عربي
Tuesday 23rd of July 2024
0
نفر 0

في ذكر طول تعمير الامام ع

 في ذكر طول تعمير الامام ع

 في ذكر طول تعمير الامام ع

و ليس تعميره ع أمرا لم يحصل لغيره من الأنام حتى ينكره الأفهام أو يعترض فيه الشك و الأوهام بل قد حصل للأنبياء و الأولياء و لكثير من الأمم و الأشقياء و قد ورد بذلك أخبار الأمم الماضين و تضمنت ذلك التواريخ و الكتب من جملتها كتاب المعمرين فمن ذلك ما صح لي روايته
 عن الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه يرفعه إلى هشام بن سالم عن الصادق ع قال عاش نوح ألفي سنة و خمسمائة سنة منها ثمانمائة و ست و خمسون سنة قبل أن يبعث و ألف سنة إلا خمسين سنة و هو في قومه يدعوهم و سبعمائة عام بعد ما نزل من السفينة و نضب الماء و مصر الأمصار و أسكن ولده في البلدان ثم إن ملك الموت جاء و هو في الشمس فقال السلام عليك فرد عليه السلام فقال ما جاء

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 85
بك يا ملك الموت فقال جئتك لأقبض روحك فقال له تدعني حتى أدخل من الشمس إلى الظل فقال نعم قال فتحول نوح ع ثم قال يا ملك الموت كأني ما مر بي من الدنيا مثل تحولي من الشمس إلى الظل فامض لما أمرت به قال فقبض روحه ع
 و بالطريق المذكور قال كانت أقل أعمار قوم نوح ثلاثمائة سنة
و من ذلك بالطريق المذكور
 يرفعه إلى محمد بن يوسف التميمي عن الصادق عن أبيه عن جده عن رسول الله ص قال عاش آدم أبو البشر تسعمائة سنة و ثلاثين سنة و عاش إبراهيم مائة و خمسا و سبعين سنة و عاش إسماعيل مائة و عشرين سنة و عاش نوح ع ألفي سنة و أربعمائة سنة و خمسين سنة و إسحاق مائة و ثمانين و يعقوب مائة و خمسة و أربعين و يوسف مائة و عشرين و كذا موسى و هارون مائة و ثلاثة و ثلاثين و داود مائة سنة ملك منها أربعين و سليمان سبعمائة و اثنتي عشرة سنة
و من المعمرين الدجال بالطريق المذكور قال ابن سمرة خطبنا أمير المؤمنين ع فحمد الله و أثنى عليه و ذكر النبي و صلى عليه ثم قال‌

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 86
سلوني يا أيها الناس قبل أن تفقدوني ثلاثا فقام صعصعة بن صوحان فقال يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال فقال له ع اقعد فقد سمع الله كلامك و علم ما أردت و الله و الله ما المسئول عنه بأعلم من السائل و لكن لذلك علامات و هيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل فإن شئت أنبأتك بها قال نعم يا أمير المؤمنين فقال علي ع احفظ فإن علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة و أضاعوا الأمانة و استحلوا الكذب و أكلوا الربا و أخذوا الرشى و شيدوا البناء و قطعوا الأرحام و اتبعوا الأهواء و استخفوا بالدماء و كان الحلم ضعفا و الظلم فخرا و كانت الأمراء فجرة و الوزراء ظلمة و العرفاء خونة و القراء فسقة و ظهرت شهادة الزور و استعلن الفجور و قول البهتان و الإثم و الطغيان و حليت المصاحف و زخرفت المساجد و طولت المنابر و أكرم الأشرار و ازدحمت الصفوف و اختلفت القلوب و نقضت العهود و اقترب الموعود و شارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا و علت أصوات الفساق و استمع منهم و كان زعيم القوم أرذلهم و اتقي الفاجر مخافة شره و صدق الكاذب و اؤتمن الخائن و اتخذت القيان و المعازف و لعن آخر هذه الأمة أولها و ركب ذوات الفروج السروج و تشبه الرجال بالنساء و النساء بالرجال و أشهد الشاهد من‌

