وصاياه عليه السلام
وردت لكل من أئمة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) وصايا كثيرة بعضها كان الموصى بها فردا، وأخرى كانت لجماعة، وربما حملها الإمام بعض ثقاته وأمره بتبليغها لشيعته ومواليه.
وهذه الوصايا مملوءة بالمواعظ مزدانة بالحكم، حافلة بالنصائح، طافحة بالتعاليم الاسلامية.
نقدم في هذا الباب ما ورد من وصايا الإمام محمد الحسن العسكري (عليه السلام) وجدير بنا أن نأخذ هذه الوصايا للتطبيق، ونخرجها إلى حيز العمل.
1- من وصية له (عليه السلام) لشيعته:
(أوصيكم بتقوى الله، والروع في دينكم، والاجتهاد لله وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، صلوا في عشائرهم، وشاهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم،وأدّوا حقوقهم، فان الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدى الأمانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل هذا شيعي فيسرني ذلك، اتقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيئاً، جروا إلينا كل مودة، ودافعوا عنا كل قبيح، فانه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك، لنا حق في كتاب الله، وقرابة من رسول الله وتطهير من الله، لا يدعيه غيرنا إلا كذاب،. اكثروا ذكر الله وذكر الموت، وتلاوة القرآن، والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فان الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عشر حسنات. احفظوا ما أوصيتكم به واستودعكم الله واقرأ عليكم السلام)(1).
احتجاجاته عليه السلام
• روى الإربلي عن أبي هاشم، قال: (سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد عن قول الله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب) فقال أبو محمد: هل يمحو الله إلاّ ما كان وهل يثبت إلاّ ما لم يكن؟ فقلت في نفسي: هذا خلاف ما يقول هشام بن الحكم لا يعلم الشيء حتى يكون، فنظر إليٌّ أبو محمد فقال: تعالى الجبّار الحاكم، العالم بالأشياء قبل كونها الخالق إذ لا مخلوق، والربّ إذ لا مربوب، والقادر قبل المقدور عليه، فقلت: أشهد أنّك وليّ الله وحجّته والقائم بقسطه وانّك على منهاج أمير المؤمنين وعلمه).
• وقال أبو هاشم: (كنت عند أبي محمد فسأله محمد بن صالح الأرمني عن قول الله (وإذْ أخَذَ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم واشهدهم على أنفسهم، ألستُ بربّكم قالوا بلى شهدنا).
قال أبو محمد ثبتت المعرفة ونسوا ذلك الموقف وسيذكرونه، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه؟ قال أبو هاشم: فجعلت أتعجّب في نفسي من عظيم ما أعطى الله وليّه وجزيل ما حمله فأقبل أبو محمد علي، فقال: الأمر أعجب ممّا عجبتَ منه يا أبا هاشم وأعظم ما ظنّك بقوم من عرفهم عرف الله ومن أنكرهم أنكر الله فلا مؤمن إلاّ وهو بهم مصدّق وبمعرفتهم موقن.
• وعنه، قال: سأل محمد بن صالح الأرمنّي أبا محمد عن قول الله: (لله الأمر مِنْ قَبْلُ ومن بعد) فقال أبو محمد (عليه السلام): له الأمر من قبل أن يأمر به، وله الأمر من بعد أن يأمر بما شاء فقلت في نفسي: هذا قول الله: (ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين) قال: فنظر إليَّ وتبسّم ثمّ قال: ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين).