تبرز للعيان آثار المعارك التي خاضتها القوات العراقية مع مسلحي داعش التكفيري، على امتداد الطريق الواصلة من مدخل منطقة الشيخ عامر ووصولاً إلى جسر الرعود، في أطراف الكرمة، شرقي الفلوجة (62 كم غرب بغداد)، حيث المئات من المنازل والدوائر الحكومية المدمرة بالكامل.
ولم يتبق في اطراف الكرمة (غرب بغداد) إلا مدرسة وجامع اتخذتهما القوات المشتركة مقرين لها، وعلى الرغم من ذلك كله تسعى الحكومة الاتحادية ونظيرتها المحلية في الأنبار وقيادة عمليات بغداد، لايجاد بيئة تضمن إعادة العوائل النازحة إلى تلك المناطق حيث باشرت بالفعل بإعادة تأهيل بناها التحتية، التي تحتاج الى اشهر عدة لتعود كما كانت.
مسؤول حكومة: 500 عائلة نازحة ستعود للكرمة تباعاً خلال ثلاثة أيام
ويقول مستشار رئيس الحكومة لشؤون العشائر، محمد العريبي، في حديث إلى (المدى برس)، خلال تواجده فوق جسر الرعود في الكرمة، شرقي الفلوجة،(62 كم غرب العاصمة بغداد)، إن "رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، شكل لجنة برئاستي لزيارة المناطق المحررة في الكرمة والعمل على إعادة النازحين إلى مناطقهم".
ويضيف العريبي، أن "اللجنة سترفع تقريرها إلى رئيس مجلس الوزراء بخصوص الوضع في المناطق المحررة وسبل تسهيل عودة النازحين إليها"، ويشير إلى أن "أكثر من 500 عائلة ستعود إلى مناطق سكناها خلال ثلاثة أيام على وجبات".
جندي: عصابات داعش اتخذت من أبنية الكرمة مقاراً لها وفجرتها قبل الفرار منها
بالمقابل قال أحد الجنود المتواجدين بالمنطقة، بإن سبب الدمار الكبير الذي حل بأبنية الكرمة هو " اتخاذها كأوكار من قبل عصابات داعش ومنطلقاً لعملياتها التي تستهدف القوات الأمنية، ثم قامت بتفخيخها وتفجيرها قبل الفرار من المنطقة".
ويقول الجندي الذي، طلب عدم كشف هويته، في حديث إلى (المدى برس)، إن "عصابات داعش الإرهابية قامت بتفخيخ تلك المنازل وتدميرها قبل هروبها وسيطرة القوات الأمنية على المنطقة"، مبيناً أن "بعض المنازل تعرضت لضربات جوية أو قصف مدفعي من قبل القوات الأمنية بسبب تواجد مسلحي داعش فيها".
ويؤكد الجندي، أن "القوات الأمنية التابعة لقيادة عمليات بغداد، والحشد الشعبي خاضت معارك شرسة ضد عصابات داعش في الكرمة قبل أن تتمكن من تحريرها".
مسؤول أنبار: الحكومة المحلية باشرت بإعادة تأهيل البنى التحتية بالمناطق المحررة
على صعيد متصل يقول النائب الأول لمحافظ الأنبار، علي فرحان حميد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "حكومة الأنبار باشرت بإعادة تأهيل المشاريع الخدمية كالماء والكهرباء وفتح طرق جديدة لتسهل عودة النازحين للكرمة بعد تحريرها".
ويذكر حميد، أن "وفداً يمثل رئيس الحكومة ومكتب المصالحة الوطنية، حضر إلى المنطقة للتهيئة لإعادة النازحين إليها وتقديم المساعدة لهم"، ويضيف أن "الوفد سيقيم الأضرار بالمنطقة من خلال لجان فرعية في الأقضية والنواحي وتعويضهم بموجب الأنظمة المعمول بها".
ويوضح النائب الأول لمحافظ الأنبار، أن "700 عائلة نازحة ستعود لمناطق تل بنات الحسن والرعود والوفاء وأخرى تم تحريرها في الكرمة"، ويطمئن أهل الأنبار بأن "بشرى النصر قادمة تمهيداً لعودة العوائل النازحة إلى الرمادي والفلوجة باقي الأقضية التي استولى عليها داعش وهجر أهلها منها".
في غضون ذلك كانت ملاكات وزارة الكهرباء تواصل العمل على إعادة ربط الخطوط المقطوعة وإصلاح الأبراج وباقي مكونات الشبكة الوطنية المتضررة.
وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت، في (الـ14 من نيسان 2015)، عن بدء عملية "فجر الكرمة" في قضاء الكرمة، من أربعة محاور، وفي حين بيّنت أن المرحلة الأولى من العملية نجحت بتحقيق أهدافها المرسومة بمقتل عدد من عناصر (داعش) والسيطرة على عدد من المناطق المحاذية للقضاء، أكدت أن الهدف من العملية هو تحرير القضاء بالكامل
source : abna