الذي دفعني إلى الحديث عن الإمامة هو سؤال بعض الأساتذة الزملاء في الجامعة اللبنانية، كلية الآداب قوله: لماذا الشيعة يعظمون دور الإمامة اكثر ممّا تستحق؟ وما هو دور الإمام بعد وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله)؟
قبل الجواب على هذا السؤال أرى من الغريب جداً ما يدعيه غير الشيعة من أن النبي (صلّى الله عليه وآله) رحل من هذه الدنيا ولم يوص إلى أحد من بعده ليقوم مقامه، ويتحمّل مسؤولية تنفيذ الدعوة الإسلامية، فترك الأمة بلا إمام يدير شؤونها، ويجمع شملها، ويوضح السنن، ويقوّم الاعوجاج، ويقيم الحدود، ويرشد الضالين عن الخط الإسلامي الصحيح؟!
وما هو ثابت عند المؤرخين وكتاب السنن أنه (صلّى الله عليه وآله) كان يستخلف على المدينة إذا أراد سفراً، ولا يرسل جيشاً في مهمة حتى يعيّن له قائداً، وربّما عين لبعض جيوشه أكثر من قائد(1).
ومن المؤسف أنه عندما يريدون تنزيه شخص أو جماعة يخلقون أفضل المبررات في نظرهم، ويعتذرون عنهم بأحسن الأعذار. من ذلك ابتدع معاوية فرقة القصاصين الذين يشيدون بمآثره، ويعيبون على عليّ وأنصاره. ثم اخترع فرقة المرجئة الذين يرجئون معايب ونقائص الخليفة إلى يوم الحساب، ويعفى من محاسبة الجماعة له إن ظلم أو أخطأ. كما نسب إلى الرسول (صلّى الله عليه وآله) وإلى الله سبحانه وتعالى ما لم ينزل به سلطان. كل ذلك من أجل تصحيح عمل قام به السلف، أو من أجل مصالح دنيوية ضيّقة، وقد نسوا أو تناسوا قول الله تعالى: (... أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(2).
ولو أنصف الناس الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) لاكتفوا بنص الغدير وحده دون غيره من النصوص الكثيرة، فقد شهد بيعة يوم الغدير جل المسلمين، وشاهدوا المراسيم التي اجراها الرسول (صلّى الله عليه وآله) في ذلك اليوم التاريخي ومن العجيب كيف نسيت الأمة بعد وفاة الرسول (صلّى الله عليه وآله) ذلك اليوم، هذا والعهد قريب والرسول (صلّى الله عليه وآله) بعد لم يدفن والشهود الكثر حضور. ولا أريد أن أخوض في هذا الحديث المؤلم الذي دب الاختلاف بين المسلمين وفرّقهم فرقاً وشيعاً.
ولا يخفى على كل ذي بصر أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وحده المنصوص عليه بالخلافة من قبل الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، وكذلك أولاده عليهم الصلاة والسلام(3).
وقد التزم الأئمة (عليهم السلام) في نص بعضهم على بعض، السابق منهم على اللاحق، والوالد على ولده، إقامة للحجة، وإعذاراً للأمة. وهنا أحد النصوص الكثيرة في حق الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) من قبل أبيه الصادق (عليه السلام):قال محمد بن الوليد: سمعت علي بن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول لجماعة من خاصته وأصحابه: استوصوا يا بني موسى خيراً، فإنه أفضل ولدي، ومن أخلفه من بعدي، وهو القائم مقامي، والحجّة لله تعالى على كافة خلقه من بعدي)(4).
والإمام موسى (عليه السلام) بلغ أعلى مستويات الإنسانية وقيمها في مواهبه وعبقرياته، فكان عنواناً فذاً من أفذاذ العقل الإنساني، ومثلاً رائعاً من أمثلة الخير والكمال في الأرض؛ وذلك لما أثر عنه من الفضائل والمآثر كدماثة الأخلاق، والإحسان إلى الناس، والصمود أمام الأحداث، وسعة العلم، ونبل الحلم، إلى غير ذلك من النزعات الكريمة التي يقدّسها كل إنسان يقدّر المثل العليا، ويؤمن بالانسانية الكريمة؛ وقد منحه الله تعالى الإمامة، وخصّه بالنيابة العامة عن جده الرسول الأعظم، فهو أحد أوصيائه المعصومين، وأحد خلفائه على أمته.
