عدي تجارا إلى الشام فلقيهما أبو المويهب الراهب فقال لهما من أنتما قالا نحن تجار من أهل الحرم من قريش فقال لهما من أي قريش فأخبراه فقال لهما هل قدم معكما من قريش غيركما قالا نعم شاب من بني هاشم اسمه محمد فقال أبو المويهب إياه والله أردت فقالا والله ما في قريش أخمل ذكرا منه إنما يسمونه يتيم قريش وهو أجير لامرأة منا يقال لها خديجة فما حاجتك إليه فأخذ يحرك رأسه ويقول هو هو فقال لهما تدلاني عليه فقالا تركناه في سوق بصرى فبينما هم في الكلام إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال هو هذا فخلا به ساعة يناجيه ويكلمه ثم أخذ يقبل بين عينيه وأخرج شيئا من كمه لا ندري ما هو ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأبى أن يقبله فلما فارقه قال لنا تسمعان مني هذا والله نبي آخر الزمان والله سيخرج قريب فيدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله فإذا رأيتم ذلك فاتبعوه ثم قال هل ولد لعمه أبي طالب ولد يقال له علي فقلنا لا قال إما أن يكون قد ولد أو يولد في سنته هو أول من يؤمن به نعرفه وإنا لنجد صفته عندنا بالوصية كما نجد صفة محمد بالنبوة وإنه سيد العرب وربانيها وذو قرنيها يعطي السيف حقه اسمه في الملأ الأعلى علي هو أعلى الخلائق بعد الأنبياء ذكرا وتسميه الملائكة البطل الأزهر المفلج لا يتوجه إلى وجه إلا أفلج وظفر والله لهو أعرف بين أصحابه في السماء من الشمس الطالعة.
40- حدثنا أحمد بن محمد رزمة القزويني قال حدثنا الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي قال حدثنا علي بن حرب الموصلي الطائي قال حدثنا أبو أيوب يعلى بن عمران من ولد جرير بن عبد الله قال حدثني مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه وقد أتت له مائة وخمسون سنة قال لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرافة وغاضت بحيرة ساوة وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك ألف سنة ورأى الموبذان إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت الدجلة وانتشرت في بلادها فلما أصبح كسرى هاله ما رأى فتصبر عليها تشجعا ثم رأى أن لا يسر ذلك عن وزرائه فلبس تاجه وقعد على سريره وجمعهم وأخبرهم بما رأى فبينما هم كذلك إذ ورد عليه الكتاب بخمود نار فارس فازداد غما إلى غمه وقال الموبذان وأنا أصلح الله الملك قد رأيت في هذه الليلة ثم قص عليه رؤياه في الإبل والخيل فقال أي شي ء يكون هذا يا موبذان وكان أعلمهم في أنفسهم فقال حادث يكون في ناحية العرب فكتب عند ذلك من كسرى ملك الملوك إلى نعمان بن المنذر أما بعد فوجه إلى برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه فوجه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن نفيلة الغساني فلما قدم عليه قال عندك علم ما أريد أن أسألك عنه قال ليسألني الملك أو ليخبرني فإن كان عندي منه علم وإلا أخبرته بمن يعلمه فأخبره بما رأى فقال علم ذلك عند خال لي يسكن بمشارف الشام يقال له سطيح قال فأته فاسأله وأخبرني بما يرد عليك فخرج عبد المسيح حتى ورد على سطيح وقد أشرف على الموت فسلم عليه وحياه فلم يرد عليه سطيح جوابا فأنشأ عبد المسيح يقول أ صم أم يسمع غطريف اليمن أم فاز فازلم به شأو العنن يا فاصل الخطة أعيت من ومن وكاشف الكربة في الوجه الغضن أتاك شيخ الحي من آل سنن وأمه من آل ذئب بن حجن أروق ضخم الناب صرار الأذن أبيض فضفاض الرداء والبدن رسول قيل العجم كسرى للوسن لا يرهب الرعد ولا ريب الزمن تجوب في الأرض علنداة شجن ترفعني طورا وتهوي بي وجن حتى أتى عاري الجآجي والقطن تلفه في الريح بوغاء الدمن كأنما حثحث من حضني ثكن .فلما سمع سطيح شعره فتح عينيه وقال عبد المسيح على جمل يسيح إلى سطيح وقد أوفى على الضريح بعثك ملك بني ساسان لارتجاس الإيوان وخمود النيران ورؤيا الموبذان رأى إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت الدجلة وانتشرت في بلادها وغاضت بحيرة ساوة فقال يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة وبعث صاحب الهراوة وفاض وادي سماوة وغاضت بحيرة ساوة فليس الشام لسطيح شاما يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات وكلما هو آت آت ثم قضى سطيح مكانه فنهض عبد المسيح إلى رحله ويقول شمر فإنك ماضي العزم شمير لا يفزعنك تفريق وتغييرإن يمس ملك بني ساسان أفرطهم فإن ذا الدهر أطوار دهاريرو ربما كان قد أضحوا بمنزلة تهاب صولهم الأسد المهاصيرمنهم أخو الصرح بهرام وإخوته والهرمزان وسابور وسابورو الناس أولاد علات فمن علموا أن قد أقل فمحقور ومهجورو هم بنو الأم لما أن رأوا نشبا فذاك بالغيب محفوظ ومنصور والخير والشر مقرونان في قرن فالخير متبع والشر محذور. قال فلما قدم على كسرى أخبره بما قال سطيح فقال إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا قد كانت أمور قال فملك منهم عشرة في أربع سنين وملك الباقون إلى إمارة عثمان وكان سطيح ولد في سيل العرم فعاش إلى ملك ذي نواس وذلك أكثر من ثلاثين قرنا وكان مسكنه بالبحرين فيزعم عبد القيس أنه منهم وتزعم الأزد أنه منهم وأكثر المحدثين قالوا هو من الأزد ولا يدرى ممن هو غير أن عقبه يقولون نحن من الأزد.
18- باب خبر يوسف اليهودي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبصفاته وعلاماته
41- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان رفعه بإسناده قال لما بلغ عبد الله بن عبد المطلب زوجه عبد المطلب آمنة بنت وهب الزهري فلما تزوج بها حملت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فروي عنها أنها قالت لما حملت به لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل فرأيت في نومي كأن آت أتاني فقال لي قد حملت بخير الأنام فلما حان وقت الولادة خف علي ذلك حتى وضعته وهو يتقي الأرض بيده وركبتيه وسمعت قائلا يقول وضعت خير البشر فعوذيه بالواحد الصمد من شر كل باغ وحاسد فولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول يوم الإثنين فقالت آمنة لما سقط إلى الأرض اتقى الأرض بيديه وركبتيه ورفع رأسه إلى السماء وخرج مني نور أضاء ما بين السماء والأرض ورميت الشياطين بالنجوم وحجبوا عن السماء ورأت قريش الشهب والنجوم تسير في السماء ففزعوا لذلك وقالوا هذا قيام الساعة فاجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة فأخبروه بذلك وكان شيخا كبيرا مجربا فقال انظروا إلى هذه النجوم التي تهتدون بها في البر والبحر فإن كانت قد زالت فهو قيام الساعة وإن كانت هذه ثابتة فهو لأمر قد حدث وأبصرت الشياطين ذلك فاجتمعوا إلى إبليس فأخبروه أنهم قد منعوا من السماء ورموا بالشهب فقال اطلبوا فإن أمرا قد حدث فجالوا في الدنيا ورجعوا وقالوا لم نر شيئا فقال أنا لهذا فخرق ما بين المشرق والمغرب فلما انتهى إلى الحرم وجد الحرم محفوفا بالملائكة فلما أراد أن يدخل صاح به جبرئيل عليه السلام فقال اخسأ يا ملعون فجاء من قبل حراء فصار مثل الصرد قال يا جبرئيل ما هذا قال هذا نبي قد ولد وهو خير الأنبياء قال هل لي فيه نصيب قال لا قال ففي أمته قال بلى قال قد رضيت قال وكان بمكة يهودي يقال له يوسف فلما رأى النجوم يقذف بها وتتحرك قال هذا نبي قد ولد في هذه الليلة وهو الذي نجده في كتبنا أنه إذا ولد وهو آخر الأنبياء رجمت الشياطين وحجبوا عن السماء فلما أصبح جاء إلى نادى قريش فقال يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود قالوا لا قال أخطأتم والتوراة ولد إذا بفلسطين وهو آخر الأنبياء وأفضلهم فتفرق القوم فلما رجعوا إلى منازلهم أخبر كل رجل منهم أهله بما قال اليهودي فقالوا لقد ولد لعبد الله بن عبد المطلب ابن في هذه الليلة فأخبروا بذلك يوسف اليهودي فقال لهم قبل أن أسألكم أو بعده قالوا قبل ذلك قال فاعرضوه علي فمشوا إلى باب آمنة فقالوا أخرجي ابنك ينظر إليه هذا اليهودي فأخرجته في قماطه فنظر في عينيه وكشف عن كتفيه فرأى شامة سوداء بين كتفيه وعليها شعرات فلما نظر إليه وقع على الأرض مغشيا عليه فتعجب منه قريش وضحكوا منه فقال أ تضحكون يا معشر قريش هذا نبي السيف ليبيرنكم وقد ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر الأبد وتفرق الناس ويتحدثون بخبر اليهودي ونشأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في اليوم كما ينشأ غيره في الجمعة وينشأ في الجمعة كما ينشأ غيره في الشهر.
19 ـ باب خبر دواس بن حواش المقبل من الشام
42- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي جميعا عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال لما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكعب بن أسد ليضرب عنقه فأخرج وذلك في غزوة بني قريظة نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له يا كعب أ ما نفعك وصية ابن حواش الحبر الذي أقبل من الشام فقال تركت الخمر والخمير وجئت إلى الموس والتمور لنبي يبعث هذا أوان خروجه يكون مخرجه بمكة وهذه دار هجرته وهو الضحوك القتال يجتزي بالكسيرات والتمرات ويركب الحمار العاري في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة يضع سيفه على عاتقه ولا يبالي بمن لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر قال كعب قد كان ذلك يا محمد ولو لا أن اليهود تعيرني أني جبنت عند القتل لآمنت بك وصدقتك ولكني على دين اليهودية عليه أحيا وعليه أموت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقدموه واضربوا عنقه فقدم وضرب عنقه.
20 ـ باب خبر زيد بن عمرو بن نفيل
وكان زيد بن عمر بن نفيل يطلب الدين الحنيف ويعرف أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
43- حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين البزاز النيسابوري قال حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني قال كان زيد بن عمرو بن نفيل أجمع على الخروج من مكة يضرب في الأرض ويطلب الحنيفية دين ابراهيم عليه السلام وكانت امرأته صفية بنت الحضرمي كلما أبصرته قد نهض إلى الخروج وأراده آذنت به الخطاب بن نفيل فخرج زيد إلى الشام يلتمس ويطلب في أهل الكتاب الأول دين ابراهيم عليه السلام ويسأل عنه فلم يزل في ذلك فيما يزعمون حتى أتى الموصل والجزيرة كلها ثم أقبل حتى أتى الشام فجال فيها حتى أتى راهبا بميفعة من أرض البلقاء كان ينتهى إليه علم النصرانية فيما يزعمون فسأله عن الحنيفية دين ابراهيم عليه السلام فقال له الراهب إنك لتسأل عن دين ما أنت بواجد له الآن من يحملك عليه اليوم لقد درس علمه وذهب من كان يعرفه ولكنه قد أظلك خروج نبي يبعث بأرضك التي خرجت منها بدين إبراهيم الحنيفية فعليك ببلادك فإنه مبعوث الآن هذا زمانه ولقد كان سئم اليهودية والنصرانية فلم يرض شيئا منهما فخرج مسرعا حين قال له الراهب ما قال يريد مكة حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه فقال ورقة بن نوفل وقد كان اتبع مثل أثر زيد ولم يفعل في ذلك ما فعل فبكاه ورقة وقال فيه رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما تجنبت تنورا من النار حاميابدينك ربا ليس رب كمثله وتركك أوثان الطواغي كما هياينتظر خروجه وخرج في طلبه فقتل في الطريق وقد تدرك الإنسان رحمة ربه ولو كان تحت الأرض ستين واديا.
44- وبهذا الإسناد عن أحمد بن محمد بن إسحاق بن يسار المدني قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الحصين التميمي أن عمر بن الخطاب وسعيد بن زيد قالا يا رسول الله أ نستغفر لزيد قال نعم فاستغفروا له فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده.
45- حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين البزاز قال حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن المسعودي عن نفيل بن هشام عن أبيه أن جده سعيد بن زيد سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أبيه زيد بن عمرو فقال يا رسول الله إن أبي زيد بن عمرو كان كما رأيت وكما بلغك فلو أدركك كان آمن بك فاستغفر له قال نعم فاستغفر له وقال إنه يجي ء يوم القيامة أمة وحده وكان فيما ذكروا أنه يطلب الدين فمات وهو في طلبه قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله حال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل النبوة حال قائمنا وصاحب زماننا عليه السلام في وقتنا هذا وذلك أنه لم يعرف خبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الوقت إلا الأحبار والرهبان والذين قد انتهى إليهم العلم به فكان الإسلام غريبا فيهم وكان الواحد منهم إذا سأل الله تبارك وتعالى بتعجيل فرج نبيه وإظهار أمره سخر منه أهل الجهل والضلال وقالوا له متى يخرج هذا النبي الذي تزعمون أنه نبي السيف وأن دعوته تبلغ المشرق والمغرب وأنه ينقاد له ملوك الأرض كما يقول الجهال لنا في وقتنا هذا متى يخرج هذا المهدي الذي تزعمون أنه لا بد من خروجه وظهوره وينكره قوم ويقر به آخرون وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء فقد عاد الإسلام كما قال عليه السلام غريبا في هذا الزمان كما بدأ وسيقوى بظهور ولي الله وحجته كما قوي بظهور نبي الله ورسوله وتقر بذلك أعين المنتظرين له والقائلين بإمامته كما قرت أعين المنتظرين لرسول الله والعارفين به بعد ظهوره وإن الله عز وجل لينجز لأوليائه ما وعدهم ويعلي كلمته ويتم نوره ولو كره المشركون.
46- حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي رضي الله عنه قال حدثني جدي الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء.
47- حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه محمد بن مسعود عن جعفر بن أحمد العمركي بن علي البوفكي عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن موسى الرضا عليه السلام ن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليه السلامن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن ابي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء.
21- باب العلة التي من أجلها يحتاج إلى الامام عليه السلام
1- حدثنا أبي ومحمد الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له أتبقى الأرض بغير إمام قال لو بقيت الأرض بغير إمام ساعة لساخت.
2- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن محمد بن الهيثم عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال قلت له أتبقى الأرض بغير إمام فقال لا قلت فإنا نروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنها لا تبقى بغير إمام إلا أن يسخط الله على أهل الأرض أو على العباد فقال لا تبقى إذا لساخت.
3- حدثنا أبي ومحمد الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي عبد الله زكريا بن محمد المؤمن عن أبي هراسة عن أبي جعفر عليه السلام قال قال لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله.
4- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن مهزيار عن علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن أبي علي البجلي عن أبان بن عثمان عن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث له في الحسين بن علي عليه السلام أنه قال في آخره ولو لا من على الأرض من حجج الله لنفضت الأرض ما فيها وألقت ما عليها إن الأرض لا تخلو ساعة من الحجة.
5- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق عن أحمد بن عمر الحلال قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام إنا روينا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال إن الأرض لا تبقى بغير إمام أ وتبقى ولا إمام فيها فقال معاذ الله لا تبقى ساعة إذا لساخت.
6- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا الحسن بن أحمد المالكي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود قال قال الرضا عليه السلام نحن حجج الله في خلقه وخلفاؤه في عباده وأمناؤه على سره ونحن كلمة التقوى والعروة الوثقى ونحن شهداء الله وأعلامه في بريته بنا يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا وبنا ينزل الغيث وينشر الرحمة ولا تخلو الأرض من قائم منا ظاهر أو خاف ولو خلت يوما بغير حجة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله.
7- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري قالا حدثنا إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن محمد بن أبي عمير عن سعد بن أبي خلف عن الحسن بن زياد قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول إن الأرض لا تخلو من أن يكون فيها حجة عالم إن الأرض لا يصلحها إلا ذلك ولا يصلح الناس إلا ذلك.
8- وبهذا الإسناد عن علي بن مهزيار عن الحسن بن علي الخزاز عن أحمد بن عمر قال سألت أبا الحسن عليه السلام أ تبقى الأرض بغير إمام قال فقال لا قلت فإنا نروى أنها لا تبقى إلا أن يسخط الله على العباد فقال لا تبقى إذا لساخت.
9- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله جعفر قالا حدثنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أبي عبد الله المؤمن والحسن بن علي بن فضال عن أبي هراسة عن أبي جعفر عليه السلام قال لو أن الإمام رفع من الأرض لماجت الأرض بأهلها كما يموج البحر بأهله.
10- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر قالا حدثنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا عن محمد بن سنان عن حمزة الطيار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لو لم يبق من أهل الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة أو كان الثاني الحجة الشك من محمد بن سنان.
11- وبهذا الإسناد عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى لم يدع الأرض إلا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم وإذا نقصوا شيئا أكمله لهم ولو لا ذلك لالتبست على المؤمنين أمورهم.
12- وبهذا الإسناد عن يونس بن عبد الرحمن عن ابن مسكان عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام إن الله عز وجل لم يدع الأرض بغير عالم ولو لا ذلك لما عرف الحق من الباطل.
13- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر قالا حدثنا يعقوب بن يزيد عن أحمد بن هلال في حال استقامته عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام يمضي الإمام وليس له عقب قال لا يكون ذلك قلت فيكون ما ذا قال لا يكون ذلك إلا أن يغضب الله عز وجل على خلقه فيعاجلهم.
14- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا محمد بن أحمد عن أبي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول لو بقيت الأرض يوما بلا إمام منا لساخت بأهلها ولعذبهم الله بأشد عذابه إن الله تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه وأمانا في الأرض لأهل الأرض لم يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم فإذا أراد الله أن يهلكهم ثم لا يمهلهم ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم ورفعنا إليه ثم يفعل الله ما شاء وأحب.
15- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن هلال عن سعيد بن جناح عن سليمان الجعفري قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت أ تخلو الأرض من حجة فقال لو خلت من حجة طرفة عين لساخت بأهلها.
16- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن محمد بن عيسى عن علي بن إسماعيل الميثمي عن ثعلبة بن ميمون عن عبد الأعلى بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول ما ترك الله الأرض بغير عالم ينقص ما زادوا ويزيد ما نقصوا ولو لا ذلك لا اختلطت على الناس أمورهم.
17- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود عن فضيل الرسان قال كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي عبد الله عليه السلام أخبرنا ما فضلكم أهل البيت فكتب إليه أبو عبد الله عليه السلام أن الكواكب جعلت في السماء أمانا لأهل السماء فإذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل السماء ما كانوا يوعدون وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعل أهل بيتي أمانا لأمتي فإذا ذهب أهل بيتي جاء أمتي ما كانوا يوعدون.
18- حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة عن أبيه يرفعه قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي.
19- حدثنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر محمد بن السري بن سهل قال حدثنا عباس بن الحسين قال حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي بن ابي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.
20- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري عن أبي المغراء حميد بن المثنى العجلي عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول نحن جنب الله ونحن صفوته ونحن حوزته ونحن مستودع مواريث الأنبياء ونحن أمناء الله عز وجل ونحن حجج الله ونحن أركان الإيمان ونحن دعائم الإسلام ونحن من رحمة الله على خلقه ونحن من بنا يفتح وبنا يختم ونحن أئمة الهدى ونحن مصابيح الدجى ونحن منار الهدى ونحن السابقون ونحن الآخرون ونحن العلم المرفوع للخلق من تمسك بنا لحق ومن تأخر عنا غرق ونحن قادة الغر المحجلين ونحن خيرة الله ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله عز وجل ونحن من نعمة الله عز وجل على خلقه ونحن المنهاج ونحن معدن النبوة ونحن موضع الرسالة ونحن الذين إلينا تختلف الملائكة ونحن السراج لمن استضاء بنا ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ونحن الهداة إلى الجنة ونحن عرى الإسلام ونحن الجسور والقناطر من مضى عليها لم يسبق ومن تخلف عنها محق ونحن السنام الأعظم ونحن الذين بنا ينزل الله عز وجل الرحمة وبنا يسقون الغيث ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمن عرفنا وأبصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منا وإلينا.
21- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لامير المؤمنين عليه السلام اكتب ما أملي عليك قال يا نبي الله أ تخاف علي النسيان فقال لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ولكن اكتب لشركائك قال قلت ومن شركائي يا نبي الله قال الأئمة من ولدك بهم تسقى أمتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عنهم البلاء وبهم تنزل الرحمة من السماء وهذا أولهم وأومأ بيده إلى الحسن عليه السلام ثم أومأ بيده إلى الحسين عليه السلام ثم قال عليه السلام الأئمة من ولده.
22- حدثنا محمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا الفضل بن صقر العبدي قال حدثنا أبو معاوية عن سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام قال نحن أئمة المسلمين وحجج الله على العالمين وسادة المؤمنين وقادة الغر المحجلين وموالي المؤمنين ونحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها وبنا ينزل الغيث وتنشر الرحمة وتخرج بركات الأرض ولو لا ما في الأرض منا لساخت بأهلها ثم قال ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها ولو لا ذلك لم يعبد الله قال سليمان فقلت للصادق عليه السلام فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور قال كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب.
23- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن هاشم قال حدثنا إسماعيل بن مرار قال حدثني يونس بن عبد الرحمن قال حدثني يونس بن يعقوب قال كان عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه فيهم حمران بن أعين ومؤمن الطاق وهشام بن سالم والطيار وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم وهو شاب فقال أبو عبد الله عليه السلام يا هشام قال لبيك يا ابن رسول الله قال أ لا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته قال هشام جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أجلك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك فقال أبو عبد الله عليه السلام إذا أمرتكم بشي ء فافعلوه قال هشام بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة وعظم ذلك علي فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء من صوف مؤتزر بها وشملة مرتد بها والناس يسألونه فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت أيها العالم أنا رجل غريب تأذن لي فأسألك عن مسألة قال فقال نعم قال قلت له ألك عين قال يا بني أي شي ء هذا من السؤال إذا ترى شيئا كيف تسأل عنه فقلت هكذا مسألتي قال يا بني سل وإن كانت مسألتك حمقاء قلت أجبني فيها قال فقال لي سل قال قلت أ لك عين قال نعم قال قلت فما ترى بها قال الألوان والأشخاص قال قلت أ لك أنف قال نعم قال قلت فما تصنع به قال أشم به الرائحة قال قلت أ لك لسان قال نعم قال قلت فما تصنع به قال أتكلم به قال قلت أ لك أذن قال نعم قال قلت فما تصنع بها قال أسمع بها الأصوات قال قلت أ فلك يدان قال نعم قال قلت فما تصنع بهما قال أبطش بهما وأعرف بهما اللين من الخشن قال قلت أ لك رجلان قال نعم قال قلت فما تصنع بهما قال انتقل بهما من مكان إلى مكان قال قلت أ لك فم قال نعم قال قلت فما تصنع به قال أعرف به المطاعم على اختلافها قال قلت أ فلك قلب قال نعم قال قلت فما تصنع به قال أميز به كلما ورد على هذه الجوارح قال قلت أ فليس في هذه الجوارح غنى عن القلب قال لا قلت وكيف ذلك وهي صحيحة قال يا بني إن الجوارح إذا شكت في شي ء شمته أو رأته أو ذاقته ردته إلى القلب فليقر به اليقين ويبطل الشك قال قلت فإنما أقام الله عز وجل القلب لشك الجوارح قال نعم قال قلت ولا بد من القلب وإلا لم يستيقن الجوارح قال نعم قال قلت يا أبا مروان إن الله لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح وينفي ما شكت فيه ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم ويقيم لك إماما لجوارحك يرد إليك شكك وحيرتك قال فسكت ولم يقل لي شيئا قال ثم التفت إلي فقال أنت هشام فقلت لا قال فقال لي أ جالسته فقلت لا قال فمن أين أنت قلت من أهل الكوفة قال فأنت إذا هو قال ثم ضمني إليه فاقعدني في مجلسه وما نطق حتى قمت فضحك أبو عبد الله عليه السلام ثم قال يا هشام من علمك هذا قال قلت يا ابن رسول الله جرى على لساني قال يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى عليه السلام قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه وتصديق قولنا إن الإمام يحتاج إليه لبقاء العالم على صلاحه أنه ما عذب الله عز وجل أمة إلا وأمر نبيها بالخروج من بين أظهرهم كما قال الله عز وجل في قصة نوح عليه السلام (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ) منهم وأمره الله جل وعز أن يعتزل عنهم مع أهل الإيمان به ولا يبقى مختلطا بهم وقال عز وجل (ولا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) وكذلك قال عز وجل في قصة لوط عليه السلام (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ولا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ) فأمره الله عز وجل بالخروج من بين أظهرهم قبل أن أنزل العذاب بهم لأنه لم يكن جل وعز لينزل عليهم ونبيه لوط عليه السلام بين أظهرهم وهكذا أمر الله عز وجل كل نبي أراد هلاك أمته أن يعتزلها كما قال ابراهيم عليه السلام مخوفا بذلك قومه (وأَعْتَزِلُكُمْ وما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ) أهلك الله عز وجل الذين كانوا آذوه وعنتوه وألقوه في الجحيم وجعلهم الأسفلين ونجاه ولوطا كما قال الله تعالى (ونَجَّيْناهُ ولُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ) ووهب الله جلت عظمته لإبراهيم إسحاق ويعقوب كما قال عز وجل (ووَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ ويَعْقُوبَ نافِلَةً وكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ).
وقال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم (وما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنْتَ فِيهِمْ) وروي في الأخبار الصحيحة عن أئمتنا عليهم السلام أن من رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو واحدا من الأئمة صلى الله عليه وآله وسلم قد دخل مدينة أو قرية في منامه فإنه أمن لأهل تلك المدينة أو القرية مما يخافون ويحذرون وبلوغ لما يأملون ويرجون وفي حديث هشام مع عمرو بن عبيد حجة في الانتفاع بالحجة الغائب عليه السلام وذلك أن القلب غائب عن سائر الجوارح لا يرى بالعين ولا يشم بالأنف ولا يذاق بالفم ولا يلمس باليد وهو مدبر لهذه الجوارح مع غيبته عنها وبقاؤها على صلاحها ولو لم يكن القلب لا نفسد تدبير الجوارح ولم تستقم أمورها فاحتيج إلى القلب لبقاء الجوارح على صلاحها كما احتيج إلى الإمام لبقاء العالم على صلاحه ولا قوة إلا بالله. وكما يعلم مكان القلب من الجسد بالخبر فكذلك يعلم مكان الحجة الغائب عليه السلام بالخبر وهو ما ورد عن الائمة عليهم السلام من الأخبار في كونه بمكة وخروجه منها في وقت ظهوره ولسنا نعني بالقلب المضغة التي من اللحم لأن بها لا يقع الانتفاع للجوارح وإنما نعني بالقلب اللطيفة التي جعلها الله عز وجل في هذه المضغة لا تدرك بالبصر وإن كشف عن تلك المضغة ولا تلمس ولا تذاق ولا توجد إلا بالعلم بها لحصول التمييز واستقامة التدبير من الجوارح والحجة بتلك اللطيفة على الجوارح قائمة ما وجدت والتكليف لها لازم ما بقيت فإذا عدمت تلك اللطيفة انفسد تدبير الجوارح وسقط التكليف عنها فكما يجوز أن يحتج الله عز وجل بهذه اللطيفة الغائبة عن الحواس على الجوارح فكذلك جائز أن يحتج عز وجل على جميع الخلق بحجة غائب عنهم به يدفع عنهم وبه يرزقهم وبه ينزل عليهم الغيث ولا قوة إلا بالله.
1- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا قالوا حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي وإبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب السراد عن مقاتل بن سليمان بن دوال دوز عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا سيد النبيين ووصيي سيد الوصيين وأوصياؤه سادة الأوصياء إن آدم عليه السلام سأل الله عز وجل أن يجعل له وصيا صالحا فأوحى الله عز وجل إليه أني أكرمت الأنبياء بالنبوة ثم اخترت خلقي فجعلت خيارهم الأوصياء فقال آدم عليه السلام يا رب فاجعل وصيي خير الأوصياء فأوحى الله عز وجل إليه يا آدم أوص إلى شيث وهو هبة الله بن آدم فأوصى آدم إلى شيث وأوصى شيث إلى ابنه شبان وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله عز وجل على آدم من الجنة فزوجها شيثا وأوصى شبان إلى ابنه مجلث وأوصى مجلث إلى محوق وأوصى محوق إلى غثميشا وأوصى غثميشا إلى أخنوخ وهو إدريس النبي عليه السلام وأوصى إدريس إلى ناخور ودفعها ناخور إلى نوح عليه السلام وأوصى نوح إلى سام وأوصى سام إلى عثامر وأوصى عثامر إلى برعيثاشا وأوصى برعيثاشا إلى يافث وأوصى يافث إلى برة وأوصى برة إلى جفيسة وأوصى جفيسة إلى عمران ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل عليه السلام وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل وأوصى إسماعيل إلى إسحاق وأوصى إسحاق إلى يعقوب وأوصى يعقوب إلى يوسف وأوصى يوسف إلى بثرياء وأوصى بثرياء إلى شعيب وأوصى شعيب إلى موسى بن عمران وأوصى موسى إلى يوشع بن نون وأوصى يوشع إلى داود وأوصى داود إلى سليمان وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا وأوصى آصف بن برخيا إلى زكريا ودفعها زكريا إلى عيسى ابن مريم عليها السلام وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر وأوصى منذر إلى سليمة وأوصى سليمة إلى بردة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودفعها إلي بردة وأنا أدفعها إليك يا علي وأنت تدفعها إلى وصيك ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحدا بعد واحد حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك ولتكفرن بك الأمة ولتختلفن عليك اختلافا شديدا الثابت عليك كالمقيم معي والشاذ عنك في النار والنار مثوى للكافرين.
2- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم عليه السلام أن لا يقرب الشجرة فلما بلغ الوقت الذي كان في علم الله تبارك وتعالى أن يأكل منها نسي فأكل منها وهو قول الله تبارك وتعالى (ولَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ ولَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) فلما أكل آدم من الشجرة أهبط إلى الأرض فولد له هابيل وأخته توأما وولد له قابيل وأخته توأما ثم إن آدم أمر هابيل وقابيل أن يقربا قربانا وكان هابيل صاحب غنم وكان قابيل صاحب زرع فقرب هابيل كبشا وقرب قابيل من زرعه ما لم ينق وكان كبش هابيل من أفضل غنمه وكان زرع قابيل غير منقى فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل وهو قول الله عز وجل (واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما ولَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ) وكان القربان إذا قبل تأكله النار فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتا وهو أول من بنى للنار البيوت وقال لأعبدن هذه النار حتى يتقبل قرباني ثم إن عدو الله إبليس قال لقابيل إنه قد تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربانك فإن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك فقتله قابيل فلما رجع إلى آدم عليه السلام قال له يا قابيل أين هابيل فقال ما أدري وما بعثتني له راعيا فانطلق آدم فوجد هابيل مقتولا فقال لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل فبكى آدم على هابيل أربعين ليلة ثم إن آدم عليه السلام سأل ربه عز وجل أن يهب له ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله لأن الله عز وجل وهبه له فأحبه آدم حبا شديدا فلما انقضت نبوة آدم عليه السلام واستكملت أيامه أوحى الله تعالى إليه أن يا آدم إنه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك عند ابنك هبة الله فإني لن أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك إلى يوم القيامة ولن أدع الأرض إلا وفيها عالم يعرف به ديني ويعرف به طاعتي ويكون نجاة لمن يولد فيما بينك وبين نوح وذكر آدم عليه السلام نوحا عليه السلام وقال إن الله تعالى باعث نبيا اسمه نوح وإنه يدعو إلى الله عز وجل فيكذبونه فيقتلهم الله بالطوفان وكان بين آدم وبين نوح عليه السلام عشرة آباء كلهم أنبياء الله وأوصى آدم إلى هبة الله أن من أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه وليصدق به فإنه ينجو من الغرق ثم إن آدم عليه السلام لما مرض المرضة التي قبض فيها أرسل إلى هبة الله فقال له إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملائكة فأقرئه مني السلام وقل له يا جبرئيل إن أبي يستهديك من ثمار الجنة ففعل فقال له جبرئيل يا هبة الله إن أباك قد قبض وما نزلت إلا للصلاة عليه فارجع فرجع فوجد أباه قد قبض فأراه جبرئيل عليه السلام كيف يغسله فغسله حتى إذا بلغ الصلاة عليه قال هبة الله يا جبرئيل تقدم فصل على آدم فقال له جبرئيل عليه السلام يا هبة الله إن الله أمرنا أن نسجد لأبيك في الجنة فليس لنا أن نؤم أحدا من ولده فتقدم هبة الله فصلى على آدم وجبرئيل خلفه وحزب من الملائكة وكبر عليه ثلاثين تكبيرة بأمر جبرئيل فرفع من ذلك خمسا وعشرين تكبيرة والسنة فينا اليوم خمس تكبيرات وقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يكبر على أهل بدر سبعا وتسعا ثم إن هبة الله لما دفن آدم أباه أتاه قابيل فقال له يا هبة الله إني قد رأيت آدم أبي خصك من العلم بما لم أخص به وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه وإنما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون نحن أبناء الذي تقبل قربانه وأنتم أبناء الذي لم يتقبل قربانه فإنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت أخاك هابيل فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة حتى بعث نوح وظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدم فوجدوا نوحا عليه السلام قد بشر به أبوهم آدم فآمنوا به واتبعوه وصدقوه وقد كان آدم وصى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيد لهم فيتعاهدون بعث نوح عليه السلام في زمانه الذي بعث فيه وكذلك جرى في وصية كل نبي حتى بعث الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وإنما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم وهو قول الله عز وجل (ولَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) وكان ما بين آدم ونوح من الأنبياء مستخفين ومستعلنين ولذلك خفي ذكرهم في القرآن فلم يسموا كما سمي من استعلن من الأنبياء وهو قول الله عز وجل (ورُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ ورُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) يعني من لم يسمهم من المستخفين كما سمى المستعلنين من الأنبياء فمكث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد ولكنه قدم على قوم مكذبين للأنبياء الذين كانوا بينه وبين آدم وذلك قوله تبارك وتعالى (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) يعني من كان بينه وبين آدم إلى أن ينتهي إلى قوله (وإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) ثم إن نوحا لما انقضت نبوته واستكملت أيامه أوحى الله عز وجل إليه يا نوح إنه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك عند سام فإني لن أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين بينك وبين آدم ولن أدع الأرض إلا وفيها عالم يعرف به ديني وتعرف به طاعتي ويكون نجاة لمن يولد فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر وليس بعد سام إلا هود فكان ما بين نوح وهود من الأنبياء مستخفين ومستعلنين وقال نوح إن الله تبارك وتعالى باعث نبيا يقال له هود وإنه يدعو قومه إلى الله عز وجل فيكذبونه وإن الله عز وجل مهلكهم بالريح فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فإن الله تبارك وتعالى ينجيه من عذاب الريح وأمر نوح ابنه سام أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة ويكون يوم عيد لهم فيتعاهدون فيه بعث هود وزمانه الذي يخرج فيه فلما بعث الله تبارك وتعالى هودا نظروا فيما عندهم من العلم والإيمان وميراث العلم والاسم الأكبر وآثار علم النبوة فوجدوا هودا نبيا وقد بشرهم به أبوهم نوح فآمنوا به وصدقوه واتبعوه فنجوا من عذاب الريح وهو قول الله عز وجل (وإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً وقوله كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَ لا تَتَّقُونَ) وقال عز وجل (ووَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ وقوله ووَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ ويَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا) لنجعلها في أهل بيته (ونُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ) لنجعلها في أهل بيته فآمن العقب من ذرية الأنبياء من كان من قبل إبراهيم لابراهيم عليه السلام وكان بين هود وإبراهيم من الأنبياء عشرة أنبياء وهو قوله عليه السلام عز وجل (وما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) وقوله (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي) وقول إبراهيم (إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ) وقوله جل وعز (وإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ واتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) فجرى بين كل نبي ونبي عشرة آباء وتسعة آباء وثمانية آباء كلهم أنبياء وجرى لكل نبي ما جرى لنوح وكما جرى لآدم وهود وصالح وشعيب وابراهيم عليه السلام حتى انتهى إلى يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم عليه السلام ثم صارت بعد يوسف في الأسباط إخوته حتى انتهت إلى موسى بن عمران وكان بين يوسف وموسى عليه السلام عشرة من الأنبياء فأرسل الله عز وجل موسى وهارون إلى فرعون وهامان وقارون ثم أرسل الله عز وجل الرسل تترى (كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ) وكانت بنو إسرائيل تقتل في اليوم نبيين وثلاثة وأربعة حتى أنه كان يقتل في اليوم الواحد سبعون نبيا ويقوم سوق قتلهم في آخر النهار فلما أنزلت التوراة على موسى بن عمران عليه السلام تبشر بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وكان بين يوسف وموسى عليه السلام من الأنبياء عشرة وكان وصي موسى بن عمران يوشع بن نون وهو فتاه الذي قال الله تبارك وتعالى في كتابه فلم تزل الانبياء عليهم السلام تبشر بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وذلك قوله (يَجِدُونَهُ) يعني اليهود والنصارى (مَكْتُوباً) يعني صفة محمد واسمه (عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ والْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ) وهو قول الله عز وجل يحكي عن عيسى ابن مريم (ومُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) فبشر موسى وعيسى عليه السلام بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم كما بشرت الأنبياء بعضهم بعضا حتى بلغت محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فلما قضى محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبوته واستكملت أيامه أوحى الله عز وجل إليه أن يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي بن ابي طالب عليه السلام فإني لن أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم وذلك قوله عليه السلام عز وجل (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ ونُوحاً وآلَ إِبْراهِيمَ وآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ واللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) فإن الله تبارك وتعالى لم يجعل العلم جهلا ولم يكل أمره إلى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولكنه أرسل رسولا من ملائكته إلى نبيه فقال له كذا وكذا وأمره بما يحب ونهاه عما ينكر فقص عليه ما قبله وما خلفه بعلم فعلم ذلك العلم أنبياءه وأصفياءه من الآباء والإخوان بالذرية التي بعضها من بعض فذلك قوله عليه السلام عز وجل (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ وآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) فأما الكتاب فالنبوة وأما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء والأصفياء من الصفوة وكل هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض الذين جعل الله عز وجل فيهم النبوة وفيهم العاقبة وحفظ الميثاق حتى تنقضي الدنيا فهم العلماء وولاة الأمر وأهل استنباط العلم والهداة فهذا بيان الفضل في الرسل والأنبياء والحكماء وأئمة الهدى والخلفاء الذين هم ولاة أمر الله وأهل استنباط علم الله وأهل آثار علم الله عز وجل من الذرية التي بعضها من بعض من الصفوة بعد الأنبياء من الآل والإخوان والذرية من بيوتات الأنبياء فمن عمل بعملهم وانتهى إلى أمرهم نجا بنصرهم ومن وضع ولاية الله وأهل استنباط علم الله في غير أهل الصفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر الله عز وجل وجعل الجهال ولاة أمر الله والمتكلفين بغير هدى وزعموا أنهم أهل استنباط علم الله فكذبوا على الله وزاغوا عن وصية الله وطاعته فلم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله تبارك وتعالى فضلوا وأضلوا أتباعهم فلا تكون لهم يوم القيامة حجة إنما الحجة في آل إبراهيم لقول الله عز وجل (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ وآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) فالحجة الأنبياء وأهل بيوتات الأنبياء حتى تقوم الساعة لأن كتاب الله ينطق بذلك ووصية الله جرت بذلك في العقب من البيوت التي رفعها الله تبارك وتعالى على الناس فقال (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) وهي بيوتات الأنبياء والرسل والحكماء وأئمة الهدى فهذا بيان عروة الإيمان التي بها نجا من نجا قبلكم وبها ينجو من اتبع الأئمة وقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه (ونُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ ومِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وسُلَيْمانَ وأَيُّوبَ ويُوسُفَ ومُوسى وهارُونَ وكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وزَكَرِيَّا ويَحْيى وعِيسى وإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وإِسْماعِيلَ والْيَسَعَ ويُونُسَ ولُوطاً وكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ ومِنْ آبائِهِمْ وذُرِّيَّاتِهِمْ وإِخْوانِهِمْ واجْتَبَيْناهُمْ وهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ ولَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ والْحُكْمَ والنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ) فإنه وكل بالفضل من أهل بيته من الآباء والإخوان والذرية وهو قول الله عز وجل في كتابه (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها أمتك فَقَدْ وَكَّلْنا) أهل بيتك بالإيمان الذي أرسلتك به فلا يكفرون بها أبدا ولا أضيع الإيمان الذي أرسلتك به وجعلت أهل بيتك بعدك علما على أمتك وولاة من بعدك وأهل استنباط علمي الذي ليس فيه كذب ولا إثم ولا وزر ولا بطر ولا رياء فهذا تبيان ما بينه الله عز وجل من أمر هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله وسلم إن الله تعالى طهر أهل بيت نبيه وجعل لهم أجر المودة وأجرى لهم الولاية وجعلهم أوصياءه وأحباءه وأئمته بعده في أمته فاعتبروا أيها الناس فيما قلت وتفكروا حيث وضع الله عز وجل ولايته وطاعته ومودته واستنباط علمه وحجته فإياه فتعلموا وبه فاستمسكوا تنجوا وتكون لكم به حجة يوم القيامة والفوز فإنهم صلة ما بينكم وبين ربكم ولا تصل الولاية إلى الله عز وجل إلا بهم فمن فعل ذلك كان حقا على الله عز وجل أن يكرمه ولا يعذبه ومن يأت الله بغير ما أمره كان حقا على الله أن يذله ويعذبه وإن الأنبياء بعثوا خاصة وعامة فأما نوح فإنه أرسل إلى من في الأرض بنبوة عامة ورسالة عامة وأما هود فإنه أرسل إلى عاد بنبوة خاصة وأما صالح فإنه أرسل إلى ثمود وهي قرية واحدة لا تكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيرة وأما شعيب فإنه أرسل إلى مدين وهي لا تكمل أربعين بيتا وأما إبراهيم نبوته بكوثى ربى وهي قرية من قرى السواد فيها بدأ أول أمره ثم هاجر منها وليست بهجرة قتال وذلك قوله عليه السلام عز وجل (إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ) فكانت هجرة إبراهيم بغير قتال وأما إسحاق فكانت نبوته بعد إبراهيم وأما يعقوب فكانت نبوته بأرض كنعان ثم هبط إلى أرض مصر فتوفي بها ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان والرؤيا التي رأى يوسف الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين فكانت نبوته في أرض مصر بدؤها ثم إن الله تبارك وتعالى أرسل الأسباط اثني عشر بعد يوسف ثم موسى وهارون إلى فرعون وملئه إلى مصر وحدها ثم إن الله تبارك وتعالى أرسل يوشع بن نون إلى بني إسرائيل من بعد موسى فنبوته بدؤها في البرية التي تاه فيها بنو إسرائيل ثم كانت أنبياء كثيرون منهم من قصه الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم من لم يقصه على محمد ثم إن الله عز وجل أرسل عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل خاصة فكانت نبوته ببيت المقدس وكان من بعده الحواريون اثنا عشر فلم يزل الإيمان يستسر في بقية أهله منذ رفع الله عز وجل عيسى عليه السلام وأرسل الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وآله وسلم إلى الجن والإنس عامة وكان خاتم الأنبياء وكان من بعده الاثنا عشر الأوصياء منهم من أدركنا ومنهم من سبقنا ومنهم من بقي فهذا أمر النبوة والرسالة فكل نبي أرسل إلى بني إسرائيل خاص أو عام له وصي جرت به السنة وكان الأوصياء الذين بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على سنة أوصياء عيسى عليه السلام وكان أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وسلم على سنة المسيح عليه السلام فهذا تبيان السنة وأمثال الأوصياء بعد الأنبياء عليهم السلام.
3- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الأول يعني موسى بن جعفر عليه السلام قال ما ترك الله عز وجل الأرض بغير إمام قط منذ قبض آدم عليه السلام يهتدي به إلى الله عز وجل وهو الحجة على العباد من تركه ضل ومن لزمه نجا حقا على الله عز وجل. 4- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عمرو بن سعيد المدائني عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى الساباطي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته وهو يقول لم تخل الأرض منذ كانت من حجة عالم يحيي فيها ما يميتون من الحق ثم تلا هذه الآية (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ واللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ). 5- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن محمد بن خالد البرقي عن خلف بن حماد عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله عليه السلام الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق. 6- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين عليه السلامن علي بن أسباط عن سليم مولى طربال عن إسحاق بن عمار قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول إن الأرض لم تخل إلا وفيها عالم كيما إن زاد المسلمون شيئا ردهم إلى الحق وإن نقصوا شيئا تممه لهم. 7- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا هارون بن مسلم عن أبي الحسن الليثي قال حدثني جعفر عن محمد عن آبائه عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إن في كل خلف من أمتي عدلا من أهل بيتي ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وإن أئمتكم قادتكم إلى الله عز وجل فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلاتكم. 8- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد الله بن محمد الحجال عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) قال الأئمة من ولد علي وفاطمة عليها السلام إلى أن تقوم الساعة. 9- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا أحمد بن إسحاق قال دخلت على مولانا أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام فقال يا أحمد ما كان حالكم فيما كان فيه الناس من الشك والارتياب فقلت له يا سيدي لما ورد الكتاب لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق فقال احمد الله على ذلك يا أحمد أ ما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة وأنا ذلك الحجة أو قال أنا الحجة. 10- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا أحمد بن إسحاق قال خرج عن أبي محمد عليه السلام إلى بعض رجاله في عرض كلام له ما مني أحد من آبائي عليه السلام بما منيت به من شك هذه العصابة في فإن كان هذا الأمر أمرا اعتقدتموه ودنتم به إلى وقت ثم ينقطع فللشك موضع وإن كان متصلا ما اتصلت أمور الله عز وجل فما معنى هذا الشك. 11- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر جميعا عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن عبد الله بن بكير عن عمرو بن الأشعث قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول أ ترون الأمر إلينا نضعه حيث نشاء كلا والله إنه لعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى رجل فرجل حتى ينتهى إلى صاحبه. 12- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن علي بن حديد عن علي بن النعمان والحسن بن علي الوشاء جميعا عن الحسن بن أبي حمزة الثمالي عن أبيه قال سمعت أبا جعفر عليه السلام وهو يقول لن تخلو الأرض إلا وفيها رجل منا يعرف الحق فإذا زاد الناس فيه قال قد زادوا وإذا نقصوا منه قال قد نقصوا وإذا جاءوا به صدقهم ولو لم يكن ذلك كذلك لم يعرف الحق من الباطل قال عبد الحميد بن عواض الطائي بالله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من أبي جعفر عليه السلام بالله الذي لا إله إلا هو لسمعته منه. 13- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري قالا حدثنا إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد وفضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال إن عليا عليه السلام عالم هذه الأمة والعلم يتوارث وليس يهلك منا أحد إلا ترك من أهل بيته من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله. 14- وبهذا الإسناد عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله وأبا جعفر عليه السلام يقولان إن العلم الذي أهبط مع آدم لم يرفع والعلم يتوارث وكل شي ء من العلم وآثار الرسل والأنبياء لم يكن من أهل هذا البيت فهو باطل وإن عليا عليه السلام عالم هذه الأمة وإنه لم يمت منا عالم إلا خلف من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله. 15- وبهذا الإسناد عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن الحارث بن المغيرة قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول إن الأرض لا تترك إلا بعالم يعلم الحلال والحرام وما يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس قلت جعلت فداك علم ما ذا قال وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام. 16- وبهذا الإسناد عن علي بن مهزيار عن فضالة عن أبان بن عثمان عن الحسن بن زياد قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام هل تكون الأرض إلا وفيها إمام قال لا تكون إلا وفيها إمام عالم بحلالهم وحرامهم وما يحتاجون إليه. 17- وبهذا الإسناد عن علي بن مهزيار عن فضالة عن أبان بن عثمان عن ابن أبي عمير عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له تكون الأرض بغير إمام قال لا قلت أ فيكون إمامان في وقت واحد قال لا إلا وأحدهما صامت قلت فالإمام يعرف الإمام الذي من بعده قال نعم قال قلت القائم إمام قال نعم إمام بن إمام قد اؤتم به قبل ذلك. 18- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا قالا حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول لم يترك الله جل وعز الأرض بغير عالم يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إليهم بعلم الحلال والحرام قلت جعلت فداك بما ذا يعلم قال بوراثة من رسول الله ومن علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله وسلم. 19- وبهذا الإسناد عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن العلم الذي أنزل مع آدم عليه السلام لم يرفع وما مات منا عالم إلا ورث علمه من بعده إن الأرض لا تبقى بغير عالم. 20- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثه عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن جبرئيل عليه السلام نزل علي بكتاب فيه خبر الملوك ملوك الأرض قبلي وخبر من بعث قبلي من الأنبياء والرسل وهو حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة إليه قال لما ملك أشج بن أشجان وكان يسمى الكيس وكان قد ملك مائتين وستا وستين سنة ففي سنة إحدى وخمسين من ملكه بعث الله عز وجل عيسى ابن مريم عليهما السلام واستودعه النور والعلم والحكمة وجميع علوم الأنبياء قبله وزاده الإنجيل وبعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى كتابه وحكمته وإلى الإيمان بالله ورسوله فأبى أكثرهم إلا طغيانا وكفرا فلما لم يؤمنوا به دعا ربه وعزم عليه فمسخ منهم شياطين ليريهم آية فيعتبروا فلم يزدهم ذلك إلا طغيانا وكفرا فأتى بيت المقدس فمكث يدعوهم ويرغبهم فيما عند الله ثلاثا وثلاثين سنة حتى طلبته اليهود وادعت أنها عذبته ودفنته في الأرض حيا وادعى بعضهم أنهم قتلوه وصلبوه وما كان الله ليجعل لهم سلطانا عليه وإنما شبه لهم وما قدروا على عذابه ودفنه ولا على قتله وصلبه لقوله عليه السلام عز وجل (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ورافِعُكَ إِلَيَّ ومُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) فلم يقدروا على قتله وصلبه لأنهم لو قدروا على ذلك كان تكذيبا لقوله تعالى (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) بعد أن توفاه عليه السلام فلما أراد أن يرفعه أوحى إليه أن يستودع نور الله وحكمته وعلم كتابه شمعون بن حمون الصفا خليفته على المؤمنين ففعل ذلك فلم يزل شمعون يقوم بأمر الله عز وجل ويحتذي بجميع مقال عيسى عليه السلام في قومه من بني إسرائيل ويجاهد الكفار فمن أطاعه وآمن به وبما جاء به كان مؤمنا ومن جحده وعصاه كان كافرا حتى استخلص ربنا تبارك وتعالى وبعث في عباده نبيا من الصالحين وهو يحيى بن زكريا ثم قبض شمعون وملك عند ذلك أردشير بن بابكان أربع عشرة سنة وعشرة أشهر وفي ثماني سنين من ملكه قتلت اليهود يحيى بن زكريا عليه السلام فلما أراد الله عز وجل أن يقبضه أوحى إليه أن يجعل الوصية في ولد شمعون ويأمر الحواريين وأصحاب عيسى بالقيام معه ففعل ذلك وعندها ملك سابور بن أردشير ثلاثين سنة حتى قتله الله وعلم الله ونوره وتفصيل حكمته في ذرية يعقوب بن شمعون ومعه الحواريون من أصحاب عيسى عليه السلام وعند ذلك ملك بخت نصر مائة سنة وسبعا وثمانين سنة وقتل من اليهود سبعين ألف مقاتل على دم يحيى بن زكريا وخرب بيت المقدس وتفرقت اليهود في البلدان وفي سبع وأربعين سنة من ملكه بعث الله عز جل العزير نبيا إلى أهل القرى التي أمات الله عز وجل أهلها ثم بعثهم له وكانوا من قرى شتى فهربوا فرقا من الموت فنزلوا في جوار عزير وكانوا مؤمنين وكان عزير يختلف إليهم ويسمع كلامهم وإيمانهم وأحبهم على ذلك وواخاهم عليه فغاب عنهم يوما واحدا ثم أتاهم فوجدهم صرعى موتى فحزن عليهم (وقالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها) تعجبا منه حيث أصابهم وقد ماتوا أجمعين في يوم واحد فأماته الله عز وجل عند ذلك مائة عام فلبث فيهم مائة سنة ثم بعثه الله وإياهم وكانوا مائة ألف مقاتل ثم قتلهم الله أجمعين لم يفلت منهم أحد على يدي بخت نصر وملك بعده مهرقيه بن بخت نصر ست عشرة سنة وعشرين يوما وأخذ عند ذلك دانيال وحفر له جبا في الأرض وطرح فيه دانيال عليه السلام وأصحابه وشيعته من المؤمنين فألقي عليهم النيران فلما رأى أن النار ليست تقربهم ولا تحرقهم استودعهم الجب وفيه الأسد والسباع وعذبهم بكل لون من العذاب حتى خلصهم الله جل وعز منه وهم الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز فقال جل وعز (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ) فلما أراد الله أن يقبض دانيال أمره أن يستودع نور الله وحكمته مكيخا بن دانيال ففعل وعند ذلك ملك هرمز ثلاثا وستين سنة وثلاثة أشهر وأربعة أيام وملك بعده بهرام ستا وعشرين سنة وولي أمر الله مكيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون وشيعته الصديقون غير أنهم لا يستطيعون أن يظهروا الإيمان في ذلك الزمان ولا أن ينطقوا به وعند ذلك ملك بهرام بن بهرام سبع سنين وفي زمانه انقطعت الرسل فكانت الفترة وولي أمر الله يومئذ مكيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون فلما أراد الله عز وجل أن يقبضه أوحى إليه في منامه أن يستودع نور الله وحكمته ابنه أنشو بن مكيخا وكانت الفترة بين عيسى وبين محمد صلى الله عليه وآله وسلم أربعمائة وثمانين سنة وأولياء الله يومئذ في الأرض ذرية أنشو بن مكيخا يرث ذلك منهم واحد بعد واحد ممن يختاره الجبار عز وجل فعند ذلك ملك سابور بن هرمز اثنتين وسبعين سنة وهو أول من عقد التاج ولبسه وولي أمر الله عز وجل يومئذ أنشو بن مكيخا وملك بعد ذلك أردشير أخو سابور سنتين وفي زمانه بعث الله الفتية أصحاب الكهف والرقيم وولي أمر الله يومئذ في الأرض دسيخا بن أنشو بن مكيخا وعند ذلك ملك سابور بن أردشير خمسين سنة وولي أمر الله يومئذ دسيخا بن أنشو بن مكيخا وملك بعده يزدجرد بن سابور إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر وتسعة عشر يوما وولي أمر الله يومئذ في الأرض دسيخا عليه السلام فلما أراد الله عز وجل أن يقبض دسيخا أوحى إليه في منامه أن يستودع علم الله ونوره وتفصيل حكمته نسطورس بن دسيخا ففعل فعند ذلك ملك بهرام جور ستا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وثمانية عشر يوما وولي أمر الله يومئذ في الأرض نسطورس بن دسيخا وعند ذلك ملك يزدجرد بن بهرام ثماني وعشرين سنة وثلاثة أشهر وثمانية عشر يوما وولي أمر الله يومئذ في الأرض نسطورس بن دسيخا وعند ذلك ملك فيروز بن يزدجرد بن بهرام سبعا وعشرين سنة وولي أمر الله يومئذ نسطورس بن دسيخا وأصحابه المؤمنون فلما أراد الله عز وجل أن يقبضه إليه أوحى إليه في منامه أن يستودع علم الله ونوره وحكمته وكتبه مرعيدا وعند ذلك ملك بلاش بن فيروز أربع سنين وولي أمر الله عز وجل مرعيدا وملك بعده قباد بن فيروز ثلاثا وأربعين سنة وملك بعده جاماسف أخو قباد ستا وأربعين سنة وولي أمر الله يومئذ في الأرض مرعيدا وعند ذلك ملك كسرى بن قباد ستا وأربعين سنة وثمانية أشهر وولي أمر الله يومئذ مرعيدا عليه السلام وأصحابه وشيعته المؤمنون فلما أراد الله عز وجل أن يقبض مرعيدا أوحى إليه في منامه أن يستودع نور الله وحكمته بحيرى الراهب ففعل فعند ذلك ملك هرمز بن كسرى ثماني وثلاثين سنة وولي أمر الله يومئذ بحيرى وأصحابه المؤمنون وشيعته الصديقون وعند ذلك ملك كسرى بن هرمز أبرويز وولي أمر الله يومئذ في الأرض بحيرى حتى إذا طالت المدة وانقطع الوحي واستخف بالنعم واستوجب الغير ودرس الدين وتركت الصلاة واقتربت الساعة وكثرت الفرق وصار الناس في حيرة وظلمة وأديان مختلفة وأمور متشتتة وسبل ملتبسة ومضت تلك القرون كلها فمضى صدر منها على منهاج نبيها عليه السلام وبدل آخرون نعمة الله كفرا وطاعته عدوانا فعند ذلك استخلص الله عز وجل لنبوته ورسالته من الشجرة المشرفة الطيبة والجرثومة المثمرة التي اصطفاها الله جل وعز في سابق علمه ونافذ قوله قبل ابتداء خلقه وجعلها منتهى خيرته وغاية صفوته ومعدن خاصته محمدا صلى الله عليه وآله وسلم اختصه بالنبوة واصطفاه بالرسالة وأظهر بدينه الحق ليفصل بين عباد الله القضاء ويعطي في الحق جزيل العطاء ويحارب أعداء رب الأرض والسماء وجمع عند ذلك ربنا تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم علم الماضين وزاده من عنده القرآن الحكيم بلسان عربي مبين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فيه خبر الماضين وعلم الباقين. 21- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن علي الخزاز عن عمر بن أبان عن الحسين بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال قال يا أبا حمزة إن الأرض لن تخلو إلا وفيها منا عالم إن زاد الناس قال قد زادوا وإن نقصوا قال قد نقصوا ولن يخرج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثله علمه. 22- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري عن يعقوب بن يزيد عن عبد الله الغفاري عن جعفر بن إبراهيم والحسين بن زيد جميعا عن أبي عبد الله عن ابائه عليهم السلام قال قال أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وسلم لا يزال في ولدي مأمون مأمول. 23- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن يعقوب بن يزيد عن صفوان بن يحيى قال سمعت الرضا عليه السلام يقول إن الأرض لا تخلو من أن يكون فيها إمام منا. 24- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري عن أيوب بن نوح عن الربيع بن محمد بن المسلي عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما زالت الأرض إلا ولله تعالى ذكره فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو إلى سبيل الله جل وعز ولا ينقطع الحجة من الأرض إلا أربعين يوما قبل يوم القيامة فإذا رفعت الحجة أغلق باب التوبة ولن ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أن ترفع الحجة أولئك شرار من خلق الله وهم الذين تقوم عليهم القيامة. 25- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثني محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عقبة بن جعفر قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام قد بلغت ما بلغت وليس لك ولد فقال يا عقبة بن جعفر إن صاحب هذا الأمر لا يموت حتى يرى ولده من بعده. 26- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله أجل وأعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عدل. 27- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن النعمان عن فضيل بن عثمان عن أبي عبيدة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك إن سالم بن أبي حفصة يلقاني ويقول لي أ لستم تروون أن من مات وليس له إمام فموتته موتة جاهلية فأقول له بلى فيقول لي قد مضى أبو جعفر فمن إمامكم اليوم فأكره جعلت فداك أن أقول له جعفر فأقول له أئمتي آل محمد فيقول لي ما أراك صنعت شيئا فقال عليه السلام ويح سالم بن أبي حفصة لعنه الله وهل يدري سالم ما منزلة الإمام إن منزلة الإمام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون وإنه لن يهلك منا إمام قط إلا ترك من بعده من يعلم مثل علمه ويسير مثل سيرته ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه وإنه لم يمنع الله عز وجل ما أعطى داود أن أعطى سليمان أفضل منه. 28- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي جعفر عن عثمان بن أسلم عن ذريح عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول والله ما ترك الله عز وجل الأرض قط منذ قبض آدم إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله عز وجل وهو حجة الله على العباد من تركه هلك ومن لزمه نجا حقا على الله عز وجل حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن جعفر بن بشير وصفوان بن يحيى جميعا عن ذريح عن أبي عبد الله عليه السلام مثله سواء. 29- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن العلاء عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله عليه السلام لا تبقى الأرض يوما واحدا بغير إمام منا تفزع إليه الأمة. 30- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن محمد بن الحسين عليه السلامن ابن أبي عمير عن حمزة بن حمران قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول لو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة أو كان الثاني الحجة. 31- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن عبد الرحمن بن سليمان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام عن الحارث بن نوفل قال قال علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أ منا الهداة أم من غيرنا قال بل منا الهداة إلى الله إلى يوم القيامة بنا استنقذهم الله عز وجل من ضلالة الشرك وبنا يستنقذهم من ضلالة الفتنة وبنا يصبحون إخوانا بعد ضلالة الفتنة كما بنا أصبحوا إخوانا بعد ضلالة الشرك وبنا يختم الله كما بنا فتح الله. 32- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عيسى بن عبيد عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن بشير وصفوان بن يحيى جميعا عن المعلى بن عثمان عن المعلى بن خنيس قال سألت ابا عبد الله عليه السلام هل كان الناس إلا وفيهم من قد أمروا بطاعته منذ كان نوح عليه السلام قال لم يزل كذلك ولكن أكثرهم لا يؤمنون. 33- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن جليس له عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت في قول الله عز وجل (كُلُّ شَيْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) قال يا فلان فيهلك كل شي ء ويبقى وجه الله عز وجل والله أعظم من أن يوصف ولكن معناها كل شي ء هالك إلا دينه ونحن الوجه الذي يؤتى الله منه ولن يزال في عباد الله ما كانت له فيهم روبة قلت وما الروبة قال الحاجة فإذا لم يكن له فيهم روبة رفعنا الله فصنع ما أحب. 34- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن عمر بن أبان عن ضريس الكناسي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (كُلُّ شَيْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) قال نحن الوجه الذي يؤتى الله عز وجل منه. 35- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا قالوا حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال حدثنا أبو القاسم الهاشمي قال حدثني عبيد بن نفيس الأنصاري قال أخبرنا الحسن بن سماعة عن جعفر بن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصحيفة من السماء لم ينزل الله تبارك وتعالى من السماء كتابا مثلها قط قبلها ولا بعدها مختوما فيه خواتيم من ذهب فقال له يا محمد هذه وصيتك إلى النجيب من أهلك قال يا جبرئيل ومن النجيب من أهلي قال علي بن أبي طالب مره إذا توفيت أن يفك خاتما منها ويعمل بما فيه فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فك علي عليه السلام خاتما ثم عمل بما فيه ما تعداه ثم دفع الصحيفة إلى الحسن بن علي عليه السلام ففك خاتما وعمل بما فيه ما تعداه ثم دفعها إلى الحسين بن علي عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة لا شهادة لهم إلا معك واشر نفسك لله عز وجل فعمل بما فيه ما تعداه ثم دفعها إلى رجل بعده ففك خاتما فوجد فيه أطرق واصمت والزم منزلك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ثم دفعها إلى رجل بعده ففك خاتما فوجد فيه أن حدث الناس وأفتهم وانشر علم آبائك ولا تخافن أحدا إلا الله فإنك في حرز الله وضمانه وأمر بدفعها فدفعها إلى من بعده ويدفعها من بعده إلى من بعده إلى يوم القيامة. 36- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا الحسن بن علي الزيتوني عن ابن هلال عن خلف بن حماد عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق. 37- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا محمد بن الحسين عليه السلام من يزيد بن إسحاق شعر عن هارون بن حمزة الغنوي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام هل كان الناس إلا وفيهم من قد أمروا بطاعته منذ كان نوح عليه السلام قال لم يزالوا كذلك ولكن أكثرهم لا يؤمنون. 38- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر جميعا عن محمد بن الحسين عليه السلامن محمد بن سنان عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال لو لم يكن في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة ولو ذهب أحدهما بقي الحجة. 39- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن يزيد الكناسي قال قال أبو جعفر عليه السلام ليس تبقى الأرض يا أبا خالد يوما واحدا بغير حجة لله على الناس ولم تبق منذ خلق الله جل وعز آدم عليه السلام وأسكنه الأرض. 40- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن خداش البصري عن أبي عبد الله عليه السلام قال سأله رجل فقال تخلو الأرض ساعة لا يكون فيها إمام قال لا تخلو الأرض من الحق. 41- حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن عبد الله بن أبي يعفور أنه سأل ابا عبد الله عليه السلام هل تترك الأرض بغير إمام قال لا قلت فيكون إمامان قال لا إلا وأحدهما صامت. 42- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسن بن بشار الواسطي قال قال الحسين بن خالد للرضا عليه السلام وأنا حاضر أ تخلو الأرض من إمام فقال لا. 43- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله أجل وأعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عدل. 44- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا العباس بن الفضل المقري قال حدثنا محمد بن علي بن منصور قال حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا خالد عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. 45- حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس قال حدثنا العباس بن الفضل عن أبي زرعة عن كثير بن يحيى أبي مالك عن أبي عوانة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع نزل بغدير خم ثم أمر بدوحات فقم ما تحتهن ثم قال كأني قد دعيت فأجبت إني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي بن ابي طالب عليه السلام فقال من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فقلت لزيد بن أرقم أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال ما كان في الدوحات أحد إلا وقد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه. 46- حدثنا محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز إملاء قال حدثنا بشر بن الوليد قال حدثنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية بن سعيد عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما ذا تخلفوني فيهما. 47- حدثنا محمد بن عمر البغدادي قال حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا صالح بن موسى قال حدثنا عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني قد خلفت فيكم شيئين لم تضلوا بعدي أبدا ما أخذتم بهما وعملتم بما فيهما كتاب الله وسنتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. 48- حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال حدثنا القاسم بن عباد قال حدثنا سويد قال حدثنا عمرو بن صالح عن زكريا عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله جل وعز حبل ممدود وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض. 49- حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري قال حدثنا الحسين بن حميد قال حدثني أخي الحسن بن حميد قال حدثني علي بن ثابت الدهان قال حدثني سعاد وهو ابن سليمان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني امرؤ مقبوض وأوشك أن أدعى فأجيب وقد تركت فيكم الثقلين أحدهما أفضل من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. 50- حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال أخبرنا القشيري عن المغيرة بن محمد بن المهلب قال حدثني أبي عن عبد الله بن داود عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرف بيد الله وعترتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقلت لأبي سعيد من عترته قال أهل بيته عليهم السلام. 51- حدثنا علي بن الفضل البغدادي قال سمعت أبا عمر صاحب أبي العباس ثعلب يقول سمعت أبا العباس ثعلب سئل عن معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم الثقلين لم سميا الثقلين قال لأن التمسك بهما ثقيل. 52- حدثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري قال حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال حدثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن شريك عن ركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله جل وعز وعترتي أهل بيتي ألا وهما الخليفتان من بعدي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض. 53- حدثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري قال حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال حدثنا الحسين بن الحسن الحيري بالكوفة قال حدثنا الحسن بن الحسين العرني عن عمرو بن جميع عن عمرو بن أبي المقدام عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال أتيت جابر بن عبد الله فقلت أخبرنا عن حجة الوداع فذكر حديثا طويلا ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ثم قال اللهم اشهد ثلاثا. 54- حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري قال حدثنا أبو الحاتم المغيرة بن محمد بن المهلب قال حدثنا عبد الغفار بن محمد بن كثير الكلابي الكوفي عن جرير بن عبد الحميد عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض حدثنا الحسن بن عبد الله قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري قال حدثنا الحسين بن حميد قال حدثني أخي الحسن بن حميد قال حدثنا علي بن ثابت الدهان قال حدثنا سعاد وهو ابن سليمان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني امرؤ مقبوض وأوشك أن أدعى فأجيب وقد تركت فيكم الثقلين أحدهما أفضل من الآخر كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض حدثنا الحسن بن عبد الله قال حدثنا القشيري قال حدثنا المغيرة بن محمد قال حدثني أبي قال حدثني عبد الله بن داود عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرف بيد الله وعترتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقلت لأبي سعيد من عترته فقال أهل بيته عليهم السلام. 55- حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال حدثني عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال حدثنا أحمد بن معلى الأدمي قال حدثنا يحيى بن حماد قال حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع نزل غدير خم فأمر بدوحات فقممن ثم قام فقال كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض قال ثم قال إن الله جل وعز مولاي وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة ثم أخذ بيد علي بن ابي طالب عليه السلام فقال من كنت وليه فعلي وليه فقلت لزيد بن أرقم أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ما كان في الدوحات أحد إلا وقد رآه بعينه وسمعه بأذنه. 56- حدثنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد أبو محمد البجلي قال حدثنا محمد بن طريف قال حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كأني قد دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يزالا جميعا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. 57- حدثنا محمد بن عمر قال حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص عن عباد بن يعقوب عن أبي مالك عمرو بن هاشم الجنبي عن عبد الملك عن عطية أنه سمع أبا سعيد يرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا من بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. 58 - حدثنا محمد بن عمر قال حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي التميمي قال حدثني أبي قال حدثني سيدي علي بن موسى بن جعفر بن محمد قال حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي عن أبيه الحسين عليه السلامن أبيه علي صلى الله عليه وآله وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض. 59- حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري قال حدثني عمي أبو عبد الله محمد بن شاذان عن الفضل بن شاذان قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حنش بن المعتمر قال رأيت أبا ذر الغفاري رحمه الله آخذا بحلقة باب الكعبة وهو يقول ألا من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر جندب بن السكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إني خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا وإن مثلهما فيكم كسفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق. 60- حدثنا شريف الدين الصدوق أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زئارة بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله وسلم قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة قال حدثنا الفضل بن شاذان النيسابوري عن عبيد الله بن موسى قال حدثنا شريك عن ركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. 61- حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري رضي الله عنه قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. 62- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة قال حدثنا الفضل بن شاذان قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إني تارك فيكم كتاب الله وأهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. 63- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحججا في أرضه وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا. 64- حدثنا محمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليه السلامن أبيه الحسين بن علي عليه السلام قال سئل أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وسلم عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي من العترة فقال أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حوضه. 65- حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه محمد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن ابي طالب عليه السلام يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب فكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا منك لحمك من لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي وسريرتك من سريرتي وعلانيتك من علانيتي وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي سعد من أطاعك وشقي من عصاك وربح من تولاك وخسر من عاداك وفاز من لزمك وهلك من فارقك مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ومثلكم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة معنى العترة والآل والأهل والذرية والسلالة قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله إن سأل سائل عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقال ما تنكرون أن يكون أبو بكر من العترة وكل بني أمية من العترة أو لا يكون العترة إلا لولد الحسن والحسين فلا يكون علي بن أبي طالب من العترة فقيل له أنكرت ذلك لما جاءت به اللغة ودل عليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم فأما دلالة قوله عليه السلام فإنه قال عترتي أهل بيتي والأهل مأخوذ من أهالة البيت وهم الذين يعمرونه فقيل لكل من عمر البيت أهل كما قيل لمن عمر البيت أهله ولذلك قيل لقريش آل الله لأنهم عمار بيته والآل الأهل قال الله عز وجل في قصة لوط (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وقال إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) فسمى الآل أهلا والآل في اللغة الأهل وإنما أصله أن العرب إذا ما أرادت أن تصغر الأهل قالت أهيل ثم استثقلت الهاء فقالت آل وأسقطت الهاء فصار معنى الآل كل من رجع إلى الرجل من أهله بنسبه. ثم استعير ذلك في الأمة فقيل لمن رجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدينه آل قال الله عز وجل (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) وإنما صح أن الآل في قصة فرعون متبعوه لأن الله عز وجل إنما عذبه على الكفر ولم يعذبه على النسب فلم يجز أن يكون قوله (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ) أهل بيت فرعون فمتى قال قائل آل الرجل فإنما يرجع بهذا القول إلى أهله إلا أن يدل عليه بدلالة الاستعارة كما جعل الله جل وعز بقوله (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ) وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال ما عنى إلا ابنيه وأما الأهل فهم الذرية من ولد الرجل وولد أبيه وجده ودنيه على ما تعورف ولا يقال لولد الجد الأبعد أهل أ لا ترى أن العرب لا تقول للعجم أهلنا وإن كان ابراهيم عليه السلام جدهما ولا تقول من العرب مضر لأياد أهلنا ولا لربيعة ولا تقول قريش لسائر ولد مضر أهلنا ولو جاز أن يكون سائر قريش أهل الرسول عليهم السلام بالنسب لكان ولد مضر وسائر العرب أهله فالأهل أهل بيت الرجل ودنيه فأهل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنو هاشم دون سائر البطون فإذا ثبت أن قوله صلى الله عليه وآله وسلم إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فسأل سائل ما العترة فقد فسرها هو عليه السلام بقوله أهل بيتي وهكذا في اللغة أن العترة شجرة تنبت على باب جحر الضب قال الهذلي فما كنت أخشى أن أقيم خلافهم لستة أبيات كما ينبت العتر قال أبو عبيد في كتاب الأمثال حكاه عن أبي عبيدة العتر والعطر أصل للإنسان ومنه قولهم عادت لعترها لميس أي عادت إلى خلق كانت فارقته. فالعترة في أصل اللغة أهل الرجل وكذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عترتي أهل بيتي فتبين أن العترة الأهل والأهل الولد وغيرهم ولو لم تكن العترة الأهل وكانوا الولد دون سائر أهله لكان قوله عليه السلام إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض لم يدخل علي بن ابي طالب عليه السلام في هذه الشريطة لأنه لم يدخل في العترة فلا يكون علي عليه السلام ممن لا يفارقه الكتاب ولا ممن إن تمسكنا به لن نضل ولا يكون ممن دخل في هذا القول فيكون كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصا دون عام فإن صلح أن يكون خاصا في الولد صلح أن يكون في بعض الولد لأنه ليس في الكلام ما يدل على خصوصية في جنس دون جنس. ومما يدل أن عليا عليه السلام داخل في العترة قوله عليه السلام إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وقد أجمعت الأمة إلا من شذ ممن لا يعد في ذلك بخلاف أن عليا عليه السلام لم يفارق حكم كتاب الله وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يخلف في وقت مضيه أحدا أعلم بكتاب الله منه وقد كان الحسن والحسين عليه السلام ممن خلفهما فهل في الأمة من يقول إنهما كانا أعلم بكتاب الله منه وهل كانا إلا آخذين عنه ومقتديين به ولا يخلو قوله صلى الله عليه وآله وسلم إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا لكل عصر أراد أو لعصر دون عصر فإن كان لكل عصر فالعصر الذي كان علي عليه السلام قائما فيه من كان مخلفا فينا هل كان الحسن والحسين هما المرادين بهذا القول أو علي عليه السلام فإن قال قائل إنه الحسن والحسين عليه السلام أوجب أنهما كانا في وقت مضي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعلم من أبيهما عليهما السلام وخرج من لسان الأمة وإن قال إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أراد بهذا وقتا دون وقت أجاز على نفسه أن يكون أراد بعض العترة دون البعض لأنه ليس الوقت الذي يدعيه خصمنا أحق بما ندعيه فيه من قول غيره ولا بد من أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم عم بقوله التخليف لكل الأعصار والدهور أو خص فإن كان عم فالعصر الذي قام فيه علي بن ابي طالب عليه السلام قد أوجب أن يكون من عترته اللهم إلا أن يقال إنه ظلم إذ كان بحضرته من ولده من هو أعلم منه وهذا لا يقول به مسلم ولا يجيزه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤمن وكان مرادنا بإيراد قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض في هذا الباب إثبات اتصال أمر حجج الله عليهم السلام إلى يوم القيامة وأن القرآن لا يخلو من حجة مقترن إليه من الأئمة الذين هم العترة عليه السلام يعلم حكمه إلى يوم القيامة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وهكذا قوله صلى الله عليه وآله وسلم إن مثلهم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة تصديق لقولنا إن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه ظاهر مشهور أو خاف مغمور لئلا تبطل حجج الله عز وجل وبيناته وقد بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم من العترة المقرونة إلى كتاب الله جل وعز في الخبر الذي حدثنا به أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا الحسن بن علي السكري عن محمد بن زكريا الجوهري عن محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليه السلامن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين وضم بين سبابتيه فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري وقال يا رسول الله من عترتك قال علي والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة وحكى محمد بن بحر الشيباني عن محمد بن عبد الجبار صاحب أبي العباس ثعلب في كتابه الذي سماه كتاب الياقوتة قال حدثني أبو العباس ثعلب قال حدثني ابن الأعرابي قال العترة قطاع المسك الكبار في النافجة وتصغيرها عتيرة والعترة الريقة العذبة وتصغيرها عتيرة والعترة شجرة تنبت على باب وجار الضب وأحسبه أراد وجار الضبع لأن الذي يكون هو للضب مكن وللضبع وجار ثم قال وإذا خرجت الضب من وجارها تمرغت على تلك الشجرة فهي لذلك لا تنمو ولا تكبر والعرب تضرب مثلا للذليل والذلة فتقول أذل من عترة الضب قال وتصغيرها عتيرة والعترة ولد الرجل وذريته من صلبه ولذلك سميت ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم من علي وفاطمة عليها السلام عترة محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال ثعلب فقلت لابن الأعرابي فما معنى قول أبي بكر في السقيفة نحن عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال أراد بلدته وبيضته وعترة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا محالة ولد فاطمة عليها السلام والدليل على ذلك رد أبي بكر وإنفاذ علي عليه السلام بسورة براءة و قوله صلى الله عليه وآله وسلم أمرت أن لا يبلغها عني إلا أنا أو رجل مني فأخذها منه ودفعها إلى من كان منه دونه فلو كان أبو بكر من العترة نسبا دون تفسير ابن الأعرابي أنه أراد البلدة لكان محالا أخذ سورة براءة منه ودفعها إلى علي عليه السلام. وقد قيل إن العترة الصخرة العظيمة يتخذ الضب عندها جحرا يأوي إليه وهذا لقلة هدايته وقد قيل إن العترة أصل الشجرة المقطوعة التي تنبت من أصولها وعروقها والعترة في غير هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا فرعة ولا عتيرة وقال الأصمعي كان الرجل في الجاهلية ينذر نذرا على شائه إذا بلغت غنمه مائة أن يذبح رجبيته وعتائره فكان الرجل ربما بخل بشائه فيصيد الظباء ويذبحها عن غنمه عند آلهتهم ليوفي بها نذره وأنشد الحارث بن حلزة اليشكري بيتا عنتا باطلا وظلما كما تعتر عن حجرة الربيض الظباء يعني يأخذونها بذنب غيرها كما تذبح أولئك الظباء عن غنمهم وقال الأصمعي والعترة الريح والعترة أيضا شجرة كثيرة اللبن صغيرة تكون نحو تهامة ويقال العتر الذكر عتر يعتر عترا إذا نعظ وقال الرياشي سألت الأصمعي عن العترة فقال هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا. قال محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب والعترة علي بن أبي طالب وذريته من فاطمة وسلالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم الذين نص الله تبارك وتعالى عليهم بالإمامة على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وهم اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي صلى الله عليه وآله وسلم على جميع ما ذهبت إليه العرب في معنى العترة وذلك أن الائمة عليهم السلام من بين جميع بني هاشم ومن بين جميع ولد أبي طالب كقطاع المسك الكبار في النافجة وعلومهم العذبة عند أهل الحكمة والعقل وهم الشجرة التي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصلها وامير المؤمنين عليه السلام فرعها والأئمة من ولده أغصانها وشيعتهم ورقها وعلومهم ثمرها وهم عليهم السلام أصول الإسلام على معنى البلدة والبيضة.
