سوف نتناول فیا یلی أهمیة الرضاعة الطبیعیة وما کشفه العلماء حدیثاً فی أبحاثهم ودراساتهم حول الإرضاع الطبیعی وأن المدة المثالیة هی عامین کاملین.
یرى العلماء أنه من الخطأ إبعاد الطفل عن أمه بعد الولادة لأن وضع الطفل بالقرب منها یدفعه إلى التوجه نحو ثدیها بالفطرة الطبیعیة. وجاء ذلک فی سیاق متابعة صندوق رعایة الطفولة وهو یعنى أساساً بمشاریع صحیة فی الدول النامیة، موضوع رضاعة الأطفال فی بریطانیا حیث تسجل نسبة الرضاعة الطبیعیة مستوى منخفضاً لها، وکذلک فی العدید من بلدان العالم.
یقول المختصون إن تدنی نسبة اعتماد الرضاعة الطبیعیة فی بریطانیا ینطوی على انتشار أمراض خطیرة بین الأطفال، فعلى سبیل المثال یصاب الأطفال الذین لا یرضعون حلیب الأم الطبیعی بأمراض التهاب الأمعاء أکثر من أقرانهم الذین یحصلون على رضاعة طبیعیة بکثیر. وهذا العلاج یکلف النظام الصحی فی بریطانیا وحدها نحو خمسة وثلاثین ملیون جنیة إسترلینی فی العام.
والأطفال الذین لا یرضعون حلیب أمهاتهم أکثر عرضة للإصابة بأمراض الحساسیة والأمراض المزمنة مثل الربو الذی یصاحبهم طوال حیاتهم! والحل کما یراه برنامج أصدقاء الطفولة یکمن بتدریب القابلات والممرضات لإعطاء النصح والإرشاد للأمهات فی الأیام الأولى من الولادة، ویقول المسؤولون فی البرنامج إن مهمتهم هی نشر الرضاعة الطبیعیة والتقلیل من نسبة لجوء الأمهات إلى قنینة الحلیب. وقد حقق هذا البرنامج نتائج جیدة خلال سنوات قلیلة فقد ارتفعت نسبة الأمهات اللاتی یعتمدن الرضاعة الطبیعیة فی المناطق التی نشط فیها.
أصدرت الحکومة البریطانیة إرشادات توضح أهمیة الرضاعة الطبیعیة فی أول ستة أشهر من عمر الرضیع وذلک فی بدایة أسبوع قومی للتوعیة بالرضاعة الطبیعیة فی بریطانیا. وتنصح الحکومة فی بدایة الأسبوع القومی للرضاعة الطبیعیة جمیع الأمهات بالرضاعة الطبیعیة فی أول ستة أشهر. وقال هازل بلیرز وزیر الصحة العامة "نرید أن نبعث رسالة واضحة وثابتة للأمهات والعاملین فی مجال الصحة والناس بوجه عام، فالرضاعة الطبیعیة فی أول ستة أشهر تمنح الرضع أفضل بدایة. إنها تضع الأساس لتحسین الصحة على المدى القصیر والبعید وبعمل ذلک یمکن المساعدة فی الحد من التفاوت الصحی، نسعى لدعم النساء لاتخاذ قرار بالرضاعة الطبیعیة ومساعدتهن على الاستمرار فی ذلک.
امنحی طفلک الثقة
أظهر العلماء، ولأول مرة، کیفیة نشوء ما أسموه بهرمون "الثقة" فی أدمغة الأمهات المرضعات عند إرضاع صغارهن. وقال العلماء إن الرضیع عندما یبدأ فی مص الحلیب من ثدیی أمه، تنطلق سلسلة متصلة من العملیات فی دماغ الأم تؤدی إلى نشوء هرمون الثقة. وقال العلماء إن هذا الکشف یشکل دلیلا إضافیا على أن الرضاعة الطبیعیة تعزز الرابطة بین الأم المرضعة ورضیعها من خلال عملیات کیمیائیة حیویة.