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 87
غير أن يستشهد و شهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه و تفقه لغير الدين و آثروا عمل الدنيا على الآخرة و لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب و قلوبهم أنتن من الجيفة و أمر من الصبر فعند ذلك الوحا الوحا ثم العجل العجل خير المساكن حينئذ بيت المقدس ليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال يا أمير المؤمنين من الدجال فقال إن الدجال الصائد بن الصيد فالشقي من صدقه و السعيد من كذبه يخرج من بلد يقال له أصبهان من قرية تعرف باليهودية عينه اليمنى ممسوحة و الأخرى في جبهته كأنها كوكب الصبح فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب كافر يقرأه كل كاتب و أمي يخوض البحار و تسير معه الشمس بين يديه جبل من دخان و خلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام يخرج حين يخرج من قحط شديد تحته حمار أقمر خطوة حماره ميل تطوى له الأرض منهلا منهلا لا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن و الإنس و الشياطين يقول إلي أوليائي أنا الذي خلق فسوى و قدر فهدى‌

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 88
أنا ربكم الأعلى و كذب عدو الله إنه أعور يطعم الطعام و يمشي في الأسواق و إن ربكم ليس بأعور و لا يطعم الطعام و لا يمشي في الأسواق ألا إن أكثر أتباعه يومئذ أولاد زنا و أصحاب الطيالسة الخضر يقتله الله عز و جل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة على يدي من يصلي المسيح عيسى ابن مريم خلفه ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى قلنا و ما ذاك يا أمير المؤمنين قال خروج دابة من الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان و عصا موسى تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه هذا مؤمن حقا و يضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه هذا كافر حقا حتى أن المؤمن ينادي الويل لك يا كافر و أن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن وددت أني اليوم مثلك فأفوز فوزا عظيما ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله عز و جل و ذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل و لا عمل يرفع و لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ثم قال ع لا تسألوني عما بعد ذلك فإنه عهد إلي حبيبي ألا أخبر به غير عترتي قال ابن سمرة فقلت لصعصعة ما عنى أمير المؤمنين ع بهذا القول قال يا ابن سمرة إن الذي يصلي خلفه عيسى هو الثاني عشر من العترة

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 89
التاسع من ولد الحسين ع و هو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن و المقام فيملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما
و هذا الدجال و ظهوره و وجوده و تعميره اتفق عليه كافة المسلمين العامة و الخاصة فيا عجبا ممن يصدق بقاء هذا الكافر الفاجر الذي يملأ الأرض ظلما و جورا و يمنع بقاء مثل الإمام القائم ع المعصوم ابن المعصومين الذي يملأ الأرض عدلا و قسطا و يستبعد طول تعمير مثل هذا الإمام و لا يستبعد طول تعمير مثل هذا الفاجر أكفر الكفار و يسلمون الأخبار الواردة الشاهدة بوجود هذا اللعين و يدفعون الأخبار الواردة عن النبي ص و الأئمة المعصومين الشاهدة بوجود الإمام المهدي ع إمام المتقين و هل دفعهم الروايات الواردة بوجوده و طول تعميره ع إلا مثل دفع البراهمة و المشركين وجود النبي ص و إنكارهم صحة

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 90
الإسلام فإنهم يقولون للمسلم ما صح عندنا شي‌ء عن معجزات الرسول و لا يثبت عندنا صحة ما يقول و كذلك هؤلاء يقولون ما نعرف شيئا من فضائل الأئمة المعصومين ع و لا نعرف صحة الأخبار الواردة بتعمير الإمام القائم ع فلو صح ما يقول هؤلاء لنا لصح لزوم قول الكفرة و المشركين. و أعجب منه أنهم يعترفون بوجود إبليس رئيس الضالين و تعميره من قبل آدم ع إلى يوم القيام و هو الضال رئيس الضالين و يمنعون بقاء مثل هذا الإمام الهادي من الهداة الأئمة المعصومين و كيف يصح لهم إنكار تعمير مثل هذا الإمام مع اعترافهم بتعمير كثير ممن سلف من الأنبياء قبل ملة الإسلام مع أنهم يقولون بصحة قول النبي ع
 يحذو أمتي حذو من تقدمهم حذو النعل بالنعل
و قد شهد بذلك أيضا الكتاب المبين لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ و هم يتبعون آثارهم و يفعلون أفعالهم إلى يوم الدين فهل‌

