عربي
Tuesday 19th of March 2024
0
نفر 0

اللّه الذي خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن

  
(قـل ائنـكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسـي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين واوحـى في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ) (الايات 9 ـ 12).
ز ـ سورة الطلاق :
(اللّه الذي خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن) (الاية 12).
ح ـ سورة النازعات :
(ءانتم اشد خلقا ام السماء بناها رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك دحاها اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها متاعا لكم ولانعامكم ) (الايات 27 ـ 33).
ط ـ سورة الشمس :
(والسماء وما بناها والارض وما طحاها) (الايتان 5 ـ 6).
ي ـ سورة الحجر:
(والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شي ء موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين ) (الايتان 19 ـ 20).
ك ـ سورة طه :
(الذي جعل لكم الارض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وانزل من السماء ماء فاخرجنا به ازواجا من نبات شتى كلوا وارعوا انعامكم ان في ذلك لايات لاولي النهى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى ) (الايات 53 ـ 55).
ل ـ سورة البقرة :
(الـذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا للّه اندادا وانتم تعلمون ) (الاية 22).
م ـ سورة نوح :
(الم تروا كيف خلق اللّه سبع سموات طباقا) (الاية 15).
(واللّه جعل لكم الارض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا) (الايتان 19 ـ 20).
ن ـ سورة الغاشية :
(افـلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت ) (الايات 17 ـ 20).
س ـ سوره النمل :
(امـن خـلق السموات والارض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها ءاله مع اللّه بل هم قوم يعدلون امن جعل الارض قرارا وجعل خلالها انهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا ءاله مع اللّه بل اكثرهم لا يعلمون ) (الايتان 60 ـ 61).
ع ـ سورة الانبياء:
(وجعلنا في الارض رواسي ان تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ) (الايتان 31 ـ 32).
ف ـ سورة المرسلات :
(الم نجعل الارض كفاتا احياء وامواتا وجعلنا فيها رواسي شامخات ) (الايات 25 ـ 27).
ص ـ سورة يونس :
(هـو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ماخلق اللّه ذلـك الا بـالـحـق يفصل الايات لقوم يعلمون ان في اختلاف الليل والنهار وما خلق اللّه في السموات والارض لايات لقوم يتقون ) (الايتان 5 ـ 6).
شرح الكلمات .
ا ـ اليوم :
ياتي اليوم بمعنى الزمن الممتد من طلوع الفجر او الشمس الى غروبها.
وكـذلـك الـزمـان الـمقرون به حدث من الاحداث , ومنها ايام الحروب وان امتدت الى ايام مثل يوم الخندق , ويوم صفين .
ب ـ ثم :
ثم : يدل على تاخر ما بعده عما قبله بالزمان او المرتبة او المكان .
فالاول : مثل قوله تعالى في سورة الحديد:
(ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم ) (الايتان 26 ـ 27).
والثاني : مثل ما جاء في جواب رسول اللّه (ص ) لرجل ساله وقال :
من ابر؟ قال : امك .
قال : ثم من ؟.
قال : امك .
قال : ثم من ؟.
قال : اباك .
والثالث : قولك : ذهبت من بغداد الى كربلاء ثم النجف .
ج ـ الدخان :
الدخان : ما يكون مع لهيب النار, وقد يقال للبخار وما على صورته : الدخان .
د ـ استوى :
اسـتـوى عـليه : استولى عليه , واستوى اليه : انتهى اليه , وياتي مزيد بيان لمعناه ومعنى (الرحمن ) و(العرش ) و(سواه ) في بحث صفات الرب بعيد هذا ان شاء اللّه تعالى .
هـ ـ الرتق :
الرتق : الضم والالتئام .
و ـ جعل :
تاتي جعل بمعنى خلق واوجد, مثل قوله تعالى :
ا ـ في سورة المائدة :
(اذكروا نعمة اللّه عليكم اذ جعل فيكم انبياء) (الاية 20).
ب ـ في سورة النحل :
(وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر) (الاية 81).
وبمعنى صيره , مثل قوله تعالى في سورة البقرة :
(الذي جعل لكم الارض فراشا) (الاية 22).
وبمعنى شرع وحكم وقدر, مثل قوله تعالى في سورة المائدة :
(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) (الاية 48).
وبمعنى سخر: اي هداه تسخيرا, مثل قوله تعالى في سورة الانعام :
(وجعلنا الانهار تجري من تحتهم ) (الاية 6).
اي وهدينا الانهار تسخيريا لتجري من تحتهم ((8)) .
ز ـ الرواسي :
الرواسي : مفرده الراسي : الجبل الثابت الراسخ .
وارساه : اثبته وارسخه في موضعه .
ح ـ قضاهن :
قضاهن: هنا بمعنى قدرهن واتم خلقهن .
ط ـ اوحى في كل سماء امرها:
عـلم ملائكة كل سماء الامر الذي خلقهم من اجل القيام به وسخر سائر ما خلق فيها ان يسرن وفق النظام الذي قدره لهن.
ي ـ بناها:
بنى البيت : اقامه .
وفي الاية : خلقها مسواة محكمة .
ك ـ السمك :
السمك : السقف , ومسافة الشي ء من اسفله الى اعلاه , واذا قصد ذكر المسافة من الاعلى الى الاسفل قيل : العمق .
