عربي
Tuesday 23rd of July 2024
0
نفر 0

ما هي العلاقة ...؟ الصحابة وقتلة عثمان!!

ما هي العلاقة ...؟ الصحابة وقتلة عثمان!! د. غصون سعد الساعدي أنّ طلحة و الزبير كانا من أشدّ الناقمين على سياسة عثمان، و مع أنهما سبقا الناس في البيعة للإمام علي ( عليه السّلام ) بعد قتل عثمان، فإنّ الحركة الإصلاحية التي
ما هي العلاقة ...؟ الصحابة وقتلة عثمان!!



ما هي العلاقة ...؟ الصحابة وقتلة عثمان!!

د. غصون سعد الساعدي

أنّ طلحة و الزبير كانا من أشدّ الناقمين على سياسة عثمان، و مع أنهما سبقا الناس في البيعة للإمام علي ( عليه السّلام ) بعد قتل عثمان، فإنّ الحركة الإصلاحية التي قادها الإمام ( عليه السّلام ) في الحياة الإسلامية لم ‌تجد هوى في نفسيهما، فبدءا في العمل للخروج على الإمام ( عليه السّلام )، و إثارة المسلمين عليه، فكانت حصيلة ذلك فتنة عمياء كبدت الأمة خسارة فادحة، حيث أقنعا عائشة بنت أبي بكر بالخروج معهما إلى البصرة، لقيادة عملية المعارضة على عليّ ( عليه السّلام ) . و ما دام القوم قد رفعوا قميص عثمان للمطالبة بدمه ، فلننظر موقف القيادات التي تزعمت حركة المطالبة بدمه، كيف كان موقفها من عثمان نفسه عند ما كان حياً. فقد رووا أنّ الزبير كان يقول: اقتلوا عثمان فقد بدل دينكم ، فقالوا له: إنّ ابنك يحامي عنه بالباب و كان ذلك أثناء الحصار الذي فرضه الثائرون على بيت عثمان، فقال الزبير:(ما أكره أن يقتل عثمان،  و لو بدئ با بني، إنّ عثمان جيفة على الصراط غداً) . و أما طلحة ، فقد ذكر المؤرخ الواقدي أنّه لما قتل عثمان و تذاكروا أمر دفنه، و المكان الذي يدفن فيه قال طلحة: (يدفن ب ( دير سلع ) يعني مقابر اليهود)  . و قال ابن أبي الحديد: (كان طلحة أشدّ الناس تحريضاً على عثمان ، و كان الزبير دونه في ذلك ،و روي أنّ عثمان قال: ويلي على ابن الحضرمية يعني طلحة أعطيته كذا و كذا بهاراً ذهباًَ، و هو يروم دمي، يحرض على نفسي، اللهم لا تمتعه به، و لقه عواقب بغيه) . على إنّ الإمام علياً ( عليه السّلام ) قد طلب إلى طلحة و كان عثمان محاصراً في بيته أن يذهب لردّ الناس عنه ، فقال طلحة: (لا والله، حتى تعطيني بنو أمية الحقّ من نفسها) أي أن ينصاع بنو أمية و هم أقرباء الخليفة، لمطاليب المسلمين الذين طالبوا بإعادة ما نهبه بنو أمية منهم بالظلم و الجور. وأمّا عائشة بنت أبي بكر، و زوج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ، فقد كانت أشدّ القوم في حربها لعثمان ، و نظراً لمكانتها المحترمة في النفوس ، فقد كان الرواة و الركبان يتناقلون فوراً ما كانت تتفوه به ضده. فعند ما اشتدّ الحصار على عثمان، كانت قد توجهت من المدينة المنورة إلى الحج ، فناشدها بعض المسلمين القريبين منها أن تبقى في المدينة فلعل في وجودها ما يطفئ شيئا من الثورة القائمة ضد عثمان، و كان مروان بن الحكم على رأس أولئك المطالبين ، فردت عليه عائشة:(يا مروان! وددت و الله أنه أي عثمان في غرارة من غرائري هذه ، و أني طوقت حمله حتى ألقيه في البحر) . كما أنّها التقت و هي في طريقها إلى الحجّ بالصحابي الجليل عبد الله بن عباس فنهته عن نصرة عثمان قائلة: (يا ابن عباس!إنّ الله قد آتاك عقلاً و فهماً و بياناً، فإياك أن تردّ الناس عن هذا الطاغية) .كما كان لعائشة موقف مشهور من الخليفة عثمان أطلقت على أثره شعارها المعروف: اقتلوا نعثلاً فقد كفر. قال اليعقوبي المؤرخ: كان عثمان يخطب، إذ دلت عائشة قميص رسول الله و نادت: (يا معشر المسلمين !هذا جلباب رسول الله لم يبل ، و قد أبلى عثمان سنته. فقال عثمان: ربّ اصرف عني كيدهن إنّ كيدهن عظيم) . و قال المؤرخ ابن أعثم: (لما رأت أمّ المؤمنين اتفاق الناس على قتل عثمان، قالت له: أي عثمان، خصصت بيت مال المسلمين لنفسك، و أطلقت أيدي بني أمية على أموال المسلمين ، و وليتهم البلاد ، و تركت امة محمد في ضيق و عسر، قطع الله عنك بركات السماء ، و حرمك خيرات الأرض، و لو لا أنك تصلي الخمس ، لنحروك كما تنحر الإبل ، فقرأ عليها عثمان قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) . و بذلك كان الخليفة يعرّض بعائشة، فردّت هي بإطلاق شعار: (اقتلوا نعثلاً فقد كفر) ، وتعني بنعثل الخليفة عثمان ، و نعثل هي كلمة تعني الذكر من الضباع ، والشيخ الأحمق ، و يهودياً كان بالمدينة ، و جميع تلك المعاني قارصة.

