عربي
Thursday 14th of November 2024
0
نفر 0

قضية الله الكبرى

- الجوار: اول قضية ستعرض أمام الله يوم الحشر هي قضية الحسين! و اول دم لله اُريق و سيقتص الله له هو دم الحسين و أول قصة ستعرض أمام الخلائق جميعاً يوم القيامة هي قصة الحسين و أول من سيحاكمون في محكمة العدل الالهية من المجرمين من أول الخلق حتى آخرهم هم الذين قتلوا الحسين!
قضية الله الكبرى


 - الجوار: اول قضية ستعرض أمام الله يوم الحشر هي قضية الحسين! و اول دم لله اُريق و سيقتص الله له هو دم الحسين و أول قصة ستعرض أمام الخلائق جميعاً يوم القيامة هي قصة الحسين و أول من سيحاكمون في محكمة العدل الالهية من المجرمين من أول الخلق حتى آخرهم هم الذين قتلوا الحسين!
ولابد مع هذا الوصف أن هذه القضية هي قضية كبرى! ولابد ان يكون هذا الدم هو الدم الاعظم لله! بل لابد ان تكون هذه القصة هي القصة العجائبية التي ماسمع البشر اعجب منها ولااعظم، لقد وصلت عظمة هذه القصة من الغرابة الى الحد الذي يصعب تصديقه، وقد ارتقت في الشموخ الى حد الاسطورة التي هي من صنع الخيال، و كذلك قصة الحسين عليه السلام هي لمن لايعرفه.
فهذه القصة هي عجائبية، و أفرادها استثنائيون ولغتها مختلفة، وكل واحد من افرادها كأنه اختير من بطن اُمه ليلعب دور البطولة في هذه القصة فالحر بن يزيد الرياحي على سبيل المثال و هو الذي برع في تجسيد شخصية المناضل في سبيل الحرية نجد ان اسمه " الحر" و هو متفق تماماً مع الدور التاريخي الذي اُنيط به.
و هذا يشبه الى حد كبير مسعى الروائي في تقريب صورة المفهوم الذي يحاول الترويج له عن طريق مشاكلة اسم بطل القصة بأهم خصائصه و مميزاته بل أهم الاهداف التي يحملها في الرواية، فإذا كانت أهم خصائصه الصدق سماه الروائي صادقاً...
إن الوهج الموجود في قصة الحسين عليه السلام ليس موجوداً في أية قصة أخرى! لعظمتها واتساع تأثيرها فلدى قصة الحسين لغة هي فوق اللغات جميعاً و اوسعها انتشاراً و اكثرها تأثيراً على مستوى الانسانية كافة إذ لاتنحصر هذه اللغة باُمة دون غيرها ودين دون سواه أومذهب دون آخر لذا فإن المعزين والباكين واللاطمين على الحسين هم ينتمون الى كل لغات العالم بل الى جميع اديان العالم ولمن لايعرف نقول ان هناك مواكب و مراسم للعزاء عند كافة الاديان السماوية فلدى النصارى هناك موكب للعزاء على الحسين عليه السلام ولليهود ايضاً و تشترك في عزاء الحسين عليه السلام جميع اجناس البشرية ابتداءاً من الشرق و انتهاءاً بالغرب و وصلت مواكب العزاء على الحسين الى حدود الاسكيمو وهذا ان دل على شيئ فانما يدل على ان لغة الحسين هي مفهومة لدى كافة عناصر البشرية و ان هذه القضية تفوق الحيز المذهبي والديني بحيث اصبحت هي قضيتهم جميعاً من دون ان يشعروا بأية حزازية اتجاه المضامين الاسلامية التي تحملها.
و صاحب القضية هو يرعى قضيته و يدافع عنها بكل اللغات و ينشرها على اكثر من صعيد و قضية الحسين عليه السلام لم ينشرها على صعيد العالم سوى الله سبحانه فهو الذي حفظها من الإندراس و هو الذي ساهم في نشرها على مستوى البشرية كافة، ذلك ان الله يطرح في قضية الحسين مسألة هي الاكثر اهمية على صعيد حياة البشرية وهي قضية الظلم، فالظالم هو في حرب مع الله لافرق ان يكون مسلماً اومسيحياً او يهودياً او كافراً لذا نجد في تعاليمنا الدينية ان الكافر العادل هو خير من المسلم الظالم وفي هذا شاهد على ان قضية الحسين فيها لغة انسانية و رسالة ربانية لكافة البشرية بغض النظر عن الدين والمعتقد، فالمسلم يمكن ان يستفيد من رسالة الحسين والمسيحي يستطيع ان يستفيد واليهودي كذلك والبوذي ايضاً ولذا وجدنا رجلاً من شعب الهندوس مثل المهاتما غاندي يرفع لواء الحسين و كذلك نصارى و يهود و ثوار و مناضلين ضد الظلم والطغيان، ولو لم تكن رسالة الحسين رسالة شاملة و قضية كبرى لما أثارت كل هذا الاهتمام من جانب العلماء والمحققين والمفكرين على طول التاريخ البشري!
