من أصحاب ورواة.. الإمام الهادي عليه السّلام
مقدّمة
ضمن سيرة أهل البيت عليهم السّلام، يقتضي الأمر أن نتعرّف على جملةٍ من أصحابهم ورواتهم الذين نقلوا مجموعةً وافرةً من أخبارهم وأحاديثهم عليهم السّلام في أبوابٍ عديدة.
لذا، أحببنا أن نقف هنا ـ إخوتنا الأعزّاء ـ على لمحاتٍ تاريخيّة لشخصيّاتٍ عاصرت أئمّة الهدى سلام الله عليهم، وصاحبَتْهم، وتحدّثت معهم أو كاتبتهم، ثمّ نقلت شيئاً مهمّاً في تراث الحياة الإسلاميّة، في مجالات المعرفة والأخلاق والشريعة والعقائد.. وغير ذلك.
وكان من تلك الشخصيّات التي عاصرت الإمام عليَّ بنَ محمّدٍ الهادي عليه السّلام، وصاحبَتْه وروت عنه:
إبراهيم بن إدريْس
محدّثٌ إماميّ حَسَن الحال. عاصر الإمامَ الهادي عليه السّلام وصَحِبه، وأدرك الإمام الحجّة المهديّ عليه السّلام وتشرّف بلقائه (1).
• روى عنه ابنه أحمد بن إبراهيم بن إدريس، قال: عن أبي قال: رأيتُه عليه السّلام ( أي الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرَجَه ) بعد مُضيّ أبي محمّد ( أي الحسن العسكريّ عليه السّلام ) حين أيقَعَ، وقبّلتُ يدَيهِ ورأسَه (2).
إبراهيم بن داود اليعقوبيّ
محدّث، ذكره الشيخ الطوسيّ في رجاله من رواة الإمام الهادي عليه السّلام، وأورده الأردبيليّ في جامع رواته أنّه روى عن الإمامَين: الجواد والهادي عليهما السّلام. وقد روى عنه: محمّد بن إبراهيم، والسِّنديّ بن الربيع، وسهل بن زياد.. وغيرهم (3).
• وكان إبراهيم بن داود قد كتب إلى أبي الحسن الهادي عليه السّلام يُعْلمه بأمر فارس بن حاتِم ( وهو من أهل الخلاف والشغب )، فأجابه الإمام كتابةً: لا تَحفَلَنّ به، وإن أتاك فاستَخِفَّ به (4).
إبراهيم بن عُقبَة
محدّث إماميّ، روى عن الإمامين: الجواد والهادي عليهما السّلام.
تردّد اسمه في 25 مورداً في أسناد الروايات، يروي عنه حوالي 12 راوياً، منهم: معاوية بن حكيم، وعليّ بن مهزيار (5).
وقد كتب إبراهيم بن عقبة يوماً إلى الإمام أبي الحسن الهادي عليه السّلام يسأله عن زيارة أبي عبدالله الحسين عليه السّلام وزيارة غيره من أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، فكتب عليه السّلام إليه: أبو عبدالله عليه السّلام المقدَّم، وهذا أجمع وأعظم أجراً (6).
أي هنا أُضيف إلى زيارة سيّد الشهداء زيارة الإمامين: الرضا والجواد صلوات الله عليهم أجمعين.. فذلك أجمع وأعظم أجراً.
إبراهيم بن عَنبَسة
له رواية واحدة يرويها عن الإمام أبي الحسن عليّ الهادي سلام الله عليه، وهي: أنّه كتب إليه: إن رأى سيّدي ومولاي أن يُخبرني عن قول الله تعالى: يَسألونَكَ عنِ الخَمْرِ والمَيْسِرِ.. (7)، فما الميسر ـ جُعِلتُ فداك ؟ فكتب عليه السّلام: كلُّ ما قُومِر به فهو المَيسِر، وكلُّ مُسكِرٍ حرام (8).
إبراهيم بن محمّد الهَمْدانيّ
محدّث ثقة جليل القَدْر. ذكره الطوسيّ في رجاله من أصحاب الإمام الهادي عليه السّلام، وقال الأردبيليّ في جامع رواته: هو وكيل الناحية المقدّسة، وكان حجّ أربعين حجّة.
صحب الأئمّة: الرضا والجواد والهادي عليهم السّلام، وروى عنهم، وتردّد اسمه في 22 مورداً في أسناد الروايات (9).
ومن رواياته
• قوله: كتبتُ إليه: إن رأيتَ أن تُخبرني عن بيت أمّك فاطمة عليها السّلام: أهيَ في طيبة، أو كما يقول الناس في البقيع ؟ فكتب ( الهادي عليه السّلام ):
هي مع جَدّي صلوات الله عليه وآله.. [ ثمّ ذكر مقاطع من زيارتها عليها السّلام ]:
السلام عليكِ يا سيّدةَ نساء العالمين، السلام عليكِ يا والدةَ الحُججِ على الناس أجمعين، السلام عليكِ أيّتُها المظلومةُ الممنوعةُ حقُّها... اللهمّ صَلِّ على أمَتِك، وابنةِ نبيِّك، وزوجةَ وصيِّ نبيِّك، صلاةً تُزلِفُها فوقَ زُلفى عبادك المكرمين، من أهل السماواتِ والأرضين (10).
• وقوله: كتبتُ إلى أبي الحسن ( الهادي ) عليه السّلام:
رجلٌ كتب كتاباً بخطّه ـ ولم يَقُل لورثته: هذه وصيّتي، ولم يَقُل: إنّي قد أوصيت، إلاّ أنّه كتب كتاباً، فيه ما أراد أن يُوصيَ به، هل يجب على ورثته القيامُ بما في الكتاب بخطّه ولم يأمرهم بذلك ؟
فكتب عليه السّلام: إنْ كان له ولْدٌ، ينفّذون كلَّ شيءٍ يجدون في كتاب أبيهم في وجه البِرّ أو غيره (11).
إبراهيم بن هاشم القمّيّ
محدّث جليل القدر من كبار أهل الحديث والرواية. أصله من الكوفة، ثمّ انتقل إلى قمّ وتوطّن بها، وهو أوّل مَن نشر حديث الكوفيّين بقمّ، وسافر إلى خراسان لطلب الحديث فجمع أخبار الإمام الرضا عليه السّلام.
روى عن الأئمّة: الرضا والجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام، وفي باب التفسير.. روى عنه ابنه عليّ بن إبراهيم في قوله تعالى: واذكْرْ أخا عادٍ إذْ أنْذَرَ قَومَهُ بالأحقافِ.. (12)، قال: قال أبي: أمر المعتصم أن يُحفَر بالبطائيّة بئر، فحفروا ثلاثمائة قامةٍ فلم يظهر الماء، فتركه ولم يحفره، فلمّا وليَ المتوكّل أمَرَ أن يُحفر ذلك البئر أبداً حتّى يبلغ الماء، فحفروا حتّى وضعوا في كلّ مائة قامةٍ بكرة، حتّى انتَهَوا إلى صخرةٍ فضربوها بالمعول فانكسرت، فخرج منها ريح باردة، فمات مَن كان بقربها.
فأخبروا المتوكّلَ بذلك فلم يعلم بذلك ما ذاك، فقالوا: سَلِ ابنَ الرضا عن ذلك ـ وهو أبو الحسن عليّ بن محمّد عليهما السّلام. فكتب إليه يسأله عن ذلك، فقال أبو الحسن عليه السّلام: تلك بلاد الأحقاف، وهم قومُ عادٍ الذين أهلكهم الله بالريح الصَّرْصَر (13).
أحمَد بن حمْزة بن اليَسَع القمّيّ
من ثقات الرواة عند أهل الحديث، ذكره الشيخ الطوسيّ في رجاله أنّه من أصحاب الإمام الهادي عليه السّلام وعبّر عنه أنّه ثقة. وقد وثّقه الإمام المهديّ عليه السّلام. له كتاب « النوادر »، وروى عنه: عبدالله بن جعفر الحِمْيريّ، وعليّ بن مهزيار.. وغيرهما (14).
ومن رواياته: قوله: ـ قلتُ لأبي الحسن عليه السّلام: رجلٌ من مواليك، له قَرابةٌ كلّهم يقول بك، وله زكاة، أيجوز له أن يُعطيَهم جميع زكاته ؟ قال: نعم (15).
أحمد بن داود بن سعيد الفَزاريّ
الجرجانيّ، أبو يحيى. من مشاهر محدّثي الإماميّة الممدوحين، وكان متكلّماً وله في عالم المناظرات والاحتجاجات أيادٍ بيضاء، وله مؤلفّات.
قال الشيخ الطوسيّ: كان من أجلّة أصحاب الحديث من العامّة، ورزقه الله هذا الأمر، وله تصانيف كثيرة في فنون الاحتجاجات على المخالفين. وقال النجاشيّ: صنّف في الردّ على الحشويّة تصانيف كثيرة، منها: كتاب محنة المباينة ـ في المسح على الخفَّين، وكتاب الغوغاء من أصناف الأمّة، والرجعة، وفضائح الحشويّة، وطلاق المجنون، ونكاح السكران.
أورده الشيخ الطوسيّ في أصحاب الإمام الهادي عليه السّلام (16).
أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ
من مشاهير علماء الإماميّة، كان محدِّثاً ثقة، فقيهاً فاضلاً، مجتهداً كبيراً، متبحّراً في أكثر العلوم والمعارف، وله فيها تصانيف مهمّة ونافعة تربو على المائة.. منها: التهذيب، واختلاف الحديث، وآداب النفس، والإخوان، والمكاسب، والتراحم والتعاطف، والبلدان، والمحاسن، والعِلل، والمنافع، والمُعاشرة، والاحتجاج.. وغيرها.
تُوفّي سنة 274هـ، وقيل: سنة 280 هجريّة.
وكان قد صحب الإمامين: الجوادَ والهادي عليهما السّلام، وتردّد اسمه في 830 مورداً في أسناد الروايات، وقد روى عنه أكثر من 13 راوياً، منهم: سهل بن زياد، ومحمّد بن الحسن الصفّار القمّي.. وغيرهما (17).
أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ
القمّي، أبو جعفر، وقيل: أبو عليّ. من مشاهير علماء ومجتهدي الإماميّة، ومِن ثقات محدّثيهم ومن فضلاء فقهائهم، وكان من شيوخ القميّين ووجوههم، وله تآليف.
روى عن الأئمّة: الرضا والجواد والهادي عليهم السّلام، وأدرك أيّام الإمام المهديّ المنتظر عليه السّلام أكثر من عشرين سنة. ذكره الشيخ الطوسيّ في رجاله من رواة الإمام أبي الحسن الهادي عليه السّلام، وقال في فهرسته: شيخ قمّ ووجهها وفقيهها غير مُدافَع، وكان أيضاً الرئيس الذي يلقى السلطان بها، وقد لقي أبا الحسن الرضا عليه السّلام.
جاء ذكره في أكثر من 2290 مورداً في أسناد الروايات، وله من الكتب: النوادر، والطبّ الكبير، والطبّ الصغير، وفضل النبيّ صلّى الله عليه وآله، والتوحيد، والمكاسب، والمتعة، والناسخ والمنسوخ.. وغيرها (18).
إسحاق بن عبدالله العَلَويّ
العُرَيضيّ، الذي ذُكر في رواية واحدةٍ رواها في باب الصوم عن الإمام عليّ الهادي عليه السّلام نقلها عنه الكفعميّ، قائلاً:
روى إسحاق بن عبدالله العلَويّ العُرَيضي قال: اختلف أبي وعمومتي في الأربعة الأيّام التي تُصام في السنة ( أي استحباباً )، فركبوا إلى مولانا أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السّلام وهو مقيم بـ « صريا » قبل مصيره إلى سٌرّ مَن رأى، فقالوا له: جئناك يا سيّدي لأمرٍ اختلفنا فيه، فقال عليه السّلام: نعم، جئتم تسألونني عن الأيّام التي تُصام في السنة، فقالوا: ما جئناك إلاّ لهذا.
فقال عليه السّلام: اليوم السابع عشر من ربيع الأوّل ـ وهو اليوم الذي وُلِد فيه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله، واليوم السابع والعشرون من رجب ـ وهو اليوم الذي بُعِث فيه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله، واليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة ـ وهو اليوم الذي دُحِيت فيه الأرض من تحت الكعبة، واستَوَت سفينةُ نوحٍ على الجُوديّ، فمَن صام ذلك اليومَ كان كفّارة سبعين سنة. واليوم الثامن عشر من ذي الحِجّة ـ وهو يوم الغدير، يوم نَصَب فيه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله عليّاً أمير المؤمنين عَلَماً، فمَن صام ذلك اليوم كان كفّارةَ ستّين عاماً (19).
أيّوب بن نوح بن دَرّاج الكوفيّ
كان من ثقات أهل الحديث والرواية، ذكَرَه أهلُ الفقه والدراية. جليل القدر، له منزلة رفيعة عند الأئمّة الأطهار عليهم السّلام، وقد عُرِف بشدّة الورع وكثرة العبادة.
صَحِبَ الأئمّة: الرضا والجواد والهادي والعسكريَّ عليهم السّلام، وروى عنهم، وأصبح وكيلاً عن الإمامين: الهادي والعسكريّ عليهما السّلام.
له كتاب: نوادر، وله كتب وروايات ومسائل عن الإمام الهادي عليه السّلام. وتردّد اسمه في 251 مورداً في أسناد الروايات، كما روى عنه أكثر من 28 راوياً (20).
ومن روايات أيّوب بن نوح:
• قال لي أبو الحسن ( عليّ الهادي ) العسكريّ عليه السّلام وأنا واقف بين يديه بالمدينة ـ ابتداءً مِن غير مسألة: يا أيّوب، إنّه ما نَبّأ اللهُ مِن نبيٍّ إلاّ بعد أن يأخُذَ عليه ثلاثَ خصال: شهادةَ أن لا إله إلاّ الله، وخَلْعَ الأندادِ مِن دون الله، وأنّ لله المشيّةَ.. يُقدّم ما يشاء ويُؤخّر ما يشاء.. (21).
• كتبتُ إلى أبي الحسن الثالث ( الهادي ) عليه السّلام أسأله عن المُغْمى عليه يوماً أو أكثر، هل يقضي ما فاته أم لا ؟ فكتب عليه السّلام: لا يقضي الصوم، ولا يقضي الصلاة (22).
• كتب إليه عليه السّلام بعضُ أصحابه، أنّه: كانت لي امرأةٌ ولي منها ولد، وخَلَّيتُ سبيلها ( أي طلّقتُها ). فكتب عليه السّلام: المرأة أحقُّ بالولد إلى أن يبلغ سبع سنين، إلاّ أن تشاء المرأة (23).
