عربي
Sunday 19th of May 2024
0
نفر 0

في خصائصه المتعلقة بالقرآن المجيد والكلام العزيز

العنوان الثامن

 
 

وفيه مقاصد :

 

الاول : في أنه كلام الله تعالى .

 

الثاني : في أنه شريك القرآن الكريم ، وقد اعطاه الله تعالى لأجل ذلك خصائص القرآن وصفاته .

 

الثالث : فيما نزل من مرثيته بالخصوص في القرآن المجيد .

 

الرابع : فيما أعطاه لذلك من خصائص فاتحة القرآن ، وهي السبع المثاني المعادلة للقرآن الكريم وصفاته ، وما أعطاه من خصائص البسملة التي هي عنوان سور القرآن .

 

الخامس : مقصد لطيف شريف جامع لما يتعلق به جميع القرآن الكريم .

 

السادس : مقصد طريف ، نذكر فيه السور من أولها الى آخرها مع بيان ما يتعلق منها بالامام الحسين عليه السلام .

 


المقصد الاول


في أنه القرآن

 

وانه كلام الله حقيقة ، فانه متكلم ناطق حقيقي ، وجوده على نحو وجود الكلام لله تعالى ، ومبّين لكلام الله الصامت ، وانهما لن يفترقا ، وانهما الثقلان اللذان خلفهما رسول الله المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

 

 

وقد خصّ الحسين (ع) باستيداعه للاُمة باُمور خاصة ، فأخذه معه على المنبر وقال (ص) " أيها الناس هذا الحسين بن علي (ع) فاعرفوه وفضلوه " ، وقال صلوات الله عليه وآله " اللهم اني استودعه إياك ، وصالح المؤمنين " ،فهو وديعة نبوية عند أمته .

 

 حتى بالنسبة لمن لم يكن في ذلك الزمان ، فهو وديعة عندنا ايضا ، فانظروا كيف حفظكم لها يا امة محمد المصطفى صلوات الله تعالى عليه وآله .

 

 

المقصد الثاني


في بيان شراكته للقرآن من جميع الصفات والخصائص والفضائل


فاستمع اولا لبيان كل واحدة ، ثم للتطبيق بنحو أنيق

 

 

 فنقول :

 

 

القرآن المجيد :  هدى للناس الى الاسلام ، وبينات من الهدى والفرقان .

والحسين عليه السلام : هدى للناس الى الايمان - كما بيناه مفصلا في محله - وبينات من الهدى والفرقان بين أهل الحق والباطل عند عزمه على محاربة خلفاء الجور ، ويوم شهادته .

 

 

القرآن المجيد : ليلة نزوله ليلة القدر المباركة .

والحسين عليه السلام : ليلة ولادته المباركة تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم لهذا الأمر ، سلام هي من الله تعالى بلسان الملك جبرئيل عليه السلام بالتهنئة له حتى مطلع الفجر .

 

 

القرآن المجيد : شافع لمن يتلوه ويداوم عليـــــه .

الحسين عليه السلام : شافع لمن يزوره ويبكي عليه .

 

 

القرآن المجيد : معجزة باُسلوبه ، وبمعانيه العميقة الواسعة .

والحسين عليه السلام : معجزة برأسه وبدنه ونوره وترابه ومفتله وذاته وخصائصه ، كما يظهر من الكرامات الظاهرة لكل واحد في قضايا عديدة .

 

 

القرآن المجيد : جديد لا يبلى ، ولا يمل بكثرة التكرار مدى الازمان .

الحسين عليه السلام : مصابه جديد في كل سنة ، ولا يمل بكثرة الذكر والتكرار والالتجاء اليه والتمسك به .

 

 

 

القرآن المجيد : قراءته عبــــادة ، واستماعه عبادة ، والنظر اليه عبـــــادة .

الحسين عليه السلام : رثاؤه عبادة ، واستماع رثائه عبادة ، والجلوس في مجلسه عبادة ، والهم  له عبادة ، والبكاء له عبادة ، والإبكاء عليه عبادة ، والتشبه بالباكي عبادة ، وزيارته عبادة ، والسلام عليه من بعيد عبادة ، وزيارة زائره عبادة ، وتمني الشهادة معه عبادة ، وحبه مؤداه الى محبة الله تعالى لمحبه ومتبعه عليه السلام .

 

 

 

القرآن المجيد : له احكام في احترامه بأن لا يهجر ، ولا يترك عليه الغبار ، وأن لا يمسه إلا المطهرون ، وأن لا يكون كالأمتعة الدنيوية تقع عليه المعاملات العوضية .

الحسين عليه السلام : له احكام في احترامه كذلك ، لكن  قد سفت عليه السوافي ( سفت الريح التراب : اذا ذرته )  واحاطت بجسده ، ومسته الأرجاس ، وباعوا دينهم بقتله عليه السلام بثمن بخس ، دراهم معدودة ، وولاية مفقودة ، كما ان هجر زيارته لها اثار وضعية بالدنيا واثار سيئة بالاخرة وتفصيله قد تقدم فيما سبق من هذا الكتاب .

 

 

القرآن المجيد : كلام الله سبحانه الصامت .

الحسين عليه السلام : كلام الله تعالى الناطق .

 

 

القرآن المجيد : كريم شريف مجيد حكيم عزيز ………،  الى اخره

والحسيــــــــــــن عليه السلام : كريم شريف مجيد (شهيد) بل هو القرآن والقرآن هو ، انه الحسين صلوات الله عليه .

 

 

القرآن المجيد : فيه قصص الأنبياء عليهم السلام وحالاتهم ، وما أصابهم بالبيان .

والحسين عليه السلام : في حالته وموقفه تكمن قصة كل نبي عليه السلام ، وحالته بالعيان ، بل قد زاد على كل حالة بخصائص اختص بها وامتاز بها .

 

 

 

القرآن المجيد : آياته الظاهرة ستة آلاف وست مائة وست وستون .

الحسين عليه السلام : آياته الظاهرة في بدنه ألف وتسعمائة ، وقيل أربعة آلاف ، واذا عددت الجرح على الجرح والضرب على الضربة والطعنة على الطعنة ، وما أصابه من الرضّ بلغت الى ستة آلاف وستمائة وست وستين .

 

 

 

 

القرآن المجيد : فيه البسملة في مائة واربعة عشر مكاناً .

الحسين عليه السلام : في بدنه السيف مثل البسملة مائة وأربعة عشر .

 

 

القرآن المجيد : له اجزاء وسور وسطور وحروف ونقط وإعراب ومعاني واعجاز .

الحسين عليه السلام : لبدنه المبارك اجزاء ، وله سور ، وله سطور ، وفيه كلمات ، وحروف ونقط وإعراب ومعاني واعجاز ظاهري وملكوتي ، وله جاه ومقام عند رب العالمين لا ينقص عن جلالة القرآن وهيبته .

 


القرآن المجيد : أربعة اقسام : طول ، ومئين ، ومثاني ، ومفصل .

والحسين عليه السلام : أربعة اقسام : رأس على الرماح مسافر ، وجسد في كربلاء مطروح ، ودم زاكي على اجنحة الطيور ، وفي القارورة الخضراء عند الملك القهار ، ومفصل من صغار أعضاء أطراف الجسد المشريف ، ومتفرق في الصحراء على رمضاء كربلاء ثلاثاً .

 

 

 

القرآن المجيد : ثلاثون جزءاً ، وقد جعل كل نصف جزء جزءً على حدة .

الحسين عليه السلام : لا أدري ما أقول بالنسبة الى هذا التطبيق .