ل ـ سوى :
سواه : جعله على كمال واستعداد لما انشئ من اجله .
م ـ اغطش :
اغطشها: اظلمها.
ن ـ الضحى :
الضحى : طلوع الشمس وصفاء ضوئها, وارتفاع النهار.
واخرج ضحاها: ابرز نهارها.
س ـ دحاها:
دحـا الـشـي ء: ازاله عن موقعه , بسطة ومهده والارض دحاها: بسطها ومهدها للسكنى والتقلب في اقطارها.
ع ـ طحاها:
طحاها: بسطها.
ف ـ مددناها:
مد: بسط في طول واتصال وفي الاية : بسطناها ومهدناها للعيش عليها.
ص ـ موزون :
الوزن : تقدير الاجسام بما يعادله في الثقل او في الطول والعرض او في الحرارة والبرودة .
ووزن الشي ء: قدره بما يعادله , فهو موزون والمعنى في : وانبتنا فيها من كل شي ء موزون اي :
انبتنا في الارض من كل شي ء ما يتناسب مع محيطه ولما خلق من اجله , وعلى قدر الحاجة اليه , وبما تقتضيه الحكمة في ذلك .

تفسير الايات
معنى الايات حسب ظواهر معاني الفاظها, واللّه اعلم :
ان اللّه تـعـالـى , قـبل ان يخلق السموات والارض , كان قد خلق ماء, لا يعرف حقيقته غيره , وكان عرشه على ذلك الماء وحده , اي ان الملائكة الذين يعملون بامره كانوا على ذلك الماء, ولما اقتضت مـشـيـئته وحكمته ـ تبارك وتعالى ـ ان يخلق ما عداه , بدا خلق الارض من ذلك الماء قبل ان يخلق الـسـمـاء, ثم بدا خلق السماء من بخار الارض ولهيبها, وتصاعد ذلك البخار او الدخان من الارض , وكـذلـك فتق اللّه السماء من الارض ((9)) ـ واللّه اعلم ـ بعد ان كانتا رتقا, اي منظمتين , وصار ذلك الدخان او البخار للارض سماء, وفتق تلك السما وجعلها سبع سماوات طباقا.
ونجد هذا التفسير في كلام الامام علي (ع ), حيث قال :
(جـعـل مـن مـاء الـبـحـر الـزاخـر يـبـسا جامدا, ثم فطر منه اطباقا, ففتقها سبع سماوات بعد ارتتاقها) ((10)) .
واتم اللّه خلق السموات والارض في ستة ايام : اي ستة مراحل عمل كالاتي بيانه :

اولا ـ خلق الارض :
خـلق اللّه الارض في يومين وجعل فيها جبالا راسيات , وفي تمام الاربعة ايام خلق الشمس في جو الـسـمـاء, واجرى الماء على وجه الارض , ثم قدر سائر الاقوات من النبات وغيره , اي جعل في طـبـيعة الماء وطبيعة كل ذي حياة ان يخلق من الماء, ثم استوى الى السماء, اي بدا خلق السماء بعد خلق الارض , وكانت السماء دخانا او بخارا, فارتفع ذلك البخار من بحار الارض , او ذلك اللّه يب من براكين الارض , وفتق اللّه السماء عن الارض بعد ان كانتا رتقا, ورفع سمك السماء على الارض ـ واللّه اعلم ـ ثم قال لتلك السماء والارض :
(ائتيا طوعا او كرها, قالتا اتينا طائعين ).
فاتت السماء بما فيها من المجرات وكواكب المجرات , وغيرها, مما اللّه بها عليم , ثم دحا الارض , اي ابعدها من قرب السماء وبسطها وجعل فيها الانهار والاشجار وسائر النباتات ثم الحيوانات .
وقـضـى , اي جـعل السماء التي كانت بعد فتقها عن الارض , فوق الارض , سبع سموات في يومين , واوحى في كل سماء امرها: اي نظام سيرها لادامة بقائها وزين سماء الدنيا بمصابيح وهي الكواكب , وجعل من الكواكب ما يحفظها من استراق سمع الشياطين , كما ياتي بحثه , ان شاء اللّه تعالى .
وجـعـل الـشمس مضيئة والقمر منيرا, وقدر القمر منازل في مسيره , ينزل كل ليلة منزلا غير ما نـزلـه في الليلة السابقة , ويبتعد عن الشمس حتى يوافيها من الجانب الاخر في شهر قمري كامل , وبـذلـك تتكون الشهور والسنون ليعلم الناس عدد السنين والحساب وانبت في الارض من كل شي ء موزون ,.
وجعل الارض مهدا للانسان يجمع فيها احياءه وامواته , ومنها يحشره يوم القيامة .
وبـنـاء على ما ذكرنا, نستنبط من الايات المذكورة ان الارض متقدمة زمانا على السماوات ومقدمة رتبة ـ ايضا ـ على ما عداها مما خلق اللّه , بما خلق عليها من الانبياء والاوصياء والاولياء, وان اللّه تعالى قد خلق جميع ما في السماوات والارض لنفع اهل الارض لمقام اوليائه عليها, فقد قال سبحانه في :
ا ـ سورة لقمان :
(الم تروا ان اللّه سخر لكم ما في السموات وما في الارض ) (الاية 20).
ب ـ سورة الجاثية :
(وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعا) (الاية 13).
