عربي
Thursday 28th of March 2024
0
نفر 0

حب أهل البیت علیهم السلام فی الشعر العربی

حب أهل البیت علیهم السلام فی الشعر العربی

لا یخفى أن بعض الشعر مستودع للحکمة والفصاحة فضلاً عن أنّه دیوان حافل بالاَحداث والوقائع التاریخیة المهمة.
وقد سجّل شعراء الاِسلام منذ عهد الرعیل الاَول وإلى الیوم آیات الولاء والحبّ التی تکنّها قلوبهم وضمائرهم وتعتلج فی صدورهم تجاه النبی المصطفى صلى الله علیه وآله وسلم وعترته الاَطهار علیهم السلام، مؤکدین أصالة هذا المبدأ العقائدی وإلهیته ومبینین أهم آثاره ومعطیاته.
ولا ریب أنّ أول شعراء الاِسلام شیخ البطحاء وعمّ سید الاَنبیاء أبا طالب رضی الله عنه کان فی طلیعة الشعراء الذین أکّدوا إلهیة هذا الحبّ وأصالته حیث قال:
ألم تعلموا أنّا وجدنا محمداً * نبیاً کموسى خطّ فی أول الکتبِ
وأن علیه فی العباد محبّةً * ولا شکّ فیمن خصّه الله بالحبِّ (1)
ومن هنا جاء اعترافه بالنبوة وإقراره بالرسالة، وصدق ولائه ونصرته وعمق محبّته التی تصل إلى حدّ الجود بالنفس وهو أقصى غایة الجود، وقد عبّر عن ذلک بقوله:
لعمری لقد کُلِّفتُ وجداً بأحمدٍ * وأحببته حُبّ الحبیب المواصلِ
وَجُدتُ بنفسی دونه وحمیته * ودارأت عنه بالذرى والکلاکلِ
کذبتم وبیت الله نُسلِمُ أحمداً * ولمّا نطاعن دونه ونقاتلِ
ونُسلمه حتى نُصرّعَ حوله * ونَذْهَل عن أبنائنا والحلائلِ (2)
إنّ شعر الولاء والحبّ لعترة النبی المصطفى صلى الله علیه وآله وسلم یعتبر من الاغراض السامیة الخالدة التی تؤکّد عمق الولاء لرسالة الاِسلام وشدّة الارتباط بالقادة الرسالیین، وتکشف عن إلتزام الشاعر بواحدٍ من أهم المبادىء الاِسلامیة، ألا وهو مودّة ذوی القربى أهل بیت النبی صلى الله علیه وآله وسلم، التی تضمن سعادة الدارین.
وفیما یلی بعض النماذج المختارة التی تؤکّد الولاء والمحبّة لاَهل البیت علیهم السلام مرتبة وفقاً لوفیات الشعراء:

1 ـ حرب بن المنذر بن الجارود (من أعلام القرن الاَول):
قال فی حبّهم علیهم السلام:
فحسبی من الدنیا کَفافٌ یُقیمنی * وأثواب کَتّانٍ أزور بها قبری
وحبّی ذوی قربى النبی محمد * فما سُؤلنا إلاّ المودّة من أجرِ (3)