والإمامة حسب مفهوم الشيعة، كالنبوة لا يمنحها الله إلا للذوات الخيّرة التي طهرت من الأرجاس والآثام. وهي من أسمى المناصب الإلهية لا يتوّج بها إلا أفضل الخلق وأكرمهم عند الله. وهنا لابدّ من توضيح معنى الإمامة.
معنى الإمامة
الإمام لفظاً : يقال للطريق الواسع الواضح، ولدليل المسافرين، ولحادي الإبل، والقدر الذي يتعلمه التلميذ كل يوم في المدرسة يقال: حفظ الصبي إمامه. والقرآن للمسلمين جاء في التنزيل: (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)(5)،(6).
والإمامة اصطلاحاً :(رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا لشخص إنساني).
والإمام حسب هذا التحديد هو الزعيم العام والرئيس المتبع الذي له السلطة الشاملة على جميع شؤون الناس الدينية والدنيوية فالنبي (صلّى الله عليه وآله) أولى بالمؤمنين من أنفسهم فكذلك الإمام حسب ما نص عليه النبي (صلّى الله عليه وآله) في خطابه بغدير خم حينما نصب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) خليفة وإماماً على المسلمين من بعده.
حاجة الأمة إلى الإمامة
الإمامة اصل من أصول التشريع الإسلامي، اتفق المسلمون على ضرورتها، لأن الشريعة الإسلامية مجموعة من الأحكام والقواعد فيها الحدود والعقوبات، وفيها الحكم بما أنزل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيها الجهاد في سبيل الله، والدفاع عن حياض الدين، والإرث والزواج وكل ما يتعلق بتنظيم الحياة الدنيوية والدينية تنظيماً سليماً مباركاً يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع. جاء في السياسة الشرعية لابن تيمية:(إن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين إلا بها، ولأن الله أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصرة المظلوم وكذلك سائر ما أوجبه الله من الجهاد والعدل، وإقامة الحدود، ولا تتم إلا بالقوة والإمارة..)(7).
فلابد لوجود المسلمين السياسي والديني والاجتماعي من إمام يسوس أمرهم ويعالج قضاياهم على ضوء كتاب الله، وسنّة نبيه المصطفى (صلّى الله عليه وآله)، ويسير فيهم سيرة حسنة قوامها العدل الخالص، وإظهار الحق وإرجاعه إلى مستحقه.
وبذلك تصبح الإمامة ضرورة من ضروريات الحياة الإسلامية لا يمكن الاستغناء عنها، فبها تتحقق العدالة الكبرى التي ينشدها الله في الأرض عن طريق الأئمة العلماء. ومن هنا كان القول المأثور: العلماء ورثة الأنبياء.
ومن الأمور الضرورية الداعية إلى قيام الإمامة: ايصال الناس إلى معرفة الله وطاعته، وارشاد المجتمع إلى الخير والحق والصلاح وتغذيته بروح الإيمان والتقوى وإبعاده عن الشرور والمفاسد.
الاتفاق على وجوبها
اتفق عامة المسلمين على وجوب الإمامة بمعناها القيادي للامة سوى الخوارج فإنهم قالوا: لا يلزم الناس فرض الإمامة، وإنما عليهم أن يتعاطوا الحق فيما بينهم(8).
وقد أجمع المسلمون على زيف ذلك وبطلانه أما الأخبار التي تضافرت على ضرورتها هي كثيرة اخترنا منها:
1ـ قول الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية وقال (صلّى الله عليه وآله): من فارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عصبية يغضب لغضبها أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة فقتل فقتلته جاهلية)(9).
وقال ابن خلدون: (إن نصب الإمام واجب قد عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين ولم تترك الناس فوضى في عصر... واستقر ذلك إجماعاً دالاً على وجوب نصب الإمام...)(10).
يبدو واضحاً ممّا تقدم أن المسلمين قد أجمعوا منذ فجر التاريخ على ضرورة الإمام، وإنها من الواجبات الشرعية التي لا تستقيم الحياة في البلاد الإسلامية بدونها.