• كتبتُ إلى أبي الحسن ( الهادي ) عليه السّلام أنّ لي حملاً ( أي زوجتي حامل )، وأسأله أن يدعوَ اللهَ أن يجعلَه لي ذكراً. فوقّع عليه السّلام: أسْمِهِ « محمّداً ». فوُلِد لي ابنٌ سمّيتُه « محمّداً » (24).
بِشْر بن بشّار النَّيسابوريّ
كاتَبَ الإمامَ الهادي عليه السّلام وروى عنه، وكان من ذلك ما نقله الشيخ الصدوق عنه أنّه قال: كتبتُ إلى أبي الحسن ( الهادي عليه السّلام ) بأنّ مَن قِبَلَنا قد اختلفوا في التوحيد؛ منهم مَن يقول هو جسم، ومنهم مَن يقول صورة. فكتب عليه السّلام: سبحانَ مَن لا يُحَدّ ولا يُوصَف، ولا يُشبهه شيء، وليس كمِثْلهِ شيء، وهو السميع البصير (25).
وقد روى عن بشر هذا: أبو سعيد بشر بن زياد الآدميّ، وسهل بن زياد (26).
جعفر بن رزق الله
في جامع الرواة ذكر الأردبيليّ أنّه يروي عن الإمام أبي الحسن الثالث ( الهادي ) عليه السّلام، وعنه يروي محمّد بن أحمد بن يحيى.. وكان قد أكّد ذلك الشيخ الكلينيّ في ( الكافي ) حيث نقل عن جعفر بن رزق الله قولَه:
قُدّم إلى المتوكّل رَجلٌ نصرانيّ فَجرَ بامرأةٍ مسلمة، فأراد أن يقيم عليه الحدّ فأسلم، فقال يحيى بن أكثم ( قاضي القضاة ): قد هدَمَ إيمانُه شِركَه وفِعلَه، وقال بعضهم: يُضرَب ثلاثة حدود، وقال بعضهم: يُفعَل به كذا وكذا. فأمر المتوكّل بالكتابِ إلى أبي الحسن عليه السّلام وسؤاله عن ذلك، فلمّا قرأ الكتاب كتب عليه السّلام: يُضرَب حتّى يموت.
فأنكر يحيى بن أكثم، وأنكر فقهاءُ العسكر ذلك وقالوا للمتوكّل: سَلْ عن هذا؛ فإنّه شيء لم يَنطِق به كتاب ولم تَجئ به سُنّة! فكتب المتوكّل إلى الإمام الهادي عليه السّلام أنّ فقهاء المسلمين قد أنكروا هذا وقالوا: لم يجئ به سُنّة ولم ينطقْ به كتاب، فبيّنْ لنا لِمَ أوجبتَ عليه الضربَ حتّى يموت ؟ فكتب عليه السّلام:
بسم الله الرحمن الرحيم: فلَمّا رَأْوا بأْسَنا قالوا آمَنّا باللهِ وحدَهُ وكفَرْنا بما كُنّا به مُشرِكين * فلَم يَكُ يَنفعُهم إيمانُهم لَمّا رأَوا بأسَنا سُنّةَ اللهِ التي قد خَلَتْ في عبادِه وخَسِرَ هنالك الكافرون (27).
قال جعفر بن رزق الله: فأمر به المتوكّل ( أي بالنصرانيّ ) فضُرب حتّى مات (28).
جعْفر بن عبْد الله بن الحسَين الحِمْيريّ
القمّي، من أصحاب الإمام الهادي عليه السّلام، وكانت له مكاتبةٌ مع الإمام الحجّة المنتظر عليه السّلام (29).
الحسن بن راشد
ابن عليّ البغداديّ، أبو عليّ. من علماء وثقات محدّثي الإماميّة، وأحد أعلام الفقهاء وكبار الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام، والفُتيا والأحكام. وقد ذكره الكشيّ في رجاله قائلاً: ابن راشد رحمه الله، فإنّه عاش سعيداً ومات شهيداً.
صحب الإمامين: الجوادَ والهادي عليهما السّلام وروى عنهما، وجاء اسمه في 33 مورداً في أسناد الروايات (30).
الحسن بن عليّ بن الحسن
ابن عليّ بن عمر بن عليّ السجّاد بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين عليّ عليهم السّلام، الهاشميّ العَلَويّ، الملقّب بـ « الناصر للحق »، أبو محمّد. وهو جَدّ الشريفَين: المرتضى والرضيّ، وشيخ الطالبيّين في وقته، وأحد ملوك الدولة العلويّة بطبرستان.
كان من أبرز علماء الشيعة الإماميّة في عصره، وكان ممدوحاً فقيهاً فاضلاً زاهداً حسن السيرة، عارفاً باللغة والتفسير والفقه والكلام والحديث والأخبار، وكان أديباً وشاعراً.. له تصانيف عديدة.
وُلد الناصر للحقّ بالمدينة المنوّرة سنة 225هـ، وجرت له حروب مع الدولة السامانيّة، ثمّ دخل بلاد الدَّيلَم سنة 290هـ في عهد المكتفي العبّاسيّ، واستولى على طبرستان سنة 301هـ، فأخذ ينشر الإسلام في بلاد الديلم، فاهتدى أهلُها به ونَجَوا من الضلالة والانحراف.
من مصنّفاته الكثيرة: الأمالي، الإمامة، مواليد الأئمّة وأنسابهم، فصاحة أبي طالب عليه السّلام، فدك والخُمْس، الشهداء وفضل أهل الفضل منهم، الطلاق، النذور والأيمان.
توفي بطبرستان في شعبان سنة 304هـ ودُفن بها، وكان في أواخر عمره اعتزل الحكم وبنى مدرسة تولّى فيها تدريس الفقه والحديث (31).
ولعلّه هو الذي يروي عن أبي الحسن ( الهادي ) عليه السّلام أنه قال: إنّ الرجل لَيكون قد بقيَ مِن أجَلهِ ثلاثون سنة، فيكون وَصُولاً لقرابته وَصُولاً لرَحِمه، فيجعلها اللهُ ثلاثاً وثلاثين سنة. وإنّه ليكون قد بقيَ مِن أجَله ثلاثٌ وثلاثون سنة، فيكون عاقّاً لقرابته قاطعاً لرحمه، فيجعلها الله ثلاثَ سنين (32).
الحسن بن عليّ بن زياد الوشّاء
الخزّاز البَجَليّ الكوفي، أبو محمّد. من أعلام ووجوه الشيعة في الكوفة، وقد أدرك 900 شيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام بمسجد الكوفة كلٌّ يقول: حدّثني جعفر بن محمّد عليه السّلام.
كان محدّثاً ثقة، عالماً فاضلاً، خيّراً ممدوحاً، مؤلّفاً عظيم الشأن جليل القدر. صحب الإمامين: الرضا والهادي عليهما السّلام وروى عنهما، وجاء ذِكره في 218 مورداً في أسناد الروايات، راوياً عنه أكثر من 15 راوياً منهم: البرقيّ أحمد بن محمّد بن خالد، وسهل بن زياد.. وغيرهما. من كتبه: النوارد، وثواب الحجّ والمناسك، ومسائل الإمام الرضا عليه السّلام. وكان على قيد الحياة قبل سنة 254هـ (33).
الحسين بن سعيد بن حمّاد الأهوازيّ
الكوفيّ، أبو محمّد. من كبار علماء الشيعة الإماميّة، وكان محدِّثاً ثقة، فقيهاً فاضلاً مجتهداً عادلاً، شيخاً جليل القدر. له تآليف كثيرة بلغت 30 كتاباً، منها: الردّ على الغالية، الحجّ، الصلاة، المكاسب، الفرائض، تفسير القرآن، الشهادات، التقيّة، الأشربة، ابتلاء المؤمن.. وغيرها.
روى عن الأئمّة: الرضا والجواد والهادي عليهم السّلام، وعنه روى حوالي 16 راوياً، وقد جاء اسم الحسين بن سعيد الأهوازيّ في أكثر من 5026 مورداً في أسناد الروايات.
كان منشأه الكوفة، وقد انتقل عنها إلى الأهواز ثمّ إلى قمّ حيث تُوفّي فيها ودُفن هناك، وكان على قيد الحياة سنة 300هـ (34).
خَيْران الخادم
ذكره المحقّقون على وجوهٍ مختلفة: 1 ـ خيران بن إسحاق الزاكانيّ. 2 ـ خيران الخادم الثقة. 3 ـ خيران مولى الإمام الرضا عليه السّلام. والمرجَّح عند العلماء أنّه شخص واحد، وهو:
المحدّث الثقة، المحمود الطريقة، كان جليل القدر، وله كتاب ومسائل عن الإمامين: الرضا والهادي عليهما السّلام، وقد صَحِبَهما كما صحب الإمام الجواد عليه السّلام وروى عنهم، وكان موضع اعتمادهم ومستودع أسرارهم (35).
• وممّا رواه خيران.. قوله: حَجَجتُ سنة 232 فدخلت على أبي الحسن، فقال لي: ما حالُ صاحبِك ؟ يعني الواثق، فقلت: وَجِعَ، ولعلّه قد مات. قال: لَم يَمُت، ولكنّه لما به. ثمّ قال: فمَن يُقال بعده ؟ قلت: ابنه. فقال: الناس يزعمون أنّه جعفر ( أي المتوكّل ). قلت: لا. قال: بلى، هو كما أقول لك. قلت: صدق الله ورسوله وابن رسول الله. فكان كما قال (36).
• وقوله: كتبتُ إلى الرجل صلوات الله عليه ( يعني الهادي ) أسأله عن الثوب يصيبه الخمر ولحم الخنزير، أيُصلّى فيه أم لا ؟ فإن أصحابنا قد اختلفوا فيه.. فكتب عليه السّلام: لا تُصلِّ فيه؛ فإنه رِجس (37).
داود بن أبي زيد
النَّيسابوريّ، أبو سليمان. محدّث ثقة عُرِف بصدق الحديث، له مؤلّفات ذكرها الكشيّ في رجاله وابن النديم في الفهرست، ومنها: الصلاة، والصوم، والحجّ، والوضوء، والهدي.
روى عن الإمامين: الهادي والعسكريّ عليهما السّلام، وروى عنه عليّ بن مهزيار (38).
وفي رواية أنّه سأل أبا الحسن الثالث ( الهادي ) عليه السّلام عن القراطيس والكواغذ المكتوبة عليها، هل يجوز عليها السجود ؟ فكتب: يجوز (39).
داود بن مافنة الصِّرميّ
الكوفيّ، أبو سليمان. من ثقات محدّثي الإماميّة، وله مسائل. روى عن الأئمّة: الرضا والجواد والهادي عليهم السّلام، وجاء اسمه في 23 مورداً في أسناد الروايات. وقد روى عنه جماعة: كأحمد بن محمّد البرقيّ، وأحمد بن محمّد بن عيسى، ومحمّد بن عيسى بن عبيد.. وغيرهم.
• ومن رواياته.. أنّه سأل الإمامَ الهادي عليه السّلام: إنّي أخرج في هذا الوجه، وربّما لم يكن موضع أصلّي فيه من الثلج، فكيف أصنع ؟
فأجابه عليه السّلام قائلاً: إن أمكنك أن لا تسجد على الثلج فلا تسجد عليه، وإن لم يمكنك فسَوِّهِ واسجُدْ عليه (40).
• وقال يوماً للإمام أبي الحسن الهادي عليه السّلام: إنّي زرتُ أباك ( أي الإمام الجواد عليه السّلام ) وجعلتُ ذلك لكم ( أي ثواب زيارته ). فقال له: لك مِن الله أجرٌ وثواب عظيم، ومنّا المَحمَدة (41).
• وروى داود هذا أنّ الإمام الهادي عليه السّلام قال له: يا داود، ولو قلتُ: إنّ ترك التقيّة كتارك الصلاة، لكنتُ صادقاً (42).
داود بن القاسم أبو هاشم الجعفريّ
من أحفاد جعفر الطيّار بن أبي طالب عليه السّلام، وابن خالة الإمام جعفر الصادق عليه السّلام.. قرشيّ هاشميّ، بغداديّ. أحد مشاهير علماء الإماميّة وأحد ثقات محدّثيهم كان عظيم المنزلة عند الأئمّة، شريفاً عندهم، ومن أجلاّء فقهاء الشيعة، عظيمَ الشأن، مجتهداً فاضلاً عابداً ورعاً، وكان من أبرز شعراء أهل البيت.
سكن بغداد مدّة، ولكن للزومه جانبَ الحقّ نقلَتْه السلطة العبّاسية سنة 252هـ إلى سامرّاء، وسُجن فيها. وقد صحب الأئمّة: الرضا والجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام، وحظيَ بلقاء الحُجّة المنتظر عليه السّلام، وروى عنهم جميعاً، وأصبح وكيلاً لصاحب الأمر عجّل الله تعالى فَرَجه الشريف، حتّى تُوفّي ببغداد سنة 261هـ ودُفن بها.
تردّد اسمه في أكثر من 30 مورداً في أسناد الروايات، راوياً عنه: الفضلُ بن شاذان، وسهل بن زياد، وزكريّا بن يحيى.. وغيرهم (43).
وهنا ننقل عنه مجموعة من الروايات:
• قال يوماً: مر بأبي الحسن ( الهادي ) تركيّ، فكلّمه أبو الحسن بالتركيّة، فنزل التركيّ عن فرسه فقبّل حافر دابّته. قال أبو هاشم: فحلّفتُ التركيَّ أنّه ما قال لك الرجل ؟ قال: هذا تَكَنّاني باسمٍ سُمِّيتُ به في صِغَري في بلاد الترك، ما عَلِمَه أحدٌ إلى الساعة! (44)
• وروى أبو هاشم أنّه ظهر برجل من أهل سُرّ مَن رأى بَرَص، فتنغّص عليه عيشه، فجلس يوماً إلى أبي عليّ الفِهريّ فشكا له حاله، فقال له: لو تعرّضتَ يوماً لأبي الحسن عليّ فسألتَه أن يدعوَ لك، لرجوتُ أن يزول عنك.
فجلس الرجل له يوماً في الطريق.. فلمّا رآه قام ليدنوَ منه، فقال: تَنَحَّ عافاك الله ـ ثلاثاً. فلقي الفِهريَّ فعرّفه الحال، فقال: قد دعا لك قبل أن تسأل، فامضِ فإنّك ستُعافى. فانصرف الرجل إلى بيته فبات تلك الليلة، فلمّا أصبح لم يَرَ على بدنه شيئاً من ذلك البرص (45).
• وروى أيضاً: أنّه كان للمتوكّل مجلس بشبابيك قد جعل فيها الطيورَ التي تُصوِّت، فإذا كان يوم السلام جلس في ذلك المجلس، فلا يُسمَع ما يُقال له ولا يُسمع ما يقول؛ لاختلاف أصوات تلك الطيور، فإذا وافاه عليّ بن محمّد بن الرضا ( عليهم السّلام ) سكنت الطيور فلا يُسمَع منها صوت واحد إلى أن يخرج، فإذا خرج من باب المجلس عادت الطيور في أصواتها.
قال أبو هاشم: وكان عند المتوكّل عدّة من القوابج في الحيطان، فكان يجلس في مجلسٍ له عالٍ ويُرسل تلك القوابج تَقتتل، وهو ينظر إليها ويضحك منها، فإذا وافى عليّ بن محمّد ( الهادي ) عليه السّلام ذلك المجلس لَصِقتِ القوابج بالحيطان، فلا تتحرّك من مواضعها حتّى ينصرف، فإذا انصرف عادت في القتال (46).
• وقال رحمه الله: سمعتُ أبا الحسن صاحب العسكر عليه السّلام يقول: الخَلَفُ مِن بعدي ابني الحسن، فكيف لكم بالخَلَف من بعد الخَلَف ؟! ( أي الحجّة المهدي صلوات الله عليه ). قال: فقلت: ولِمَ جعلني الله فداك ؟! قال: لأنّكم لا تَرَون شخصه، ولا يَحِلّ لكم ذِكْرُه باسمه. قلت: فكيف نذكره ؟ قال: قولوا: الحُجّة من آل محمّد صلّى الله عليه وآله (47).
• وقال: دخلتُ على أبي الحسن عليّ بن محمّد عليه السّلام وهو محموم عليل، فقال لي: يا أبا هاشم، إبعثْ رجلاً من موالينا إلى الحائر ( الحسينيّ ) يدعو اللهَ لي. فخرجت من عنده فاستقبلني عليُّ بن بلال فأعلمتُه ما قال لي، وسألتُه أن يكون الرجلَ الذي يخرج، فقال: السمع والطاعة، ولكنّني أقول: انّه أفضل من الحائر إذ كان بمنزلة مَن في الحائر، ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له بالحائر.
قال أبو هاشم: فأعلمتُه عليه السّلام ما قال، فقال لي: قلْ له: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله أفضلَ من البيت والحَجَر، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر، وإنّ للهِ تعالى بقاعاً يُحبّ أن يُدعى فيها فيستجيب لمَن دعاه، والحاير منها (48).
• ويحدّث أبو هاشم الجعفريّ فيقول: أصابتْني ضيقة شديدة، فصِرتُ إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد عليه السّلام، فأذِنَ لي، فلمّا جلستُ قال: يا أبا هاشم، أيَّ نِعَم الله عزّوجلّ عليك تُريد أن تُؤدّيَ شكرَها ؟!
قال أبو هاشم: فَوَجَمتُ، فلم أدرِ ما أقول له، فابتدأ عليه السّلام فقال: رَزقَك الإيمان فحرّم به بدنك على النار، ورزقك العافية فأعانَتْك على الطاعة، ورزقك القنوع فصانك عن التبذّل. يا أبا هاشم، إنّما ابتدأتُك بهذا لأنيّ ظننتُ أنّك تريد أن تشكوَ إليّ مَن فَعَل بك هذا، وقد أمرتُ لك بمائة دينار، فخُذْها (49).
دِعْبِل الخُزاعيّ
ابن عليّ بن رَزين المُضَريّ الكوفيّ، أبو عليّ. كان من فحول شعراء العرب، ومن فضلاء شعراء أهل البيت عليهم السّلام، وأحدَ فضلاء علماء الإماميّة، ومن كبار ثقات محدّثيهم، وكان عظيم الشأن رفيع المنزلة، شجاعاً جريئاً على ولاة عصره.
وُلد في سنة 148، وقيل 142هـ، وهو كوفيّ الأصل وقيل من قرقيسيا ـ بين واسط والأهواز ـ فأقام في بغداد وزار عدّة بلدان. عاصر من ملوك بني العبّاس: هارون الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكّل، وله في هجائهم وهجاء غيرهم من الظالمين شعر كثير، وكان يقول: لي ثلاثون سنة أحمل خشبتي على كتفي، ما أجد من يصلبني عليها.
روى عن الأئمّة: الكاظم والرضا والجواد عليهم السّلام وحظيَ لديهم، وأدراك من حياة الإمام الهادي عليه السّلام 25 سنة. وحدّث عنه جماعة: كعبدالسلام بن صالح الهرويّ ( أبي الصلت )، وعليّ بن الحكم.. وغيرهما.
تُوفّي مسموماً بأمرٍ من مالك بن طوق صاحب الرُّحبة بمدينة الطيب، وقيل بقريةٍ من نواحي السُّوس، سنة 245هـ، ويُقال قبره في المغرب الأقصى بمدينة زُوَيلة.
له من الكتب: ديوان شعر، وطبقات الشعراء، والواحدة في مثالب العرب ومناقبها (50).
الريّان بن الصلت
الأشعريّ القمّي الخراسانيّ البغداديّ، أبو عليّ. محدّث ثقة صدوق ممدوح، كان أصله من خراسان، وصحب الإمامين: الرضا والهادي عليهما السّلام، وروى عن الإمام الرضا عليه السّلام، وله كتاب جمع فيه كلامَه عليه السّلام في الفرق بين الآل والأُمّة.
روى عنه: إبراهيم بن هاشم القمّي، ومُعمَّر بن خلاّد، وأبو عبدالله الشاذانيّ.. وغيرهم (51).
زيد بن عليّ بن الحسين
يظهر من الرواية أنّه كان مقيماً بِسُرّ مَن رأى. نقل روايته الكلينيّ بهذا السند:
عن محمّد بن عليّ قال: أخبرني زيد بن عليّ بن الحسين بن زيدٍ قال: مَرِضتُ فدخل الطبيب علَيّ ليلاً، فوصف لي دواءً بليلٍ آخذُه كذا وكذا يوماً، فلم يمكنّي.. فلم يخرج الطبيب من الباب حتّى ورد علَيّ « نصرٌ » ( صاحب الإمام الهادي عليه السّلام ) بقارورةٍ فيها ذلك الدواء بعينه، فقال لي: أبو الحسن يُقرئك السلامَ ويقول لك: خذْ هذا الدواء كذا كذا يوماً. فأخذتُه فشربتُه فبرِئت (52).
سعيد الملاّح
الظاهر من الرواية التي وردت عنه أنّه كان مقيماً في سرّ مَن رأى، وقد نقل عنه ابن شهرآشوب أنّه قال:
اجتمعنا في وليمة، فجعل رجلٌ يمزح، فأقبل أبو الحسن ( الهادي ) على جعفر بن القاسم بن هاشم البصريّ فقال: أما إنّه لا يأكل من هذا الطعام، وسوف يَرِد عليه مِن خبر أهله ما ينغّص عليه عيشَه.
قال سعيد: فلمّا قَدِمت المائدة أتى غلامه باكياً أنّ أمّه وقعت من فوق البيت وهي بالموت. فقال جعفر: واللهِ لا وقفتُ بعد هذا ( أي لا أكون من الواقفيّة )، وقَطَعت عليه ( أي على إمامته عليه السّلام ) (53).
سهل بن زياد الآدَميّ
الرازيّ، أبو سعيد. من محدّثي الإماميّة المشهورين الثقات. صحب الأئمّة: الجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام، وجاء اسمه في 2300 مورد في أسناد الروايات، وروى عن سهل هذا أكثر من عشرة رواة، أمثال: أحمد بن محمّد البرقي، ومحمّد بن الحسن الصفّار.. وكان من آثاره: كتاب التوحيد، وكتاب النوادر.
تُوفّي سنة 255هـ (54).
سهل بن يعقوب بن إسحاق
أبو السَّريّ، الملقّب بـ « أبي نُؤاس »، مدحه الإمام الهادي عليه السّلام قائلاً له: أنت أبو نؤاس الحقّ، ومَن تقدّمك أبو نؤاس الباطل.
وهو من محدّثي الإماميّة الممدوحين، صحب الإمامَ الهادي وتولّى خدمته بسرّ مَن رأى فكان ينجز له مطالبه ويسعى في حوائجه. وكان يتطيّب مع الناس ويُظهر التشيّع على الطيبة، فيأمن على نفسه (55).
صالح بن سعيد
عرّف به الشيخ الطوسيّ في كتابه ( الفهرست ) فقال: صالح بن سعيد القَمّاط، له كتاب أخبرنا به ابن أبي جِيد عن الصفّار.
لقيَ صالح بن سعيد هذا الإمامَ عليَّ الهادي عليه السّلام بِسُرّ مَن رأى، وذكر هذا اللقاء: الشيخ الكلينيّ، والشيخ المفيد، والصفّار القمّي في كتبهم.. عنه أنّه قال: دخلتُ على أبي الحسن عليه السّلام فقلت له: جُعلت فداك، في كلّ الأمور أرادوا إطفاءَ نورك والتقصير بك، حتّى أنزلوك هذا الخان الأشنع، خانَ الصعاليك! فقال لي: ها هنا أنت يا ابن سعيد ؟ ثمّ أومأ بيده وقال: انظر. فنظرتُ.. فإذا أنا بروضاتٍ آنِقات وروضاتٍ باسِرات، فيهنّ خَيراتٌ عَطِراتٌ، ووِلْدانٌ كأنّهنّ اللؤلؤ المكنون، وأطيارٌ وظِباء وأنهار تفور، فحار بصري وحسرت عيني! فقال: حيث كنّا فهذا لنا عتيد، لسنا في خان الصعاليك (56).
صالح بن أبي حمّاد الرازيّ
أبو الخير، محدّث ممدوح، صحب من الأئمّة كلاًّ من: الجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام، وجاء اسمه في 74 مورداً في أسناد الروايات. من آثاره: كتاب النوادر، وكتاب خُطب أمير المؤمنين عليه السّلام (57).
الصَّقر بن أبي دُلَف
نزل عند موسى بن الإمام الجواد عليه السّلام المعروف بموسى المُبرقَع. والصقر هذا يروي عن الإمام الهادي عليه السّلام رواياتٍ عديدة، منها:
• قوله: سمعتُ عليَّ بن محمّد بن عليٍّ الرضا عليهم السّلام يقول: إنّ الإمام بعدي الحسن ابني، وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً (58).
• وقوله: سمعت سيّدي عليَّ بن محمّد بن عليّ الرضا عليهم السّلام يقول: مَن كانت له إلى الله حاجة، فلْيَزر قبرَ جدّي الرضا عليه السّلام بطوس وهو على غُسل، ولْيُصلِّ عند رأسه ركعتين، وليسألِ اللهَ حاجته في قنوته؛ فإنّه يستجيب له، ما لم يسأل في مأثم أو قطيعة رحم، وإنّ موضع قبره لَبقعةٌ مِن بِقاع الجنّة، لا يزورها مؤمنٌ إلاّ أعتقه اللهُ من النار، وأحلّه دارَ القرار (59).
عبدالعظيم الحَسَنيّ
ابن عبدالله بن عليِّ بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن المجتبى ابن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، القرشيّ الهاشميّ، أبو القاسم المعروف بالشاه عبدالعظيم. من أجلاّء سادات بني هاشم، ومن كبار محدّثي الإماميّة وأحد ثقات المحدّثين، وكان مؤمناً عابداً زاهداً تقيّاً ورعاً.
أدرك ثلاثة أئمّة: الرضا والجواد والهادي عليهم السّلام وروى عنهم. هرب من ظلم السلطة العبّاسيّة إلى بلاد فارس، فدخل الريّ مستتراً وأقام بها في دار أحد الموالين بساربانان ولم يزل بها مدّةً طويلةً من دون أن يعرّف الناس بنفسه وسلالته الشريفة، حتّى تُوفّي في النصف من شوّال سنة 252 هجريّة ودُفن بها، وأصبح ضريحه من المزارات الشريفة التي يَفِد إليها المسلمون.
من آثاره: كتاب خُطب أمير المؤمنين عليه السّلام، وكتاب اليوم والليلة.
روى عنه: سهل بن زياد، وأحمد بن أبي عبدالله البرقيّ، وغيرها (60).
• ممّا رواه السيّد عبدالعظيم الحسنيّ.. قوله: سمعتُ عليَّ بن محمّد ( الهادي ) العسكريّ عليه السّلام يقول: إنّما اتّخذ اللهُ عزّوجلّ إبراهيم خليلاً؛ لكثرة صلاته على محمّدٍ وأهل بيته صلوات الله عليهم (61).
• وروايته الأخرى عن الإمام الهادي عن آبائه وأجداده عليهم السّلام أنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السّلام قال:
لمّا كلّم اللهُ عزّوجلّ موسى بنَ عِمران عليه السّلام، قال موسى: إلهي، ما جزاء مَن شَهِد أنّي رسولك ونبيّك، وأنّك كلّمتَني ؟ قال: يا موسى، تأتيه ملائكتي فتبشّره بجنّتي. قال موسى: إلهي، فما جزاء مَن قام بين يديك يصلّي ؟ قال: يا موسى، أُباهي به ملائكتي راكعاً وساجداً، وقائماً وقاعداً، ومَن باهيتُ به ملائكتي لم أعذّبه. قال موسى: إلهي، فما جزاء مَن أطعم مسكيناً ابتغاء وجهك ؟ قال: يا موسى، آمرُ منادياً ينادي يوم القيامة على رؤوس الخلائق أن فلان بن فلانٍ مِن عُتَقاء الله من النار. قال موسى: إلهي فما جزاء مَن وصل رحِمَه ؟ قال: يا موسى، أُنسئ له أجَلَه، وأُهوّن عليه سكرات الموت، ويناديه خزنة الجنّة: هلمّ إلينا فادخلْ مِن أيّ الأبواب شئت. قال موسى: إلهي، فما جزاء مَن كفّ أذاه عن الناس، وبذل معروفه لهم ؟ قال: يا موسى، تناديه النار يومَ القيامة: لا سبيلَ لي عليك. قال: إلهي، فما جزاء مَن ذكرك بلسانه وقلبه ؟ قال: يا موسى أظلُّه يوم القيامة بظلّ عرشي، وأجعله في كنفي. قال: إلهي، فما جزاء مَن تلا حكمتَك سِرّاً وجهراً ؟ قال: يا موسى، يمرّ على الصراط كالبرق. قال: إلهي، فما جزاء مَن صبر على أذى الناس وشَتْمِهم فيك ؟ قال: أُعينه على أهوال يوم القيامة. قال: إلهي، فما جزاء مَن دَمِعَت عيناه مِن خشيتك ؟ قال: يا موسى، أقي وجهَه مِن حَرّ النار، وآمَنُه يومَ الفزع الأكبر. قال: إلهي، فما جزاء مَن ترك الخيانة حياءً منك ؟ قال: يا موسى، له الأمانُ يوم القيامة... قال: إلهي، فما جزاء مَن دعا نفساً كافرةً إلى الإسلام ؟ قال: يا موسى، آذَنُ له في الشفاعة يومَ القيامة لمَن يريد. قال: إلهي، فما جزاء مَن صلّى الصلوات لوقتها ؟ قال: أُعطيه سُؤْلَه وأُبيحه جنّتي. قال: إلهي، فما جزاء مَن أتمّ الوضوءَ مِن خشيتك ؟ قال: أبعثه يوم القيامة وله نورٌ بين عينَيه يتلألأ. قال: إلهي، فما جزاء مَن صام شهر رمضان لك محتسباً ؟ قال: يا موسى، أُقيمه يوم القيامة مُقاماً لا يخاف فيه (62).
