نرى أن سیدة النساء قد سجّلت عناوین مهمة وآفاق جدیدة لدور المرأة المسلمة فی مجمل النشاطات الاجتماعیة والسیاسیة والحربیة وغیرها ، ممّا یتناسب مع واقع وحاجات وظروف ذلک العصر .
فقد کانت تعلّم النساء ما یشکل علیهنّ من الأحکام الشرعیة والمعارف الإلهیة الضروریة ، وکان یغشاها نساء المدینة وجیران بیتها (1) ، ویبدو أن بیتها کان المدرسة النسائیة الاُولى فی الإسلام ، حیث تقبل علیها النساء طالبات للعلم ، فیجدن فاطمة العالمة وهی تستقبلهنّ بصدر رحب لا یعرف الملالة والسأم .
عن الإمام العسکری علیه السلام قال : « حضرت امرأة عند الصدیقة فاطمة الزهراء علیها السلام فقالت : إنّ لی والدة ضعیفة ، وقد لبس علیها فی أمر صلاتها شیء ، وقد بعثتنی إلیک اسألک ، فأجابتها فاطمة علیها السلام عن ذلک ، فثنّت فأجابت ، ثم ثلّثت إلى أن عشّرت فأجابت ، ثم خجلت من الکثرة ، فقالت : لا أشقّ علیک یا ابنة رسول الله . فقالت علیها السلام : هاتی وسلی عمّا بدا لک . . . إنّی سمعت أبی یقول : إنّ علماء أُمّتنا یحشرون فیخلع علیهم من خلع الکرامات على قدر کثرة علومهم وجدّهم فی إرشاد عباد الله ، حتى یخلع على الواحد منهم ألف ألف حلّة من نور . . . » (2) .
وعنه علیه السلام قال : « قالت فاطمة علیها السلام وقد اختصمت إلیها امرأتان ، فتنازعتا فی شیء من أمر الدین ، إحداهما معاندة ، والاُخرى مؤمنة ، ففتحت على المؤمنة حجتها ، فاستظهرت على المعاندة ، ففرحت فرحاً شدیداً ، فقالت فاطمة علیها السلام : إنّ فرح الملائکة باستظهارک علیها أشدّ من فرحک ، وإنّ حزن الشیطان ومردته أشدّ من حزنها . . . » (3) .
ومما وصل إلینا من خطبها للنساء ، خطبتها بنساء المدینة فی مرض موتها ، وهی غایة فی الفصاحة والمعرفة ، وسنوردها فی آخر هذا البحث إن شاء الله تعالى .
ولم تقتصر فی تعلیمها على النساء ، بل کانت علیها السلام تطرف القاصدین إلیها بما عندها من العلم والمعرفة ، فعن ابن مسعود ، قال : جاء رجل إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم ، فقال : یا ابنة رسول الله ، هل ترک رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم عندک شیئاً تطرفینیه ، فقالت : « یا جاریة ، هاتی تلک الحریرة » فطلبتها فلم تجدها ، فقالت : « ویحک اطلبیها ، فانها تعدل عندی حسناً وحسیناً » فطلبتها فإذا هی قد قمّتها فی قمامتها ، فإذا فیها : « قال محمد النبی صلى الله علیه وآله وسلم : لیس من المؤمنین من لم یأمن جاره بوائقه . ومن کان یؤمن بالله والیوم الآخر فلا یؤذی جاره . ومن کان یؤمن بالله والیوم الآخر فلیقل خیراً أو یسکت . إنّ الله یحبّ الخیّر الحلیم المتعفّف ، ویبغض الفاحش الضنین السَّئآل الملحف . إنّ الحیاء من الإیمان ، والایمان فی الجنة ، وإن الفحش من البذاء ، والبذاء فی النار » (4) .
وکان للزهراء علیها السلام مشارکة فعّالة ومؤثّرة فی الدعوة إلى الله تعالى فی مواقع مختلفة أهمها المباهلة مع النصارى ، ونزل فیها قرآن یتلى إلى یوم القیامة ( ونساءنا ونساءکم ) (5) فکانت سیدة النساء علیها السلام هی المختصة بهذا الفضل ولم یشرکها فیه أحد من نساء الاُمّة .
وکانت الزهراء علیها السلام معیناً للمحتاجین من أبناء المجتمع الإسلامی آنذاک ، تنفق فی سبیل الله وتعتق الرقاب وتعین الضعفاء ، فقد توافق أغلب المفسرین على نزول قوله تعالى : ( ویطعمون الطعام على حبه مسکیناً ویتیماً وأسیراً * إنّما نطعمکم لوجه الله لا نرید منکم جزاءً ولا شکوراً ) (6) فی أهل البیت علیهم السلام علی وفاطمة والحسن والحسین علیهم السلام حینما تصدقوا رغم خصاصتهم على المسکین والیتیم والأسیر (7) .
