عربي
Thursday 26th of December 2024
0
نفر 0

في معالم الإيمان والكفر (3)

الأصلُ الثلاثون بعد المائة: عدالة الصحابة
إنّ لِصَحابة النبيّ  ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ الّذين آمَنوا به في حياته، واستفادوا منه المعرفةَ، وأخذوا عنه العلمَ، والسنة، احتراماً خاصّاً عندنا نحن الشيعة الإمامية، وذلك من دون فرق بين الذين استُشهدوا في معركة «بدر» و«أُحد» و«الخندق» و«حُنين»، أو بقوا على قيد الحياة بعد رَسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ . فكل هؤلاء الذين آمنوا برسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وعاشوا معه، وصَحِبُوه محترمون، ولا يجوز لمسلم في العالم أن يسيء إلى صحابة رسولِ الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ (من جهة كونهم صحابةً للنبيّ) أو يؤذيهم، ونِسبة مثل هذا الموقف إلى فريق من المسلمين نسبةٌ ظالمةٌ وافتراءٌ مرفوض.
ولكن إلى جانبِ هذه المسألة ثمّت مسألةٌ أُخرى يجب دراستها من دون تعصّب أو حبّ وبُغض غير مُبرَّرَين، وهي: هل أن جميع صحابة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ عدولٌ وأتقياء، ومنزَّهون عن الذنوب، أو أنّ حكمَ الصحابة في هذه النقطة هو عين حكم التابعين الذين لا يمكن ان نعتبر جميعهم عدولاً أتقياء.
إنّ من البديهيِّ أنَّ مرافقة رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ورؤيته وان كانت مبعث فخر واعتزاز لمن يرافقه ويراه إلاّ أنّ كل هذه الأُمور لا توجب المصونية لهم من الذنوب، ولا الحصانة من المعاصي، ولا يمكن النظر إلى جميع الصحابة بنظرة واحدة ومساوية، واعتبارهم جميعاً عدولاً أتقياء، مبرَّأين عن كلّ زَلَل وخطل، ذلك لأنّهم ـ بشهادة القرآن ـ من حيث الإيمان والِنّفاق، ومن حيث الطاعة والعِصيان، والتسليم وعدم التسليم أمامَ الله ونبيّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ على أصناف مختلفة، وفي هذا التصنيف لا يمكن اعتبارهم جميعاً في مرتبة واحدة، ولا اعتبارهم جميعاً عدولاً أتقياء.
إنّه ممّا لاشكَّ فيه أنّ القرآن الكريم مدح أصحاب النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ في مواقع مختلِفة([59] )، وللمثال قد ذَكَرَ القرآنُ أنّ اللهَ رضى عن الّذين بايَعوا تَحتَ الشجرة في حالة صلح الحديبية، إذ قال سبحانه:
( لَقَد رَضي اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وأثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيبا) ([60] ) .
فالآية تعكس رضى الله سبحانه عن المؤمنين، لكنّها لا تعني انّهم صاروا بذلك عدولاً أتقياء إلى آخر عمرهم وان عَصَوا وخالفوا أمره سبحانه، نعم ثبت رضاه سبحانه عنهم في فترة خاصة وهو حال المبايعة بشهادة قول: ( إذ يبايعونك) وهو ظرف للرضا. فهذا المدح لهم لا يدلُّ على ضمان صلاحِهم واستقامتِهم حتى آخر لحظة من حياتهم.
ولهذا إذا سلك شخصٌ أو أشخاصٌ منهم طريق الخلاف فيما بعد لم يكن رضا الله تعالى عنهم في طرف المبايعة دليلاً على تقواهم المستمرّ، ولا شاهداً على فلاحِهم الأبديّ، لأنّ شأنَ هذا الفريق، ومقامَهم ليس أعلى ولا أسمى من شأن ومقام رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ الذي قال الله مخاطباً إيّاه:
( لَئنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ([61] ) .
إنّ الآيات المادحة للمهاجرين والأنصار تبيّن ما حصل عليه هؤلاء الأشخاص من الكمال في تلك الحالة، ومن البديهيِّ أنّهم سيكونون مفلِحين دائماً إذا حافظوا على هذا الكمال إلى آخر لحظة من حياتهم. وعلى هذا الأساس لو دلّتِ الدلائلُ القاطعة من الكتاب والسُّنّة على انحراف فرد، أو أفراد لا يَصحُّ في هذه الحالة الاستنادُ إلى المدائح المذكورة لهم.
ولنضربْ مَثَلاً على ذلك ما جاء في القرآن الكريمِ في حق أحد الصحابة.
فإنّ القرآنَ الكريمَ وصف أحد الصحابة بأنّه «فاسق»([62] ) إذ قال:
( إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بنباً فَتَبَيَّنُوا) ([63] ) .
وقال في آية أُخرى :
( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ) ([64] ) .