2 ـ الفرزدق، همام بن غالب التمیمی الدارمی، أبو فراس (ت / 110 هـ):
قال فی مطلع قصیدته المیمیة التی أنشدها بمحضر هشام بن عبدالملک مادحاً الاِمام زین العابدین علیه السلام:
یَا سَـائِلِی‌: أَیْنَ حَـلَّ الجُـودُ وَالکَـرَمُ - عِنْـدِی‌ بَـیَـانٌ إذَا طُـلاَّبُـهُ قَـدِمُـوا
هَذَا الذی‌ تَعْـرِفُ البَطْـحَاءُ وَطْـأَتَـهُ - وَالبَـیْـتُ یَعْـرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ
هَذَا ابْنُ خَیْرِ عِبَادِ اللَهِ کُلِّهِمُ - هَذَا التَّقِی‌ُّ النَّقِی‌ُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ
هَذَا الذی‌ أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُ - صَلَّی‌ عَلَیهِ إلَهِی‌ مَا جَرَی‌ القَلَمُ
لَوْ یَعْلَمُ الرُّکْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ یَلْثِمُهُ - لَخَرَّ یَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطَی‌ القَدَمُ
هَذَا علی رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُ - أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِی‌ الاُمَمُ
هَذَا الَّذِی‌ عَمُّهُ الطَّیَّارُ جَعْفَرٌ - وَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَیْثٌ حُبُّهُ قَسَمُ
هَذَا ابْنُ سَیِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةٍ - وَابْنُ الوَصِیِّ الَّذِی‌ فی‌ سَیْفِهِ نِقَمُ
إذَا رَأتْهُ قُرَیْشٌ قَالَ قَائِلُهَا - إلَی‌ مَکَارِمِ هَذَا یَنْتَهِی‌ الکَرَمُ
یَکَادُ یُمْسِکُهُ عِرْفَانَ راحته -رُکْنُ الحَطِیمِ إذَا مَا جَاءَ یَسْتَلِمُ
وَلَیْسَ قُولُکَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِ - العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْکَرْتَ وَالعَجَمُ
یُنْمَی‌ إلَی‌ ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتِی‌ قَصُرَتْ - عَنْ نَیْلِهَا عَرَبُ الإسْلاَمِ وَالعَجَمُ
یُغْضِی‌ حَیَاءً وَیُغْضَی‌ مِنْ مَهَابَتِهِ - فَمَا یُکَلَّمُ إلاَّ حِینَ یَبْتَسِمُ
یَنْجَابُ نُورُ الدُّجَی‌ عَنْ نُورِ غُرِّتِهِ - کَالشَّمْسِ یَنْجَابُ عَنْ إشْرَاقِهَا الظُّلَمُ
بِکَفِّهِ خَیْزُرَانٌ رِیحُهُ عَبِقٌ - مِنْ کَفِّ أَرْوَعَ فِی‌ عِرْنِینِهِ شَمَمُ
مَا قَالَ: لاَ، قَطُّ إلاَّ فِی‌ تَشَهُّدِهِ - لَوْلاَ التَّشَهُّدُ کَانَتْ لاَؤهُ نَعَمُ
مُشتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَهِ نَبْعَتُهُ - طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالخِیمُ وَالشِّیَمُ
حَمَّالُ أثْقَالِ أَقْوَامٍ إذَا فُدِحُوا - حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ
إنْ قَالَ قَالَ بمِا یَهْوَی‌ جَمِیعُهُمُ - وَإنْ تَکَلَّمَ یَوْماً زَانَهُ الکَلِمُ
هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إنْ کُنْتَ جَاهِلَهُ - بِجَدِّهِ أنبِیَاءُ اللَهِ قَدْ خُتِمُوا
-اللهُ فَضَّلَهُ قِدْماً وَشَرَّفَهُ - جَرَی‌ بِذَاکَ لَهُ فِی‌ لَوْحِهِ القَلَمُ
مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الآنْبِیَاءِ لَهُ - وَفَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الاُمَمُ
عَمَّ البَرِیَّةَ بِالإحْسَانِ وَانْقَشَعَتْ - عَنْهَا العِمَأیَةُ وَالإمْلاَقُ وَالظُّلَمُ
کِلْتَا یَدَیْهِ غِیَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا - یُسْتَوْکَفَانِ وَلاَ یَعْرُوهُمَا عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِیقَةِ لاَ تُخْشَی‌ بَوَادِرُهُ - یَزِینُهُ خَصْلَتَانِ: الحِلْمُ وَالکَرَمُ
لاَ یُخْلِفُ الوَعْدَ مَیْمُوناً نَقِیبَتُهُ - رَحْبُ الفِنَاءِ أَرِیبٌ حِینَ یُعْتَرَمُ
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِینٌ وَبُغْضُهُمُ - کُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَنْجیً وَمُعْتَصَمُ
یُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَالبَلْوَی‌ بِحُبِّهِمُ - وَیُسْتَزَادُ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ
مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِکْرِ اللَهِ ذِکْرُهُمْ - فِی‌ کُلِّ فَرْضٍ وَمَخْتُومٌ بِهِ الکَلِمُ
إنْ عُدَّ أهْلُ التُّقَی‌ کَانُوا أئمَّتَهُمْ - أوْ قِیلَ: مَنْ خَیْرُ أَهْلِ الارْضِ قِیلَ: هُمُ
لاَ یَسْتَطِیعُ جَوَادٌ بُعْدَ غَأیَتِهِمْ - وَلاَ یُدَانِیهِمُ قَوْمٌ وَإنْ کَرُمُوا
هُمُ الغُیُوثُ إذَا مَا أزْمَةٌ أزَمَتْ - وَالاُسْدُ أُسْدُ الشَّرَی‌ وَالبَأْسُ مُحْتَدِمُ
یَأبَی‌ لَهُمْ أَنْ یَحِلَّ الذَّمُّ سَاحَتَهُمْ - خِیمٌ کَرِیمٌ وَأیْدٍ بِالنَّدَی‌ هُضُمُ
لاَ یَقْبِضُ العُسْرُ بَسْطاً مِنْ أکُفِّهِمُ - سِیَّانِ ذَلِکَ إنْ أثْرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
أیٌّ القَبَائِلِ لَیْسَتْ فِی‌ رَقَابِهِمُ - لاِوَّلِیَّةِ هَذَا أوْ لَهُ نِعَمُ
مَنْ یَعْرِفِ اللَهَ یَعْرِفْ أوَّلِیَّةَ ذَا - فَالدِّینُ مِنْ بَیْتِ هَذَا نَالَهُ الاُمَمُ
بُیُوتُهُمْ مِنْ قُرَیْشٍ یُسْتَضَاءُ بِهَا - فِی‌ النَّائِبَاتِ وَعِنْدَ الحُکْمِ إنْ حَکَمُوا
فَجَدُّهُ مِنْ قُرَیْشٍ فِی‌ أُرُومَتِهَا - مُحَمَّدٌ وَعلیّبَعْدَهُ عَلَمُ
بَدرٌ له‌ شَاهِدٌ وَالشِّعْبُ مِنْ أُحُدٍ - والخَنْدَقَانِ وَیَومُ الفَتْحِ قَدْ عَلِمُوا
وَخَیْبَرٌ وَحُنَیْنٌ یَشْهَدَانِ لَهُ - وَفِی‌ قُرَیْضَةَ یَوْمٌ صَیْلَمٌ قَتَمُ
مَوَاطِنٌ قَدْ عَلَتْ فِی‌ کُلِّ نائِبَةٍ - علی‌ الصَّحَابَةِ لَمْ أَکْتُمْ کَمَا کَتَمُوا (4)

