موقف السلطة من الإمام المهدي ( عليه السلام )
عاصر الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ثلاثة من خلفاء بني العباس ، وهم :
1 - المُعْتَزّ .
2 - المُهْتَدِي .
3 - المُعْتَمِد .
وكان الأخير أشدُّهم حِقداً على أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقد عَلِم هؤلاء وغيرهم من الأحاديث النبوية الشريفة عن وجود الإمام المهدي ( عليه السلام ) وولادته .
وعلم أيضاً أنه من وُلد علي وفاطمة ( عليهما السلام ) ، وأنه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وأنه سيملأ الأرض قِسْطاً وعَدْلاً كما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً .
فبذلَ المعتمِد جهدَه للتفتيش عنه لقتله ، كي لا يُزعزِع مُلكَه وسلطانه ، ومن مواقفه الخسيسة أمْره شُرطَتَه بعد وفاة الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) مباشرة بتفتيش دار الإمام تفتيشاً دقيقاً ، والبحث عن الإمام المهدي ( عليه السلام ) .
وأمر بِحَبْس جواري الإمام العسكري ( عليه السلام ) ، واعتقال حلائله ، وبَثّ القابلات لتفتيش من بِهنَّ حَمْل ، ومراقبتهنَّ مُدَّة لا تُصدَّق ، إذ بقيَتْ إحداهنَّ تحت المراقبة لِمُدَّة سنتين .
وقد ادَّعى جعفر ( الكَذَّاب ) بأنَّ أخاه الحسن العسكري ( عليه السلام ) مات ولم يُخلِّف ، فلماذا لم تصدِّق السلطة الحاكمة ما زعمه جعفر ؟! مع أنَّ جعفراً هذا كان عميلاً لها ، وسائراً في رِكابها ، فأخذت تفتش وتفتش عن الإمام الحجة ( عليه السلام ) .
ولقد أدركت السلطة الحاكمة وسائر الناس أنَّ الصبي الذي لم يتجاوز عمره الخامسة هو الإمام المنتظر ( عليه السلام ) ، الإمام الثاني عشر من أئمَّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، الذي رَسمت الأحاديثُ المتواترة دورَهُ العظيم بكل جلاء .