انذار الآيات والروايات
إن الخطر في هذا الباب بدرجة من الجسامة بحيث أن الرب الرحيم سبحانه الذي لا يريد للانسان إلّاسعادته ونموه وكماله، انذر في الكتاب العزيز تلويحاً أو تصريحاً للحذر عن معاشرة الأرجاس ومصادقتهم والتحبب إليهم ومن قبول ولايتهم؛ إن المولى الحق قد نزه المؤمنين في هذا النطاق واعتبر مجالات حياتهم مغلقة على شواذ المعاشرين وإن كانوا من أقرب الناس إلى الانسان حسباً ونسباً، فقال سبحانه وتعالى:
نظام العشرة فى المنظور الاسلامى،للعلامة انصاریان ص: 85
أجل، اذا تطبع الأب أو الابن أو الأخوة أو الأقرباء بالطابع الشيطاني وأحسّ الانسان احساساً قاطعاً بانهم يريدون ابعاده من اللَّه واهدار قيمه وسحق شخصيته الانسانية وتشويه سمعته الدنيوية والأُخروية؛ عليه أن يبتعد عنهم وفقاً لما أراده اللَّه سبحانه وبالنسبة لوالديه، يكتفي بوشيجة الاحترام فحسب، قال سبحانه:
إن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال في لزوم الإعراض عن الاشرار والمفسدين والذين يلحقون الأضرار بدنيا الانسان وآخرته وبوجه خاص يمثلون خطراً على الدين والتدين، قال ما يلي:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أيضاً:
(1)- المجادلة (58): 22.
(3)- الكافى: 2/ 375، باب مجالسة أهل المعاصى، حديث 4؛ وسائل الشيعة: 16/ 267، باب 39، حديث 21531؛ بحار الأنوار: 17/ 202، باب 14، حديث 41.
«المَرْءُ عَلى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أحَدُكُمْ مَن يُخَالِلُ» «1».
«مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُواخِيَنَّ كَافِراً وَلَا يُخالِطَنَّ فَاجِراً وَمَنْ آخى كَافِراً أوْ خَالَطَ فَاجِراً كَانَ كَافِراً فَاجِراً» «2».
«الوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ قَرِينِ السَّوْءِ» «3».
«المُزَيِّنُ لَكَ مَعصِيَةَ اللَّهِ» «4».
«ثَلاثٌ مَن حَفِظَهُنَّ كَانَ مَعصُوماً مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ وَمِن كُلِّ بَلِيَّةٍ: مَنْ لَم يَخْلُ بِامرَأةٍ لَيْسَ يَملِكُ مِنهَا شَيئاً وَلَمْ يَدخُل عَلى سُلطَانٍ وَلَم يُعِن صَاحِبَ بِدعَةٍ بِبِدْعَتِهِ» «5».
«إنَّ صَاحِبَ الشَّرِّ يُعْدِى وَقَرِينَ السَّوْءِ يُردِى فَانْظُر مَنْ تُقَارِنُ» «6».
(1)- الأمالى، شيخ طوسى: 518، مجلس 18، حديث 1153؛ بحار الأنوار: 71/ 192، باب 14، حديث 12.
(3)- أعلام الدين: 294؛ بحار الأنوار: 71/ 199، باب 14، حديث 37.
(5)- الجعفريات: 96؛ بحار الأنوار 71/ 197، باب 14، حديث 32.
نظام العشرة فى المنظور الاسلامى،للعلامة انصاریان ص: 87
«يَا عَمّارُ! إنْ كُنْتَ تُحِبُّ أن تَستَتِبَّ لَكَ النِّعْمَةُ وَتَكْمُلَ لَكَ المُرُؤَةُ وَتَصْلُحَ لَكَ المَعِيشَةُ فَلَا تُشَارِكِ العَبِيدَ والسَّفِلَةَ فِى أمْرِكَ فِانَّكَ إن ائْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ وَإنْ حَدَّثُوكَ كَذبُوكَ وَإنْ نُكِبْتَ خَذَلُوكَ وَإنْ وَعَدُوكَ أخْلَفُوكَ» «1».
«انظُر إلى كُلِّ مَنْ لا يُعْنِيكَ مَنفَعَةً فِى دِينِكَ، فَلَا تَعتَدَّنَّ بِهِ وَلَا تَرغَبَنَّ فِى صُحبَتِهِ، فَانَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى مُضمَحِلٌّ وَخيمٌ عَاقِبَتُهُ» «2».
«إيّاكَ وَمُصَاحَبَةَ الشَّرِيرِ فَانَّهُ كَالسَّيفِ المَسْلُولِ يَحسُنُ مَنْظَرُهُ وَيَقْبُحُ أثَرُهُ» «3».
source : دار العرفان