عربي
Tuesday 23rd of July 2024
0
نفر 0

مسيحي يكرّس حياته لإيصال صديقه الكفيف إلى المسجد

مسيحي يكرّس حياته لإيصال صديقه الكفيف إلى المسجد

وأفادت اكنا أن المثير للانتباه في هذه الحكاية التي تتكرر يومياً، أن الرجل مسيحي، وقد وهب حياته لمرافقة صديقه وجاره المسلم فاقد البصر في جميع الأوقات، وإلى جميع الأماكن التي يقصدها، سواء السوق، أو التنزه على شاطئ البحر، والمتنزهات الأخرى، هرباً من الحر وأزمة انقطاع الكهرباء التي يعانيها القطاع.

و«الإمارات اليوم» رافقت كمال ترزي هو وصديقه الضرير، الطبيب حاتم خريس (50 عاماً)، حيث ينتظره في كل يوم عند باب منزله ليصحبه إلى المسجد، ويأخذ بيده إلى كل مكان ينوي الوصول إليه، في رحلة تتكرر يومياً منذ خمس سنوات، وذلك عندما فقد خريس بصره أثناء تركيبه وصفة طبية. يقول ترزي إن «صداقة متينة تربطني بالطبيب خريس منذ 15 عاماً، لم أفارقه خلالها يوماً واحداً، فكنت أعيش معه لحظات الفرح والألم وكأنه شقيقي».

بعد إصابة الطبيب خريس، وفقدانه البصر، انقلبت حياته رأساً على عقب، فبعد أن كان يعالج المرضى ويعد لهم الوصفات الطبية، أصبح بحاجة إلى من يساعده ليقضي احتياجاته اليومية.

ويتابع ترزي «صديقي حاتم اعتاد منذ الصغر تأدية صلاة الجماعة في المسجد يومياً، لكن بعد إصابته منذ خمسة أعوام لم يتمكن من ذلك، بفعل انشغال من حوله بأعمالهم، وعندما كان يسمع صوت الأذان وأنا جالس عنده يبدأ بالبكاء، فقررت مساعدته في الوصول إلى المسجد، وتأدية صلاة الجماعة». ويضيف «بعد خروجه من المسجد في أول يوم ساعدته فيه ارتسمت ملامح السرور على وجهه، فأخبرته أني سأساعده في الذهاب إلى المسجد باستمرار، ففرح عند سماع ذلك، وكأنه عثر على شيء فقده منذ زمن طويل».
تعايش
 
مع حلول ساعات المساء، يهم ترزي لاصطحاب صديقه الكفيف إلى الأماكن الترفيهية، سواء على كورنيش البحر في منطقة الشيخ عجلين، غرب مدينة غزة، أو إلى متنزه بلدية غزة، بعيداً عن أزمات غزة التي تزاحم حياتهما في كل وقت.
 
ويقول خريس «إنني أفضل مرافقة صديقه ترزي، حيث أشعر معه بارتياح كبير، إضافة إلى إخلاصه النادر من نوعه». ويضيف «في بداية إصابتي شعرت بالضيق والحزن لعدم قدرتي على ممارسة حياتي اليومية بشكل طبيعي كما كنت في السابق، لكن كل ذلك زال بعد أن وهب صديقي المسيحي وقته لمساعدتي في الوصول إلى المسجد، وقضاء أغلب الأوقات برفقتي».
 
وبحسب خريس، فإن إخلاص صديقه المسيحي انعكاس طبيعي لحالة التآخي بين أبناء الشعب الواحد، بغض النظر عن الدين. ويقول إن «الفلسطيني المسيحي لا يستطيع أن ينأى بنفسه بعيداً عن الواقع الذي يعيشه كل مواطن في غزة، خصوصاً في ظل الأزمات المادية والمعيشية التي لا تفرق بين مسيحي ومسلم، وكلاهما يرزح تحت وطأة محتل واحد لا يفرق بينهما».

المصدر: الامارات اليوم


source : اكنا
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

العتبة العلوية تستضيف أقدم أستاذة تجويد في ...
إطلاق حملة التعریف بالإسلام فی الهند
ضرورة إنتاج برامج قرآنية تتعلق بمشروع النجف ...
تجديد قبر أول شهداء انتفاضة 1400 في القطيف
تنظیم مهرجان الأکل الحلال في مدينة "تورنتو" ...
مفتى سوريا يؤكد الوقوف صفا واحدا من كل المذاهب ...
طائرات "إف 16" تنفذ أولى غاراتها على مواقع ...
المرجع الحكيم يدعو إلى التقوى والجد بطلب العلم ...
مسلمو كشمير يستنجدون بمنظمة التعاون الإسلامی
إنطلاق الدورة الـ15 من المسابقة القرآنية ...

 
user comment