إنّ هذا الفرد بِشهادة التاريخ القطعيّ هو «الوليد بن عُقبة» وكان من أصحاب رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ رغم كونه صحابيّاً ومهاجراً وهما فضيلتان سامقتان إلاّ أنّه لم يتمكّن من المحافظة على هاتين الفضيلتين، بل تسبَّبَ كِذبُه على طائفة «بني المصطَلَق» بأن يُذكَر بلفظ «الفاسق».
ومع الإلتفات إلى هذه الآية ونظائرها([65] ) وكذا ملاحظة الأحاديث التي وَرَدَت في ذمّ بعض الصَّحابة في كتب الحديث([66] )، وكذا في ضوء مطالعة التاريخ الإسلاميّ والوقوف على سيرة بعضهم([67] ) لا يمكن اعتبار جميع صحابة النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ الذين يتجاوز عددهم المائة ألف شخص عُدولاً أتقياء جميعاً.
على أنّ ما نحن بصدد بحثِه ودراستهِ هنا هو «عدالةُ جميع الصحابة» لا سبّ الصحابة، وإنّ من المؤسف أنّه لم يفرّق البعضُ بين المسألتين، وإنّما عمد إلى اتّهام المخالفين في المسألة الأُولى والإيقاع فيهم في غير ما حق.
وفي الخاتمة نؤكّدُ على أنّ الشيعةَ الإماميّة لاترى احترام صحبة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ مانعاً من مناقشة أفعال بعض صحابته ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ والحكم عليها وتعتقد بأنّ معاشرةَ النبي لا تكون سبباً للمصُونيّة من المعاصي إلى آخر العمر.
على أنّ موقف الشيعة، في هذا المجال ينطلق من الآيات القرآنية، والأحاديث الصحيحة، والتاريخ القطعي، والعقل المحايد الحصيف.
الأصلُ الواحدُ والثلاثون بعد المائة: محبَة النبي وآله  ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ
إنّ محبَّة النبيّ وأهلِ بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ومودَّتهم من أُصول الإسلام الّتي أكدَّ عليها القرآنُ والسُّنة، فقد قال القرآن الكريمُ في هذا الصَّدَد: ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم منَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَاد فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) ([68] ) .
وقال في آية أُخرى :
( فالّذينَ آمَنُوا به وَعزَّرُوهُ ونَصَرُوهُ واتّبَعُوا النُّورَ الّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلئِكَ هُمُ المُفْلِحُون) ([69] ) .
فَإنّ الله تعالى يَعُدُّ ـ في هذه الآية ـ أربع خصوصيات للمفلحين وهي:
1. الإيمانُ بالنبي: ( آمَنُوا به) .
2. تكريمهُ وتوقيره: ( وعَزّرُوه) .
3. نصرهُ وتأييده: ( ونَصَروه) .
4. إتّباعُ النور (القرآن) الذي أُنزِلَ معه: ( واتّبَعَوا النّوُر الّذي أُنزِلَ مَعَهُ) .
ونظراً إلى أن «نصرةَ» النبيّ الأكرم جاءَت في الخصيصة الثالثة لذا لا مناص من أنْ يكون المرادُ بلفظة «عَزّرُوه» في الخصيصة الثانية هو تكريمُ النبيّ الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وتعظيمه ولاشك أنّ تعظيمه وتكريمه لا يختص بزمان حياته، كما أَنّ الإيمان الذي ورد ذكره في الآية ليس محدوداً كذلك.
وفي مجال لزوم محبّة أهل بيته ومودّتهم يكفي أنّ القرآن الكريم اعتبرها أجراً للرسالة (أي أنّه بمنزلة الأجر لا الأجر الواقعي)، إذ يقول تعالى:
( قُلْ لا أسألكُمْ علَيه أجْراً إلاّ المودَّةَ فِي القربى) ([70] ) .
إنّ الدعوة إلى محبّة النبيّ، ومودَّته والحث عليها لم يرد في القرآن الكريم وحده. بل جاء التأكيد عليها حتى في الأحاديث الشريفة التي نذكر منها نموذجين على سبيل المثال لا الحصر:
1. قالَ رسولُ الله  ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ : «لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من وُلْدِهِ والناسِ أجمعين»([71] ).
2. وقال  ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ في حديث آخر: «ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه، ذاقَ طَعمَ الإيمانِ: مَنْ كانَ لا شيءَ أحبَّ إليه من الله ورسوله، وَمَنْ كان لئِن يُحَرق بالنّارِ أحبّ إليه من أن يرتدَّ عن دِينهِ، وَمَنْ كانَ يحبُّ لله ويُبْغِضُ لله».([72] )
كما أنّ محبَّة أهلِ بيت النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ  ومودَّتهم جاءَ التأكيدُ والحثُّ عليها في الأحاديث الشَرِيفة أيضاً ونود ذكر بعض تلك الأحاديث على سبيل النموذج: 1. قالَ رسولُ الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ : «لا يُؤمِنُ عَبْدٌ حَتّى أكونَ أحبَّ إليه من نَفْسِهِ وَتكونُ عِترتي أحبَّ إليه من عِترَتِهِ ويكون أهلي أحبَّ إليه من أَهْلِهِ»([73] ).