وقال فریق العمل فی جامعة ورویک الذی أنجز البحث إن الهرمون المسمى "أوکسیتوسین" کان معروفا أنه عند إطلاقه فی الدم یسبب فی انسکاب الحلیب من الغدة الثدییة. لکن ما لم یکن معروفا أنه عند إطلاق الهرمون "أوکسیتوسین" فی الدماغ، فإنه یساعد على تعزیز الرابطة بین الأم والرضیع من خلال الثقة التی تنشأ بین الطرفین. ویؤدی هرمون "أوکسیتوسین" أیضا إلى حدوث انقباضات خلال أوجاع المخاض ویسبب فی "انسکاب" الحلیب من الغدد الثدییة.
وینشأ الهرمون فی جزء الدماغ المسؤول عن التحکم فی حرارة الجسم والعطش والجوع والغضب والتعب. وخلص فریق البحث إلى أن الهرمون المذکور یفرز مشاعر ثقة الرضیع فی أمه واتکاله علیها، إضافة إلى تقلیص خوفه من العالم الجدید الذی وفد إلیه.
وهنا نتذکر موضوع حرمة الرضاعة عندما قال النبی الأعظم صلى الله علیه وسلم: (یحرم من الرضاع ما یحرم من النسَب) [متفق علیه]. ففی کل یوم تثبت الدراسات أن المرضعة تؤثر على الطفل الذی ترضعه وتتأثر به أیضاً. ولا ننسى أن علماء الغرب یؤکدون حتى هذه اللحظة أنهم یجهلون الترکیب الدقیق لحلیب الأم. ولکن الدکتور سیرغان یقول فی بحث جدید: إننا وللمرة الأولى ندرک أن حلیب الأم یحوی خلایا جذعیة (جنینیة)، وهذه الخلایا معقدة لدرجة کبیرة لا نزال نجهلها. وهی تؤثر على الطفل الذی یرضع حلیب أمه بشکل کبیر. إن الخلایا الجذعیة الموجودة فی حلیب الأم تشبه بل تطابق تماماً خلایا الجنین الذی تحمله فی بطنها، أی أن الطفل الذی یرضع من ثدی امرأة غیر أمه یکتسب خصائص تشبه خصائص المرضعة.
ویقول الدکتور Mark Cregan وبالحرف الواحد: إن الخلایا الجنینیة الموجودة فی حلیب الأم تحوی برنامجاً یؤثر على من یتناول هذا الحلیب، وتساهم فی بناء الأنسجة فی جسده، بل وتؤثر على سلوک هذا الطفل فی المستقبل ویستمر تأثیرها إلى ما بعد مرحلة البلوغ، ولذلک فإن الله حرم علینا الأمهات اللاتی أرضعننا، یقول تعالى: (وَأُمَّهَاتُکُمُ اللَّاتِی أَرْضَعْنَکُمْ)(1). وهذا من إعجاز القرآن الکریم.
الجنین منذ أن یکون فی بطن أمه یعود نفسه على مص أصابعه استعداداً لیرضع من ثدی أمه بعد الولادة مباشرة، وتؤکد الدراسة المنشورة فی مجلة PLoS Computational Biology إلى أن الرضیع عندما یرضع من ثدیی أمه، فإن خلایا عصبیة خاصة فی دماغ الأم المرضعة تبدأ فی إطلاق هرمون الثقة. لکن فریق البحث فوجئ بأن هرمون "أوکسیتوسین" یُطلق أیضا من جزء الخلیة المسماة الزوائد المتشجرة والتی عادة ما تکون هی نفسها جزء الخلیة العصبیة الذی یتلقى المعلومات ولیس الذی یرسلها. واعتمد العلماء على عملیات حسابیة دقیقة من أجل التوصل إلى أن إطلاق الزوائد المتشجرة لهرمون "أوکسیتوسین" یتیح زیادة التواصل بین الخلایا العصبیة.
تجنّبی السرطان
یقول العلماء إن الأمهات یمکن أن یتجنبن مضاعفات ومشاکل سرطان الثدی إن هن حرصن على إطالة أمد إرضاع أطفالهن بدل تقصیرها أو تحدیدها، کما هو شائع حالیا. فقد اظهر بحث جدید أن کل سنة إرضاع تمر بها الأم تقلص من نسب تعرضها لسرطان الثدی بنحو 4,3 فی المئة. وهذه النسبة تضاف إلى معدل تراجع تعرضها للمرض بنسبة سبعة فی المئة لکل طفل تنجبه. ومعروف بین الأوساط العلمیة، ومنذ زمن طویل، أن سرطان الثدی شائع فی الحالات التی تنجب فیها المرأة عدداً أقل من الأطفال، وترضعهم لفترات قصیرة.
إلا أن الباحثین یقولون إن عدد الأمهات اللواتی یرضعن أطفالهن قلیل فی بلدان مثل بریطانیا، والسبب جزیئاً یتمثل فی عدم تلقیهن المساعدة اللازمة للبدء فی فترة الإرضاع. وتشیر بلیندا فیبس رئیسة صندوق الإنجاب والطفولة البریطانی إلى أن واحد فقط من کل خمس أمهات بریطانیات یحرصن على إرضاع أطفالهن بعد الشهر السادس ونحن ندرک أن هناک الکثیر منهن یوقفن الرضاعة قبل انتهاء هذه الفترة.
ودعت هذه المسؤولة إلى ضرورة التراجع عن النزعة السائدة فی إرضاع الأطفال من الرضاعات الاصطناعیة، وطالبت بالعودة إلى طریقة الرضاعة الطبیعیة لأطول فترة ممکنة. وتوضح الدراسة الإحصائیة التحلیلیة، التی أجراها صندوق بحوث السرطان البریطانی ونشرت مقتطفات منها فی مجلة لانسیت الطبیة، أن اختلاف العادات بین البلدان المتطورة والنامیة هو الذی یفسر انخفاض الإصابة بسرطان الثدی فی البلدان النامیة. إذ تکثر فی البلدان النامیة عادات الإنجاب الکثیر، وکذلک الرضاعة الطبیعیة للطفل ولفترات أطول بکثیر من تلک فی البلدان المتطورة.
وتؤکد الدراسات أنه یبلغ المعدل العام لفترة رضاعة الطفل فی البلدان النامیة نحو عامین، وبمعدل ستة إلى سبعة أطفال للام الواحدة، مقابل شهرین وطفلین أو ثلاثة للأم فی بلدان متطورة مثل بریطانیا. ویقول الأخصائی البروفیسور فالیری بیرال: معروف بین الأوساط العلمیة، ومنذ زمن طویل، أن سرطان الثدی شائع فی الحالات التی تنجب فیها المرأة عدداً أقل من الأطفال، وترضعهم لفترات قصیرة. ویؤکد أن الأبحاث تظهر أن هذه العوامل وحدها هی التی تقف وراء ارتفاع معدلات الإصابة بهذا النوع من الأمراض السرطانیة، وهو من أکثر السرطانات شیوعا بین نساء الغرب.
یقول الله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ یُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَیْنِ کَامِلَیْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ یُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) (2)، انظروا إلى من یبتعد عن الفطرة الإلهیة، فالغرب وعلى الرغم من تطوره الطبی المذهل إلا أنه یعود لمبادئ الإسلام، فبعد الدعایة الکبیرة التی تغنى بها الغرب لسنوات طویلة وهو یشجع الإرضاع الاصطناعی أو الحلیب المجفف ولفترة قصیرة، نجده الیوم یصرخ ویطالب بالعودة للإرضاع الطبیعی ویؤکد حرصه على ضرورة الاستمرار فی الرضاعة الطبیعیة لمدة سنتین کاملتین.
