عربي
Thursday 26th of December 2024
0
نفر 0

تعظيم العلماء للإمام الصادق عليه السلام

مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) حجر الزاوية في نشر رسالة الإسلام وعلومه كافة ، ونقطة انطلاق وتحول لبث أركان فقه أهل البيت ، وقد انضوى تحت لواء هذه المدرسة فطاحل العلماء من كل الفرق الإسلامية ، ينهلون من نميرها العذب كل مايشفي غليل الضامئ
تعظيم العلماء للإمام الصادق عليه السلام

مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) حجر الزاوية في نشر رسالة الإسلام وعلومه كافة ، ونقطة انطلاق وتحول لبث أركان فقه أهل البيت ، وقد انضوى تحت لواء هذه المدرسة فطاحل العلماء من كل الفرق الإسلامية ، ينهلون من نميرها العذب كل مايشفي غليل الضامئ إلى العلوم الدينية والحياتية ، ومنهم أصحاب السنن والصحاح وحملة الحديث والفقه والتأريخ والأدب ، الذين ارتشفوا من هذا النمير الزلال وأثبتوها في صحاحهم وسيرهم ومسانيدهم وكتبهم ، لا سيما أعلام إخواننا أهل السنة والجماعة الكثيرين ، ولعل من المتعذر إحصاءهم واستيعاب مؤلفاتهم وأقوالهم ، وقد جمع العلامة الخطيب المرحوم السيد محمد كاظم القزويني من أحاديث الإمام الصادق (عليه السلام) وحده (1) ما يربوا على المئة وستين عالما من أبرز أعلام العامة في صحاحهم وسيرهم ومسانيدهم التي ربما يكون فيها أكثر من هذا العدد . وعدد الأحاديث والروايات التي جمعها أكثر من ألف ومائتين وثلاثين حديثا ورواية فقط عن الإمام الصادق في مجلدين : الأول والثاني ، نذكر على سبيل المثال ثلاثة أحاديث من ثلاثة كتب مستقلة .
أولهم : ذكر الشبلنجي (1252 – 1308 ه‍) في نور الأبصار ، وتسلسله في الكتب المروية 160 عالما حسب الوفيات ، ورقم الرواية 1227 . قال : قال جعفر الصادق – صاحب الترجمة - : لما رفعت إلى أبي جعفر المنصور بعد قتل محمد بن علي بن الحسن ، نهرني وكلمني بكلام غليظ ، ثم قال : يا جعفر ، قد علمت بفعل محمد بن عبد الله الذي تسمونه النفس الزكية وما نزل به ، وإنما أنتظر الآن أن يتحرك منكم أحد فالحق الصغير بالكبير . قال (عليه السلام) : قلت : يا أمير المؤمنين ، حدثني [أبي] محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيصله الله إلى ثلاث وثلاثين سنة ، وإن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاث وثلاثون سنة فينزلها الله إلى ثلاث سنين . قال : فقال المنصور : الله ، سمعت هذا من أبيك ؟ فقلت : والله سمعته منه . فرددها علي ثلاثا ثم انصرفت (2) . وذكر الشيخ مصطفى رشدي الدمشقي المتوفى 1309 ه‍ورقم تسلسل كتابه 161 ، قال : الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) كان فارس ميدان العلوم ، غواص بحري المنطوق والمفهوم ، نقل عنه أكثر الناس على اختلاف مذاهبهم من العلوم ما سارت به الركبان ، وانتشر ذكره في سائر الأقطار والبلدان ، وقد جمع أسماء من يروي عنه فكانوا أربعة آلاف رجل – أو شيخ (3) - .