3 ـ الکمیت بن زید الاَسدی (ت / 126 هـ):
قال فی مطلع قصیدته البائیة من (الهاشمیات):
طربتُ وما شوقاً إلى البیض أطربُ * ولا لعباً منّی وذو الشوق یلعبُ
إلى أن قال:
ولکن إلى النفر البیض الذین بحُبّهم * إلى الله فیما نالنی أتقرّبُ
خفضتُ لهم منّی جَنَاحی مودّةٍ * إلى کنفٍ عطفاه أهلٌ ومرحبُ
فقل للذی فی ظلِّ عمیاء جونةٍ (5) * ترى الجور عدلاً أین لا أین تذهبُ
بأیِّ کتابٍ أم بأیة سُنّةٍ * ترى حبّهم عاراً علیَّ وتحسبُ
فمالی إلاّ آل أحمد شیعة * ومالی إلاّ مشعب الحق مشعبُ
ومَن غیرهم أرضى لنفسی شیعة * ومن بعدهم لا مَن أُجلّ وأرجبُ (6)
فإنّی عن الاَمر الذی تکرهونه * بقولی وفعلی ما استطعت لاَجنبُ
یشیرون بالاَیدی إلیَّ وقولهم * ألا خاب هذا والمشیرون أخیبُ
فطائفة قد کفّرتنی بحبّکم * وطائفة قالوا مسیء ومذنبُ
فما ساءنی تکفیر هاتیک منهم * ولا عیب هاتیک التی هی أعیبُ
وجدنا لکم فی آل حامیم آیة * تأوّلها منّا تقیّ ومُعربُ (7)
أُناسٌ بهم عزّت قریش فأصبحوا * وفیهم خِباء المکرمات المطنّبُ (8)