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 91
إنكارهم للتعمير في حقه إلا عناد مبين. أما نطق القرآن المجيد أيضا بتعمير أهل الكهف و غيبتهم في كهفهم ثلاثمائة سنين و ازدادوا تسعا و إذا جرى ذلك في حق الأشقياء مثل الدجال و في حق الأنبياء مثل نوح و آدم و سليمان و غيرهم و في الأولياء مثل الخضر و أصحاب الكهف فما المانع منه في مثل الأئمة المعصومين الذي يترتب على بقائهم بقاء الدين إذ هم لطف في حق المكلفين و لكن طبع الله على قلوبهم فأصمهم و أعمى أبصارهم. و من العجائب أن مخالفينا يروون في كتبهم و ينقلون في أحاديثهم عن مشايخهم أن عيسى ع مر في بعض سياحاته بكربلاء و معه الحواريون فجلس هناك و بكى بكاء كثيرا و أبكى من كان معه و قال هذا موضع يقتل فيه سبط نبي أمه كأمي سيد شباب أهل الجنة و إن هذه التربة التي يلحد فيها ريحها أطيب من ريح المسك و إن هذه الظباء ترعى فيها و تسرح و تروح إليها و هي تلعن على قاتليه و تستغفر لناصريه ثم ضرب بيده إلى بعر تلك الظباء فشمه و قال اللهم أبقه حتى يشمه أبوه فيكون له عزاء و سلوة و إن تلك البعرات بقيت إلى زمان أمير المؤمنين ع و إنه مر بها فنزل هناك فبكى و أبكى و أخذ البعرات فشمها و أخبر من كان معه بمقالة عيسى.
                        تخب‌الأنوارالمضيئة ص : 92
و هذا الخبر عندنا أيضا مشهور و في كتبنا مسطور فهم مصدقون جازمون بأن بعر الظباء يبقى نحوا من خمسمائة سنين و أزيد و ما سف عنها و لم تغيره الشموس و الأمطار و الرياح و الأعصار و ينكرون بقاء القائم ع إنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور. و بالطريق المذكور حديث حبابة الوالبية
 قالت رأيت أمير المؤمنين ع في شرطة الخميس و معه درة يضرب بها بياعي الجري و المارماهي و الزمير و الطافي و يقول لهم يا بياعي مسوخ بني إسرائيل و جند بني مروان قالت فقام إليه فرات بن أحنف فقال يا أمير المؤمنين و ما مسوخ بني إسرائيل فقال أقوام حلقوا اللحى و فتلوا الشوارب فمسخوا فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه ثم اتبعته فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد فقلت له يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة رحمك الله قالت ايتيني بتلك الحصاة و أشار بيده إلى حصاة فأتيته بها فطبع بخاتمه فيها ثم قال يا حبابة إذا ادعى مدع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة و الإمام لا يعزب عنه‌

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 93

شي‌ء يريده قالت ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين ع فجئت إلى الحسن ع و هو في مجلس أمير المؤمنين و الناس يسألونه فقال لي يا حبابة هات ما معك فأعطيته الحصاة فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين ع قالت ثم أتيت الحسين ع و هو في مسجد الرسول ص فقرب و رحب ثم قال أ تريدين دلالة الإمامة فقلت نعم فقال هات ما معك فناولته الحصاة فطبع فيها قالت ثم أتيت علي بن الحسين ع و قد بلغ بي الكبر إلى أن أعييت و أنا أعد يومئذ مائة و ثلاثا و عشرين سنة فرأيته راكعا ساجدا مشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأومأ إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي قالت فقلت يا سيدي كم مضى من الدنيا و كم بقي فقال أما ما مضى فنعم و أما ما بقي فلا قالت ثم قال هات ما معك فأعطيته الحصاة فطبع ثم أتيت أبا جعفر ع فطبع فيها ثم أتيت أبا عبد الله فطبع فيها ثم أتيت أبا الحسن موسى بن جعفر ع فطبع فيها ثم أتيت الرضا ع فطبع فيها و عاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 94
 و بالطريق المذكور يرفعه إلى محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن علي ع أن حبابة الوالبية دعا لها علي بن الحسين ع فرد الله عليها شبابها فأشار إليها بإصبعه فحاضت لوقتها و لها يومئذ مائة و ثلاث و عشرون سنة
و إذا أثرت نفس الإمام زين العابدين ع في رد شباب حبابة بعد الهرم و الهزال حتى رجعت بعد الميل إلى الاعتدال فكيف ينكر المنكر تأثير نفس القائم ع في دفع الهرم عن بدنه الكريم ليدوم تعميره عن التغير سليم و هل نفوسهم ص‌