جنبی نفسک مرض السکر
الفوائد الجمة للإرضاع الطبیعی تزداد یوما بعد یوم، ففی دراسة جدیدة نشرت مؤخرا ثبت دور الإرضاع الطبیعی فی التقلیل من نسبة الإصابة بالداء السکری من النمط 2. ومما لاشک فیه أن الإرضاع الطبیعی مفید للطفل والأم على حد سواء، حیث أظهرت هذه الدراسة التی نشرت فی العدد الأخیر من مجلة The Journal of The American Medical Association، أنه کلما طالت فترة الرضاعة کلما نقصت فرص التعرض للإصابة بالسکری .
وقد أشارت ألیسون ستوب الباحثة فی طب الأسرة من مستشفى بوسطن بریغهام إلى أن کل سنة إرضاع تنقص من نسبة الإصابة خلال 15 سنة التالیة بمقدار 15 فی المائة ، وبالتالی نجد أن الأم لطفلین یمکن أن تقلل من نسبة إصابتها بالداء السکری ما یعادل الثلث من خلال إتباع نصیحة الطبیب بإرضاع کل طفل طبیعیا لمدة سنة.
وتضیف ستوب فی دراستها : الأمر الجید هو أنه لیس هناک حد أدنى للإرضاع الطبیعی، ومن الثابت أنه مفید للطفل، وتؤکد هذه الدراسة فائدته على الأم فی تحسین ضبط نسبة السکر فی الدم. وبعد ضبط مشکلة البدانة، التدخین، نمط الحیاة، وعوامل خطورة الإصابة بالنمط الثانی من الداء السکری، اعتبرت ممارسة الإرضاع الطبیعی عاملاً وقائیاً جیداً من الإصابة بهذا المرض ، وکلما طالت فترة الإرضاع ازدادت معها الوقایة.
إلا أن الفوائد لم تشمل السیدات المتقدمات بالسن اللواتی لم یرضعن لمدة خمس عشرة سنة مضت، أما النساء اللواتی کن قد أصبن بالداء السکری الحملی فقد کانت نسبة الإصابة لدیهن أعلى. ومما استنتجه الباحثون أنه لا بد من القیام بدراسات سریریة إضافیة تدعم تلک الدراسة وتشرح بصورة أوضح السبب الذی یجعل من الإرضاع الطبیعی عاملاً واقیاً من الإصابة بالداء السکری. وتعتبر هذه الدراسة التی قامت بها ستوب وزملاؤها من کلیة هارفارد بریغهام الطبیة الأولى من نوعها وشملت 160 ألف امرأة مرضعة.
یذکر أن کلا من الأکادیمیة الأمریکیة لطب الأطفال والأکادیمیة الأمریکیة لطب النساء والتولید توصیان بضرورة الإرضاع الطبیعی للطفل لمدة سنة على الأقل وتشجع علیه لفوائده الصحیة على الأم والطفل فی الوقت نفسه. ویذکر أن الرضاعة الطبیعیة تعطی الطفل تغذیة مثالیة خلال الأشهر الأولى الحرجة من الحیاة، بالإضافة إلى إمدادها الجسم بالمناعة الضروریة ضد أمراض قاتلة کذات الرئة. ولهذا فمن الضروری أن یحصل الأطفال على رضاعة طبیعیة خالصة منذ ولادتهم، وحتى تصبح أعمارهم ستة أشهر، وبعد ذلک تدّعم الرضاعة الطبیعیة بغذاء مکمل یناسب أعمارهم.
امنحی طفلک ذکاء أکثر
أجرى باحثون من النرویج والدانمرک دراسة على نحو ثلاث مئة وخمسین طفلا تتراوح أعمارهم بین ثلاثة عشر شهراً و خمس سنوات لمعرفة الفترة التی حصلوا خلالها على رضاعة طبیعیة وعلاقتها بمستویات الذکاء والقدرة على التحصیل، وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذین حصلوا على رضاعة طبیعیة لمدة تقل عن ثلاثة أشهر کانوا عرضة لانخفاض مستوى الذکاء إلى أدنى من المتوسط عن الأطفال الذین حصلوا على رضاعة طبیعیة لمدة ستة أشهر أو أکثر.
