قد نقلت مصادر الحديث عن عطاء الإمام الحسين عليه السلام قصصاً، وإليك أيها القارئ الكريم بعضاً من تلك القصص: في مسجد جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاة أخيه الحسن عليه السلام وكان عبد الله بن الزبير جالساً في ناحية المسجد، وعتبة بن أبي سفيان في ناحية أخرى ، فجاء أعرابي على ناقة فعقلها باب المسجد ودخل فوقف على عتبة بن أبي سفيان فسلم عليه فرد عليه السلام فقال له الأعرابي: إني قتلت ابن عم لي وطولبت بالدية فهل لك أن تعطيني شيئاً؟ ابن عم لي وقد طولبت بالدية فهل لك أن تعطيني شيئاً؟ وعشرة آلاف درهم أخرى وقال هذه تلم بها شعثك وتحسن بها حالك وتنفق منها على عيالك. حرة لوجه الله تعالى. يقول : واغماه. وأنشأ يقول: فأجابه لبيك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال ما تبقى معك من نفقتنا ؟ وهذه قطرة من بحر جود و كرم الامام الحسين عليه السلام ___________________________________________________________________________
الأولى: قضائه لدية الإعرابي.
روى أحمد بن سليمان بن علي البحراني في عقد اللآل في مناقب الآل أنّ الحسين عليه السلام كان جالساً
فرفع رأسه إلى غلامه وقال إدفع إليه مائة درهم. فقال الأعرابي : ما أريد إلا الدية تماماً.
ثم تركه ، وأتى عبد الله بن الزبير وقال له مثل ما قال لعتبة فقال عبد الله لغلامه: ادفع إليه مائتي درهم.
فقال الأعرابي ما أريد إلا الدية تماما، ثم تركه ، وأتى الحسين ع فسلم عليه وقال يا ابن رسول الله إني قتلت
فقال له: يا إعرابي نحن قوم لا نعطي المعروف إلا على قدر المعرفة.
فقال: سل ما تريد.
فقال له الحسين: يا إعرابي ما النجاة من الهلكة؟
قال: التوكل على الله عز وجل.
فقال وما الهمة؟
قال: الثقة بالله.
ثم سأله الحسين غير ذلك وأجاب الأعرابي، فأمر له الحسين ع بعشرة آلاف درهم وقال له هذه لقضاء ديونك
فانشا الأعرابي يقول:
طربت وما هاج لي معبق * ولا لي مقام ولا معشق
ولكن طربت لآل الرسو * ل فلذ لي الشعر والمنطق
هم الأكرمون هم الأنجبون * نجوم السماء بهم تشرق
سبقت الأنام إلى المكرمات * فقصر عن سبقك السبق
بكم فتح الله باب الرشاد * وباب الفساد بكم مغلق(1)
الثانية: عتقه للجارية.
عن أنس: كنت عند الحسين عليه السلام فدخلت عليه جارية بيدها طاقة ريحان، فحيته بها فقال لها: أنت
فقلت : تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها؟!
قال: كذا أدبنا الله تعالى، قال: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فكان أحسن منها عتقها(2).
الثالثة: قضاء دين أسامة.
مناقب ابن شهرآشوب : عمرو بن دينار قال: دخل الحسين عليه السلام على أسامة بن زيد وهو مريض ، وهو
فقال له الحسين عليه السلام: وما غمك يا أخي؟
قال: ديني وهو ستون ألف درهم.
فقال الحسين: هو علي.
قال: إني أخشى أن أموت.
فقال الحسين: لن تموت حتى أقضيها عنك، قال : فقضاها قبل موته(3).
الرابعة: عدم رده للسائل.
روى ابن عساكر في تاريخ دمشق أن سائلاً خرج يتخطى أزقة المدينة حتى أتى باب الحسين فقرع الباب
لم يخب اليوم من رجاك ومن * حرك من خلف بابك الحلقه
فأنت ذو الجود أنت معدنه * أبوك قد كان قاتل الفسقة
وكان الحسين واقفاً يصلي فخفف من صلاته وخرج إلى الأعرابي فرأى عليه أثر ضر وفاقة فرجع ونادى بقنبر
قال مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك.
فقال: هاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم.
فأخذها وخرج يدفعها إلى الأعرابي، وأنشأ يقول:
خذها فإني إليه معتذر * واعلم بأني عليك ذو شفقة
لو كان في سيرنا الغداة عصا * كانت سمانا عليك مندفقه
لكن ريب الزمان ذو نكد * والكف منا قليلة النفقة
فأخذها الأعرابي وولى وهو يقول:
مطهرون نقيات جيوبهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
وأنتم أنتم الأعلون عندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور
من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له في جميع الناس مفتخر(4)
المصدر:
(1) أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 1 - ص 580.
(2) أهل البيت في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - ص 305.
(3) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 44 - ص 189.
(4) أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 1 - ص 579.
source : اهل بیت