 

 

ثم ان القرأن المجيد قد سمّاه الله تعالى بأسماء تبلغ اثنين وثلاثين ، وكذلك تلك الاسماء تصدق على الامام الحسين عليه السلام .

 

فنقول بعون الله تبارك وتعالى :

 

 

القرآن المجيد : سماه الله تعالى مباركاً : " هذا ذكر مبارك " ، وقد سمى الله تعالى ايضا موضع تكليم موسى عليه السلام ، بالبقعة المباركة ، وشجرة الزيتونة في آية النور ، مباركة .

 

 

وعيسى عليه السلام مباركا كما قال :" وجعلني مباركاً " ، وماء المطر مباركا قال تعالى : " ونزلنا من السماء ماءً مباركاً " ، وليلة القدر مباركة قال تعالى :  " في ليلة مباركة " .

 

 

وقد سمى الله تعالى حبيبه الحسين عليه السلام في تسميته مباركا ، بوحي الى نبيه المصطفى صلوات الله عليه وآله بلا واسطة في رواية عجيبة ، تنبيء عن فضيلة غريبة ، من جملة ألفاظها : ( بورك من مولود عليه صلواتي وبركاتي ورحمتـــــــي ) وقد ذكرناها في عنوان الألطاف .

 

 

 

القرآن المجيد : شفاء ورحمة للمؤمنين.

الحسين عليه السلام : ذكره وحبه والتمسك به وولايته شفاء للامراض الباطنة المهلكة ، وتربته شفاء للامراض الظاهرة ، وهو رحمة للمؤمنين فأكثر فوزهم يكون به عليه السلام .

 

 

 

القرآن الكريم : نور عظيم لا ينفذ .

والحسين عليه السلام : نور حين تضمخ جسده بالتراب والدم ، ونور في السماوات والارض ، ونوره واعجازه لا ينفذ .

 

 

 

والقرآن المجيد : روح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وللناس ، كما في الاية الشريفة : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا م كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا ، وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم ( .

الحسين عليه السلام : ريحانة لرسول الله (ص) ، وراحة للناس كما في الحديث  ، بل الاحاديث والروايات .

 

 

القرآن المجيد :  حكيم يعالج القلوب ويهديهم الى الطاعة .

والحسين عليه السلام : حكيم عالج قوما بهدايتهم الى الطاعة ، وعالج العاصين بالشفاعة ، بل لولا نهضته المباركة لما بقي هناك مسلم ، وقد جاء في الروايات والاحاديث : ان الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء .

 

 

القرآن المجيد : بشير ونذير .

والحسين عليه السلام : بشير ونذير .

 

 

القرآن المجيد : كتاب مبين .

والحسين عليه السلام : إمام مبين حق ، أبان أهل الحق عن الباطل ، قديما وحديثا والى قيام يوم الدين .

 

القرآن المجيد : ذكر لكل مؤمن ومؤمنة .

الحسين عليه السلام : ذكر النبي (ص) الاكرم ، وورده طول عمره .

 

القرآن المجيد : فيه آية الكرسي ، وآية النور .

الحسين عليه السلام : فيه الكرسي الذي هو معدن العلم الإلهي ، وفيه آية النور فلم يطفأ بظلمات الليل ، ولا بالتراب والدم وما جرى عليه من الكروب والبلايا الجسام .

 

 

القرآن المجيد : فيه آيات الشفاء، وآيات الرجاء العظيمة، وآيات الرحمة، وآيات للهداية الأبدية لمن كان له قلب سليم .
الحسين عليه السلام :  فيه آيات وصفات للشفاء ، واسباب للرجاء عظيمة ، وعلل تامة للرحمة والبركات الجليلة .

 

 


القرآن المجيد : له أربعة عشر منزلا من أول حدوثه - كما هو الحق - الى استقراره في الجنة ، فإنه شخص مخلوق جليل ، له كلام ومنازل ونزول ، وشفاعة وخصومة .

 

وهي :

 

الاول : منزل حدوثه وايجاده في اللوح ، الذي هو جسم خاص أو ملك .


الثاني : قلب اسرافيل الملك عليه السلام الناظر الى اللوح .


الثالث : قلب ميكائيل الملك عليه السلام اذا قرأه عليه اسرافيل عليه السلام .


الرابع : قلب الملك جبرئيل عليه السلام اذا قرأه عليه اسرافيل عليه

السلام  .


الخامس : نزوله في البيت المعمور في ليلة القدر المباركة .


السادس : نزوله جملة على قلب النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، ليعلمه هو ، لا ليتلوه على الناس ، وذلك في أول شهر رمضان المبارك .


السابع :  نزوله عليه لتلاوته في اول المبعث النبوي المبارك .

 

الثامن : نزوله في كل ليلة للقدر على امام زمانه عجل فرجه وصلوات الله تعالى عليه وعلى ابائه المعصومين ، (سلام هي حتى مطلع الفجر ) ، في سورة القدر.


التاسع : منزله في الأسماع .


العاشر : منزله في اللسان وهو القراءة .


الحادي عشر : منزله في القرطاس.


الثاني عشر : منزله في القلوب الطاهرة المؤمنة المصدّقة به العاملة بما جاء فيه .


الثالث عشر : منزله يوم المحشر بهيئة عجيبة نورانية جليلة .


الرابع عشر : منزله في الجنـــــــــة ، وله درجات يقال لقارئه اقرأ وارقه ، فيقرأ ويرقى حتى يبلغ كل رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها ، ارق : اصعد ، والهاء في وارقه للوقف .

 


كل ذلك من الروايات المجتمعة ، ولكيفية هذه المنازل تفصيل في مقام آخر ، ويحتاج الى زيادة تحقيق لها .

 وقد ذكرت في روضات الجنات ، أسأل الله التوفيق لإتمامها ، إنما المقصود - الان - هو ان الحسين عليه السلام ايضا له اربعة عشر منزلا في فضائله .

 

 

 وله ايضا اربعة عشر منزلا في مصائبه :

 

 

ولنفصل الاربعة عشر الاولى ، ثم الاربعة عشر الثانية بتوفيق الملك الأكبر .

 

فنقول :

 

 في بيان منازل مراتبه .

 

المنزل الاول : منزل خلقه نوراً قبل خلق الخلق .

 

المنزل الثاني : منزله المتعلق بالعرش ، وله منه حالات : محدقاً به ، وعن يمينه ، وفوقه ، وحامله ، وقدامه ، وظله ، ومجلسه ، وقرطه ، وشنفه ، وزينته ، ومجموع ذلك في الروايات جاء في كشف الغمة ومعاجز آل البيت وبحار الانوار.

 

 

المنزل الثالث : منزله المتعلق بالجنة ، وله فيها كيفيات ، من كونه شجرة فيها ، وثمرة الجنة ، وقرطاً لاُدن الزهراء عليهما السلام ، وزينة للجنة ، وقرطيها وزينة لاركانها ، وان الجنة تشتاق اليه ، وله فيها حورية مخصوصة ، وان الجنة خـُلقت من نوره عليه السلام كما مرّ في الرواية .

 

 

المنزل الرابع : منزل كونه نوراً في الاصلاب الشامخة

 

المنزل الخامس : منزل كونه نوراً في الأرحام المطهرة، خصوصا عند الحمل به من الطاهرة الزهراء عليها السلام .

 

 فانها قالت : لما حملت به ما كنت احتاج الى المصباح في الليالي المظلمة .

 

المنزل السادس : على يدي لعياء الحورية ، التي ارسلت قابلة له مع الحورالعين .

