عربي
Sunday 19th of May 2024
0
نفر 0

الاختلاف في اسم أبيه:

يعتقد الأكثرية من علماء أهل السنة أن أسم والد المهديّ المنتظر عليه السلام هو عبد الله، استناداً الى ما جاء في سنن ابي داود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: (اسمه اسمي واسم ابيه اسم ابي)، والمتفق عليه بين الإمامية ان والده هو الإمام أبي محمد الحسن العسكري الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام، ولهم على ذلك ثلاثة أدلة:

1 ـ الأخبار المروية من طرقهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأهل بيته وقد مرت معنا سابقاً في شهادتهم بولادته، من الحسن العسكري الثامن من ولد الحسين عليه السلام.

2 ـ اعتراف عدد من علماء أهل السنة ومؤرخيهم بان المهديّ المنتظر عليه السلام هو ابن الإمام الحسن العسكري، وقد مر ذكر بعضهم والإشارة الى كتبهم التي أثبتوا فيها ولادة المهديّ بما يوافق رأي الإمامية، ومنهم المؤرخ ابن خلكان، والمؤرخ ابن الأزرق، قال ابن خلكان في ترجمة الإمام المهديّ المنتظر عليه السلام: (أبو القاسم المنتظر محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، ولما توفي أبوه ـ وقد سبق ذكره ـ كان عمره خمس سنين، واسم امه خمط وقيل نرجس، وذكر ابن الأزرق في (تاريخ بارفين)، وقال: ان الحجة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين. وقيل في ثامن شعبان سنة ستة وخمسين وهو الأصح)(1) ، وقال ابن طولون الدمشقي: (كانت ولادته رضي الله عنه يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، ولمّا توفي أبوه المتقدم ذكره ـ أي الحسن العسكري رضي الله عنه ـ كان عمره خمس سنين).(2)

وترجم للإمام الحسن العسكري ابن حجر الهيثمي في (الصواعق المحرقة) وسماه أبو محمد الحسن الخالص، وذكر له كرامات، ومن كراماته التي ذكرها هذه القصة، قال:

(لما حبس المطر قحط الناس بسر من رأى قحطاً شديداً، فأمر الخليفة المعتمد بن المتوكل بالخروج للاستسقاء ثلاثة أيام، فلم يسقوا فخرج النصارى ومعهم راهب كلما مد يهده إلى السماء هطلت، ثم في اليوم الثاني كذلك فشك بعض الجهلة وارتد بعضهم، فشق ذلك على الخليفة فأمر بإحضار الحسن الخالص، وقال له أدرك أمة جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يهلكوا، فقال الحسن: (يخرجون غداً وأنا ازيل الشك إن شاء الله)، وكلم الخليفة في اطلاق أصحابه من السجن فأطلقهم، فلما خرج الناس للاستسقاء ورفع الراهب يده مع النصارى غيمت السماء، فأمر الحسن بالقبض على يده، فاذا فيها عظم آدمي فأخذه من يده، وقال استسق فرفع يده فزال الغيم، وطلعت الشمس، فعجب الناس من ذلك فقال الخليفة للحسن: ما هذا يا أبا محمد! فقال: (هذا عظم نبي ظفر به هذا الراهب من بعض القبور، وما كشف من عظم نبي تحت السماء إلاّ هطلت بالمطر)، فامتحنوا ذلك العظم فكان كما قال، وزالت الشهبة عن الناس ورجع الحسن الى داره، وأقام عزيزاً مكرماً وصلات الخليفة تصل إليه كل وقت الى أن مات بسر من رأى ودفن عند أبيه وعمه وعمره ثمانية وعشرون سنة، ويقال انه سم أيضاً، ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة ويسمى أبي القاسم المنتظر، قيل لأنه ستر بالمدينة وغاب فلم يعرف اين ذهب ومر في الآية الثانية عشرة قول الرافضة فيه إنه المهديّ).(3)

3 ـ من الثابت تاريخياً ان بني العباس هم الذين أمروا بتدوين الحديث، وانهم وضعوا روايات عديدة واسندوها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لدعم سلطانهم وتزكية خلفائهم، ومن الروايات الموضوعة ادعائهم ان المهديّ عليه السلام منهم وانه هو الذي يسلمها لعيسى ابن مريم عليه السلام، ولما كان اسم خليفتهم المدعي المهدوية محمد واسم أبيه عبد الله، وهو أبو جعفر المنصور، دسوا في بعض الأحاديث الصحيحة في المهديّ عليه السلام كلمة (واسم أبيه أسم أبي)، لتنطبق أوصاف المهديّ عليه السلام المذكور في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على مهديهم المزعوم.

وهناك أدلة كثيرة تعزر صحة هذا الرأي:

(منها): ان الحافظ نعيم بن حماد المروزي(4)، أحد مشايخ الإمام البخاري، هو أوّل من جمع المسند من الحديث، واوّل من صنف في أخبار المهديّ عليه السلام في كتابه الشهير (بالفتن)، فانه لم يذكر هذه الزيادة (واسم أبيه اسم أبي) مع انه أخرج أحاديث المهديّ عليه السلام في أكثر من مائتين طريقاً.

(ومنها): ان الإمام أحمد بن حنبل على سعة اطلاعه في علم الحديث، وقرب عهده من عصر التابعين، وعلى كثرة روايته لأحاديث المهديّ عليه السلام فانه لم يرو هذه الزيادة في مسنده.

(ومنها): ان هذه الزيادة وردت في سنن ابي داود وتناقلها الحفاظ، ورواة الحديث عنه، أو تنتهي في روايات الحفاظ الذين يروونها من بعده الى رجال اسناده، وفي سنده زائده، وهو من الرواة المجمع على تلاعبه بالسنة النبوية عند أئمة الجرح والتعديل، وكل من ترجم له قال: زائده يزيد في الحديث، ولهذا اتهمه الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعي تلميذ ابن الصلاح بانه هو المتبرع بوضع هذه الزيادة في هذا الحديث.(5)

(ومنها): ان حديث ابي داود رواه بلفظه الإمام الترمذي في صحيحه، والحافظ ابن ماجه في سنته وابي نعيم في كتبه الثلاثة الخاصة بالمهدي عليه السلام واخرج الحديث بلفظه غير هؤلاء الحفاظ لكنهم لم يرووا فيه هذه الزيادة.

(ومنها): ان أئمة أهل البيت الاثنا عشر، رووا أحاديث المهديّ عليه السلام باسانيد السلسلة الذهبية عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واخرجوها في أكثر من ستمائة طريقاً، فلم يذكروا فيها هذه الزيادة اطلاقاً.

فاذا علمنا بقواعد الأصول، ان الرواية المعتمد عليها في معرفة أسم والد المهديّ عليه السلام ساقطة بشهادة التاريخ الذي نص على ان المهديّ المنتظر عليه السلام هو ابن الإمام الحسن العسكري، بالاضافة الى شهادة أهل البيت، التي صرحوا فيها بان ولدهم المهديّ هو من نسل فاطمة، وهو الثاني عشر منهم المتولد من أبيه الحسن العسكري. ومع هذه الشواهد الكثيرة نقطع بعدم صحة الرواية التي تقول: (واسم أبيه أسم أبي)، مما يوجب عدم الاعتناء بها إلاّ لمعاند أو متعصب يحط من قيمة العلم ويخدش بشهاة التاريخ القطعية بماله من جرأة على انكار ما ثبت بالأدلة العلمية والشرعية المعتبرة.

الاختلاف في جده الأعلى:

قال جماعة من أهل السنة: ان المهديّ عليه السلام من أولاد فاطمة لكنه من نسل ولدها الحسن، ولهم على ذلك دليلان:

الأول: ما روي عن الإمام علي أنه نظر الى ابنه الحسن فقال: (ان ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخُلق ولا يشبهه في الخلق يملأ الأرض عدلاً).(6)

الثاني: قالوا: وفي كونه من ولد الحسن ـ رضي الله عنه ـ سر لطيف وهو ان الحسن ترك الخلافة لله فجعل الله في ولده من يقوم بالخلافة الحقة المتضمنة للعدل الذي يملأ الأرض، وهذه سنّة الله في عباده انه من ترك شيئاً لأجله أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه، وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه فانه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها.(7)

ذكر هذين الدليلين ابن قيم الجوزية(8)، وكلاهما باطلان: أما الحديث فعلماء الجرح والتعديل من أهل السنة كلهم متفقون على ضعف رجاله وانقطاع سنده بما فيهم ابن قيم الجوزية، واذا شئت راجع كتابه (المنار المنيف).(9) فانه تصدى لتضعيف هذا الحديث بنفسه.

واما قوله: بان الحسن ترك الخلافة والحسين حرص عليها، وقاتل من اجلها، فهو محض افتراء وكذب صريح على أولاد الأنبياء، وعلى هذين السبطين والإمامين العظيمين، بل هو تزوير للتاريخ وتزييف للحقائق والوقائع المشهورة، فالتاريخ يشهد ان الحسن عليه السلام لم يترك الخلافة لمعاوية بمحض ارادته، بل تركها مضطراً مكرهاً، بعد أن غدر به أصحابه الذين أغرى معاوية الأكثرية منهم بالأموال والمناصب.(10)

ونقل التاريخ ان معاوية دخل الكوفة في عام الصلح وخطب فيها، فذكر علياً عليه السلام، ونال منه ومن الحسن، فقام الحسن عليه السلام، وقال:

(أيها الذاكر علياً، أنا الحسن وأبي علي، وأنت معاوية وأبوك صخر، وأمي فاطمة وأمك هند، وجدي رسول الله وجدك عتبة بن ربيعة، وجدتي خديجة وجدتك قتيلة، فلعن الله أخملنا ذكراً، والأمنا حسباً، وشرنا قديماً وحديثاً، وأقدمنا كفراً ونفاقاً)، فقالت طائفة من أهل المسجد آمين، ونحن نقول كذلك آمين.