تعيين الإمام
أجمع الشيعة أن الانتخاب في الإمامة باطل، والاختيار فيها مستحيل، فحالها كحال النبوة، ليس بيد الأمة، ولا بيد أهل الحل والعقد فكما أن النبوة لا تكون بإيجاد الإنسان ورغبته كذلك الإمامة، لأنّ العصمة التي هي شرط من شروط الإمامة عند الشيعة، لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، المطلع على دخائل القلوب وخفايا النفوس، فهو عزّ وجلّ وحده يمنحها لمن يشاء من عباده ويختاره لمنصب الإمامة والخلافة.
فالنبوة والإمامة، كونهما منصباً إلهياً فإن تعيينهما من مختصاته تعالى ولا يجوز فيهما الترشيح والانتخاب. وقد أعلن ذلك في القرآن الكريم. قال تعالى: (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ)(11).
وقال تعالى أيضاً: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)(12).
والنصوص المتضافرة عن أئمة أهل البيت تدل بوضوح على وجوب تعيين الإمامة من الله عزّ وجلّ. من تلك النصوص ما استدل به حجة الله على أرضه وخليفته على عباده الذي يصلح ما فسد من نظام الدين ويقوم الاعوجاج، مهدي هذه الأمة عجل الله فرجه الشريف وذلك عندما سأله سعد بن عبد الله عن العلة التي تمنع من اختيار الناس إماماً لأنفسهم فأجابه (عليه السلام) قائلاً:ـ يختارون مصلحاً أو مفسداً؟ ـ بل مصلحاً.
ـ فهل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد بما يخطر ببال غيره من إصلاح أو فساد؟
ـ بلى.
ـ فهي العلة أوردها لك ببرهان يثق به عقلك، اخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله وأنزل الكتب عليهم، وأيدهم بالوحي والعصمة، إذ هم أعلام الأمم، وأهدى إلى الاختيار، منهم مثل موسى وعيسى هل يجوز مع وفور عقلهما، وكمال علمهما إذا هما بالاختيار أن تقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان أنه مؤمن.
ـ لا.
ـ هذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه، ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه، ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلاً ممن لا يشك في إيمانهم وإخلاصهم، فوقعت خيرته على المنافقين.
قال تعالى في ذلك:(وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ)(13) الى قوله تعالى:
(...فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ)(14) فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعاً على الأفسد دون الأصلح، وهو يظن أنه الأصلح علمنا ان الاختيار ليس الا لمن يعلم ما تخفي الصدور، وتكن الضمائر)(15).
من هنا نعلم أن الطاقات البشرية قاصرة عن إدراك الأصلح الذي تسعد به الأمة وإنما أمر ذلك بيد الله تعالى العالم بخفايا الأمور قال تعالى: (إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(16).
واجبات الإمام
حمل الإسلام مسؤولية كبيرة على عاتق الإمام، فأوجب عليه السهر على مصالح المسلمين ورعاية شؤونهم الدينية والدنيوية، وأناط به العمل على تطوير حياتهم وارشادهم إلى الخير والصلاح.
وقد ذكر المعنيون بهذه البحوث أهم الواجبات التي يجب على الإمام القيام بها من أجل صيانة الإسلام كما أراده الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله):
1ـ حراسة الإسلام وحفظ الدين وصيانته من المستهترين بالقيم الإنسانية والأخلاقي الحميدة.
2ـ حماية بيضة الإسلام لينصرف الناس في معايشهم وينتشروا في أسفارهم، آمنين على أنفسهم وأموالهم.
3ـ الدفاع عن الثغور بالعدد والعُدَد حتى لا يطمع العدو بهم فينتهك محارمهم، ويسفك دماء المسلمين، من هنا وجب الجهاد.
4ـ الجهاد ضد الكفار المحاربين للإسلام حتى يسلموا أو يدخلوا في ذمة المسلمين قياماً بحق الله بظهور دينه على الدين كله.
قال تعالى: (وَيَأْبَى اللهُ إِلاَ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)(17).
5ـ تنفيذ الأحكام الشرعية بالحق، وقطع الخصومات حتى لا يتعدى ظالم ولا يضعف مظلوم، وإقامة الحدود لتتوقى المحارم، وتصان الأنفس والأموال.
6ـ اختيار الأمناء والأكفاء، وتقليد الولايات للثقات النصحاء لتضبط الأعمال وتحفظ الأموال.