2. وقال  ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ في حديث آخر: «مَنْ أحبَّهُمْ أحَبَّهُ الله، ومَنْ أبْغَضَهُمْ أبَغْضَهُ اللهُ»([74] ).
إلى هنا تَعَرّفنا على أَدلّة هذا الأصل (وهو لزوم محبّة النبيّ وعترتِهِ ومودّتهم) والآن ينطرح السؤالان التالِيان:
1. ما هي الثمرة الّتي تجنيها الأُمّةُ من مودَّة النبيّ وعترته؟
2. ما هي كيفيَّة مَودّةِ النبيّ وعترتهِ؟
لابدّ في هذا المجال أن نذكرَ أنّ محبّة الإنسانِ الفاضِل الكامِل ومودَّته توجب بنفسها صعودَ الإنسان في مدارج الكمال، فإنَّ الإنسان إذا أحبّ شخصاً من صميم قلبه سعى إلى التشبّه به في حركاته وسكناته، وتحصيل ما يُسرُّ ذلك الشخص في نفسه وذاته، وترك ما يؤذيه ويزعجه.
ومن الواضح أنَّ وجودَ مثلَ هذه الروحيّة في الإنسان توجب التحوّل فيه، وتبعَثُه على سلوكِ طريقِ الطاعة واجتنابِ طريقِ المعصيَة دائماً.
إنّ الّذي يُظهرُ التعلُّقَ بأحد ويتظاهر بمودته بينما يخالِفه في مقام العمل يفتقد المحبَّةَ الحقيقيّة. وقد نُسِب بيتان من الشِعر إلى الإمام جعفر الصادق ـ عليه السَّلام ـ جاءت الإشارة فيهما إلى هذه النقطة، إذ يقول:
تعصي الإله وأنتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ***هذا لَعْمري في الِفعالِ بَديعُ
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لأَطعتهُ***إنّ المحبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيْعُ([75] )
والآن ـ وبعد أن تَبَيَّن بعضُ ثمرات مودّةِ النبيّ وعترتِه ـ يجب أن نشيرَ إلى أُسلوب إظهار تلك المودة.
لاشك أنّ المقصودَ من «الحبّ» ليس هو الحبُّ الباطنيّ العاريّ عن أيّ عمل يناسبُه، بل المقصودُ هو المودّة التي تَظهَر آثارُها المناسبة على قول الإنسان وفعله.
ومن أحد الآثار البارزة لمحبّة النبيّ وآله الطاهرين هو اتّباعه العمليّ كما مرّت الإشارة إلى ذلك، ولكن الحديث هنا هو عن الآثار الأُخرى لهذه الحالة الباطنية، وتتمثل في كلّ ما يعدّه الناس من الأقوالِ والأفعال، علامةً للحبّ والمودّة تحتَ هذه القاعدة، شريطة أن يكون تكريم النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ بعمل مشروع لا بعمل حرام.
وعلى هذا فإنّ تكريمَ النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وأهل بيته ـ عليهم السَّلام ـ  في كلّ زمان، وبخاصة في مواليدهم أو وَفياتهم،يتحقّق بإظهار المودة لهم وإبراز التكريم لشَخصيّاتِهم.
فالإِحتفال بمواليدهم وإشعال المصابيح ونصب الأَعلام والرّايات الملونة، ونشر معالم الزينة، وإقامة مجالس تُعرَضُ فيها فضائلُ النبيّ أو أهل بيته يُعدّ آيةَ المودة وعلامة المحبّة لهم، وعلى هذا الأَساس كان تكريمُ النبي في يوم مولِدهِ سنّةً مستمرةً بين المسلمين.
يقول القسطلاني في كتابه «المواهب اللدنيّة»: ولا يزال أهل الإسلامِ يَحتَفلون بشهر مولده ـ عليه السَّلام ـ ، ويعملون الولائم، ويتصدّقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور، ويزيدون في المبرّات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاتِه كل فضل عميم.([76] )
الأصلُ الثاني والثلاثون بعد المائة: إقامة مجالس العزاء
من البيان السابق اتّضَحَت فلسفةُ وحكمةُ إقامة مجالس العزاء، والمآتم لأئمةِ الدّين، لأنّ إقامةَ مثل هذه المجالس من أجل ذكر مصائبهم وبيان ما جرى عليهم من المحَن في سبيل الدين، هو نوعٌ من أَنواع إظهار المودَّة والمحبَّة لهم. فإذا ما بكى يعقوبُ لِفِراق وَلَدِهِ العزيز «يوسف» سنيناً عديدة، وذرف دموعاً كثيرة([77] ) فإنّ ذلك نابعٌ مِن محبته وعلاقتِهِ القَلبيّة بابنِهِ.
وإذا ما بكى محبُّو أهلِ البيت في مُصابهم بسبب علاقتهم القلبيّة بهم، وحبّهم العميق لهم، فإنّهم يتّبعون في هذا العمل النبيّ يعقوبَ ـ عليه السَّلام ـ .