أخرج ابن شهرآشوب عن ابن شاهین فی (مناقب فاطمة علیها السلام ) وأحمد فی مسند الأنصار عن أبی هریرة وثوبان أنّها علیها السلام نزعت قلادتها وقرطیها ومسکتیها ـ أی سواریها ـ ونزعت ستر بیتها ، فبعثت به إلى أبیها صلى الله علیه وآله وسلم وقالت : « اجعل هذا فی سبیل الله » فلمّا أتاه قال صلى الله علیه وآله وسلم : « قد فعلت فداها أبوها ـ ثلاث مرات ـ ما لآل محمد وللدنیا ، فإنّهم خلقوا للآخرة ، وخلقت الدنیا لغیرهم » وفی روایة أحمد : « فإنّ هؤلاء أهل بیتی ، ولا أُحب أن یأکلوا طیباتهم فی حیاتهم الدنیا » (8) .
وعن الإمام الباقر علیه السلام أنّه قال : « أمر رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم بذینک السوارین فکسّرا فجعلهما قطعاً ، ثمّ دعا أهل الصُّفّة ـ وهم قوم من المهاجرین لم یکن لهم منازل ولا أموال ـ فقسّمه بینهم قطعاً ، ثم جعل یدعو الرجل منهم العاری الذی لا یستتر بشیء ، وکان ذلک الستر طویلاً ، لیس له عرض ، فجعل یؤزّر الرجل ، فإذا التقیا علیه قطعه حتى قسّمه بینهم أُزراً . . . ثم قال صلى الله علیه وآله وسلم : رحم الله فاطمة ، لیکسونّها الله بهذا الستر من کسوة الجنة ، ولیحلّینها بهذین السوارین من حلیة الجنة » (9) .
وفی صحیفة الإمام الرضا علیه السلام عن الإمام علی بن الحسین علیه السلام قال : « حدثتنی أسماء بنت عمیس ، قالت : کنت عند فاطمة جدتک ، إذ دخل رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم وفی عنقها قلادة من ذهب ، کان علی بن أبی طالب علیه السلام اشتراها لها من فیءٍ له ، فقال النبی صلى الله علیه وآله وسلم : لا یغرّنک الناس أن یقولوا : بنت محمد ، وعلیک لباس الجبابرة؛ فقطعتها وباعتها ، واشترت بها رقبة فاعتقتها ، فسُرّ رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم بذلک » (10) .
وفوق ذلک فالمتصفح للسیرة والتاریخ یجد أنّها کانت إلى جنب رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم فی بعض غزوات الإسلام الکبرى تمسح الدم عن وجهه الکریم وتضمد جراحه .
أخرج البخاری ومسلم فی الصحیح عن عبدالعزیز بن أبی حازم ، عن أبیه ، أنّه سمع سهل بن سعد یُسأل عن جرح رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم یوم أُحد ، فقال : جرح رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم وکسرت رباعیته وهشمت بیضته على رأسه ، فکانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم تغسل الدم ، وکان علی بن أبی طالب علیه السلام یسکب علیها بالمجَنّ ، فلمّا رأت فاطمة أن الماء لا یزید الدم إلاّ کثرة ، أخذت قطعة حصیر فأحرقته حتى صار رماداً ، ثم ألصقته بالجرح ، فاستمسک الدم (11) .
وقال الواقدی فی حدیثه عن معرکة أُحد : خرجت فاطمة علیها السلام فی نساء ، وقد رأت الذی بوجهه صلى الله علیه وآله وسلم فاعتنقته ، وجعلت تمسح الدم عن وجهه ، ورسول الله صلى الله علیه وآله وسلم یقول : « اشتدّ غضب الله على قومٍ أدموا وجه رسول الله » وذهب علی علیه السلام یأتی بماءٍ من المهراس ، وقال لفاطمة علیها السلام : « أمسکی هذا السیف غیر ذمیم » فأتى بماءٍ فی مِجَنّهِ . . . فمضمض منه رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم فاه للدم الذی فی فیه ، وغسلت فاطمة الدم عن أبیها (12) .