بربك هل يتنازل سبط الطاهرين وابن خاتم المرسلين عن الخلافة بملئ ارادته، لرجل شهد له بنفسه بقديم كفره ونفاقه وخباثة نسبه ومنشأه، اللهم لا يقول بذلك إلاّ النواصب الذين لا فرق عندهم بين ابناء الطلقاء، وابناء الأصفياء، ولا يميزون الخبيث من الطيب، من أمثال ابن القيم الجوزية.

والثابت في التاريخ أن الإمام الحسين عليه السلام خرج الى العراق وهو على علم بانهم سيقتلونه، وهو القائل:

(وأيم الله لو كنت في حجر هامة من هذه الهوام، لاستخرجوني حتى يقضوا فيَّ حاجتهم، ووالله ليعتدن عليّ كما اعتدت اليهود في السبت(11)، واني ماض في أمر رسول الله حيث امرني و إنّا لله وإنّا إليه راجعون).(12)

كيف يقال اذن لثائر ينعى نفسه قبل أن يضرب بالصفاح في ساحة الجهاد والشهادة، انه يطلب الدنيا ويحرص على الخلافة؟ وكيف يُتهم ابن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلمبانه طالب دنيا؟ وهذه بيانات ثورته في تصريحاته تشهد له على عكس ما يقولون أليس هو القائل يوم كربلاء:

(أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله، ألا وان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمان، واظهروا الفساد وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفئ واحلوا حرام الله وحرموا حلاله، وأنا أحق من غير).(13)

وقوله عليه السلام: (انا أحق من غير) يوضح معنى قوله السابق: (واني ماض في أمر رسول الله حيث أمرني و إنا لله و إنا اليه راجعون)، فهو ماض في طريق الثورة لتغيير الواقع المنحرف الفاسد في السلطة والمجتمع، تنفيذاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وان كان الموت ينتظره والشهادة مصيره.

فصلح الحسن وكربلاء الحسين لا يلتقيان مع دليل ابن الجوزية لاثبات المهدوية لابناء الحسن، واذا نظرنا لادلة الإمامية في اثبات المهدوية الحقة لنسل الإمام الحسين، علمنا ان ابن الجوزية وأمثاله انما ينسجون للناس التصورات الموهومة عن المهديّ المنتظر عليه السلام من خيوط بيوت العنكوت، فعلماء الإمامية يمتلكون شهادة التاريخ التي تثبت ولادة المهديّ المنتظر عليه السلام من أبيه العسكري حفيد الإمام الحسين عليه السلام، ويوافقهم على ذلك عشرات العلماء من أهل السنة، وشهادة أهل البيت عليهم السلام عندهم تغني عن كل الشهادات، لأنهم ادرى بالذي فيه من ابنائهم وانسابهم وماضيهم ومستقبلهم. فاذا وجدنا مع هذه الشهادات روايات من أهل السنة تصرح بان المهديّ المنتظر عليه السلام من ابناء الحسين عليه السلام، تسقط رواية أبي داود من الاعتبار نهائياً، وقد وجدنا هذه الروايات فعلاً.

منها رواية حذيفة قال: (خطبنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر ما هو كائن ثم قال: (لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد، لطول الله عزّ وجلّ ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي)، فقال سلمان الفارسي: يا رسول الله من أي ولدك؟ قال: (من ولدي هذا وضرب بيده على الحسين).(14)

وعن أبي وائل قال: (نظر أمير المؤمنين علي صلى الله عليه وآله وسلم الى الحسين فقال: (ان ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيخرج الله من صلبه رجلاً باسم نبيكم يشبهه في الخلق والخُلق يخرج على حين غفلة من الناس.. يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).(15)

وروي من طرق الفريقين خروج ثائر من ولد الحسن عليه السلام قبل المهديّ عليه السلام من المشرق بفترة قصيرة وهو ممدوح السيرة، وعلى اعتاب ثورته يخرج المهديّ عليه السلام، فاذا خرج التقى به السيد الحسني وسلّم عليه وقال له:

(يا ابن العم انا أحق بهذا الجيش منك انا ابن الحسن وأنا المهديّ، فيقول له المهديّ عليه السلام: (بل انا المهديّ)، فيقول له الحسني: هل لك من آية فابايعك؟ فيومئ المهديّ عليه السلام الى الطير فيسقط على يديه، ويغرس قضيباً في بقعة من الأرض فيخضر ويورق، فيقول له الحسني: يا ابن العم هي لك).(16) وعبرت بعض الروايات عن المهديّ بالحسيني. قال الشريف البزرنجي: (في هذا الحديث فائدة واشكال، أما الفائدة فانها تدل على ان المهديّ من أولاد الحسين، وان ابن عمه هذا حسني... ).(17)

الخلاصة:

ان الأخبار المروية من طرق أهل السنة، متضاربة متعارضة في تسمية الجد الأعلى للمهدي المنتظر عليه السلام فبعضها تقول: أنه من ولد الحسن عليه السلام، وبعضها تقول: انه من ولد الحسين عليه السلام، وبما ان جميع هذه الأخبار المتعارضة، في هذا الموضوع، ضعيفة الاسناد، فيحكم عليها بالتساقط.