عبدالله بن جعفر الحِمْيَريّ
القمّي، أبو العبّاس. محدّث ثقة، مشارك في جملة من العلوم وله فيها تآليف نافعة، ومن آثاره: الدلائل، الطبّ، قُرب الإسناد، الغَيبة، الحَيرة، التوحيد والاستطاعة، ومسائل أبي محمّد العسكريّ عليه السّلام وتوقيعاته.
كان من وجوه أهل قمّ وشيوخهم، قَدِم الكوفة سنة نيّفٍ وتسعين ومائتين، وصحب الإمامين الهادي والعسكريّ عليهما السّلام. وقد جاء اسمه في 75 مورداً في أسناد الروايات.
كان على قيد الحياة سنة 297 هجريّة (63).
والحميريّ هذا أحد رواة هذه الحادثة، قال: كانت زينب الكذّابة ( هكذا عُرفت امرأة في ذلك الوقت ) تزعم أنّها بنت عليّ بن أبي طالب، فأحضرها المتوكّل وقال لها: اذكري نَسَبكِ، فقالت: أنا زينب بنت عليّ، وذكرت أنّها كانت حُمِلت إلى الشام فوقعت إلى باديةٍ من بني كلب فأقامت بين ظَهرانَيْهم. فقال لها المتوكّل: إن زينب بنت عليّ قديمة، وأنتِ شابّة! قالت: لَحِقَتْني دعوة رسول الله صلّى الله عليه وآله بأن يردّ شبابي في كلّ خمسين سنة.
فدعا المتوكل وجوه آل أبي طالب وقال: كيف يُعلَم كذبها ؟ فقال الفتح: لا يُخبرك بهذا إلاّ ابن الرضا ( أي الإمام الهادي عليه السّلام في ذلك الوقت، بهذا عُرِف كما عُرِف أبوه الجواد عليه السّلام) . فأمر بإحضاره وسأله، فقال عليه السّلام: إنّ في وُلْد عليٍّ علامة. قال المتوكّل: ما هي ؟! قال: لا تَعِرضُ لهم السِّباع، فألقِها إلى السِّباع، فإن لم تعرض لها فهي صادقة. فقالت المرأة للمتوكّل: يا أمير المؤمنين، اللهَ الله فِيّ، فإنّما أراد قتلي. ورَكِبَتِ الحمارَ وجَعَلت تُنادي: ألا إنّني زينب الكذّابة (64).
عثمان بن سعيد العَمْريّ
السمّان، أبو عمر. من أفاضل علماء الإماميّة، ومن ثقات المحدّثين، عُرِف بحسن السيرة والعدالة والأمانة، مع جلالة القدر وعظيم المنزلة، وكان ممدوحاً وموضع اعتماد الأئمّة عليهم السّلام، ومن أبوابهم.
صَحِب الأئمّة: الجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام، وتوكّل عن الإمامين العسكريّين عليهما السّلام، ثمّ عن الإمام المهديّ عليه السّلام، فكان أوّلَ نُوّابه الأربعة في غَيبته الصغرى، وكان السفير بينه وبين الشيعة، فخرجت توقيعات الإمام المنتظر عجّل الله فرَجَه على يدَي عثمان بن سعيد.. حتّى وافاه الأجل ببغداد حوالي سن 257 هجريّة، فدُفن بالجانب الغربيّ منها (65).
عليّ بن بلال البغداديّ
أبو الحسن، من ثقات المحدّثين.. قال النجاشيّ: شيخ أصحابنا بالبصرة، ثقة، سمع الحديث فأكثر، وصنّف: كتاب المتعة، وكتاب المسح على الرِّجْلَين.. وغيرهما.
روى عن الأئمّة: الرضا والجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام، وقد جاء اسمه في 19 مورداً في أسناد الروايات، راوياً عنه جماعة منهم: سهل بن زياد، ومحمّد بن الحسن الصفّار.. وغيرهما.
كان على قيد الحياة سنة 232 هجريّة (66).
• من رواياته، قال الصدوق: كتب عليّ بن بلال إلى أبي الحسن الثالث ( الهادي ) عليه السّلام: الرجل يموت في بلادٍ ليس فيها نخل، فهل يجوز مكانَ الجريدة شيءٌ من الشجر غير النخل ؟ فإنّه قد رُوي عن آبائكم عليهم السّلام أنّه يتجافى عنه العذاب ما دامتِ الجريدتان ( من النخل ) رطبتَين، وأنّها تنفع المؤمن والكافر. فأجاب عليه السّلام: يجوز من شجرٍ آخَرَ رطب (67).
عليّ بن جعفر الهمانيّ
أبو الحسن، محدّث إماميّ ثقة، منسوب إلى همانية من قرى بغداد أو سوادها تقع بين بغداد والنعمانيّة. وُشِيَ به إلى المتوكّل العبّاسيّ فحبسه مدّة طويلة.
صحب الإمام الهادي عليه السّلام وأصبح وكيلاً له، وصحب الإمام العسكريّ عليه السّلام أيضاً، وله لأبي الحسن الهادي مسائل (68).
• ممّا ورد حوله في ( رجال الكشيّ ص 607 ) أنّ عليّ بن جعفر قال ( وكان مسجوناً ): عَرَضتُ أمري على المتوكّل، فأقبل على عبيدالله بن يحيى بن خاقان فقال له: لا تُتعبنّ نفسك بعرض قصّة هذا وأشباهه، فإنّ عمّك أخبرني أنّه رافضيّ وأنّه وكيل عليّ بن محمّد ( أي الهادي عليه السّلام ). وحلف المتوكّل أن لا يخرج من السجن إلاّ بعد موته.
قال: فكتبتُ إلى مولانا ( الهادي عليه السّلام ): إنّ نفسي قد ضاقت، وإنّي أخاف الزَّيغ. فكتب عليه السّلام إليّ: أما إذا بلغ الأمر منك ما أرى، فسأقصد اللهَ فيك. قال: فما عادت الجمعة حتّى أُخرِجتُ من السجن.
• وروى عليّ بن جعفر قائلاً: سمعتُ عليَّ بن محمّد ( الهادي ) العسكريّ عليه السّلام يقول: مَن خرج من بيته يريد زيارة الحسين عليه السّلام، فصار إلى الفرات فاغتسل منه، كتبه الله من المفلحين، فإذا سلّم على أبي عبدالله كتبه الله من الفائزين.. (69)
عليّ بن الحسين بن عبدربّه
محدّث ثقة، روى عن الإمام الرضا عليه السّلام كما روى كتاب أبيه الحسين بن عبدربّه إلى الإمام الرضا عليه السّلام، وصحب الإمام الهادي عليه السّلام وتوكّل عنه (70).
أمّا وفاته، فحدّث هو بنفسه في مقدّماتها قائلاً: سألتُه ( أي الإمامَ الهادي عليه السّلام ) أن يُنسأَ في أجلي [ أي يُؤخّر موته ]، فقال عليه السّلام لي: أو يكفيك ربّك ليغفر لك خيراً لك.
حدّث بذلك عليُّ بن الحسين إخوانه بمكّة، ثمّ مات بالخزيميّة بعد منصرفه منها في سنته تلك، وذلك سنة 229 هجريّة، بعد أن قال ـ معلّقاً على جواب الإمام الهادي عليه السّلام: قد نعى إليّ نفسي (71).
عليّ بن الريّان
ابن الصلت الأشعريّ القمّي، المحدّث الثقة الذي روى عن الإمامين: الهادي والعسكريّ عليهما السّلام، وتوكّل عن الإمام الهادي عليه السّلام، وروى نسخةً عنه، كما وضع كتاباً بالاشتراك مع أخيه محمّد بن الريّان.
روى عنه: عليّ بن إبراهيم القمّي، وعبدالله بن جعفر الحِمْيريّ.. وغيرهما (72).
• وكان من مسائله، قوله: كتبتُ إلى أبي الحسن عليه السّلام: هل تجوز الصلاة في ثوبٍ يكون فيه شَعر مِن شعر الإنسان وأظفاره، من غير أن ينفضَه ويُلقيَه عنه ؟ فوقّع عليه السّلام: يجوز (73).
• وقوله: كتبتُ إلى أبي الحسن عليه السّلام: رجلٌ دعاه والده إلى قبول وصيّته ( أي وصيّة الوفاة )، هل له أن يمتنع من قبول وصيّة والده ؟ فوقّع عليه السّلام: ليس له أن يمتنع (74).
عليّ بن محمّد بن زياد الصَّيمريّ
نسبةً إلى الصَّيمرة، وهي بلدة بين ديار الجبل وديار خوزستان ببلاد فارس. محدّث إماميّ ثقة، عالم فاضل، لغويّ أديب كاتب، ألّف كتاب ( الأوصياء ). خدم الإمامين: الهادي والعسكريّ عليهما السّلام وحدّث عنهما، وجرت له معهما مكاتبات ووقّعا له توقيعاتٍ عديدة (75).
• وكان من مكاتبات عليّ بن محمّد الصيمريّ قوله: كتبتُ إلى أبي الحسن صاحب العسكر عليه السّلام أسأله عن الفَرَج، فكتب إليّ: إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين، فتوقّعوا الفَرَج (76).
عليّ بن محمّد بن سليمان النَّوفليّ
وقيل اسمه: عليّ بن سليمان النوفليّ، محدّث روى عن الإمامين: الجواد والهادي عليهما السّلام بالمكاتبة، وروى عنه موسى بن جعفر البغداديّ (77).
• ومن رواياته قوله: سمعتُه ( أي الإمامَ الهادي عليه السّلام ) يقول: اسم الله الأعظم ثلاثةٌ وسبعون حرفاً، كان عند « آصِف » حرف فتكلّم به فانخرفت له الأرض فيما بينه وبين سبأ، فتناول عرش بلقيس حتّى صيّره إلى سليمان، ثمّ انبسطت الأرض في أقل من طَرْفة عين.. وعندنا منه اثنانِ وسبعون حرفاً، وحرفٌ عند الله مستأثرٌ به في علم الغيب (78).
عليّ بن مهزيار الأهوازيّ
أصله من الدَّورَق بخوزستان، نشأ وتعلّم في الأهواز، ثمّ صار من كبار علماء الإماميّة. كان فقيهاً فاضلاً، محدّثاً ثقة، جليل القَدْر عظيم المنزلة صحيح العقيدة. صحب الإمامَ الرضا عليه السّلام وروى عنه وتوكّل عنه، ومِن بعده اختصّ بالإمام الجواد عليه السّلام وروى عنه وصار من وكلائه، ثمّ صحب الإمام الهادي عليه السّلام وروى عنه وصار من وكلائه أيضاً.. وكان من السفراء الممدوحين، وأحدَ الرجال الذين رَوَوُا النصَّ على إمامة الحسن العسكريّ عليه السّلام من أبيه الإمام الهادي عليه السّلام.
جاء اسم عليّ بن مهزيار في أكثر من 435 مورداً في أسناد الروايات، وروى عنه أكثر من 28 راوياً. وله تآليف كثيرة تزيد على الثلاثين، منها: الأنبياء، البشارات، حروف القرآن، الحجّ، الصلاة، المكاسب، الردّ على الغُلاة، الفضائل، القائم، الملاحم.. وغيرها.
كان حيّاً سنة 229 هجريّة (79).
• ومن رواياته في دلائل الإمامة، قوله: أرسلتُ إلى أبي الحسن الثالث ( أي الإمام الهادي عليه السّلام ) غلامي، وكان صَقْلابيّاً، فرجع الغلام إليّ متعجّباً، فقلت له: ما لك يا بنيّ ؟ قال: وكيف لا أتعجّب، ما زال يكلّمني بالصقلابيّة كأنّه واحدٌ منّا (80).
• وقال يحكي قصّة اعتقاده بإمامة عليٍّ الهادي سلام الله عليه، فيقول:
وردتُ العسكرَ وأنا شاكٌّ في الإمامة، فرأيت السلطانَ قد خرج إلى الصيد في يوم من الربيع إلاّ أنّه صائف، والناس عليهم ثياب الصيف وعلى أبي الحسن لباد وعلى فرسه تجفاف لبود، وقد عقدَ ذَنَب الفرس، والناس يتعجّبون منه ويقولون: ألا تَرَون إلى هذا المدنيّ ما قد فعل بنفسه ؟! فقلت في نفسي: لو كان هذا إماماً ما فعل هذا.
فلمّا خرج الناس إلى الصحراء.. لم يلبثوا أن ارتفعت سحابة عظيمة هطلت، فلم يَبقَ أحدٌ إلاّ ابتلّ حتّى غَرِق بالمطر، وعاد عليه السّلام وهو سالم من جميعه، فقلت في نفسي: يوشك أن يكون هو الإمام.
ثمّ قلت: أُريد أن أسأله عن الجُنبِ إذا عَرِق في الثوب، فقلت في نفسي: إن كشف وجهه فهو الإمام. فلمّا قرب منّي كشف وجهه، ثمّ قال: إن كان عرقُ الجُنب في الثوب وجنابتُه من حرام، لا يجوز الصلاة فيه. وإن كان جنابته من حلال، فلا بأس.
قال عليّ بن مهزيار: فلم يبقَ في نفسي بعد ذلك شبهه (81).
الفتح بن يزيد الجُرجانيّ
أبو عبدالله، محدّث له كتاب ورسائل. روى عن الإمام الرضا عليه السّلام بالمكاتبة، وأدرك الإمام الهادي عليه السّلام وصحبه. روى عنه: المختار بن بلال، وأحمد بن أبي عبدالله البرقيّ، وعبدالله بن الحسن العلويّ (82).