إنّ إقامة مجلس في مصاب الأحبّة والبكاء لفقدانهم هي في الأساس عملٌ أسَّسَهُ رسولُ الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ، وذلك عندما سمع نساء الانصار يبكين قتلاهن في معركة «أحُد»، فقال وهو يَذكر عمّه «حمزة» سيد الشهداء: «وَلكِنَّ حمزة لا بواكي له»([78] ).
وعندما عرف أصحابُ رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ برغبته في إقامة مجلس العزاء لعمّه «حمزة» أمروا أزواجهم بأن يبكين على قتلاهم الشهداء وعلى «حمزة» ويقمن مجلس العزاء له، فأُقيم مجلسٌ لذلك الغرض فلمّا بلغ رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ما فعلَهُ الأنصارُ وأزواجهم شكَرَهُم على ذلك، ودعا في حقّهم قائلاً: «رَحم اللهُ الأنصار»، ثم طلب من أصحابه من الأنصار بأن يأمُروا أزواجهنّ بأن يَعدن إلى منازِلِهنّ([79] ).
وثمة روايات عديدة تكاد تبلغ حدّ التواتر تعرب عن أنّ رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ بكى على الحسين سبطه الأصغر لما يلمَّ به وبأهله وأنصاره على أيدي الفئة الباغية، في وقعة كربلاء، كما يلاحظ ذلك من يراجع كتاب «الصواعق المحرقة» لابن حجر و«نور الأبصار» للشبلنجي الشافعي، و«المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري 3: 176.
كما رثاه وبكاه طائفة من علماء الإسلام من سنة وشيعة وانشأوا في مصابه القصائد المطوّلة.
فهذا الإمام الشافعي يقول: تأوّب قلبي فالفؤاد كئيب***وأرّق نومي فالسهاد غريب
إلى أن يقول :
فمن مُبلغٌ عَنّي الحسينَ رسالةً***وإن كَرِهَتْها أنفسٌ وقلوبُ
ذَبيحٌ بلاَ جُرم كأنَّ قميصَه***صَبِيغ بماءِ الأُرجوان خضيبُ([80] )
هذا مضافاً إلى أنّ لإقامة المآتم ومجالس العزاء للشهداء في سبيل الحق فلسفة هامّة أُخرى وهي أنّ إحياء ذكراهم يوجب الحفاظ على عقيدتهم التي قُتلوا من أجلها... تلك العقيدة التي يتكوّن جوهرُها من التفاني في سبيل الدين وعدم الخضوع للذُلّ، والهوان وهم يردّدون شعار «الموت في عز خيرٌ من الحَياة في الذلّ» ويجدّدون في كلّ يوم عاشوراء هذا المنطق العظيم ويتعلم الشعوب والأُمم دروساً حيويّة من نهضتهم وثورتهم الكبرى.
الأصل الثالث والثلاثون بعد المائة: صيانة الآثار الإسلامية
يسعى كلُّ العقلاء في العالَم في حفظ آثار عظمائهم، وأسلافِهمْ، ويحمونها من الإندثار والزوال بحجة كونها «تراثاً فكرياً» وآثاراً حضاريّة، وتجتهدُ الأُممُ المتحضّرة والراقية في حفظ الآثار الوطنيّة القديمة وما خلّفه أسلافُها من مفاخر جديرة بالإعتزاز، لأنّ آثار الأسلاف هي في الحقيقة حلقة الوصل بين القديم والجديد، والماضي والحاضر، وهي ترسم حركة الشّعوب والأُمم في مسار التقدّم والرقيّ، وتضي لها الطريق، والسبيل.
ثم إنّ الآثارَ القديمةَ إذا كانت ترتبط بالرسلِ والأنبياء فانّ الحفاظَ عليها وحراستَها ـ مضافاً إلى ما ذُكِرَ من الفائدة ـ تساعد بصورة قوية في المحافظة على اعتقاد الناس وإيمانهم بأُولئك الرسُل والأنبياء، ويكون لها أبلغ الأثر في تقوية دعائِمها، وتجذيرها وتأصيلها، بينما يؤدّي زوالُها، واندثارها بعد مدّة إلى انقداح روح الشك، والريب في نفوس أتباعهم، ويعرض أصلَ الموضوع لخطر الغموض، والإبهام، والنسيان والضياع.
وللمثال نشير إلى المجتمع الغربي، فإنّ الناس في هذا المجتمع وإن اصطبغت حياتهم بالصبغة الغربية، وأخذوا بآدابها وأخلاقها تماماً، ولكنهم في مجال العقيدة مدّوا أيديهم نحو الشرق، واعتنقوا الدين المسيحي وخضعوا لسلطانه ردحاً من الزمن بيد أنّهم مع تغيّر الأوضاع، وتنامي روح البحث والتحقيق لدى الشباب الغربيّ بدأ الشك والترديد يدَبُّ في نفوسهم، وباتوا يشكّون في أصل وجود السيد «المسيح» إلى درجة أنّهم على أثر عدم وجود آثار ملمُوسة من السيّد «المسيح» عادوا يعتبرونه أُسطورةً تاريخيّةً.