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 95
إلا كنفس واحدة في إبداء المعجزات و إظهار البينات و هل ينكر من ذلك إلا عاند و أوجب له الإنكار دخول النار. و من ذلك حديث أبي الدنيا المعمر المغربي بالطريق المذكور يرفعه إلى محمد بن أبي الفتح الزكي قال لقينا بمكة رجلا من أهل المغرب فدخلنا عليه مع جماعة من أصحاب الحديث ممن حضر الموسم في تلك السنة و هي سنة تسع و ثلاثمائة قال فرأينا رجلا أسود الرأس و اللحية كأنه شن بال و حوله جماعة من أولاده و أولاد أولاده و مشايخ من أهل بلده ذكروا أنهم من أقصى بلاد المغرب بقرب باهرة العليا و شهد المشايخ أنا سمعنا آباءنا يحكون من آبائهم أنهم عهدوا هذا الشيخ المسمى بأبي الدنيا و اسمه علي بن عثمان بن خطاب بن مرة بن يزيد. قال ففاتحناه و ساءلناه عن حاله و قصة سبب طول تعميره فوجدناه ثابت العقل يفهم ما يقال له و يجيب عنه بلب و عقل فذكر أنه كان والده قد نظر في‌

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 96
كتب الأوائل فوجد فيها ذكر نهر الحياة و أنه يجري في بلاد الظلمات و أنه من شرب منه عمر فحمله الحرص على طول الحياة على دخول الظلمات فتحمل و تزود حسب ما قدر أنه يكتفي به و أخرجني معه و أخرج معنا خادمين و عدة جمال لبون عليها روايا و زاد و أنا يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة فسار بنا إلى أن وافينا طرف الظلمات ثم دخلنا فيها فسرنا نحو ستة أيام بليالها و كنا نميز بين الليل و النهار بأن النهار أضوأ قليلا و أقل ظلمة من الليل فنزلنا بين جبال و أودية و ذكوات و قد كان والدي يطوف في البقعة في طلب النهر لأنه وجد في الكتب التي قرأها أن مجرى النهر في ذلك الموضع فأقمنا في تلك البقعة أياما حتى فني الماء الذي كان معنا و أسقيناه جمالنا و لو لا اللبن الذي نحلبه من الجمال لهلكنا و كان والدي يطوف في تلك البقعة في طلب النهر و يأمرنا أن نوقد نارا ليهتدي بها إذا أراد الرجوع إلينا. فمكثنا على ذلك أياما و والدي يطلب النهر فلا يجده فبعد اليأس عزم على الانصراف خوف التلف و ألح من كان معنا عليه حذرا على أنفسهم فقمت يوما من الرحل لحاجتي فتباعدت من الرحل مقدار رمية سهم فعثرت بنهر ماء

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 97
أبيض اللون عذب الطعم طيب الرائحة لذيذ لا بالصغير من الأنهار و لا بالكبير يجري جريا لينا فدنوت منه و غرقت منه بيدي غرفتين أو ثلاثة فشربتها ثم بادرت مسرعا إلى الرحل و بشرت الخدم بأني قد وجدت الماء فحملوا ما كان معنا من القرب و الأدوات لنملأها و ذهلت لفرحتي بوجود الماء و الخوف من التلف عن أن ذلك مطلوب أبي و كان أبي في ذلك الوقت غائبا عن الرحل مشغولا بالطلب فقمنا و سرنا إلى النهر فلم نجده فاجتهدنا و طفنا و استقصينا في الطلب فلم نره فكذبوني الخدم و قالوا لم تجد شيئا فانصرفنا إلى الرحل و أقبل والدي و أخبرته بالقصة فقال قم معي فقمت معه و اجتهدنا في الطلب فلم نقع له على أثر فقال يا بني الذي أخرجني إلى هذا المكان و تحمل الأذى و الخطر كان ذلك النهر الذي رأيته و لم أرزقه و قد رزقته أنت و سوف تعمر حتى تمل الحياة. و رحلنا منصرفين حتى رجعنا إلى بلدنا و عاش والدي بعد ذلك سنيات ثم توفي فلما بلغ سني ثلاثين سنة اتصل بنا وفاة النبي ص و وفاة الخليفتين بعده و خرجت حاجا فلحقت آخر أيام عثمان مال قلبي من بين جماعة أصحاب النبي ص إلى علي بن أبي طالب فأقمت معه أخدمه و شهدت معه وقائعه و أصابني هذه الشجة من دابته في أيام صفين و ما زلت معه مقيما على خدمته إلى أن مضى لسبيله فألح علي أولاده و حرمه أن أقيم عندهم فلم أقم و انصرفت إلى بلدي ثم رجعت إلى بلادي و خرجت أيام بني مروان حاجا ثم رجعت إلى أهلي و انصرفت مع أهل بلدي إلى هذه الغاية ما خرجت في سفر إلا ما كان إلى الملوك في بلاد المغرب يبلغهم خبري و طول عمري فيشخصوني إلى حضرتهم ليروني و يسألوني عن سبب طول عمري و عما شاهدت. و كنت