7ـ جباية أموال الفيء، والخراج على ما أوجبه الشرع نصاً أو اجتهاداً من غير حيف ولا عسف.
8ـ العطاء المحق لكل واحد من بيت المال من غير سرف ولا تقتير ودفعه إلى المسلمين في وقت معلوم لا تقديم فيه ولا تأخير.
9ـ الإشراف على الأمور العامة بنفسه غير معتمد على ولاته وعماله، فقد يغش الناصح ويخون الأمين فينجرف وراء أهوائه وأطماعه. قال تعالى: (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)(18).
وجاء في الصحيحين من رواية ابن عمر قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في مال أبيه راع ومسؤول عن رعيته، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)(19).
وأخرج الترمذي من حديث عمرو بن مرة الجهني قال لمعاوية: سمعت النبي (صلّى الله عليه وآله) يقول: (ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجات والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته)(20).
ومن يمعن النظر فيما أثر عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يرى أن واجبات الإمام أشمل من ذلك فانها تصل إلى إقامة مجتمع يعيش أفراده في ضلال العدل والحق والحرية، ونشر الأخلاق والفضائل التي دعا إليها الدين الإسلامي، ونبذ الرذائل والبغي والفساد التي نهى عنها. فواجبات الإمام مهمة وشاملة نتمنى أن يأخذ بها رؤساء العالم اليوم أو ببعض منها.
هذا من حيث الواجبات أما عن صفات الإمام، فما هي الصفات التي نص عليها الفقه الإسلامي والتي يجب أن يتحلى بها الإمام؟
صفات الإمام
لابدّ أن تتوفر في الإمام جميع الصفات الرفيعة، والنزعات الخيرة والمثل الكريمة، من علم وتقوى، ورجاحة في الرأي وأصالة في التفكير ودراية تامة بما تحتاج إليه الأمة في جميع مجالاتها وقد ذكر المعنيون بالفقه الإسلامي الشروط الأساسية التي يجب أن تتوفر في الإمام عند الشيعة. أهمها(21):
1ـ العلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل والأحكام.
2ـ العدالة بشروطها الجامعة وهي الامتناع من ارتكاب الذنوب، وعدم الإصرار على صغائرها.
3ـ سلامة الحواس من السمع والبصر واللسان... ليصح معه مباشرة ما يدرك بها.
4ـ سلامة الأعضاء من نقص يمنع من استيفاء الحركة، وسرعة النهوض.
5ـ الرأي المفضي إلى سياسة الرعيّة، وتدبير المصالح.
6ـ الشجاعة والنجدة المؤدية إلى حماية بيضة الإسلام وجهاد العدو، لأن الجهاد في سبيل إحقاق الحق باب من أبواب الجنة كما قال أمير المؤمنين في خطبة الجهاد.
7ـ النسب وهو أن يكون الإمام من قريش لأنها أفصح العرب وأعلمهم ويعتقد الشيعة أن الإمام يجب أن تتوفر فيه صفات أخرى فيكون أفضل الناس في ملكاته الفكرية وإبداعاته الشخصية ألا وهي العصمة.
العصمة
العصمة عند الشيعة هي قاعدة أساسية في الإمامة، وهي من المبادئ الأولية في كيانهم العقائدي وقد عرفها المتكلمون فقالوا:
إنها لطف من الله يفيضها على أكمل عباده، وأفضلهم عنده، وبها يمتنع من ارتكاب الآثام والجرائم عمداً أو سهواً.. هذه العقيدة أثارت عليهم التهم والطعون، فاتهمهم قوم بالغلو والإفراط في الحب، حب أهل البيت (عليهم السلام).
لكنا إذا رجعنا إلى الأدلة الموضوعية نجدها مؤيدة لما تذهب إليه الشيعة، ويكفي في ذلك القرآن الكريم وآية التطهير:
قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(22).
تدل هذه الآية الكريمـــة دلالـــة واضحـــة على عـــصمة أهل أئمة البيت (عليهم السلام) من الذنوب وطهارتهم من الــزيغ والرجس(23)، وذلك بما جاء فيها في علم صناعة الكلام من حصر وتأكيد.
فحصر إذهاب الرجس بكلمة إنما التي هي من أقوى أدوات الحصر.