الدراسة تقول إنه ینبغی الاستمرار فی الرضاعة الطبیعیة للعام الثانی
وحتى عند أخذ عوامل أخرى مثل عمر الأم، ومستوى تعلیمها وإذا ما کانت تدخن أم لا فی الاعتبار، استمرت تلک الاختلافات فی الظهور، ولکن لم تظهر الدراسة وجود اختلافات بین الأطفال الذین حصلوا على رضاعة طبیعیة، ومن لم یحصلوا علیها فیما یتعلق بالتوافق العضلی العصبی للطفل. ویقول الدکتور تورشتاین فیک من إدارة الطب الأسری بالجامعة النرویجیة للعلوم والتکنولوجی إن نتائج الدراسة تشیر إلى أن طول فترة الرضاعة الطبیعیة مفید لزیادة قدرة الطفل على التعلم.
ویضیف أن السبب قد یعود إلى قوة الرابطة التی تمنحها الرضاعة الطبیعیة بین الأم والطفل أو ما یحتویه لبن الأم من مواد مغذیة ضروریة للنمو. ویشیر إلى احتمالات أن تکون تلک الأحماض الدهنیة هی السبب وراء زیادة فعالیة الغذاء اللازم لنمو الطفل.
وقد تکون هذه هی حلقة الوصل بین آثار التغذیة من خلال الرضاعة الطبیعیة والنمو العقلی للطفل. وتقول بلیندا فیبس رئیسة جمعیة الموالید الوطنیة إن الدراسة، التی نشرت فی جریدة أرشیف أمراض الطفولة المتخصصة، تؤکد ما تدعو إلیه الجمعیة منذ زمن طویل، وهو أن الرضاعة الطبیعیة هی الأفضل، لأنها الأسلوب الذی حبته الطبیعة للأم لإطعام طفلها .
وهنا أتوقف قبل أن نکمل نتائج الدراسة وینبغی أن نقول إن الله تعالى هو الذی هیَّأ للأم هذا الحلیب الصافی السائغ، ولیست الطبیعة.
وتقول بلیندا فیبس: إن هذه الدراسة ستکون لها آثار رادعة على الأمهات الراغبات فی العودة للعمل مبکراً بعد الولادة، وتؤکد أن النصیحة المقدمة إلیهن ستکون التریث واستمرار الرضاعة الطبیعیة لأطفالهن حتى السنة الثانیة من العمر.
خلِّصی طفلک من السمنة الزائدة
خلصت دراسة أمریکیة حدیثة إلى أن حلیب الأم یحتوی على بروتین ربما یقلل من خطر الإصابة بالسمنة المفرطة. ووجد فریق من الباحثین بالمرکز الطبی لمستشفى الأطفال فی سیسیناتی أن هناک علاقة بین مستوى البروتینات والإصابة بالسمنة. ویعتقد الباحثون أن احتواء حلیب الأم على نسب عالیة من هذا النوع من البروتینات قد یؤثر على إصابة الشخص بالسمنة فی وقت لاحق من حیاته. وعرضت نتائج الدراسة فی الاجتماع السنوی للأکادیمیة الأمریکیة لطب الأطفال فی سان فرانسیسکو.
ویقول الباحثون إن هذه الخطوة تعد الأولى فی فهم العلاقة بین حلیب الأم وعملیات الأیض. واکتشفت الدکتورة لیزا مارتین وزملاؤها احتواء حلیب الأم على مستویات عالیة من البروتینات التی تنتجها الخلایا الدهنیة والمسؤولة عن تنظیم عملیات الأیض فی الجسم والمعروفة باسم "ادیبونیکتین".
وتقوم الخلایا الدهینة بإفراز هذا النوع من البروتینات التی تؤثر على کیفیة معالجة الجسم للمواد السکریة والدهنیة فی الدم. وهناک علاقة بین انخفاض مستوى هذا البروتین والإصابة بالسمنة المفرطة إضافة إلى النوع الثانی من مرض السکری ومقاومة الأنسولین وأمراض الشرایین التاجیة. وهناک علاقة عکسیة بین مستوى هذا النوع من البروتینات وخطر الإصابة بالأمراض حیث أن ارتفاع مستویات هذه البروتینات یرتبط بانخفاض معدل الإصابة بالمرض.
