عربي
Thursday 21st of November 2024
0
نفر 0

المساواة بين الرجل والمرأة

المساواة بين الرجل والمرأة

لقد غزت الشرق فيما غزاه من صنوف البدع والضلالات، فكرة المساواة التامة بين الرجل والمرأة، ومشاطرتها له في مختلف نشاطاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وانخدع اغرار المسلمين بهذه الفكرة، وراحوا ينادون بها ويدعون اليها، جهلاً بزيفها ومخالفتها مبادئ الفطرة والوجدان، للفوارق العديدة بين الجنسين، واختلاف مؤهلاتهما في مجالات الحياة.
ومتى ثبتت المفارقات بين الرجل والمرأة، تجلى خطأ هذه الفكرة، واستبان ما فيها من تفريط وتضييع لخصائص كل منهما وكفاءته.
فالرجل غالباً: هو أضخم هيكلاً من المرأة، وأصلب عوداً، وأقوى جلداً على معاناة الشدائد والأهوال، كما هو اوسع أفقاً، وأبعد نظراً، وأوفر خبرة في تجارب الحياة.
والمرأة غالباً، هي أجمل صورة من الرجل، وأضعف جسماً وطاقة، وأرق عاطفة، وأرهف حسّاً، تيسيراً لما اُعدت له من وظائف الأمومة ورسالتها الانسانية في الحياة.
ويزداد التغاير والتباين بين الجنسين فيما ينتاب الإناث خاصة، من أعراض الحيض والحمل والارضاع، مما يؤثر تأثيراً بالغاً في حياة المرأة وحالتها الصحية.
فهي تعاني أعراضاً مرضية خلال عاداتها الشهرية، تخرجها عن طورها المألوف.
قال الطبيب (جب هارد): «قلّ من النساء من لا تعتل بعلة في المحاض، ووجدنا اكثرهن يشكين الصداع والنصب والوجع تحت السرة،
وقلة الشهوة للطعام، ويصبحن شرسات الطباع، مائلات الى البكاء. فنظراً لهذه العوارض كلها يصح القول، أن المرأة في محاضها تكون في الحق مريضة، وينتابها هذا المرض مرة في كل شهر، وهذه التغييرات في جسم المرأة تؤثر لا محالة في قواها الذهنية وفي افعال اعضائها».
وهكذا أعرب الباحثون عن امتناع المساواة بين الجنسين.قال الباحث الطبيعي الروسي (انطون نميلاف) في كتابه الذي أثبت فيه عدم المساواة الفطرية بينهما، بتجارب العلوم الطبيعية ومشاهداته: «ينبغي ان لا نخدع انفسنا بزعم أن إقامة المساواة بين الرجل والمرأة في الحياة العملية أمر هيّن ميسور. الحق أنه لم يجتهد أحد في الدنيا لتحقيق هذه المساواة بين الصنفين مثل ما اجتهدنا في روسيا السوفيتية، ولم يوضع في العالم من القوانين السمحة البريئة من التعصب في هذا الباب مثل ما وضع عندنا، ولكن الحق ان منزلة المرأة قلّما تبدلت في الأسرة، ولا في الأسرة فحسب بل قلما تبدلت في المجتمع ايضاً».
ويقول في مكان آخر: «لا يزال تصور عدم مساواة الرجل والمرأة ذلك التصور العميق راسخاً لا في قلوب الطبقات ذات المستوى الذهني البسيط، بل في قلوب الطبقات السوفيتية العليا ايضاً»(1).
وقال الدكتور (الكسيس كاريل) الحائز على جائزة نوبل: «يجب أن يبذل المربون اهتماماً شديداً للخصائص العضوية والعقلية في الذكر والأنثى، كذا لوظائفهما الطبيعية. فهناك اختلافات لا تُنقض بين الجنسين
ولذلك فلا مناص من ان نحسب حساب هذه الاختلافات في انشاء عالم متمدن» (2).
ولا يعتبر تفوق الرجل على المرأة في المجالات العملية والنظرية مقياساً عاماً شاملاً لجميع الرجال، فقد تَبُذُّ المرأة الرجل وتفوقه في ذلك، ولكن هذا لا ينفي تخلفها عن أغلب الرجال.
وعزا بعضهم تخلف المرأة عن الرجل الى التقاليد الاجتماعية، والنظم التربوية التي تكتنف حياتها.
وفاتهم أن تلك التقاليد والنظم قد تلاشت في أغلب الدول المتحللة، وانعدمت فيها الفوارق بين الجنسين، وغدت المرأة تتمتع بجميع فرص التكافؤ التي يتمتع بها الرجل. وبالرغم من ذلك فانها تعتبر في المرتبة الثانية منه.
ومن هنا ندرك امتناع المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، ونعتبرها ضرباً من الحماقة والسخف.
فهل يسع دعاة المساواة أن يطوروا واقع الرجل ويجعلوه مشاركاً للمرأة في مؤهلاتها الخاصة، ووظائفها النسوية التي يعجز عنها هو، كذلك لا يسعهم ان يسترجلوا المرأة ويمنحوها خصائص الرجل ووظائفه التي تعجز عنها هي.