ـ ودخول اللام في الكلام الخبري.
ـ وتكرار لفظ الطهارة، وكل ذلك يدل على الحصر والاختصاص.
ـ كما أن إرادة الله بإذهاب الرجس عنهم يستحيل فيها أن يتخلف المراد عن الإرادة. قال تعالى:(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(24).
وبهذا يتم الاستدلال الأكيد على عصمة أئمة أهل البيت من كل ذنب ومعصية.
ومن منا لا يذكر حديث الثقلين الذي يدل بوضوح تام على العصمة فقد قرن الرسول (صلّى الله عليه وآله) بين الكتاب والعترة، فكما أن الكتاب العزيز معصوم من الخطأ والزلل فكذلك العترة، وإلاّ لما صحت المقارنة والمساواة بينهما. وبعد توفر الأدلة الموضوعية فلا مساغ للإنكار على الشيعة بذلك.
وما نراه أن نصوص القرآن هي التي قادتهم إلى ذلك وصحاح السنة ودلائل العقل. حتى أن طبيعة الإسلام ذاتها اضطرتهم إلى هذه العقيدة.
ونحن لسنا في صدد الدفاع عن الشيعة، لأننا نبغي الحقيقة أينما كانت فالعصمة التي يشترطونها في إمام المسلمين، لا تخرج به عن مصاف البشر، ولا تلحقه بعداد الآلهة كما يتقول المتقولون! ثم هل العصمة في ذاتها جزء الهي حتى إذا اشترطناها نكون قد قلنا في الخليفة بالحلول؟!ولا يخفى على أحد من العلماء أن العصمة رصيد نفساني كبير يتكون من تعادل جميع القوى النفسانية، وبلوغ كل واحدة منها أقصى درجة يمكن أن يبلغها الإنسان، ثم سيطرة القوى العقلية على جميع هذه القوى والغرائز سيطرة كاملة حتى لا تشذ في أمر ولا تستغل دونها في عمل(25). ثم يزيد فيقول:هذه الحصانة الذاتية التي يرتفع بها الإنسان الأعلى عن الاتضاع في طبيعته، ويمتنع بها عن الانزلاق في إرادته وعن الانحرافات التي تترسب في منطقة اللاشعوري، وتتحول عقداً نفسية تتحكم في دوافع المرء وفي سلوكه وفي اتجاهاته وملكاته وتسوقه من حيث لا يريد إلى النشوز عن الحق والشرود عن العدل.
هذه الحصانة الذاتية التي توقظ مشاعر الإنسان الكامل فلا يغفل، ويعتلي بملكاته واشراقه فلا ينزلق، ولا يكبو، والتي تحفظ له صحته النفسية من كل وجه، هذه هي العصمة التي يشترطها مذهب أهل البيت في الرئيس الأعلى لحكومة الإسلام، وفي ظني أنه شرط بمنتهى الجلاء كما أنه بمنتهى الحكمة..)(26).
إن المنطق العلمي بجميع أبعاده يقضي بصحة ما تذهب إليه الشيعة من اعتبار العصمة في أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أما القول المعاكس فلا يستند إلى منطق عقلي ودليل علمي.
وصفة أخرى هامة جداً يقول بها الشيعة وهي: العلم
يعتقد الشيعة بأن الإمام لابدّ أن يكون أعلم الناس في عصره وأفضلهم في مقدراته العلمية. وقد أوضح هذه الجهة توضيحاً دقيقاً سماحة المغفور له الشيخ محمد رضا المظفر فقال: (أما علمه، فهو يتلقى المعارف والأحكام الإلهية، وجميع المعلومات من طريق النبي (صلّى الله عليه وآله) أو الإمام (عليه السلام) قبله، وإذا استجد شيء لابدّ أن يعلمه من طريق الإلهام بالقوة القدسية التي أودعها الله تعالى فيه، فإنّ توجه إلى شيء وشاء أن يعلمه من طريق على وجهه الحقيقي لا يخطئ فيه، كل ذلك مستنداً إلى البراهين العقلية، ولا يستند إلى تلقينات المعلمين، وإن كان علمه قابلاً للزيادة والاشتداد، ولذا قال الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً).