وفي الموسوعة العربية الميسرة : جعفر الصادق ، أبو عبد الله (699 – 725 م) سادس أئمة الشيعة الإمامية ، ولد بالمدينة وعاش زمنا طويلا في العراق ، عاصر الدولة الأموية والعباسية ، ولكنه سلم من اضطهادهما ، ساق الإسماعيلية الإمامة من بعده إلى ابنه إسماعيل المتوفى في حياته ، وساقها الاثنا عشرية إلى ابنه موسى [الكاظم] . كان عالما حكيما زاهدا متبحرا في علوم الدين ، ومما عرف من مبادئه أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد فيها نهي ، وأنه يجوز نقل الحديث بالمعنى . . . وكان أستاذ جابر بن حيان (4) .
الهدف من سرد كلمات هؤلاء العلماء وذكر مؤلفاتهم ، هو أن نثبت للعالم الإسلامي أن الإمام الصادق (عليه السلام) ليس مجهولا وخامل الشخصية انفردت الشيعة بالاعتقاد بإمامته ، وجلالة قدره وعظيم شأنه ، بل إن غير شيعته عرفوا مركزه العلمي والاجتماعي ونقلوا الكثير الكثير من علومه كافة خلال قرون عديدة .
إليك عزيزي القارئ بعض الشخصيات العلمية من الكتاب والمؤلفين الذين ذكروا الإمام الصادق في مروياتهم حسب التسلسل الزمني لتأريخ وفياتهم ابتداء من القرن الثاني وإلى القرن الرابع عشر الهجري .
مالك بن أنس (95 – 179) ، في موطئه . محمد بن إدريس الشافعي (150 – 204) ، في سننه المأثورة .محمد بن عمر الواقدي (ت 207) ، في مغازيه . أحمد بن حنبل (164 – 241) ، في مسنده ، وفي فضائل الصحابة . محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256) ، في التأريخ الكبير . مسلم (ت 261) ، في صحيحه . أبو داود (202 – 275) ، في سننه . ابن قتيبة الدينوري (ت 276) ، في عيون الأخبار ، وفي معارفه . الترمذي (209 – 279) ، في الجامع الصحيح . البلاذري (ت 279) ، في أنساب الأشراف . النسائي (215 – 303) ، في سننه . الطحاوي (239 – 321) ، في مشكل الآثار . ابن أبي حاتم الرازي (ت 327) ، في الجرح والتعديل . ابن عبد ربه الأندلسي (ت 328) ، في العقد الفريد . المسعودي (ت 346) ، في مروج الذهب . أبو الفرج الأصفهاني (ت 356) ، في أغانيه . الطبراني (ت 360) ، في المعجم الصغير . ابن عدي الجرجاني الشافعي (ت 365) ، في الكامل في الرجال . الدارقطني (306 – 385) ، في سننه . الحافظ النيسابوري (ت 405) ، في المستدرك على الصحيحين . الثعالبي (ت 427) ، في تفسيره . هؤلاء علماء انتخبناهم ممن نقلوا روايات وأحاديث الإمام الصادق (عليه السلام) من مجموع 162 عالما من مختلف العصور في صحاحهم ومسانيدهم ، كشاهد على مكانته العلمية الفريدة الفذة . في (وفيات الأعيان) ، قال : أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإمامية . كان من سادات أهل البيت ، ولقب بالصادق لصدقه في مقالته ، وفضله أشهر من أن يذكر ، وله كلام في صنعة الكيمياء والزجر والفأل ، وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي قد ألف كتابا يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائل جعفر الصادق (عليه السلام) ، وهي خمسمائة رسالة . وكانت ولادته (عليه السلام) سنة ثمانين للهجرة . . . وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة بالمدينة ودفن بالبقيع ، انتهى ملخصا . وفي تذكرة الحفاظ ، قال : جعفر بن محمد الإمام أبو عبد الله العلوي المدني الصادق ، أحد السادة الأعلام .
عن أبي حنيفة ، قال : ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد . وقال أبو حاتم : ثقة لا يسأل عن مثله .