في حين أنّ المسلمين ظلّوا في منأى عن مثل هذه الحالة، فقد حافظوا على طول التاريخ وبكلّ فخر واعتزاز على الآثار المتبقّية من رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وأبنائه من خطر الإندثار، والزوال بسبب الحوادث.
فالمسلمون يَدّعُون أن شخصيّة نبيلة طاهرةً اختيرت قبل أربعة عشر قرناً للنبوة وللرسالة، وقام ذلك النبي بمعونة برنامجه الراقي جداً بإصلاح المجتمع، وأوجد في ذلك المجتمع تحوّلاً عظيماً، وانقلاباً عميقاً، وأسّس حضارة كبرى لا يزال المجتمع يستفيد من معطياتها، وثمارها، ولا سبيل للشك قط في وجود مثل هذه الشخصيّة المُصلِحة، ولا في الحضارة التي أسّسها وأرسى قواعدها، لبقاء آثاره إلى هذا اليوم، فمحل ولادته، ومكان عبادته ومناجاته، والنقطةُ التي بُعثَ فيها، والنقاط الأُخرى التي ألقى فيها خُطَبَه، والأماكن التي دافع فيها عن عقيدته ورسالته، والرسائل التي تبودلت بينه وبين ملوك العالم وحكام الدُّول في عصره، والعشرات بل المئات من آثاره، والعلائم الدالة عليه، باقية من دون أنْ تمسّها يدُ التغيير، ومن دون أن تطالها معاول الزوال، فهي محسوسةٌ ومشهودة للجميع.
وهذا البيان يمكن أن يوضّح أَهميّة حفظ الآثار من جهة التفكير الاجتماعي ودورها في هدايته وقيادته.
وهو أمر أيّدته النصوص القرآنية وسيرة المسلمين، فقد قال تعالى في القرآن الكريم:
( فِي بُيُوت أَذنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بالْغدوّ وَالآَصَالِ * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِم تجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذكرِ الله وإقامِ الصَّلاةِ وإِيتَآءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ) .([81] )
وليس المراد من لفظِ «البيوت» الواردِ في هذه الآية «المساجد» لأنّ البيوت جاءَ في القرآن الكريم في مقابل المساجد، لأنّ «المسجد الحرام» غير «بيت الله الحرام» فالبيوتُ في هذه الآية يراد منها بيوتُ الأنبياء، وخاصة بيت الرسولِ الأكرم محمّد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ، وذرّيته الطاهرة.
فقد روى السيوطي في تفسيره «الدر المنثور»: عن أنس بن مالك، وبرَيدة، قالَ: قرَأَ رسولُ الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ هذه الآية، فقام إليه رجلٌ فقال: أيُّ بُيوت هذِهِ يا رسُول اللهِ؟ قال: «بيوت الأنبياء».
فقام إليه أبو بكر فقال: يارسول الله هذا البيت منها؟ مشيراً إلى بيت علي وفاطمة، قال: «نعم من أفاضلها»([82] ).
والآن ـ بعد أنْ اتّضح المرادُ من «البيوت» ـ لابد من توضيح المراد من «ترفيع البيوت».
إنّ هناك احتمالين في هذا المجال:
1. الترفيع: بمعنى بناءِ البيوت وتشييدها، كما جاء بهذا المعنى في قوله تعالى:
( وَإِذ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ) ([83] ) . 2. الترفيع: بمعنى إحترام تلك البيوت وحراستها، والمحافظة عليها.
فعلى المعنى الأوّل، حيث إنّ بيوت الأنبياء قد بُنِيَت قبلَ ذلك، لهذا لا يمكن أن يكون المراد من الترفيع في الآية الحاضرة هو إيجاد البيوت، بل المراد هو حفظها من الإنهدام والزوال.
وبناءً على المعنى الثاني، يكون المراد من حفظ تلك البيوت هو ـ مضافاً إلى صيانتها من الخراب والانهدام ـ حفظها من أيّ نوع من أنواع التلوث المنافي لقداستها وحرمتها.
وعلى هذا الأساس يجب على  المسلمين السعيُ في تكريم، وحراسة البيوت المرتبطة بالرسول الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ، وعليهم أنْ يعتبروا هذا العمل أمراً قربيّاً، أي مقرّباً إلى الله سبحانه.
ثم إنّه يُستفاد من الآية التي تدورُ حول أصحاب الكهف أنّه عندما اكتُشفَ موضعُ اختفائهم، اختلف الناس في كيفية تكريمهم فصاروا فريقين:
فريق قالوا: يجب البناء على قبرهم بغية تكريمهم.
وفريق آخر قالوا: يجب بناء مسجد على مرقدهم، وقد أخبر القرآنُ الكريم بكلا الإقتراحين، وكلا الرأيين، ولو كان هذا العمل، أو ذلك مخالفاً لأُصول الإسلام لأخبر بهما بنحو آخر، ولتناوَلهما بالنقد. ولكنه رواهما من دون نقد، إذ قال: ( إِذ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أمرَهُم فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُم أَعْلَمُ بِهِم قَالَ الَّذينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِم لَنَتَّخذنَّ عَلَيهِم مَّسْجِداً) ([84] ) .
