إن على الآباء والأمّهات أن لا يعارضوا صفة حب الجمال والزينة عند فتيانهم بل يحسن أن ينصحوهم بلسان طيب وأخلاق حميدة ومنطق متقن كي لا يكون حبهم للجمال والزينة سبباً في ابتعادهم عن الروحانية وتحصيل المعرفة والانشغال بأمور عبثية والاندفاع نحو الشهوات والارتباط بأهل الفجور ومرتكبي الموبقات.
فيجب على الآباء والأمّهات والمربين أن يشجعوا الشباب في هذا العمر- الذي تبلغ فيه العواطف والمشاعر والغرائز والأميال ذروتها- على تزيين القلب والباطن، ثمّ يوفروا لهم أرضية تساعدهم على التمسك بالدين وتحصيل العلم والمعرفة والقيام ببعض الأعمال الناقصة كالزراعة والصناعة والتجارة والفنون النافعة كما يجب عليهم في هذا العمر- الذي يتلهف الشاب في بناء العلاقات مع أقرانه، فيبحث، شئنا أم أبينا، عن الصديق بين أقربائه وأقرانه وفي المدرسة والشارع- أن يرشدوه إلى بناء علاقة طيبة وأن يقتني صديقاً صالحاً، ويوضحوا له أن من بين أصدقائه وأقرانه ورفقائه من هو سبب في سعادته كما أن هناك من هو سبب في
______________________________
(1)- تاريخ يعقوبى: 152.
شقاءه، فلابدّ أن يحذر ويحتاط في علاقاته، حتى اذا التقى بالذين يسوقونه الى غير سبيل الهدى والفضيلة، يطردهم عن نفسه ويقطع علاقته بهم.
المرحلة الرابعة (التفاخر)
وأمّا في هذه المرحلة التي عبّر عنها القرآن بمرحلة التباهي والتفاخر على الآخرين، فالمطلوب من الانسان أن يلتفت إلى أن التباهي بأمور فانية والتفاخر على الآخرين بأمور اعتبارية وغير حقيقية كالحسب والنسب والجاه والشهادات العلمية التي لا تفيد الانسان أكثر من كسب مال الدنيا؛ هي من الأخلاق السيئة البعيدة عن الخلق الانساني لأنّها كبر وغرور وفيها أذى للآخرين.
نظام العشره فى المنظور الاسلامى، ص: 285 للاستاذ العلامة حسين انصاريان حفظه الله
source : دار العرفان