شهادة الإمام الرضا ( عليه السلام )
إنَّ التودُّدَ والاحترام الذي بَذَله المأمون للإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وإرغامَهُ على الدخول في ولاية العهد ، لم يكن زهداً منه بالسلطة ، وإنَّما كان لإغراض سياسية ، ولو كان زاهِداً فيها لما قَتَل أخاه الأمين من أجلها .
ونتيجة للصراع الدائر بين أهل البيت ( عليهم السلام ) وأنصارهم وبين بني العباس - بالإضافة إلى بروز شخصية الإمام الرضا ( عليه السلام ) وتفوُّقها على شخصية المأمون - دَفَعَ المأمون إلى التفكير بشكلٍ جِدِّي بِتَصفِية الإمام ( عليه السلام ) واغتياله ، وتمَّ له ذلك عن طريق دَسِّ السُمِ للإمام ( عليه السلام ) .
فمضى الإمام الرضا ( عليه السلام ) شهيداً مسموماً ، في اليوم الأخير من صفر 203 هـ ، وعلى رواية في السابع عشر من صفر .
وتم دفنه ( عليه السلام ) في مدينة طوس بخراسان ، والتي كبُرت واتَّسعت بعد دفن الإمام الرضا ( عليه السلام ) فيها ، وصار اسمها ( مَشْهَد المقدَّسة ) ، وهي من أوسع المُدن في بلاد إيران .
وبِبَرَكة احتضان هذه المدينة للجسد الشريف لهذا الإمام ( عليه السلام ) ، أصبَحَتْ مدينةً غنيةً بالثروات ، عامرةً بالحوزات العلميَّة ، والمدارس الدينية ، والمراكز والمؤسَّسات التحقيقيَّة والثقافية .