ونستنبط من الايات المذكورة ـ ايضا ـ ان خلق اقوات الانسان من الماء واللحوم والنبات متقدم على خلق الانسان , كما صرحت الايات بان الجن خلقوا من نار السموم قبل خلق الانس من الطين , وكذلك الملائكة خلقوا قبل الانسان , لانه سبحانه وتعالى قال في سورة الحجر:
(ولـقد خلقنا الانسان من صلصال من حما مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم واذا قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من صلصال ) (الايات 26 ـ 28).

نيا ـ الكواكب
اخبر اللّه تعالى عن البروج والكواكب والشهب فقال في :
ا ـ سورة الحجر:
(ولـقـد جـعـلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين ) (الايات 16 ـ 18).
ب ـ سورة الصافات :
(انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد.
لا يسمعون الى الملا الاعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب ) (الايات 6 ـ 10).
ج ـ سورة الفرقان :
(تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا) (الاية 61).
د ـ سورة يونس :
(هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب )(الاية 5).
هـ ـ سورة نوح :
(وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) (الاية 16).
و ـ سورة التوبة :
(ان عدة الشهور عند اللّه اثنا عشر شهر في كتاب اللّه يوم خلق السموات والارض منها اربعة حرم .
ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان اللّه مع المتقين ) (الاية 36) ((11)) .
ز ـ سورة النحل :
(وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) (الاية 16).
ح ـ سورة الانعام :
(وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) (الاية 97).
شرح الكلمات .
ا ـ الـبروج : واحدها البرج , وهي على الارض : القصر والحصن وفي السماء: مجموعة نجوم يمر بها القمر والشمس وغيرهما من الكواكب والنجوم ومنها مجموعة نجوم لو رسمناها على الورق ـ مثلا ـ.
ورسمنا بينها خطا لشابهت العقرب , وهي من منازل القمر.
وللقمر في مايرى من سيره اثنا عشر برجا حسب اصطلاح المنجمين , وسنتحدث في آخر البحث ـ ان شاء اللّه ـ عن مخاطبة القرآن للناس بما يشاهدونه ويرونه عيانا.
ب ـ رجيم :
الرجيم : المطرود عن الخيرات او عن منازل الملا الاعلى , او الملعون .
ج ـ الشهاب :
الـشـهاب : شعلة في الجو ترى هابطة , والجمع : الشهب , وياتي مزيد بيان له في بحث الجن الاتي ان شاء اللّه تعالى .
د ـ المارد:
الـمـارد والمريد من شياطين الجن والانس : الطاغية المتعري عن الخيرات , والمتمادي في الشر والاثم .
هـ ـ دحورا:
دحره دحرا ودحورا: دفعه وطرده وابعده .
و ـ النجوم :
النجوم : هي النيرات التي لها ضوء مثل الشمس كما قال اللّه : (جعل الشمس ضياء), (وجعل الشمس سراجا).
ز ـ الكواكب :
الكواكب : هي الاجسام التي تكتسب النور من النجوم , ويقال لعامة الاجسام المنيرة في السماء:
الكواكب , كما قال اللّه سبحانه :
(انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ) (الصافات 6).
ح ـ واصب :
وصب : دام ولزم , فهو واصب .
ط ـ خطف :
خـطـف الـشـي ء خـطفا: اخذه واختلسه بسرعة , والخطفة : المرة من الخطف , والمرة من استماع الشيطان للملائكة في السموات .
ي ـ الثاقب :
ثقب الشي ء ثقبا: خرقه بلة الثقب فهو ثاقب .
ووصف الشهاب بالثاقب لنفاذه في الظلماء كانه يثقبها بضوئه .
تفسير الايات .
يفهم من الايات التي ذكرناها في بحث السموات والكواكب : ان سماء الدنيا مكانها فوق جميع الكواكب والـنـجـوم في جميع المجرات بجميع ابعادها الضوئية , وفوقها مكانا السماء الثانية , وفوق الثانية الـثـالـثـة , وفوق الثالثة الرابعة , وهكذا حتى السابعة , وان ارتفاع بعضها على بعض مكاني بخلاف الـعـرش الـذي ارتفاعه معنوي , كما ياتي بيانه في محله ـ ان شاء اللّه تعالى ـ, ويوجه الى ما اشرنا سؤالان كالاتي :
1 ـ لماذا ذكر اللّه تعالى من فوائد النجوم امثال قوله تعالى في سورة الانعام :
(جعل لكم النجوم لتهتدوا) (الاية 97).
مـمـا يـعـلـمه الناس اجمعون ولم يخبر عن آثارها وصفاتها التي اكتشفها العلماء بعد عصر القرآن الكريم ؟.
2 ـ ان اللّه تعالى اخبر في سورة الصافات وقال :
(انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ).
واذا كانت الكواكب زينة للسماء الدنيا فانه يدل على ان مواقع جميع الكواكب تحت السماء الدنيا, مع ان عـلماء النجوم والفلك ـ المنجمين ـ سابقا كانوا يقولون : ان مواقع اكثر النجوم فوق السماء الدنيا فما راي العلم في عصرنا في هذا الامر؟.