وجاء فی أغلب التواریخ أن رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم ناول سیفه ابنته فاطمة علیها السلام بعد غزاة أُحد ، وقال لها : « اغسلی عن هذا دَمَهُ یا بنیة » وناولها علی علیه السلام سیفه وقال :
« أفاطم هاک السیف غیـر ذمیـمِ * فلسـت بـرعـدیـد ولا بلئیــمِ
أفاطم قـد أبلیت فی نصـر أحمدٍ * ومـرضـاة ربّ بـالعبـاد رحیـمِ
أمیطی دمـاء القـوم عنه فانّـه * سقى آل عبدالدار کأس حمیم » (13)
وکانت لها إسهامات فی حروب الإسلام المصیریة تناسب شخصیتها وقدراتها ، ففی وقعة أُحد کانت قد جاءت مع أربع عشرة امرأة یحملن الطعام والشراب على ظهورهن ، ویسقین الجرحى ویداوینهم (14) .
وعندما أُصیب سید الشهداء حمزة بن عبدالمطلب علیه السلام کانت الزهراء علیها السلام من المبادرات إلى مصرعه مع صفیة بنت عبدالمطلب ، وکانت تبکی وجعل رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم یبکی لبکائها (15) .
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ، لم تنس ابنة الرسالة دور الشهداء فی بناء صرح الإسلام وتشیید عزّته واکتساب دیمومته وسرّ بقائه ، قال الإمام الصادق علیه السلام : « إنّ فاطمة علیها السلام کانت تأتی قبور الشهداء فی کل غداة سبت ، فتأتی قبر حمزة وتترحم علیه وتستغفر له » (16) .
وفی مغازی الواقدی : کانت الزهراء علیها السلام تأتی قبور الشهداء بین الیومین والثلاثة ، فتبکی عندهم وتدعو (17) ، واتخذت من تربة حمزة علیه السلام مسبحة على عدد التکبیرات تدیرها بیدها فتکبّر وتسبّح بها ، وعملت بعدها التسابیح فاستعملها الناس (18) .
ولمّا استشهد جعفر بن أبی طالب علیه السلام فی مؤتة أمرها رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم أن تتخذ لاَسماء بنت عمیس طعاماً ثلاثة أیام ، فجرت بذلک السُنّة ، وأمرها أن تقیم عندها ثلاثة أیام هی ونساؤها لتسلیها عن المصیبة (19) .
وخرجت مع أبیها وبعلها یوم فتح مکة ، وقد ضُرِبَ للنبی صلى الله علیه وآله وسلم خِباء بالبطحاء ، وجلس فیه یغتسل وکانت فاطمة علیها السلام تستره ، وقیل : أمرها فسکبت له غسلاً فاغتسل (20) .
ولم تنس الزهراء علیها السلام دورها الاجتماعی حتى فی عبادتها ، فقد کانت تدعو للمؤمنین والمؤمنات ولا تدعو لنفسها ، متحلیة بالخلق النبوی والأدب الإسلامی الرفیع .
عن الإمام الحسن علیه السلام قال : « رأیت أُمی فاطمة علیها السلام قامت فی محرابها لیلة جمعتها ، فلم تزل راکعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح ، وسمعتها تدعوللمؤمنین والمؤمنات وتسمّیهم ، وتکثر الدعاء لهم ، ولا تدعو لنفسها بشیء ، فقلت لها : یا أُمّاه ، لم لا تدعین لنفسک کما تدعین لغیرک؟ فقالت : یا بنی ، الجار ثمّ الدار » (20) .
وکان للزهراء علیها السلام دور رائد فی الدفاع عن قضایا الإسلام المصیریة بعد رحلة الرسول صلى الله علیه وآله وسلم إلى عالم الخلود ورضوان ربه ، فقد جهرت بالحق ودافعت عن الإمامة ، وخطبت فی مسجد رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم خطبة بلیغة أعادت إلى الأذهان الخطوط العریضة التی رسمها الإسلام لقیادة الاُمّة بعد الرسول صلى الله علیه وآله وسلم وحفظ الدعوة وتأصیل مفاهیمها ، وقد کادت خطبتها أن تؤتی أُکلها لولا تسلّط الظالمین وبطش الجبارین . وسنأتی على بعض فقرات هذه الخطبة فی آخر هذا البحث .
وعلى رغم المأساة التی تعرضت لها الزهراء علیها السلام بعد وفاة أبیها صلى الله علیه وآله وسلم فقد استطاعت أن تؤدی دورها فی إلقاء الحجة على أصحاب رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم وبیان الحقائق الناصعة التی طالما نوّه النبی صلى الله علیه وآله وسلم بها فی حیاته .
جاء فی خصال الشیخ الصدوق : أن فاطمة الزهراء علیها السلام لمّا منعت فدکاً وخاطبت الأنصار ، فقالوا : یا بنت محمد ، لو سمعنا هذا الکلام قبل بیعتنا لاَبی بکر ماعدلنا بعلی أحداً . فقالت : « وهل ترک أبی یوم غدیر خمّ لاَحد عذراً » (21) .