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 98
أتمنى و أشتهي أن أحج مرة أخرى فحملني هؤلا

ء حفدتي و أسباطي الذين ترونهم حولي و أقدموني للحج. و ذكر أنه قد سقطت أسنانه مرتين أو ثلاثا و عادت فسألناه أن يحدثنا بما سمعه فذكر عدة أحاديث رويت عنه و كتبها المصريون و الشاميون و العراقيون و من سائر الأمصار ممن حضر الموسم و بلغه خبره و من أعاجيب هذا الشيخ أن عنفقته إذا جاع فكلما اشتد جوعه أخذت في البياض حتى تعود كالقطنة البيضاء فإذا أكل و شبع أخذت في السواد حتى تعود إلى حالها الأولى و هو يذكر أنه يعمر إلى أن يدرك الإمام القائم ع. و إذا كان رجل من بعض الأمة قدر الله تعالى أنه شرب شربة من نهر فعمر هذا الزمان الطويل فما المانع من تعمير رجل جعله الله حجة على العالمين و واسطة بينه و بين عباده المخلوقين و له كما كان لآبائه المعصومين التصرف في عالم الكون و الفساد و تغيير ما شاء من أحوال العباد و البلاد فما المانع أن يسخر الله مثل هذه الأنهار أو يجعل له خاصة يختص به فيحصل له بذلك الدوام و الاستمرار إذ في تعميره نظام أمر المسلمين و بقاء الدنيا و الدين. و من ذلك حديث القلاقل روى الجد السعيد عبد الحميد يرفعه إلى الرئيس أبي الحسن الكاتب البصري و كان من الأسداء الأدباء قال في سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة أسنت البر سنين عدة و بعثت السماء درها و خص الحيا

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 99
أكناف البصرة و تسامع العرب بذلك فوردوها من الأقطار البعيدة و البلاد الشاسعة على اختلاف لغاتهم و تباين فطرهم فخرجت مع جماعة من الكتاب و وجوه التجار نتصفح أحوالهم و لغاتهم و نلتمس فائدة ربما وجدناها عند أحدهم فارتفع لنا بيت عال فقصدناه فوجدنا في كسره شيخا جالسا قد سقط حاجباه على عينيه كبرا و حوله جماعة من عبيده و أصحابه و سلمنا عليه فرد التحية و أحسن التلقية فقال له رجل منا هذا السيد و أشار إلي هو الناظر في معاملة الدرب و هو من الفصحاء و أولاد العرب و كذلك الجماعة ما منهم إلا من ينسب إلى قبيلة و يختص بسداد و فصاحة و قد خرج و خرجنا معه حتى وردتم ملتمس الفائدة المستطرفة من أحدكم و حين شاهدنا رجونا ما نبغيه عندك لعلو سنك. فقال الشيخ و الله يا بني أخي حياكم الله إن الدنيا شغلتنا عما تبتغونه مني فإن أردتم الفائدة فاطلبوها عند أبي و ها بيته و أشار إلى خباء كبير بإزائه. فقلنا النظر إلى مثل والد هذا الشيخ الهم فائدة نتعجل فقصدنا ذلك البيت فوجدنا في كسره شيخا متضجعا و حوله من الخدم و الأمر أوفى مما شاهدناه أولا و رأينا عليه من آثار السن ما يجوز له أن يكون والد ذلك الشيخ فدنونا منه و سلمنا عليه فأحسن الرد و أكرم الجواب فقلنا له مثل ما قلنا لابنه و ما كان من جوابه و إنه دلنا عليك فخرجنا بالقصد إليك فقال يا بني أخي حياكم‌