ینادی العلماء الیوم بضرورة الابتعاد عن زجاجات الحلیب المجفف ویؤکدون وجود علاقة بین السمنة الزائدة وبین التغذیة غیر الطبیعیة للطفل! وتقول روزمیری دودز، من جمعیة الولادة الوطنیة: إن الجمعیة حریصة على دعم الرضاعة الطبیعیة وإننا نؤید النساء فی أخذ قرار بأن الرضاعة الطبیعیة هی الأفضل لهن. ویقول الدکتور مارتین: إن مستوى البروتینات خلال فترة النمو فی المراحل المبکرة ربما یکون له تأثیر على الإصابة بالأمراض لاحقاً فی فترة الشباب. ویقول الدکتور ایان کامبل، رئیس منتدى السمنة القومی: نعرف أن هناک علاقة بین الرضاعة الطبیعیة وانخفاض خطر الإصابة بالسمنة لکننا لسنا متأکدین من السبب. إن خطر الإصابة بالسمنة المفرطة یقل مع زیادة مدة الرضاعة الطبیعیة. وهذا تأثیر تراکمی فکلما طالت مدة تناول حلیب الأم کلما تحسنت الحالة.
احمی طفلک من الموت المفاجئ
توصل بحث علمی جدید إلى أن الرضاعة الطبیعیة قد تحمی الطفل من وفاة المهد. ومع أن دور الرضاعة الطبیعیة لم یعرف بعد لکن الاعتقاد یترکز على أن الاتصال القریب بین الأم والطفل هو العامل الرئیسی. وتقول الدراسة إن الرضاعة الطبیعیة لفترة أربعة أشهر على الأقل لها علاقة بالحد من مخاطر وفاة الأطفال المفاجئة. إلا أن دراسات کانت قد أجریت فی السوید وإنجلترا واسکوتلندا لم تجد صلة بین الرضاعة الطبیعیة ووفاة السریر، على العکس من دراسة أخرى أجریت فی نیوزیلندا أشارت إلى وجود مثل هذه الصلة.
ویقول الدکتور بیرنت آلم وزملاؤه الذین أجروا الدراسة الجدیدة إن الرضاعة الطبیعیة تبعد خطر الإصابات الجرثومیة وقد یکون ذلک الاحتمال الأرجح. لکنهما یضیفان أن تکرار الرضاعة والاتصال المباشر قد یقللان من الخطر. وتضمنت الدراسة التی أجریت فی معهد صحة الأم والطفل فی السوید استطلاعا شمل 244 من آباء الأطفال ضحایا هذه الحالة فی کل من الدانمرک والنرویج والسوید. وقارن الباحثون النتائج باستطلاع أجری مع آباء 800 طفل. ووجدوا أن الأطفال الذین رضعوا رضاعة طبیعیة لمدة تقل عن ثمانیة أسابیع أکثر تعرضا لوفاة المهد من الذین رضعوا لفترة أربعة أشهر فما فوق بمقدار ثلاث إلى خمس مرات.
الرضاعة غیر الطبیعیة انتشرت بشکل کبیر مما قد یؤثر على الجیل القادم، ویقول متحدث باسم مؤسسة بحوث الأطفال فی بریطانیا إن الدراسة الجدیدة مثیرة للاهتمام لکن دراسة مماثلة یجب أن تجرى فی بریطانیا حیث ینخفض مستوى الرضاعة الطبیعیة إلى أدنى مستوى. تنصح المؤسسة الأمهات بالرکون إلى الرضاعة الطبیعیة باعتبارها نافعة لصحة الأطفال وتساعد على رفع مناعتهم ضد الأمراض. وتشیر الإحصاءات إلى وقوع وفاة مهد واحدة فی الیوم فی بریطانیا وتقع الوفیات عادة فی السنة الأولى من عمر الطف
source : rasekhoon