وأضاف يقول بعد الاستدلال على ذلك: ويبدو واضحاً هذا الأمر في تاريخ الأئمة (عليهم السلام) كالنبي محمد (صلّى الله عليه وآله) فإنهم لم يتربوا على أحد، ولم يتعلّموا على يد معلم، من مبدأ طفولتهم إلى سن الرشد حتى القراءة والكتابة، ولم يثبت عن أحدهم أنه دخل الكتاتيب أو تتلمذ على يد أستاذ في شيء من الأشياء مع مالهم من منزله علمية لا تجارى. وما سئلوا عن شيء إلا أجابوا عليه في وقته، ولم تمر على ألسنتهم كلمة (لا أدري) ولا تأجيل الجواب إلى المراجعة أو التأمل أو نحو ذلك في حين أنك لا تجد شخصاً مترجماً له من فقهاء الإسلام ورواته وعلمائه إلا ذكرت في ترجمته وتربيته وتلمذته على غيره وخذ الرواية أو العلم على المعروفين وتوقفه في بعض المسائل أو شكه في كثير من المعلومات كعادة البشر في كل عصر ومصر)(27).
أما الإمام كاشف الغطاء فقد عرض إلى صفات الإمام (عليه السلام) وقال فيما يختص في مواهبه العلمية:(وأن يكون أفضل أهل زمانه في كل فضيلة، وأعلمهم بكل علم، لأن الغرض منه تكميل البشر وتزكية النفوس، وتهذيبها بالعلم والعمل الصالح (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)(28).
والناقص لا يكون مكملاً، والفاقد لا يكون معطياً، فالإمام في الكمالات دون النبي وفوق البشر)(29).
وكما ترى هذا هو الرأي الصريح للشيعة في علم الإمام، وليس فيه أي غلو أو هوى كما يتهمهم الخصوم.
وهنا يحضرني قول من وصف كلام الإمام علي (عليه السلام) أمير المؤمنين في نهج البلاغة فقال:(كلامه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق).
وأفضل كلام يقال في هذا المجال كلمة الإمام الرضا (عليه السلام) فهي من أعمق الأدلة على الإمامة، واكثرها استيعاباً وشمولاً وبياناً لمنصبها فقال (عليه السلام):هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم؟
إن الإمامة أجل قدراً، وأعظم شأناً، وأعلى مكاناً، وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيمون إماماً باختيارهم.
إن الإمامة خصّ الله بها إبراهيم الخليل (عليه السلام) بعد النبوة، والخلّة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه بها، وأشاد بها ذكــره، فقال عــزّ وجـــلّ: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) فقال الخــــليل سروراً بها: (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)؟ قال عزّ وجـــلّ: (لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(30).
فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة، وصارت في الصفوة. ثم أكرمه الله تعالى وجعل ذريته أهل الصفوة والطهارة.
فقال عزّ وجلّ: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)(31).
ولم تزل الإمامة في ذريته يرثها بعض عن بعض قرناً بعد قرن حتى ورثها النبي محمد (صلّى الله عليه وآله) قال عزّ وجلّ:
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)(32).
فكانت الخلافة للنبي الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله) التي قلّدها علياً بأمر الله عزّ وجلّ فصارت له في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله عزّ وجلّ: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ)(33).
فالامامة أصبحت في ولد علي خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد النبي محمد (صلّى الله عليه وآله)، فمن يختار هؤلاء الجهال؟
إن الإمامة هي منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء، وخلافة الله عزّ وجلّ وخلافة الرسول ومقام أمير المؤمنين، وميراث الحسن والحسين (عليهما السلام) حتى وصلت إلى الإمام زين العابدين، ومنه إلى الإمام الباقر، ومنه إلى الإمام الصادق، ومنه إلى الإمام الكاظم عليهم جميعاً أفضل الصلاة وأزكى السلام، وهكذا تتابعت في هذه الذرية الطاهرة إلى الإمام المهدي الثاني عشر عجّل الله فرجه الشريف.
وتعرض (عليه السلام) بعد هذا إلى علم الأنبياء والأئمة فقال:
(إن الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله، ويؤتيهم من مخزون علمه. وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم)، ثم انظروا إلى قوله تعالى: (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(34). وقال عزّ وجلّ: (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)(35) وقال عزّ وجلّ في الأئمة من أهل بيت نبيه (صلّى الله عليه وآله) وعترته وذريته (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً)(36).