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 100
الله إن الذي شغل ابني عما التمستموه منه هو الذي شغلني عما هذه سبيله و لكن الفائدة تجدونها عند والدي و ها هو بيته و أشار إلى بيت منيف بنحوه منه فقلنا فيما بيننا حسبنا من الفوائد مشاهدة والد هذا الشيخ الفاني فإن كانت منه فائدة فهي ربح لم يحتسب. و قصدنا ذلك الخباء فوجدنا حوله عددا كثيرا من الإماء و العبيد فحين رأونا تسرعوا إلينا و بدءوا بالسلام علينا و قالوا ما تبغون حياكم الله فقلنا نبغي السلام على سيدكم و طلب الفائدة من عنده ببركتكم فقالوا الفوائد كلها عند سيدنا و دخل منهم من يستأذن ثم خرج بالإذن لنا فدخلنا فإذا سرير في صدر البيت و عليه مخاد من جانبيه و وسادة في أوله و على الوسادة رأس شيخ قد بلي و طار شعره و الإزار على المخاد التي من جانبي السرير ليستره و لا يثقل منه عليه فجهرنا بالسلام فأحسن الرد و قال قائلنا مثل ما قال لولده و أعلمناه أنه أرشدنا إلى أبيه فحججنا بما احتج به و أن أباه أرشدنا إليك و بشرنا بالفائدة منك. ففتح الشيخ عينين قد غارتا في أم رأسه و قال للخدم أجلسوني فلم تزل أيديهم تتهاداه بلطف إلى أن أجلس و ستر بالإزر التي طرحت على المخاد

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 101
ثم قال لنا يا بني أخي لأحدثنكم بخبر تحفظونه عني و تفيدون منه ما يكون فيه ثواب لي كان والدي لا يعيش له ولد و يحب أن يكون له عاقبة فولدت له على كبر ففرح بي و ابتهج بمولدي ثم قضى و لي سبع سنين فكفلني عمي بعده و كان مثله في الحذر علي
 فدخل بي يوما على رسول الله ص فقال له يا رسول الله إن هذا ابن أخي و قد مضى أبوه لسبيله و أنا كفيل بتربيته و إنني أنفس به على الموت فعلمني عوذة أعوذه بها ليسلم ببركتها فقال ص أين أنت عن ذات القلاقل فقال يا رسول الله و ما ذات القلاقل قال أن تعوذه فتقرأ عليه سورة الجحد و هي قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ إلى آخرها و سورة الإخلاص قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ إلى آخرها و سورة الفلق قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ إلى آخرها و سورة الناس قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إلى آخرها و أنا إلى اليوم أتعوذ بها كل غداة فما أصبت بولد و لا أصيب لي مال و لا مرضت و لا افتقرت و قد انتهى بي السن إلى ما ترون فحافظوا عليها و استكثروا من التعوذ بها فسمعنا ذلك منه ثم انصرفنا من عنده
و إذا كان شخص من بعض أمة النبي ص دله على التعوذ بهذه السور فعمر العمر الطويل و بلغ ببركتها ما بلغ كما قيل فما ظنك بولد النبي ص الذي قد انتهى إليه هذا القرآن و حكمه و فهمه و فوائده و علمه إليه و هو القائم بإيضاحه و بيانه أ ليس هو ولي المسلمين و الإسلام‌

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 102
و صاحب زمانه فما المانع أن يكون قد أعطاه الله تعالى من الخاصة و جعل له من المزية طول التعمير و البقاء على مر الدهور و الأعوام ليقوم بما وجب في القرآن على المكلفين من شرائع الإسلام و ملة جده الرسول ص و هل ينكر ذلك إلا من طبع على قلبه فكان من أصحاب الشيطان و حزبه أولئك الذين طبع الله على قلوبهم فأصمهم و أعمى أبصارهم. و من المعمرين عبيد بن سويد الجرهمي عاش ثلاثمائة و خمسين سنة فأدرك النبي ص و حسن إسلامه و عمر بعد ما قبض النبي ص حتى أدرك معاوية أيام تغلبه و ملكه فقال له معاوية أخبرني يا عبيد عما رأيت و سمعت و أدركت و كيف رأيت الدهر فقال أما الدهر فرأيت ليلا يشبه ليلا و نهارا يشبه نهارا و مولودا يولد و ميتا يموت و لم أدرك أهل زمان إلا و هم يذمون زمانهم و أدركت من قد عاش ألف سنة فحدثني عمن عاش ألفي سنة. و منهم الربيع بن الضبع الفزاري لما وفد الناس على عبد الملك بن مروان كان فيمن وفد عليه الربيع بن الضبع و كان معه ابنه من ابنه وهب بن عبد الله بن الربيع شيخا فانيا قد سقط حاجباه على عينيه قد عصبهما بعصابة فلما رآه الآذن و كانوا يأذنون للناس على أسنانهم قال ادخل أيها الشيخ فدخل يدب على العصا يقيم بها صلبه و لحيته على ركبتيه فلما رآه عبد الملك رق‌