وفي الجواب عن السؤالين نقول بحوله تعالى :
الجواب عن السؤال الاول :
ان اللّه ـ جـلـ اسمه ـ ارسل خاتم انبيائه بالقرآن الكريم ليهدي جميع الناس الى الدين الذي شرعه لهم كما قال سبحانه في :
ا ـ سورة الاعراف :
(قل يا ايها الناس اني رسول اللّه اليكم جميعا) (الاية 158).
ب ـ سورة الانعام :
(واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ ) (الاية 19).
ولـهـذا الـسـبب يخاطب جميع الناس في محاوراته بقوله : (يا ايها الناس ), اذا لابد من ان يذكر من اصناف الخلق حسب الحاجة في المحاورة ما يفهمه جميع الناس في كل زمان ومكان , ويقول ـ مثلا ـ.
في سورة الغاشية في مقام اقامة البرهان على توحيد الالوهية :
(افـلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمصيطر) (الايات 17 ـ 22).
وقال في سورة الواقعة في مقام اقامة البرهان على توحيد الربوبية :
(افرايتم الماء الذي تشربون ءانتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون لو نشاء جعلناه اجاجا فلولا تشكرون فسبح باسم ربك العظيم ) (الايات 68 ـ 70 و74).
ولو فعل خلاف ذلك وذكر ـ في مقام الاستدلال ـ نظام سيرة بلايين الكواكب في ملايين المجرات فـي الـسـمـاء, او ذكر من الانسان وحده : عينه وملايين الخويطات فيها, ودمه وملايين الكريات البيض والحمر فيه , ودماغه وملايين خلاياه , وجهازه الهضمي و والخ , وانواع امراضها وعلاجها كـمـا تساءل البعض مني عن سبب عدم ذكر اللّه هذه العلوم في كتابه وهو خالقها, وزعمها نقصا في كتاب اللّه المجيد ـ معاذ اللّه ـ.
يـا تـرى لـو جـاء ذكـر خـصـائص ما خلق اللّه كما ذكرناه فمن من الناس كان يفهمها قبل عصر اكـتـشافها؟ وماذا كانت تقول الامم لانبيائها لو قالوا لهم ـ مثلا ـ: ان الارض التي نحن عليها تدور حـول الـشـمس , والشمس تبعد عن الارض 23 مليون ميل , وهي بمجموعتها تقع في طرف مجرة تـسـمـى درب التبانة , وفي هذه المجرة ثلاثون مليارا من النجوم , ويوجد وراء هذه المجرة مئات الالوف من عوالم السدوم , والخ .
يـا تـرى لـو كـانت الامم تسمع من انبيائها امثال هذه الاقوال ماذا كانت تقول لانبيائها؟ في حين انها نسبت اليهم الجنون لانهم دعوهم الى غير المالوف عندهم من توحيد الاله , فمثلا قال قوم نوح لنوح (ع ) كما اخبر سبحانه في سورة القمر وقال :
(كذبت قبلهم قوم نوح وقالوا مجنون ) (الاية 9).
واخبر عن الامم مع انبيائها وقال سبحانه في سورة الذاريات :
(كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون ) (الاية 52).
واخبر عن قريش مع خاتم الرسل (ص ) في سورة القلم فقال :
( ويقولون انه لمجنون ) (الاية 51).
يا ترى ماذا كانت تقول الامم لانبيائها لو سمعت منهم امثال هذه الاقوال ؟.
وكم من الناس الذي يخاطبهم القرآن كان يفهم هذه الحقائق العلمية التي اكتشفها العلماء حتى عصرنا الحاضر وبعد اكتشافها وفـي كـم مـوسـوعة علمية كان ينبغي ان تدون كل الاكتشافات العلمية التي اكتشفها العلماء حتى عصرنا الحاضر ثـمـ ان اللّه انـزل الـقـرآن على خاتم رسله (ص ) كتاب هداية يعلم الناس كيف يعبدون اللّه ربهم ويـطـيـعون اوامره ونواهيه , وكيف يتعاملون مع سائر الخلق , وكيف ينتفعون مما خلق لهم وسخر ليبلغوا درجة الكمال الانساني ويسعدوا في الدارين .
ولـم يـنزل القرآن ليعلم الناس خصائص الهواء والماء والارض والحيوان والنبات , بل جعل ذلك من وظـيـفة العقل الذي وهبهم اياه ليهديهم الى كل ذلك حسب حاجاتهم في الازمنة المتعاقبة وحالاتهم المختلفة .
ومـع وجـود العقل الموهوب لهم لم يكن الناس بحاجة ـ مثلا ـ الى ان يعلمهم اللّه في كتابه المجيد كـيف يفلقون الذرة , وانما هم بحاجة الى ان يهديهم فيه كيف يستعملون هذه الطاقة وامثالها ـ بعد ان سيطروا.
عليهاـ لما ينفعهم , ولا يستعملونها في ما يضرهم ويبيدون الخلق انسانا وحيوانا ونباتا اذا كان من الحكمة ان ياتي القرآن الكريم بذكر اصناف الخلق كما جاء, ولا ينافي ما ذكرناه ان تاتي فـي القرآن الكريم احيان اشارة الى حقائق علمية مما اكتشفها العلماء ويكتشفونها بعد عصر نزول الـقـرآن الـكـريـم , كي يكون من الايات المتجددة الدالة على ان القرآن الكريم نزل من عند خالق العالمين وربهم : (ولا تفنى عجائبه ) ((12)) كما قال وصي النبي (ص ).