 

 

المنزل السابع : منزله في جسد النبي الاكرم محمد (ص) ، وله في هذا المنزل مجالس : عاتقه الشريف ، وكتفه المكرم ، وحجره المحترم ، وصدره المعظم ، وظهره المفخم ، ويديه المباركتين ، ولكل كيفية خاصة ذكرناها في محلها ، وكذلك لأعضاء النبي (ص) على جسد الحسين (ع( منازل خاصة ، فمنزل لسانه فم الحسين يرضعه ، ومنزل ابهامه حلقه ليغذيه  ، واما شفتاه فإن لهما على جسده منازل .

 

 

أحدها : جبينه .
ثانيها : نحره ، وكان أكثر نزولهما فيه .
ثالثها : ما فوق سرته ، فانه كان يخصه بالتقبيل .

 


المنزل الثامن : صدر الزهراء البتول صلوات الله تعالى عليه .

 

المنزل التاسع : يدا علي عليه السلام حين كان يحمله على يديه ، فيقبل رسول الله (ص) كل اعضائه ويبكي ويقول له : يا أبت لم تبكي ؟ فيقول : اُقبل مواضع السيوف وأبكي .

 

المنزل العاشر : كتف الملك جبرئيل عليه السلام ، وعاتقه ، لمرات عديدة حينما كان يأخذه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

 

 ولا ننسى ان جبرئيل (ع) قد كان يهز مهد الحسين صلوات الله تعالى عليه ويتبرك بقربه .

 

 

المنزل الحادي عشر : منبر رسول الله الاعظم (ص) ، فانه لم يصعد معه على المنبر احد قط الا علي عليه السلام حين رفعه يوم الغدير ، وقال : من كنت مولاه ، فهذا علي مولاه .


ولكنه (ص) أخذ الحسين (ع) معه ، وأجلسه وهو على المنبر قدامه ، أو في حجره المبارك ، فقال : أيها الناس هذا الحسين بن علي فاعرفوه ؟، وفضلوه كما فضــّله الله تبارك وتعالى .

 

 ثم أخبر بقتله ، ثم دعى على قاتله وخاذله ، ثم استودعه عند كل مؤمن ، حتى انه قد استودعكموه ايضا .

 

فانه (ص) عمّمَ في قوله : اللهم اني استودعك وصالح المؤمنين ، فبكى الناس ، فقال : اتبكون ولا تنصرونه .

 

أقول : فأنـّكم  تسمعوا هذا الحديث ، وأنتم صامدون .

 

المنزل الثاني عشر :  قلب النبي (ص) فان له فيه منزلا خاصا ، وموقعا خاصا ، قد وصفه هو بأنه لم يقع موقعه أحد فيه .


المنزل الثالث عشر : صدر النبي المصطفى (ص) في زمن خاص ، وهو حين كان يجود بنفسه الشريفة ، فقد كان الحسين (ع) على صدره المبارك ، وهو يبكيه ، ويذكر مصابه في تلك الساعة .

 

المنزل الرابع عشر : قلبه (ص) المتحسر في تلك الحالة عليه (ع) ، فكان (ص) وهو في حال الاحتضار يتذكر حالات الامام (ع) حتى قال في ذلك الوقت : مالي وليزيد لا بارك الله في يزيد .

 

ثم رحل الى الرفيق الأعلــــى ، وفارقت الروح الشريفة الجسد المطهّر وفجعت الامة بفقده ، وعزّ علينا فقده في كل آن وحين ، وخاصة ونحن في هذا الزمان العسير الذي طغى فيه كل طاغ وباغ وفاجر.

 

المنزل الخامس عشر : قلوب المؤمنين فإن له فيها محبة قد عبّر النبي (ص) عنها بأنها " مكنونة في بواطنهم " ، فلاحظ نفسك لتقول : صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

 

 

ثم نقول :

 

في بيان منازله في مصائبه أو مصائبه في منازله :

 

الاول : المنزل الاصلي - أعني المدينة - حين اُزعج عنها ، فصعُب عليه ودعى ربه عز وجل تارة .

 

 فقال : " اللهم إنا عترة نبيك قد ازعجونا ، وشكى الى نبيه (ص) " أنا الحسين بن فاطمة قد خذلوني وضيّعوني " .

 

 

الثاني : منزله في المأمن لكل شيء : من الانسان ، والحيوان ، والطير ، والوحش ، والشجر ، والنبات  ، اعني الحرم الشريف ، حرم مكة المكرمة  ، فصار المأمن مخافة له أرادوا قتله فيه فارتحل عنه .

 

الثالث : ما بين مكة والكوفة ، نزل مراحلها بتخويف له من كل من يلقاه ، وخذلانٍ له من كل من يراه ، فكانوا يتحاشونه لئلا يكلفهم نصرته سلام الله تعالى عليه .

 

 

الرابع : كربلاء لها بقصد الاقامة ، ونية التوطن ، فقال للجمّالين

الذين معه :

 

 حطّوا الرحال بها يا قوم وانصرفوا ** عني فمالي عنها قط ترحال

 

 

الخامس : مركز له في ميدان الحرب ، كان يرجع اليه كلما اراد الاستراحة من الطعن والضرب . ويقول حين نزوله فيه كثيرا : " لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم " .

 

 

السادس : مصرع له قال فيه : " خـُـيّر لي مصرع أنا لاقيه "  ، نزل على ظهره أي على وجه الارض ثلاثة أيام أو اربعة ، ثم ارتحل الى بطنها ، وهو القبر الشريف المعظم .

 

 

السابع : منزل رأسه ، نزله ليلة الحادي عشر في دار خولي بن يزيد ، وفي الحديث نزل تحت اجانة ولكن المشهور على الالسنة ان ذلك النور نزل على التنور .

 


الثامن : منزل رأسه  عليه السلام في مجلس ابن زياد - لعنه الله - ، فكان في طبق موضوعا قدامه ، وهو فرح من نزول هذا الرأس المبارك ذلك المنزل ، والأعظم مصيبة انه لما رآه نازلا عنده كذلك تبسم ، ولعل هذا التبسم منه أعظم من قرعه بالخيزران ، والضرب على أنفه وعينيه .


التاسع : منزله في الكوفة ، وهو مصلوب على شجرة .

 

 

العاشر : نزوله في الطريق ما بين الكوفة والشام ، على الرمح تارة ، وفي الصندوق اخرى ، فيالها من منازل كثيرة في بلدان عديدة.

 

 

وفي كل منزل نزله (ع) من كل بلدة علامة شاخصة الى الان ، صلوات الله تعالى عليه .

 


الحادي عشر : نزوله دير الراهب وهو منزل إكرام وتحنيط ، وفرش للفراش اللطيف ، وتطييب للضيف بالمسك والكافور ، وتحية له بالسلام ، وجواب منه عليه السلام  وتفصيله في محله إن شاء الله تعالى .

 

 

الثاني عشر : نزوله برأسه - في طشت من ذهب في مجلس يزيد - لعنه الله - بالشام ، وقد اجتمعت عليه المصائب وهو في هذا المنزل تزيد على العشرين ، منها حادثة في ذلك المجلس ، ومنها عائدة فقد عادت المصائب كلها ، وتجددت .

وتفصيلها في محلها .

 

 

الثالث عشر : نزوله (ع) مصلوبا على باب دار يزيد لعنة الله عليه ، ولم تتحمل ذلك زوجة يزيد حتى خرجت حاسرة مكشوفة الرأس وصاحت بيزيد : " أرأس الحسين بن فاطمة مصلوب على فناء بابـــي " فقام يزيد وغطّاها وأرجعها الى حرمه ، وأمر بأن ينزل الرأس وقال لها : اذهبي يا هند واعولي على ابن رسول الله (ص) وصريخة قريش .