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 103
عليه و قال اجلس أيها الشيخ فقال يا أمير المؤمنين أ يجلس الشيخ وحده على الباب قال فأنت إذا من ولد الربيع بن الضبع الفزاري قال نعم أنا وهب بن عبد الله بن الربيع فقال للآذن ارجع فأدخل الربيع فخرج الآذن فلم يعرفه حتى نادى أين الربيع فقال الربيع ها أنا ذا فقام يتطرق في مشيته فلما دخل على عبد الملك سلم فقال عبد الملك لجلسائه و أبيكم لأنه لأثبت الرجلين يا ربيع أخبرني عما أدركت من العمر و المدى و رأيت من الخطوب الماضية قال أنا الذي أقول
         ها أنا ذا آمل الخلود و قد            أدرك أيام مولدي حجرا
            أنا إمرؤ القيس و سمعت به            هيهات هيهات طال إذ عمرا
            
فقال عبد الملك قد رويت هذا من شعرك و أنا صبي قال و أنا القائل
         إذا عاش الفتى مائتين عاما            فقد ذهب اللذاذة و الفتاء
            
فقال عبد الملك قد رويت هذا أيضا و أنا غلام يا ربيع لقد طلبك جد غير عاثر ففصل لي عمرك فقال عشت مائتي سنة في الفترة بين عيسى و محمد ص و عشرين و مائة سنة في الجاهلية و ستين في الإسلام.

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 104
و إذا كان شخص من آحاد الناس عاش هذا العمر المديد فهل ينكر تعمير الإمام القائم ع إلا غير رشيد. و منهم سطيح الكاهن عاش ثلاثمائة سنة و خبره مشهور لا ينكره المخالف و المؤالف. و منهم شداد بن عاد صاحب المدينة إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد عمر تسعمائة سنة وردت بذلك الأخبار و شهد به أصحاب التواريخ و رواه الآثار. و حكاية مدينته و بنائها العجيب مشهور و كثير من شراح الكتاب العزيز ينكرون تعمير الإمام ع قد أثبتوا حكايته في تفاسيرهم و صدقوا تعميره هذه المدة في أساطيرهم و إذا قيل المهدي حي موجود أنكروه و إذا سمعوا بتعميره استبعدوه هل هذا إلا عناد مبين إنه لا يفلح الظالمون. و منهم أوس بن ربيعة الأسلمي عاش مائة و أربع عشرة سنة. و منهم نصر بن دهمان بن سليم بن أشجع بن رثب بن غطفان عاش مائة و تسعين سنة. و منهم لقمان العادي عاش ثلاثة آلاف سنة و خمسمائة سنة و كان أحد وفاد عاد الذين بعثهم قومهم إلى الحرم ليستسقوا لهم و أعطي عمر سبعة أنسر و كان يأخذ الفرخ فيجعله في الجبل الذي هو في أصله فيعيش النسر فيها

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 105
ما عاش فإذا مات أخذ آخر فرباه حتى كان آخرها لبد و كان أطولها عمرا فقيل فيه طال على الأبد لبده و قد قيل فيه أشعار كثيرة و أعطي من القوة و السمع و البصر على قدر ذلك. و له أحاديث كثيرة إذا سمعها الذين هم بمعزل عن هذه المقالة أصغوا إليها و استزادوا منها و تمثلوا بها و صدقوها و وافقوا عليها و إذا قيل لهم إن القائم حي‌

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 106
موجود جعلوا أصابعهم في آذانهم و استغشوا ثيابهم و أصروا و استكبروا استكبارا و صموا أسماعهم و عبسوا وجوههم و قطبوا في وجوه القائلين و استضعفوا عقول المؤمنين و هل هذا إلا عناد خارج عن السداد. و منهم باني الأهرام و البرابي بمصر و هو والد العزيز الذي اشترى يوسف

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 107
ع و اسمه الوليد بن الريان بن دومع و عاش العزيز سبعمائة سنة و عمر والده الريان ألف و سبعمائة سنة و دومع ثلاثة آلاف سنة و خبره مشهور في كتب التواريخ مذكور تركناه في هذا الباب تفاديا من إطالة الكتاب. و منهم قس بن ساعدة الأيادي عاش ستمائة سنة و منهم سربانك ملك الهند من طريق العامة بالطريق المذكور يرفعه إلى إسحاق بن إبراهيم الطوسي قال رأيت سربانك ملك الهند في بلدة تسمى فنوج و وصف عظم ملكه و شدة سلطانه و سعة مملكته تركنا ذكره خوف الإطالة قال فسألته كم أتى عليك من السنين فقال تسعمائة و خمس و عشرون سنة و هو مسلم زعم أن النبي ص أنفذ إليه عشرة من أصحابه منهم حذيفة بن اليمان و عمرو بن العاص و أسامة بن زيد و أبو موسى الأشعري و صهيب الرومي و سفينة مولاه و غيرهم فدعوه إلى الإسلام فأجاب و أسلم. فقلت له كيف تصلي و أنت بهذا الضعف فقال أ ليس قد رخص الله تعالى في القيام على لسان رسوله ع الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى‌

