العرب والمسلمين الذين تركوا اوطانهم وتوجهوا صوب اوربا او امريكا وكندا واستراليا ونيوزلندا او في دول اخرى متفرقة في امريكا الجنوبية وغيرها من قارات العالم كانت هجرتهم بدوافع متنوعة من بينها:
* الدراسة.. التي دفعت ببعض الشباب للاقامة المؤقتة في الدول الغربية من اجل التحصيل العلمي.
* فرص الاستقرار.. من اجل الحصول على فرصة استقرار هاجرت كثير من العوائل باتجاه هذا الهدف من خلال دوائر الهجرة في دول محددة اعتقادا من اعتقادهم بان تلك المجتمعات توفر لهم واقع افضل من واقعهم في وطنهم الام وانهم سينعمون بمستوى معيشي ونفسي افضل مما كانوا فيه.
• اسباب اقتصادية.. باتجاه العمل والعودة وهم غالبا ما يستقرون ويتركون فكرة العودة الى الوطن الأم.
• اسباب سياسية.. ويتعلق الامر في خلافات الرأي والجوانب الدينية والطائفية والطقوس والممارسات وعنف الاضطرابات وظواهر عدم الاستقرار.
ان المسلمين وصلوا دول المهجر وهم في الاساس من اصول وأعراق متنوعة مثل العرب والكرد المسلمين والافارقة ومن القارة الآسيوية وغيرهم وهم كذلك من طبقات متفاوتة ماليا كالأغنياء الذين بامكانهم دائما ان يؤسسوا مصالح معينة في الغرب ويمكن لابنائهم ان يدرسوا هناك ويقيمون بشكل دائم في تلك الدول، ونسبة هؤلاء عادة ما تكون قليلة قياسا مع الطبقة المتوسطة التي تفوق عددهم بكثير،في حين ان كلي هذين الطبقتين لايرقيان الى الطبقة الفقيرة.
وهناك فروق جوهرية في داخل هذا الخليط وهم الافراد او العوائل التي جائت من الارياف والمهاجرين من المدن وهم الغالبية
ويعني ما تقدم ان ثمة عادات قد تصل الى التضارب الحاد في تركيبة المهاجرين انفسهم إضافة الى تضاربها في كثير من النواح مع العادات وربما القوانين في الدول المضيفة.
كذلك فان المهاجرين يتفاوتون بمستوياتهم الثقافية والتحصيلية وقليل منهم من يوضع في خانة العلماء والادباء والفنانين الذين يستقرون في تلك المجتمعات لعدم قدرة مجتمعاتهم الأصلية على تحقيق ذواتهم.
هذا فضلا عن تعدد تصنيفاتهم من المذاهب الاسلامية المتنوعة.
ان تلك التعددية ومعالم الاختلاف في التركيبة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية للمهاجرين العرب وغيرهم تجعلهم:
1ـ يتفاوتون في مستويات ادراكهم لطبيعة الواقع المحيط في المجتمع الجديد.
2ـ يختلفون بقدراتهم الخاصة لتصور وفهم ما هية المشاكل المتنوعة.
3ـ يتباينون في طرق واساليب التعامل مع المشاكل.
4ـ التباينات في الجوانب الاجتماعية في المقاصد والغايات بين المهاجرين تؤدي الى ان تكون مختلفة تبعا لحجم الاختلاف والتداخل الحاصل في النواحي الاقتصادية المادية او النفسية السلوكية او الاجتماعية فيما بينها ونرى على سبيل المثال في مسألة عقد القران وعدم وجود قاض فان ذلك يسبب مشكلة لدى البعض فيما لا يكون مشكلة كبيرة لدى البعض الآخر بكونه يستطيع ان يحل ذلك من خلال قاض في مكان آخر ويتم الامر من خلال الاتصال او البريد او الانترنيت، او في اصعب الحالات ان يسافر الى مكان القاضي لحل الاشكال.
وبنفس القدر من الاختلاف بالتركيبة الاجتماعية يمكن ان تكون المشاكل بالنسبة للعائلة المسلمة في المهجر متنوعة ايضا فالمهاجرون الذين وصلوا المجتمعات الغربية من المدن الشرقية القريبة من اوربا او الذين وصلوا باعمار مبكرة اخذوا من حضارتها الجديدة عليهم وكثيرا من اعرافها وتقاليدها الاجتماعية وتكيفوا سريعا مع القيم السائدة فيها .. مثلا: ينظرون الى قضايا الزواج والطلاق والاختلاط مع الجنسين بكونها مسائل اعتيادية لا غبار عليها وعلى ضوء هذه النظرة فانها غير مسببة للمشاكل وهذا عكس النظرة التي ينظرها ممن هم من اصول ريفية او من كبار السن والاسر المحافظة مما يعرقل مسالة التكيف والانفتاح في العالم الجديد.
كما ان صيغ تكوين العوائل الجديدة التي يتخذ فيها الشباب زوجات غربيات او غير مسلمات ولدن ودرسن في الغرب لا مشكلة لديهم في مسالة التعليم المختلط، وهذا على عكس ما لدى العوائل التي بنيت على انماط تفكير وخصائص شخصيات افرادها على المعايير الشرقية والدينية الاسلامية.
ومما ورد اعلاه فاننا نستنتج النقاط التالية:
أ ـ العوامل الشاملة للمهاجرين، التمييز والتكيف مع المجتمع الجديد.
* الشعور بالأقلية
* ضعف الروابط الاجتماعية
* اضطراب الأمن الاجتماعي
* الشعور بالهزيمة
* فقدان الهوية
أ- الخوف من الانطباع الذي تولده الحوادث السياسية في المجتمع المضيف نتيجة الحروب والمشاكل في الساحة الاسلامية، وهذا الامر قد حدث بشكل كبير يوم 11 ايلول بتفجير مركز التجارة العالمي.
ب ـ الاشكال النوعي ويتعلق بشريحة او طبقة محددة او فئة من المسلمين،
كالزواج او الطلاق والشعائر الدينية وغيرها.
ج ـ الضوابد السائدة والقوانين المرعية وفقا للرؤى العلمانية او المعطيات غير الاسلامية
د ـ الاعتبارات الشخصية اجتماعية كانت ام مادية.
ه ـ الشعور بالفراغ
ومن الطبيعي فان تلك المشاكل التي تواجه العائلة المسلمة تتفرق الى مشاكل جانبية كبير اخرى لكنها تذوب رويدا لتشكل انسجاما بوجه آخر الى ان تذوب وتندمج وتتكيف لكنها مؤثرة بدرجة ما في الثقافة المضيفة اي ان هناك احتمال ان تنبثق ثقافة جديدة تتاثر بهذا المؤثر وان كان نموها بطيئا جدا.
الأسرة في الإسلام وتشريعاته
الأسرة وتحديات العصر
مخاطر تواجه الأسرة المسلمة
.....................................................................
المصدرمجلة النبأ العدد: 56
source : tebyan