القلب مصدر الحقائق
وردت في النصوص الاسلامية تعابير عجيبة بشأن القلب، مثل: حرم اللَّه «1»، عين «2»، امام «3»، سلطان «4»، وعاء «5»، ونسبت إلى القلب بعض الأوصاف منها: السلامة، المرض، الطيب، الخبث، اللين، الكبر، النورانية، العمى، السقوط، الاقبال، الادبار، الحياة، الموت، السعة، الختم، الطبع، الزيغ، القسوة، وهي تعابير وردت في القرآن الكريم وفي كتب مثل الكافي، الشافي، البحار، الوسائل، المستدرك، تحف العقول، روضة الواعظين، المحجة البيضاء، وقد ذكر لكلٍّ من هذه التعابير معنىً.
والقلب وعاءٌ عجيبٌ يحرز صاحبه الراحة والاطمئنان أذا ما صُبَّ فيه الايمان بالحق تعالى واليوم الآخر بالطهارة، والنورانية والحياة والخوف من العذاب، والاخلاص والرأفة، والرحمة والمحبة، ويعيش صاحبه بأمانٍ وسلامة مع من يرتبط بهم، وأما إذا كان هذا الوعاء مركزاً للطمع والبخل والحرص والحسد والضغينة والنفاق والكفر والشرك والقسوة وسوء الظن وما شابه ذلك من
______________________________
(1)- البحار: 70/ 25.
(2)- ميزان الحكمة: 8/ 212.
(3)- البحار: 70/ 53.
(4)- ميزان الحكمة: 8/ 216- 218.
(5)- نفس المصدر.
الاسره و نظامها فی الاسلام، ص: 235
الطبائع فإنّ صاحبه سيتحول إلى مخلوقٍ خطير وضارٍ خبيث وظالمٍ لا يأمنه أحد.
ولابد من الاشارة إلى من لم يتزوج بعد من الشباب: إذا رأيتم قلوبكم قد تلوثت بهذه الطبائع الذميمة فعليكم المبادرة إلى اصلاحها ومن ثم المبادرة إلى الزواج كي تشعر البنات بالأمن وهنَّ يغادرن بيوتهن ويودعنّ احضان آبائهن وامهاتهنّ الطافحة بالمحبة والحنان يحدوهنّ الأمل نحو بيوتكم ومن ثم ينجبن لكم الذرية، ويعشنّ معكم بكل طمأنينة، فيتمكن من اداء مسؤليات الزوجية والأمومة على أحسن وجه.
وان الدار التي تفتقد للأمن، والانسان المخل بالأمن مثلهما كجهنم، والويل لمن لا يأمنه عياله ويحيون معه بمرارةٍ وشقاء دائم، والويل لمن يتجرع زوجها وأولادها منها الشقاء والعناء والتي تعمل على تبديل جو الاسرة إلى جوٍّ مليء بالرعب والفوضى دون وجلٍ من اللَّه سبحانه، والويل للذين يؤذون والديهم ولا يأمن جانبهم.