 


الرابع عشر : نزوله مصلوبا - ايضا - على باب دمينة دمشق وهي التي لم يُطقها صبر الامام السجاد صلوات الله تعالى عليه ، حتى نفذ صبره .

 

 

 فعلى الرغم من انه (ع) لم يتكلم عند رؤيته لنكث الرأس الشريف بالخيزران إلا انه عليه السلام لما علم بأن الرأس قد صلب على باب البلد صاح ، وقال (ع) " يا يزيد أما تستحي أن يكون رأس ابن فاطمة مصلوبا على باب مدينتكم ؟ وهو وديعة رسول الله صلى الله عليه وآله " . !!

 


وله عليه السلام بعد هذه المنازل - كالقرآن الحكيم - منازل خاصة في مدفنه ، محشره بهيئة خاصة ، وانتهاء منازله الى محله الخاص في الجنان في الدرجات التي قال عنها جده المصطفى (ص) " وان لك لدرجات لن تنالها إلا بالشهادة " ، وأعلاها ما في الحديث من إلحاق الله تعالى إياه بنبيه المصطفى (ص) في منزلته ودرجته .

 

وتفصيل كل ذلك في محله  ان شاء الله تعالى .

 

 

 

المقصد الثالث


في الآيات القرآنية النازلة في رثائه عليه السلام

 

وهي آيات :

 

 

الآية الاولى : في بيان الحمل به وولادته ، وهي قوله تعالى : " ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا . حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً . وحمله وفصاله ثلاثون شهراً . حتى إذا بلغ أشدّه وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي . إني تبت إليك وإني من المسلمين " .

 

ففي كامل الزيارات ، والبحار ، بأسانيد معتبرة ، أنه لما حملت فاطمة عليها السلام بالحسين (ع) ، نزل جبرئل فقال: يا محمد إن الله يقول السلام عليك ، ويبشرك بمولود يولد من فاطمة (ع) تقتله امتك من بعدك .

 

 فقال : وعلى ربي السلام ، لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة تقتله امتي من بعدي ، فعرج ثم نزل وقال كم قال ، فأجاب كما أجاب .

 

ثم عرج ثم نزل ايضا ، وقال : إن الله يبشرك انه جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية .

 

 

 فقال النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم : قد رضيت .

 

ثم ارسل الى فاطمة بما جاء به جبرئيل اولا ، فقالت : لا حاجة لي في مولود تقلته امتك من بعدك ، فبشرها بما بُشر ، فقالت : قد رضيت . " فحملته كرهاً " لأنه مقتول . " ووضعته كرهاً " بأنه مقتول . " وحمله وفصاله ثلاثون شهراً . حتى إذا بلغ أشدّه وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي  " فلو انه قال : واصلح لي ذريتي ، لكانت ذريته كلهم ائمة ، ولم يرضع الحسين عليه السلام من فاطمة الزهراء عليها السلام ، ولا من أنثى ، ولكنه كان يؤتى به النبي (ص) فيضع ابهامه في فيه فيمص منه لبناً ما يكفيه اليومين والثلاثة ، فنبت لحم الحسين من لحم رسول الله (ص) ، ودمه من دمه ، ولم يولد مولود لستة اشهر إلا يحيى بن زكريا عليهما السلام ، والحسين بن علي  عليهما  السلام .

 


اعلم : ان معنى قوله : كرهاً : هو الحزن والاسف عليه في حمله ، ووضعه ، وحضانته ، وارضاعه ، وتربيته ، واللعب معه في طفولته ، وفي ادخال السرور عليه من قبل جده او ابيه او امه .

 

وقد مات جده وهو حزين آسف عليه ، وماتت امه ومات ابوه واخوه كذلك ، كما نطقوا به عند موتهم ، وقد خلته اخته في المقتل وذهبت عنه كرهاً ، وأي كره هو ، واي حزن ! وأي أسف ! وأي صراخ ! وأي عويل ! وأي صبر جميل ، وأي حكمة تلك حكمة زينباً الكبرى صلوات الله تعالى عليها وعلى أخيها .

 


الاية الثانية : في بيان خروجه من المدينة وهي قوله تعالى : " اُذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا وأن الله على نصرهم لقدير ، الذين اُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله " ، فعن أبي عبدالله (ع) انها نزلت في علي وجعفر وحمزة وجرت في الحسين عليهم السلام .

 

 

بيان ذلك : ان عليا وجعفرا وحمزة ، قد اخرجوا من ديارهم ، وقتلوا ولا ذنب لهم ، ولا حق لأحد عليهم ، الا انهم قالوا : ربنا الله عزوجل ، واستقاموا على ذلك.

 

ولكن قد جرت جريانا خاصا في الامام الحسين عليه السلام ، فانه اخرج من دياره ، واخرج من كل مقر ، ولم يبق له مقر ولا مفر ، حتى انه قال : لو دخلت في حجر هامة من هوام الارض لاستخرجوني حتى يقتلوني .

 

 

 

ثم قتل قتلا خاصا ، وظلموه هو وابناءه ونساءه واطفاله واصحابه وانصاره  ظلما خاصا ، بل وجرى ذلك على شيعته من بعده الى يومنا هذا ، وهو الذي ظهرت فيه قدرة الله تعالى لنصره.

 

 

الاية الثالثة : في قلة أنصاره صلوات الله عليهم ، وهي قوله تعالى : " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكوة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لِمَ كتبت لينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب " .

 

 فعن الحسن بن زياد العطار قال : سألت أبا عبدالله (ع) عن قوله عزوجل " ألم تر إلى الذين " ، قال : نزلت في الحسن المجتبى (ع) أمره الله تعالى بالكف ، قال قلت : " فلما كتب عليهم القتال " قال : نزلت في الحسين بن علي كتب الله عليه وعلى أهل الارض ان يقاتلوا معه عليه السلام .

 

قال علي بن سباط ، ورواه بعض اصحابنا عن ابي جعفر (ع) ، وقال: لو قاتل معه اهل الارض كلهم لقتلوا كلهم .

 

تفسير العياشي ، عن ادريس مولى لعبدالله بن جعفر عن ابي عبدالله (ع) في تفسير هذه الاية  " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم " ( مع الحسن عليه السلام ) " وأقيموا الصلاة . وآتوا الزكوة " ، فلما كتب عليهم القتال ( مع الحسين عليه السلام )، "  وقالوا ربنا لِمَ كتبت لينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب " الى خروج القائم عجل فرجه ، فان معه النصر والظفر ، قال الله تعالى " قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى " .

 

الاية الرابعة : في مجمل بيان شهادته ومكانه وحالاته ، وهي قوله تعالى " كهيعص " ، كما ورد في حكاية زكريا عليه السلام لما اُوحي اليه بقضية كربلاء ، واهلاك يزيد  للعترة الطاهرة ، وعطشهم وصبرهم . وقد ذكرنا الرواية في عنوان مجالس الرثاء .

 

الاية الخامسة : فيما نادى الله تعالى به عند قتله ، وهي قوله عزوجل " يا أيتها النفس المطمئنة . ارجعي إلى ربك راضية مرضية . فادخلي في عبادي . وادخلي جنتي " .

 

 فعن ابي عبدالله (ع) قال : يعني الحسين بن علي عليهما السلام ، فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية .

 

 

اقول : بيان ذلك أن من عرف الله وعظّمه ، أحبه ورضي بكل ما يكون من جانبه تبارك وتعالى ، فلا تصيبه كراهة وتزلزل ، بل كلما ترد عليه الشدائد من قبل ربه تعالى تحصل له طمأنينة شديدة ورضا ، وقد ظهر مصداق ذلك فعلا في الامام الحسين عليه السلام .

 

كما بيّن تفصيله في العنوان السابق وسيأتي .

 


الاية السادسة : في طلب ثاره في الرجعة ، وهي قوله تعالى : " ومن قـُتل مظلوماً " ، فعن أبي جعفر (ع)  قال : هو الحسين بن علي عليهما السلام  قتل مظلوما  " فقد جعلنا لوليه سلطانا ً " ، قال : وليه القائم عجل الله فرجه وصلوات الله تعالى عليه ، " فلا يُسرف في القتل " ، يعني لا يسرف قاتله ، " إنه كان منصوراً " ، يعني ان الامام الحسين عليه السلام كان منصوراً ، هكذا في بعض الروايات .

 

وفي بعضها ان ضمير يسرف راجع الى الولي ، وكذا ضمير انه ، والمراد لا يسرف بقتل غير قاتله ، ولا يراد النهي عن قتل اعدائه الكثيرين ، وفي بعضها يسرف بالرّفع .

 

 

اقول : اولا ان المعنى الظاهري للاية المباركة ، حكم عام لجميع الناس ، وهو ان من قتل مظلوما فلوليه قصاص القاتل ، ولا يسرف في قتل غيره .

 

 

 فنقول بناء على هذا المعنى : ان لولي الحسين القصاص من قاتله ، واذا اردنا تعيين قاتله .

 

فنقول : هل قاتله يزيد او ابن زياد او ابن سعد او شمر او سنان ، او غيرهم كصالح ابن وهب الذي طعنه فانقلب عن الفرس ، او صاحب السهم المثلث الذي وقع على قلبه وقال : بسم الله وبالله ، او غيرهم ؟

 

 

الحق ان هذا المقتول له مائة ألف قاتل ، لا بمعنى الاشتراك ، بل بمعنى ان كل واحد هو قاتله حقيقة لو انفرد ، فله مائة ألف قاتل مستقل ، فهو قتيل يزيد .

 

ولذا ورد في اخبار الانبياء ، ان قاتله يزيد ، وهو قتيل ابن زياد ، ولذا قال يزيد قتله ابن مرجانة ، وهو قتيل ابن سعد .

 

ولذا كان اصحاب النبي (ص) حين يرونه وهو صغير يقولون هذا قاتل الحسين عليه السلام ، وهو قتيل الشمر ، وهو قتيل سنان ، وهو قتيل خولي ، وهو قتيل رامي السهم المثلث .

 

وما يتمم الكلام هو قتيل الظمأ ، وقتيل الغيرة  وقتيل العبرة .

 

لكن حقيقة الامر ما قاله هو : قتلت مكروبا ، يعني قتلني كربة قلبي ، ولذا سميّ بصاحب كربلاء ، فلفظ كربلا إشارة الى سبب قتله .

 

ثم اقول : ان لقوله قتل مظلوما معاني اُخر ، وكلها منطبقة على الحسين (ع) وهو حقيقتها فلنذكر موضعها .

 

 فنقول :

 

المعنى الاول : قتل مظلوما أي في حالة قد تعدى عليه فيها ، واُخذ منه كل شيء ، الولاية والمال والاصحاب والاخوان والاولاد والجارحة الظاهرية والباطنية فقد غير الطعن منه كل جارحة حتى نحره الشريف ، واستولوا على ماله ، وعياله ، واطفاله ، وهو طريد غريب فريد ، فقتلوه بهذه الحالة .

 

 فمن قتل مظلوما - بلحاظ كل شيء - هو الحسين (ع) وحده ، لانحصار هذا الكلي فيه ، ولذا سميّ المظلوم ، وجعل علما للحسين (ع) بعد ما كان صفة  .

ولذا ورد في الدعاء : اُنشدك بدم المظلوم .

 

وفي الحديث لا تدع زيارة المظلوم ، فقال الراوي : من المظلوم ؟ فقال : أوما تدري ؟! هو الحسين صاحب كربلاء .

 

المعنى الثاني : ومن قتل مظلوما في اصل قتله وبلا جرم ، بأن لم يكن مستحقا له لقصاص ، او حدّ ، او فساد .

 

وأظهر افراده الحسين (ع) ولذا قال : ويحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته ، أو مال استملكته ، او بقصاص من جراحة ، او شريعة بدّلتها .

 

المعنى الثالث : ومن قتل مظلوما ، في كيفية قتله ، فان الله تعالى قد وضع الاحسان في كل شيء ،فحدّ الشفرة في الاضحية احسان ، وعدم نظرها الى قتيل من جنسها احسان ، وعدم تكتيفها واسالها للنزع احسان ، وعدم ارائتها الشفرة احسان ، وعدم المثلة بها احسان ، وسقيها عند قتلها احسان .

 

 

وقد يقتل القتيل المظلوم باحسان اليه في كيفية قتله ، وحاله ، او يقتل مظلوما في هذه ايضا ، والحسين (ع) قتل بنحو ظالم لم يكن فيه احسان .


المعنى الرابع : ومن قتل مظلوما حين قتله ، قد تعدى عليه باحدى وجوه التعدي ، او ببعضها ، او بكلها ، وذلك منحصر في مقتول واحد وهو الشهيد المظلوم صلوات الله تعالى عليه .

 

المعنى الخامس : ومن قتل مظلوما بعد قتله يسلبه ، او قطع اعضائه ، او رضّ جسده ، او طرحه بلا دفن وكفن ثلاثا ، وهذا المعنى ايضا له فرد واحد .

 

وهو الحسين عليه السلام المظلوم بعد قتله حتى انه سلب ثوبا عتيقا ممزقا لا يُنتفع به .

 

 

 

الاية السابعة : في الانتقام له يوم القيامة ، وهي قوله تعالى : " وإذا الموءودة سُئلت . بأي ذنب قـُتلت " ، عن ابي عبدالله عليه السلام انها نزلت في الحسين بن علي  عليهما السلام .

 

اقول : حيث ان الاية الشريفة في تلو الوقائع العظيمة من تكوير الشمس ، وانكدار النجوم ، وتسيير الجبال .

 

فلا بد ان يكون السؤال الذي يذكر في تلو هذه الوقائع العظيمة ذا خصوصية في عظم السؤال عنه ، وتقلب احوال اهل المحشر فيه ، بحيث يعمّ جميع الناس ، حتى يخوّف كل الناس به ، كمعطوفاته .

 

والقتل بهذه الكيفية من الدفن احياء ، وان كان امرا عظيما .

 

 

 ولكن السؤال من  المأخوذ المضيق عليه ، المخنوق المأخوذ بنفسه وهو حي - أعني الحسين  عليه السلام ، واولاده وعياله ونساءه ومن معه ، وانهم بأي ذنب قـُتلوا كذلك ؟ - أعظم فلعل ذلك هو الوجه في قوله (ع) انها نزلت في الحسين بن علي عليهما السلام .

 

 

وتحقيق ذلك : ان الموءودة قد حصلت في الحسين (ع) وعياله واطفاله يوم عاشوراء قبل ان يستشهدوا ، فانه قد حصل خنقهم والأخذ بأنفاسهم يوم عاشوراء قبل ان يستشهدوا ، كمن يدّس في التراب وهو حي من العطش ، والمحاصرة ، والتضييق ، وتوارد المصيبة ، واعظم منه انه يؤخذ بنفسه .