والغريب انها احتوت كل المزيج البشري المتنوع فقد كان في معسكر الحسين من كان عثماني الهوى والمشرب بمعنى انه لم يكن ينتمي الى خط اهل البيت عليهم السلام و دخل في معسكره ايضاً من كان نصرانيا،ً و دخل في معسكره من كان جنرالاً في جيش بني امية، وكان في معسكره من كان من بلاد الترك! و إذا تساءلنا وقلنا مالذي حمل هؤلاء على الانضمام الى معسكر الحسين و هم يعرفون تمام المعرفة بعدم امكانية تحقيق النصر؛ بل كانوا يعرفون بانهم سيقتلون مع الحسين؛ ما الذي حملهم على فعل ذلك؟
الحسين عليه السلام لم يُطمِعَهُم بمالٍ او سلطان لانه هو الآخر يعرف ماستؤول اليه الحرب و ذلك بسبب انعدام التوازن بين كفتي المعسكرين المُتَقاتِليَن، فليس من المعقول ان تتمكن ثلة تعدادها بالعشرات من تحقيق النصر على جيش جرار يفوق تعداده عشرات الآلاف؟
إن الذي شجعهم على الانضمام الى جيش الامام الحسين عليه السلام هي القضية العادلة التي كان الحسين يرفعها بوجه الطاغية يزيد وكافة الطغاة على وجه الارض، فهؤلاء وجدوا انفسهم امام قضية كبرى، تستحق ان يفدي الانسان نفسه من اجلها.
لاشك ان الامام الحسين ماكان يملك الوقت و هو على مشارف الحرب ان يوضح عقيدة الامامية لذلك العثماني لانه كان على مشارف الحرب لكنه كان يستطيع ان يتحدث عن ظلم يزيد وطغيانه، و هو نفس الخطاب الذي يمكن ان يفهمه ذلك المسيحي.
هذه لغة اعجازية هي فوق جميع اللغات الدينية المعروفة، ولايعني انها تعارضها، بل تتفق معها لأنها لغة جوهرية، فأنت إذا أردت أن توصل فكرتك لعدد هائل من البشرية فلابد أن تعرف لغات جميع هؤلاء الناس حتى تستطيع أن تتواصل معهم و تبلغهم ماتريد، و هكذا كانت لغة الامام الحسين عليه السلام لغة إعجازية تفهمها كل شعوب العالم، و هذه اللغة هي تمثل القيم الجوهرية التي انطلقت منها كل الأديان، مثل العدل والحق والصدق والحرية ...
هناك مشهد عظيم في ملحمة الحسين عليه السلام تتجسد فيه معاني التحرر والانعتاق من كل القيود التي تكبل إرادة الانسان عن الانطلاق نحو المجد والخلود، فقد كان هناك قائد كبير في جيش عمر بن سعد الذي جاء لمقاتلة الامام الحسين عليه السلام اسمه الحر بن يزيد الرياحي، وكان لابد في لحظة تاريخية من عمره أن يستعمل ارادته ليتحرر من القيود العسكرية الصارمة المفروضة عليه و يتحرر من الاُبهة والمكانة التي يحظى بها باعتباره قائداً للجيش، و يتحرر بشكل اكبر من حب الدنيا لانه يواجه الموت بعد قليل.
لم يملك الحر بن يزيد الرياحي فرصة كبيرة حتى يسجل موقفا عظيماً على مستوى التاريخ، وكان لابد ان يتحرر من تلك القيود التي ذكرناها حتى يسجل المثل االاعلى في التحرر، وفي لحظة واحدة تمكن الحر أن يكسر كل القيود حتى ينطلق و يسجل ذلك الموقف العظيم،  و يخلد ذكره في التاريخ، و يصبح المثل لكل الثوريين والمناضلين الذين يملكون قيماً عليا يفدون أنفسهم لأجلها.
و هكذا تحول الحر الرياحي من جيش بن سعد الى معسكر الحسين بن علي عليه السلام ليحقق بعمله هذا نقلة تاريخية، وليعلم الانسانية جمعاء بأن يتحرروا من كافة الولاءات لأن الولاء الوحيد الذي يستحق الفداء هو الولاء من أجل الحق.
كان هذا مشهداً من مشاهد الحركة الحسينية، و يشتمل هذا المشهد على لغة انسانية متعالية تفهمها كل شعوب العالم مهما اختلفت عقائدها أو مذاهبها!!    


source : sibtayn
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مسائل الإمام الحسين ( عليه السلام )
قضية الله الكبرى
اصحاب الامام الحسين عليه السلام يوم الطف
إمامة الإمام الحسين ( عليه السلام )
جذور التشيع في تركيا من أين يمتد ؟!
الحسين عليه السلام في حديث النبيّ صلى الله عليه ...
مشاركة طلبة الجامعات العراقية في موكب عزاء موحد ...
فصاحة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وبلاغته
سيِّد الشهداء(ع) سرّ البقاء
اضاءات من وحي عاشوراء

 
user comment