والحق ان الحكم عليها بالتساقط، انما يصح في علم الاُصول، اذا لم توجد مرجحات تؤيد احدى الطائفتين المتعارضتين، وهي موجودة فعلاً، ومتوفرة بكثرة في تأييد الطائفة التي تقول: انه من ولد الحسين عليه السلام وهو كما يلي:

إن الرواية التي تقول انه من ولد الحسن عليه السلام فريدة وغريبة، غير مؤيدة بالشواهد والمتابعات، بينما رواية حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي تقول انه من ولد الحسين عليه السلام مؤيدة، ومتابعة بشاهد آخر من رواية أبي وائلة عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وهي نفس الرواية التي تقول انه من ولد الحسن، لكن بدل أن يقول نظر الى ولده الحسن عليه السلام قال: نظر الى ولده الحسين عليه السلام مما يدل ان الرواية السابقة مصحفة أو محرفة لصالح الحسنيين الذين ادعو المهدوية لولدهم محمد بن عبد الله الثائر الحسني الملقب بالنفس الزكية.

ومما يؤيد رواية حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وآله الرواية التي تذكر صفة السيد الحسني المشرقي، التي استدل بها الشريف البرزنجي على ان المهديّ المنتظر عليه السلام من ولد الحسين عليه السلام، وان ابن عمه هذا من ولد الحسن.

إن الأخبار متواترة عن النبي، وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم من طريق العترة الطاهرة، وفي أحاديث السلسلة الذهبية ان المهديّ المنتظر عليه السلام من ولد الحسين عليه السلام.

ومما يؤيد صحة هذا التواتر في أحاديث أهل البيت عليهم السلام، وعدم صحة اتهام رواه الشيعة باختلاف رواياته شهادة التاريخ الدالة ان المهديّ المنتظر عليه السلام من ولد الحسين عليه السلام، وقد شارك في تقرير هذه الشهادة الرسول مع أهل بيته، وجمع غفير من علماء أهل السنة ومؤرخيهم، وقد مرت علينا كلمات بعضهم المصرحة بأن المهديّ المنتظر عليه السلام من ولد الحسين عليه السلام فراجعها وتأمل فيها وخاصة كلمة الشعراني (في اليواقيت والجواهر)، وابن عربي في (الفتوحات المكية) وغيرها.

الاختلاف في عصمته:

الاعتقاد بعصمة المهديّ المنتظر عليه السلام عند أكثر علماء أهل السنة أمر غير متصور، بل المتصور عندهم على عكسه، لأنهم يعتبرونه انساناً عادياً متلبساً ببعض الذنوب والمعاصي، كأي انسان آخر، فاذا اختاره الله تعالى للخلافة تاب عليه وانقذه من الضلال والمعاصي في ليلة واحدة(18)، ويستدلون على رأيهم، هذا بما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: (المهديّ منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة واحدة).(19)

ويرفض علماء الإمامية قاطبة هذا الاعتقاد الخاطئ بولي الله المهديّ المنتظر عليه السلام الذي ادخره الله تعالى لتحقيق حلم الأنبياء عليه السلام، وتجسيد طموحات المرسلين عليهم السلام، وآمال المصلحين، وتتويج جهادهم بانتصار الايمان على الكفر وسيادة دولة العدل الالهي، وانقاذ البشرية من الفرقة والاختلاف والظلم والجور.

ولعلماء الإمامية أدلتهم الشرعية والعقلية المعروفة في تقرير وجوب العصمة للأنبياء واوصيائهم، بعد أن ينزهونهم من كبائر الذنوب وصغائر السيئات، بل وحتى من الخطأ والنسيان، وكل ما يخالف المروءة فيقولون: لو جاز ان يفعل النبي عليه السلام وخليفته الشرعي المعصية، أو جاز صدور الخطأ والنسيان منه، فنحن بين أمرين:

الأول: ان نقول بجواز ارتكاب المعاصي بل بوجوبها بما أوجب الله علينا الاقتداء به، وهذا باطل بأدلة الدين والعقل.

الثاني: ان نقول بعدم وجوب اتباعه، فذلك ينافي مهمة النبوة والخلافة التي يجب أن تطاع ليطبق حكم الله في الأرض ويعرف الهدى من الضلال والمؤمن من الفاسق.