 

 وقد دام الوأد من الصبح الى العصر ، بلا راحة بالموت ، فهم الموءودة ، وهذه الموءودة ممن يسأل منها بأي ذنب قتلت ؟ بأي ذنب هكذا قتلت  ؟ بأي ذنب قتلت صغارها هكذا ؟

 

 

الاية الثامنة : ( وفديناه بذبحٍ عظيم ) فقد ورد ان الذبح العظيم هو الحسين (ع) ولا يلزم منه كون مرتبة المفدى اعظم ، بل المعنى وفديناه بسبب الذبح العظيم الذي يخرج من صلبه ، او المعنى انه تبدل فداؤه لربه بفداء اخر اعظم .

 

وحصلت هذه المرتبة العظمى - من جعل النفس فداء في سبيل الله - للحسين عليه السلام .

 

 


المقصد الرابع
في ثبوت خصائص سورة الحمد والبسملة بالخصوص له عليه السلام

 

فنقول :

 

سورة الحمد :  فاتحة الكتاب .

 والحسين عليه السلام:   فاتح مصحف الشهادة .

 


سورة الحمد:  ام الكتاب

 والحسين عليه السلام :  ابو الائمة الاطايب.

 


سورة الحمد:  كنز للاطاعة .

والحسين عليه السلام : كنز لأسباب الشفاعة .

 

 


سورة الحمد:   وافية .

 والحسين عليه السلام :  واف بأسباب المغفرة  والفلاح .

 


سورة الحمد : شافية .

 والحسين عليه السلام:  تربته شافية ، ودمه شفاء كما في قضية ابنة اليهودي .

 

والدمع الذي يسكب عليه شفاء يطفيء النيران الباطنة ، والنيران الظاهرة ، فان قطرة منه لو سقطت في جهنم لاطفأت حرّها كما في الحديث ، وذكره ومولاته  شفاء لما في القلوب وأي شفاء.

 

 

سورة الحمد : كافية .

  والحسين عليه السلام : محبته كافية .

 


سورة الحمد:  عدل القرآن.

 والحسين عليه السلام:  شريك القرآن وعدله في استيداع النبي (ص) إياه .

 

 

سورة الحمد : سبع مثان ، لانها نزلت مرتين .

والحسين عليه السلام : له خصوصية وهي انه اُنزل من السماء مرتين ، واُصعد مرتين ، فنزل بروحه عند ولادته ، ووفاته كسائر الائمة والانبياء (ع) ، واُصعد بجسده .

 

 ثم اُهبط وهذا من خصائصه ، ففي الرواية انه لما قتل الحسين (ع) ، ورفعوا رأسه ، هبطت الملائكة ، وأخذت بجسده الى السماء الخامسة بتلك الحالة ، واوقفته مع صورة علي (ع) في السماء الخامسة.

 

ونظروا اليه متشحطا بدمه الزكي ، ولعنوا قاتله ، ثم نزلت به الى محله في كربلاء ، وهي هذه الامور حكمة مخفية لا نصل الى كنهها ، والله تعالى العالم بها .

 

 

سورة الحمد : من قرأها مؤمنا بظاهرها وباطنها ، اعطاه الله بكل حرف حسنة ، افضل من الدنيا بما فيها كما في الحديث .

 والحسين (ع : (من ذكره وبكى عليه  ، اعطاه الله تعالى بكل دمعة حسنة افضل من الدنيا وما فيها ، ومن زاره اعطاه الله تعالى بكل حرف حسنة افضل من الدنيا وما فيها ، كما مرّ تفصيل ذلك  .

 

 

البسملة:  عنوان السور وصدرها .

والحسين (ع) :  عنوان الشهداء وسيدهم .

 

 

البسملة : وردت في مائة واربعة عشر ، منها اجزاء القران .

والحسين (ع : ( مائة واربعة عشر تسبيبا موجبا للغفران .

 

 

البسملة : تذكر عند الذبح والنحر تكليفا .

 والحسين (ع  :(يتذكره المؤمن عند كل ذبح ونحر وقتل من حيث شدة قتله ونحره من كل قتل ونحر ، كما في الحديث النبوي .

 

بل يتذكره المؤمنون الصادقون عند كل ألم ومصاب فتهون بذلك كل مصيبة ، ويتذكره شيعته كلما سمعوا بمظلوم او علموا بغريب وحيد فريد مظلوم ،بل وكلما سمعوا الاذان فهو سبب استمرار هذا الاسلام ولولا ثورته لما بقي من الاسلام باقية ، فاعرفوا ما انتم فيه من العز والكرامة عند الله تعالى ايها الشيعة المتعاهدون مجالس امامكم الحسين (ع) وما هذا الا ان كنا صادقين مع الله تعالى في خدمة الحسين بل بشرف خدمة محمد المصطفى واله المعصومين صلوات الله تعالى عليهم اجمعين

 


المقصد الخامس
مقصد لطيف فيه جامع لما يتعلق به من القرآن

 

 

منها ما ينطبق عليه عموما من الايات والكلمات التي وردت فيه ايضا بالاشارة ، ومنها ما لم يرد بالخصوص .

 

ولكن استنبطناه من الصفات الواردة في القرآن المكتوب الثابتة فيه .

 

 فنقول :

 

القرآن الكريم : فيه ايات ، لها اسماء وصفات وخواص خاصة ، كآية النور ، واية التطهير ، واية الكرسي ، وايات لخواص مخصوصة ، وايات الشفاء ، وايات السجدة .

 

والحسين عليه السلام : فيه الكرسي الرفيع الذي عمّ السموات والارض علمه ، والحسين (ع) فيه آيتا نور فآية لرأسه وآية لجسده .

 

 

فالآية الاولى : ظهرت لكثير ممن كانوا في طريق الشام ، وظهرت لزيد بن ارقم حين مروا بالرأس على غرفته ، فرأى  الشعاع الداخل من شباك غرفته في الطريق ، فتعجب فنظر فاذا النور من الرأس المرفوع ، وسمع منه قرآءة سورة الكهف المباركة من رأسه المبارك المعجر.

 

 

والاية الثانية : رآها الزارع الاسدي ، الذي جاء في الليل ليلاحظ القتلى ، فقال : رأيت فيها جسدا يضيء في الليل كالشمس اذا طلعت ، ورأيت اسدا يجيء فيجلس عنده .

 

والحسين (ع) : في محبته ايات الشفاء من الامراض المعنوية ، وفي تربته ايات الشفاء من الامراض الظاهرية .

 

والحسين (ع) : في جسده ايات اربع ، هي العزائم الاربع ، يحق لمحبيه لدى ملاحظتها ، الوقوع على الارض ، والكبوة على الوجه كما يلزم السجود عند قراءة العزائم .

 

فآية منها : أثر سهم على قلبه الطاهر قد نفد فخرج من ظهره .

 

واية منها : اثر سيف مالك بن اليسر على رأسه الشريف الذي قطع العمامة والبرنس والرأس ، ولذا كشف رأسه وألقى العمامة والبرنس.

 

واية منها : اثر رمح على خاصرته من صالح بن وهب المزني فانقلب عن فرسه الى الارض.

 

واية منها اثر السيف على النحر المنحور من القفا وقد انفصل الرأس منه .

 

 

فهذه ايات اربع ، هي ايات العزائم الثابتة على الجسد الشريف ، تعزم على محبيه عند تصورها او سماعها ، تضعضع الاركان ، وتهدّ القوى ، وتقوّس القامة ، وتوجب السقوط على الارض ، والتعفير في التراب ، ووضع التراب على الرأس أسىً وحزنا وتألما وبكاء شديدا على المقتول بكربلا .