وعن الإمام الباقر علیه السلام : « أنّ علیّاً علیه السلام حمل فاطمة علیها السلام على حمارٍ وسار بها لیلاً إلى بیوت الأنصار یسألهم النصرة ، وتسألهم فاطمة علیها السلام الانتصار له ، فکانوا یقولون : یا بنت رسول الله ، قد مضت بیعتنا لهذا الرجل ، لو کان ابن عمک سبق إلینا أبا بکر ما عدلنا به ، فقال علی علیه السلام علیهم السلام أکنت أترک رسول الله میتاً فی بیته لا أُجهزه ، وأخرج إلى الناس أُنازعهم فی سلطانه! وقالت فاطمة علیها السلام : ما صنع أبو الحسن إلاّ ما کان ینبغی له ، وصنعوا هم ما الله حسیبهم علیه » (22) .
المصادر :
ـــــــــــــــــــــــــــ
1- شرح ابن أبی الحدید 9 : 193 .
2- بحار الأنوار 2 : 3 / 3 .
3- بحار الأنوار 2 : 8 / 15 .
4- المعجم الکبیر 22 : 413 / 1024 . ودلائل الإمامة : 65 / 1 . وقطعة من حدیث الرسول صلى الله علیه وآله وسلم فی صحیح البخاری 8 : 19 / 48 و 49 . وصحیح مسلم 1 : 68 / 75 و 77 . ومصابیح السُنة / البغوی 3 : 169 دار المعرفة ـ بیروت . والکافی 2 : 667 / 6 . والزهد / الحسین بن سعید : 6 / 10 ، و 10 / 20 عن الإمام الصادق علیه السلام المطبعة العلمیة ـ قم .
5- سورة آل عمران : 3 / 61 .
6- سورة الإنسان : 76 / 8 و 9 .
7- الکشاف / الزمخشری 4 : 670 . وتفسیر الرازی 30 : 243 دار احیاء التراث العربی . ومعالم التنزیل / البغوی 5 : 498 دار الفکر .
8- المناقب / ابن شهر آشوب 3 : 343 . ومسند أحمد 5 : 275 . وذخائر العقبى : 52 . ومسند فاطمة علیها السلام / السیوطی : 6 . وأمالی الصدوق : 305 / 348 . وبحار الأنوار 43 : 86 .
9- مکارم الأخلاق / الطبرسی : 94 الشریف الرضی ـ قم . وبحار الأنوار 43 : 82 / 6 .
10- صحیفة الإمام الرضا علیه السلام : 256 / 185 طبع مؤسسة الإمام المهدی علیه السلام ـ قم . وعیون أخبار الرضا علیه السلام 2 : 44 / 61 . وذخائر العقبى : 51 . والمناقب / ابن شهرآشوب 3 : 343 . وبحار الأنوار 43 : 26 / 28 .
11- صحیح مسلم 3 : 1416 / 101 کتاب الجهاد والسیر ـ باب غزوة أُحد . وصحیح البخاری 5 : 226 / 113 کتاب المغازی ـ باب ما أصاب النبی صلى الله علیه وآله وسلم من الجراح یوم أُحد . ومغازی الواقدی 1 : 250 عالم الکتب ـ بیروت .
12- مغازی الواقدی 2 : 249 .
13- تاریخ الطبری 3 : 27 دار التراث ـ بیروت . ومستدرک الحاکم 3 : 24 . وتذکرة الخواص : 164 . وشرح ابن أبی الحدید 15 : 35 . ومجمع الزوائد 6 : 122 . وأمالی الطوسی : 143 / 232 .
14- مغازی الواقدی 1 : 249 .
15- مغازی الواقدی 1 : 290 .
16- تهذیب الأحکام 1 : 465 / 168 .
17- مغازی الواقدی 1 : 313 .
18- مزار المفید : 132 / 1 مؤسسة الإمام المهدی علیه السلام ـ قم . وبحار الأنوار 101 : 133 / 64 .
19- المحاسن / البرقی : 419 / 191 و 192 .
20- راجع : أخبار مکة / الأزرقی 1 : 161 الشریف الرضی ـ قم . ومغازی الذهبی : 555 دار الکتاب العربی ـ بیروت .
20- علل الشرائع / الشیخ الصدوق : 181 / 1 . ودلائل الإمامة : 151 / 65 .
21- الخصال : 173 .
22- الإمامة والسیاسة / ابن قتیبة 1 : 12 مکتبة مصطفى بابی الحلبی ـ مصر . وشرح ابن أبی الحدید 6 :
source : rasekhoon