وردت بعض الروايات تفيد أنّ عدّة أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) عدّة أصحاب النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) في وقعة بدر الكبري، وأنّ أصحاب الكهف من أصحاب المهدي، وذكرت الروايات كذلك مواطن بعضهم، وكذلك خصائصهم ومناقبهم، وذكرت أيضاً أنّ بعض أصحابه وتابعيه من النساء. وسأتعرض لهذه المسألة المزبورة ضمن روايات: جاء في «كفاية الأثر»: أخبرنا أبو عبداللّه الخزاعي، قال: أخبرنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني، قال: قلت لمحمّد ابن عليّ بن موسي (عليه السلام): إنّي لأرجوَك أن تكونالقائم من أهل بيت محمّد (صلّي اللّه عليه و آله) الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، فقال (عليه السلام) : «... يجتمع إليه من أصحابه عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)1»2 . وورد في «الهداية الكبري»: عن أحمد بن الخصيب، عن أبي المطّلب جعفر بن محمّد بن المفضّل، عن محمّد بن سنان الزاهري، عن عبداللّه بن عبدالرحمن الأصمّ، عن مديح ابن هارون بن سعد، قال: سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة يقول: سمعت أمير المؤمنين يقول: «... ثم يظهر رجل من عترتي، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، يأتيه اللّه ببقايا قوم موسي ويحيي له أصحاب الكهف، وتنزل السماء قطرها، وتخرج الأرض نباتها»3 . وجاء في «دلائل الإمامة»:... عن أبي بصير: إنّ الصادق (عليه السلام) سمّي أصحاب القائم (عليه السلام) ... فقال:«أمّا الذي في طازبند الشرقي بندار أحمد بن سكتة، يدعي: بازان، وهو السيّاح المرابط، ومن أهل الشام رجلان يقال لهما: إبراهيم بن الصباح، ويوسف بن صريا، فيوسف عطّار من أهل دمشق، وإبراهيم قصّاب من قرية سويقان، ومن الصامغان: أحمد بن عمر الخيّاط من سكنة بزيع، وعليّ بن عبدالصمد التاجر من سكنة النجّارين، ومن أهل السيراف، سلم الكوسج البزّاز من سكنة الباغ، وخالد بن سعيد بن كريم الدهقان، والكليب الشاهد من دانشاه...»4 . وجاء في «الاختصاص»: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «أُلقي الرعب في قلوب شيعتنا من عدوّنا، فإذا أُوقع أمرنا وخرج مهدينا كان أحدهم أجرأ من الليث، أمضي من السنان، يطأ عدوّنا بقدميه، ويقتله بكفّيه»5 . وفي «كمال الدين»: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسي، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي، قال: حدّثنا محمّد ابن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثنا إسماعيل بن مالك، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (عليه السلام)،قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ وهو علي المنبر ـ : «... فلا يبقي مؤمن إلاّ صار قلبه أشدّ من زبر الحديد، وأعطاه اللّه تعالي قوّة أربعين رجلاً»6 . كما جاء في «دلائل الإمامة»: أخبرني أبو عبداللّه ، قال: حدّثني أبو محمّد هارون بن موسي، قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام، قال: حدّثنا إبراهيم بن صالح النخعي، عن محمّد بن عمران، عن مفضّل بن عمر، قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السلام) يقول: «يكن مع القائم ثلاث عشرة امراة»، قلت: ومايصنع بهنّ؟ قال: «يداوين الجرحي، ويقمن علي المرضي، كما كان مع رسول اللّه (صلّي اللّه عليه و آله)»7 . وجاء في «الاختصاص»: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن معقل، قال: حدّثنا محمّد بن عاصم، قال: حدّثني عليّ بن الحسين، عن محمّد بن مرزوق، عن عامر السرّاج، عن سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: سمعت حذيفة يقول: سمعت رسول اللّه (صلّي اللّه عليه و آله) يقول: «إذاكان عند خروج القائم... فيخرج النجباء منمصر، والأبدال من الشام، وعصائب الشام»8 . وورد في «الإرشاد»: روي المفضّل بن عمر الجعفي، قال: سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (عليه السلام) يقول: «...