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 108
جُنُوبِهِمْ. و إذا جوزوا أن يهب الله تعالى لشخص من ملوك الهند الملك العظيم و العمر الطويل المديد فما وجه إنكارهم مثل هذا في حق الإمام القائم ع. و العجب أن مخالفينا يروون أخبار المعمرين و يجوزون وقوع مثل هذه الأمور في نوع الآدميين و ينكرون بقاء رجل هو خاتم عقد قلادة الأوصياء المعصومين الذي يملأ الله به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما هل هذا إلا عناد مبين و مجادلة لإطفاء نور الأئمة الطاهرين وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ. و أعجب من هذا أنك إذا قلت لهم أ لستم تقولون إن النبي ص قال
 تحذو أمتي حذو الأمم السالفة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة
فيقولون بلى ثم يقال لهم أ ليس قد وقع مثل هذا التعمير في الأمم المتقدمة و قد نطق به القرآن و رواه مشايخكم و سطرتموه في كتبكم فيقولون نعم فإذا قيل لهم فما وجه إنكار طول تعمير الإمام القائم ع تبلبلوا في الخطاب و تلجلجوا في الجواب و لا يدرون أين المفر و لا كيف الذهاب أَ فَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ. و لعمري لسنا مكلفين في ثبوت تعمير الإمام ع على ذكر المعمرين بل الدلالة القاطعة على وجوده و طول تعميره هو ما تقدم ذكره من البراهين العقلية و الأدلة الصحيحة المتواترة النقلية التي بمثلها ثبت قواعد الإسلام و عليها الاعتماد في الإصدار و الإيراد و بها يتم النظام لكن في ذكر ذلك فوائد.

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 109
الأولى أن السامع إذا طرق سمعه أنه قد وقع فيما تقدم في هذا النوع تعمير جماعة من الآدميين لا يستعظم تعمير خاتم الوصيين. الثانية أن القائل بهذا المذهب يزداد بصيرة في دينه و يقينا إلى يقينه بوقوع مثل هذه الأحوال في عدة أشخاص من الرجال فيرى أن الإمام القائم ع أولى بهذا الحال. الثالثة أن الشاك في هذا المذهب يدعوه الاطلاع على هذه الأخبار إلى البحث في ذلك و ينتفي عنه تهويل هذا الأمر و يمتنع عقله عن النفار و ترك البحث فنظرة التحقيق فربما أخرجه بحثه و تفحصه عن هذا الأمر من ضيق الظلمة إلى فضاء النور و سواء الطريق فيكون من الفائزين القائلين بالحق على يقين. الرابعة أن الحق كل ما زاد البحث فيه أضاء نوره و سطع و الباطل كل ما زاد البحث فيه أظلم و انقطع فكان في ذكر هذه الأخبار جلاء لبصائر أهل الاستبصار و عمى لأهل الضلال و الشنار

                         منتخب‌الأنوارالمضيئة ص : 110
الفصل الثامن في رواته ع و وكلائه
و قد توكل له ع عدة أقوام من عدة بلاد و رووا عنه الروايات و أوصلوا إليه المطالعات. فمما صح لي روايته عن الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه يرفعه إلى محمد بن أبي عبد الله الكوفي أنه ذكر عدة من انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان ص من الوكلاء و الرواة فمن بغداد العمري و ابنه و حاجز و البلالي و العطار و من الكوفة العاصمي و من الأهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار و من أهل قم أحمد بن إسحاق و من همدان محمد بن صالح و من الري الشامي و الأسدي يعني نفسه و من آذربيجان القاسم بن العلاء و من نيشابور محمد بن شاذان و منهم أبو القاسم الحسين بن روح.

            

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

التفسّح في المجالس
أحكام الدماء الثلاثة
مراتب العقلانية في الدين الاسلامي
باب استحباب التفكر فيما يوجب الاعتبار والعمل
العقل وعصمة الاَنبياء
الأخوة في القرآن الكريم
عصر ذهبي للاكتشاف
الكذب والصدق
ما معنى الحديث القائل "الحسود لا يسود"؟ هل هو ...
الكيسانية والاِبهامات المحدقة بها

 
user comment