4 ـ السید الحمیری (ت / 173 هـ):
قال فی ولاء أهل البیت علیهم السلام وحبّهم:
إنّا ندین بحبّ آل محمدٍ * دیناً ومن یحبّهم یستوجبِ
منّا المودّة والولاء ومن یُرد * بدلاً بآل محمد لا یُحببِ
ومتى یمت یرد الجحیم ولا یرد * حوض الرسول وإن یرده یُضربِ (9)
وقال أیضاً:
تتمّ صلاتی بالصلاة علیهم * ولیست صلاتی بعد أن أتشهّدا
بکاملةٍ إن لم أصلِّ علیهم * وأدعو لهم رباً کریماً ممجّدا
بذلتُ لهم ودّی ونصحی ونصرتی * مدى الدهر ما سُمّیت یا صاح سیدا
وإنّ امرءاً یلحى(10)على صدق ودّهم * أحقُّ وأولى فیهم أن یُفنّدا (11)
وقال مبیّناً أحد آثار مودّة أمیر المؤمنین علیه السلام:
أحبُّ الذی من مات من أهل ودّه * تلقّاه بالبشرى لدى الموت یضحکُ
ومن مات یهوى غیره من عدوه * فلیس له إلاّ إلى النار مسلکُ
أبا حسن إنّی بفضلک عارفٌ * وإنّی بحبلٍ من هواک لمُمسکُ
وأنت وصیّ المصطفى وابن عمّه * فإنّا نعادی مبغضیک ونترکُ
موالیک ناجٍ مؤمن بیّن الهدى * وقالیک معروف الضلالة مشرکُ (12)

5 ـ سفیان بن مصعب العبدی، (من أعلام القرن الثانی):
قال مؤکداً ولاء أهل البیت علیهم السلام:
آل النبی محمدٍ * أهل الفضائل والمناقبْ
المرشدون من العمى * والمنقذون من اللوازبْ
الصادقون الناطقون * السابقون إلى الرغائب
فولاهمُ فرضٌ من الر* حمن فی القرآن واجب
وهم الصراط فمستقیم * فوقه ناجٍ وناکب (13)
وقال أیضاً:
یا سادتی یا بنی علی * یا آل طه وآل صادِ
من ذا یوازیکم وأنتم * خلائف الله فی البلادِ
أنتم نجوم الهدى اللواتی * یهدی بها الله کلّ هادِ
لازلت فی حبّکم أُوالی * عمری وفی بغضکم أُعادی
وما تزوّدت غیر حبّی * إیاکم وهو خیر زادِ

6 ـ أبو عبدالله محمد بن إدریس الشافعی (ت / 204 هـ):
قال فی مودة أهل البیت علیهم السلام:
یا آل بیت رسول الله حُبّکم * فرضٌ من الله فی القرآن أنزلهُ
یکفیکم من عظیم الفخر أنکم * من لم یصلِّ علیکم لا صلاة له (14)
وقال:
قالوا ترفّضت قلت کلا * ما الرفض دینی ولا اعتقادی
لکن تولیت غیر شکّ * خیر إمامٍ وخیر هادِ
إن کان حبّ الولی رفضاً * فإنّ رفضی إلى العبادِ (15)
وقال أیضاً:
یا راکباً قف بالمحصّب من منى * واهتف بقاعد خیفها والناهضِ
سَحَراً إذا فاض الحجیج إلى منى * فیضاً کمُلتطم الفرات الفائضِ
إن کان رفضاً حبّ آل محمد * فلیشهد الثقلان أنّی رافضی (16)
وقال:
لو فتّشوا قلبی لاَلفوا به * سطرین قد خطّا بلا کاتبِ
العدل والتوحید فی جانبٍ * وحبّ أهل البیت فی جانبِ (17)
وقال:
لئن کان ذنبی حبّ آل محمد * فذلک ذنبٌ لست عنه أتوبُ
هم شفعائی یوم حشری وموقفی * وبغضهم للشافعیّ ذنوبُ (18)