إنّ هاتين الآيتين (مع ملاحظة سيرة المسلمين المستمرة من عصر رسول الإسلام إلى هذا اليوم والمستقرة على حفظ هذه الآثار، والمحافظة على البيوت المرتبطة برسول الله وأهل بيته المطهرين وحراستها) دليل واضحٌ وبرهان قاطع على كون هذا الموقف موقفاً إسلامياً، وأصلاً شرعياً.
ولهذا تقوم مسألة تعمير مراقد الأنبياء ـ وبصورة خاصّة مراقد رسولِ الله وعترتهِ الطاهِرة صلوات الله عليهم ـ وبناءِ المساجد عليها، أو إلى جانبها، على أساس هذا الأصل الإسلامي.
الأصلُ الرابع والثلاثون بعد المائة: زيارة قبور المؤمنين
تُعتبر زيارةُ قبور المؤمنين، وبخاصّة قبور الأقرباء والأبناء منهم، من الأُصول الإسلامية التي تنطوي على آثار تربويّة في نفس زائريها، وذلك لأنّ مشاهدة تلك الديار الصامتة التي يرقد فيها أُناس كانوا قبل ذلك يعيشون في الدنيا، ويقومون بمختلف النشاطات، ولكنّهم أصبحوا بعد حين أجداثاً خامدة، وجثثاً هامدة، جديرة بأن تهزَّ الضمير، وتوقظ القلوب، وتنبّه الغافلين، وتكون درس عبرة لا ينسى.
فإنّ من يشاهد هذا المنظر سيحدّث نفسه قائلاً: وما قيمة هذه الحياة الدنيا التي سرعان ما تنتهي، وتكون مآلُها موت الإنسان ورقوده تحت التراب.
هل يستحق العيش في مثل هذه الدنيا الفانية أن يقوم فيها الإنسانُ من أجله بأعمال ظالمة، وممارسات فاسدة؟
إنّ هذا التساؤل الذي يواجهه ضميرُ الإنسان المفكّر في مصير البشر، سيدفع به إلى إعادة النظر في سلوكه وممارساته، وسيؤدِّي ذلك إلى حصول تحوّل كبير في روحه ونفسه.
وقد أشارَ رسولُ الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ إلى هذا الأثر الهامّ، إذ قال في حديث شريف: «زُورُوا القبورَ فإنّها تذَكِّرُكُم بِالآخِرَةِ»([85] ).
ثم إنّه مُضافاً إلى هذا تُعتبر زيارةُ مراقد أئمة الدين وقادته نوعاً من الترويج للقيم الدينيّة، والمعنويّة، كما أنّ إعتناءَ الناس بمراقد أُولئك الشخصيّات سيُقوّي لديهم الفكرة التالية، وهي أنّ الحالة المعنوية التي كانت تلك الشخصيات تتمتّع بها هي التي جذبت قلوب الناس إليهم، وهي التي رفعتهم إلى تلك المنزلة العظيمة التي حازوا بها احترام الناس وتكريمهم لهم، إذ رُبّ رجال من أصحاب السلطان والقوّة يرقدون تحت التراب دون أن يحظوا بمثل هذه العناية والاحترام من قِبَل الناس.
ولقد كانَ رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ يذهبُ في أُخريات حياته إلى البقيع، ويستَغْفر لأصحاب القبور، ويقول: «أَمَرَني رَبّي أنْ آتي البَقيعَ وأستَغْفِرَ لَهمْ»ثم قالَ: إذا زُرْتُمُوهُمْ فقولوا:
«السلامُ على أهْلِ الدّيارِ مِنِ المُؤمِنِين والمُسْلِمين يَرحَمُ اللهُ المُسْتقدِمِينَ مِنّا والمُسْتَأخِرِين، وإنّا إنْ شاءَ الله بكم لاحِقُون»([86] ).
وقد اعتُبرت زيارَةُ قُبور أولياء الله وأئمّة الدين ـ في كُتبِ الحديث ـ من الأعمال المستحبَّة المؤكدة، وكان أئمة أهلِ البيت يَذهَبُون دائماً لزيارة رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وغيرهم من الأئمة المتقدمين عليهم، وكانوا يحثُّون أتْباعَهم على هذا العمل.
الاصلُ الخامسُ والثلاثون بعد المائة: المنع عن الغلو
«الغُلُوّ» في اللُّغة هو التجاوز عن الحدّ، وقد خاطب القرآنُ الكريمُ أهلَ الكتاب قائلاً:
( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ) ([87] ) .
ولقد خاطَبهم القرآنُ بهذا الخطاب لأنّهم كانُوا يغالُون في حق السيّد «المسيح» ويتجاوزون الحدّ، إذ يقولون إنّه إلهٌ، أو ابنُ الله، أو ربّ.