• روى في التوحيد قائلاً: ضمّني وأبا الحسن ( الهادي ) عليه السّلام الطريقُ في منصرفي من مكّة إلى خراسان، وهو سائرٌ إلى العراق، فسمعته يقول: مَن اتّقى اللهَ يُتّقى، ومَن أطاع اللهَ يُطاع.
قال الفتح: فتلطّفت في الوصول إليه، فوصلتُ فسلّمت عليه، فردّ علَيّ السلام ثمّ قال: يا فتح، مَن أرضى الخالقَ لم يُبالِ بسخط المخلوق، ومَن أسخط الخالقَ فقَمِنٌ ( أي جديرٌ به ) أن يسلّط اللهُ عليه سخط المخلوق. وإنّ الخالق لا يُوصَِف إلاّ بما وصف به نفسه، وأنّى يوصف الذي تعجز الحواسُّ أن تُدركه، والأوهام أن تناله، والخَطَراتُ أن تَحُدّه، والأبصار عنِ الإحاطة به! جلّ عمّا وصفه الواصفون، وتعالى عمّا ينعته الناعتون، نأى في قُربه، وقَرُبَ في نأيه، فهو في نأيه قريب، وفي قُربه بعيد، كَيّفَ الكيفَ فلا يُقال: كيف ؟ وأيَّنَ الأينَ فلا يُقال: أين ؟ إذ هو منقطع الكَينونيّة والأينُونيّة (83).
• وعنه أيضاً، قال: عن أبي الحسن عليه السّلام قال: سألته عن أدنى المعرفة ( أي بالله تعالى )، فقال: الإقرار بأنّه لا إله غيره، ولا شبيه له ولا نظير، وأنّه قديم مُثْبَت، موجودٌ غير فقيد، وأنّه ليس كمِثْله شيء (84).
• وفي باب الديات، عن الإمام الهادي عليه السّلام في رجلٍ دخل على دارٍ آخر للتلصّص أو الفجور، فقتله صاحب الدار، أيُقتَل به أم لا ؟ فقال: إعلم أنّ مَن دخل دار غيره فقد أهدر دمه، ولا يجب عليه ( أي على صاحب الدار ) شيء (85).
الفضل بن شاذان
ابن الخليل الأزديّ النيسابوريّ، أبو محمّد. من مشاهير علماء الإماميّة، وكان محدّثاً ثقة، فقيهاً جليل القدر ممدوحاً، ومتكلّماً بارعاً عظيم الشأن، ومؤلّفاً فاضلاً مشاركاً في كثيرٍ من العلوم والمعارف.
صحب الأئمّة: الرضا والهادي والعسكريّ عليهم السّلام، وترحّم عليه الإمام العسكريّ عليه السّلام. وقد جاء ذِكره في 775 مورداً في أسناد الروايات، وكان صنّف مجموعةً من الكتب تربو على 180 كتاباً، منها: القراءات، والتفسير، والسنن، وإثبات الرجعة، والمُتعَتان، والعِلل، والإيمان، والردّ على الباطنيّة، والتنبية في الجبر والتشبيه، والغَيبة.. وغيرها.
تُوفّي سنة 260 هجريّة، وقيل: سنة 266 هـ، أو 257هـ (86).
• في رجال ابن داود: أنّه دخل على الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام، فلمّا أراد أن يخرج سقط منه كتاب من تصنيفه، فتناوله أبو محمّد العسكريّ عليه السّلام ونظر فيه وترحّم عليه، وذُكر أنّه عليه السّلام قال: أغبِطُ أهلَ خراسان لمكانِ الفضلِ وكونهِ بين أظْهُرهم (87).
كافور الخادم
ذكره الشيخ الطوسيّ فعرّف به أنّه: ثقة، كان من خدّام الإمام أبي الحسن الهادي عليه السّلام. وذُكر أنّه محدّث إماميّ، صحب الإمام الهادي عليه السّلام وكذا قام بخدمة الإمام العسكريّ عليه السّلام. روى عنه عمر بن يحيى (88).
• ولكافور هذه الرواية، قال: كان في الموضع مجاور الإمام من أهل الصنائع صنوف من الناس، وكان الموضع كالقرية، وكان يونس النقّاش يغشى سيّدَنا الإمامَ ويخدمه، فجاء يوماً يرعد فقال له: يا سيّدي، أُوصيك بأهلي خيراً. قال عليه السّلام: وما الخبر ؟ قال: عزمتُ على الرحيل ؟ قال: ولِمَ يا يونس ؟! وهو عليه السّلام يبتسم، قال: يونس بن بُغا وَجَّه إليّ بفصّ ليس له قيمة ( أي قيمة محدودة بسبب ندرته )، أقبَلتُ أنقِشُه له فكسرتُه باثنين، وموعده غداً، وهو موسى بن بُغا! ( المعروف بقسوته )، إمّا ألف سوط أو القتل. قال عليه السّلام: إمضِ إلى منزلك، إلى غدٍ فَرَج، فما يكون إلاّ خيراً.
فلمّا كان من الغد وافى يونس بكرةً يرعد، فقال للإمام: قد جاء الرسول يلتمس الفصّ! قال عليه السّلام: إمضِ إليه واسمعْ ما يخبرك به، فلن يكون إلاّ خيراً.
فمضى.. وعاد يضحك، قال: قال لي ابن بغا: الجواري اختصمن، فيُمكنك أن تجعله فصَّين حتّى نُغنيَك. فقال سيّدنا الإمام: اللهمّ لك الحمد إذ جعلتَنا ممّن يَحمَدُك حقّاً. ثمّ قال ـ بلهجتهم ـ ليونس النقّاش: فأيش قلتَ له ؟ قال: قلتُ: أمهِلْني حتّى أتأمّلَ أمرَه كيف أعملُه، فقال عليه السّلام: أصَبْتَ (89).
محمّد بن أحمد بن إبراهيم الصابونيّ
الجُعفيّ الكوفيّ، أبو الفضل. من فضلاء علماء ومحدّثي الإماميّة، كان فقيهاً مؤرّخاً لُغَوياً، عارفاً بالنجوم، وله تصانيف ومؤلّفات تربو على السبعين، منها: التوحيد، والخُطب، والفاخر، ومبتدأ الخَلْق، والمتعة، والجبريّة، والذريعة، وتحبير الأحكام ـ أو تخيير الأحكام.. وغيرها.
كان من أهل الكوفة، وسكن مدّةً في مصر حتّى اشتهر بها وصارت له منزلة رفيعة ومقام جليل. روى عن الإمام الهادي عليه السّلام، وروى عنه جعفر بن محمّد بن قولويه صاحب ( كامل الزيارات ) ـ فالصابونيّ أحد شيوخه (90).
• روى الصابونيّ عن بعض الأصحاب قوله: كتبتُ إلى أبي الحسن ( الهادي ) عليه السّلام: جُعلت فداك، ما معنى قول الصادق عليه السّلام: « حديثنا لا يحتمله: مَلَكٌ مقرَّب، ولا نبيٌّ مُرسَل، ولا مؤمنٌ امتَحنَ اللهُ قلبَه للإيمان » ؟ فجاء الجواب:
إنّما معنى قول الصادق عليه السّلام: أنّ المَلَك لا يحتمله حتّى يُخرِجَه إلى مَلَكٍ غيرِه، والنبيّ لا يحتمله حتّى يُخرجه إلى نبيٍّ غيرِه، والمؤمن لا يحتمله حتّى يُخرجه إلى مؤمنٍ غيرِه (91).
محمّد بن أُرومة
قال أبو جعفر بن بابويه ( الصدوق ): طُعِن عليه بالغلوّ. وقال النجاشيّ: ذكره القميّون وغمزوا عليه، ورَمَوه بالغلوّ حتّى دُسّ عليه مَن يَفتِكُ به، فوَجَدوه يصلّي من أوّل الليل إلى آخره، فتوقّفوا عنه. وقال بعض الأصحاب: إنّه رأى توقيعات أبي الحسن الثالث ( الهادي ) عليه السّلام في معنى محمّد بن أرومة.. وله روايتان عن الإمام الهادي عليه السّلام في باب الزيارة: الأولى ـ في زيارة أمير المؤمنين عليه السّلام، يقول:
السلام عليك يا وليَّ الله، أنت أوّل مظلومٍ وأوّل مَن غُصِب حقُّه، صَبَرتَ واحتسبتَ حتّى أتاك اليقين، فأشهد أنّك لِقَيتَ اللهَ وأنت شهيد، عذّبَ اللهُ قاتِلَك بأنواع العذاب، وجدّد عليه العذاب.
جئتك عارفاً بحقّك، مستبصراً بشأنك، مُعادياً لأعدائك ومَن ظَلَمك، ألقى على ذلك ربّي إن شاء الله. يا وليّ الله، إنّ لي ذنوباً كثيرة، فاشفعْ لي إلى ربِّك؛ فإنّ لك عند الله مقاماً محموداً معلوماً، وإنّ لك عند الله جاهاً وشفاعة، وقد قال تعالى: ولا يَشْفَعونَ إلاّ لِمَنِ ارتضى (92).
الثانية ـ نقلها ابن أُرومة عن بعض الأصحاب، عن الإمام عليّ الهادي عليه السّلام أنّه قال في زيارة أبي عبدالله الحسين عليه السّلام: تقول عند رأس الحسين عليه السّلام:
« السلامُ عليكَ يا أبا عبدالله، السلامُ عليكَ يا حُجّة الله في أرضِه، وشاهِدَه على خَلْقِه، السلامُ عليكَ يا ابنَ رسولِ الله، السلامُ عليكَ يا ابنَ عليٍّ المرتضى، السلامُ عليكَ يا ابنَ فاطمةَ الزهراء. أشهدُ أنّك قد أقمتَ الصلاة، وآتَيتَ الزكاة، وأمَرتَ بالمعروف ونَهيتَ عن المنكر، وجاهدتَ في سبيل الله حتّى أتاكَ اليقين، فصلّى الله عليك حيّاً وميّتاً ».
ثم تضع خدّك الأيمن على القبر وقل: « أشهد أنّك على بيّنةٍ من ربّك، جئتُ مقرّاً بالذنوب لتشفع لي عند ربّك يا ابن رسول الله ».
ثمّ اذكر الأئمّة بأسمائهم واحداً واحداً وقل: « أشهد أنّكم حُجّة الله ».
ثمّ قل: « اكتبُ لي عندك ميثاقاً وعهداً أنّي أُجدّد الميثاق، فاشهدْ لي عند ربّك، إنّك أنت الشاهد » (93).
محمّد بن جزك الجَمّال
محدّث إماميّ ثقة، صحب الإمام الهادي عليه السّلام وروى عنه، وعنه روى: عبيدالله بن جعفر الحِمْيريّ، وعبدالله بن المُغيرة (94).
• قال محمّد بن جزك: كتبتُ إلى الحسن الثالث عليه السّلام أنّ لي جِمالاً ولي قُوّامٌ عليها، ولستُ أخرج فيها إلاّ في طريق مكة؛ لرغبتي في الحجّ، أو في النُّدرة إلى بعض المواضع، فما يجب علَيّ إذا أنا خرجت معها أن أعمل ؟ أيجب التقصير في الصلاة والصوم في السفر أو التمام ؟ فوقّع عليه السّلام: إذا كنتَ لا تلزمها ولا تخرج معها في كلّ سفر إلاّ إلى مكّة، فعليك تقصير وفطور (95).
محمد بن الحسن الأشتَر العَلَويّ
هو غير مشهور، فلم يُذكر في كتب رجال الحديث، لكنّه يروي عن الإمام الهادي عليه السّلام روايتين:
• إحداهما: قال: كنتُ مع أبي على باب المتوكّل ـ وأنا صبيّ ـ في جمعٍ من الناس ما بين: طالبيٍّ إلى عبّاسيٍّ وجعفريّ، ونحن وقوف.. إذ جاء أبو الحسن ( الهادي )، فترجّل الناس كلُّهم حتّى دخل، فقال بعضهم لبعض: لِمَ نترجّل لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا ولا بأسنّنا! واللهِ لا تَرجَّلْنا له.
فقال أبو هاشم الجعفريّ: واللهِ لتترجّلُنّ له صِغْرةً إذا رأيتموه. قال محمد بن الحسن الأشتر: فما هو إلاّ أن أقبل ( عليه السّلام ) وبَصُروا به حتّى ترجّل له الناس كلُّهم، فقال لهم أبو هاشم الجعفريّ: أليس زعمتم أنّكم لا تترجّلون له ؟! فقالوا له: واللهِ ما مَلَكْنا أنفُسَنا حتّى ترجّلنا (96).
محمّد بن الحسن الواسطيّ
محدّث إماميّ ثقة، أدرك الإمام الرضا عليه السّلام وحدّث عنه، وعاصر الإمامين: الجوادَ والهادي وصحبهما وحظي لديهما. روى عنه الفضل بن شاذان، وقد قال فيه: محمّد بن الحسن، كان كريماً ( أي عزيزاً ) على أبي جعفر عليه السّلام، وإنّ أبا الحسن الهادي عليه السّلام أنفذ نفقته في مرض محمد بن الحسن وكفنه، وأقام مأتمه عند موته (97).
محمّد بن الريّان بن الصَّلت
الأشعريّ، المحدّث الإماميّ الثقة. صحب الإمامين: الجوادَ والهادي عليهما السّلام وروى عنهما، وله مسائل للإمام الهادي عليه السّلام. روى عنه: سهل بن زياد، ومحمّد بن عيسى، وإبراهيم بن هاشم القمّي (98).
• في في باب الدعاء.. قال محمّد بن الريّان: كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السّلام أسأله أن يعلّمني دعاءً للشدائد والنوازل والمهمّات، وأن يخصّني كما خصّ آباؤُه مَواليهم، فكتب إليّ: إلزمِ الاستغفار (99).
• وفي باب الوصيّة.. قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام أسأله عن إنسان أوصى بوصيّة، فلم يحفظ الوصيُّ إلاّ باباً واحداً منها، كيف يصنع في الباقية ؟ فوقّع عليه السّلام: الأبواب الباقية يجعلها في البِرّ (100).
محمّد بن سعيد المروزيّ
من ثقات محدّثي الشيعة، وكان ممدوح الطريقة، متكلّماً من أجلّة المتكلّمين في نيسابور. صحب الإمام الهادي عليه السّلام وروى عنه.
وقد هجم عليه عبدالله بن طاهر بسبب خبثه، فحاجّه محمّد بن سعيد، فخلّى سبيله (101).