7 ـ دعبل بن علی الخزاعی (ت /246 هـ):
قال فی تائیته المشهورة التی أنشدها بمحضر الاِمام علی بن موسى الرضا علیه السلام ومطلعها:
تجاوبن بالاِرنان والزفراتِ * نوائحُ عُجم اللفظ والنطقاتِ
إلى أن قال:
فیا وارثی علم النبی وآله * علیکم سلام دائم النفحاتِ
ملامکَ فی آل النبی فإنّهم * أحبّای ما عاشوا وأهل ثقاتِ
تخیرتهم رشداً لاَمری فإنّهم * على کلِّ حالٍ خیرة الخیراتِ
نبذتُ إلیهم بالمودة صادقاً * وسلّمت نفسی طائعاً لولاتی
فیاربّ زدنی من یقینی بصیرةً * وزد حبّهم یاربِّ فی حسناتی
أحبّ قصیّ الرحم من أجل حبّکم * وأهجر فیکم أُسرتی وبناتی
فیانفس طیبی ثمّ یا نفس أبشری * فغیر بعیدٍ کلّ ما هو آتِ
فإنّی من الرحمن أرجو بحبّهم * حیاةً لدى الفردوس غیر بتاتِ (19)
وقال فی غیرها:
فی حُبّ آل المصطفى ووصیّه * شغلٌ عن اللذّات والقِیناتِ (20)
إنّ النشید (21) بحبّ آل محمد * أزکى وأنفع لی من القُنیاتِ (22)
فاحشُ القصیدَ بهم وفرّغ * فیهم قلباً حشوتَ هواهُ باللذاتِ
واقطع حِبالة من یُرید سواهمُ * فی حُبّه تَحلُل بدار نجاةِ (23)

8 ـ أبو الفتح کشاجم (ت / 360 هـ):
قال فی حبِّ أهل البیت علیهم السلام:
طهرتم فکنتم مدیح المدیح * وکان سواکم هجاء الهجاء
قضیتُ بحبّکم ما علیَّ * إذا ما دعیتُ لفصل القضاء
وأیقنتُ أنّ ذنوبی به * تساقطُ عنّی سُقوطَ الهباءِ
فصلّى علیکم إله الورى * صلاةً توازی نجوم السماءِ (24)
وقال فی حبِّ أمیر المؤمنین علیه السلام:
حبّ الوصیّ مبرّة وصلهْ * وطهارة بالاَصل مکتفلهْ
والناس عالمهم یدین بهْ * حبّاً ویجهل حقّه الجهلهْ (25)

9 ـ الناشىء الصغیر (ت / 365 هـ):
قال فی حبِّهم علیهم السلام:
یا آل یاسین من یحبّکم * بغیر شکّ لنفسه نصحا
أنتم رشاد من الضلال کما * کلّ فسادٍ بحبّکم صلحا
وکلّ مستحسن لغیرکم * إن قیس یوماً بفضلکم قبحا (26)
وقال أیضاً:
بآل محمد عُرِفَ الصوابُ * وفی أبیاتهم نزل الکتابُ
محبّتهم صراطٌ مستقیم * ٌولکن فی مسالکه عقابُ
همُ النبأ العظیم وفُلک نُوحٍ * وباب الله وانقطع الخِطابُ (27)

10 ـ ابن حمّاد العبدی (من أعلام القرن الرابع):
قال فی حبِّهم علیهم السلام:
آل النبی محمد خیر الورى * وأجلّهم عند الاِله مکانا
قومٌ إذا أصفى هواهم مؤمنٌ * یُعطى غداً ممّا یخاف أمانا
قومٌ یطیع الله طائع أمرهم * وإذا عصاه فقد عصى الرحمانا
وهمُ الصراط المستقیم وحبّهم * یوم المعاد یُثقل المیزانا
وتوالت الاَخبار أنّ محمداً * بولائهم وبحفظهم أوصانا
وأتى القرآن بفرض طاعتهم على * کلِّ البریة فاسمع القرآنا (28)
وقال:
وإن یک حبّ أهل البیت ذنبی * فلست بمبتغٍ عنه منابا
أُحبّهم وأمنحهم مدیحاً * وأمنح من یسبّهم سبابا
ولم أمدحهم قطّ اکتسابا * ًولکنّی مدحتهم ارتغابا (29)

