عربي
Monday 16th of September 2024
0
نفر 0

بكاء النبي (ص) على الحسين بسند صحيح

عن عبد الله بن نُجَي عن أبيه أنه سار مع عليٍّ وكان صاحب مِطْهَرَتِهِ، فلمَّا حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، فنادى عليٌّ: اِصْبِر أبا عبد الله، اِصْبِر أبا عبد الله بشط الفرات. قالتُ: وما ذاك؟ قال: دخلتُ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله ! أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: "بل قام من عندي جبريل قبل، فحدَّثني أن الحسين يُقتل بشطِّ الفرات. قال: فقال: هل لك إلى أن أ ُشمَّك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمدَّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عَيْنَيَّ أن فاضتا" .

نقلنا هذه الرواية من كتاب "الأنوار الباهرة" لأحد علماء أهل السنة، وهو أبو الفتوح التليدي، ص105 ، وقال أبو الفتوح مُعلِّقاً: رواه أحمد 1 : 85 بسند صحيح . وأورده الهيثمي 9 : 187 برواية أحمد والبزار والطبراني وقال: رجاله ثقات . انتهى . ومعنى "المطهرة" : الإناء الذي يُتطَهَّرُ منه .

علماً أنَّ هناك روايات عديدة بِهذا المضمون نتركها للاختصار .

ومعنى "وعيناه تفيضان" : تدمعان . وفي رواية أخرى في كتاب "مجمع الزوائد" للحافظ الهيثمي (9/188) أنَّ بكاء النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كان بدرجة من الشدة، بحيث سمعت أمُّ سلمة صوت تردُّد البكاء في صدره الشريف من خارج الحجرة . ونصُّ موضع الشاهد من الرواية : "فدخل الحسين فسمعتُ نشيجَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبكي..." إلخ الرواية .

وروى أحمد بن حنبل في مسنده (1/242) طبعة دار صادر ـ بيروت، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

"رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ بِنِصْفِ النَّهَارِ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، مَعَهُ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ يَلْتَقِطُهُ، أَوْ يَتَتَبَّعُ فِيهَا شَيْئًا . قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا هَذَا؟ قَالَ: دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ لَمْ أَزَلْ أَتَتَبَّعُهُ مُنْذُ الْيَوْمَ . قَالَ عَمَّارٌ فَحَفِظْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَوَجَدْنَاهُ قُتِلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ" . انتهى بنصه من مسند أحمد .

وأوردها عنه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (9/194) وقال: " رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح" . ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين (4/440) وقال: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه" ، ووافقه على التصحيح الحافظ الذهبي في "تلخيص المستدرك" .

والحمد لله أوَّلاً وآخراً .


source : اهل بیت
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

صُبت علـَـيَ مصـــائبٌ لـ فاطمه زهراعليها ...
الإمام المهدي (عج) في الإنجيل
وفــاتــه
أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا و أحدهما صامت
زيارة السيدة زينب الكبرى (عليها السلام)
ذكرى ولادة الإمام موسى الكاظم عليه السلام .. نور ...
علاج الغضب بالقرآن و السنة النبوية
تحرير المرأة في الاسلام
مشهد السيدة زينب عليها السلام
تعريف العبادة

 
user comment