عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

صلاة الإمام الرضا ( عليه السلام ) لعيد الفطر

صلاة الإمام الرضا ( عليه السلام ) لعيد الفطر

دعوة المأمون للصلاة :

دعا المأمون العباسي ـ الحاكم الإسلامي آنذاك ـ الإمام الرضا ( عليه السلام ) إلى إقامة صلاة عيد الفطر بالناس والخطبة بهم .

فأجابه الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الأمر ـ وهي عدم تدخله في أي أمر من الأُمور ـ فاعفني عن الصلاة بالناس ) .

أصر المأمون على الإمام ( عليه السلام ) بالصلاة ، فقال ( عليه السلام ) : ( إن أعفيتني فهو أحبّ إلي ، وإن لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام )) .

فقال المأمون : أخرج كيف شئت . وأمر القوّاد والناس أن يبكّروا إلى باب الرضا ( عليه السلام ) .

اجتماع الناس والقادة :

في الصباح الباكر اجتمع الناس على باب دار الإمام ( عليه السلام ) ينتظرون خروجه للصلاة ، وجاء قادة الجيش ومعهم مجموعة من الجند ، ووقفوا على الباب ، وجلست النساء والأطفال على السطوح والطرقات ليتفرّجوا على موكب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وهو خارج إلى الصلاة .

خروج الإمام الرضا ( عليه السلام ) للصلاة :

لمّا طلعت الشمس اغتسل الإمام ( عليه السلام ) غسل يوم العيد ، ولبس ثيابه ، وتعمّم بعمامة بيضاء من قطن ، ألقى طرفاً منها على صدره ، وطرفاً بين كتفيه ، وتطيّب ، وأمر مواليه أن يصنعوا مثل صنعه ، وأخذ بيده عكّازة ، وخرج بتلك الحالة وهو حاف ، فمشى قليلاً ورفع رأسه إلى السماء وكبّر ، وكبّر مواليه معه ، ومشى حتّى وقف على الباب ، فلما رآه القوّاد والجند في تلك الصورة ، نزلوا من على خيولهم إلى الأرض ، وكبّر ( عليه السلام ) على الباب ، وكبّر الناس معه ، وعلت أصواتهم بالتكبير ، وتذكّروا في صورة الإمام ( عليه السلام ) صورة جدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

ويصف البحتري خروج الإمام ( عليه السلام ) إلى الصلاة بهذه الكيفية بقوله :

ذكروا بطلعتك النبي فهلّلوا ** لمّا طلعت من الصفوف وكبّروا

حتّى انتهيت إلى المصلّى لابسا ** نور الهدى يبدو عليك فيظهر

ومشيت مشية خاضع متواضع ** لله لا يزهو ولا يتكبّر

ولو أنّ مشتاقاً تكلّف غير ما ** في وسعه لمشى إليك المنبر

وضجّة مدينة مرو بالبكاء والعويل لمّا رأوا الإمام ( عليه السلام ) بتلك الصورة ، وسمعوا تكبيره .

ترك الإمام الرضا ( عليه السلام ) للصلاة :

بلغ المأمون ذلك فارتاع ، وفزع ، فقال له الفضل بن سهل ذو الرئاستين : يا أمير المؤمنين ، إن بلغ الرضا المصلّى على هذا السبيل افتتن به الناس ، وخفنا كلّنا على دمائنا ، فانفذ إليه أن يرجع .

فبعث إليه المأمون بعض جلاوزته : قد كلّفناك شططاً وأتعبناك ، ولست أحب أن تلحقك مشقّة ، فارجع وليصل بالناس من كان يصلّي بهم على رسمه ، فدعا ( عليه السلام ) بخفّه فلبسه ، ورجع من دون أن يصلّي بالناس ، واختلف أمر الناس في ذلك اليوم ولم تنتظم صلاتهم .

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أدعية الإمام الرضا ( عليه السلام )
صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام )
لماذا أبو نواس تأخر عن مدح الإمام الرضا(ع)؟
الإمام الرضا (ع) وتجربة المشارکة السياسية في ...
نبذة من حياة الامام علي بن موسي الرضا (ع)
طب الرضا
أدعية الإمام الرضا عليه السلام
مناظرة الإمام الرضا ( عليه السلام ) مع أصحاب ...
تراث الإمام الرضا عليه السلام
کرامات الامام الرضا علیه السلام

 
user comment