 

واما الايات المخصوصة للخواص المخصوصين : فان في  الحسين (ع) آيات وتسبيبات ، ووسائل الى كل مطلوب من مطالب الدنيا والاخرة بأقسامها .


المقصد السادس

 

مقصد طريف لطيف جديد نذكره في عنوان السرور ، من اولها الى اخرها ، من الفاتحة الى المعوذتين ، مع بيان ما يتعلق منها بالحسين (ع) بالاشارة او المناسبة او الباطن

 

 فنقول :

 

 

سورة الفاتحة قد ذكرناها مستقلة في المقصد السابق .

 

  سورة البقرة :

 

فيها اول رثاء للحسين (ع) وهو قوله تعالى " قالوا أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء " ، ففي الحديث انهم لاحظوا مقتل الحسين عليه السلام واصحابه في كربلاء ، وقد علموا بذلك لادلة دلتهم على ذلك .

 

  سورة آل عمران :

 

قد تلا (ع) منها حين توجه ولده علي (ع) الى القتال " إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل عمران على العالمين. ذرية بعضها من بعض . والله سميع عليم " .

 

 سورة النساء :

 

فيها الاية الثانية من ايات رثائه وهي " إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً " ، فان اظهر افرادهم الذين كانوا معه ، فما لكم لا تقاتلون في سبيلهم .

 

 

   سورة المائدة  :

 

له (ع) مائدة تنطبق على مائدة الطعام ، وهي مائدة من شراب الكوثر نازلة له ولاصحابه لرفع عطشهم ، ولم يقل اصحابه " أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا ً " ، وانما رضوا بكل عطش وكل جوع وكل جرح وكل قتل ، وكان اهنأ عليهم من كل طعام وشراب .

 

 

 سورة الاعراف :

 

هو (ع) من الاعراف على بعض المعاني الورادة في معانيها وهو من الرجال . " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم " ، وللحسين عليه السلام معرفة خاصة بسيماء زائره ، فانه له سيماء بخصوصه يوم القيامة ، كما ذكرناه في خواص الزيارة

 

 

 سورة الانفال :

 

الأنفال حقه ، وحق التسعة من ذريته " واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي الربى واليتامى والمساكين وابن السبيل " ،  وقد مُنع منه ، ومنعوا منه وغصب منه ومنهم (ع) .

 

لكنه قد اختص بمنع المشترك بين جميع ذوات الارواح ، وهو الماء الذي هو ليس من الانفال بل فيه حق شرب لكل من فيه روح حتى الكفار والحيوانات .

 

 

سورة برائة :

 

تنطبق كل ايات الجهاد فيها على جهاد اصحابه حقيقة

 

وفيها اية الاشتراء من الله تعالى " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يُقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ، ومن أوفى بعهده من الله ، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " .

 

وقد عامل في سوق هذه المعاملة جميع عباد الله تعالى بأصنافهم .

 

وللحسين (ع) بالنسبة الى ذلك معاملة خاصة ، وتسليم ثمن بنحو مخصوص، ونقل متاع وكَيله ووزنه وحفظه وبذله بنحو مخصوص ، كما يظهر من جميع خصائصه عند التدبر .

 

 سورة يونس عليه السلام :

 

للحسين (ع) من يونس صورة وصفة وسيرة حين نُبذ " بالعراء وهو

سقيم "

 

أسفي لعارٍ مثل يونس بالعراء **** يقطينه فيها جناح الأنسر

 

وان شئت فقل : يقطينه فيها سيوف تشهر ، او قل : رماح تشرع .

 

 

سورة هود عليه السلام :

 

قد تلا منها ايات خاصة حين وقف في الميدان قبالة القوم وخطبهم ، فقرأ في خطبته : " قال إني اُشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون . من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون . إني توكلت على الله ربي وربكم ما من داية إلا هو آخذ بناصيتها . إن ربي على صراط مستقيم " .

 

سورة يوسف عليه السلام:

 

في روايات العامة انها تزلت على النبي (ص) تسلية له بما جرى على ولده الحسين (ع) وفيها تطبيقات اُخر ايضا .

 

سورة الرعد :

 

قال تعالى : " ويُسبح الرعد بحمده " ، وفي الحديث ما من سحابة تمر وترعد وتبرق الا ولعنت قاتل الامام الحسين صلوات الله تعالى عليه .

 

 

سورة إبراهيـــــــــــم عليه السلام :

 

في سورة إبراهيم قصة اسكان ابراهيم لذريته " بواد غير ذي زرع " ، وينطبق عليه كيفية اسكانه (ع) ذريته في كربلاء ، وكيفية وداعه لهم .

 

 

ومن المفجعات العجيبة تطبيق مكالمة ابراهيم اهله - حين اسكنهم في ذلك الوادي - مع مكالمة الحسين (ع) حين حلّ بأهله في وادي كربلاء حرّك أهله بوادي كربلاء.

 

 

سورة الاسراء:

 

للحسين (ع) معراج خاص من ارض كربلاء ، أثر في جعله معراجا للملائكة ، واسراءً خاصا لجده (ص) المصطفى ، حيث قال اُسري بي الى موضع يقال له كربلاء ، رأيت فيه مصرع ابني الحسين واصحابه .

 

 

 

 

سورة الكهف :

 

كان رأسه المطهّر - وهو على الرمح - يتلو سورة الكهف المباركة ، فسمع زيد بن ارقم في الكوفة اية " أم حسبت أن أصحاب لاكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً " ، وسمع منه آخرون في الشام " إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدىً " ولقراءة أصل السورة حكمة خاصة .

 

ولخصوص قراءة الاولى في الكوفة حكمة خاصة ، ولقراءة الاية الثانية في الشام حكمة خاصة .

 

سورة مريم عليه السلام :

 

في حديث زكريا (ع) ان " كهيعص " اشارة الى كربلاء ، وهلاك العترة من يزيد في حال العطش مع الصبر .

 

 

 وقد ذكرنا الحديث سابقا عن التهذيب والبحار عن الامام السجاد عليه السلام وفيه قوله : " فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً " ، قال : خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء ، فوضعته في موضع قبر الحسين عليه السلام  ثم رجعت من ليلتها .

 

سورة طــــــــه :

 

فيها مناسبات له (ع) في حكاية موسى (ع) " إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا إني آنست ناراً " والحسين (ع) رأى من جانب كربلاء نوراً وهو في المدينة ، فقال لاهله : تعالوا معي ، وأجاب لما سئل عن ذلك في مكة فقال : ان الله قد شاء ان يراهن اُسارى .

 

 

وفي السور بعد طه ايضا مناسبات خاصة له ، ولهذا قرأ بعض الايات من سورة القصص عند خروجه من المدينة ، وبعض الايات عند دخوله مكة .

 

 وسنذكر تفصيلها في عنوان الهجرة من خصائصه .

 

 

وقد قرأ بعض اصحابه ايات من سورة المؤمن عند مبارزته ، كما سيجيء في عنوان الشهداء .

 

 

والمقصود بيان انموذج من التطبيقات ، فلنكتف بذلك ولنذكر بعض المناسبات لعموم السور

 

 فنقول :

 

السور المصدرة بالحروف المقطعة من : الطواسين " و " والحواميم " و " يس" و " ص " و " الم " و"ق" و "ن"


لصورها في النقش تأثيرات واشارات بالنسبة الى عددها بحساب الحمل ، وتأثير في حروفها ، واشارات الى اسماء الله ، ورموز لا يهتدي اليها الا من خوطب بها .