وعن صالح بن أبي الأسود : سمعت جعفر بن محمد يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي . وقال هياج ابن بسطام : كان جعفر الصادق يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء . وفي حلية الأولياء ، عن عبد الله بن شبرمة ، قال : دخلت أنا وأبو حنيفة النعمان على جعفر بن محمد ، فقال لابن أبي ليلى : من هذا معك ؟ قال : هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين . قال : لعله يقيس أمر الدين برأيه ؟ قال : نعم . فقال جعفرلأبي حنيفة : ما اسمك ؟ قال : نعمان . قال : يا نعمان ، هل قست رأسك بعد ؟ قال : كيف أقيس رأسي ؟ قال : ما أراك تحسن شيئا ، هل علمت ما الملوحة في العين ، والمرارة في الأذنين ، والحرارة في المنخرين ، والعذوبة في الشفتين ؟ قال : لا . قال : ما أراك تحسن شيئا ، قال : فهل علمت كلمة أولها كفر وآخرها إيمان ؟ فقال ابن أبي ليلى : يا ابن رسول الله ، أخبرنا بهذه الأشياء التي سألته عنها ؟ فقال (عليه السلام) : أخبرني أبي عن جدي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إن الله بمنه وفضله جعل لابن آدم الملوحة في العينين لأنهما شحمتان ، ولولا ذلك لذابتا ، وأن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل المرارة في الأذنين حجابا من الدواب ، فإن دخلت الرأس دابة والتمست إلى الدماغ فإذا ذاقت المرارة التمست الخروج ، وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بهما الريح ولولا ذلك لأنتن الدماغ ، وإن الله تعالى بمنه وكرمه ورحمته لابن آدم جعل العذوبة في الشفتين يجد بهما استطعام كل شيء ويسمع الناس بها حلاوة منطقه . قال :فأخبرني عن الكلمة التي أولها كفر وآخرها إيمان ؟ فقال : إذا قال العبد : لا إله ، فقد كفر ، فإذا قال : إلا الله ، فهو إيمان . ثم أقبل على أبي حنيفة فقال : يا نعمان ، حدثني أبي عن جدي ، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس ، قال الله تعالى له : اسجد لآدم ، فقال : أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين . فمن قاس الدين برأيه قرنه الله يوم القيامة بإبليس ، لأنه اتبعه بالقياس .
وزاد ابن شبرمة في حديثه : ثم قال جعفر : أيهما أعظم ، قتل النفس أو الزنا ؟ قال : قتل النفس ، قال : فإن الله عز وجل قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة [شهود] .
ثم قال : أيهما أعظم الصلاة أم الصوم ؟ قال : الصلاة ، قال : فما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ، فكيف ويحك يقوم لك قياسك ، اتق الله ولا تقس الدين برأيك . مطالب السؤول (الباب السادس : أبو عبد الله) : قال مالك بن أنس : قال جعفر يوما لسفيان الثوري : يا سفيان ، إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها فأكثر من الحمد والشكر عليها ، فإن الله عز وجل قال في كتابه العزيز : *(لئن شكرتم لأزيدنكم)* ، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار ، فإن الله عز وعلا قال في كتابه *(استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين)* - يعني في الدنيا - *(ويجعل لكم جنات)* - في الآخرة - . يا سفيان ، إذا أحزنك أمر من سلطان أو غيره ، فأكثر من (لا حول ولا قوة إلا بالله) فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة
قال الثوري بالإسناد المتقدم : قلت لجعفر (عليه السلام) : يا ابن رسول الله ، اعتزلت الناس ؟ فقال : يا سفيان ، فسد الزمان وتغير الإخوان ، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد . وفي البحث عن حياة الصادق (عليه السلام) بيان منزلته العلمية بالقياس إلى غيره ممن أخذ الشهرة وما هو منه في شيء ، والأسباب غير مجهولة والحقيقة غير صامتة(5) .