محمّد بن عبدالجبّار بن أبي الصَّهبان
القمّي، من ثقات محدّثي الإماميّة، وله روايات. روى عن الأئمّة: الجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام، حتّى تردّد اسمه في 900 مورد في أسناد الروايات، راوياً عنه: عبدالله بن جعفر الحِمْيريّ، ومحمّد بن عليّ بن محبوب، ومحمّد بن الحسن الصفّار القمّي صاحب ( بصائر الدرجات ) وغيرهم (102).
محمّد بن عليّ بن عيسى الأشعريّ
القمّي، من وجوه الشيعة الإماميّة بقمّ، وكان أميراً عليها. صحب الإمامين: الهادي والعسكريّ عليهما السّلام. له دعوات الأيّام المعروفة بـ « أدعية الطَّلحيّ »، وله مسائل للإمام الهادي عليه السّلام (103).
محمّد بن عيسى بن عبيد اليَقطينيّ
العُبَيديّ الخُزَيميّ، أبو جعفر. من مشاهير علماء ومجتهدين الإماميّة، وكان فقيهاً فاضلاً، محدّثاً ثقةً عادلاً، جليلَ القدر عالي المنزلة، مشارك في العلوم: كالتفسير والأدب ومعرفة الرجال، وكان حسن التأليف.. ومن مؤلفاته: بُعد الإسناد، والنوادر، وتفسير القرآن، والمعرفة، والوصايا، والواضح المكشوف في الردّ على أهل الوقوف، وثواب الأعمال، والتوقيعات.. وغيرها.
تردّد اسمه ـ تحت عناوين مختلفة ـ في 202 مورد في أسناد الروايات، راوياً عن الأئمّة: الرضا والجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام، وعنه روى جماعة من المحدّثين يربون على العشرين، منهم: أحمد بن خالد البَرقيّ، ومحمّد بن الحسن الصفّار، وعبدالله بن جعفر الحِمْيريّ، وغيرهم.
كان يقيم في بغداد، وتوفّيَ بها بعد سنة 297 هجريّة (104).
• روى اليقطينيّ هذا عن أبي الحسن عليه السّلام أنّه قال: تقول ببغداد ( أي في زيارة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام ):
السلام عليك يا وليَّ الله، السلام عليك يا حجّةَ الله، السلام عليك يا نورَ الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا مَن بدا الله في شأنه، أتيتك عارفاً بحقّك، مُعادياً لأعدائك، فاشفَعْ لي عند ربّك ». وادعُ الله وسَلْ حاجتك.. وتسلّم بهذا على أبي جعفر ( الجواد ) عليه السّلام (105).
محمّد بن الفَرَج الرخجيّ
نسبةً إلى « رخج » مدينة بنواحي كابل. وهو من ثقات محدّثي الإماميّة، وكان عالماً عظيم الشأن، فقيهاً مبرّزاً ممدوحاً، وكانت له منزلة جليلة لدى الأئمّة: الرضا والجواد والهادي عليهم السّلام، وقد حظيَ بصحبتهم وروى عنهم، فجاء اسمه في 11 مورداً في أسناد الروايات، وله كتاب مسائل (106).
• من رواياته، أنّ أبا الحسن الهادي عليه السّلام كتب إليه: يا محمّد، أجْمِعْ أمرَك، وخُذْ حِذْرَك. قال محمّد بن الفرج الرخجيّ: فأنا في جمع أمري، وليس أدري ما كتب إليّ.. حتّى ورد رسولٌ يحملني من مصر مقيّداً، وضرب على كلّ ما أملك، وكنت في السجن ثماني سنين.
قال: ثمّ ورد علَيّ من السجن كتاب فيه: يا محمّد، لا تنزل في ناحية الجانب الغربيّ. فقرأت الكتاب فقلت: يكتبُ إليّ وأنا في السجن! إنّ هذا لعجب. فما مكثتُ أن خُلّيَ عنّي والحمد لله.
قال عليُّ بن محمّد النوفليّ: وكتب إلى الإمام الهادي عليه السّلام محمّدُ بن الفَرَج يسأله عن ضِياعه، فكتب عليه السّلام إليه: سوف تُرَدّ عليك، وما يضرُّك أن لا تُردَّ عليك! فلمّا شخص محمّد بن الفرج إلى العسكر كُتب إليه بِرَدّ ضياعه، ومات قبل ذلك.. (107)
معاوية بن حكيم
الدُّهنيّ البَجَليّ الكوفيّ، من العلماء الفضلاء، وكان محدِّثاً ثقة وفقيهاً ممدوحاً، مجتهداً، جليل القدر عالي المنزلة، وله مصنّفات نافعة.. منها: الفرائض، يوم وليلة، النوادر.. وغيرها.
روى عن الأئمّة: الكاظم والرضا والجواد والهادي عليهم السّلام، وعنه روى: الحسن بن عليّ بن فضّال، وأحمد بن محمّد بن عيسى.. وغيرهما.
كان حيّاً قبل سنة 254 هـ (108).
منصور بن العبّاس
الرازيّ البغداديّ، أبو الحسين. محدّث أصله من الريّ، سكن بباب الكوفة وتُوفّي بها. صحب الإمامين: الجواد والهادي عليهما السّلام، وتردّد اسمه في 59 مورداً في أسناد الروايات، وروى عنه أكثر من 15 راوياً، مثل: أحمد بن محمّد البرقيّ، وصفوان بن يحيى، وإسماعيل بن مِهران.. وأمثالهم. وله يُنسَب كتاب ( النوادر ) (109).
وقد يأتي بعنوان المنصوريّ، كما في الرواية التي ينقلها عنه الشيخ الطوسيّ، أنّه حدّث عن عمّ أبيه، قال للإمام عليّ بن محمّد عليهما السّلام: علِّمْني يا سيّدي دعاءً أتقرّب به إلى الله عزّوجلّ، فقال له: هذا دعاءٌ كثيراً ما أدعو اللهَ به، وسألتُ اللهَ عزّوجلّ أن لا يخيبَ مَن دعا به في مشهدي بعدي، وهو:
يا عُدّتي عند العُدَد، ويا رجائي والمعتمَد، ويا كهفي والسَّنَد، ويا واحدُ يا أحد، ويا قُلْ هوَ اللهُ أحد. أسألك اللهمّ بحقّ مَن خلقتَه مِن خلقك ولم تجعلْ في خلقك مِثْلَهم أحداً، صَلِّ على جماعتهم، وافعل بي « كذا وكذا.. » (110).
موسى المُبَرقع بن الإمام الجواد عليه السّلام
أخو الإمام عليّ الهادي عليه السّلام، والراوي عنه رواياتٍ عديدة، منها:
أنّه عليه السّلام قال في هذه الآية: فقُلْ تَعالَوا نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَكم ونساءَنا ونساءَكم وأنفسَنا وأنفسكم ثمّ نبتهلْ فنَجَعلْ لعنةَ اللهِ على الكاذبين (111): ولو قال: تعالَوا نبتهلْ فنجعلْ لعنةَ الله عليكم، لم يكونوا يجيبون للمباهلة، وقد علم أنّ نبيّه مؤدٍّ عنه رسالاته، وما هو من الكاذبين (112).
موسى بن عبدالله النَّخعيّ
من أصحاب الإمام الهادي عليه السّلام، روى عنه الزيارةَ الجامعة الكبيرة التي تُعدّ من أهمّ الزيارات في بيان معالم الإمامة وصفات الإمام.. وقد جاء النخعيّ هذا يقول: قلتُ لعليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام: علِّمني يا ابن رسول الله قولاً أقوله، بليغاً كاملاً، إذا زرتُ واحداً منكم، فقال عليه السّلام: إذا صرتَ إلى الباب فقفْ واشهد الشهادتينِ وأنت على غُسُل، فإذا دخلتَ ورأيتَ القبر فقف وقل: أللهُ أكبر، ألله أكبر.. ثلاثين مرّة، ثمّ امشِ قليلاً وعليك السكينة والوقار، وقارب بين خُطاك، ثمّ قف وكبّر اللهَ عزّوجلّ ثلاثين مرّة، ثمّ ادنُ من القبر وكبّر الله أربعين مرّة، تمام مائة تكبيرة، ثمّ قل:
السلام عليكم يا أهلَ بيتِ النبوّة، ومَوضعَ الرسالة، ومُختلَفَ الملائكة ومَهبِطَ الوحي، ومَعدِنَ الرحمة وخُزّانَ العلم، ومُنتهى الحِلْم، وأصولَ الكَرَم، وقادةَ الأمم، وأولياءَ النِّعم، وعناصرَ الأبرار، ودعائمَ الأخيار، وساسةَ العباد، وأركانَ البلاد، وأبوابَ الإيمان، وأُمناءَ الرحمان، وسُلالةَ النبيّين، وصَفوةَ المرسَلين، وعِترةَ خِيرَةِ ربِّ العالمين، ورحمة الله وبركاته... ( وتستمرّ الزيارة بفصولها البليغة السامية، حتّى يكون مقطعها الأخير ): اللهمّ إنّي لو وَجَدتُ شُفَعاءَ أقربَ إليك من محمّدٍ وأهلِ بيته الأخيار، الأئمّةِ الأبرار، لَجعلتُهم شفعائي، فبحقِّهِمُ الذي أوجبتَ لهم عليك، أسألك أن تُدخلَني في جملة العارفين بهم وبحقِّهم، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم، إنّك أرحم الراحمين، وصلّى الله على محمّدٍ وآله وسلّم تسليماً كثيراً، وحَسْبُنا اللهُ ونعم الوكيل ) (113).
نصر الخادم
وقيل: نصير الخادم. محدّث إماميّ، أدرك الإمام الكاظم عليه السّلام وروى عنه، وصحب الإمامين: الجواد والهادي عليهما السّلام، واختصّ بهما وخدمهما.
وكان نصر الخادم أحدَ شهودِ وصيّة الإمام الجواد عليه السّلام إلى ابنه عليّ الهادي عليه السّلام، وقد كتب شهادته بيده (114).
هارون بن الفضل
هكذا عَنْوَنَه الأردبيليّ في ( جامع الرواة ) وقال: روى عن أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السّلام، وروى عنه أبو الحسن الميشائيّ.
وأكّد ذلك الكلينيّ بما رواه عنه أنّه قال: رأيت أبا الحسن عليَّ بن محمّدٍ في اليوم الذي تُوفّي فيه أبو جعفر ( الجواد أبوه ) عليه السّلام، فقال ( أي الهادي عليه السّلام ): إنّا للهِ وإنّا إليه راجعون! مضى أبو جعفر عليه السّلام. فقيل له: وكيف عرفت ؟! (لأنّ الإمام الجواد عليه السّلام استُشهد في بغداد، والهادي سلام الله عليه كان في المدينة ) قال: لأنّه تَداخَلني ذِلّةٌ للهِ لم أكن أعرفها ( وهي علامة الإمامة ) (115).
وفي رواية المسعوديّ أنّه قيل له: فكيف عرفتَ ذلك ؟ قال: تَداخلني ذُلٌّ واستكانة ( أي لله جلّ وعلا ) لم أكنْ أعهَدُها (116).
يحيى بن هَرثَمة
أحد قوّاد جيش المتوكّل، أرسله إلى المدينة المنوّرة لإشخاص الإمام أبي الحسن عليّ الهادي عليه السّلام إلى سُرّ مَن رأى. وليحيى هذا مع الإمام الهادي عليه السّلام أخبار وحكايات ظهرت منه عليه السّلام في طريقه إلى العراق.. منها:
• قوله: رأيت من دلائل أبي الحسن الأعاجيبَ في طريقنا، منها: أنّا نزلنا منزلاً لا ماءَ فيه، فأشفَينا دوابَّنا وجِمالنا من العطش على التَّلَف، وكان معنا جماعةٌ وقوم قد تَبِعونا من أهل المدينة، فقال أبو الحسن: كأنّي أعرف على أميالٍ موضعَ ماء. فقلنا له: إن نَشَطتَ وتفضّلتَ عدلتَ بنا إليه، وكنّا معك. فعدل بنا عن الطريق.. فسرنا نحو ستّة أميال، فأشرفنا على وادٍ كأنّه زهو الرياض، فيه عيونٌ وأشجار وزروع، وليس فيها زارع ولا فلاّح ولا أحد من الناس، فنزلنا وشربنا وسقَينا دوابَّنا، وأقمنا إلى بعد العصر، ثمّ تزوّدنا وارتوينا وما معنا من القِرَب ورحنا راحلين، فلم نبعد أن عَطِشتُ، وكان لي مع بعض غلماني كُوز فضّة يشدّه في مِنطقته ( أي حزامه )، وقد استسقيتُه فلَجْلَج لسانه بالكلام، ونظرتُ فإذا هو قد نسيَ الكوزَ في المنزل الذي كنّا فيه ( أي المكان الذي نزلوا فيه )، فرجعتُ أضرب بالسوط على فرسٍ لي جوادٍ سريع، وأغدّ السير.. حتّى أشرفتُ على الوادي، فرأيته جَدباً يابساً قاعاً مَحِلاً لا ماءَ فيه ولا زرع ولا خُضرة، ورأيتُ موضع رِحالِنا ورَؤُثَ داوبّنا وبَعْر الجِمال ومُناخاتهم، والكوزَ موضوعاً في موضعه الذي تركه الغلام، فأخذتُه وانصرفت ولم أعرف شيئاً من الخبر.
فلمّا قربتُ من العسكر وجدتُه عليه السّلام ( أي الإمام الهادي ) ينتظرني، فتبسّم ولم يَقُل لي شيئاً، ولا قلتُ له سوى ما سأل من وجود الكوز، فأعلمتُه أنّي وجدتُ الكوز.
• قال يحيى: وخر في يومٍ صائف آخَرَ ونحن في ضحوٍ وشمس حاميةٍ تُحرِق، فركب من مضربه وعليه مَمطَر وذَنَب دابتّه معقود وتحته لبد طويل. فجعل كلُّ مَن في العسكر وأهل القافلة يضحكون ويقول: هذا الحجازيّ ليس يعرف الريّ! فسِرنا أميالاً حتّى ارتفعت سَحابةٌ من ناحية القبلة، واظلمّت وأضَلّتْنا بسرعة، وأتى من المطر الهاطل كأفواهِ القِرَب، فكِدنا نتلف، وغَرِقنا حتّى جرى الماء من ثيابنا إلى أبداننا، وامتلأت خِفافنا، وكان المطر أسرعَ وأعجل مِن أن يمكن أن نَحُطَّ ونُخرج اللبابيد، فصِرنا شُهرة! وما زال عليه السّلام يبتسم تبسّماً ظاهراً تعجّباً من أمرنا.