وهذا الدليل يجري بتمامه لاثبات عصمة الخلفاء الاثني عشر من أهل البيت عليه السلام، لان الله اختارهم خلفاء في أرضه، ليكونوا أدلاءً على صراطه وأمناءً على دينه، وحراساً لكتابه، وتراجمة لوحيه بعد الرسل (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).(20)

وأهل البيت عليهم السلام هم حجج الله على الناس بعد خاتم المرسلين، كما وصفهم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (من كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن الدين تحريف الضالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)(21) ، وفي حديث الثقلين أوصى فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما أوصى برعاية القرآن بقوله: (فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهما فهم أعلم منكم).(22)

هؤلاء هم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في امته، فلو اجزنا عليهم ارتكاب المعاصي، والوقوع في الخطأ اشتباهاً، أو نسياناً، فأي فرق بينهم وبين الآخرين، لكي يفضلوا عليهم في وجوب طاعتهم والأمر بالاقتداء بهم؟ وكيف تناط مسؤولية قيادة الأمة بالعاصين؟ وأ نّى للمذنبين الظالمين لأنفسهم هداية المسلمين، وحماية الدين من تحرين المنتحلين، وتزييف المدعين، وتأويل الجاهلين، وحفظ المسلمين من الأئمة المضلين؟

ان معنى: (فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهما فهم اعلم منكم) هو الاستدلال على عصمة قيادة أهل البيت عليهم السلام، لذلك فان التقدم عليهم أو التقصير في السير على نهجهم يدعو الى الهلاك والضلال. فمن ادعى مقام المرجعية العلمية والإمامة السياسية قبال مرجعية أهل البيت و إمامتهم فهو من المتقدمين عليهم والمعتدين على منصبهم ومنزلتهم في الأمة، ومن المتجاوزين على حقوقهم والمقصرين عن الالتحاق بركبهم، ومن المخالفين لوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم.

واليك عرضاً سريعاً لبعض النصوص القرآنية والنبوية الدالة على عصمة أهل البيت عليهم السلام.

قال تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)(23) ، وفسر النبي صلى الله عليه وآله وسلم معنى الآية في عشرات الأحاديث الدالة على عصمة أهل البيت عليهم السلام فقال: (فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب)(24)، وقال: (من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي وهي جنة الخلد، فليتول علياً وذريته من بعدي، فانهم لن يخرجوكم باب هدى، ولن يدخلوكم باب ضلالة)(25) ، وقال: (انما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق)(26) ، وقال: (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).(27)

وهكذا نرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تاره يصرّح بطهارتهم وعصمتهم من الذنوب واُخرى يدعو الأمة للتمسك بولايتهم ولاسير على نهجهم، معللاً ذلك بقوله: (فانهم لن يخرجوكم من باب هدىً ولن يدخلوكم باب ضلالة) و (لن) حرف نفي ونصب واستقبال، ويقول الزمخشري: (لن يفيد التأبيد والتأكيد)، وهو معنى ثبوت العصمة لأهل البيت عليهم السلام دائماً في الحال والاستقبال، لذلك شبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإلتزام بمنهجهم بسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهلك في ظلمات الضياع والضلال، وفي حديث الثقلين قرنهم بالقرآن، وساوى بينهما في الهداية،

فقال: (ما ان تمسكتم بهما لن تضلو بعدي)(28) ، وهنا أيضاً تأتي (لن) التأبيدية والتأكيدية المفيدة لاستمرار عصمتهم من الضلال الثابتة لهم بثبوتها للقرآن على حد سواء، لأنهم مقترنون به ومساوون له في هداية الأمة.

فهذه الأحاديث وعشرات غيرها مما لا يسعنا ذكرها كلها هنا، انما طرحها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمته ليفسر آية التطهير امتثالاً لأمر الله تعالى الذي خاطب خاتم رسله بقوله سبحانه: (وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل اليهم ولعلهم يتفكرون).(29)

وفي قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى)(30) ، الدالة على وجوب مودة أهل البيت عليهم السلام، ما فيه الكفاية لاثبات عصمتهم ونزاهتهم من الذنوب والآثام، بل ومن كل ما يشين بهم ويحط من منزلتهم، لأن الله تعالى شأنه ليس له قرابة مع فئة من الناس، فلا يفضل قوماً على آخرين، ويكرس مفهوم الطبقية في مجتمع العدل والتوحيد والمساوات، ما لم يكن هناك ملاك ايجابي في ذات الفئة المفضلة عنده، كاختيارهم للخلافة بما وهبهم من مزايا ايمانية وعلمية وقيادية فريدة عالية، لا تتوفر مثلها في غيرهم، بحيث لا يتصور من خلالها مقاربتهم للذنوب والخبائث، ولا اقترافهم للسيئات صغيرة أم كبيرة، في كل حال، لأن الخطاب بوجوب مودتهم ثابت في القرآن على عمومه واطلاقه، وشامل لكل عصر وزمان فتكون عصمتهم من الذنوب ثابتة ومستمرة في حياتهم الفردية والاجتماعية في الحال والاستقبال، لأن الله تعالى لا يوجب مثل هذه المودة العظيمة لجماعة من أهل المعاصي، أو لجماعة من المؤمنين غير معصومين من الذنوب، لأن مجرد صدور أدنى مخالفة منهم لدين الله خرجوا عن أهل مودته، ولا يرجعوا اليه إلاّ بالتوبة. بينما وقع الأمر في القرآن بوجوب مودتهم على نحو الإطلاق، وهو ما يشعر أن أهل البيت عليهم السلام لا يمكن أن يتصور بحقهم ارتكاب الذنوب ابداً، ولا يخرجون عن ساحة رضى الله لحظة واحدة في حياتهم.

وهكذا نجد آية المودة تعزز مفهوم (لن) التأبيدية والتأكيدية التي تفيد معنى الاستمرارية في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لن يخرجوكم باب هدى، ولن يدخلوكم باب ضلالة)، وقوله: (ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً).

وليس وراء ثبوت العصمة لأهل البيت عليهم السلام من حكمة الهية إلاّ قيامهم باعباء الخلافة الربانيّة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولو لم يثبت هذا المنصب القيادي الإلهي لهم لما أوجب الله على الأمة مودتهم في القرآن دون غيرهم من المسلمين، ولما فرض على الأمة وجوب الصلاة عليهم مقترنة بالصلاة على خاتم المرسلين عليهم السلام، معتبراً ذلك من شروط قبول صلاة المسلمين، وحينما سأل بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علمنا كيف نصلي عليك؟ قال: (فقولوا اللهم صلِ على محمد وآل محمد كما صليت على آل إبراهيم انك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد)(31) ، وعبّر الشافعي عن هذا الوجوب الإلهي الخاص بأهل البيت عليهم السلام في أبياته الشهيرة التي نظمها في حبهم فقال:

يا آل بيت رسول الله حبكم *** فرض من الله في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم الشأن انكم *** من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له(32)

وفي البيت الأول إشارة الى آية المودة، وفي الثاني الى وجوب الصلاة عليهم مقترنة بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فالاحتجاج بحديث: (المهديّ منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة) لنفي العصمة عنه باطل، لثبوت العصمة لأهل البيت عليهم السلام عموماً بالأدلة القرآنية الصرحيه والنبوية الصحيحة، والمهديّ عليه السلام منهم فلا بد من ثبوت العصمة له بنفس تلك الأدلة.

اما معنى: (يصلحه الله في ليلة واحدة) فالمراد منه تمكينه من قبضة الحكم والسيطره على اجهزة الدولة في بلاد الحجاز في ليلة واحدة، وقد روي هذا الحديث هكذا: (يخرج المهديّ من ولدي يصلح الله أمره في ليلة واحدة)(33)، وكلمة (يخرج) استخدمت في أخبار الملاحم والفتن أكثر من (100) مرة بمعنى الثورة والخروج الى ساحة المعارك، وكلمة (الأمر) أو (أمره) جاءت في أخبار الملاحم والفتن أكثر من (50) مرة بمعنى السلطة والخلافة والحكم والدولة. فيكون معنى الحديث السابق هكذا: يخرج المهديّ من ولدي معلناً حربه وثورته على أعداء الله، فينصره الله ويصلح أمر الخلافة له في ليلة واحدة. وفي رواية قال: (يصلح الله به في ليلة واحدة)(34)، واوضح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معنى (يصلحه الله في ليلة واحدة) في حديث آخر روى عنه بسند صحيح فقال: (يخرج رجل من عترة النبي يصلح الله على يديه امرهم).(35)

وقال الشيخ علي بن سلطان الحنفي وهو يشرح معنى (يصلحه الله في ليلة واحدة): (أي يصلح أمره ويرفع قدره في ليلة واحدة، وفي ساعة واحدة من الليل حيث يتفق على خلافته أهل الحل والعقد)(36) ، ففسر معنى إصلاح أمره في ليلة واحدة، بمعنى استتباب أمر الخلافة له في ساعة من الليل، واتفاق أهل الحل والعقد عليه في تلك الليلة.

وأهل الحل والعقد في زمان المهديّ المنتظر عليه السلام هم وزرائه فقط، وعددهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، وهم الذين يجمعهم الله له في ليلة واحدة من اقطار شتى فيبايعونه بين الركن والمقام في تلك الليلة، ثم يأمرهم بعد البيعة بالسيطرة على مراكز القوة والسلاح في بلاد الحجاز في ساعة من تلك الليلة من دون قتال ولا عناء ولا اراقة دماء، كما روي عن أبي هريرة قال: (يبايع المهديّ بين الركن والمقام لا يوقظ نائماً ولا يهريق دماً)(37) ، وهذا الحديث يصف البيعة في اطار السيطرة على بلاد الحجاز في ليلة واحدة. وهو معنى لا يوقظ نائماً ولا يهريق دماً، وهو مما يتطابق تمام المطابقة مع قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (يصلح الله امره في ليلة واحدة)، حيث يتمكن من الخلافة والسيطرة على البلاد في تلك الليلة.

ولا ينطبق حديث أبي هريرة على الثورة المهدوية إلاّ في حدود تلك الليلة التي تنجح فيها بدون دماء ولا ضجيج ولا عناء، أما بعدها من الليالي الأخرى فسوف يستخدم حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اسلوب العنف والمواجهة المسلحة مع رؤوس المعارضة في بلاد الحجاز، فيقوم بتجريدهم من السلاح أولاً، ثم استخدامه لقتلهم وتصفية رؤوسهم واحداً تلو الآخر، حتى يضج الاعلام العربي المعادي له ويقول: لو كان هذا من ولد فاطمة لرحم، وهذا هو معنى الحديث القائل: (لو يعلم الناس ما يصنع المهديّ إذا خرج لاحب أكثرهم أن لا يروه، مما يقتل من الناس، أما انه لا يبدأ إلاّ بقريش، فلا يأخد منها إلاّ السيف ولا يعطيها إلاّ السيف، حتى يقول كثير من الناس ما هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمد لرحم).(38)

الاختلاف في غيبته:

يتفق علماء الإمامية على غيبة المهديّ المنتظر عليه السلام عام 261 هـ، ويعتقدون بانه لازال حياً حتى يأذن الله له بالظهور، وهم انما يعتقدون بذلك تمسكاً بالروايات المروية بشأن غيبته عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته، وهي صادرة منهم قبل وقوع الغيبة بل قبل ولادة المهديّ عليه السلام بأكثر من مائتين سنة وبعضها بمائة سنة، وقد ذكرت غيبة المهديّ عليه السلام في الحوار الذي جرى بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واليهودي أبي عمارة حين سأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أبا عمارة أتعرف الأسباط؟) قال: نعم يا رسول الله انهم كانوا اثنى عشر آخرهم لاوي بن برخيا، وهو الذي غاب عن بني اسرائيل غيبة طويلة ثم عاد فاظهر الله به شريعته بعد دارستها وقاتل قرشطيا الملك حتى قتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

(انه كائن في امتي ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، وان الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى ويأتي على امتي زمن لا يبقى من الإسلام إلاّ اسمه ولا من القرآن إلاّ رسمه فيحنئذ يأذن الله تعالى له بالخروج فيظهر الإسلام ويجدد الدين).(39)

وعن الاصبغ بن نباته قال: أتيت علياً أمير المؤمنين فقلت: (يا أمير المؤمنين مالي أراك متكفراً تنكث في الأرض أرغبة منك فيها؟ فقال:

(لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي وهو المهديّ الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً، وظلماً، تكون له غيبة وحيرة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون).(40)

وفي رواية أخرى قال عليه السلام: (اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة أما ظاهراً مشهوراً واما خائفاً مغموراً لئلا تبطل حجج الله وبيناته).(41)

وذكر هذا الكلام عن الإمام علي عليه السلام ابن أبي الحديد ثم استدرك عليه فقال: (اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة الله تعالى كيلا يخلو الزمان ممن هو مهيمن لله تعالى على عباده ومسيطر عليهم)، ثم شرح هذا الاستدراك بقوله: (وهذا يكاد يكون تصريحاً بمذهب الإمامية، ألا ان اصحابنا يحملونه على ان المراد به الأبدال الذين ورد في الأخبار النبوية عنهم انهم في الأرض سائحون، فمنهم من يعرف ومنهم من لا يعرف، وانهم لا يموتمون حتى يودعوا السر، وهو العرفان عند قوم آخرين يقومون مقامهم).(42)


  


 
 

الهوامش


--------------------------------------------------------------------------------

(1) وفيات الأعيان 3: 316، ط. مصر السعادة 1948.

(2) الأئمة الاثنا عشر طبع بيروت عام 1958م، دار صادر، تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد.

(3) الصواعق المحرقة: ص207 ـ 208.

(4) راجع ترجمة نعيم بن حماد في تهذيب التهذيب 10: 458، ميزان الإعتدال 4: 267، تذكرة الحفاظ 2: 418، الكامل لابن عدي 3: 864 هدى الساري: ص447.

(5) البيان في اخبار صاحب الزمان للحافظ الكنجي الشافعي الباب الأول.

(6) سنن ابن داود.

(7) المنار المنيف: ص151.

(8) المنار المنيف، ذكر الحديث في: ص144، برقم 329، ثم استدل على كون المهديّ من ابناء الحسن: ص151 من كتابه.

(9) المنار المنيف: ص144 ح329، مختصر سنن ابي داود للحافظ المنذري: ج6 ح4121، الاذاعة لمحمد صديق القنوجي البخاري: ص137.

(10) تاريخ الطبري 6: 92، ابن أبي الحديد 4: 697، مجمع الزوائد 9: 172.