وهنا يلزمنا أن نتخلى عن الموضوع ونستمع إلى أقوال علماء الأمة ورؤساء المذاهب وحفاظ الحديث وكبار المؤرخين والكتاب من القدماء وبعض المعاصرين في انطباعاتهم عن شخصية الإمام الصادق (عليه السلام) بدون إحاطة للكل ، بل من يحضرنا ذكره ، فلنصغ لأقوالهم تمهيدا للبحث .
أقوال العلماء في الإمام الصادق : في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به على خلقه ، وحجة زماننا ابن أخي جعفر ، لا يضل من تبعه ولا يهتدي من خالفه (6) .
زيد بن علي (عليه السلام) إن جعفرا كان ممن قال الله فيه : *(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)* ، وكان ممن اصطفاه الله وكان من السابقين في الخيرات (7) ، وإنه ليس من أهل بيت إلا وفيهم محدث وإن جعفر بن محمد محدثنا اليوم (8) .
المنصور الدوانيقي جعفر بن محمد اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلا على إحدى ثلاث خصال ، إما مصل ، وإما صائم ، وإما يقرأ القرآن (9) ، وما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علما وعبادة وورعا (10) . مالك بن أنس كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين (11) .
عمرو بن أبي المقدام ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد ، لما أقدمه المنصور بعث إلي فقال : يا أبا حنيفة ، إن الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد ، فهيئ له من المسائل الشداد ، فهيأت له أربعين مسألة ، ثم بعث إلي أبو جعفر المنصور وهو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه وجعفر بن محمد جالس عن يمينه ، فلما أبصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر ابن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر ، فسلمت عليه وأومأ إلي فجلست ثم التفت إليه فقال : يا أبا عبد الله ، هذا أبو حنيفة . قال جعفر : نعم . ثم أتبعها : قد أتانا – كأنه كره ما يقول فيه قوم : إنه إذا رأى الرجل عرفه – ثم التفت المنصور إلي فقال : يا أبا حنيفة ، ألق على أبي عبد الله من مسائلك ، فجعلت ألقي عليه فيجيبني ، فيقول : أنتم تقولون : كذا ، وأهل المدينة يقولون : كذا ، ونحن نقول : كذا ، فربما تابعهم وربما خالفنا جميعا حتى أتيت على الأربعين مسألة . ثم قال أبو حنيفة : ألسنا روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس (12) . وسأله رجل : يا أبا حنيفة ، ما تقول في رجل وقف ماله للإمام ، فمن المستحق ؟ قال : المستحق جعفر الصادق ، لأنه إمام الحق . أبو حنيفة ما هذا ببشر ، وإن كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ، ويتروح إذا شاء ، فهو هذا . وأشار إلى الصادق .
ابن أبي العوجاء جعفر بن محمد الصادق هو ذو علم غزير وأدب كامل في الحكمة وزهد في الدنيا وورع تام عن الشهوات ، وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه ويفيض على الموالين له أسرار العلوم ، ثم دخل العراق وأقام بها مدة ، ما تعرض للإمامة قط ، ولا نازع في الخلافة أحدا ، ومن غرق في بحر المعرفة لم يقع في شط ، ومن تعلى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط (13) .
أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني الإمام الصادق كان بين إخوته خليفة أبيه نقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن غيره ، كان رأسا في الحديث ، روى عنه يحيى بن سعيد وابن جريج ومالك ابن أنس وابن عيينة وأبو أيوب السجستاني وغيرهم . القرماني في تأريخه جعفر بن محمد كان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا . ابن حبان جعفر بن محمد ثقة لا يسأل عن مثله (14) . الحافظ أبو حاتم
جعفر بن محمد هو من علماء أهل البيت وساداتهم ، ذو علوم جمة ، وعبادة موفورة ، وأوراد متواصلة ، وزهادة بينة ، وتلاوة كثيرة ، يتتبع معاني القرآن ويستخرج من بحره جواهره ويستنتج عجائبه ، ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه ، رؤيته تذكر بالآخرة ، واستماع كلامه يزهد في الدنيا ، والاقتداء بهديه يورث الجنة ، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوة ، وطهارة أفعاله تصدع إنه من ذرية الرسالة ، نقل عنه الحديث واستفاد منه العلم جماعة من أعيان الأمة وأعلامهم ، مثل يحيى بن سعيد الأنصاري ، وابن جريج ، ومالك بن أنس ، والثوري ، وابن عيينة ، وأيوب السجستاني ، وغيرهم ، وعدوا أخذهم منه منقبة شرفوا بها وفضيلة اكتسبوها (15) . كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي جعفر بن محمد الإمام الناطق ذو الزمام السابق أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق أقبل على العبادة والخضوع ، وآثر العزلة والخشوع ونهى عن الرئاسة والجموع (16) .