• قال يحيى: وصارت إليه في بعض المنازل امرأةٌ معها ابن لها أرمَدُ العين، ولم تستذلّ وتقول: معكم رجل عَلَويّ ؟ دُلّوني عليه حتّى يُرقيَ عينَ ابني هذا. فدلَلْناها عليه، ففتح عين الصبيّ حتّى رأيتُها ولم أُشكل أنها ذاهبة! فوضع عليه السّلام يده عليها لحظةً وهو يحرّك شفتَيه، ثمّ نحّاها، فإذا عين الغلام مفتوحةٌ صحيحة ما بها علّة! (117)
• وروى يحيى بن هرثمة أيضاً، فقال: اتّفق مرض المتوكّل، فنذر إن عُوفيَ لَيتصدّقنّ بدراهمَ كثيرة. فعُوفي، فسأل الفقهاءَ عن ذلك ( أي عدد الدراهم الكثيرة التي ينبغي أن يفيَ في نَذْره )، فلم يجد عندهم فَرَجاً، فبعث إلى عليّ ( الهادي عليه السّلام ) فسأله، فقال: يتصدّق بثلاثةٍ وثمانين ديناراً، فقال المتوكل: من أين لك هذا ؟ ( أي ما الدليل عليه ؟ )، فقال عليه السّلام: مِن قوله تعالى: لقد نَصَركمُ اللهُ في مَواطِنَ كثيرةٍ ويومَ حُنَين.. (118)، والمواطن الكثيرة هي هذه؛ وذلك لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله غزا سبعاً وعشرين غزاةً وبعث خمساً وستّين سَرِيّةً، وآخر غزواته يوم حُنَين. فعجب المتوكّل والفقهاء من هذا الجواب، وبعث إليه بمالٍ كثير. فقال: هذا الواجب، فتصدّقْ أنت بما أحببت (119).
يعقوب بن إسحاق السِّكِّيت
ابن يوسف الدَّروقيّ الأهوازيّ البغداديّ، المشهور بـ « ابن السكّيت »، أبو يوسف. من العلماء الأفاضل، وكان أديباً لغويّاً شاعراً وكاتباً، ومؤلّفاً ومصنّفاً، جامعاً في علوم العربيّة وآدابها، وشهرتُه ومكانتُه في الفصاحة والبلاغة في غِنىً عن التعريف والتوصيف. وله في كثيرٍ من المعارف تصانيفُ نافعة، وكان مشاركاً في علوم القرآن ونحو الكوفيّين والأدب العربيّ.
وإلى ذلك، فابن السكّيت هو محدّث ثقة، مصدَّقٌ لا يُطعَنُ عليه، جليل القدر عالي الشأن، جاء ذِكره في كتب التراجم والرجال مكرَّماً معظّماً مبجّلاً. عاصر الإمامين: الجواد والهادي عليهما السّلام، فصحبهما واختصّ بهما، وله عن الإمام الجواد رواية ومسائل.
كان خوزستانيَّ الأصل، إلاّ أنّه تأدّب وتعلّم ببغداد. وقد حظيَ لدى البلاط العبّاسيّ في عهد المتوكّل حتّى صار من ندمائه ومؤدّباً ومعلّماً لولْده. إلاّ أنّ ابن السكّيت كان شيعيّاً راسخ العقيدة صلبَ الإيمان، فكان حاضراً في أحد الأيّام في مجلس المتوكّل إذ أقبَلَ ابنا المتوكّل: المعتزّ والمؤيَّد، وكان ابن السكّي يتولّى تعليمهما وتأديبهما، فسأله المتوكل: يا يعقوب، أيُّهما أحبُّ إليك: وَلَدايَ هذانِ أم الحسنُ والحسين ؟ فأجابه ابن السكيت: واللهِ إنّ قنبراً غلامُ عليّ بن أبي طالب خيرٌ من ولَدَيك ومن أبيهما! فاستشاط المتوكّل ـ وهو المعروف بعدائه لعليٍّ وآل عليّ عليهم السّلام ـ غَضَباً، فأمر جلاوزته من الأتراك أن يدوسوا بطنه ويَسلّوا لسانه من قفاه، فتُوفي على أثر ذلك ببغداد في الخامس من شهر رجب سنة 244 هجريّة، وقيل: سنة 246 هجري.. وعمره يوم وفاته 58 سنة.
ومن آثاره ومؤلّفاته: إصلاح المنطق، والنبات، وما اتّفق لفظه واختلف معناه، والطير، والأضداد، والأصوات، وشعر امرئ القيس، وشعر الفرزدق، وشعر أوس بن حجر، وشعر زهير بن أبي سُلمى، والأرضون والجبال والأودية، والوحش.. وغيرها (120).
• وقد رويّ أنّ المتوكّل العبّاسيّ قال لابن السكّيت: إسألِ ابنَ الرضا ( أي الهادي عليه السّلام ) مسألةً عَوْصاء بحضرته، فسأله: لِمَ بعَثَ اللهُ موسى بالعصا، وبعث عيسى بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى، وبعث محمّداً بالقرآن والسيف ؟ فقال أبو الحسن عليه السّلام:
بعَثَ اللهُ موسى بالعصا واليد البيضاء في زمانٍ الغالبُ على أهله السِّحْر، فأتاهم مِن ذلك ما قهَرَ سِحرَهم وبَهَرهم، وأثبت الحُجّة عليهم. وبعث عيسى بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله، فقهرهم وبهرهم ( وفي روايةٍ: في وقتٍ قد ظهرت فيه الزّمانات، واحتاج الناس إلى الطبّ، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مِثْلُه، وبما أحيى لهم الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله، وأثبت الحُجّة عليهم ).
وبعث محمّداً بالقرآن في زمانٍ الغالبُ على أهله السيفُ والشِّعر، فأتاهم من القرآن الزاهر، والسيف القاهر، ما بهَرَ به شِعرَهم، وسيفَهم، وأثبت الحُجّةَ عليهم.
فقال له ابن السكّيت: تاللهِ ما رأيتُ مِثلَك قطّ، فما الحجّةُ على الخَلْقِ اليوم ؟ قال عليه السّلام: العقل، يُعرَف به الصادق على الله فيصدّقه، والكاذبُ على الله فيكذّبَه. فقال ابن السكّيت: هذا ـ واللهِ ـ هو الجواب! (121)
• وحدّث يعقوب بن السكّيت يوماً فقال: سمعتُ أبا الحسن ( الهادي ) عليه السّلام عليَّ بن محمّد بن الرضا عليهم السّلام يُسأل ما بالُ القرآن لا يزداد على النَّشْر والدرس إلاّ غضاضة! فقال: إنّ الله تعالى لم يجعله لزمانٍ دون زمان، ولا لناسٍ دون ناس، فهو في كلّ زمانٍ جديدٌ، وعند كلّ قومٍ غضٌّ إلى يوم القيامة (122).
• وقال ابن السكّيت: سمعتُ أبا الحسن عليَّ بن محمّد بن الرضا عليهم السّلام يقول: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: إيّاكم والإلطاطَ بالمُنى؛ فإنّها من بضائع العَجَزة (123).
يعقوب بن يزيد الكاتب
ابن حمّاد السُّلميّ الأنباريّ البغداديّ، أبو يوسف. من فضلاء علماء الإماميّة، وكان محدِّثاً ثقةً صدوقاً، كثير الرواية، كاتباً، وله مؤلّفات، منها: البَداء، والمسائل، ونوادر الحجّ.. وغيرها.
تقرّب من البلاط العبّاسيّ أيّام حكم المنتصر بالله الذي قتل أباه المتوكّل لتجاسره على أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله، وصار من كتّابه، وكتب لأبي دُلَف القاسم العِجليّ أيضاً.
روى عن الأئمّة: الكاظم والرضا والجواد والهادي عليهم السّلام، وجاء اسمه في أكثر من 355 مورداً من أسناد الروايات، وقد روى عن يعقوب الكاتب هذا أكثر من عشرين محدّثاً مثل: عبدالله بن جعفر الحِمْيريّ، وعليّ بن الحسن بن فضّال، ومحمّد بن يحيى العطّار.. وغيرهم.
كان على قيد الحياة قبل سنة 254 هجريّة (124).
• روى يعقوب بن يزيد الكاتب عن أبي الحسن الثالث ( الهادي ) عليه السّلام أنّه قال: إذا كانت لك حاجة مهمّة فصُمْ يوم الأربعاء والخميس والجمعة، واغتسل يوم الجمعة في أوّل النهار وتصدّق على مسكينٍ بما أمكن، واجلس في موضعٍ لا يكون بينك وبين السماء سقف ولا ستر من صحن دارٍ أو غيرِها، وتجلس تحت السماء وتصلّي أربع ركعات.. تقرأ في الأولى الحمد ويس، وفي الثانية الحمد وحم الدخان، وفي الثالثة الحمد وإذا وقعتِ الواقعة، وفي الرابعة الحمد وتبارك الذي بيده المُلْك، فإذا لم تُحسنها فاقرأ الحمدَ ونسبةَ الربّ تعالى « قُلْ هوَ اللهُ أحد »، فإذا فرغتَ بسطتَ راحتَيك إلى السماء وتقول:
اللهمّ لك الحمد حمداً يكون أحقَّ الحمدِ بك، وأرضى الحمدِ لك، وأوجبَ الحمد لك، وأحبَّ الحمد إليك. ولك الحمد كما أنت أهله، وكما رضيتَ لنفسك، وكما حَمِدك مَن رضيتَ حَمْدَه مِن جميع خلقك، ولك الحمد كما حَمِدك به جميعُ أنبيائك ورسلك وملائكتك، وكما ينبغي لعزّك وكبريائك وعظمتك. ولك الحمد حمداً تكلّ الألسنُ عن صفته، ويقف القولُ عن منتهاه. ولك الحمد حمداً لا يقصُر عن رضاك، ولا يَفْضُله شيء من محامدك.
اللهمّ لك الحمدُ في السرّاء والضرّاء، والشدّة والرخاء، والعافية والبلاء، والسنين والدهور. ولك الحمد على آلائك ونعمائك علَيّ وعندي، وعلى ما أوليتَني وأبليتني وعافيتني...
( ويمضي الدعاء المبارك في مقاطع عديدة لينتهي بوصيّة الإمام الهادي عليه السّلام لصاحب الحاجة: ) وتتضرّع إلى الله تعالى في مسائلك؛ فإنّه أيسر مقام للحاج إن شاء الله، وبه الثقة (125).
1 ـ رجال الطوسيّ 410. جامع الرواة للأردبيليّ 18:1. رجال البرقيّ 59. تنقيح المقال للمقامقانيّ 13:1. معجم رجال الحديث للسيّد الخوئيّ 202:1.
2 ـ الكافي، للكلينيّ 267:1 / ح 8 ـ في تسمية مَن رآه عليه السّلام.
3 ـ رجال الطوسيّ 410. جامع الرواة 20:1. قاموس الرجال للتستريّ لمحمّد تقي 180:1. لسان الميزان لابن حجر العسقلانيّ 55:1. نقد الرجال للسيد مصطفى التفريشيّ 8.
4 ـ رجال الكشيّ 440.
5 ـ رجال البرقيّ 58. رجال الكشيّ 460. مجمع الرجال لعناية الله القهبائيّ 60:1. جامع الرواة 28:1. منتهى المقال لمحمّد بن إسماعيل الحائريّ 21.
6 ـ الكافي 583:4 / ح 3.
7 ـ سورة البقرة:219.
8 ـ تفسير العيّاشيّ 106:1.
9 ـ رجال الطوسيّ 409. رجال البرقيّ 58. الغَيبة للطوسيّ 258. رجال الحليّ ـ قسم الثقات ص 6. معجم الثقات لأبي طالب التجليل التبريزيّ 4. جامع الرواة 33:1.
10 ـ بحار الأنوار للمجلسيّ 198:100 ـ 199 / ح 14. إقبال الأعمال لابن طاووس 98.
11 ـ مَن لا يحضره الفقيه للصدوق 198:4.
12 ـ سورة الأحقاف:21.
13 ـ تفسير القمّي ـ في ظلّ الآية المذكورة.
14 ـ رجال الطوسيّ 409. رجال الكشيّ 557. رجال ابن داود ـ قسم الثقات 37. رجال البرقيّ 59. هداية المحدّثين لمحمّد أمين الكاظميّ 171.
15 ـ الكافي 552:3. تهذيب الأحكام للطوسيّ 54:4.
16 ـ رجال الطوسيّ 426. فهرست الطوسيّ 33. رجال الحليّ ـ قسم الثقات 17. معجم المؤلّفين لعمر رضا كحّالة 218:1. الذريعة في تصانيف الشيعة لآقا بزرگ الطهرانيّ 181:4.
17 ـ رجال الطوسيّ 410. كامل الزيارات لابن قولويه 48 ، 49 ، 79. مستطرفات السرائر لابن إدريس الحليّ 97 ، 151. تنقيح المقال 82:1. الكنى والألقاب للشيخ عبّاس القمّي 69:2.
18 ـ رجال البرقي 59. لسان الميزان 260:1. روضة المتّقين لمحمّد تقيّ المجلسيّ 46:14. معجم الثقات 13. فهرست النديم 278. رجال الكشيّ 496 ، 497 ، 512 ، 527.
19 ـ المصباح، للكفعميّ 571.
20 ـ رجال الطوسيّ 410. رجال البرقيّ 57. الغَيبة للنعمانيّ 168. تهذيب الأحكام 41:1 ـ وعشرات الموارد. والاستبصار للشيخ الطوسيّ 10:1 ، 16 ، 17 ـ وعشرات الموارد. رجال الحليّ ـ قسم الثقات 12. لسان الميزان 490:1.
21 ـ تفسير العيّاشيّ 215:2.
22 ـ تهذيب الأحكام 243:4.
23 ـ مَن لا يحضره الفقيه للصدوق 435:3.
24 ـ إثبات الوصيّة للمسعوديّ 229.
25 ـ التوحيد للصدوق 101.
26 ـ رجال الطوسيّ 411. جامع الرواة 121:1. نقد الرجال 56. قاموس الرجال 322:2. أعيان الشيعة للسيّد محسن الأمين. معجم رجال الحديث 313:3.
27 ـ سورة غافر:84 ـ 85.
28 ـ الكافي 238:7.
29 ـ رجال الطوسيّ 411. مجمع الرجال 28:2. رجال النجاشيّ 251. قاموس الرجال 633:2. لسان الميزان 117:2.