ومن عجائبه انه لم يات فيه من ذكر خصائص الخلق ما يخالف حقائق العلم التي اكتشفها العلماء بعده قرنا بعد قرن .
الجواب عن السؤال الثاني :
ان صـنـفا من العلماء في بعض العصور اولوا بعض ما جاء ذكره في القرآن الكريم ببعض النظريات الخاطئة التي كانت تعتبر في عصرهم من حقائق العلم , مثل تاويلهم السموات السبع بالافلاك السبعة المشهورة عند العلماء سابقا, حسب نظرية بطليموس (عاش نحو 90 ـ 160م ) وقوله :
ان الـسـموات والارض اجسام كروية بعضها فوق بعض مثل طبقات البصل , مركزها الارض التي يـتكون ثلاثة ارباعها من الماء وفوقها الهواء وفوق الهواء النار, ويسمونها بالطبائع الاربع , وفوقها فـلك القمر وهو الفلك الاول , ثم فلك عطارد, ثم الزهرة , ثم الشمس , ثم المريخ , ثم المشتري , ثم زحـل , ويـسـمـون كواكبها: بالسبعة السيارة , وانه يحيط بها فلك الكواكب الثابتة ويسمونها بفلك الـبروج , ثم الفلك الاطلسي الذي لا كوكب فيه , ويؤولون السموات السبع بافلاك السيارات السبع عندهم , والكرسي بفلك البروج , والعرش بالفلك التاسع ((13)) .
وكذلك اولوا ما جاء في القرآن والحديث حول بعض المصطلحات الاسلامية بالمشهور في عصرهم من آراء فلسفية وفلكية ونظريات خاطئة .
ولـمـا كـان في تلك النظريات ما يخالف صريح القرآن حاولوا الجمع بين ما جاء في القرآن الكريم وتلك النظريات كما اخبر عنه المجلسي وقال :
(واعلم ان ههنا اشكالا مشهورا, وهو انه اتفق اصحاب الهيئة على انه ليس في السماء الاولى سوى القمر, وسائر السيارات كل في فلك , والثوابت كلها في الثامن , والاية الكريمة تدل على ان كلها او.
اكثرها في السماء الدنيا, واجيب عنه بوجوه ) ((14)) .
وسـياتي ذكر الاية وتفسيرها بعيد هذا ان شاء اللّه تعالى , ونترك ذكر الوجوه التي نقلها المجلسي هـاهـنا كي لا يطول البحث في ما لا ينفع , ونقتصر على ايراد قول كبير فلاسفة عصره , ميرداماد في تاويل حديث في هذا الباب :
قال المجلسي ,:
(بيان وتاويل عليل :
قـال الـسيد الداماد ـ ,ـ في بعض تعليقاته على كتاب من لا يحضره الفقيه : العرش هو فلك الافلاك وانـمـا حكم (ع ) بكونه مربعا لان الفلك يتعين له بالحركة المنطقة والقطبان , وكل دائرة عظيمة منصفة للكرة , والفلك يتربع بمنطقة الحركة والدائرة المارة بقطبيها, والعرش وهو الفلك الاقصى والـكـرسـي وهـو فـلك الثوابت يتربعان بمعدل النهار ومنطقة البروج والدائرة المارة بالاقطاب الاربـعـة , وايـضا دائرة الافق على سطح الفلك الاعلى يتربع بدائرة نصف النهار ودائرة المشرق والـمـغـرب , فـيـقع منها بينها ارباعها, ويتعين عليها النقاط الاربع : الجنوب , والشمال , والمشرق , والمغرب .
والـحـكـماء نزلوا الفلك منزلة انسان مستلق على ظهره , راسه الى الشمال , ورجلاه الى الجنوب , ويمينه الى المغرب , وشماله الى المشرق وايضا التربيع والتسديس اول الاشكال في الدائرة على ما قد استبان في مظانه , اذ التربيع يحصل بقطرين متقاطعين على قوائم , والتسديس بنصف قطر, فان وتـر سـدس الدور يساوي نصف القطر, وربع الدور قوس تامة , وما نقصت عن الربع فمتممها الى الربع تمامها, وايضا الفلك الاقصى له مادة , وصورة , وعقل هو العقل الاول ويقال له عقل الكل , ونفس هي النفس الاولى ويقال لها نفس الكل , فيكون مربعا واول المربعات في نظام الوجود.
وهنالك وجوه اخرى يضيق ذرع المقام عن بسطها فليتعرف (انتهى ) ولا يخفى عدم موافقتها لقوانين الشرع ومصطلحات اهله ) ((15)) .
انتهى ما ذكره المجلسي .
بـالاضـافـة الى ماذكرناه فسر بعض العلماء القرآن بروايات اسرائيلية , وبعضهم فسره بروايات مـفـتـراة عـلـى رسـول اللّه (ص ) دون تـمـحـيص , وعلى اثر كل ذلك , التبس امر فهم القرآن والمصطلحات الاسلامية والالفاظ اللغوية على قارئ القرآن والحديث , كما ذكرنا بعضها في كتاب (القرآن في عصر الرسول وما بعده ).
خلاصة البحث .
اولا ـ السماء:
السماء في اللغة :
كل شي ء اظللك فهو سماء, وسماء كل شي ء اعلاه , وجاء ذكر السماء في القرآن الكريم بلفظ الواحد واريد بها تارة : الجو الذي يحيط بالارض مثل قوله تعالى :
ا ـ( الطير مسخرات في جو السماء).