أبو نعيم جعفر بن محمد بن علي بن الحسين كان مشغولا بالعبادة عن حب الرئاسة (17) . عبد الرحمن بن الجوزي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب ، وكنيته أبو إسماعيل ، ويلقب بالصادق والطاهر والفاضل ، وأشهر ألقابه الصادق (18) . أبو المظفر يوسف شمس الدين أدركت في هذا المسجد (يعني الكوفة) تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر ابن محمد (19) . الحسن بن علي الوشاء جعفر بن محمد ، ازدحم على بابه العلماء ، واقتبس من مشكاة أنواره الأصفياء ، وكان يتكلم بغوامض الأسرار وعلوم الحقيقة وهو ابن سبع سنين (20) . عبد الرحمن بن محمد الحنفي البسطامي جعفر بن محمد ، الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه ، ويقال : إن أبا حنيفة من تلامذته وكذلك سفيان الثوري ، وحسبك بهما في هذا الباب (21) .
أبو بحر الجاحظ جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فقيه صدوق (22) . ابن حجر العسقلاني مناقب الصادق فاضلة ، وصفاته في الشرف كاملة ، جرى على سنن آبائه الكرام وأخذ بهديه وهديهم (عليهم السلام) ، ووقف نفسه الشريفة على العبادة وحبسها على الطاعة والزهادة ، واشتغل بأوراده وتهجده وصلاته وتعبده ، لو طاوله الفلك لتزحزح عن مكانه . الوزير أبو الفتح الإربلي أبو عبد الله الإمام المعظم جعفر الصادق ، صاحب الخارقات الظاهرة والآياتالباهرة المخبر بالمغيبات الكائنة ، أمه وأم أخيه عبد الله أم فروة بنت القاسم ابن محمد بن أبي بكر ، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، ولذا كان جعفر ابن محمد عليه الرضوان يقول : ولدني أبو بكر مرتين ، ولد سنة 83 وتوفي سنة 148 ه‍ودفن بالبقيع (23) . نقيب حلب محمد بن حمزة بن زهرة جعفر الصادق نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان ، وروى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد وابن جريج ومالك والسفيانين وأبي حنيفة وشعبة وأيوب السختياني (24) .
أحمد بن حجر الهيثمي ولد الصادق بالمدينة يوم الجمعة عند طلوع الفجر سنة 83 وعاش 65 سنة وكانت إمامته أربعا وثلاثين سنة ، وقد نقل الناس عنه على اختلاف مذاهبهم ودياناتهم ما سارت به الركبان ، وقد عد أسماء الرواة عنه فكانوا أربعة آلاف رجل ،توفي في شوال سنة 148 ودفن بالبقيع مع أبيه وجده ، وقيل قتله المنصور الدوانيقي بالسم (25) .
محمد سراج الدين الرفاعي جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليه السلامم ، سمي الصادق لصدقه ، وينسب إليه كلام في صفة الكيمياء والزجر والفأل ، ولد سنة 80 بالمدينة بالبقيع . عمرو بن الوردي في تأريخه جعفر الصادق بن محمد الباقر الإمام السيد أبو عبد الله الهاشمي العلوي الحسيني المدني ، وكان يلقب بالصابر والفاضل والطاهر ، وأشهر ألقابه الصادق ، حدث عنه أبو حنيفة وابن جريج وشعبة والسفيانان ومالك وغيرهم (26) .