30 ـ رجال الطوسيّ 413. منتهى المقال 92. رجال الحليّ ـ قسم الثقات 39. معجم الثقات 33. إتقان المقال للشيخ محمّد طه نجف 40.
31 ـ رجال الطوسيّ 412. العندبيل للسيّد محمّد حسين الرضويّ 149:1. رجال النجاشيّ 42. الذريعة 308:2 ، 324 ، 380 و 173:15. المجدي في أنساب الطالبيّين لأبي الحسن علي بن محمّد العلويّ 152. رياض العلماء للميرزا عبدالله أفندي 276:1 ـ 294.
32 ـ بحار الأنوار 103:74 / ح 60.
33 ـ رجال الطوسيّ 371 ، 412. هداية المحدّثين 190. الغَيبة للطوسيّ 45. الكنى والألقاب 238:3. رجال الكشّي 213 ، 244 ، 247 ، 301..
34 ـ رجال الطوسيّ 412. وسائل الشيعة للحرّ العامليّ 175:20. رجال ابن داود ـ قسم الثقات 80. كامل الزيارات 14. فهرست النديم 277. رجال الكشيّ 508.
35 ـ رجال الطوسيّ 414. معجم رجال الحديث 83:7 ـ 86. رجال ابن داود ـ قسم الثقات 89. اتقان المقال 57. رجال الحلّي ـ قسم الثقات 66. هداية المحدّثين 57.
36 ـ إثبات الوصيّة 224.
37 ـ الكافي 405:3.
38 ـ رجال الطوسيّ 415. الوجيزة للمجلسيّ 21. هداية المحدّثين 58. فهرست النديم 246. رجال البرقيّ 59.
39 ـ من لا يحضره الفقيه 363:1. الاستبصار 458:1. تهذيب الأحكام 303:3.
40 ـ من لا يحضره الفقيه 261:1.
41 ـ تهذيب الأحكام 110:6.
42 ـ تحف العقول عن آل الرسول لابن شعبة الحرّانيّ 358.
43 ـ رجال الطوسيّ 375، 401 ، 414 ، 431. اتقان المقال 59. جامع الرواة 303:1. كامل الزيارات 273. أمالي المفيد 174. مجمع الرجال 88:2 ، 107:7. مروج الذهب للمسعوديّ 290:2. رجال الكشيّ 278 ، 484. الكامل لابن الأثير 289:7. معجم الثقات 51.
44 ـ مناقب آل أبي طالب 448:2.
45 ـ بحار الأنوار 145:50 ـ 146 / ح 29 ـ عن الخرائج.
46 ـ بحار الأنوار 148:50 ـ 149 / ح 34.
47 ـ كمال الدين وتمام النعمة للصدوق 381 ـ الباب 37 / ح 5.
48 ـ كامل الزيارات 274.
49 ـ أمالي الصدوق 248. من لا يحضره الفقيه 401:4.
50 ـ رجال الطوسيّ 375. الكامل في التاريخ 94:7. الكنى والألقاب 28:1 ، 319. رجال النجاشيّ 116. فهرست النديم 183. لسان الميزان 421:1. معجم الثقات 282. الأغاني لأبي الفرج الإصفهانيّ 62:18. تاريخ بغداد 383:3. وفيات الأعيان لابن خلّكان 266:2. طبقات الشعراء لابن المعتزّ 218 ، 264.
51 ـ رجال الطوسيّ 415. رجال الكشيّ 546 ، 547. رجال الحليّ ـ قسم الثقات 70. ثقات الرواة للموسويّ الإصفهانيّ 301:1 ـ 303. نضد الإيضاح لمحمّد بن محمّد حسن علم الهدى 140.
52 ـ الكافي 420:1 / ح 9.
53 ـ مناقب آل أبي طالب 452:2.
54 ـ رجال الطوسيّ 416. التحرير الطاووسيّ للشهيد الثاني 143. الذريعة 479:4. روضة المتقين 483:14. رجال البرقيّ 58.
55 ـ رجال الطوسيّ 415. المصباح للكفعميّ / حاشية ص 189. قاموس الرجال 367:5. منتهى المقال 163. الكنى والألقاب 163:1.
56 ـ الكافي 498:1. بصائر الدرجات 406. الاختصاص ص 324.
57 ـ رجال الطوسيّ 416. جامع الرواة 404:1. نضد الإيضاح 167. الوجيزة 26. معجم رجال الحديث 53:9. قاموس الرجال 451:5.
58 ـ كمال الدين 383 / ح 10.
59 ـ عيون أخبار الرضا عليه السّلام للصدوق 262:2 / ح 32 ـ الباب 65. أمالي الصدوق 350.
60 ـ رجال الطوسيّ 417. نقد الرجال 190. عمدة الطالب لابن عنبة 97. رجال الحليّ ـ قسم الثقات 130. المجدي في أنساب الطالبيّين للعلويّ العَمْريّ 35.
61 ـ علل الشرائع للصدوق 33:1.
62 ـ أمالي الصدوق 125.
63 ـ رجال الطوسيّ 419. معجم الثقات 72. رجال البرقي 59. معالم العلماء لابن شهرآشوب 73. الذريعة 328:2، 485:4.
64 ـ مناقب آل أبي طالب 453:2.
65 ـ رجال الطوسيّ 420 ، 434. الغَيبة للطوسيّ 214 ، 215. رجال ابن داود ـ قسم الثقات 133. جامع الرواة 533:1. تنقيح المقال 545:2.
66 ـ رجال الطوسيّ 417. إتقان المقال 91. هداية المحدّثين 115. رجال الكشيّ 513. الوجيزة 34. كامل الزيارات 319.
67 ـ من لا يحضره الفقيه 144:1.
68 ـ رجال الطوسيّ 418. رجال الكشيّ 523 ، 606. التحرير الطاووسيّ 185. معجم الثقات 80. رجال الحليّ ـ قسم الثقات 93. نقد الرجال 228.
69 ـ كامل الزيارات 185.
70 ـ رجال الطوسيّ 417. مجمع الرجال 184:4. رجال البرقيّ 58. قاموس الرجال 427:7 ـ 429.
71 ـ يراجع: رجال الكشيّ 510، وفي الصفحة ذاتها أنّ الإمام عليه السّلام كتب إليه في جوابه: تصير إلى رحمة الله خير لك.
72 ـ رجال الطوسيّ 419. جامع الرواة 580:1. التحرير الطاووسيّ 186. رجال النجاشيّ 198. مستطرفات السرائر 66. منهج المقال للأسترباديّ 233.
73 ـ تهذيب الأحكام 367:2.
74 ـ تهذيب الأحكام 206:9.
75 ـ رجال الطوسيّ 418. جامع الرواة 598:1 ، 599. رجال البرقيّ 58. الذريعة 478:2. معجم رجال الحديث 141:12 ، 142. إثبات الوصيّة 211.
76 ـ كمال الدين 381.
77 ـ رجال الطوسيّ 418. منتهى المقال 208. تنقيح المقال 304:2. قاموس الرجال 555:7. جامع الرواة 598:1.
78 ـ الكافي 230:1. بصائر الدرجات 211. مناقب آل أبي طالب 446:2.
79 ـ إيضاح المكنون للبابانيّ البغداديّ 304:1، و 198:2. بهجة الآمال للعلياريّ التبريزيّ 545:5. التحرير الطاووسيّ 183. رجال ابن داود ـ قسم الثقات 142. معالم العلماء 63.
80 ـ الاختصاص 289.
81 ـ مناقب آل أبي طالب 451:2.
82 ـ رجال الطوسيّ 420. طرائف المقال للجابلقي البرجرديّ 338:1. رجال البرقيّ 60. رجال النجاشيّ 220. معجم رجال الحديث 246:13 ـ 251.
83 ـ الكافي 107:1 / ح 3 ـ باب جوامع التوحيد.
84 ـ الكافي 67:1 / ح 1 ـ باب أدنى المعرفة. التوحيد للصدوق 283.
85 ـ الكافي 294:7. تهذيب الأحكام 209:10.
86 ـ كامل الزيارات 24. رجال الكشيّ 319 ، 330، 446. تأسيس الشيعة للسيّد حسن الصدر 344. رجال الحلّي ـ قسم الثقات 132. هديّة العارفين للبابانيّ البغداديّ 817:1.
87 ـ رجال ابن داود ـ قسم الثقات 151.
88 ـ رجال الطوسيّ 421. الوجيزة 41. تنقيح المقال 35:2. أمالي الطوسيّ 298. معجم رجال الحديث 102:14.
89 ـ أمالي الشيخ الطوسيّ 294:1.
90 ـ رجال الطوسيّ 422. رياض العلماء لعبد الله أفندي 490:5. رجال ابن داود ـ قسم الثقات 161. معجم رجال الحديث 311:14 ، 312. الذريعة 375:3. فهرست الطوسيّ 192.
91 ـ الكافي 401:1.
92 ـ الكافي 569:4. تهذيب الأحكام 28:6. كامل الزيارات 45 ـ والآية في سورة الأنبياء:28.
93 ـ الكافي 577:4. تهذيب الأحكام 113:6.
94 ـ رجال الطوسيّ 422. نقد الرجال 296. رجال البرقي 60. منهج المقال 288. هداية المحدّثين 140.
95 ـ من لا يحضره الفقيه 440:1.
96 ـ إعلام الورى بأعلام الهدى للشيخ الطبرسيّ 343.
97 ـ رجال الكشيّ 475 ، 477 ، 484 ، 558. الوجيزة 46. التحرير الطاووسيّ 252. نقد الرجال 302. معجم رجال الحديث 267:15. وسائل الشيعة للحرّ العامليّ 325:20. جامع الرواة 96:2.
98 ـ رجال الطوسيّ 423. إتقان المقال 122. معجم الثقات 107. رجال الكشيّ 548. رجال ابن داود ـ قسم الثقات 172. هداية المحدّثين 141.
99 ـ بحار الأنوار 283:93.
100 ـ الكافي 58:7. مَن لا يحضر الفقيه 219:4.
101 ـ رجال الكشيّ 545. رجال الحلّي ـ قسم الثقات 151. جامع الرواة 118:2. تنقيح المقال 120:3. مجمع الرجال 216:5.
102 ـ رجال الطوسيّ 423. معجم الثقات 99 ، 110. فهرست الطوسيّ 147. الوجيزة 48. معجم رجال الحديث 200:16. كامل الزيارات 72 ، 74.
103 ـ نقد الرجال 323. الذريعة 335:2. رجال البرقيّ 59. رجال النجاشيّ 262. بهجة الآمال 517:6 ، 518.
104 ـ كامل الزيارات 14 ، 19 ، 137. رجال النجاشيّ 235. منهج المقال 313. فهرست النديم 278. إتقان المقال 129.
105 ـ تهذيب الأحكام 91:6.
106 ـ رجال الطوسيّ 422. رجال الحلّي ـ قسم الثقات 140. نضد الإيضاح 312. الذريعة 365:20. معجم رجال الحديث 131:17. الوجيزة 51.
107 ـ الكافي 500:1. مناقب آل أبي طالب 452:2.
108 ـ منهج المقال 335. رجال الحلّي ـ قسم الثقات 167. روضة المتّقين 458:14. فهرست الطوسيّ 165. رجال الكشيّ 180 ، 337 ، 463.
109 ـ فهرست الطوسيّ 164. كامل الزيارات 272. طرائف المقال 362:1. معجم رجال الحديث 349:18. تنقيح المقال 250:3.
110 ـ أمالي الشيخ الطوسيّ 286:1.
111 ـ سورة آل عمران:61.
112 ـ تفسير العيّاشيّ 176:1.
113 ـ من لا يحضره الفقيه 609:2. عيون أخبار الرضا عليه السّلام 272:2 ـ 277 / ح 1. تهذيب الأحكام 95:6.
114 ـ تنقيح المقال 268:3. معجم الثقات 365. الكافي 261:1. جامع الرواة 290:2 ، 292. خاتمة مستدرك وسائل الشيعة للميرزا النوريّ 853.
115 ـ الكافي 381:1.
116 ـ إثبات الوصيّة 222.
117 ـ إثبات الوصيّة 225. مروج الذهب للمسعوديّ أيضاً 170:4.
118 ـ سورة التوبة:25.
119 ـ تذكرة خواصّ الأمّة لسبط ابن الجوزيّ 360.
120 ـ رجال الحليّ ـ قسم الثقات 186.. وفيه: كان مقدَّماً عند أبي جعفر الثاني ( الجواد ) عليه السّلام وأبي الحسن ( الهادي ) عليه السّلام، وكانا يختصّان به. قتله المتوكّل لأجل التشيّع، وكان عالماً بالعربيّة، ثقةً مصدَّقاً. فهرست النديم 79.. وفيه: كان متصرّفاً في أنواع العلم.. وله حظّ من الستر والدين. سِيَر أعلام النبلاء للذهبيّ 16:12. رجال النجاشيّ 312. هديّة العارفين للبابانيّ البغداديّ 536:2. البداية والنهاية لابن كثير 346:10. أعيان الشيعة 305:10. كشف الظنون 108:1 ، 264 ، 507.. معجم الثقات 132. دائرة المعارف لوجدي 205:5. إيضاح المكنون للبابانيّ البغداديّ 94:1 ، 261:2.. الذريعة 524:1 ، 173:2.. رجال ابن داود ـ قسم الثقات 206. أنباه الرواة للشيبانيّ القفطيّ 50:4. شذرات الذهب لابن العماد الحنبليّ 106:2. مرآة الجِنان لليافعيّ 147:2. تاريخ بغداد 273:14. روضات الجنّات للموسويّ الخوانساريّ 217:8. معجم الأدباء لياقوت الحمويّ 50:20. الكامل في التاريخ لابن الأثير 84:7 ، 91. معجم رجال الحديث 29:20. بغية الوعاة للسيوطيّ 418. وفيات الأعيان لابن خلِّكان 395:6. تأسيس الشيعة للسيّد حسن الصدر 155. تاريخ أبي الفداء 43:2. معجم المؤلّفين 243:13. تنقيح المقال 56:3. دائرة المعارف للبستانيّ 523:1..
121 ـ مناقب آل أبي طالب 443:2. الكافي 18:1 / ح 20 ـ كتاب العقل والجهل.
122 ـ أمالي الطوسيّ 193:2.
123 ـ أمالي الطوسيّ 193:2.
124 ـ رجال الطوسيّ 425. تاريخ بغداد 287:14. تنقيح المقال 332:3. الذريعة 57:3 ، 342:24. معالم العلماء 131. الوجيزة 60. رجال الحليّ ـ قسم الثقات 186.
125 ـ مصباح المتهجّد للشيخ الطوسيّ 239.
source : alhassanain