ب ـ(وانزل من السماء ماء).
واخرى اريد بها: ماعلا الارض من الكواكب والسموات السبع مثل قوله تعالى :
(ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سموات ).
وجاءت بلفظ الجمع , واريد بها السموات السبع مثل ما جاء في الاية الماضية .
ثانيا ـ بدء الخلق :
اخـبر اللّه سبحانه ان الماء كان مخلوقا قبل السموات والارض , ونفهم من الايات انه خلق الارض من ذلك الماء, والسموات من بخار ذلك الماء وتلك الارض , وانه اتم خلقهما وخلق بعض الموجودات فيهما ومن ضمنها ما يحتاجه الانسان في حياته في ستة مراحل .
وانه جعل كل النجوم بابعادها الضوئية تحت السماء الدنيا.
وان اللّه سبحانه اخبر عما خلق بقدر ما في الاخبار عنه حاجة لهداية الناس , ولم تكن عقول الناس تتحمل من بيان بدء الخلق وحقيقة الكواكب اكثر من ذلك .
وان بـعض العلماء اجهدوا انفسهم واولوا بعض ما جاء في القرآن من وصف السموات والكواكب بما كـان معروفا عنها في عصرهم , مثل تاويل معنى السموات بالافلاك السبعة التي كانوا يعتقدون انها حقيقة علمية .
وكـذلـك فـسروا بعض الايات بروايات اسرائيلية كانت ولا تزال متداولة بين المسلمين , ومن ثم انتشرت رؤية غير صحيحة عن بدء الخلق وحقيقة السموات والكواكب وغيرهما من اصناف الخلق بين المسلمين وسوف ندرس بعضها في البحوث الاتية ان شاء اللّه تعالى .
ـ 3 ـ.

دواب
قال سبحانه وتعالى في :
ا ـ سورة النور:
(واللّه خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على اربع يخلق اللّه مايشاء ان اللّه على كل شي ء قدير) (الاية 45).
ب ـ سورة الانعام :
(ومـا من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شي ء ثم الى ربهم يحشرون ) (الاية 38).
ج ـ سورة النحل :
(وللّه يسجد ما في السموات وما في الارض من دابة ) (الاية 49).
شرح الكلمات .
دب دبيبا فهو داب : سار سيرا خفيفا كسير النملة .
والـدابة : كل ما دب على الارض من صنف الحيوان , والمقصود من الدابة في الاية : كل ذي حياة يدب على وجه الارض .
تفسير الايات :
ان اللّه خلق كل ذي حياة يدب ويتحرك من الماء, وما من حياة في الارض , ولا طائر يطير بجناحيه فـي الـجو الا وهم امم امثالكم , فالنمل امة لها نظام حياة كما للانسان نظام حياة , وكذلك السمك في الـماء والزواحف على وجه الارض والحشرات في بطنها, الى امثالها من ذوي الحياة الحيوانية امم امثال الانسان , لكل نوع منه نظام حياة , وسوف ندرس ان شاء اللّه تعالى في البحث الثالث من .
(هداية رب العالمين ) الاتي كيف هدى اللّه تلكم الامم من الدواب الى نظام حياتها.
ـ 4 ـ.

جن والشياطين
ا ـ الجن والجان .
جن يجن جنا: استتر, وجن الشي ء وعلى الشي : ستره , كما قال سبحانه :
(فلما جن عليه الليل ) (الانعام / 76).
اي فلما ستره الليل والجن والجان خلق مستتر لايرى , وقد اخبر اللّه سبحانه عنهم وقال :
ا ـ عن اصلهم في سورة الرحمن :
(وخلق الجان من مارج من نار) (الاية 15).
وفي سورة الحجر:
(والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) (الاية 27).
ب ـ وانهم امم مثل الانسان , في سورة فصلت :
(في امم قد خلت من قبلهم من الجن والانس ) (الاية 25).
ج ـ وان سليمان (ع ) استخدمهم , في سورة سبا:
(ومـن الـجن من يعمل بين يديه باذن ربه ومن يزغ منهم عن امرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ) (الايتان 12 ـ 13).
د ـ وانـه كـان فـي جـنود سليمان من يستطيع ان يذهب من فلسطين الى اليمن ويرجع قبل ان يقوم سليمان من مقامه , في سورة النمل :
(قال عفريت من الجن انا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين ) (الاية 39).
هـ ـ وعن عدم علمهم بالغيب , في سورة سبا:
(فـلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابة الارض تاكل منساته فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ) (الاية 14).
و ـ وعن ما كانوا عليه قبل بعثة خاتم الانبياء (ص ), في سورة الجن :
1 ـ (وانه كان يقول سفيهنا على اللّه شططا) (الاية 4).
2 ـ (وانهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث اللّه احدا) (الاية 7).
3 ـ (وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) (الاية 6).
ز ـ وعن استراقهم للسمع بعد بعثة خاتم الانبياء (ص ), في سورة الجن :
(وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا) (الاية 8).
(وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع , فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا) (الاية 9).
ح ـ وعن اسلامهم , في سورة الجن :
1 ـ (وانا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا) (الاية 11).
2 ـ (وانا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن اسلم فاولئك تحروا رشدا) (الاية 14).