فالعبد الصالح الذي اختاره الله عزّ وجلّ لأمور عباده شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم الهاماً، فهو معصوم، مؤيد، موفق، مسدد، قد أمن الخطايا والزلل، والعثار؛ يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده، وشاهده على خلقه.
(ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)(37).
فهل يقدرون على مثل هذا فيختارون؟! أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدموه، تعدوا وبيت الله الحق، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون، وفي كتاب الله الهدى والشفاء فنبذوه واتبعوا أهواءهم فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم، فقال عزّ وجلّ: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(38). وقال عزّ وجلّ: (فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)(39). وقال عزّ وجلّ: (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)(40).
انتهى بذلك حديث الإمام الرضا (عليه السلام)(41) وهو حافل بأكمل وأروع صور الاستدلال والحجة الدامغة على ضرورة الإمامة، واستحالة الاختيار والانتخاب من قبل سائر الناس، ووجوب رجوع التعيين في ذلك إلى الله تعالى وحده فهو الذي يختار لهذا المنصب الرفيع من يشاء من عباده ممن تتوفر فيه صفات العلم الغزير والمعرفة الواسعة الشاملة لشؤون الحياة الفردية والجماعية. وممن يتحلى بطهارة النفس، وصفاء الذات، وعدم الانقياد والخضوع لدواعي الهوى، ونوازع الشرور والغرور. وبهذه الصفات الكاملة الشاملة يصلح الإمام لهداية الناس واصلاحهم، وارشادهم إلى طرق الخير والكمال، وغرس روح الثقة والفضيلة في نفوسهم ليكونوا كما أرادهم الله عزّ وجلّ وكما أرادهم نبي الله (صلّى الله عليه وآله): (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)(42)
المصادر :
1 - ففي حرب مؤتة أمّر الرسول (صلّى الله عليه وآله) جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة، وجعل القيادة للأول، فإن أصيب فللثاني فإن أصيب فللثالث.
2 - سورة يونس: الآية 35.
3 - راجع أئمتنا ج1 تجد نصوص الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) على الأئمة (عليهم السلام).
4 - الإرشاد، ص310.
5 - المعجم، ج1، ص27.
6 - سورة يس: الآية 12.
7 - السياسة الشرعية، ص172-173.
8 - الملل والأهواء، ج4، ص87.
9 - روى الحديث مسلم وكذلك رواه النسائي.
10 - المقدمة، ص151.
11 - سورة ص: الآية 26.
12 - سورة القصص: الآية 68.
13 - سورة الأعراف: الآية 155.
14 - سورة النساء: الآية 153.
15 - بحار الأنوار، ج13، ص127.
16 - سورة آل عمران: الآية 29.
17 - سورة التوبة: الآية 32.
18 - سورة ص: الآية 26.
19 - صحيح البخاري، ج9، ص62، ومسلم ج2، ص213.
20 - صحيح الترمذي، ج6، ص73 والخلة: الحاجة والفقر.
21 - راجع هذه الأوصاف في الأحكام السلطانية، ص4 والمقدمة لابن خلدون، ص135.
22 - سورة الأحزاب: الآية 33.
23 - الرجس: المعاصي.
24 - سورة يس: الآية 82.
25 - حياة الإمام موسى بن جعفر، ج1، ص112.
26 - المصدر نفسه، ص113.
27 - عقائد الإمامية للشيخ محمد رضا المظفر، ص51-54.
28 - سورة الجمعة: الآية 2.
29 - سورة الأنبياء: الآية 72-73.
30 - سورة البقرة: الآية 124.
31 - سورة الأنبياء: الآيتان 72-73.
32 - سورة آل عمران: الآية 68.
33 - سورة الروم: الآية 56.
34 - سورة يونس: الآية 35.
35 - سورة البقرة: الآية 269.
36 - سورة النساء: الآية 54-55.
37 - سورة الحديد: الآية 21.
38 - سورة القصص: الآية 50.
39 - سورة محمد: الآية 8
40 - سورة المؤمن: الآية 35
41 - راجع عيون أخبار الرضا، ج1، ص216-222 وأصول الكافي.
42 - سورة آل عمران: الآية 110
source : rasekhoon