جمال الدين أبو المحاسن وجعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي ابن أبي طالب ، السادس من الأئمة الاثني عشر ، والدته أم فروة كريمة القاسم ابن محمد بن أبي بكر (عليه السلام) ، ولد الإمام جعفر في المدينة المنورة سنة 82 ه‍، وهو أكبر أولاد الإمام محمد الباقر وتتلمذ على والده فريد زمانه في العلم والفضل ، استمر على حلقة تدريس وإفادات جعفر الصادق الإمام الأعظم أبو حنيفة ، واستفاد منه أولا في المعارف الظاهرية والباطنية ، وكان للإمام اليد الطولى في الجفر والكيمياء والإلمام بسائر العلوم ، وكان ممن تتلمذ على الإمام موجد فن الكيمياء جابر ، لم يكن له نظير في الزهد والتقوى والقناعة وحسن الأخلاق ، ولصدق حسبه سمي بالصادق ، كان أبو جعفر المنصور ثاني خلفاء العباسيين يدعو إلى تعظيم الإمام وتكريمه ويستنير بآرائه وإرشاداته ونصائحه ، وعرض أبو مسلم الخراساني الخلافة ابتداء على الإمام جعفر الصادق فلم يقبلها ، كان له من الأولاد سبعة أبناء وثلاث بنات ، توفي في سنة 148 عن عمر ناهز 65 سنة في المدينة المنورة ودفن بجوار جده ووالده ، عرف صاحب الترجمة بإمام المذهب الشيعي ، والمنتمون إليه سموا بالجعفرية (27) .
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني المعروف بالصادق ، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر . . . متفق على إمامته وجلالته (28) . علي القاري جعفر بن محمد الصادق وهو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي عليه السلامم ، ويكنى أبو عبد الله ، وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق ، وأم أم فروة أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، وكان من سادات أهل البيت ، سمع أباه ومحمد بن المكندر وعطاء بن أبي رباح ، روى عنه عبد الوهاب الثقفي وحاتم بن إسماعيل ووهيب بن خالد وحسن بن عياش وسليمان ابن بلال والثوري والدراوردي ويحيى بن سعيد الأنصاري وحفص بن غياث
ص 380ومالك بن أنس وابن جريج ، ولد سنة ثمانين ومات سنة ثمان وأربعين ومائة وهو ابن أربعة وستين سنة (29) . محمد بن طاهر بن علي المقدسي جعفر الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمد الباقر بن زين العابدين ابن الحسين السبط الهاشمي القرشي ، سادس الأئمة الاثني عشر عند الإمامية ، كان من أجل التابعين ، وله منزلة رفيعة في العلم ، أخذ عنه جماعة منهم : أبو حنيفة ومالك وجابر بن حيان ، ولقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط ، له أخبار مع الخلفاء من بني العباس ، وكان جريئا عليهم صداعا في الحق ، وصنف تلميذه جابر بن حيان كتابا في ألف ورقة يتضمن رسائل الإمام جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة ، مولده ووفاته بالمدينة (30) .