ب ـ الشيطان .
الشيطان اسم لكل عات متمرد من الانس والجن والحيوان .
قال سبحانه في :
ا ـ سورة الحجر:
(ولـقـد جـعـلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين ) (الايات 16 ـ 18).
ب ـ سوره الصافات :
(انـا زيـنـا الـسـماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون الى الملا الاعلى ويـقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب ) (الايات 6 ـ 10).
ج ـ سورة الملك :
(ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين واعتدنا لهم عذاب السعير) (الاية 5).
د ـ سورة الانعام :
(وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شـاء ربـك مـا فـعـلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون ) (الايتان 112 ـ 113).
هـ ـ سورة الاعراف :
(انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون ) (الاية 27).
و ـ سورة الاسراء:
(ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) (الاية 27).
ز ـ سورة البقرة :
(ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين انما يامركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على اللّه مالا تعلمون ) (الايتان 168 ـ 169).
(الشيطان يعدكم الفقر ويامركم بالفحشاء واللّه يعدكم مغفرة منه وفضلا واللّه واسع عليم ) (الاية 268).
ح ـ سورة النساء:
(ومـن يتخذ الشيطان وليا من دون اللّه فقد خسر خسرانا مبينا يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا) (الايتان 119 ـ 120).
ط ـ سورة المائدة :
(انـمـا يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر اللّه وعن الصلاة فهل انتم منتهون ) (الاية 91).
ي ـ سورة الاعراف ـ ايضا ـ:
(يابني آدم لايفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم ) (الاية 27).
ج ـ ابليس .
1 ـ في اللغة :
ابـلـس يـبـلس مبلس : حزن , تحير, يئس , سكت غما, انقطع في حجته , ومنه قوله تعالى في سورة الروم :
(ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ) (الاية 12).
2 ـ في القرآن الكريم :
ابـلـيس : اسم علم للشيطان الذي استكبر وابى ان يسجد لادم (ع ), والمقصود من لفظ الشيطان اذا جاء في القرآن الكريم بلفظ المفرد ومع الالف واللام هو ابليس .
وقد جاء اخبار ابليس في القرآن الكريم بلفظ ابليس في قوله تعالى في :
ا ـ سورة الكهف :
(واذ قـلـنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) (الاية 50).
ب ـ سورة سبا في قصة اهل سبا:
(ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين وما كان له عليهم من سلطان ) (الايتان 20 ـ 21).
وجاء بلفظ الشيطان في قوله تعالى في :
ا ـ سورة الاعراف في قصة آدم (ع ):
(فـوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ماوري عنهما من سوءاتهما وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين ) (الايتان 20 و22).
ب ـ سورة يس :
(الم اعهد اليكم يا بني آدم ان لاتعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين ) (الاية 60).
ج ـ سورة فاطر:
(ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير) (الاية 6).

شرح الكلمات
ا ـ المارج :
المرج : الخلط.
والمارج : اللّه يب المختلط بسواد النار.
ب ـ السموم :
الريح الحارة غالبا بالنهار, سميت بذلك لانها تنفذ في مسام الجسم وتؤثر فيه تاثير السم .
ج ـ يزغ :
زاغ الانسان يزيغ : مال عن القصد وانحرف عن الحق , وعن امر اللّه .
ومن يزغ منهم عن امر اللّه : من ينحرف منهم عن امر اللّه .
د ـ محاريب :
مفرده المحراب : صدر المجلس او اكرم موضع فيه .
والموضع الذي ينفرد فيه الملك فيتباعد عن الناس .
والغرفة التي فيها مقدم المعبد.
والمساجد يتعبد فيها.
هـ ـ جفان :
جمع جفنة كالقصعة وزنا ومعنى , والجفنة خصت بوعاء الاطعمة .
و ـ الجواب :
اوان للطعام كاحواض الماء في الكبر والسعة .
ز ـ راسيات :
جمع راسية : ثابتة الاصل راسخة , وجمعها راسيات .
ح ـ العفريت : اقوى الجن واخبثه .
ط ـ رصدا:
رصده رصدا ورصدا: قعد له على الطريق , وتهيا لمراقبته , فهو راصد.
والرصد: الحرس .
وفي الاية رصدا: اي راصدا له .
ي ـ طرائق :
جمع طريقة : الحال والسيرة , حسنة كانت او سيئة .
ك ـ قددا:
القدة : الجماعة المختلفة آراؤها, وجمعها: قدد.
وطرائق قددا: اي جماعات اختلفت اهواؤهم ومشاربهم .
ل ـ القاسطون :
قـسـط: جـار وحـاد عـن الحق فهو قاسط اي ظالم , والقاسطون من الجن : الظالمون منهم الذين لم يسلموا.
واقسط: عدل .
م ـ رشدا:
اي سددا وبعدا عن الغي والضلال .
ن ـ السفيه :
الجاهل في الدين او النزق الخفيف عقله .
س ـ شططا:
شط: بعد وافرط في البعد, وشط عليه : جار عليه .
والشطط: الافراط في البعد والتجاوز عن الحد.
وقلنا على اللّه شططا: اي قلنا على اللّه جورا وبعدا عن الحق بافراط.
ع ـ يعوذون :
يعوذ به : يلتجى ء اليه ويتعلق به .
ف ـ رهقا:
رهق رهقا: سفه وطغى .