 

 

والحسين (ع : ( في جسده حروف مقطعة من أثر السيوف ، لها هيئات في آحادها ، ومثانيها ، وثلاثها ورباعها وخماسها ، ولكل هيئة خاصة ، وهي رموز في عالم التسليم والرضا  .

 

وقد اهتدى الى تلك الرموز من اهتدى ( النبي واله ) صلوات الله تعالى عليهم اجمعين الى رموز الحروف المقطعة في اوائل السور  .

 

 ولذا كان يقبّل بالخصوص بعض المواضع من بدنه ، يقبّل جميع البدن ، حين يقول لعلي (ع) " أمسكه فيمسكه ويقبل جميع مواضع الحروف المقطعة ويبكي صلوات الله عليه واله اوائل التسبيحات  من مناسبات الصفات الالهية التي قد منحه الله انموذجا منها كما بيّناه في العناوين الاحترامات الالهية .

 


 سورة المدثر :

 

له من هذه السورة باطنها ، كما انه لا يخرج من معناها الظاهر فان النبي (ص) منه وهو منه .

 

سورة المزمل :

 

وهو (ع) المخاطب بها من حيث انه (ص) المخاطب ، وهو (ع) به (ص) ومنه ، وهو المزمل بدمائه الذي قام ليلة الضلال فكشفها وجعلها ضياء ، وأوضح نور الحق ، واصحابه المزملون كأصحاب النبي (ص) الذين قال في حقهم يوم أحد " وزملوهم بثيابهم ودمائهم ، فانا الشهيد عليهم " .

 

سورالاقسام العظيمة :

 

لها بواطن تنطبق على الامام الحسين (ع) وحالاته ، وشهادته ، ووجهه ، وروحه ، وجسده ، وقلبه ، واصحابه وحالاتهم .

 

 فاستمع لما يتلى عليك منها :

 

" والصافات صفا . فالزاجرات زجرا . فالتاليات ذكرا " هي تنطبق على الحسين (ع) وعسكره ، لصفهم في القتال ، وصفهم للحماية ، وصفهم في الصلاة ، وصفهم في الاجساد المطروحة ، وصفهم في الرؤوس المقطوعة ، وصفهم في الدفن فانهم دفنوا في حفيرة واحدة .

 

 

 ايضا :" والفجر . وليالٍ عشر . والشفع والوتر . والليل إذا يسر " ، الحسين (ع) هو الفجر بنور هدايته ، ولياليه في مصائبه هي العشر ، هو وأخوه : الشفع ، وهو بقي وحيدا : الوتر ، واما الوتر الموتور والنفس المطمئنة في اخر هذه السورة : فهي روحه الشريفة ، حين رجوعها الى ربها كما ورد ذلك في الروايات .

 

 

ايضا : " والطور . وكتاب مسطور . في رق منشور . والبيت المعمور . والسقف المرفوع . والبحر المسجور " ، فالطور محل شهادته بمعنيين ، ظاهري كما في الحديث ، ومعنوي ، والكتاب المسطور : بدنه الشريف ، والبيت المعمور : رأسه ، والبحر المسجور : ميدان كربلاء يوم وقع القتال .

 

ايضا : " والنجم إذا هوى " ، بيان لكيفية وقوعه .

 

ايضا : " والضحى "  ضحى نور وجهه المنير ، او نور اظهار الايمان به ، فانه مجدد ما انمحى من الاسلام ولولا نهضته لما بقي مسلم قط على وجه هذه الارض ،وهذا من معاني الحديث النبوي المبارك : وانا من حسين .

 

وايضا : " والسماء ذات البروج " هو الحسين (ع) حقيقة : فانه سماء له تسعة بروج ، بل له ثلاثة عشر برجا  .

 

ايضا : " والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب " الذي يشع ضوؤه المنير من السموات ، والحسين (ع) : نجم ثاقب ، يثقب نوره الظلمات الارضية ايضا  .

 

وايضا : " والشمس وضحاها . والقمر إذا تلاها . والنهار إذا جلاها " ، الشمس : هي وجه الحسين (ع) ، لانه الشمس حقيقة ، فان الشمس يذهب شعاعها بقطعة سحاب ، وهو قد تضمخ وجهه الكريم بالدم والتراب والجراح تلو الحراج ولم ينقص من نوره  .

 

 بل كان جسده في الليالي الثلاث  يضيء كالشمس .

 

وايضا : " والمرسلات " ، الملائكة المرسلة لما يتعلق بالحسين عليه السلام .

 

 

وايضا : " والنازعات غرقاً " ، وما بعده الارواح المطهرة للحسين عليه السلام  واصحابه .

 

ايضا : " والذاريات ذروا . فالحاملات وقرا " لهما في بعض التفاسير تطبيق على اصحابه وجهادهم يوم الطف .

 

ايضا : " والتين والزيتون " قد ورد ان الزيتون هو الحسين عليه السلام .

 

ايضا : " والعاديات " لخيلهم حين تركض .

 


  سورة القيامة :

 

كلها منطبقة على قيامة أهل البيت (ع) التي قامت يوم عاشوراء ، فهي الواقعة العظيمة وهي " الحاقة " و " الصاخة" حقيقة ، وهي " الطاة الكبرى " حقيقة ، فانها قد علت على كل مصيبة ، وهي " القارعة " التي قرعت قلوب الابرار والفجار وكل شيء ، وهي التي " زلزلت الارض زلزالها " وهي الغاشية التي يقال فيها " هل أتاك حديث الغاشية " !  فهل أتاكم حديثها ؟ وهي التي تحقق فيها " إذا السماء انشقت " و " إذا السماء انفطرت " حين ضرب بالسيف على رأسه الشريف ، وقوله تعالى " إذا الشمس كورت ، وإذا النجوم انكدرت " منطبق على يوم عاشوراء ، والتكوير للشمس الظاهرية والشمس الباطنية ظاهرا وباطنا .

 

ولكل من هذه تفصيل ذكرته في كتاب روضات الجنات في المواعظ بالقرآن الكريم ، وفقني الله تعالى لاتمامه بمنه وحوله وقوته .

 

سورة القدر :

 

قد ثبتت للحسين (ع) فضائل ليلة القدر كما سيجيء في عنوان خصائصه المتعلقة بالازمنة الشريفة .

 

 

سورة الاخلاص او التوحيد :

 

هو قد اظهر في الخارج ، التوحيد الحقيقي وهو توحيد علاقة القلب ، اي تجريد العلائق القلبية من كل ما سوى الله تعالى ، وله بيان وتفصيل في عنوانه .

 

سورة الجحد :

 

اي: الجحد لدين الكفار ، وهو قد اظهر الجحد لاهل النفاق والخلاف ،  وتبّرأ منهم ، وقال ( لكم دينكم ولي دين ) صلوات الله تعالى عليه

 

 

سورتا المعوذتين :

 

عوذتان له ولاخيه كما في روايات الخاصة والعامة .

 

انتهى العنوان الثامن


source : اهل بیت
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

عداء الوهابيّة للإمام علي عليه‌السلام
زيارة الأربعين وأول من زار الإمام الحسين عليه ...
شعراء يصوغون التأريخ قوافياً
الإخلاص ثمرة الحب
علي الأكبر شبيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
حقيقة العبادة ومقوِّماتها
اهل البیت فی کلام الرسول
نعمة الحياء
من معاجز أمير المؤمنين عليه السّلام
سيرة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام

 
user comment