وقد ظَهَرتْ بعد وفاةِ رسولِ الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ فرقٌ وطوائفُ غالَت فيه  ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ أو في الأئمة المعْصُومين، من بعده وتجاوزت الحدَّ، ووصفوهم بمقامات مختصَّة بالله وحده، ومن هنا سُمّي هؤلاء بالغُلاة، لتجاوزِهم حدود الحق.
يقولُ الشيخُ المفيد(رحمه الله): «الغُلاة من المتظاهرين بالإسلام همُ الذين نَسَبوا أمير المؤمنين إلى الالُوهية والنبوَّة، ووصفوهم من الفضلِ في الدين والدنيا، إلى ما تجاوزوا فيه الحدَّ، وخَرَجُوا عن القصد»([88] ).
ويقول العلاّمةُ المجلسيّ: إنّ الغُلُوّ في النبيّ والأئمّة ـ عليهم السَّلام ـ  إنّما يكون بالقول بأُلُوهيتهم، أو بكونهم شركاء لله تعالى في المعبوديّة، أو في الخلق، والرزق، أو أنّ الله تعالى حلَّ فيهم، أو اتّحدَ بهم، أو أنّهم يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من الله تعالى، أو بالقولِ في الأئمّة أنّهم كانوا أنبياء، أو القول بأنّ معرفتهم تُغني عن جميع الطاعات، ولا تكليف معها بترك المعاصي([89] ).
ولقد تبرَّأَ الإمامُ عليٌّ وأبناؤُهُ الطاهرون صلوات الله عليهم من الغلاة، وكانوا يلعنونهم على الدّوام، ونحن هنا نكتفي بإدراج حديث واحد في هذا المجال.
يقول الإمام جعفر الصادق  ـ عليه السَّلام ـ : «إحذَرُوا على شَبابِكُمُ الغُلاةَ لا يُفْسدُوهُمْ، فإنَّ الغلاةَ شرُّ خلقِ اللهِ، يُصغِّرونَ عظمةَ اللهِ ويَدَّعُون الرَّبوبيَّة لِعبادِ اللهِ»([90] ). ولهذا لاقيمة لتظاهر الغُلاة بالإسلام، فهم عند أئمةِ الدين كفارٌ ضُلاَّلٌ.
هذا ومن الجدير بالذِكر هنا أنْ يقال: كما يجب الاجتنابُ حتماً عن الغلوّ، يجب أن لا نعتبر كلَّ تصوّر واعتقاد في حقّ الأنبياء، وأولياء الله غُلوّاً، ويجب الاحتياط في هذا المجال كبقيّة المجالات الأُخرى، وتقييم العقائد بشَكل صحيح.

[1] . المجادلة / 22 .
[2] . الحجرات / 14 .
[3] . النمل / 14 .
[4] . صحيح البخاري: كتاب الإيمان، 10 ; صحيح مسلم: ج 7، باب فضائل علي، 121.
[5] . بحار الأنوار: 69 / 16، كتاب الإيمان والكفر، نقلاً عن معاني الأخبار للشيخ الصدوق، وسند الحديث صحيح.
[6] . العصر / 3 .
[7] . الكافي : 2 / 33 .
[8] . الكافي: 2 / 33 ، الحديث 2 .
[9] . عيون أخبار الرضا: 1 / 226 .
[10] . صحيح البخاري: 1 / 16، كتاب الإيمان شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسولُ الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحجّ ، وصوم رمضان.
[11] . وهي الأُصُول التي يرتبط تحقّق «الإيمانُ» و «الكفرُ» بقبولها أو رفضِها. وهي: الشهادة بوحدانية الله، والإيمان بنبوة خاتم الأنبياء محمد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ والمعاد في يوم القيامة.
[12] . النساء / 94 .
[13] . كنز العمّال: ج 1، الحديث 30.
[14] . البقرة / 117 .
[15] . بحار الأنوار: 2 / 263، مسند أحمد: 4 / 126، 127 .
[16] . بحار الأنوار: 74 / 202 .
[17] . فتح الباري: 5 / 156، و 17 / 9.
[18] . الأنفال / 60 .
[19] . جامع الأُصول 1 / 238 .
[20] . الشورى / 23 .
[21] . المائدة / 114 .
[22] . الأعراف / 157 .
[23] . آل عمران / 31 .
[24] . يونس / 59 .
[25] . النحل / 106 .
[26] . آل عمران / 28.
[27] . لاحظ غافر / 28 .
[28] . تفسير الرازي: 8 / 13 .
[29] . محاسن التأويل: 4 / 82 .
[30] . تاريخ الطبري: 7 / 195 ـ 206 .
[31] . الكهف / 95 .
[32] . المائدة / 35 .
[33] . قال الراغبُ الإصفهاني في مفرداته (في مادة وسل): الوَسيلة التوصّلُ إلى الشيء برغبة، وحقيقةُ الوسيلة إلى الله سبيلُه بالعلمِ والعِبادة وتحرّي مكارم الشريعة.
[34] . الأعراف / 180 .
[35] . النساء / 64.
[36] . المنافقون / 5 .
[37] . يوسف / 97 ـ 98 .
[38] . صحيح البخاري، ج 5، باب قتل أبي جهل; والسيرة النبويّة لابن هشام: 2 / 292 وغيره.
