نصت روايات معتبرة مروية من طرق مدرسة اهل البيت –عليهم السلام- وكذلك جمهور المسلمين على ان يوم السابع والعشرين من رجب هو يوم اسلامي مبارك ببدء البعثة النبوية الشريفة فيستحب صومه شكراً لله على هذه النعمة العظمى اليكم بعض هذه النصوص:
روى الكليني بسنده عن الصادق عليه السلام قال: «لا تدع صيام يوم سبع وعشرين من رجب، فانه اليوم الذي انزلت فيه النبوة على محمد صلى الله عليه وآله» (1) ورواه الصدوق (2) والطوسي (3) وروى مثله ابن الشيخ الطوسي في اماليه (4).
وروى الكليني عنه عليه السلام ايضاً قال: «يوم سبعة وعشرين من رجب نبيء فيه رسول الله صلى الله عليه وآله(5)».
وروى بسنده عن الرضا عليه السلام قال: «بعث الله عزوجل محمداً رحمة للعالمين، في سبع وعشرين من رجب، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهراً» (6) ورواه الطوسي (7).
وروى الصدوق بسنده عنه عليه السلام أيضاً قال: «بعث الله محمداً صلىالله عليه وآله لثلاث ليال بقين من رجب، وصوم ذلك اليوم كصوم سبعين عاماً(8)».
وروى الطوسي بسنده عن الهادي عليه السلام قال: «يوم السابع والعشرين من رجب يوم بعث الله محمداً صلى الله عليه وآله الى خلقه رحمةً للعالمين (9)».
وروى ابن شهر آشوب عن ابن عباس وأنس بن مالك قالا:
«أوحى الله الى محمد صلى الله عليه وآله يوم الاثنين السابع والعشرين من رجب» (10) ومن العامة روى المتقي الهندي في «كنز العمال» عن البيهقي في «شعب الايمان»، عن سلمان الفارسي قال: «في رجب يوم وليلة من صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة كان كمن صام مائة سنة وقام مائة سنة، وهو لثلاث بقين من رجب، وفيه بعث الله محمداً» (11).
وأورد الحلبي في سيرته عن الدمياطي في سيرته عن ابي هريرة قال: «من صام يوم سبع وعشرين من رجب، كتب الله تعالى له صيام ستين شهراً، وهو اليوم الذي نزل فيه جبرئيل على النبي بالرسالة، واول يوم هبط فيه جبرئيل» (12).
وان كانت النصوص من جانب العامة تعوزهم في تعيين يوم المبعث الشريف، فقد مر ما لا اعواز معه من النصوص في ذلك من طريق ائمة اهل البيت عليهم السلام، ولكن لابد لنا ولا محيص عن الاعتراف باعواز النصوص في كيفية بدء البعثة.
كيفية بدء البعثة:
روي ان الامام الحسن العسكري عليه السلام قال وهو يصف بعثة النبي محمد صلى الله عليه وآله: «... حتى استكمل سن الأربعين، ووجد الله قلبه الكريم افضل القلوب واجلها، واطوعها واخشعها، فأذن لأبواب السماء ففتحت، واذن للملائكة فنزلوا ومحمد صلى الله عليه وآله ينظر الى ذلك، فنزلت عليه الرحمة من لدن ساق العرش، ونظر الى الروح الأمين جبرئيل المطوق بالنور طاووس الملائكة، هبط اليه واخذ بضبعه وهزه وقال: يا محمد! اقرأ، قال : ما اقرأ؟
قال: يا محمد! " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأََكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " (13) ثم اوحى اليه ما اوحى وصعد جبرئيل الى ربه.
ونزل محمد من الجبل وقد غشيه من عظمة الله وجلال ابهته ما ركبه الحمى النافضة، وقد اشتد عليه ما كان يخافه من تكذيب قريش اياه ونسبته الى الجنون، وقد كان اعقل خلق الله واكرم بريته، وكان ابغض الأشياء اليه الشياطين وافعال المجانين، فأراد الله ان يشجع قلبه ويشرح صدره، فجعل كلما يمر بحجر وشجر ناداه: السلام عليك يا رسول الله» (14).
هذا الخبر هو مما يدل على ان اول سورة نزلت –أو الآيات الأولى- هي هذه الآيات الخمس الأول من سورة العلق، ولكنه الخبر الوحيد الذي يدل على انها نزلت في بداية البعثة في اليوم 27 رجب.
source : irib