عربي
Tuesday 23rd of July 2024
0
نفر 0

الاشكال التي ظهر فيها التشيع .

الاشكال التي ظهر فيها التشيع .

ان اول الـبـواعث على استقلالية التيار الشيعي عن سائر المسلمين هو النظرة الخاصة التي يحملها الـشيعة حيال امامة اميرالمؤمنين ـ عليه السلام و يعتبر هذاالموضوع امرا الهيا من منظار التشيع و هذا ما افضى به الى الخروج من الطابع السياسي المحض , ليعرض في اطار عقيدي .
و عندما ابدى الامام علي ـ عليه السلام ـ مرونته مع الخلفا شكليا, ظل هذاالموضوع يحوم في نطاق حوارييه دون غيرهم و لما ايقظت الظروف السياسية الناس فشعروا ان علياـ عليه السلام ـ وحده هـو الـخـلـيـق بـقيادة المجتمع , انثالوا عليه و بايعوه و كانت بيعتهم بيعة الخلافة , لا بيعة الامامة بالمفهوم الشيعي بيد ان بينهم ثلة قد بايعوه بيعة خاصة في ضؤ وعيهم حديث الغدير, مضافا الى البيعة العامة التي سايروا فيها جماهير الناس , و اعتبروا انفسهم اوليا من والى , و اعدا من عادى .
و ذكر الطبري هذا الموضوع بالمفهوم المشار اليه ((52)) الا ان القضية كانت اهم من ذلك .
و عـنـدما قدم الامام اميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ الى الكوفة , فان قدومه كان من اجل اعداد الناس الـذيـن قلما تلوثوا بالافكار الباطلة , و غرس بذرة التشيع الحقيقي في اعماق وجودهم فالامام كان يـرى ان شـخصيته قد غمرت تلك الفترة , فعليه ان يعرف نفسه و يفرض شخصيته و يشعر الناس بابعادها المجهولة وجد في ذلك و بذل حمادى جهده من اجله و اول خطوة قام بها هو ا نه اشهد عددا مـن الـبـدريـيـن عـلـى حـديث الغدير في ((رحبة المسجد)) بالكوفة و شهد على ذلك اثناعشر رجلاكانوا حاضرين و نقل المرحوم الاميني في كتاب ((الغدير)) تفصيل القصة ((53)) كمااراد الامـام ان يـشعر الناس ان شخصيته تختلف عن شخصية الخلفا السابقين , وان لها ابعادا اخرى غير البعد السياسي , و ذلك من خلال اخباره الصريح بالغيب ,الماثور عن الطرق المختلفة للفريقين و هذا هـو مـا يـتمسك به الشيعة و من جهوده لتعزيز التيار الشيعي كلماته المفصلة في ((نهج البلاغة )) حـول اهـل الـبـيـت ـعـلـيـهم السلام ـ و فضائلهم و علومهم , و تعابيره التي تعطينا مفهوما شيعيا عن ((الامامة والولاية )) بشكل صريح ((54)) .
و هـذا كـلـه يـدلـنا على ان الامام ـ عليه السلام ـ انشا خطا فكريا مستقلا , مضافا الى قيامه بادارة الشؤون المختلفة , و قتاله ((الفاسقين )), فقد ارسى دعائم ((الفكرالاسلامي الصحيح )) في قالب الـتـشيع , و آتت جهوده اكلها, فقد تربت ثلة من اصحابه كانوا مستعدين للتمثيل بهم دون ان يتنازلوا عـن خـطـه و نهجه و نلحظ ذلك في الشعر الذي ارتجز به المقاتلون في صفين , اذ انتهجوا ((دين علي ))ـ عليه السلام ـفي مقابل ((دين عثمان )) ((55)) .
و هـكذا كان واضحا وجود خط فكري خاص للامام ـ عليه السلام ـوانصاره ذلك الخط الذي كانوا قـد وطـنوا انفسهم على التضحية من اجله وكانوايشعرون ا نهم لو تبراوا من هذا الخط الصحيح , فانهم تبراوا من الاسلام حقا و هذاالموضوع نفسه مطروح في معرفة العلوم الاسلامية فان مسائل مـن قـبـيـل ((الـجـبـر))و ((الاختيار)) لم تطرح في اواخر القرن الاول الهجري , بل كانت مطروحة منذالبداية كما نلحظ ذلك في القرآن الكريم اذ عرضها في مجال موقف المشركين من النبي ـ صلى اللّه عليه و آله ((56)) شانها في ذلك شان مسالة ((التوحيد)) و((التشبيه )) و كان للامام عـلي ـ عليه السلام ـ موقف صريح منها, فخطبه الواردة في ((نهج البلاغة )) حول ((التوحيد)) و صـفات اللّه , و نفي ((التشبيه )) و ((التجسيم )) تحمل اسمى المفاهيم الفلسفية , و تدل على عقيدة الشيعة في مقابل ((التشبيه ))و ((التجسيم )) كما تشير الى ان لهم خطا عقيديا لا غبار عليه .
اما في حقل المسائل الفقهية , فعلى الرغم من عدم وجود مدرسة فقهية خاصة في القرن الاول , الا ان آرا مـخـتـلفة كانت معروضة وقتذاك و نلحظ هنا ان الاراالفقهية للامام علي ـ عليه السلام ـ كانت تـحظى بالاحترام عند من يؤمن بافضليته و كان ((العلويون )) و ((الشيعة )) يعولون على آرائه و يؤثرون موقفه الفقهي على مواقف الاخرين .
و نـقـرا ان ابن عباس ـ و هو من مشاهير الصحابة ـ كان يقدم قول علي ـعليه السلام ـ على اقوال الاخـريـن ((57)) حـتـى انه كان يجيزالمتعة و هذا يدل على ان بني هاشم كانوا يلتزمون بالارا الفقهية للامام ـ عليه السلام .
بيد ان هذا الخط الفكري والعقيدي الذي يمكن ان نستشف من ثنايا التاريخ ‌والفقه مواقف كثيرة لتاييده و دعـمه في القرن الاول , كان مطروحا عند ((الشيعة ))و ((العلويين )) و ((الائمة الطاهرين ـ عليهم السلام )) و ان كانت مسائل فقهية شيعية تلحظ نوعا ما عند من يقر بافضلية علي ـ عليه السلام ـ (لا بامامته ) من اهل السنة .
و مـن الضروري في ضؤ التوضيح المتقدم ان نعرض شكل التشيع بعداميرالمؤمنين بنحو متميز و يمكن الاشارة في هذا المجال الى الابعاد الثلاثة للتشيع .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

قبول الخلافة
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 2
أقوال علماء السنة في المذهب الشيعي
الثورة الحسينية اسبابها ومخططاتها القسم الاول
الكمالات المحمدية تصنيف مبتكر في الإعجاز الخلقي
صور التقية في كتب العامة
غزوة بدر تكسر شوكة الكفر والشرك
ما المقصود بليلة الهرير؟
يوم عاشوراء في اللغة والتاريخ والحديث
الشيعة في ألبانيا

 
user comment