خير الدين الزركلي لولا السنتان لهلك النعمان . أبو حنيفة يقول الآلوسي : هذا أبو حنيفة وهو من أهل السنة يفتخر ويقول بأفصح لسان : لولا السنتان لهلك النعمان ، يعني السنتين اللتين جلس فيهما لأخذ العلم عن الإمام جعفر الصادق (31) . جعفر الصادق فاق جميع أقرانه من أهل البيت وهو ذو علم غزير ،وزهد بالغ في الدنيا ، وورع تام عن الشهوات ، وأدب كامل في الحكمة . الشيخ عبد الرحمن السلمي جعفر الصادق كان من بين إخوته خليفة أبيه ووصيه ، نقل عنه في العلوم ما لم ينقل عن غيره ، وكان إماما في الحديث ومناقبه كثيرة . السويدي في سبائك الذهب جعفر الصادق له عمود الشرف ، ومناقبه متواترة بين الأنام ، مشهورة بين الخاص والعام ، وقصده المنصور الدوانيقي بالقتل مرارا فعصمه الله . جمال الدين الدراوردي ولا مشاحة أن انتشار العلم في ذلك الحين قد ساعد على إطلاق الفكر من عقاله ، فأصبحت المناقشات الفلسفية عامة في كل حاضرة من حواضر العالم الإسلامي ، ولا يفوتنا أن نشير إلى أن الذي تزعم تلك الحركة هو حفيد علي ابن أبي طالب المسمى بالإمام الصادق ، وهو رجل رحب أفق التفكير ، بعيد أغوار العقل ، ملم كل الإلمام بعلوم عصره ، ويعتبر في الواقع إنه أول من أسس المدارس الفلسفية المشهورة في الإسلام ، ولم يكن يحضر حلقته العلمية أولئك الذين أصبحوا مؤسسي المذاهب الفقهية فحسب ، بل كان يحضرها طلاب الفلسفة والمتفلسفون من الأنحاء القاصية (32) .
المصادر :
1- بحسب تسلسل وفياتهم ابتداء من مالك بن أنس (95 - 179 ه‍) في موطئه رقم 1 إلى 162 من الموسوعة
2- نور الأبصار : 147
3- الروضة الندية : 12 ، طبعة الخيرية بمصر . منه إحقاق الحق 12 : 218 .
4- الموسوعة العربية الميسرة 1 : 634
5- تذكرة الخواص الصفحة 195
6- مناقب ابن شهرآشوب 2 : 147 .
7- اليعقوبي 3 : 177 .
8- المناقب 2 : 302 .
9- المجالس السنية ، الجزء الخامس ، وقد ذكر ابن تيمية في كتاب التوسل والوسيلة : 52
10- التهذيب 2 : 104
11- تهذيب التهذيب 2 : 104 .
12- مناقب أبي حنيفة ، للموفق 1 : 173 ، وجامع أسانيد أبي حنيفة 1 : 222 ، وتذكرة الحفاظ ، للذهبي 1 : 157
13- الملل والنحل 1 : 272 ، الطبعة الثانية .
14- التهذيب 2 : 104
15- مطالب السؤول 2 : 55 .
16- حلية الأولياء 3 : 192 .
17- صفوة الصفوة 2 : 94 .
18- تذكرة الخواص : 301 .
19- المجالس ، للسيد الأمين 5 : 209
20- مناهج التوسل : 106 .
21- رسائل الجاحظ ، للسندوبي : 106
22- تقريب التهذيب : 68
23- غاية الاختصار : 62 .
24- الصواعق المحرقة : 120
25- صحاح الأخبار : 44 .
26- النجوم الزاهرة 2 : 8
27- قاموس الأعلام ، تأليف ش . سامي 3 : 1821 ، استانبول . وقد ترجمت الكلمة عن اللغة التركية .
28- شرح الشفا ، لعلي القاري 2 : 35
29- الجمع بين رجال الصحيحين 1 : 70
30- الأعلام 1 : 186
31- التحفة الاثنا عشرية : 8
32- تأريخ العرب : 179


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

القصيدة التائية لدعبل الخزاعي
حكم النساء في الصلاة
ما الذي حدث في الكون بعد مقتل الامام الحسين ...
آثار الغيبة على الفرد والمجتمع وإفرازاتها
کراهة ترک حضور الجماعة حتی الاعمی
حافظ الشیرازی بالعربیه شعراً
ذكرى اغتيال و إستشهاد الامام الرضا عليه السلام
خطبة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أمام نساء ...
قاعدة إتباع عموم العلة
أقسام القاعدة المقصدية من حيث موضوعها

 
user comment