ورهقه المكروه : غشيه , ورهقته الذلة : غشيته الذلة .
وزادوهم رهقا: زادوهم طغيانا وسفها وذلة .
ص ـ دابة الارض :
دب دبا ودبيبا: مشى مشيا رويدا خفيفا.
والدابة : اسم لكل حيوان ذكرا كان او انثى عاقلا او غير عاقل , وغلب على غير العاقل .
والمراد من دابة الارض هنا: الارضة التي تاكل الخشب .
ق ـ منساته :
نسا الدابة : زجرها وحثها على السير.
والعصا التي ينسا بها الدابة : المنساة .
ر ـ الغيب :
الغيب : ما لا يدرك بالحواس , وما ستر عن الحواس .
ومـثـال مـالا يدرك بالحواس وجود الاله الخالق والرب المربي الذي يتعلمه الانسان بعقله , واعماله التدبر في الاسباب والمسببات .
وكذلك بعض صفات اللّه وعوالم ما بعد الموت اللاتي يتعلمها الانسان باخبار الانبياء عنها.
ومـثال المستور عن حواس الناس : الحوادث الكائنة في المستقبل او الواقعة فعلا في مكان بعيد عن الانسان والتي تصل الى الانسان باخبار الانبياء عن كليهما, او باخبار الناس عما وقع في مكان بعيد.
عن الانسان .
ش ـ رجوما:
مفرده الرجم , والرجم : وهو ما يرجم به .
ت ـ زخرف :
زخرف القول : زينة بالكذب .
ث ـ يوحي :
الايحاء بمعنى : الوسوسة .
خ ـ غرورا:
غره غرورا: خدعه واطمعه بالباطل .
ذ ـ يقترف ومقترفون :
يقترف الحسنة او السيئة : يعملها فهو مقترف .
ض ـ مبذرين :
بـذر الـمال تبذيرا: ضيعه تضييعا, وفرقه اسرافا ووضعه في ما لا ينبغي ان يضعه فيه , فهو مبذر, وهم مبذرون .
ظ ـ خطوات الشيطان :
خطا الى الشي ء: مشى اليه .
والخطوة : مسافة ما بين القدمين .
ولا تتبعوا خطوات الشيطان : اي لا تقتفوا آثاره وتعملوا بوساوسه .
غ ـ الفحشاء:
الـفـحشاء: ما عظم قبحه من الافعال والاقوال , ويستعمل في المصطلح الاسلامي احيانا في الذنوب القبيحة .
آ ـ الميسر:
القمار, وكان قمار العرب في الجاهلية بالازلام والقداح .
والازلام : جمع زلم : قطع من الخشب مثل السهام كانوا يكتبون على احدها امرني ربي , وعلى الثاني نهاني ربي , وكان الثالث غفلا لا كتابة عليه , فاذا خرج ما عليه الامر فعلوا, وما عليه النهي , امتنعوا, والغفل اجالوا الازلام مرة اخرى .
وكانت الازلام لقريش في الجاهلية تضعها في الكعبة يقوم بها سدنة البيت .
والقداح : جمع قدح : قطعة من الخشب طول المتر او دونه , تعرض قليلا وتسوى لا او نعم او يغفل ويقرع بها.
با ـ سوءاتهما: عوراتهما.
جا ـ القبيل : الصنف المماثل , والجيل , والجماعة , والاتباع .
حا ـ فسق :
ا ـ في اللغة :
فسقت الرطبة من قشرها: اذا خرجت , وفسق فلان ماله اذا انفقه واهلكه .
ب ـ في المصطلح الاسلامي :
الفسق : الافحاش في الخروج عن طاعة اللّه وحدود شرعه .
والـفـحـش : مـا عـظـم قبحه من الاعمال والاقوال , والفسق يعم الكفر والنفاق والضلال , كما قال سبحانه :
ا ـ (وما يكفر بها الا الفاسقون ) (البقرة / 99).
ب ـ (ان المنافقين هم الفاسقون ) (التوبة / 67).
ج ـ (فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ) (الحديد / 26).
ويقابل الايمان كما قال تعالى :
(منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون ) (آل عمران / 110).
الجن في التفسير بالماثور:
روى السيوطي في تفسير سورة الجن وقال :
(لم تحرس الجن في الفترة بين عيسى ومحمد, فلما بعث اللّه محمدا صلى اللّه عليه وسلم حرست الـسـماء الدنيا ورميت الجن بالشهب , فاجتمعت الى ابليس فقال : لقد حدث في الارض حدث فتعرفوا فاخبرونا ما هذا الحدث ؟.
  

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

النبي صلى الله عليه وآله لا ينسى ما يوحى إليه
سِمات الأنبياء :الكَفاءة في القيادة
في قول النبي لأهل بيته: (أنا حرب لمن حاربكم) ...
أبو طالب عمّ الرسول المُصطفى‏ صلى الله عليه ...
صفات اللّه الجمالية و الجلالية
حقيقة الوحي في النُبوّة ونظريات حول الوحي
المُناظرة الثالثة والاربعون /مناظرة الطالب مع ...
المهدي المنتظر في كلمات محي الدين بن عربي/ ق2
ما معنى الخط و النقطة و ما معنى "أنا النقطة تحت ...
شبهات وحلول حول عصمة الانبياء

 
user comment