(11) الطبري 6: 217، البداية والنهاية 8: 169.

(12) مقتل الحسين للخوارزمي 1: 158.

(13) الكامل في التاريخ 3: 280، الطبري 4: 304.

(14) دخائر العقبى: ص136، فرائد السمطين 2: 575، المعجم الأوسط للطبراني لكنه ذكره الى قوله: (اسمه اسمي)، وسكت، المنار المنيف: ص148 ح3339.

(15) اسنى المطالب للجزري: ص130، وفي نسخة لابن حماد أيضاً: ص103، الملاحم والفتن لابن طاووس: ص144، كتاب الغيبة للنعماني 2: 214، العمدة: ص434 ح912، نقلاً عن الجمع بين الصحاح.

(16) عقد الدرر ليوسف الشافعي: ص137 ـ 138.

(17) الإشاعة: ص96 ـ 97.

(18) هذا القول لابن كثير، ونقله عنه السندي شارح سنن ابن ماجة 2: 519.

(19) سنن ابن ماجة 2: 4085، الحاوي للتفاوي 2: 78.

(20) النساء: 165.

(21) الصواعق المحرقة: ص90، ذخائر العقبى: ص17 عن ابن عمر.

(22) مجمع الزوائد 9: 163، كنزل العمال 1: 48، حيدرآباد الدكن.

(23) الأحزاب: 33.

(24) الدر المنثور 6: 606 ط. بيروت دار الفكر، رواه عن الحكيم الترمذي وابن مردويه والطبراني وابن نعيم والبيهقي، فتح القدير 4: 280، وشواهد التنزيل 2: 30، والصواعق المحرقة:ص142.

(25) كنزل العمال 6: 217 ح3819 ط. حيدآباد.

(26) مستدرك الحاكم 2: 342 و3: 150، مجمع الزوائد 9: 167، منتخب كنز العمال 5: 94 بهامش مسند أحمد.

(27)  وحديث الثقلين أخرجه أئمة الصحاح والحفاظ في المسانيد والسنن في أكثر من ثلاثين مصدراً في طليعتهم مسلم والترمذي وأحمد بن حنبل وغيرهم، وهذا اللفظ للحاكم في مستدرك الصحيحين 3: 148، وهو صحيح على شرط الشيخين.

(28) صحيح الترمذي 2: 308، أُسد الغابة 2: 12، واخرجه السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير آية المودة.

(29) النحل: 44.

(30) الشورى: 23.

(31) صحيح البخاري في كتاب الدعوات في كتابه بدء الخلق، وفي كتاب التفسير، صحيح مسلم في كتاب الصلاة باب الصلاة على النبي، ورواه سنن النسائي، وأيضاً ابن ماجة، وأبو داود، والحاكم، وأحمد، والداري، والبيهقي.

(32) نور الأبصار للشبلنجي: ص104، الصواعق المحرقة: ص104، لكنه لم يذكر البيت الأخير.

(33) وهي المروية عن الإمام الحسين في شهادته بولادة المهديّ، فراجع.

(34) الاذاعة لمحمد صديق القتوجي البخاري: ص117.

(35) حديث صحيح على شرط مسلم رواه نعيم بن حماد في الفتن: ص9، ورواه جلال الدين السيوطي في جمع الجوامع، وقال: سنده صحيح على شرط مسلم 2: 30، الاشاعة: ص115، والحديث عن الإمام عليّ عليه السلام قال: الفتن أربعة وذكر الحديث.

(36) مرقاة المفاتيح لعلي بن سلطان القاري الحنفي 5: 180.

(37) الفتن لابن حماد: ص94، الحاوي للفتاوي 2: 76، عقد الدرر: 156، البرهان للمتقي الهندي باب6 ح29.

(38) عقد الدرر: ص227.

(39) فرائد السمطين 2: 132، باب31 للحمويني الشافعي.

(40) الكافي 1: 338 ح7،الاختصاص: ص209، اثبات الوصية للمسعودي: ص225، النعماني:ص60 ح4.

(41) الغارات 1: 147 ـ 156، العقد الفريد 2: 81، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18: 346 و 351، الاستدراك، الكافي 1: 335، النعماني: ص136 ح1، ورواه ابن قتيبة في عيون الأخبار ناقصاً 2: 383، ورواه ابن عساكر في تاريخ بغداد ناقصاً 6: 379،ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ناقصاً 10: 108 ـ 109.

(42) ابن الحديد 18: 351.

 


source : http://m-mahdi.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

علي الأكبر شبيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
حقيقة العبادة ومقوِّماتها
اهل البیت فی کلام الرسول
نعمة الحياء
من معاجز أمير المؤمنين عليه السّلام
سيرة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
الصحابة وتحريم متعة الحج
العتبتان الحسينية والعباسية تستعدان لإقامة ...
لماذا فرض الله صيام 30 يوما على الامه؟؟
المعايير البلاغية عند الامام الصادق(عليه السلام)

 
user comment