أمّا عمرو بن العاص، فبعد أن عزله عثمان عن ولاية مصر  ،غضب عليه و خرج يحرّض الناس ضد عثمان، و(كان من أشدّ الناس طعناً على عثمان ، و قال: لقد أبغضت عثمان، و حرّضت عليه حتى الراعي في غنمه) ، و بلغ في تحريضه أنّه وصل إلى أرض فلسطين، و بدأ بتحريض الناس على عثمان  . هذا و قد كنا قد شرحنا موقف معاوية بن أبي سفيان عند ما أرسل مجموعة من الجند لنصرة عثمان ،إلاّ أنّه أمر قائدهم بالتوقف خارج المدينة، و كان الهدف من ذلك (إنّه ينتظر عقبى الصراع ...) . إلاّ أنّ مقتل عثمان، و مبايعة المسلمين للإمام علي ( عليه السّلام ) جعل الأمور تتخذ مجرى آخر، حيث إنّ عدالة علي و تمسكه بالإسلام لا تروق لأولئك الذين اكتنزوا الكنوز، و امتلكوا الضياع، و بنوا القصور من أموال المسلمين ، فقاموا متحدين لمقاومة عدالة الإسلام، التي لن تكتفي بحرمانهم مما ألفوه من النهب ، بل ستأخذ منهم حتى تلك الأموال التي نالوها بطريقة غير مشروعة، و جعل أولئك الذين تمنوا الموت لعثمان، و حرضوا الناس ضدّه حتى أودوا بحياته ، جعلهم متحدين يطالبون بدمه ، حيث اتفق طلحة و الزبير، و معهما أمّ المؤمنين عائشة و خرجوا إلى البصرة مطالبين بدم عثمان!إنّها من الأمور التي تدهش اللبيب حقّاً.


source : alhassanain
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أقوال علماء السنة في المذهب الشيعي
الثورة الحسينية اسبابها ومخططاتها القسم الاول
الكمالات المحمدية تصنيف مبتكر في الإعجاز الخلقي
صور التقية في كتب العامة
غزوة بدر تكسر شوكة الكفر والشرك
ما المقصود بليلة الهرير؟
يوم عاشوراء في اللغة والتاريخ والحديث
الشيعة في ألبانيا
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) الأولى يوم ...
محاولة اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ...

 
user comment