فيبايعونه، ويقيم بمكّة»9 . وورد في «الغيبة» للطوسي: عن الفضل بن شاذان، عن إسماعيل بن عياش، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: سمعت رسول اللّه (صلّي اللّه عليه و آله) وذكر المهدي، فقال: «إنّه يُبايَع بن الركن والمقام...»10 . وجاء في «الصراط المستقيم»: روي المفضّل بن عمر، قال: قال الصادق (عليه السلام) : «... فيبايعه جبرئيل وثلاثمائة وبضعة عشر من أنصاره»11 . جاء في «المستدرك» للحاكم: حدّثنا أبو العبّاس محمّد ابن يعقوب، حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان العامري، حدّثنا عمرو بن محمّد العنقزي، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق ، أخبرني عمّار الدهني، عن أبي الطفيل، عن محمّد بنالحنفية، قال: كنّا عند عليّ (رضي اللّه عنه)، فسأله رجل عن المهدي، فقال عليّ (رضي اللّه عنه) : «هيهات!»، ثمّ عقد بيده سبعاً فقال: «ذاك يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل: اللّه اللّه ، قُتل ! فيجمع اللّه تعالي له قوماً قزع كقزع السحاب12، يؤلِّف اللّه بين قلوبهم، لا يستوحشون إلي أحد، ولا يفرحون بأحد، يدخل فيهم علي عدّة أصحاب بدر...»13 . وفي «عقد الدرر»: عن عبداللّه بن عبّاس (رضي اللّه عنه)، قال: «يبعث اللّه المهدي بعد إياس وحتّي تقول الناس: لا مهدي، وأنصاره من أهل الشام، عدّتهم ثلاثمائة وخمسة عشر رجلاً، عدّة أصحاب بدر...»14 . وفي «الكشف والبيان» للثعلبي: «... فأخذوا مضاجعهم [أي: أصحاب الكهف]، وصاروا الي رقدتهم، إلي آخر الزمان عند خروج المهدي. ويقال: إنّ المهدي يسلّم عليهم، فيحيّيهم اللّه عزّ وجلّ، ثمّ يرجعون الي رقدتهم، ولا يقومونإلي يوم القيامة»15 . وفي «الدرّ المنثور»: أخرج ابن مردويه، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه (صلّي اللّه عليه و آله): «أصحاب الكهف أعوان المهدي»16 . وجاء في «مختصر تاريخ دمشق» مرسلاً عن عليّ (عليه السلام)، أنّه قال: «إذا قام قائم آل محمّد جمع اللّه له أهل المشرق وأهل المغرب، فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف، فأمّا الرفقاء فمن أهل الكوفة، وأمّا الأبدال فمن أهل الشام»17 . وفي «حلية الأولياء»: حدّثنا محمّد بن أحمد الجرجاني، حدّثنا عمران بن موسي السختياني، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا مالك بن إسماعيل، حدّثنا مسعود بن سعد الجعفي، عن جابر، عن أبي جعفر، قال: «إنّ اللّه تعالي يُلقي في قلوب شيعتنا الرعب، فإذا قام قائمنا وظهر مهدينا كان الرجل أجرأ من ليث وأمضي من سِنان»18 . وفي «المصنّف» للصنعاني: عن معمر، عن قتادة يرفعهالي النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله)، قال: «... فيأتيه عصائب العراق وأبدال الشام، فيبايعونه»19 . وفي «عقد الدرر»: عن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (عليه السلام)، قال: «... فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر، عدّة أهل بدر، علي غير ميعاد، وقزعاً كقزع الخريف، ورهبان بالليل، أُسدٌ بالنهار»20 . كما ورد في «كنز العمّال» عن أبي هريرة في «فردوس الأخبار»: «ينزل عيسي بن مريم [لنصرة المهدي علي] ثمانمائة رجل وأربعمائة امرأة أخيار مَن علي الأرض وأصلحاء من مضي»21 .
-----------------------------
1. سورة البقرة: الآية 148.
2. كفاية الأثر: 277 ـ 278 .
3. الهداية الكبري: ص163.
4. دلائل الإمامة: ص314.
5. الاختصاص: ص26.
6. كمال الدين: ص653.
7. دلائل الإمامة: ص259 ـ 260.
8. الاختصاص: ص208 .
9. الإرشاد: ج2 ص382 ـ 383.
10. الغيبة للطوسي: ص454.
11. الصراط المستقيم: ج2 ص253.
12. القَزُع: قِطَع السحاب، الواحدة قزعة، وهي رقيقة الظلّ. العين للفراهيدي: ج1 ص132. والمرا أنّهم يكونون متفرّقين، ثمّ يجمعهم اللّه تعالي تحت راية المهدي (عليه السلام) .
13. المستدرك للحاكم: ج4 ص596 ـ 597 .
14. عقد الدرر: ص90 ـ 91 .
15. الكشف والبيان: ج6 ص157.
16. الدرّ المنثور: ج4 ص215.
17. مختصر تاريخ دمشق: ج1 ص114.
18. حلية الأولياء: ج3 ص184.
19. المصنّف للصنعاني: ج11 ص371.
20. عقد الدرر: ص105 ـ 106.
21. كنز العمّال: ج14 ص338.
source : www.islamquest.net