وهم عليهم السلام الهداة على معنى الصخرة العظيمة التي يتخذ الضب عندها جحرا فيأوي إليه لقلة هدايته وهم أصل الشجرة المقطوعة لأنهم وتروا وظلموا وجفوا وقطعوا ولم يواصلوا فنبتوا من أصولهم وعروقهم لا يضرهم قطع من قطعهم ولا إدبار من أدبر عنهم إذ كانوا من قبل الله منصوصا عليهم على لسان نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومن معنى العترة هم المظلومون المأخوذون بما لم يجترموه ويذنبوه ومنافعهم كثيرة وهم عليهم السلام ينابيع العلم على معنى الشجرة الكثيرة اللبن وهم عليهم السلام ذكرانا غير إناث على معنى قول من قال إن العترة هو الذكر وهم عليهم السلام جند الله جل وعز وحزبه على معنى قول الأصمعي إن العترة الريح قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم الريح جند الله الأكبر في حديث مشهور عنه والريح عذاب على قوم ورحمة لآخرين وهم عليهم السلام كذلك كالقرآن المقرون إليهم بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي قال الله عز وجل (ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ولا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) وقال عز وجل (وإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وماتُوا وهُمْ كافِرُونَ) وهم عليهم السلام أصحاب المشاهد المتفرقة والبيوت النازحة على معنى الذي ذهب إليه من قال إن العترة هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا وبركاتهم عليهم السلام منبثة في المشرق والمغرب. وأما الذرية فقد قال أبو عبيدة تأويل الذريات عندنا إذا كانت بالألف الأعقاب والنسل وأما الذي في القرآن (والَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) قرأها علي عليه السلام وحده بهذا المعنى والآية التي في يس (وآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ) وقوله عليه السلام عز وجل (كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) فيه لغتان ذرية وذرية مثل علية وعلية وكانت قراءته بالضم وقرأها أبو عمرو وهي قراءة أهل المدينة إلا ما ورد عن زيد بن ثابت أنه قرأ (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) بالكسر وقال مجاهد في قوله (إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ) أنهم أولاد الذين أرسل إليهم موسى ومات آباؤهم فقال الفراء إنما سموا ذرية لأن آباءهم من القبط وأمهاتهم من بني إسرائيل قال وذلك كما قيل لأولاد أهل فارس الذين سقطوا إلى اليمن الأبناء لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم قال أبو عبيدة يريد الفراء أنهم يسمون ذرية وهم رجال مذكورون لهذا المعنى وذرية الرجل كأنهم النش ء الذين خرجوا منه وهو من ذروت أو ذريت وليس بمهموز وقال أبو عبيدة وأصله مهموز ولكن العرب تركت الهمزة فيه وهو في مذهبه من ذرأ الله الخلق كما قال الله جل ثناؤه (ولَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ والْإِنْسِ) وذرأهم أي أنشأهم وخلقهم وقوله عليه السلام عز وجل (يَذْرَؤُكُمْ) أي يخلقكم فكان ذرية الرجل هم خلق الله عز وجل منه ومن نسله ومن إنشاء الله عز وجل من صلبه. ومعنى السلالة الصفوة من كل شي ء يقال سلالة وسليل وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم اللهم اسق عبد الرحمن من سليل الجنة ويقال السليل هو صافي شرابها وإنما قيل له سليل لأنه سل حتى خلص وهو فعيل بمعنى المفعول قالوا في تفسير قول الله عز وجل (ولَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) يعني أنه من صفوة طين الأرض والسلالة النتاج سل من أمه أي نتج وقالت هند بنت أسماء وكانت تحت الحجاج بن يوسف الثقفي وهل هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تجللها بغل فإن نتجت مهرا كريما فبالحري وإن يك أقرافا فما فعل الفحل وروي فما جنى الفحل والسليل المنتوج والسليلة المنتوجة كأنه يريد النتاج الخالص الصافي. وقيل للحسن والحسين والأئمة من بعدهما صلوات الله عليهم أجمعين سلالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم الصفوة من ولده عليه السلام وهذا معنى العترة والذرية والسلالة في لغة العرب ونسأل الله التوفيق للصواب في جميع الأمور برحمته. 23- باب نص الله تبارك وتعالى على القائم عليه السلام وأنه الثاني عشر من الأئمة عليهم السلام. 1- حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الأدمي الرازي قال حدثنا محمد بن آدم الشيباني عن أبيه آدم بن أبي إياس قال حدثنا المبارك بن فضالة عن وهب بن منبه رفعه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما عرج بي إلى ربي جل جلاله أتاني النداء يا محمد قلت لبيك رب العظمة لبيك فأوحى الله تعالى إلي يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى قلت إلهي لا علم لي فقال يا محمد هلا اتخذت من الآدميين وزيرا وأخا ووصيا من بعدك فقلت إلهي ومن أتخذ تخير لي أنت يا إلهي فأوحى الله إلي يا محمد قد اخترت لك من الآدميين علي بن أبي طالب فقلت إلهي ابن عمي فأوحى الله إلي يا محمد إن عليا وارثك ووارث العلم من بعدك وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة وصاحب حوضك يسقي من ورد عليه من مؤمني أمتك ثم أوحى الله عز وجل إلي يا محمد إني قد أقسمت على نفسي قسما حقا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك ولأهل بيتك وذريتك الطيبين الطاهرين حقا أقول يا محمد لأدخلن جميع أمتك الجنة إلا من أبى من خلقي فقلت إلهي هل واحد يأبى من دخول الجنة فأوحى الله عز وجل إلى بلى فقلت وكيف يأبى فأوحى الله إلي يا محمد اخترتك من خلقي واخترت لك وصيا من بعدك وجعلته منك بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدك وألقيت محبته في قلبك وجعلته أبا لولدك فحقه بعدك على أمتك كحقك عليهم في حياتك فمن جحد حقه فقد جحد حقك ومن أبى أن يواليه فقد أبى أن يواليك ومن أبى أن يواليك فقد أبى أن يدخل الجنة فخررت لله عز وجل ساجدا شكرا لما أنعم علي فإذا مناديا ينادي ارفع يا محمد رأسك وسلني أعطك فقلت إلهي اجمع أمتي من بعدي على ولاية علي بن أبي طالب ليردوا جميعا على حوضي يوم القيامة فأوحى الله تعالى إلي يا محمد إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم وقضائي ماض فيهم لأهلك به من أشاء وأهدي به من أشاء وقد آتيته علمك من بعدك وجعلته وزيرك وخليفتك من بعدك على أهلك وأمتك عزيمة مني لأدخل الجنة من أحبه ولا أدخل الجنة من أبغضه وعاداه وأنكر ولايته بعدك فمن أبغضه أبغضك ومن أبغضك أبغضني ومن عاداه فقد عاداك ومن عاداك فقد عاداني ومن أحبه فقد أحبك ومن أحبك فقد أحبني وقد جعلت له هذه الفضيلة وأعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا كلهم من ذريتك من البكر البتول وآخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى ابن مريم يملأ الأرض عدلا كما ملئت منهم ظلما وجورا أنجي به من الهلكة وأهدي به من الضلالة وأبرئ به من العمى وأشفي به المريض فقلت إلهي وسيدي متى يكون ذلك فأوحى الله جل وعز يكون ذلك إذا رفع العلم وظهر الجهل وكثر القراء وقل العمل وكثر القتل وقل الفقهاء الهادون وكثر فقهاء الضلالة والخونة وكثر الشعراء واتخذ أمتك قبورهم مساجد وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وكثر الجور والفساد وظهر المنكر وأمر أمتك به ونهوا عن المعروف واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وصارت الأمراء كفرة وأولياؤهم فجرة وأعوانهم ظلمة وذوي الرأي منهم فسقة وعند ذلك ثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وخراب البصرة على يد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج وخروج رجل من ولد الحسين بن علي وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان وظهور السفياني فقلت إلهي ومتى يكون بعدي من الفتن فأوحى الله إلي وأخبرني ببلاء بني أمية وفتنة ولد عمي وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة فأوصيت بذلك ابن عمي حين هبطت إلى الأرض وأديت الرسالة ولله الحمد على ذلك كما حمده النبيون وكما حمده كل شي ء قبلي وما هو خالقه إلى يوم القيامة. 2- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن همام قال حدثنا أحمد بن مابنداذ قال حدثنا أحمد بن هلال عن محمد بن أبي عمير عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن ابائه عليهم السلام عن امير المؤمنين عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أسري بي إلى السماء أوحى إلي ربي جل جلاله فقال يا محمد إني اطلعت على الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا وشققت لك من اسمي اسما فأنا المحمود وأنت محمد ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك وشققت له اسما من أسمائي فأنا العلي الأعلى وهو علي وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقربين يا محمد لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم فما أسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي يا محمد تحب أن تراهم قلت نعم يا رب فقال عز وجل ارفع رأسك فرفعت رأسي وإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي وم ح م د بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري قلت يا رب ومن هؤلاء قال هؤلاء الأئمة وهذا القائم الذي يحلل حلالي ويحرم حرامي وبه أنتقم من أعدائي وهو راحة لأوليائي وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما فلفتنة الناس يومئذ بهما أشد من فتنة العجل والسامري. 3- حدثنا غير واحد من أصحابنا قالوا حدثنا محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك الفرازي قال حدثني الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحارث قال حدثني المفضل بن عمر عن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفي قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول لما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) قلت يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك فقال عليه السلام هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن والحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فأقرئه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان قال جابر فقلت له يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته فقال عليه السلام إي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علمه فاكتمه إلا عن أهله قال جابر بن يزيد فدخل جابر بن عبد الله الأنصاري على علي بن الحسين عليه السلام فبينما هو يحدثه إذ خرج محمد بن علي الباقر عليه السلام من عند نسائه وعلى رأسه ذؤابة وهو غلام فلما بصر به جابر ارتعدت فرائصه وقامت كل شعرة على بدنه ونظر إليه مليا ثم قال له يا غلام أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال جابر شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورب الكعبة ثم قام فدنا منه فقال له ما اسمك يا غلام فقال محمد قال ابن من قال ابن علي بن الحسين قال يا بني فدتك نفسي فأنت إذا الباقر فقال نعم ثم قال فأبلغني ما حملك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال جابر يا مولاي إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشرني بالبقاء إلى أن ألقاك وقال لي إذا لقيته فأقرئه مني السلام فرسول الله يا مولاي يقرأ عليك السلام فقال أبو جعفر عليه السلام يا جابر على رسول الله السلام ما قامت السماوات والأرض وعليك يا جابر كما بلغت السلام فكان جابر بعد ذلك يختلف إليه ويتعلم منه فسأله محمد بن علي عليه السلام عن شي ء فقال له جابر والله ما دخلت في نهي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد أخبرني أنكم أئمة الهداة من أهل بيته من بعده أحلم الناس صغارا وأعلم الناس كبارا وقال لا تعلموهم فهم أعلم منكم فقال أبو جعفر عليه السلام صدق جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني لأعلم منك بما سألتك عنه ولقد أوتيت الحكم صبيا كل ذلك بفضل الله علينا ورحمته لنا أهل البيت. 4- حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال حدثنا محمد بن علي بن أحمد الهمداني قال حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري قال حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي عن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن ابي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني قال علي عليه السلام فقلت يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل فقال عليه السلام يا علي إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك فإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا يا علي لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض وكيف لا يكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى التوحيد ومعرفة ربنا عز وجل وتسبيحه وتقديسه وتهليله لأن أول ما خلق الله عز وجل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمورنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله وأنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا لا إله إلا الله فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا الله لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال وأنه عظيم المحل فلما شاهدوا ما جعل الله لنا من العزة والقوة قلنا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوة إلا بالله فقالت الملائكة لا حول ولا قوة إلا بالله فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق الله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه فقالت الملائكة الحمد لله فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله تعالى وتسبيحه وتهليله وتحميده ثم إن الله تعالى خلق ادم عليه السلام وأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما وكان سجودهم لله عز وجل عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون وأنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرئيل مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى ثم قال تقدم يا محمد فقلت يا جبرئيل أتقدم عليك فقال نعم لأن الله تبارك وتعالى اسمه فضل أنبياءه على ملائكته أجمعين وفضلك خاصة فتقدمت وصليت بهم ولا فخر فلما انتهينا إلى حجب النور قال لي جبرئيل عليه السلام تقدم يا محمد وتخلف عني فقلت يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني فقال يا محمد إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه الله عز وجل لي في هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله فزخ بي زخة في النور حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله عز وجل من ملكوته فنوديت يا محمد فقلت لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت فنوديت يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فاعبد وعلي فتوكل فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي في بريتي لمن تبعك خلقت جنتي ولمن خالفك خلقت ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي ولشيعتك أوجبت ثوابي فقلت يا رب ومن أوصيائي فنوديت يا محمد أن أوصياءك المكتوبون على ساق العرش فنظرت وأنا بين يدي ربي إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كل نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم كل وصي من أوصيائي أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي فقلت يا رب أ هؤلاء أوصيائي من بعدي فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ولأعلين بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها ولأسخرن له الرياح ولأذللن له الرقاب الصعاب ولأرقينه في الأسباب ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة والحمد لله رب العالمين والصلاة على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما. 1- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثني عمي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الصيرفي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا ومن جادل في آيات الله فقد كفر قال الله عز وجل (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) ومن فسر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب ومن أفتى الناس بغير علم فلعنته ملائكة السماوات والأرض وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة سبيلها إلى النار قال عبد الرحمن بن سمرة فقلت يا رسول الله أرشدني إلى النجاة فقال يا ابن سمرة إذا اختلفت الأهواء وتفرقت الآراء فعليك بعلي بن أبي طالب فإنه إمام أمتي وخليفتي عليهم من بعدي وهو الفاروق الذي يميز به بين الحق والباطل من سأله أجابه ومن استرشده أرشده ومن طلب الحق عنده وجده ومن التمس الهدى لديه صادفه ومن لجأ إليه أمنه ومن استمسك به نجاه ومن اقتدى به هداه يا ابن سمرة سلم منكم من سلم له ووالاه وهلك من رد عليه وعاداه يا ابن سمرة إن عليا مني روحه من روحي وطينته من طينتي وهو أخي وأنا أخوه وهو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وإن منه إمامي أمتي وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائم أمتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. 2- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن الحسن بن علي بن سالم عن أبيه عن أبي حمزة عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني منها فجعلني نبيا ثم اطلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما ثم أمرني أن أتخذه أخا ووليا ووصيا وخليفة ووزيرا فعلي مني وأنا من علي وهو زوج ابنتي وأبو سبطي الحسن والحسين ألا وإن الله تبارك وتعالى جعلني وإياهم حججا على عباده وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري ويحفظون وصيتي التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أمتي أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة فيعلن أمر الله ويظهر دين الله جل وعز يؤيد بنصر الله وينصر بملائكة الله فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. 3- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن ابائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثني جبرئيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال من علم أن لا إله إلا أنا وحدي وأن محمدا عبدي ورسولي وأن علي بن أبي طالب خليفتي وأن الأئمة من ولده حججي أدخله الجنة برحمتي ونجيته من النار بعفوي وأبحت له جواري وأوجبت له كرامتي وأتممت عليه نعمتي وجعلته من خاصتي وخالصتي إن ناداني لبيته وإن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته وإن سكت ابتدأته وإن أساء رحمته وإن فر مني دعوته وإن رجع إلي قبلته وإن قرع بابي فتحته ومن لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي أو شهد بذلك ولم يشهد أن محمدا عبدي ورسولي أو شهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي أو شهد بذلك ولم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي وصغر عظمتي وكفر بآياتي وكتبي إن قصدني حجبته وإن سألني حرمته وإن ناداني لم أسمع نداءه وإن دعاني لم أستجب دعاءه وإن رجاني خيبته وذلك جزاؤه مني وما أنا بظلام للعبيد فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال يا رسول الله ومن الأئمة من ولد علي بن أبي طالب قال الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ثم الباقر محمد بن علي وستدركه يا جابر فإذا أدركته فأقرئه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم الكاظم موسى بن جعفر ثم الرضا عليه السلام لي بن موسى ثم التقي محمد بن علي ثم النقي علي بن محمد ثم الزكي الحسن بن علي ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني بهم يمسك الله عز وجل السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وبهم يحفظ الله الأرض أن تميد بأهلها. 4- حدثنا علي بن أحمد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران عن عمه الحسين بن يزيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن يحيى بن أبي القاسم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي المقر بهم مؤمن والمنكر لهم كافر. 5- حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه محمد بن خالد عن محمد بن داود عن محمد بن الجارود العبدي عن الأصبغ بن نباتة قال خرج علينا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ذات يوم ويده في يد ابنه الحسن عليه السلام وهو يقول خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ويدي في يده هكذا وهو يقول خير الخلق بعدي وسيدهم أخي هذا وهو إمام كل مسلم ومولى كل مؤمن بعد وفاتي ألا وإني أقول خير الخلق بعدي وسيدهم ابني هذا وهو إمام كل مؤمن ومولى كل مؤمن بعد وفاتي ألا وإنه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخير الخلق وسيدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه المقتول في أرض كربلاء أما إنه وأصحابه من سادة الشهداء يوم القيامة ومن بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء الله في أرضه وحججه على عباده وأمناؤه على وحيه وأئمة المسلمين وقادة المؤمنين وسادة المتقين تاسعهم القائم الذي يملأ الله عز وجل به الأرض نورا بعد ظلمتها وعدلا بعد جورها وعلما بعد جهلها والذي بعث أخي محمدا بالنبوة واختصني بالإمامة لقد نزل بذلك الوحي من السماء على لسان الروح الأمين جبرئيل ولقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا عنده عن الأئمة بعده فقال للسائل والسماء ذات البروج إن عددهم بعدد البروج ورب الليالي والأيام والشهور إن عددهم كعدد الشهور فقال السائل فمن هم يا رسول الله فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على رأسي فقال أولهم هذا وآخرهم المهدي من والاهم فقد والاني ومن عاداهم فقد عاداني ومن أحبهم فقد أحبني ومن أبغضهم فقد أبغضني ومن أنكرهم فقد أنكرني ومن عرفهم فقد عرفني بهم يحفظ الله عز وجل دينه وبهم يعمر بلاده وبهم يرزق عباده وبهم نزل القطر من السماء وبهم يخرج بركات الأرض هؤلاء أصفيائي وخلفائي وأئمة المسلمين وموالي المؤمنين. 6- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن علي بن موسى الرضا عليه السلام ن أبيه عن ابائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أحب أن يتمسك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب وليعاد عدوه وليوال وليه فإنه وصيي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي وهو إمام كل مسلم وأمير كل مؤمن بعدي قوله قولي وأمره أمري ونهيه نهيي وتابعه تابعي وناصره ناصري وخاذله خاذلي ثم قال عليه السلام من فارق عليا بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة ومن خالف عليا حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار وبئس المصير ومن خذل عليا خذله الله يوم يعرض عليه ومن نصر عليا نصره الله يوم يلقاه ولقنه حجته عند المساءلة ثم قال عليه السلام الحسن والحسين إماما أمتي بعد أبيهما وسيدا شباب أهل الجنة وأمهما سيده نساء العالمين وأبوهما سيد الوصيين ومن ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم والمضيعين لحرمتهم بعدي وكفى بالله وليا وناصرا لعترتي وأئمة أمتي ومنتقما من الجاحدين لحقهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. 7- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام ن أبيه عن ابائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا سيد من خلق الله عز وجل وأنا خير من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش وجميع ملائكة الله المقربين وأنبياء الله المرسلين وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف وأنا وعلي أبوا هذه الأمة من عرفنا فقد عرف الله عز وجل ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل ومن علي سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين ومن ولد الحسين تسعة أئمة طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي تاسعهم قائمهم ومهديهم. 8- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن هشام قال حدثنا علي بن الحسن السائح قال سمعت الحسن بن علي العسكري يقول حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن ابي طالب عليه السلام يا علي لا يحبك إلا من طابت ولادته ولا يبغضك إلا من خبثت ولادته ولا يواليك إلا مؤمن ولا يعاديك إلا كافر فقام إليه عبد الله بن مسعود فقال يا رسول الله قد عرفنا علامة خبيث الولادة والكافر في حياتك ببغض علي وعداوته فما علامة خبيث الولادة والكافر بعدك إذا أظهر الإسلام بلسانه وأخفى مكنون سريرته فقال عليه السلام يا ابن مسعود علي بن أبي طالب إمامكم بعدي وخليفتي عليكم فإذا مضى فابني الحسن إمامكم بعده وخليفتي عليكم فإذا مضى فابني الحسين إمامكم بعده وخليفتي عليكم ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد أئمتكم وخلفائي عليكم تاسعهم قائم أمتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما لا يحبهم إلا من طابت ولادته ولا يبغضهم إلا من خبثت ولادته ولا يواليهم إلا مؤمن ولا يعاديهم إلا كافر من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني ومن أنكرني فقد أنكر الله عز وجل ومن جحد واحدا منهم فقد جحدني ومن جحدني فقد جحد الله عز وجل لأن طاعتهم طاعتي وطاعتي طاعة الله ومعصيتهم معصيتي ومعصيتي معصية الله عز وجل يا ابن مسعود إياك أن تجد في نفسك حرجا مما أقضي فتكفر فو عزة ربي ما أنا متكلف ولا ناطق عن الهوى في علي والأئمة من ولده ثم قال عليه السلام وهو رافع يديه إلى السماء اللهم وال من والى خلفائي وأئمة أمتي بعدي وعاد من عاداهم وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم ولا تخل الأرض من قائم منهم بحجتك ظاهرا أو خافيا مغمورا لئلا يبطل دينك وحجتك وبرهانك وبيناتك ثم قال عليه السلام يا ابن مسعود قد جمعت لكم في مقامي هذا ما إن فارقتموه هلكتم وإن تمسكتم به نجوتم والسلام على من اتبع الهدى. 9- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عن أبان بن تغلب عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإذا الحسين بن علي على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ويقول أنت سيد ابن سيد أنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة أنت حجة الله ابن حجته وأبو حجج تسع من صلبك تاسعهم قائمهم. 10- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي قال سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول كنت جالسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضته التي قبض فيها فدخلت فاطمة عليها السلام فلما رأت ما بأبيها من الضعف بكت حتى جرت دموعها على خديها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يبكيك يا فاطمة قالت يا رسول الله أخشى على نفسي وولدي الضيعة بعدك فاغرورقت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالبكاء ثم قال يا فاطمة أ ما علمت أنا أهل بيت اختار الله عز وجل لنا الآخرة على الدنيا وأنه حتم الفناء على جميع خلقه وأن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني من خلقه فجعلني نبيا ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة ثانية فاختار منها زوجك وأوحى إلي أن أزوجك إياه وأتخذه وليا ووزيرا وأن أجعله خليفتي في أمتي فأبوك خير أنبياء الله ورسله وبعلك خير الأوصياء وأنت أول من يلحق بي من أهلي ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة ثالثة فاختارك وولديك فأنت سيدة نساء أهل الجنة وابناك حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبناء بعلك أوصيائي إلى يوم القيامة كلهم هادون مهديون وأول الأوصياء بعدي أخي علي ثم حسن ثم حسين ثم تسعة من ولد الحسين في درجتي وليس في الجنة درجة أقرب إلى الله من درجتي ودرجة أبي إبراهيم أ ما تعلمين يا بنية أن من كرامة الله إياك أن زوجك خير أمتي وخير أهل بيتي أقدمهم سلما وأعظمهم حلما وأكثرهم علما فاستبشرت فاطمة عليها السلام وفرحت بما قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال يا بنية إن لبعلك مناقب إيمانه بالله ورسوله قبل كل أحد فلم يسبقه إلى ذلك أحد من أمتي وعلمه بكتاب الله عز وجل وسنتي وليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي غير علي عليه السلام وإن الله جل وعز علمني علما لا يعلمه غيري وعلم ملائكته ورسله علما فكلما علمه ملائكته ورسله فأنا أعلمه وأمرني الله أن أعلمه إياه ففعلت فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي وفهمي وحكمتي غيره وإنك يا بنية زوجته وابناه سبطاي حسن وحسين وهما سبطا أمتي وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فإن الله جل وعز آتاه الحكمة وفصل الخطاب يا بنية إنا أهل بيت أعطانا الله عز وجل ست خصال لم يعطها أحدا من الأولين كان قبلكم ولم يعطها أحدا من الآخرين غيرنا نبينا سيد الأنبياء والمرسلين وهو أبوك ووصينا سيد الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة بن عبد المطلب عم أبيك قالت يا رسول الله هو بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليه السلامن أبيه سيد الشهداء الذين قتلوا معه قال لا بل سيد شهداء الأولين والآخرين ما خلا الأنبياء والأوصياء وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة مع الملائكة وابناك حسن وحسين سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة ومنا والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما قالت وأي هؤلاء الذين سميتهم أفضل قال علي بعدي أفضل أمتي وحمزة وجعفر أفضل أهل بيتي بعد علي وبعدك وبعد ابني وسبطي حسن وحسين وبعد الأوصياء من ولد ابني هذا وأشار إلى الحسين منهم المهدي إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ثم نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليها وإلى بعلها وإلى ابنيها فقال يا سلمان أشهد الله أني سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم أما إنهم معي في الجنة ثم أقبل على علي عليه السلام فقال يا أخي أنت ستبقى بعدي وستلقى من قريش شدة من تظاهرهم عليك وظلمهم لك فإن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك وإن لم تجد أعوانا فاصبر وكف يدك ولا تلق بها إلى التهلكة فإنك مني بمنزلة هارون من موسى ولك بهارون أسوة حسنة إذا استضعفه قومه وكادوا يقتلونه فاصبر لظلم قريش إياك وتظاهرهم عليك فإنك بمنزلة هارون ومن تبعه وهم بمنزلة العجل ومن تبعه يا علي إن الله تبارك وتعالى قد قضى الفرقة والاختلاف على هذه الأمة ولو شاء الله لجمعهم على الهدى حتى لا يختلف اثنان من هذه الأمة ولا ينازع في شي ء من أمره ولا يجحد المفضول لذي الفضل فضله ولو شاء لعجل النقمة وكان منه التغيير حتى يكذب الظالم ويعلم الحق أين مصيره ولكنه جعل الدنيا دار الأعمال وجعل الآخرة دار القرار ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى فقال علي عليه السلام الحمد لله شكرا على نعمائه وصبرا على بلائه. 11- حدثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام قال حدثنا محمد بن الفضل النحوي قال حدثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي قال حدثنا علي بن عاصم عن محمد بن علي بن موسى عن أبيه علي بن موسى الحسين بن علي عليهما السلام قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده أبي بن كعب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرحبا بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والأرض فقال له أبي وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك فقال له يا أبي والذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض فإنه مكتوب عن يمين العرش مصباح هاد وسفينة نجاة وإمام غير وهن وعز وفخر وبحر علم وذخر فلم لا يكون كذلك وإن الله عز وجل ركب في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام أو يجري ماء في الأصلاب أو يكون ليل ونهار ولقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره الله عز وجل معه وكان شفيعه في آخرته وفرج الله عنه كربه وقضى بها دينه ويسر أمره وأوضح سبيله وقواه على عدوه ولم يهتك ستره فقال أبي وما هذه الدعوات يا رسول الله قال تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد اللهم إني أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكان سماواتك وأرضك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من عسري يسرا فإن الله عز وجل يسهل أمرك ويشرح لك صدرك ويلقنك شهادة أن لا إله إلا الله عند خروج نفسك قال له أبي يا رسول الله فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين قال مثل هذه النطفة كمثل القمر وهي نطفة تبيين وبيان يكون من اتبعه رشيدا ومن ضل عنه غويا قال فما اسمه وما دعاؤه قال اسمه علي ودعاؤه يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم ويا فارج الهم ويا باعث الرسل ويا صادق الوعد من دعا بهذا الدعاء حشره الله عز وجل مع علي بن الحسين وكان قائده إلى الجنة قال له أبي يا رسول الله فهل له من خلف أو وصي قال نعم له مواريث السماوات والأرض قال فما معنى مواريث السماوات والأرض يا رسول الله قال القضاء بالحق والحكم بالديانة وتأويل الأحلام وبيان ما يكون قال فما اسمه قال اسمه محمد وإن الملائكة لتستأنس به في السماوات ويقول في دعائه اللهم إن كان لي عندك رضوان وود فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي وطيب ما في صلبي فركب الله في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية فأخبرني جبرئيل عليه السلام أن الله عز وجل طيب هذه النطفة وسماها عنده جعفرا وجعله هاديا مهديا وراضيا مرضيا يدعو ربه فيقول في دعائه يا ديان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء ولهم عندك رضاء فاغفر ذنوبهم ويسر أمورهم واقض ديونهم واستر عوراتهم وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم يا من لا يخاف الضيم ولا تأخذه سنة ولا نوم اجعل لي من كل هم وغم فرجا ومن دعا بهذا الدعاء حشره الله عنده أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنة يا أبي وإن الله تبارك وتعالى ركب على هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيبة أنزل عليها الرحمة وسماها عنده موسى وجعله إماما قال له أبي يا رسول الله كلهم يتواصفون ويتناسلون ويتوارثون ويصف بعضهم بعضا قال وصفهم لي جبرئيل عليه السلام عن رب العالمين جل جلاله فقال فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه قال نعم يقول في دعائه يا خالق الخلق ويا باسط الرزق ويا فالق الحب والنوى ويا بارئ النسم ومحيي الموتى ومميت الأحياء ويا دائم الثبات ومخرج النبات افعل بي ما أنت أهله من دعا بهذا الدعاء قضى الله عز وجل حوائجه وحشره يوم القيامة مع موسى بن جعفر وإن الله ركب في صلبه نطفة طيبة زكية مرضية وسماها عنده عليا وكان الله عز وجل في خلقه رضيا في علمه وحكمه وجعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة وله دعاء يدعو به اللهم أعطني الهدى وثبتني عليه واحشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه ولا حزن ولا جزع إنك أهل التقوى وأهل المغفرة وإن الله عز وجل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية وسماها محمد بن علي فهو شفيع شيعته ووارث علم جده له علامة بينة وحجة ظاهرة إذا ولد يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقول في دعائه يا من لا شبيه له ولا مثال أنت الله لا إله إلا أنت ولا خالق إلا أنت تفني المخلوقين وتبقى أنت حلمت عمن عصاك وفي المغفرة رضاك من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية بارة مباركة طيبة طاهرة سماها عنده عليا فألبسها السكينة والوقار وأودعها العلوم والأسرار وكل شي ء مكتوم من لقيه وفي صدره شي ء أنبأه به وحذره من عدوه ويقول في دعائه يا نور يا برهان يا منير يا مبين يا رب اكفني شر الشرور وآفات الدهور وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه وقائده إلى الجنة وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة وسماها عنده الحسن بن علي فجعله نورا في بلاده وخليفة في أرضه وعزا لأمته وهاديا لشيعته وشفيعا لهم عند ربهم ونقمة على من خالفه وحجة لمن والاه وبرهانا لمن اتخذه إماما يقول في دعائه يا عزيز العز في عزه يا عزيزا عزني بعزك وأيدني بنصرك وأبعد عني همزات الشياطين وادفع عني بدفعك وامنع عني بمنعك واجعلني من خيار خلقك يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد من دعا بهذا الدعاء حشره الله عز وجل معه ونجاه من النار ولو وجبت عليه وإن الله عز وجل ركب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طيبة طاهرة مطهرة يرضى بها كل مؤمن ممن أخذ الله عز وجل ميثاقه في الولاية ويكفر بها كل جاحد فهو إمام تقي نقي بار مرضي هاد مهدي أول العدل وآخره يصدق الله عز وجل ويصدقه الله في قوله يخرج من تهامة حتى تظهر الدلائل والعلامات وله بالطالقان كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مطهمة ورجال مسومة يجمع الله عز وجل له من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وصنائعهم وكلامهم وكناهم كرارون مجدون في طاعته فقال له أبي وما دلائله وعلاماته يا رسول الله قال له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه وأنطقه الله تبارك وتعالى فناداه العلم اخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله وله رايتان وعلامتان وله سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله عز وجل فناداه السيف اخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم ويقيم حدود الله ويحكم بحكم الله يخرج وجبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وشعيب وصالح على مقدمه فسوف تذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله عز وجل ولو بعد حين يا أبي طوبى لمن لقيه وطوبى لمن أحبه وطوبى لمن قال به ينجيهم الله من الهلكة بالإقرار به وبرسول الله وبجميع الأئمة يفتح لهم الجنة مثلهم في الأرض كمثل المسك يسطع ريحه فلا يتغير أبدا ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبدا قال أبي يا رسول الله كيف حال هؤلاء الأئمة عن الله عز وجل قال إن الله تبارك وتعالى أنزل علي اثني عشر خاتما واثنتي عشرة صحيفة اسم كل إمام على خاتمه وصفته في صحيفته صلى الله عليه وعليهم أجمعين. 12- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثني عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن علي القرشي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين عليه السلامن أبيه الحسين بن علي عليه السلام قال دخلت أنا وأخي على جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأجلسني على فخذه وأجلس أخي الحسن على فخذه الأخرى ثم قبلنا وقال بأبي أنتما من إمامين صالحين اختاركما الله مني ومن أبيكما وأمكما واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم وكلكم في الفضل والمنزلة عند الله تعالى سواء. 13- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثني محمد بن يحيى العطار وعبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي صلوات الله عليهم أجمعين. 14- حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال أخبرني القاسم بن محمد بن حماد قال حدثنا غياث بن إبراهيم قال حدثنا الحسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن ابائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبشروا ثم أبشروا ثلاث مرات إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدرى أوله خير أو آخره إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوج عاما ثم أطعم منها فوج عاما لعل آخرها فوجا أن يكون أعرضها بحرا وأعمقها طولا وفرعا وأحسنها جنى وكيف تهلك أمة أنا أولها واثنا عشر من بعدي من السعداء وأولي الألباب والمسيح عيسى ابن مريم آخرها ولكن يهلك بين ذلك نتج الهرج ليسوا مني ولست منهم. 15- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول كنا عند معاوية والحسن والحسين عليه السلام وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد فذكر حديثا جرى بينه وبينه وأنه قال لمعاوية بن أبي سفيان سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم أخي علي بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم ابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا علي ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا حسين ثم تكملة اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين قال عبد الله ثم استشهدت الحسن والحسين صلى الله عليه وآله وسلم وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية قال سليم بن قيس وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وأسامة بن زيد فحدثوني أنهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 16- حدثنا أبو علي أحمد بن الحسن بن علي بن عبد ربه قال حدثنا أبو زيد محمد بن يحيى بن خلف بن يزيد المروزي بالري في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثمائة قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين المعروف بإسحاق بن راهويه قال حدثني يحيى بن يحيى قال حدثنا هشام بن خالد عن الشعبي عن مسروق قال بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتى شاب هل عهد إليكم نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم كم يكون من بعده خليفة قال إنك لحدث السن وإن هذا لشي ء ما سألني عنه أحد قبلك نعم عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل. 17- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال البغدادي قال حدثنا محمد بن عبدوس الحراني قال حدثنا عبد الغفار بن الحكم قال حدثنا منصور بن أبي الأسود عن مطرف عن الشعبي عن عمه قيس بن عبيد قال كنا جلوسا في حلقة فيها عبد الله بن مسعود فجاء أعرابي فقال أيكم عبد الله فقال عبد الله بن مسعود أنا عبد الله قال هل حدثكم نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم كم يكون بعده من الخلفاء قال نعم اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل. 18- حدثنا أبو القاسم عتاب بن محمد الحافظ قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل ومحمد بن عبد الله بن سوار بن وراق النفيلي قالوا حدثنا عبد الغفار بن الحكم قال حدثنا منصور بن أبي الأسود عن مطرف عن الشعبي قال عتاب وحدثنا إسحاق بن محمد الأنماطي قال حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا جرير عن أشعث بن سوار عن الشعبي قال عتاب وحدثنا الحسين بن محمد الحراني قال حدثنا أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا سعيد بن مسلمة قال حدثنا أشعث بن سوار عن الشعبي كلهم قالوا عن عمه قيس بن عبيد قال أبو القاسم عتاب وهذا حديث مطرف قال كنا جلوسا في المسجد ومعنا عبد الله بن مسعود فجاء أعرابي فقال فيكم عبد الله بن مسعود قال نعم أنا عبد الله فما حاجتك قال يا عبد الله أخبركم نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم كم يكون فيكم من خليفة قال لقد سألتني عن شي ء ما سألني عنه أحد منذ قدمت العراق نعم اثنا عشر خليفة عدة نقباء بني إسرائيل قال أبو عروبة في حديثه نعم عدة نقباء بني إسرائيل قال جرير عن أشعث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل. 19- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد ربه النيسابوري قال حدثنا أبو القاسم هارون بن إسحاق يعني الهمداني قال حدثنا عمي إبراهيم بن محمد عن زياد بن علاقة وعبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال كنت مع أبي عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسمعته يقول يكون بعدي اثنا عشر أميرا ثم أخفى صوته فقلت لأبي ما الذي أخفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال قال كلهم من قريش. 20- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أبو علي محمد بن علي بن إسماعيل السكري المروزي قال حدثنا سهل بن عمار النيسابوري قال حدثنا عمرو بن عبد الله بن رزين قال حدثنا سفيان عن سعيد بن عمرو عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال جئت مع أبي إلى المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب فسمعته يقول يكون من بعدي اثنا عشر يعني أميرا ثم خفض من صوته فلم أدر ما يقول فقلت لأبي ما قال قال قال كلهم من قريش. 21- حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان قال حدثنا الوليد بن هشام قال حدثنا محمد بن ذكوان قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن سيرين عن جابر بن سمرة قال كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يلي هذا الأمر اثنا عشر قال فصرخ الناس فلم أسمع ما قال فقلت لأبي وكان أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مني ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال قال كلهم من قريش وكلهم لا يرى مثله وقد أخرجت الطرق في هذا الحديث من طريق عبد الله بن مسعود ومن طريق جابر بن سمرة في كتاب النص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام بالإمامة. 22- حدثنا عبد الله بن محمد الصائغ قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد قال حدثنا الحسن بن علي بن زياد قال حدثنا إسماعيل الطيان قال حدثنا أبو أسامة قال حدثني سفيان عن برد عن مكحول أنه قيل له إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يكون بعدي اثنا عشر خليفة قال مكحول نعم وذكر لفظة أخرى. 23- حدثنا عبد الله بن محمد الصائغ قال حدثني أبو الحسين أحمد بن محمد بن يحيى القصراني قال حدثني أبو علي بشر بن موسى بن صالح قال حدثنا أبو الوليد خلف بن الوليد البصري عن إسرائيل عن سماك قال سمعت جابر بن سمرة يقول سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول يقوم من بعدي اثنا عشر أميرا ثم تكلم بكلمة لم أفهمها فسألت القوم فقالوا قال كلهم من قريش. 24- حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن يحيى القصراني قال حدثنا أبو علي الحسين بن الكميت بن بهلول الموصلي قال حدثنا غسان بن الربيع قال حدثنا سليمان بن عبد الله مولى عامر الشعبي عن عامر عن جابر أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يزال أمر أمتي ظاهرا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش. 25- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال رأيت عليا عليه السلام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خلافة عثمان وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه فذكرنا قريشا وشرفها وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضل مثل قوله الأئمة من قريش وقوله الناس تبع لقريش وقريش أئمة العرب وقوله لا تسبوا قريشا وقوله إن للقرشي قوة رجلين من غيرهم وقوله من أبغض قريشا أبغضه الله وقوله من أراد هوان قريش أهانه الله وذكروا الأنصار وفضلها وسوابقها ونصرتها وما أثنى الله تبارك وتعالى عليهم في كتابه وما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضل وذكروا ما قال في سعد بن عبادة وغسيل الملائكة فلن يدعوا شيئا من فضلهم حتى قال كل حي منا فلان وفلان وقالت قريش منا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنا جعفر ومنا حمزة ومنا عبيدة بن الحارث وزيد بن حارثة وأبو بكر وعمر وعثمان وسعد وأبو عبيدة وسالم وابن عوف فلم يدعوا من الحيين أحدا من أهل السابقة إلا سموه وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فمنهم علي بن ابي طالب عليه السلام وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وعمار والمقداد وأبو ذر وهاشم بن عتبة وابن عمر والحسن والحسين عليه السلام وابن عباس ومحمد بن أبي بكر وعبد الله بن جعفر ومن الأنصار أبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو أيوب الأنصاري وأبو الهيثم بن التيهان ومحمد بن مسلمة وقيس بن سعد بن عبادة وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وزيد بن أرقم وعبد الله بن أبي أوفى وأبو ليلى ومعه ابنه عبد الرحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد فجاء أبو الحسن البصري ومعه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة قال فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمن بن أبي ليلى فلا أدري أيهما أجمل هيئة غير أن الحسن أعظمهما وأطولهما فأكثر القوم في ذلك من بكرة إلى حين الزوال وعثمان في داره لا يعلم بشي ء مما هم فيه وعلي بن ابي طالب عليه السلام ساكت لا ينطق لا هو ولا أحد من أهل بيته فأقبل القوم عليه فقالوا يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم فقال ما من الحيين إلا وقد ذكر فضلا وقال حقا وأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار بمن أعطاكم الله عز وجل هذا الفضل أ بأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أو بغيركم قالوا بل أعطانا الله ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وعشيرته لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا قال صدقتم يا معشر قريش والأنصار أ لستم تعلمون أن الذي نلتم به من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم وأن ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إني وأهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق الله عز وجل ادم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق ادم عليه السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام ثم قذف به في النار في صلب ابراهيم عليه السلام ثم لم يزل الله عز وجل ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة ومن الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمهات لم يلتق واحد منهم على سفاح قط فقال أهل السابقة والقدمة وأهل بدر وأهل أحد نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال أنشدكم الله أ تعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية وأني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أحد من هذه الأمة قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله أ تعلمون حيث نزلت (والسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ والْأَنْصارِ والسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال أنزلها الله تعالى في الأنبياء وأوصيائهم فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله عز وجل أ تعلمون حيث نزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وحيث نزلت (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ راكِعُونَ) وحيث نزلت (ولَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ولا رَسُولِهِ ولَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً) قال الناس يا رسول الله أ هذه خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم فنصبني للناس بغدير خم ثم خطب فقال أيها الناس إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لأبلغنها أو ليعذبني ثم أمر فنودي الصلاة جامعة ثم خطب الناس فقال أيها الناس أ تعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله قال قم يا علي فقمت فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال يا رسول الله ولاؤه كما ذا فقال عليه السلام ولاؤه كولائي من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه فأنزل الله تبارك وتعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال الله أكبر بتمام النعمة وكمال نبوتي ودين الله عز وجل وولاية علي بعدي فقام أبو بكر وعمر فقالا يا رسول الله هذه الآيات خاصة لعلي قال بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة قالا يا رسول الله بينهم لنا قال علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي حوضي فقالوا كلهم اللهم نعم قد سمعنا ذلك كله وشهدنا كما قلت سواء وقال بعضهم قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظه كله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا فقال علي عليه السلام صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ أنشدكم الله من حفظ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قام فأخبر به فقام زيد بن أرقم والبراء بن عازب وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار بن ياسر رضي الله عنهم فقالوا نشهد لقد حفظنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول أيها الناس إن الله أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي فأمركم بولايتي وولايته فإني راجعت ربي عز وجل خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني ربي لأبلغنها أو ليعذبني أيها الناس إن الله عز وجل أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم وبالزكاة والصوم والحج فبينتها لكم وفسرتها لكم وأمركم بالولاية وإني أشهدكم أنها لهذا خاصة ووضع يده على كتف علي بن أبي طالب ثم لابنيه من بعده ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا علي حوضي أيها الناس قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم ودليلكم وهاديكم وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم فإن عنده جميع ما علمني الله تبارك وتعالى وحكمته فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عنهم فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم ثم جلسوا فقال سليم ثم قال عليه السلام أيها الناس أ تعلمون أن الله عز وجل أنزل في كتابه (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فجمعني وفاطمة وابني حسنا وحسينا ثم ألقى علينا كساء وقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي ولحمتي يؤلمني ما يؤلمهم ويجرحني ما يجرحهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة وأنا يا رسول الله فقال أنت على خير إنما أنزلت في وفي أخي علي وفي ابني الحسن والحسين وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصة ليس معنا فيها أحد غيرنا فقالوا كلهم نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة رضي الله عنها ثم قال علي عليه السلام أنشدكم الله أ تعلمون أن الله عز وجل لما أنزل في كتابه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) فقال سلمان يا رسول الله عامة هذه أم خاصة فقال عليه السلام أما المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك وأما الصادقون فخاصة لأخي علي وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله أ تعلمون أني قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك لم خلفتني مع الصبيان والنساء فقال إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله أ تعلمون أن الله عز وجل أنزل في سورة الحج (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا واسْجُدُوا واعْبُدُوا رَبَّكُمْ وافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) إلى آخر السورة فقام سلمان فقال يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم قال عليه السلام عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة قال سلمان بينهم لي يا رسول الله قال أنا وأخي علي وأحد عشر من ولدي قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لئلا تضلوا فإن اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقام عمر بن الخطاب وهو شبه المغضب فقال يا رسول الله أ كل أهل بيتك فقال لا ولكن أوصيائي منهم أولهم أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن من بعدي هو أولهم ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض شهداء الله في أرضه وحججه على خلقه وخزان علمه ومعادن حكمته من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله عز وجل فقالوا كلهم نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك ثم تمادى بعلي عليه السلام السؤال فما ترك شيئا إلا ناشدهم الله فيه وسألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه وما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل ذلك يصدقونه ويشهدون أنه حق.
26- حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال حدثني أبو بكر محمد بن علي المقري كان يلقب بقطاة قال حدثني أحمد بن محمد بن يحيى السوسي قال حدثنا عبد العزيز بن أبان قال حدثنا سفيان الثوري عن جابر عن الشعبي عن مسروق قال سألت عبد الله هل أخبرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم كم بعده خليفة قال نعم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش. 27 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد الله الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر أولهم أخي وآخرهم ولدي قيل يا رسول الله ومن أخوك قال علي بن أبي طالب قيل فمن ولدك قال المهدي الذي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما والذي بعثني بالحق نبيا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنوره ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب. 28- حدثنا علي بن عبد الله الوراق الرازي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمر بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عبد الله بن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون. 29- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا الفضل بن الصقر العبدي قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم عليه السلام. 30- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد بن عيسى قالا حدثنا الحسن بن العباس بن حريش الرازي عن أبي جعفر الثاني عن أبيه عن ابائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأصحابه آمنوا بليلة القدر إنها تكون لعلي بن أبي طالب وولده الأحد عشر من بعده. 31- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عيسى بن عبيد وعبد الله بن عامر بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن الحجاج الخشاب عن معروف بن خربوذ قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة مثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم. 32- حدثنا غير واحد من أصحابنا قالوا حدثنا أبو علي محمد بن همام قال حدثنا عبد الله بن جعفر عن أحمد بن هلال عن محمد بن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه صلى الله عليه وآله وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الله عز وجل اختار من الأيام الجمعة ومن الشهور شهر رمضان ومن الليالي ليلة القدر واختارني على جميع الأنبياء واختار مني عليا وفضله على جميع الأوصياء واختار من علي الحسن والحسين واختار من الحسين الأوصياء من ولده ينفون عن التنزيل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل المضلين تاسعهم قائمهم وهو ظاهرهم وهو باطنهم. 33- حدثنا أحمد بن محمد بن زياد الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن معقل القرميسيني قال حدثنا محمد بن عبد الله البصري قال حدثنا إبراهيم بن مهزم عن أبيه عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأئمة اثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم الله تعالى فهمي وعلمي وحكمي وخلقهم من طينتي فويل للمتكبرين عليهم بعدي القاطعين فيهم صلتي ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي. 34- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن همام أبو علي عن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن موسى الخشاب عن أبي المثنى النخعي عن زيد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام عن أبيه الحسين بن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف تهلك أمة أنا وعلي وأحد عشر من ولدي أولو الألباب أنا أولها والمسيح ابن مريم آخرها ولكن يهلك بين ذلك من لست منه وليس مني. 35- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن محمد بن عبد الجبار عن أحمد بن محمد بن زياد الأزدي عن أبان بن عثمان عن ثابت بن دينار عن سيد العابدين علي بن الحسين عليه السلام من سيد الشهداء الحسين بن علي عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها. 36- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثني عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثني محمد بن علي القرشي قال حدثني أبو الربيع الزهراني قال حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال قال ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن لله تبارك وتعالى ملكا يقال له دردائيل كان له ستة عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح هواء والهواء كما بين السماء إلى الأرض فجعل يوما يقول في نفسه أ فوق ربنا جل جلاله شي ء فعلم الله تبارك وتعالى ما قال فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح ثم أوحى الله عز وجل إليه أن طر فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوام العرش فلما علم الله عز وجل إتعابه أوحى إليه أيها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم فوق كل عظيم وليس فوقي شي ء ولا أوصف بمكان فسلبه الله أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة فلما ولد الحسين بن علي عليه السلام وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحى الله عز وجل إلى مالك خازن النار أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد وأوحى إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان وطيبها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا وأوحى الله تبارك وتعالى إلى حور العين تزين وتزاورن لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا وأوحى الله عز وجل إلى الملائكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح والتحميد والتمجيد والتكبير لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا وأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل عليه السلام أن اهبط إلى نبيي محمد في ألف قبيل والقبيل ألف ألف من الملائكة على خيول بلق مسرجة ملجمة عليها قباب الدر والياقوت ومعهم ملائكة يقال لهم الروحانيون بأيديهم أطباق من نور أن هنئوا محمدا بمولود وأخبره يا جبرئيل أني قد سميته الحسين وهنئه وعزه وقل له يا محمد يقتله شرار أمتك على شرار الدواب فويل للقاتل وويل للسائق وويل للقائد قاتل الحسين أنا منه بري ء وهو مني بري ء لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد إلا وقاتل الحسين عليه السلام أعظم جرما منه قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع الله إلها آخر والنار أشوق إلى قاتل الحسين ممن أطاع الله إلى الجنة قال فبينا جبرئيل عليه السلام يهبط من السماء إلى الأرض إذ مر بدردائيل فقال له دردائيل يا جبرئيل ما هذه الليلة في السماء هل قامت القيامة على أهل الدنيا قال لا ولكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا وقد بعثني الله عز وجل إليه لأهنئه بمولوده فقال الملك يا جبرئيل بالذي خلقك وخلقني إذا هبطت إلى محمد فأقرئه مني السلام وقل له بحق هذا المولود عليك إلا ما سألت ربك أن يرضى عني فيرد علي أجنحتي ومقامي من صفوف الملائكة فهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهنأه كما أمره الله عز وجل وعزاه فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم تقتله أمتي فقال له نعم يا محمد فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما هؤلاء بأمتي أنا بري ء منهم والله عز وجل بري ء منهم قال جبرئيل وأنا بري ء منهم يا محمد فدخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فاطمة عليها السلام فهنأها وعزاها فبكت فاطمة عليها السلام وقالت يا ليتني لم ألده قاتل الحسين في النار فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أشهد بذلك يا فاطمة ولكنه لا يقتل حتى يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية بعده ثم قال عليه السلام والأئمة بعدي الهادي علي والمهتدي الحسن والناصر الحسين والمنصور علي بن الحسين والشافع محمد بن علي والنفاع جعفر بن محمد والأمين موسى بن جعفر والرضا عليه السلام لي بن موسى والفعال محمد بن علي والمؤتمن علي بن محمد والعلام الحسن بن علي ومن يصلي خلفه عيسى ابن مريم عليها السلام القائم عليه السلام فسكتت فاطمة عليها السلام من البكاء ثم أخبر جبرئيل عليه السلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقصة الملك وما أصيب به قال ابن عباس فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحسين عليه السلام وهو ملفوف في خرق من صوف فأشار به إلى السماء ثم قال اللهم بحق هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه وعلى جده محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب إن كان للحسين بن علي ابن فاطمة عليها السلام عندك قدر فارض عن دردائيل ورد عليه أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة فاستجاب الله دعاءه وغفر للملك ورد عليه أجنحته ورده إلى صفوف الملائكة فالملك لا يعرف في الجنة إلا بأن يقال هذا مولى الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 37- حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال حدثنا محمد بن نصر عن الحسن بن موسى الخشاب قال حدثنا الحكم بن بهلول الأنصاري عن إسماعيل بن همام عن عمران بن قرة عن أبي محمد المدني عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش قال حدثنا سليم بن قيس الهلالي قال سمعت عليا عليه السلام يقول ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملأها علي وكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ودعا الله عز وجل لي أن يعلمني فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب الله ولا علما أملاه علي فكتبته وما ترك شيئا علمه الله عز وجل من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي وما كان أو يكون من طاعة أو معصية إلا علمنيه وحفظته ولم أنس منه حرفا واحدا ثم وضع يده على صدري ودعا الله عز وجل أن يملأ قلبي علما وفهما وحكمة ونورا لم أنس من ذلك شيئا ولم يفتني شي ء لم أكتبه فقلت يا رسول الله أ تتخوف علي النسيان فيما بعد فقال صلى الله عليه وآله وسلم لست أتخوف عليك نسيانا ولا جهلا وقد أخبرني ربي جل جلاله أنه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك فقلت يا رسول الله ومن شركائي من بعدي قال الذين قرنهم الله عز وجل بنفسه وبي فقال (أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فقلت يا رسول الله ومن هم قال الأوصياء مني إلى أن يردوا علي الحوض كلهم هاد مهتد لا يضرهم من خذلهم هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه بهم تنصر أمتي وبهم يمطرون وبهم يدفع عنهم البلاء ويستجاب دعاؤهم قلت يا رسول الله سمهم لي فقال ابني هذا ووضع يده على رأس الحسن ثم ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين عليه السلام ثم ابن له يقال له علي وسيولد في حياتك فأقرئه مني السلام ثم تكملة اثني عشر فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله سمهم لي رجلا فرجلا فسماهم رجلا رجلا فيهم والله يا أخا بني هلال مهدي أمتي محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلها وجورا والله إني لأعرف من يبايعه بين الركن والمقام وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم. 25 - باب ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من وقوع الغيبة بالقائم عليه السلام 1- حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا وخلقا تكون به غيبة وحيرة تضل فيها الأمم ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملؤها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما. 2- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن معاوية بن وهب عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذلك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم أمتي علي يوم القيامة. 3- حدثنا عبد الواحد بن محمد رضي الله عنه قال حدثنا أبو عمرو البلخي عن محمد بن مسعود قال حدثني خلف بن حماد عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن أسلم الجبلي عن الخطاب بن مصعب عن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه يأتم به وبأئمة الهدى من قبله ويبرأ إلى الله عز وجل من عدوهم أولئك رفقائي وأكرم أمتي علي. 4- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن ومحمد بن موسى المتوكل رضي الله عنهم قالوا حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار جميعا قالوا حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا قالوا حدثنا أبو علي الحسن بن محبوب السراد عن داود بن الحصين عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد عن ابائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا وخلقا تكون له غيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. 5- حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه سيد العابدين علي بن الحسين عليه السلامن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي عن أبيه سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المهدي من ولدي تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم يأتي بذخيرة الانبياء عليهم السلام فيملؤها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما. 6- وبهذا الإسناد عن امير المؤمنين عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل العبادة انتظار الفرج. 7- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي عن علي بن عثمان عن محمد بن الفرات عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن علي بن ابي طالب عليه السلام إمام أمتي وخليفتي عليها من بعدي ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما والذي بعثني بالحق بشيرا إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة قال إي وربي وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين يا جابر إن هذا الأمر أمر من أمر الله وسر من سر الله مطوي عن عباد الله فإياك والشك فيه فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر. 8- حدثنا أبو الحسن محمد علي بن الشاه الفقيه المروروذي بمروروذ قال حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين قال حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي قال حدثنا محمد بن حاتم القطان عن حماد بن عمرو عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن ابي طالب عليه السلام في حديث طويل في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم يذكر فيها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له يا علي واعلم أن أعجب الناس إيمانا وأعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي وحجبتهم الحجة فآمنوا بسواد على بياض. 1- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد البرقي وإبراهيم بن هاشم جميعا عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله عن عبد الله بن محمد الطيالسي عن منذر بن محمد بن قابوس عن النصر بن أبي السري عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق عن ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني عن الحارث بن المغيرة النصري عن الأصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام فوجدته متفكرا ينكت في الأرض فقلت يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض أ رغبت فيها فقال لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملؤها عدلا كما ملئت جورا وظلما تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون فقلت يا أمير المؤمنين وإن هذا لكائن فقال نعم كما أنه مخلوق وأنى لك بالعلم بهذا الأمر يا أصبغ أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة قلت وما يكون بعد ذلك قال ثم يفعل الله ما يشاء فإن له إرادات وغايات ونهايات. 2- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن ومحمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنهم قالوا حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه عن محمد بن علي الكوفي القرشي المقرئ عن نصر بن مزاحم المنقري عن عمر بن سعد عن فضيل بن خديج عن كميل بن زياد النخعي وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه عن محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعا عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري عن كميل بن زياد النخعي وحدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نصر بن عبد الوهاب القرشي قال أخبرني أبو بكر محمد بن داود بن سليمان النيسابوري قال حدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري القاضي بالري قال حدثنا أبو نعيم ضرار بن صرد التيمي قال حدثنا عاصم بن حميد الحناط عن أبي حمزة عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري عن كميل بن زياد النخعي وحدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري عن كميل بن زياد النخعي وحدثنا الشيخ أبو سعيد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت القمي رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن العباس الهروي قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي قال حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي واللفظ لفضيل بن خديج عن كميل بن زياد قال أخذ أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام بيدي فأخرجني إلى ظهر الكوفة فلما أصحر تنفس ثم قال يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ عني ما أقول لك الناس ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق يا كميل العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق يا كميل محبة العلم دين يدان به يكسب الإنسان به الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته وصنيع المال يزول بزواله يا كميل مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة هاه إن هاهنا وأشار بيده إلى صدره لعلما جما لو أصبت له حملة بل أصبت لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا ومستظهرا بحجج الله عز وجل على خلقه وبنعمه على أوليائه ليتخذه الضعفاء وليجة دون ولي الحق أو منقادا لحملة العلم لا بصيرة له في أحنائه ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة ألا لا ذا ولا ذاك أو منهوما باللذات سلس القياد للشهوات أو مغرما بالجمع والادخار ليسا من رعاة الدين في شي ء أقرب شي ء شبها بهما الأنعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة إما ظاهر مشهور أو خاف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته وكم ذا وأين أولئك أولئك والله الأقلون عددا والأعظمون خطرا بهم يحفظ الله حججه وبيناته حتى يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقائق الأمور وباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى يا كميل أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه آه آه شوقا إلى رؤيتهم وأستغفر الله لي ولكم وفي رواية عبد الرحمن بن جندب انصرف إذا شئت وحدثنا بهذا الحديث أبو أحمد القاسم بن محمد بن أحمد السراج الهمداني بهمدان قال حدثنا أبو أحمد القاسم بن أبي صالح قال حدثنا موسى بن إسحاق القاضي الأنصاري قال حدثنا أبو نعيم ضرار بن صرد قال حدثنا عاصم بن حميد الحناط عن أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري عن كميل بن زياد النخعي قال أخذ أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبانة فلما أصحر جلس ثم قال يا كميل بن زياد احفظ عني ما أقول لك القلوب أوعية فخيرها أوعاها وذكر الحديث مثله إلا أنه قال فيه اللهم بلى لن تخلو الأرض من قائم بحجة لئلا تبطل حجج الله وبيناته ولم يذكر فيه ظاهر مشهور أو خاف مغمور وقال في آخره إذا شئت فقم وأخبرنا بهذا الحديث الحاكم أبو محمد بكر بن علي بن محمد بن الفضل الحنفي الشاشي بإيلاق قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز الشافعي بمدينة السلام قال حدثنا موسى بن إسحاق القاضي قال حدثنا ضرار بن صرد عن عاصم بن حميد الحناط عن أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري عن كميل بن زياد النخعي قال أخذ علي بن ابي طالب عليه السلام بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبانة فلما أصحر جلس ثم تنفس ثم قال يا كميل بن زياد احفظ ما أقول لك القلوب أوعية فخيرها أوعاها الناس ثلاثة فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق وذكر الحديث بطوله إلى آخره وحدثنا بهذا الحديث أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الأسواري بإيلاق قال حدثنا مكي بن أحمد بن سعدويه البرذعي قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحسن المشرقي قال حدثنا محمد بن إدريس أبو حاتم قال حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن ثابت بن أبي صفية عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد قال أخذ بيدي علي بن ابي طالب عليه السلام فأخرجني إلى ناحية الجبانة فلما أصحر جلس ثم تنفس ثم قال يا كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها وذكر الحديث بطوله إلى آخره مثله وحدثنا بهذا الحديث أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ العدل قال حدثنا موسى بن إسحاق القاضي عن ضرار بن صرد عن عاصم بن حميد الحناط عن أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري عن كميل بن زياد النخعي وذكر الحديث بطوله إلى آخره وحدثنا بهذا الحديث الحاكم أبو محمد بكر بن علي بن محمد بن الفضل الحنفي الشاشي بإيلاق قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز الشافعي بمدينة السلام قال حدثنا بشر بن موسى أبو علي الأسدي قال حدثنا عبد الله بن الهيثم قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن أحمد النخعي قال حدثنا عبد الله بن الفضل بن عبد الله بن أبي الهياج بن محمد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قال حدثنا هشام بن محمد السائب أبو منذر الكلبي عن أبي مخنف لوط بن يحيى عن فضيل بن خديج عن كميل بن زياد النخعي قال أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام بالكوفة فخرجنا حتى انتهينا إلى الجبانة وذكر فيه اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة ظاهر مشهور أو باطن مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته وقال في آخره انصرف إذا شئت وحدثني أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن عبد الله بن الفضل بن عيسى عن عبد الله النوفلي عن عبد الله بن عبد الرحمن عن هشام الكلبي عن أبي مخنف لوط بن يحيى عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد أن امير المؤمنين عليه السلام قال له في كلام طويل اللهم إنك لا تخلي الأرض من قائم بحجة إما ظاهر مشهور أو خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثني عمي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن نصر بن مزاحم عن أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال قال لي امير المؤمنين عليه السلام في كلام له طويل اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ظاهر مشهور أو خاف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته وقال في آخره انصرف إذا شئت حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان الأحمر عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال سمعت عليا عليه السلام يقول في آخر كلام له اللهم إنك لا تخلي الأرض من قائم بحجة ظاهر أو خاف مغمور لئلا تبطل حججك وبيناتك وحدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثنا أبو زهير عبد الرحمن بن موسى البرقي قال حدثنا محمد بن الزيات عن أبي صالح عن كميل بن زياد قال قال امير المؤمنين عليه السلام في كلام طويل اللهم إنك لا تخلي الأرض من قائم بحجة إما ظاهر أو خاف مغمور لئلا تبطل حججك وبيناتك ولهذا الحديث طرق كثيرة. 3- حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر بنيسابور قال حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز قال حدثنا عبد الله بن مسلم الدمشقي قال حدثنا إبراهيم بن يحيى الأسلمي المديني عن عمارة بن جوين عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال شهدنا الصلاة على أبي بكر ثم اجتمعنا إلى عمر بن الخطاب فبايعناه وأقمنا أياما نختلف إلى المسجد إليه حتى سموه أمير المؤمنين فبينا نحن عنده جلوس يوما إذ جاءه يهودي من يهود المدينة وهم يزعمون أنه من ولد هارون أخي موسى عليه السلام حتى وقف على عمر فقال له يا أمير المؤمنين أيكم أعلم بعلم نبيكم وبكتاب ربكم حتى أسأله عما أريد قال فأشار عمر إلى علي بن ابي طالب عليه السلام فقال له اليهودي أ كذلك أنت يا علي فقال نعم سل عما تريد قال إني أسألك عن ثلاث وعن ثلاث وعن واحدة فقال له علي عليه السلام لم لا تقول إني أسألك عن سبع قال له اليهودي أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهن سألتك عن الثلاث الأخرى فإن أصبت فيهن سألتك عن الواحدة وإن أخطأت في الثلاث الأولى لم أسألك عن شي ء فقال له علي عليه السلام وما يدريك إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت قال فضرب يده إلى كمه فأخرج كتابا عتيقا فقال هذا ورثته عن آبائي وأجدادي إملاء موسى بن عمران وخط هارون وفيه الخصال التي أريد أن أسألك عنها فقال له علي عليه السلام على أن لي عليك إن أجبتك فيهن بالصواب أن تسلم فقال اليهودي والله لئن أجبتني فيهن بالصواب لأسلمن الساعة على يديك فقال له علي عليه السلام سل قال أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الأرض وأخبرني عن أول شجرة نبتت على وجه الأرض وأخبرني عن أول عين نبعت على وجه الأرض فقال له علي عليه السلام يا يهودي أما أول حجر وضع على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنها صخرة بيت المقدس وكذبوا ولكنه الحجر الأسود نزل به ادم عليه السلام معه من الجنة فوضعه في ركن البيت والناس يتمسحون به ويقبلونه ويجددون العهد والميثاق فيما بينهم وبين الله عز وجل قال اليهودي أشهد بالله لقد صدقت قال له علي عليه السلام وأما أول شجرة نبتت على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنها الزيتونة وكذبوا ولكنها النخلة من العجوة نزل بها ادم عليه السلام معه من الجنة وبالفحل فأصل النخل كله من العجوة قال له اليهودي أشهد بالله لقد صدقت قال له علي عليه السلام وأما أول عين نبعت على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنها العين التي نبعت تحت صخرة بيت المقدس وكذبوا ولكنها عين الحياة التي نسي عندها صاحب موسى السمكة المالحة فلما أصابها ماء العين عاشت وسربت فاتبعها موسى عليه السلام وصاحبه فلقيا الخضر قال اليهودي أشهد بالله لقد صدقت قال له علي عليه السلام سل عن الثلاث الأخرى قال أخبرني عن هذه الأمة كم لها بعد نبيها من إمام عدل وأخبرني عن منزل محمد أين هو من الجنة ومن يسكن معه في منزله قال له علي عليه السلام يا يهودي يكون لهذه الأمة بعد نبيها اثنا عشر إماما عدلا لا يضرهم خلاف من خالف عليهم قال له اليهودي أشهد بالله لقد صدقت قال له علي عليه السلام وأما منزل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الجنة في جنة عدن وهي وسط الجنان وأقربها من عرش الرحمن جل جلاله قال له اليهودي أشهد بالله لقد صدقت قال له علي عليه السلام والذين يسكنون معه في الجنة هؤلاء الأئمة الاثنا عشر قال له اليهودي أشهد بالله لقد صدقت قال له علي عليه السلام سل عن الواحدة قال أخبرني عن وصي محمد في أهله كم يعيش بعده وهل يموت موتا أو يقتل قتلا قال له علي عليه السلام يا يهودي يعيش بعده ثلاثين سنة وتخضب منه هذه من هذا وأشار إلى رأسه قال فوثب إليه اليهودي فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأنك وصي رسول الله. 4- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثني عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمد خالد البرقي عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين عليه السلامن أبيه الحسين بن علي عن أبيه امير المؤمنين عليه السلام أنه قال إن الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرن شيئا من طاعته فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم وأخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئا من معصيته فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم وأخفى إجابته في دعائه فلا تستصغرن شيئا من دعائه فربما وافق إجابته وأنت لا تعلم وأخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبدا من عباده فربما يكون وليه وأنت لا تعلم. 5- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ويعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم جميعا عن ابن فضال عن أيمن بن محرز الحضرمي عن محمد بن سماعة الكندي عن إبراهيم بن يحيى المديني عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما بايع الناس عمر بعد موت أبي بكر أتاه رجل من شباب اليهود وهو في المسجد فسلم عليه والناس حوله فقال يا أمير المؤمنين دلني على أعلمكم بالله وبرسوله وبكتابه وبسنته فأومأ بيده إلى علي عليه السلام فقال هذا فتحول الرجل إلى علي فسأله أنت كذلك فقال نعم فقال إني أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة فقال له أمير المؤمنين أ فلا قلت عن سبع فقال اليهودي لا إنما أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهن سألتك عن ثلاث بعدهن وإن لم تصب لم أسألك فقال أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وسلم أخبرني إن أجبتك بالصواب والحق تعرف ذلك وكان الفتى من علماء اليهود وأحبارها يرون أنه من ولد هارون بن عمران أخي موسى عليه السلام فقال نعم فقال له امير المؤمنين عليه السلام بالله الذي لا إله إلا هو لئن أجبتك بالحق والصواب لتسلمن ولتدعن اليهودية فحلف اليهودي وقال ما جئتك إلا مرتادا أريد الإسلام فقال يا هاروني سل عما بدا لك تخبر قال أخبرني عن أول شجرة نبتت على وجه الأرض وعن أول عين نبعت على وجه الأرض وعن أول حجر وضع على وجه الأرض فقال له امير المؤمنين عليه السلام أما سؤالك عن أول شجرة نبتت على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنها الزيتونة وكذبوا إنما هي النخلة من العجوة هبط بها ادم عليه السلام معه من الجنة فغرسها وأصل النخل كله منها وأما قولك أول عين نبعت على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنها العين التي ببيت المقدس تحت الحجر وكذبوا هي عين الحيوان التي انتهى موسى وفتاه إليها فغسل فيها السمكة المالحة فحييت وليس من ميت يصيبه ذلك الماء إلا حيي وكان الخضر على مقدمة ذي القرنين يطلب عين الحياة فوجدها الخضر عليه السلام وشرب منها ولم يجدها ذو القرنين وأما قولك أول حجر وضع على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنه الحجر الذي في بيت المقدس وكذبوا إنما هو الحجر الأسود هبط به ادم عليه السلام معه من الجنة فوضعه في الركن والناس يستلمونه وكان أشد بياضا من الثلج فاسود من خطايا بني آدم قال فأخبرني كم لهذه الأمة من إمام هدى هادين مهديين لا يضرهم خذلان من خذلهم وأخبرني أين منزل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الجنة ومن معه من أمته في الجنة قال أما قولك كم لهذه الأمة من إمام هدى هادين مهديين لا يضرهم خذلان من خذلهم فإن لهذه الأمة اثني عشر إماما هادين مهديين لا يضرهم خذلان من خذلهم وأما قولك أين منزل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة ففي أشرفها وأفضلها جنة عدن وأما قولك من مع محمد من أمته في الجنة فهؤلاء الاثنا عشر أئمة الهدى قال الفتى صدقت فو الله الذي لا إله إلا هو إنه لمكتوب عندي بإملاء موسى وخط هارون بيده قال فأخبرني كم يعيش وصي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من بعده وهل يموت موتا أو يقتل قتلا فقال له علي عليه السلام ويحك يا يهودي أنا وصي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أعيش بعده ثلاثين سنة لا أزيد يوما ولا أنقص يوما ثم يبعث أشقاها شقيق عاقر ناقة ثمود فيضربني ضربة هاهنا في مفرقي فتخضب منه لحيتي ثم بكى عليه السلام بكاء شديدا قال فصرخ الفتى وقطع كستيجه وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأنك وصي رسول الله قال أبو جعفر العبدي يرفعه قال هذا الرجل اليهودي أقر له من بالمدينة أنه أعلمهم وأن أباه كان كذلك فيهم. 6- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن حيان السراج عن داود بن سليمان الغساني عن أبي الطفيل قال شهدت جنازة أبي بكر يوم مات وشهدت عمر حين بويع وعلي عليه السلام جالس ناحية إذ أقبل عليه غلام يهودي عليه ثياب حسان وهو من ولد هارون حتى قام على رأس عمر فقال يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم وأمر نبيهم قال فطأطأ عمر رأسه فقال إياك أعني وأعاد عليه القول فقال له عمر ما شأنك فقال إني جئتك مرتادا لنفسي شاكا في ديني فقال دونك هذا الشاب قال ومن هذا الشاب قال هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو أبو الحسن والحسين ابني رسول الله وهذا زوج فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل اليهودي على علي عليه السلام فقال أ كذلك أنت قال نعم فقال اليهودي إني أريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة قال فتبسم علي عليه السلام ثم قال يا هاروني ما منعك أن تقول سبعا قال أسألك عن ثلاث فإن علمتهن سألتك عما بعدهن وإن لم تعلمهن علمت أنه ليس لك علم فقال علي عليه السلام فإني أسألك بالإله الذي تعبده إن أنا أجبتك في كل ما تريد لتدعن دينك ولتدخلن في ديني فقال ما جئت إلا لذلك قال فسل قال فأخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض أي قطرة هي وأول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي وأول شي ء اهتز على وجه الأرض أي شي ء هو فأجابه امير المؤمنين عليه السلام فقال أخبرني عن الثلاث الأخرى أخبرني عن محمد كم بعده من إمام عدل وفي أي جنة يكون ومن الساكن معه في جنته فقال يا هاروني إن لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم من الخلفاء اثني عشر إماما عدلا لا يضرهم خذلان من خذلهم ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم وإنهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض ومسكن محمد صلى الله عليه وآله وسلم في جنة عدن معه أولئك الاثنا عشر الأئمة العدل فقال صدقت والله الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتاب أبي هارون كتبه بيده وأملاه عمي موسى عليه السلام قال فأخبرني عن الواحدة فأخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده وهل يموت أو يقتل قال يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص يوما ثم يضرب ضربة هاهنا يعني قرنه فتخضب هذه من هذا قال فصاح الهاروني وقطع كستيجه وهو يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأنك وصيه ينبغي أن تفوق ولا تفاق وأن تعظم ولا تستضعف قال ثم مضى به عليه السلام إلى منزله فعلمه معالم الدين. 7- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي يحيى المديني عن أبي عبد الله عليه السلام قال جاء يهودي إلى عمر يسأله عن مسائل فأرشده إلى علي بن ابي طالب عليه السلام ليسأله فقال علي عليه السلام سل فقال أخبرني كم يكون بعد نبيكم من إمام عدل وفي أي جنة هو ومن يسكن معه في الجنة فقال له علي عليه السلام يا هاروني لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بعده اثنا عشر إماما عدلا لا يضرهم خذلان من خذلهم ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم أثبت في دين الله من الجبال الرواسي ومنزل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في جنة عدن والذين يسكنون معه هؤلاء الاثنا عشر فأسلم الرجل وقال أنت أولى بهذا المجلس من هذا أنت الذي تفوق ولا تفاق وتعلو ولا تعلى. 8- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين الثقفي عن صالح بن عقبة عن جعفر بن محمد عليه السلام قال لما هلك أبو بكر واستخلف عمر رجع عمر إلى المسجد فقعد فدخل عليه رجل فقال له يا أمير المؤمنين إني رجل من اليهود وأنا علامتهم وقد أردت أن أسألك عن مسائل إن أجبتني عنها أسلمت قال وما هي فقال ثلاث وثلاث وواحدة فإن شئت سألتك وإن كان في قومك أحد أعلم منك فأرشدني إليه فقال عليك بذلك الشاب يعني علي بن ابي طالب عليه السلام فأتى عليا عليه السلام فقال له لم قلت ثلاث وثلاث وواحدة أ لا قلت سبعا قال أنا إذا جاهل إنك إن لم تجبني في الثلاث اكتفيت قال فإن أجبتك تسلم قال نعم قال سل فقال أسألك عن أول حجر وضع على وجه الأرض وأول عين نبعت على وجه الأرض وأول شجرة نبتت على وجه الأرض فقال عليه السلام يا يهودي أنتم تقولون إن أول حجر وضع على وجه الأرض الحجر الذي في بيت المقدس وكذبتم بل هو الحجر الذي نزل به ادم عليه السلام من الجنة قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه السلام قال وأنتم تقولون إن أول عين نبعت على وجه الأرض العين التي نبعت ببيت المقدس وكذبتم هي عين الحياة التي غسل فيها يوشع بن نون السمكة وهي التي شرب منها الخضر وليس يشرب منها أحد إلا حيي قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه السلام قال وأنتم تقولون إن أول شجرة نبتت على وجه الأرض الزيتونة وكذبتم وهي العجوة نزل بها ادم عليه السلام من الجنة قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه السلام قال فالثلاث الأخرى قال كم لهذه الأمة من إمام هدى لا يضرهم من خالفهم قال اثنا عشر إماما قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه السلام قال وأين يسكن نبيكم من الجنة قال في أعلاها درجة وأشرفها مكانا في جنات عدن قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه السلام قال فمن ينزل معه في منزله قال اثنا عشر إماما قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه السلام قال السابعة قال فأسألك كم يعيش وصيه بعده قال ثلاثين سنة قال ثم يموت أو يقتل قال يقتل فيضرب على قرنه فتخضب لحيته قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه السلام فأسلم اليهودي. 9- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن إدريس قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي قال حدثني إسحاق بن محمد الصيرفي عن أبي هاشم عن فرات بن أحنف عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام أنه ذكر القائم عليه السلام فقال أما ليغيبن حتى يقول الجاهل ما لله في آل محمد حاجة. 10- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي إسحاق الهمداني قال حدثني الثقة من أصحابنا أنه سمع امير المؤمنين عليه السلام يقول اللهم إنك لا تخلي الأرض من حجة لك على خلقك ظاهر أو خاف مغمور لئلا تبطل حججك وبيناتك. 11- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا هارون بن مسلم عن سعدان عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عن آبائه عن علي عليه السلام أنه قال في خطبة له على منبر الكوفة اللهم إنه لا بد لأرضك من حجة لك على خلقك يهديهم إلى دينك ويعلمهم علمك لئلا تبطل حجتك ولا يضل أتباع أوليائك بعد إذ هديتهم به إما ظاهر ليس بالمطاع أو مكتتم مترقب إن غاب عن الناس شخصه في حال هدايتهم فإن علمه وآدابه في قلوب المؤمنين مثبتة فهم بها عاملون. 12- حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري عن عباد بن يعقوب عن الحسن بن حماد عن أبي الجارود عن يزيد الضخم قال سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول كأني بكم تجولون جولان النعم تطلبون المرعى فلا تجدونه. 13- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن موسى بن عمران رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الحميد وعبد الصمد بن محمد جميعا عن حنان بن سدير عن علي بن الحزور عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول صاحب هذا الأمر الشريد الطريد الفريد الوحيد. 14- حدثنا محمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن جعفر الكوفي قال حدثنا سهل بن زياد الأدمي قال حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن امير المؤمنين عليه السلام قال للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة ثم قال عليه السلام إن القائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن جعفر الكوفي عن عبد الله بن موسى الروياني عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن محمد بن علي الرضا عليه السلام ن أبيه عن آبائه عن امير المؤمنين عليه السلام بهذا الحديث مثله سواء. 15- حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن إسحاق بن محمد الصيرفي عن هشام عن فرات بن أحنف عن الأصبغ بن نباتة قال ذكر عند امير المؤمنين عليه السلام القائم عليه السلام فقال أما ليغيبن حتى يقول الجاهل ما لله في آل محمد حاجة. 16 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن علي بن موسى الرضا عليه السلام ن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليه السلامن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام أنه قال التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق المظهر للدين والباسط للعدل قال الحسين فقلت له يا أمير المؤمنين وإن ذلك لكائن فقال عليه السلام إي والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبة وحيرة فلا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله عز وجل ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه.
17- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن سنان عن زياد المكفوف عن عبد الله بن أبي عقبة الشاعر قال سمعت أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يقول كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعى فلا تجدونه يا معشر الشيعة. 18- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن عبد الله بن أبي عقبة الشاعر قال سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعى فلا تجدونه يا معشر الشيعة. 19- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن سهل بن زياد الأدمي وأحمد بن محمد بن عيسى قالا حدثنا الحسن بن العباس بن الحريش الرازي عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وسلم قال لابن عباس إن ليلة القدر في كل سنة وإنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ولذلك الأمر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال ابن عباس من هم قال أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون.
source : ابي جعفر محمدبن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق