عربي
Sunday 19th of May 2024
0
نفر 0

الامثال فی القرآن

قال سبحانه: (إنَّ اللهَ لا یَسْتَحْیی أنْ یَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأمّا الّذِینَ آمَنُوا فَیَعْلَمُونَ أنَّهُ الحَقُّ مِنْ رَبّهِمْ وَأمّا الّذینَ کَفَروا فَیَقُولُونَ مَاذَا أرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً یُضِلُّ بِهِ کَثیراً وَیَهْدِی بِهِ کَثِیراً وَما یُضِلُّ بِهِ إلاّ الْفاسِقِینَ * الَّذینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَیَقْطَعُونَ مَا أمَرَ اللهُ بِهِ أنْ یُوصَلَ وَیُفْسِدُونَ فِی الأرضِ أُولئِکَ هُمُ الخاسِرُون).(1) الحیاء تغیّر وانکسار یعتری الإنسان من
الامثال فی القرآن
قال سبحانه: (إنَّ اللهَ لا یَسْتَحْیی أنْ یَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأمّا الّذِینَ آمَنُوا فَیَعْلَمُونَ أنَّهُ الحَقُّ مِنْ رَبّهِمْ وَأمّا الّذینَ کَفَروا فَیَقُولُونَ مَاذَا أرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً یُضِلُّ بِهِ کَثیراً وَیَهْدِی بِهِ کَثِیراً وَما یُضِلُّ بِهِ إلاّ الْفاسِقِینَ * الَّذینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَیَقْطَعُونَ مَا أمَرَ اللهُ بِهِ أنْ یُوصَلَ وَیُفْسِدُونَ فِی الأرضِ أُولئِکَ هُمُ الخاسِرُون).(1)
الحیاء تغیّر وانکسار یعتری الإنسان من تخوّف مایعاب به ویُذمّ، یقال: فلان یستحی أن یفعل کذا، أی أنّ نفسه تنقبض عن فعله.
فعلى هذا فالحیاء من مقولة الانفعال، فکیف یمکن نسبته إلى الله سبحانه مع أنّه لا یجوز علیه التغیّر والخوف والذم؟
الجواب: إنّ إسناد الحیاء کإسناد الغضب والرضا إلى الله سبحانه، فإنّها جمیعاً تسند إلى الله سبحانه متجردة عن آثار المادة، ویؤخذ بنتائجها، وقد اشتهر قولهم: "خذوا الغایات واترکوا المبادئ "فالحیاء یصدُّ الإنسان عن إبراز ما یضمره من الکلام، والله سبحانه ینفى النتیجة، أی لا یمنعه شیء عن إبراز ما هو حق، قال سبحانه: (فَإذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسینَ لِحَدِیثٍ إنَّ ذلِکُمْ کانَ یُؤذِی النَّبِیَّ فَیَسْتَحْیِ مِنْکُمْ وَاللهُ لا یَسْتَحْیِ مِنَ الحَقّ ).(2)
وأمّا ضرب المثل فقد مرّ الکلام فیه، وقلنا: إنّ لاستخدام کلمة "ضرب المثل" فی التمثیل بالأمثال وجوهاً:
منها: أنّ ضرب المثل فی الکلام یذکر لحال ما یناسبها، فیظهر من حسنها أو قبحها ما کان خفیاً، وهو مأخوذ من ضرب الدراهم، وهو حدوث أثر خاص فیها، کأن ضرب المثل یقرع به أذن السامع قرعاً ینفذ أثره فی قلبه، ولا یظهر التأثیر فی النفس بتحقیر شیء وتقبیحه إلاّ بتشبیهه بما جرى العرف بتحقیره ونفور النفوس منه.(3)
البعوضة: حشرة حقیرة یشبه خرطومها خرطوم الفیل، أجوف وله قوّة ماصة تسحب الدم، وقد منح الله سبحانه هذا الحیوان قوة هضم ودفع کما منحه أُذناً وأجنحة تتناسب تماماً مع وضع معیشته، وتتمتع بحساسیة فائقة، فهی تفر بمهارة عجیبة حین شعورها بالخطر، وهی مع صغرها وضعفها یعجز عن دفعها کبار الحیوانات. وقد اکتشف علماء الحیوان موَخراً انّ البعوضة قادرة على تشخیص فریستها من مسافة تقرب عن 65 کیلومتراً.
قال أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) فی حقّها: (کیف ولو اجتمع جمیع حیوانها، مناطیرها وبهائمها، وما کان من مراحها وسائمها، وأصناف أسناخها وأجناسها، ومتبلدة أُممها وأکیاسها، على إحداث بعوضة ما قدرت على إحداثها، ولا عرفت کیف السبیل إلى إیجادها، ولتحیّـرت عقولها فی علم ذلک وتاهت وعجزت قواها وتناهت، ورجعت خاسئة حسیرة، عارفة بأنّها مقهورة، مقرة بالعجز عن إنشائها، مذعنة بالضعف عن إفنائها).(4)
یقول الإمام جعفر بن محمد الصادق علیهما السلام بشأن خلقة هذه الحشرة الصغیرة: (إنّما ضرب الله المثل بالبعوضة على صغر حجمها خلق الله فیها جمیع ما خلق فی الفیل مع کبره وزیادة عضوین آخرین، فأراد الله سبحانه أن ینبّه بذلک الموَمنین على لطیف خلقه وعجیب صنعته).(5)
إلى هنا تمّ تفسیر مفردات الآیة، وأمّا تفسیر الآیة برمّتها فقد نقل المفسرون فی سبب نزولها وجـهین0
الأوّل: أنّ الله تعالى لما ضرب المثلین قبل هذه الآیة للمنافقین، أعنی قوله: (مثلهم کمَثل الذی استوقد ناراً) وقوله:
(أو کصیّب من السماء) قال المنافقون: الله أعلى وأجل من أن یضرب هذه الأمثال، فأنزل الله تعالى هذه الآیة.
الثانی: أنّه سبحانه لما ضرب المثل بالذباب والعنکبوت تکلّم فیه قوم من المشرکین وعابوا ذکره، فأنزل الله هذه الآیة.(6)
ولا یخفى ضعف الوجه الأوّل، فإنّ المنافقین لم ینکروا ضرب المثل، وإنّما أنکروا المثلین اللّذین مثّل بهما سبحانه حال المنافقین، وعند ذلک لا یکون التمثیل بالبعوضة جواباً لردّ استنکارهم، لأنّهم أنکروا المثلین اللّذین وردا فی حقهما، فلا یکون عدم استحیائه سبحانه من التمثیل بالبعوضة ردّاً على اعتراضهم.
وأمّا الثانی، فقد ورد ضرب المثل بالذباب والعنکبوت فی مکة المکرمة، لأنّ الأوّل ورد فی سورة الحج، وهی سورة مکیة، والآخر ورد فی سورة العنکبوت، وهی أیضاً کذلک. وهذه الآیة نزلت فی المدینة، فکیف تکون الآیة النازلة فی مهجر النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) جواباً على اعتراض المشرکین فی موطنه؟
وعلى کلّ تقدیر فالآیة بصدد بیان أنّ الملاک فی صحة التمثیل لیس ثقل ما مثّل به أو کبره، فلا التمثیل بالبعوضة عیب ولا التمثیل بالإبل والفیل کمال، وإنّما الکمال أن یکون المثل مبیناً لحقیقة وواقعة غفل عنها المخاطب من دون فرق بین کون الممثل صغیراً أو کبیراً.
وبعبارة أُخرى: إذا کان الغرض التأثیر فالبلاغة تقضی بأن تضرب الأمثال لما یراد تحقیره بحقیرها ولما یراد التنفیر بما اعتادت النفوس النفور منها، فالملاک هو کون المثل مفیداً لما یرید المتکلم تحقیقه، من غیر فرق بین حقیر الأشیاء وکبیرها، وهو سبحانه یشیر إلى ذلک المعنى بقوله: (إنَّ الله لا یَسْتَحْیی أن یضربَ مثلاً ما بَعوضة) (بل) فوقها فی الصغر کالجراثیم التی لا ترى إلاّ بالمجهر، کما تقول: فلان لا یبالی أن یبخل بنصف درهم فما فوقه أی مما فوقه فی القلة.
ولو أُرید ما فوقه فی الکثرة یقول مکانه "فضلاً عن الدرهم والدرهمین".
فما فی کلام بعض المستشرقین من أنّ الصحیح أن یقول "فما دونه" غیر تام. للفرق بین قوله: "فما فوقه" وقوله "فضلاً" و الأوّل بقرینة المقام بمعنى فما فوقه فی الصغر والحقارة لا بمعنى "فضلاً".
ربما تفسر الآیة بأنّه لا یستحیی أن یضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فی الکبر، ولکن الأوّل هو الأوفق لمقصود المتکلم . کما یقال عند لوم المتجرى: بأنّک تقترف جریمة لأجل دینار بل فوقه، أی نصف دینار، والمراد من الفوقیة هو الفوقیة فی الحقارة.
وقد أورد الزمخشری على نفسه سؤالاً، وهو: کیف یضرب الله المثل لما دون البعوضة وهی فی النهایة فی الصغر؟ ثمّ أجاب: (إنّ جناح البعوضة أقل منها وأصغر بدرجات، وقد ضربه رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم) مثلاً للدنیا، وفی خلق الله حیوان أصغر منها ومن جناحها ربما رأیت فی تضاعیف الکتب العتیقة دویبة لا یکاد یجلیها للبصر الحاد إلاّ تحرکها فإذا سکنت، فالسکون یواریها، ثمّ إذا لوّحت لها بیدک حادت عنها وتجنبت مضرتها، فسبحان من یدرک صورة تلک وأعضاءها الظاهرة والباطنة، وتفاصیل خلقتها، ویبصر بصرها، ویطلع على ضمیرها، ولعل فی خلقه ما هو أصغر منها وأصغر سبحان الذی خلق الأزواج کلّها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا یعلمون.)(7)
وقال البیضاوی: لما کانت الآیات السابقة متضمنة لأنواع من التمثیل عقب ذلک ببیان حسنه، وما هو الحق له والشرط فیه، وهو أن یکون على وفق الممثل له من الجهة التی تعلق بها التمثیل فی العظم والصغر، والخسة والشرف، دون الممثل، فانّ التمثیل إنّما یصار إلیه لکشف المعنى الممثل له، ورفع الحجاب عنه وإبرازه فی صورة المشاهد المحسوس، لیساعد فیه الوهم العقل ویصالحه علیه، فانّ المعنى الصرف إنّما یدرکه العقل مع منازعة من الوهم، لأنّ من طبعه المیل إلى الحس وحب المحاکاة، ولذلک شاعت الأمثال فی الکتب الإلهیة وفشت فی عبارات البلغاء، وإشارات الحکماء، فیمثل الحقیر بالحقیر کما یمثل العظیم بالعظیم، وإن کان المثل أعظم من کلّ عظیم، کما مثل فی الإنجیل على الصدور بالنخالة، والقلوب القاسیة، بالحصاة، ومخاطبة السفهاء، بإثارة الزنابیر، وجاء فی کلام العرب: أسمع من قراد، وأطیش من فراشة، وأعز من مخ البعوض.(8)
وربّما یتصور أنّ التمثیل بالأشیاء الحقیرة الخسیسة لا یلیق بکلام الفصحاء، وعلى هذا فالقرآن المشتمل على النمل والذباب والعنکبوت والنحل لا یکون فصیحاً فضلاً عن کونه معجزاً.
وأجاب عنه صدر المتألهین الشیرازی (المتوفّى عام 1050هـ)بقوله: إنّ الحقارة لا تنافی التمثیل بها، إذا شرط فی المثال أن یکون على وفق الممثل له من الجهة التی یستدعی التمثیل به کالعظم والحقارة، والشرف والخساسة، لا على وفق من یوقع التمثیل ویضرب المثال، لأنّ الغرض الأصلی منه إیضاح المعنى المعقول، وإزالة الخفاء عند إبرازه فی صورة المشاهد المحسوس، لیساعد فیه الوهم العقل ولا یزاحمه، فانّ العقل الإنسانی مادام تعلقه بهذه القوى الحسیّة لا یمکنه إدراک روح المعنى مجرّداًعن مزاحمة الوهم ومحاکاته، لأنّ من طبعه کالشیاطین الدعابة فی التخییل وعدم الثبات على صورة.