11 ـ الصاحب بن عبّاد (ت /385 هـ):
قال فی حبِّهم علیهم السلام:
حبّی محضٌ لبنی المصطفى * بذاک قد یشهد اضماری
ولامنی جاری فی حبّهم * فقلت بعداً لک من جارِ
والله مالی عملٌ صالحٌ * أرجو به العتق من النارِ
إلاّ موالاة بنی المصطفى * آل الرسولِ الخالقِ الباری (30)
وقال:
إذا تراضى مدیحی آل یاسینا * وجدتُ فی القلب أحزاناً أفانینا
یا طبعُ فِضْ بمدیح الطاهرین ولا * تَغِضْ وجدّد ثناءاً للوصیّینا
الحمدُ لله لمّا أن هدیتُ إلى * محبَّة السادة الغرّ المیامینا
حبّ النبی وأهل البیت معتمدی * إذا الخطوب أساءت رأیها فینا (31)
وقال فی حبِّ أمیر المؤمنین علیه السلام:
إنّ المحبّة للوصیّ فریضة * أعنی أمیر المؤمنین علیا
قد کلّف الله البریة کلّها * واختاره للمؤمنین ولیا (32)
وقال:
بحبّ علیّ تزولُ الشکوک * وتسمو النفوس ویعلو النِّجار
فأین رأیت محبّاً له * فثمّ الزکاء وثمّ الفخار
وأین رأیت عدواً له * ففی أصله نسبٌ مستعار
فلا تعذلوه على فعله * فحیطان دار أبیه قصار
وقال:
حبّ علی بن أبی طالب * هو الذی یهدی إلى الجَنّهْ
والنار تصلى لذوی بغضه * فمالهم من دونها جُنّهْ
والحمدُ لله على أننی * ممّن أوالی وله المِنّهْ
وقال:
حبّ الوصیّ علامةٌ * فی الناس من أقوى الشهودِ
فإذا رأیت مُحبّه * فاحکم على کرمٍ وجودِ (33)

12ـ مهیار الدیلمی (ت 428 هـ):
قال فی حبِّهم علیهم السلام:
لهف نفسی یا آل طه علیکم * لهفةً کسبها جوىً وخبال
وقلیلٌ لکم ضلوعی تهتـ* ـزّ مع الوجد أو دموعی تزالُ
کان هذا کذا وودّی لکم حسـ * ـب ومالی فی الدین بعد اتصالُ
وطروسی (34) سودٌ فکیف بی الآ * ن ومنکم بیاضها والصِّقالُ
حبّکم فَکّ أسری من الشر* ک وفی منکبی له أغلالُ
کم تزمّلت بالمذلّة حتّى * قمتُ فی ثوب عزّکم اختالُ
وقال أیضاً:
وفیکم ودادی ودینی معا * وإن کان فی فارس مولدی
خصمتُ ضلالی بکم فاهتدیت * ولولاکم لم أکن أهتدی
وجرّدتمونی وقد کنتُ فی * ید الشرک کالصارم المغمدِ (35)

13ـ الشیخ العارف محیی الدین بن عربی (ت | 638 هـ):
قال فی حبِّهم علیهم السلام:
فلا تعدل بأهل البیت خلقاً * فأهل البیت هم أهل الشهادهْ
فبغضهم من الاِنسان خسرٌ * حقیقیّ وحُبّهم عبادهْ (36)

14 ـ کمال الدین الشافعی (ت / 652 هـ):
قال فی حبِّهم علیهم السلام وتعداد فضائلهم:
هم العروة الوثقى لمعتصم بها * مناقبهم جاءت بوحیٍ وإنزالِ
وهم أهل بیت المصطفى فودادهم * علىالناس مفروضٌ بحکمٍ واسجالِ(37)
وقال:
یا ربِّ بالخمسة أهل العبا * ذوی الهدى والعمل الصالحِ
ومن هم سفن نجاة ومن * والاهمُ ذو متجرٍ رابحِ
فاننی أرجو بحبّی لهم * تجاوزاً عن ذنبی الفادحِ
فهم لمن والاهمُ جُنّةٌ * تنجیه من طائره البارحِ (38)

15 ـ صفی الدین الحلی (ت 752 هـ):
قال فی حبِّهم علیهم السلام:
بکم یهتدی یا بنی الهدى * ولیّ إلى حبِّکم ینتسب
به یکسب الاَجر فی بَعثِهِ * ویخلصُ من هول ما یکتسب
وقال:
یا عترة المختار یامن بهم * یفوز عبدٌ یتولاهمُ
أُعرفُ فی الحشر بحبّی لکم * إذ یُعرَف الناس بسیماهمُ
وقال:
یا عترة المختار یامن بهم * أرجو نجاتی من عذابٍ ألیم
حدیث حبّی لکم سائرٌ * وسرّ ودّی فی هواکم مقیم
قد فزتُ کلّ الفوز إذ لم یزل * صراط دینی بکم مستقیم
فمن أتى الله بعرفانکم * فقد أتى الله بقلب سلیم
وقال:
توالَ علیاً وأبناءه * تفُز فی المعاد وأهواله
إمامٌ له عقد یوم الغدیر * بنصّ النبی وأقواله
له فی التشهّد بعد الصلاة * مقامٌ یخبر عن حاله
فهل بعد ذکر إله السماء * وذکر النبی سوى آله (39)