[39] . صحيح مسلم، ج 2، باب ما يقال عند دخول القبر.
[40] . صحيح البخاري ج 2 كتاب الجنائز ص 12; والسيرة النبويّة لابن هشام 4 / 305 ـ 306.
[41] . نهج البلاغة قسم الخطب، الرقم 235.
[42] . المائدة / 64 .
[43] . الرحمن / 29 .
[44] . الرعد / 39 .
[45] . التوحيد للصدوق، ص 167، الباب 25، ح 1 .
[46] . الرعد / 11 .
[47] . الأعراف / 96 .
[48] . الدر المنثور 4 / 66 .
[49] . الكافي، 2 / 470، الحديث 13.
[50] . صحيح البخاري: 4 / 172 .
[51] . الطارق / 15 ـ 16 .
[52] . النمل / 50 .
[53] . النساء / 143 .
[54] . التوبة / 67 .
[55] . كتاب التوحيد للصدوق، ص 331 ـ 336; تصحيح الاعتقاد للشيخ المفيد 24; عدة الأُصول 2 / 29; كتاب الغيبة، ص 262 ـ 264 طبعة النجف.
[56] . الكهف / 47 .
[57] . مِثل إحياء فريق من بني إِسرائيل، كما في سورة البقرة الآيات 55 ـ 56، وإحياء المقتول من بني إسرائيل بواسطة بقرة بني إسرائيل، كما في سورة البقرة الآيات 72 و 73، وموت جماعة من الناس وإحيائهم كما في سورة البقرة الآية 243، وإِحياء عزير بعد مائة عام، كما في سورة البقرة الآية 259، وإحياء الموتى بإعجاز من السيد المسيح كما في سورة آل عمران الآية 49.
[58] . لاحظ بحار الأنوار: 53 / 136 .
[59] . لاحظ سورة التوبة / 100، وسورة الفتح / 18 و 29، وسورة الحشر / 8 و 9.
[60] . الفتح / 18 .
[61] . الزمر / 65 .
[62] . راجع التفاسير عند توضيح هاتين الآيتين .
[63] . الحُجُرات / 6 .
[64] . السجدة / 18 .
[65] . لاحظ آل عمران / 153 ـ 154، الأحزاب / 12، التوبة / 45 ـ 47 .
[66] . جامع الأُصول، ج 11، كتاب الحوض، الحديث رقم 7972 .
[67] . صحيح البخاري، ج 5، تفسير سورة النور، ص 118 ـ 119.
[68] . التوبة / 24 .
[69] . الأعراف / 157.
[70] . الشورى / 23 .
[71] . كنز العمال ج 1 / 37، ح 70 .
[72] . كنز العمال: ج 1، ح 72 ; وجامع الأُصول ج 1، ص 238.
[73] . مناقب الإمام أمير المؤمنين تأليف الحافظ محمد بن سليمان الكوفي ج 2 ح 619 و 700 ; وبحار الأنوار ج 17 ص 13 ; وعلل الشرائع الباب 117 ح 3.
[74] . مناقب الإمام أمير المؤمنين تأليف الحافظ محمد بن سليمان الكوفي ج 2 ح 619 و 700 ; وبحار الأنوار ج 17 ص 13 ; وعلل الشرائع الباب 117 ح 3.
[75] . سفينة البحار: 1 / 199 .
[76] . المواهب اللدُنيّة، ج 1 ص 27; وفي تاريخ الخميس ج 1 ص 223 مثله.
[77] . لاحظ يوسف / 184 .
[78] . سيرة ابن هشام: 1 / 99 .
[79] . المصدر السابق; وإمتاع الاسماع: 11 / 164 .
[80] . ديوان الإمام الشافعي قافية الباء. وراجع للوقوف على المزيد في هذا المجال: سيرتنا وسنتنا للعلاّمة الأميني.
[81] . النور / 36 ـ 37 .
[82] . تفسير الدر المنثور ج 5، ص 50 .
[83] . البقرة / 127 .
[84] . الكهف / 21 .
[85] . سنن ابن ماجة ج 1، باب ما جاء في زيارة القبور، ص 113 .
[86] . صحيح مسلم، ج 2، باب ما يقال عند دخول القبور، ص 64.
[87] . النساء / 171 .
[88] . تصحيح الاعتقاد ص 131 .
[89] . بحار الأنوار ج 25، ص 364.
[90] . المصدر السابق، ص 365 .
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ما فائدة البحث عن إمامة عليّ في هذه الأزمان؟
حركة الإمام المهدي «عجل اللّه فرجه» والحتمية ...
الخروج من القبر
القوانين المحدودة والحاجات غير المتناهية
عدلُ اللهِ الشّاملْ
قلب المؤمن عرش الله
عقيدتنا في ان الامامة بالنص
كيف تكتب بحثا أو رسالة ماجستير أو دكتوراه
موقف الفكر الشيعي من الحركات الباطنية
واقعية المنهج الكلامي ودورها في مواجهة التحديات ...

 
user comment