إن الرغبة الجنسية المعتدلة والطبيعية هي علامة الصحة الجيدة. فمن الطبيعي أن يمارس الرجل والمرأة اللذان يتمتعان بصحة جيدة العلاقات الجنسية مرة في اليوم حتى سن الستين على الأقل. والذين يتبعون النظام الغذائي ماكروبيوتيك يستطيعون الاحتفاظ بقواهم الجنسية إلى ما بعد سن الستين.
وفي اليابان تدل الإحصاءات على أن المعمرين هم الذين يتبعون نظام ماكروبيوتيك الغذائي، بينما يموت الأطباء والذين يرتادون المطاعم الفخمة في سن مبكرة. ومن المستغرب حقا أن الذين يحتضرون الأطعمة الشهية والذين يعتنون بصحتهم يجهلون سر الحياة كما أنهم أعداء الحياة!
إن اشتهاء الطعام والقابلية الجنسية هما غريزتا الإنسان الرئيسيتيان. فمن دون شهية للطعام لا يمكن أن يكون الإنسان سعيدا ومن دون القابلية الجنسية لا تبقى سلالة على وجه الأرض. وفي حالة التواصل يكون الرجل الصحيح الجسم فعالا والمرأة غير فعالة لأن الرجل هو "اليانج" فعال، جاذب نحو المركز وقوي، فإذا أفرط في "اليانج" أصبح عنيفا قاسيا وحشيا. بينما المرأة هي "ين" غير فعالة، طاردة من المركز وناعمة، فإذا تجاوزت الحدود في "الين" أصبحت ضعيفة، سلبية، غير اجتماعية تنفر من الرجل.
ولحسن الحظ أن الرجل والمرأة هما نقيصان، يكمل واحدهما الآخر. وهما مجبران أن يستفيدا من حالتهما الدائمة ويتمتعا بالحياة المليئة بالسعادة حين تقترن بالانسجام، فإذا تجردت الحياة من الرغبة الجنسية أصبحت صحراء قاحلة!
ولسوء الحظ، هناك الكثيرون لا يرغبون بالجنس الآخر، نتيجة لسوء تغذية أمهاتهم أو لأنهم تناولوا غذاء ذا طبيعة "ين" كالسكر والأثمار والمشروبات الصناعية... إلخ. فالرجل يجب أن يكون "اليانج" فإذا تحول إلى "ين" أصبح تعسا؛ وإذا تجاوز الحد في "اليانج" أصبح هداما ومات في سن مبكرة.
إن معظم التعاسة في الحياة الشخصية والعائلية تنتج من صعوبات جنسية بما فيها العجز الجنسي، سيان في ذلك ضعف هذه القوى أو إفراطها في القوة.
فما سبب العجز الجنسي والبرودة في المرأة وضعف القابلية الجنسية عند الرجل؟ العامل الأساسي هو الهرمونات الجنسية. لكن الرجل والمرأة يجهلان أن بأمكانهما مراقبة الهرمونات لديهما من خلال غذائهما، أضف الى ذلك أن كل منهما يختار شريكا لحياته لا ينسجم معه. هذا فضلا عن التباين في الإحساس والذوق والجاذب الجنسي، ولو عرفا المبدأ الكوني الواحد الذي هو "الين" و"اليانج" لأحسنا اختيار رفيق الدرب، حتى إذا فشلا تمكنا من إصلاح طبيعة الشريك بواسطة الماكروبيوتيك.
وأخيرا، هنالك آلاف المأكولات والمشروبات التي نستطيع بواسطتها أن نغير طبيعتنا ورغبتنا الجنسية ونزعتنا الثقافية وتصرفاتنا، وبالتالي مصيرنا ومجتمعنا. كثير من الأطعمة مثير للرغبة، وغيرها لا يقوي ولايضعف، وبعضها يؤثر وقتيا أو نهائيا. مثال على ذلك، نوع من الفطر الياباني (الشتاكي) (Shiitake)، نوع من اليقطين (Kampyo)، والكيوي.. مثل هذه الأطعمة تقتل القابلية الجنسية بسرعة مع أن جميعها من الخضر.
والسكر والحلويات والعصير والبوظة والمشروبات غير الروحية والفاكهة، وبصورة خاصة الفاكهة الوافدة من الأقطار الحارة، والبطاطا والباذنجان وفيتامين C، لها أيضا المفعول نفسه، لذلك يفضل أن تحل الخضر محلها. وبعض السيدات يستعملن هذه المأكولات في مطابخهن حين يكون أزواجهن مندفعين إلى حد كبير. والأزواج الذين لا يعرفون قوانين "الين"- "اليانج" يقبلون على تناول هذه الأطعمة يوميا فيتحولون إلى رجال لطيفي المعشر.
source : البلاغ