16 ـ شمس الدین المالکی (ت /780 هـ):
قال فی حبّ الحسنین علیهما السلام:
هما قُرّتا عین الرسول وسیّدا * شباب الورى فی جنّة وتخلّدِ
وقال هما ریحانتای أُحبُّ من * أحبّهما، فاصدقهما الحبّ تسعدِ(40)

17 ـ شهاب الدین أحمد بن أحمد الحلوانی الشافعی (ت | 1308 هـ):
له قصیدة یقول فیها:
بنفسی أهل البیت من مثلهم علاً * وهم فی عیون المجد نورٌ قد افترّا
ومن ذا یساوی أو یقارب بَضعة * لهم تنتهی العلیاء والرتبة الکبرى
محبّتهم باب الرضا ورضاهم * یسام بأرواح المحبّین لو یُشرى
بمدحتهم جاء الاَمین فأصبحت * عشوراً تؤدی کلّما قارىء یقرا
لعمری هذا المجد والعز والعلا * وأرقى مراقی الفخر والشرف الاَسرا
فیا أیُّها الساعی لیمحو مجدهم * رویدک لا تستطیع أن تطمس البدرا
ویامن یعادیهم لفرط شقائه * تمتّع قلیلاً أنت فی سقر الحمرا
ویامن یوالیهم ویَحفَظ ودّهم * ویکرم مثواهم هنیئاً لک البشرى
فلابدّ یوم العرض تسمع قائلاً * تفضّل تفضّل فادخل الجنة الخضرا(41)

18 ـ الشیخ عبدالمنعم الفرطوسی (المولود سنة 1335 هـ):
قال فی اُرجوزته الشهیرة (ملحمة أهل البیت) مشیراً إلى قول النبی صلى الله علیه وآله وسلم : «من أحبّ أهل بیتی دخل الجنة».
أخذ المصطفى النبی بکفّی * حسنٍ والحسین أخذ اصطفاءِ
قال هذان والزکیة منّاوهی * بنتی وسیدُ الاَوصیاءِ
من أحبّ الجمیع منهم ووالى * کلّ فردٍ منهم بخیر ولاءِ
نالَ بعد الدخول جنّة عدنٍ * درجاتٍ لخاتم الاَصفیاءِ (42)
وقال تحت عنوان (حبّ فاطمة علیها السلام ینفع فی مواطن):
إنّ حبّ الزهراء ینفع حقاً * أهله فی مواطنٍ للبلاءِ
وأقلُّ الاَهوال منها بلاءً * ساعة الموت عند وقت الفناءِ
وعذابُ القبور والحشر منها * وعبور الصراط یوم البقاءِ
وحساب العباد والوزن عدلاً * عند وضع المیزان یوم اللقاءِ
لیس ینجی العباد بالاَمن منها * غیر حبّ الزکیة الحوراء
فمحبُّ الزهراء یدخل حقاً * فی جنان المأوى مع الصلحاءِ (43)

