عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

ســــجـود النبــي (صلى الله عليه وآله وسلم)

روى ابن حازم بسنده قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للصلاة وهو حامل أحد ابنيه الحسن أو الحسين، فتقدّم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم وضعه عند قدمه اليمنى، فسجد سجدة أطالـها، فـرفعت رأسي من بين الناس فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ساجد وإذا الغلام راكب على ظهره، فعدت فسـجدت، فلمـا انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قــال الناس: يـا رسول الله، لقـد سجـدت فـي صلاتك هذه سـجدة ما كنت تسجدها، أفشيء أُمرت به أو كان يوحى إليك؟ قال: (عليه السلام)كلّ ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته(عليه السلام)(1).

عن عبد الله قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ضهره، فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهم، فلما قضى الصلاة، وضعهما في حجره فقال: من أَحبني فليحب هذين(2).

عن أبي بُريدة قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين (عليهما السلام) عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قـال: (عليه السلام)صدق الله >إنّما أموالكم وأولادكم فتنة<(3) فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما(عليه السلام)(4).

عن أبي سعيد قال: جاء الحسين يشتدّ ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلّي فالتزم عنق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقام به، وأخذ بيده، فلم يزل ممسكها حتى رجع(5).

عن زينب بنت جحش قالت: قام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلّي واحتضنه -  يعني الحسين -  فكان إذا ركع وسجد وضعه، وإذا قام حمله، فلما جلس جعل يدعو ويرفع يديه ويقول، فلما قضى الصلاة قلت: يا رسول الله، لقد رأيتك تصنع اليوم شيئاً ما رأيتك تصنعه. قال: (عليه السلام)إنّ جبريل أتاني فأخبرني أنّ ابني يقتل. قلت: فأرني إذاً فأتاني بتربة حمراء(عليه السلام)(6)

كلّ ذلك إشارة إلى منزلة ومكانة الإمام الحسين (عليه السلام) عند رسول الله (ص)، وعلى المسلمين أن يحافظوا على ما كان يكنّه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لولده الحسين (عليه السلام)، حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط(عليه السلام)(7) والإسلام الذي وصلنا إلى هذا اليوم هو ببركة ثورة الحسين (عليه السلام) في كربلاء، لأنّ الإسلام مـحمدي الوجود وحسيني البقاء.

____________________________________________________________________________________

1- المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 165 وبذيله تلخيص للحافظ الذهبي - كتاب معرفة الصحابة - قال الحاكم: هذا آخر ما أدى إليه اجتهاد من ذكر مناقب أهل بيت رسول الله 2 ما يصح منها بالأسانيد المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 180؛ تهذيب التهذيب: ج 2 ص 346.

2- فرائد السمطين: ج 2 ص 107 ح 414.

3- سورة التغابن: الآية 15.

4- سنن الترمذي: ج 5 ص 658 ح 3774؛ تهذيب التهذيب: ج 2 ص 346؛ ذخائر العقبى: ص 228؛ تهذيب الكمال: ج 6 ص 403؛ ينابيع المودة: ص 263؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 161 ح 3490؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 385 رقم: 269؛ أسد الغابة: ج 2 ص 16؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 94.

5- مـجمع الزوائد: ج 9 ص 189.

6- مـجمع الزوائد: ج 9 ص 191.

7- أنساب الأشراف: ج 2 ص 453؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 404 - 270؛ الفصول المهمة: ص 169.


source : اهل بیت
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الألفاظ الدخيلة والمولَّدة
الحجّ في نهج البلاغة -4
مكانة الشهيد
المجالس والبعد السياسي
المهدي المنتظر يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ...
المدلول الاجتماعي واللفظي للنص
﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُُ﴾ ليس دليلاً على ان ...
الأحاديث الشريفة في المهدي المنتظر (عجّل الله ...
فی من نسی صلاة اللیل
رأس الـحسين (عليه السلام)

 
user comment