عربي
Thursday 28th of March 2024
0
نفر 0

المسئولية العظمى‏

المسئولية العظمى‏

يستفاد من الآيات القرآنية والروايات الشريفة والمعارف الاسلامية الحقة بأن قضية الرفقة والمجالسة والعِشرة والصداقة وآثارها في الحياة، هي قضية تتعاظم حيالها مسؤولية الانسان ووظيفته.
إنّ الانسان إذا ما اختار صاحباً وصديقاً معتوهاً ومنحطاً، لا يهتم إلّا ببطنه وشهواته في حين أنّه غارق في الغفلة والجهل أمام اللَّه والقيامة والدين والتدين والاخلاق والعمل الصالح، ولا يهدف من خلف الصداقة والعِشرة بالآخرين الا الشأن المادي والتمتع والترفيه؛ دونما شك إنّ مثل هذا الانسان يسعى‌ إلى‌ حتفه بظفره ويعرض بنيان دنياه وآخرته إلى‌ الخراب؛ فانه يغضب الرب على‌ نفسه ويهدم بنيان سعادته وفلاحه، ويتعامى‌ حيال مسؤوليته ووظائفه الالهية والانسانية التي هي في هذا المضمار كبيرة وعظيمة للغاية؛ وهو في نهاية المطاف يعد لنفسه في يوم القيامة محاكمة صعبة وقاسية.
من التوصيات الهامة جداً للمولى‌ الحق سبحانه وجميع الأنبياء والأئمّة وأولياء اللَّه والطيبين والأخيار والمشفقين، هي انّه: «احترز من المعاشر الشاذ!».
نظام العشره فى المنظور الاسلامى، ص: 74
إن مجالسة المعاشر السيّ‌ء أمضى‌ ضرراً من كل سَمّ وأكبر خطراً من كل دهيم وأقبح شيئاً من كل قبيح، لأن العِشرة الشاذة تضع دين الانسان وايمانه ومكانته وماء وجهه في مهب الريح وتحرم الانسان من الفيوضات والعنايات الربانية.
يقول الشاعر الفارسي:
مهما تمكنت فاهرب من الصاحب السيّ‌ء فان الصاحب السيّ‌ء أسوءْ من الحية السيئة إن الحية السيئة تصيب روحك والصاحب السيّ‌ء يصيب روحك وايمانك‌ «1» والنتسائل حقاً: أي‌انسان أكثر خطراً وأشدّ ضرراً من صديق يتوغل في حياة الانسان ويبعده من الرب الرحيم ويلوث مناخ حياة الانسان ويجفف جذور انسانيته ويحيل وردة وجود الانسان إلى‌ شوك ويجعل دار شخصيته الانسان العامرة، خربة تسكنها أفاعي وحشرات رذائل الاخلاق مما يجعل الانسان غير مرضيٍّ عند اللَّه- عزوجل- وعرضة لسخط أسرته ومن حوله!
إن هذه الوجوه الشاذة والأغوال القاطعة للطريق والشياطين المفسدة بكلامها ويراعها وسلوكها وخُلقها؛ تدعو الانسان إلى‌ نار جهنم وآبار الهلاك والعذاب الأبدي! ينبغي القول: الويل لمن يستجيب لدعوة هؤلاة
______________________________
 (1)
 
- تا توانى مى‌گريز از يار بد         يار بد بدتر بود از مار بد       
مار بد تنها تو را بر جان زند         يار بد بر جان و بر ايمان زند    

نظام العشره فى المنظور الاسلامى، ص: 75
المعتوهين والسفهاء والمجانين والحيوانات المشبهة للانسان فانه يختم جبين حياته بعار عبودية هؤلاء السفلة.
يقول الكتاب العزيز:
 [... أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ...] «1».
______________________________
 (1)- بقره (2): 221.


source : دارالعرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات


 
user comment