19 ـ السید محسن الاَمین العاملی (ت / 1371 هـ):
قال فی مودة آل البیت علیهم السلام:
آل النبی هم مصابیح الهدى * تُجلى بنور هداهم الظلماتُ
جبهاتهم بالنور تشرق کلّما * قد أظلمت من غیرهم جبهاتُ
أجر الرسالة ودّهم نزلت له * فی الذکر من ربِّ السما الآیاتُ
هم عصبةٌ بسوى الصلاة علیهم * من مسلمٍ لا تُقبَل الصلواتُ
یا آل بیت محمد بولائکم * تُمحى الذنوب وتُضاعفُ الخیراتُ
وبغیر حُبّکم إذا جمع الورى * یوم الجزا لا تُقبَل الطاعاتُ
حُبّی لکم ذخری وإنّ جوانحی * عمر الزمان علیه مطویاتُ (44)
المصادر :
1- السیرة النبویة /ابن هشام 1: 377 مطبعة البابی ـ مصر. والبدایة والنهایة 3: 84. وخزانة
2- دیوان شیخ الاَباطح أبی طالب: 3 ـ 12، مکتبة نینوى الحدیثة ـ طهران. والسیرة النبویة / ابن هشام 1: 291 ـ 299. والسنن الکبرى 3: 352. ودلائل النبوة / البیهقی 6: 141. والخصائص الکبرى 1: 146. وأعلام النبوة /الماوردی: 172 دار الکتاب العربی ـ بیروت. وشرح ابن أبی الحدید 14: 79. وخزانة الاَدب 1: 252 ـ 261.
3- البیان والتبیین /الجاحظ 3: 205، دار ومکتبة الهلال ط1.
4- دیوان الفرزدق 2: 178 ـ 181، دار صادر ـ بیروت. وشرح الدیوان/ ایلیا حاوی 2: 353. ورجال الکشی: 13 / 207. وحلیة الاَولیاء 3: 139.
5- الجونة: السوداء، أی الفتنة المظلمة.
6- أرجب: أهاب وأعظّم.
7- الآیة هی آیة المودة، والتقی: الذی یتقی الخوض فی الامور ویلتزم السکوت، والمعرب: المبین.
8- الهاشمیات /الکمیت: 25 ـ 38، مؤسسة الاَعلمی ـ بیروت.
9- الغدیر فی الکتاب والسُنّة والاَدب/ العلاّمة الاَمینی 2: 213 ـ 214، دار الکتاب العربی ـ بیروت ط5.
10- أی یلوم ویعذل، أو یقبّح ویلعن.
11- الغدیر 2: 215.
12- أمالی الطوسی 1: 48. ورجال الکشی: 287 / 506. وکشف الغمة 1: 141.
13- الغدیر 2: 305.
14- دیوان الشافعی: 72، دار إحیاء التراث العربی ـ بیروت.
15- دیوان الشافعی: 35.
16- دیوان الشافعی: 55.
17- ینابیع المودة 3: 351.
18- ینابیع المودة 3: 48 ـ 49 / 64.
19- دیوان دعبل: 141 ـ 146، دار الکتاب اللبنانی ـ بیروت.
20- القِینات: جمع قینة، وهی الاَمة المغنیة.
21- فی لسان المیزان: الیسیر.
22- القُنیات: ما اکتسب من مال ونحوه.
23- دیوان دعبل: 146. ولسان المیزان 2: 431.
24- الغدیر 4: 16.
25- الغدیر 4: 17.
26- الغدیر 4: 24.
27- الغدیر 4: 25.
28- الغدیر 4: 145.
29- الغدیر 4: 170.
30- دیوان الصاحب بن عبّاد: 219، مؤسسة القائم علیه السلام ـ قم.
31- دیوان الصاحب: 106.
32- دیوان الصاحب: 301.
33- دیوان الصاحب: 96.
34- الطُروس: جمع طِرس، وهو الصحیفة أو الکتاب، والشاعر یرید کتاب أعماله.
35- الغدیر 4: 242.
36- نور الاَبصار: 116. وینابیع المودة 3: 174.
37- الغدیر 5: 416.
38- الغدیر 5: 417.
39- دیوان صفی الدین الحلی: 87.
40- الغدیر 6: 59.
41- مجلة الموسم العدد «13»: 351 ـ 352.
42- فاطمة الزهراء علیها السلام فی دیوان الشعر العربی: 250، قسم الدراسات الاِسلامیة، مؤسسة البعثة ـ بیروت.
43- فاطمة الزهراء علیها السلام فی دیوان الشعر العربی: 261 ـ 268.
44- المنتخب من الشعر الحسینی/ علی أصغر المدرسی: 49، انتشارات عاشوراء ـ قم.

 


source : www.abna.ir
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

عصر الامام الباقر عليه السلام
الثورات في زمن الإمام الهادي عليه السلام
من مواقف الإمام الحسن عليه السلام
قُم عُشُّ آلِ محمّد
الإلهام عند الامام الباقر عليه السلام
المنهج السياسي للامام الصادق علیه السلام
حدث عاشوراء الجلل .. كيف نكتبه ؟
عقیل بن ابی طالب
مشروعیة المتعة
ولادة أبي الفضل العباس (ع) ولادة الوفاء والإخاء

 
user comment