ثمّ إنّه سبحانه یذکر أنّ الناس أمام الأمثال على قسمین:
الاول: الموَمنون: وهم الذین قال سبحانه فی حقّهم: (فَأمّا الّذین آمَنُوا فَیَعْلَمُون انّهُ الحَقُّ مِنْ رَبّهِمْ ).
الثانی: الکافرون: وهم الذین قال سبحانه فی حقّهم: (وَأمّا الّذین کَفَروا فَیَقُولُونَ ماذا أرادَ اللهُ بِهذا مثَلاً). والظاهر أنّ قولهم (أراد اللّهُ) کان على سبیل الاستهزاء بادّعاء الرسول أنّ المثل وحی منزل من الله ، وإلاّ فانّ الکافرین والمنافقین کانوا ینکرون الوحی أصلاً.
ولا غرو فی أن یکون شیء سبب الهدایة لطائفة وسبب الضلال لطائفة أُخرى، وما هذا إلاّ لأجل اختلاف القابلیات، فمن استعد لقبول الحقّ والحقیقة فتصبح الآیات الإلهیة سبب الهدایة، وأمّا الطائفة الأخرى المعاندون الذین صمّوا مسامعهم عن سماع کلمة الحق وآیاته فینکرون الآیات ویکفرون بذلک.
ثمّ إنّ الظاهر أنّ قوله سبحانه: (یضل به کثیراً ویهدی به کثیراً وما یضل به إلاّ الفاسقین) من کلامه سبحانه، ولا صلة له بکلام المنکرین، بل تم کلامه بقوله: (بها مثلاً) وهو انّ الأمثال توَثر فی قوم دون قوم.
ثمّ إنّه یعلّل إضلال غیر المؤمنین بفسقهم ویقول: (وَما یُضِلُّ بِهِ إلاّ الفاسقین)، والفسق: عبارة عن خروج النواة من التمر، وفی الاصطلاح: من خرج عن طاعة الله ، سواء أکان مسلما متجریاً أو کافراً فاسقاً.
وقد أطنب المفسرون الکلام فی مفاد الجملة الأخیرة أعنی: (یُضِلُّ به کثیراً وَیَهْدی بهِ کَثیراً) فربما یتوهم أنّ الآیة بصدد الإشارة إلى الجبر، فحاولوا تفسیر الآیة بشکل یتلاءم مع الاختیار، وقد عرفت أنّ الحقّ هو أنّ الآیة بصدد بیان أنّ المواعظ الشافیة والکلمات الحِکَمیة لها تأثیر معاکس فیوَثر فی القلوب المستعدة تأثیراً إیجابیاً وفی العقول المنتکسة تأثیراً سلبیاً.
هذا هو تفسیر الآیة .
وربّما یحتمل أنّ الآیة لیست بصدد بیان ضرب المثل بالبعوضة کضربه بالعنکبوت والذباب، بل الآیة خارجة عن نطاق ضرب المثل بالمعنى المصطلح، وإنّما الآیة بصدد بیان قدرته وعظمته وصفاته الجمالیة و الجلالیة، والآیة بصدد بیان أنّ الله سبحانه لا یستحیی أن یستدل على قدرته وکماله وجماله بخلق من مخلوقاته سواء أکان کبیراً وعظیماً کالسماوات والأرض، أو صغیراً و حقیراً کالبعوضة والذباب، فمعنى ضرب المثل هو وصفه سبحانه بصفات الجلال أو الکمال.