ان الحكمة الالهية قد كيفت كلاً من الجنسين وأعدته إعداداً خاصاً، يؤهله لأداء وظائفه ومهماته في الحياة، فلا مناص من تنويع الأعمال بينهما
حسب كفاءتهما ومؤهلاتهما... وكُل مُيسر لما خُلق له.
فوظيفة الرجل هي: ممارسة الأعمال الشاقة، والشئون الخارجية عن المنزل، والكدح في توفير وسائل العيش لأسرته، والدأب على حمايتها وإسعادها مادياً وأدبياً، مما تنوء به المرأة ولا تستطيع اتقانه واجادته.
ووظيفة المرأة هي: أن تكون ربة بيت وراعية منزل، وأمّاً مثالية تُنشئ الأكفاء من الرجال، وهي وحدها التي تستطيع أن تجعل البيت فردوساً للرجل، يستشعر فيه الراحة من متاعب الحياة، وينعم الأطفال فيه بدفء الحنان ودواعي النمو والازدهار.
فإقحام المرأة في ميادين الرجل، ومنافستها له في أعماله... تضييع لكفاءتها ومؤهلاتها، ثم هو تجميد للرجل عن ممارسة نشاطاته الحيوية التي يجيدها ولا تجيدها المرأة، وتعطيل له عن انشاء أسرة وتكوين بيت.
وقد أحدثت منافسة المرأة للرجل في وظائفه ونشاطاته الخاصة في الجاهلية الحديثة... شروراً أخلاقية واجتماعية ونفسية خطيرة، وكانت مضارها اكثر من نفعها أضعافاً مضاعفة.
وأصبحت المرأة هناك تعاني مرارة الكفاح ومهانة الابتذال في سبيل العيش، كي لا تمسّها الفاقة لنكول الرجل عن إعالتها، مما عاقها عن أداء وظائفها الخاصة من تدبير المنزل ورعاية الأسرة وتربية الأبناء تربية صالحة.
وبتقاعس المرأة عن أداء واجبها الأصيل، وانخراطها في المجتمع الخليط، أصيبت الأسرة هناك بالتبعثر والتسيب والشقاء، وشاع فيها التفسخ والتهتك والانهيار الخلقي، كما شهد بذلك الباحث الطبيعي الروسي (انطون نيميلاف) في كتابه الآنف الذكر:
«الحق أن جميع العمال قد بدت فيهم اعراض الفوضى الجنسية، وهذه حالة جدّ خطرة، تهدد النظام الاشتراكي بالدمار، فيجب أن نحارب بكل ما أمكن من الطرق، لأن المحاربة في هذه الجبهة ذات مشاكل وصعوبات. ولي أن أدلكم على آلاف من الأحداث، يعلم منها ان الاباحية الجنسية قد سرت عدواها لا في الجهال الأغرار فحسب، بل في الأفراد المثقفين من طبقة العمال»(3)
وحسبُنا هذه الشهادة عِظة وعبرة على بطلان المساواة بين الجنسين، وأضرار اختلاطهما في الوظائف والأعمال، فهل من متعظ ؟!
فاقحام المرأة في ميدان أعمال الرجال خطأ فاضح، وجناية كبرى على المرأة والمجتمع الذي تعيشه، وهدر لكرامتهما معاً.
نعم... يستساغ للمرأة ان تمارس أعمالاً تخصها وتليق بها، كتعليم البنات، وتطبيب النساء وتوليدهن، وفي حالة فقدان المرأة من يعولها، أو عجزه عن إعالتها، فانها والحالة هذه تستطيع مزاولة الأعمال والمكاسب التي يؤمن عليها من مفاتن المجتمع الخليط، ويُؤمن عليه من فتنتها كذلك.
ولكن الاسلام، صان كرامة المرأة المعوزة، وكفل رزقها من بيت المال، دون ان يحوجها الى تلك المعاناة، فلو أدى المسلمون زكاة أموالهم ما بقي محتاج.
فماذا يريد دعاة المساواة؟ أيريدون إعزاز المرأة وتحريرها من الغبن الاجتماعي؟ فقد حررها الاسلام ورفع منزلتها ومنحها حقوقها المادية والأدبية.
ام يريدون مخادعة المرأة وابتذالها، لتكون قريبة من عيون الذئاب ومغازلاتهم؟
وماذا تريد المرأة المتحررة؟ أتريد المساواة التامة بالرجل، أم تريد حرية الخلاعة والابتذال؟
وكلها غايات داعرة، حرمها الاسلام على المرأة والرجل ليقيهما مزالق الفتن ومآسي الاختلاط.
المصادر :
1- الحجاب، للمودودي ص 256
2- الانسان ذلك المجهول ص 117
3- الحجاب، للمودودي ص 257


source : .www.rasekhoon.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

التفسير الموضوعي عند الشيعة
هل الدنيا مظاهر . . أم!
المرأة والدنيا في نهج البلاغة (دراسة أدبية) – ...
أصول الدين عند الشيعة
ما هی العلاقة بین الایمان و العمل الصالح؟
التجديد وأسرار الحياة الزوجية
كلامه عليه السلام في النساء – الثاني
تطوّر علم التفسير
الأشياء وأضدادها
الصلع عند الرجال، ما هي الاسباب

 
user comment