ویدل على ذلک أنّه سبحانه استدل على جلاله وکماله بخلق السماوات والأرض وقال: (یَا أیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّکُمُ الّذِی خَلقَکُمْ وَالّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ * الّذی جَعَلَ لَکُمُ الأرضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بناءً وَأنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأخرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمراتِ رِزْقاً لَکُمْ فَلا تَجْعَلُوا للهِ أنْداداً وَأنْتُمْ تَعْلَمُونَ )(9).
یلاحظ على تلک النظریة بأمرین:
أوّلاً: لو کان المراد من ضرب المثل وصفه سبحانه بالقدرة العظیمة لکان اللازم أن یأتی بالآیة بعد هاتین الآیتین مع أنّه فصل بینهما بآیات ثلاث ترکّز على إعجاز القرآن و التحدّی به، ثمّ الترکیز على الجنة وثمارها کما هو معلوم لمن راجع المصحف الکریم.
وثانیاً: انّ القرآن یفسر بعضه بعضاً، فقد جاء قوله: (فَأمّا الّذینَ آمنوا فیعلمون انّه الحق من ربّهم) فی سورة الرعد بعد تشبیه الحق و الباطل بمثل رائع یأتی البحث عنه إن شاء الله.
قال سبحانه: (أنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فسالَتْ أودِیَةٌ بِقَدَرِها...) إلى أن قال: (کَذلِکَ یَضْرِبُ اللهُ الأمثالَ) ثمّ قال: (أفَمَنْ یَعْلَمُ انّمَا أُنزل إلَیکَ مِن ربِّکَ الحقُّ کَمَن هو أعمى إنّما یَتَذَکّرُ أُولُوا الألباب * الّذین یُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ ولأ یَنْقُضُونَ المِیثاقَ).(10)
تجد أنّ الآیات فی سورتی البقرة والرعد کسبیکة واحدة یفسر بعضها البعض.
ففی سورة البقرة ذکر ضرب المثل بالبعوضة، کما ضرب فی سورة الرعد مثلاً للحق والباطل.
ففی سورة البقرة قال سبحانه: (وَأمّا الّذین آمنوا فیعلمون أنّه الحقّ من ربّهم ).
وفی سورة الرعد قال سبحانه: (أفَمَنْ یَعْلَمُ أنّ مَا أُنْزِلَ إلَیکَ مِنْ رَبّکَ الحَقُّ کمَنْ هُوَ أعْمى إنَّمَا یَتَذَکَّرُ أُولُوا الألباب).
وفی سورة البقرة قال: (وَما یُضِلُّ بهِ إلاّ الفاسِقین)، وفسَّره بقوله: (الّذین ینقضون عهد الله من بَعْدِ میثاقِهِ...) الخ.
وفی سورة الرعد، فسّر أُولی الألباب بقوله: (الّذینَ یُوفُونَ بعَهدِ اللهِ وَلا یَنْقُضُونَ المِیثاق ). (11)
فبمقارنة هذه الآیات یعلم أنّ المراد من ضرب المثل هو المعنى المعروف أی التمثیل بالبعوضة لتحقیر معبوداتهم أو ما یشبه ذلک.
نعم ما نقلناه عن الإمام الصادق (علیه السلام) ربّما یؤید ذلک الوجه کما مرّ ،فتدبّر.

المصادر :
1- البقرة:26ـ27.
2- الأحزاب:53.
3- تفسیر المراغى:1/70.
4- نهج البلاغة: الخطبة186.
5- مجمع البیان:1/67.
6- مجمع البیان: 1/67.
7- الکشاف:1/205ـ 206.
8- تفسیر البیضاوى:1/43.
9- البقرة : 21 -22
10- الرعد: 17 ـ 20.
11- الرعد:

source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

نساء الجنة
تعدّد البلدان حسب الرؤية الفقهيّة
مسجد السهلة؛ بيت الأنبياء ومقام الأولياء ومقصد ...
الرجعة باختصار
أوّل‌ من‌ كُنِّي‌ بأبي‌ تراب‌
باب في غيبة يوسف عليه السلام
قبسات من نهج البلاغة – السادس
النهی عن الجدال والمراء فی الله عز وجل
بشائر رمضانيّة 3
الواقفية

 
user comment